لقد أودت الحروب الطاحنة بين أفرِقَة المبيعات والتسويق وبين مختصي تحسين محرّكات البحث بحياة العديد من الأشخاص، وكُلنا نَشهد على هذه المعارك، حيث يُجري فريق التسويق تغييراتٍ جذريّةٍ على الموقع لتحسين تجربة المستخدم UX فيُؤدّي ذلك إلى انخفاض تصنيف الموقع أو قد يَكتب فريق التسويق نصوصًا إعلانيةً جذابةً وخلّاقةً، فيقص مختصو تحسين محرّكات البحث أجنحتهم بعد ذلك.
يجدر القول بأنّه يجب ألّا يتعارض تحسين معدّل التحويل CRO مع الجهود الموظّفة في تحسين محركات البحث، بل يجب أن يُكمّل كلُ منهما الآخر. وفي هذا المقال، سنوضّح لك كيفيّة إيقاف النزيف الناتج عن فقدان حركة الزُوّار organic traffic (يُشير هذا المصطلح إلى الزُوّار الذين وصلوا إلى موقعك الإلكتروني عن طريق عمليات البحث التقليديّة؛ أي بأسلوبٍ مجاني) بسبب الاستخدام غير المُلائم لاختبارات A/B والمُنزلقات Sliders ومقاطع الفيديو والنوافذ المُنبثقة pop-ups والكوابيس الأخرى في عالم مُحسّنات محرّكات البحث SEO.
كيف يمكن لاختبارات التسويق أن تلحق الضرر بمحسنات محركات البحث
لنبدأ بالإجابة على هذا السؤال أولًا: لماذا يوجد هذا الصراع أساسًا؟ ألا تتشابه أهداف مُختصي التسويق مع أهداف مُختصي تحسين محرّكات البحث؟ حسنًا، الإجابة هي نعمٌ ولا في الوقت ذاته؛ قد يكون الهدف النهائي هو نفسه، أي زيادة الزيارات وجذب عملاءَ محتملين وزيادة معدّل التحويل والترويج للعلامة التجاريّة، لكنّ وسائل تحقيق هذه الأهداف مختلفةٌ، وهذا هو سبب الصراع، دعنا نوضح لك ذلك أكثر عبر هذا المثال.
تتمثّل إحدى الحيل التسويقيّة الأساسيّة في إجراء اختباراتٍ لتحسين معدّل التحويل أو لتحسين مقاييس الأخرى مثل تجربة المستخدم، ولنفترض أن أحد مختصي التسويق يُنفّذ اختبار A/B لتحديد عدد الأشخاص الذين ينقرون على زرّ اتخاذ إجراءٍ CTA (عبارة أو زرّ يُوضع في الموقع الإلكتروني، الهدف منه دعوة العميل لاتخاذ الإجراء المرغوب) اعتمادًا على موقعه وحجمه ونصّه الإعلاني وعواملَ أخرى، وبعد ظهور عددٍ كافٍ من النتائج، سيختار المسوّق الدعوة لاتخاذ إجراء CTA الفائزة في الاختبار والتي أعطت أفضل النتائج، وذات البساطة والتكلفة المنخفضة.
وأثناء إجراء الاختبار، يقيس مختصو التسويق ما يلي:
- معدّل الأشخاص الذين يثيرون إجراءً محدّدًا.
- العدد الإجمالي للزُوار.
تكمُن المشكلة في أن تلك الاختبارات التي تُجرى، تعمل على إرباك محرّكات البحث، فإذا كان المصدر الرئيسي للزيارات في صفحة الهبوط التي اختبرت هو حركة الزُوّار، فقد تكون العواقب وخيمةً عند إجراء الاختبار، لأن كل تغييرٍ يُنفّذ على الموقع يُشبه إجراء عمليةٍ جراحيةٍ في جسد مريض، أي أنه سيُلحق الضرر على نحو عامٍ بحركة الزيارات، وبمجرّد أن تنخفض حركة الزيارات، لن يكون من السهل استعادتها، ويُعَد كل من التعديل والاختبار أمرين سهلين عندما تسمح للزائرين بالدخول، وتحسب عائد الاستثمار وتُجري المزيد من التحسينات، أي أن الخطر الوحيد يكمُن في التسبّب في خفض عائد الاستثمار في حال فشل اختبارك، ولكن عادةً ما يُمكنك عكس هذه النتائج.
عندما نأخذ في الحسبان محرّكات البحث وحركة الزيارات المدفوعة (وهي عكس حركة الزيارات المجانيّة)، سيُصبح الوضع أكثر تعقيدًا، أي إذا انخفض عدد الزائرين فجأةً، فلن تكفي أفضل دعوةٍ لاتخاذ إجراء CTA وأكثرها تطورًا ومع معدل تحويلٍ جيّدٍ في الوصول إلى الهدف المنشود.
ألقِ نظرةً على الاختلاف في هذا الرسم البياني:
والآن، أكمل القراءة لتتعرّف على سبب حدوث هذه الآثار الجانبيّة وكيفيّة التخفيف من أثرها على مُحسّنات محرّكات البحث.
كيف تقيم محركات البحث صفحاتك؟
تُغذى خوارزميات محركات البحث بالبيانات التي تجدها برمجياتها الآلية (روبوتات محركات البحث) في الصفحات التي زحفت إليها واستكشفتها، حيث يأخذون في الحسبان عواملَ مماثلةً للآتي:
- المحتوى content.
- الروابط الداخليّة internal links.
- إمكانيّة الوصول accessibility.
- الأداء performance.
- الروابط الخلفيّة backlinks.
- سلوك المستخدم user behavior.
اقتباسإجراء أي تعديلٍ على الموقع الإلكتروني سيُغير من الأداء العام له، لأنه حتمًا سيُؤثر على عاملٍ واحدٍ على الأقل من عوامل التصنيف ranking factors.
على سبيل المثال، يُمكن أن تُؤدّي إضافة كلمةٍ إضافيةٍ على عنوانٍ ما إلى تحسينٍ مفرطٍ لا داعيَ له وانخفاضٍ في التصنيف، فإذا كان العنوان الذي لدينا هو عبارة مثل "أفضل صانع أقفال في دمشق" وغيرناه إلى "أفضل خدمات صناعة الأقفال في دمشق"، فقد يتأثّر تصنيفنا بسبب هذه الكلمات، أي أن المستخدم يراه مجرّد تغييرٍ بسيطٍ بالنسبة له، لكنّه تحولٌ كبيرٌ بالنسبة لمُحرّكات البحث.
سيتأثّر التصنيف جراء اختبارٍ بسيطٍ لمعرفة جدوى إظهار نافذةٍ منبثقةٍ pop-up للزُوّار مباشرةً بعد الهبوط، ولكن لماذا؟ لأنه يُغيّر المحتوى المرئي في الصفحة، حيث سيرى الزُوّار ومحركات البحث هذا الاختبار كأنّه مجموعةٌ جديدةٌ من الكلمات والعبارات، وستُغذى هذه البيانات إلى الخوارزميات، وبالتالي يُمكن أن يتأثّر تصنيف الصفحات.
إذًا، هل هذا يعني أنه يجب عليك تجنُّب إجراء الاختبارات وغيرها من الحيل عندما يكون مصدر حركة الزيارات لديك هو البحث العضوي؟ بالطبع لا، لأن لها الكثير من الفوائد، مثل زيادة معدّل التحويل أو تقليل معدّل الهجر churn rate، والتي لا يجب التخلّي عنها.
حيث هناك طرقٌ للتخفيف من التأثيرات السلبيّة الناتجة عن استخدام حيل التسويق الآتية:
- اختبارات A/B.
- النوافذ المنبثقة pop-ups.
- مقاطع الفيديو.
- المُنزلقات Sliders.
اختبارات A/B وتأثيرها على محسنات محركات البحث
بالنسبة إلى مُحسّنات محرّكات البحث أو SEO، تُعَد اختبارات A/B أخطر طريقة تسويقٍ موجودة، حيث يكره خبراء تحسين مُحرّكات البحث هذه الاختبارات لأنها يُمكن أن تُلحق الضرر بالنتائج التي كانوا يعملون عليها في التحسين، وهناك ثلاثة أسبابٍ رئيسيةٍ لذلك:
السبب الأول: المحتوى المتكرر ونهش لحم الآخر
ينشأ المحتوى المتكرّر عند وجود نسختين متطابقتين تقريبًا من نفس الصفحة ولكن مع روابطَ URL مختلفةٍ، حيث يُطلق على هذا النوع من اختبارات A/B اسم اختبار إعادة التوجيه redirect test، وهو مدعومٌ بأدواتٍ مثل Google Optimize؛ أمّا نهش لحم الآخر، فيظهر عند حدوث الحالة السابقة أي وجود رابطين URL مختلفين، ولكن بمحتوًى متشابهٍ (أي حتى نفس الكلمات المفتاحيّة)، عندها ستزحف إليهما روبوتات محركات البحث، وسينتهي الأمر بالمواقع إلى التنافس على تصنيفات البحث وسرقة الزيارات من بعضهما؛ بمعنًى آخر ستكون معركةً بين الاثنين لنهش لحم بعضهما البعض.
هذا ليس كل شيء، إذ لن يكون للطرف "B" من الاختبار أي ارتباطٍ في النطاق Domain، ممّا يعني أنها ستكون صفحةً يتيمةً orphan page، والصفحات اليتيمة مضرةٌ جدًا بمُحسّنات محرّكات البحث.
السبب الثاني: التمويه
لحل مشكلة ازدواجيّة المحتوى، قد يخطر لك أن تجعل موقعك يَعرض محتويين مختلفين في الصفحة نفسها، أحدها يراه المستخدمون والثاني موجه روبوتات مُحرّكات البحث، حلٌ ذكيٌ أليس كذلك؟
حسنًا، ربما قبل عشر سنوات كان من الممكن أن يكون هذا حلًا مناسبًا، أمّا اليوم فقد ينتهي الأمر بتعرّض موقعك للحجب، ولا نظن أنك تريد حدوث ذلك.
يحدث التمويه Cloaking في مُحسّنات محرّكات البحث عندما تُحاول جعل روبوت محرك البحث يرى شيئًا مختلفًا في موقعك الإلكتروني عمّا يراه الزُوّار من البشر، حيث يُعَد هذا تلاعبًا وانتهاكًا لقوانين الإشراف على المواقع في جوجل Google's Webmaster Guidelines، لأنه لا يعطي المستخدمين النتائج التي كانوا يتوقّعون أن يحصلوا عليها في بحثهم، أي يبحثون عن شيءٍ فيظهر لهم شيءٌ آخر كليًا.
فقد ترى الروبوتات بضعة نصوصٍ في صفحتك HTML، ولكن في الواقع، ستكون صفحتك بأكملها عبارة عن مجموعةٍ من الصور، أو إذا قرّرت التدوين عن شيءٍ غير قانونيٍ، فقد تعرض لروبوتات مُحرّكات البحث محتوًى بريئًا عن النباتات المنزليّة مثلًا، أو ما يخطر لك من أفكارٍ خلّاقةٍ وخادعةٍ.
لكن حتى لو استطعت تمويه موقعك الإلكتروني أو صفحاته -ولا ننصحك بفعل ذلك- سيُعَد انتهاكًا لقوانين جوجل، كما ذكرنا أعلاه، وكعقوبةٍ جرّاء فعلك هذا، ستزيل جوجل موقعك من التصنيف نهائيًا.
وبهذا الصدد يصرّح ماسيج شموركوسكي Maciej Chmurkowski الخبير البولندي في مجال تحسين مُحرّكات البحث SEO، قائلًا:
اقتباس"إذا مَوّهتَ موقعك وكُشف أمرك (على الأرجح شخصٌ ما سيُبلّغ عنه)، فسيُحظر الموقع وسيُحذف من الفهرس تمامًا"
التمويه هو أحد الآثار الجانبيّة لتحسين اختبارات A/B، فعندما تتلقّى برمجيات جوجل النسخة "A" وتعرض للمستخدم النسخة "B" يُسمى هذا تمويهًا نصيًا، وكلّما زاد الاختلاف في المحتوى بين النسختين، كان كان الوضع أسوأ.
السبب الثالث: اختلافات المحتوى ومعالجة اللغة الطبيعية
استثمرت جوجل مبلغًا طائلًا من المال لفهم ما نكتبه ووضعه في سياقه الصحيح، وهي الآن أفضل ممّا سبق في فهم سياق الكلام والنبرة العامة والمغزى من المحتوى أثناء تحليلها للنص، ولكن كيف يُمكن لخوارزميات معالجة اللغة الطبيعيّة أن تفهم اختلافات المحتوى في اختبار A/B بطريقةٍ خاطئة؟ سنعطيك مثالًا نشرح لك ذلك.
تخيّل أن لدينا نسختين من صفحة هبوط، صفحة الهبوط (A) والتي تتكوّن من ألف كلمةٍ، مع عشر شهادات عملاء يُخبرون عن تجربتهم مع العلامة التجاريّة، وصفحة هبوطٍ أخرى (B) تتكوّن من 500 كلمةٍ ولكنّ شهادات العملاء فيها تظهر على شكل منزلقاتٍ تحتوي على صورٍ بدلاً من محتوًى نصّيٍ.
إن نصوص الشهادات في صفحة الهبوط (A) مناسبةٌ جدًا لخوارزميات مُحرّكات البحث وتتوافق معها، أمّا عندما تُفهرِس برمجيات جوجل النسخة التي تحوي منزلقاتٍ في صفحة الهبوط (B)، فقد تصطدم معها وتتعثّر بها لعدم كونها ذات صلةٍ مثل صفحة الهبوط (A)؛ مرةً أخرى يجب أن نقول أنه قد تزيد معدّلات التحويل، ولكن حركة الزيارات ستنخفض إلى الصفر.
كيف تجري اختبارات A/B صديقة بمحسنات محركات البحث ولا تلحق الضرر بها
كيف تُقلّل من تأثير اختبار A/B على مُحسّنات محركات البحث؟ الجواب بسيط، إذ لا تُغيّر كثيرًا في المحتوى النصّي.
اقتباستقرأ محركات البحث المحتوى الذي تُقدمه وتُقيّمه، وهذا هو أحد أهم العوامل في التصنيف، لذا من الأفضل التأكّد من أن اختبارات A/B تُركّز على تحسين تجربة المستخدم UX وليس على المحتوى نفسه.
فإذا كان لا بدّ من اختبار المحتوى النصّي، فأضف للشيفرة المصدريّة للموقع بضع تعليمات HTML من أجل برمجيات جوجل، أي ما عليك سوى وضع علامة عنوانٍ أو canonical tag
(ببساطةٍ شديدة تُخبر هذه العلامة مُحرّكات البحث أيّ نسخةٍ من رابط URL تُريدها أن تظهر للمستخدمين في نتائج البحث) على النسخة (B).
<link rel=“canonical” href=“https://example.com/sample-page/” />
هذه التعليمة ستُشير إلى أن هذه الصفحة ليست الأساسيّة، ويُمكن الوصول إلى النسخة الأساسيّة من الرابط example.com/sample-page (طبعًا لا داعيَ لذكر أن هذا الرابط يُمثّل عنوان صفحتك).
بالإضافة إلى ما سبق، أضف علامة عدم الفهرسة أو noindex tag
في الشيفرة المصدريّة لإعلام برمجيات جوجل أو روبوتات محرّك البحث بالجزء الذي لا تُريد فهرسته:
<!DOCTYPE html>` <html><head> <meta name=”robots” content=”noindex” /> (…) </head> <body>(…)</body> </html>
لكنّها ليست طريقةً آمنةً كليًا، أي ما تزال هناك فرصةٌ في أن ينخفض تصنيفك أو حتى أن تُعاقب من قِبل جوجل، حيث تُعَد كلٌ من العلامتين canonical
وnoindex
مجرّد إرشاداتٍ تُوجّه الروبوتات، ولكن ليس مؤكدًا أنها ستُصغي إليك، فهي مجرّد وسيلةٍ تُقلّل من فرص حدوث ذلك.
إن تأثير اختبارات A/B على حركة الزيارات يطول أكثر من مدة الاختبار نفسه ويُمكن أن يترك خسائرَ طويلة الأمد على ما يُسمى Page Authority، وهو سجل نقاطٍ يتنبّأ بمدى جودة تصنيف صفحةٍ معينةٍ على صفحات نتائج محرّك البحث.
اقتباسلكي تكون متأكدًا بنسبة 100% من أنّك لن تتضرر بسبب اختبارات A/B، لا تجرِ الاختبارات على الصفحات التي تجلب زيارات.
قد يُكلّفك هذا الأمر عملًا ومجهودًا إضافيين، لكن صدقًا، الأمر لا يستحق هذه المخاطرة، لذا لا تُعرّض إوزّتك التي تبيض ذهبًا للخطر.
تأثير النوافذ المنبثقة على محسنات محركات البحث
يُمكن أن تكون النوافذ المنبثقة ذات الصلة والموجّهة جيدًا مصدرًا رائعًا لجذب عملاءَ محتملين، حيث يُمكننا أن نفترض نجاح النوافذ المنبثقة في حال حصلت على عدد النقرات الذي تهدف إليه من عمليات الاشتراك في البريد الإلكتروني، إذ تُعَد طريقة التواصل هذه آمنةً نسبيًا من ناحية مُحسّنات محرّكات البحث.
اقتباسملاحظة: استخدمنا هنا كلمة "نسبيًا" لنخلّي مسؤوليتنا، فكما ذكرنا من قبل، لا يوجد شيءٌ حتميٌ عندما يتعلّق الأمر بتحسين محركات البحث أو SEO، ولا يُمكننا أبدًا أن نكون متأكدين بنسبة 100% من أن التغيير في موقعنا الإلكتروني لن يضرّ بنا، على الرغم من أنه يُمكننا الوصول إلى المزيد والمزيد من البيانات في مُحسّنات محركات البحث، إلا أن العديد من القرارات التي تُتخذ في هذا الخصوص لا تزال تستند على التجارب السابقة والحدس.
وبسبب هذه الحالة من عدم اليقين، راقب تصنيف موقعك بعد استخدامك للنوافذ المنبثقة، فإذا انخفض التصنيف؛ أزلها أو عدّلها على الفور، حيث يُعَد هذا الأسلوب نهجًا عامًا لا بدّ منه عند تنفيذ أيّ شيءٍ ترغب به في مُحسّنات محركات البحث.
إذا كنت ترغب في التقليل من احتمال انخفاض التصنيف، فضع في حسبانك هذين الأمرين:
- لا تُسرّع من إظهار النوافذ المنبثقة.
اقتباسلا تعرض أبدًا نافذةً منبثقةً فوق المحتوى في اللحظة التي يتم فيها تحميل صفحتك.
تُفهرِس روبوتات محركات البحث النصّ الموجود في النوافذ المنبثقة وتصنّفه ضمن محتوى موقعك الإلكتروني، ونظرًا لأنه لا يكون دائمًا ذا صلةٍ بموضوع الصفحة، فيجب أن تتأكّد من ظهوره بعد تأخيرٍ زمنيٍ معيّنٍ من تحميل الصفحة.
السؤال الآن، ما المدة المناسبة للانتظار قبل عرض نافذةٍ منبثقة؟ يُمكنك ببساطة إجراء تدقيقٍ Audit عبر أدوات الاختبار المطوّرة من قِبل جوجل Google's web.dev tools، وانظر فيما إذا كانت النافذة المنبثقة تظهر أم لا، فإذا ظهرت النافذة المنبثقة، فإن زمن التأخير قصيرٌ جدًا:
لنلقِ نظرةً على هذا المثال، قرّر أحد مواقع التجارة الإلكترونية يُدعى Gilt عرض نافذةٍ منبثقةٍ على الصفحة الرئيسيّة، بحيث تظهر في اللحظة تحميل الصفحة، تمامًا مثل الصورة التالية:
عندما نسخت رابط الموقع إلى أداة web.dev، ظهر لي كيف أن النافذة المنبثقة تظهر باكرًا جدًا، حتى قبل أن تُحمّل الصفحة نفسها:
تجنب النوافذ المنبثقة المكتظة بالنصوص
إذا احتوت النافذة المنبثقة على نصٍ طويل، فيُمكن أن تُغيّر من الطريقة التي يرى بها جوجل الصفحة بأكملها.
قد تُضيف النافذة المنبثقة المكتظة بالنصّ الكثير إلى إجمالي الكلمات المكتوبة في صفحتك، ولكن في حال كانت لديك مقالةٌ يبلغ طولها ألف كلمةٍ وكانت النافذة المنبثقة تحتوي على ثلاثة آلاف كلمةٍ حول سياسة ملفات تعريف الارتباط Cookies، فإنّ النافذة المنبثقة حتمًا ستُضعِف محتوى صفحتك.
لهذا السبب يجب ألا تحتوي النوافذ المنبثقة على أكثر من 100 كلمةٍ، حتى لا تطغى على المحتوى الإجمالي للصفحة؛ أما في حال كانت صفحة الهبوط مكونةً من 200 كلمةٍ، فإن نافذةً منبثقةً بمئة كلمةٍ تُعَد أكثر من اللازم، ولا تنسَ أن المحتوى الموجود في النوافذ المنبثقة مفهرسٌ، لذا بكلماتٍ كافيةٍ، يُمكنك تغيير طول المحتوى أو الانطباع العام عنه، ولكن قد يُكلّفك ذلك خسارة زياراتٍ عضويةٍ عند تغييره.
يجب أن تكون كثير الحذر في حال كانت النافذة المنبثقة تتضمّن الشروط والاتفاقيات الخاصّة بالموقع (كما يحدث غالبًا عندما تُريد جمع معلوماتٍ من الزُوار)، فبالنسبة إلى روبوتات محركات البحث، ستُصبح نصف مقالتك حول موضوعها الأساسي ونصفها الآخر حول الشروط والاتفاقيات، وهذا بدوره يُمكن أن يُؤثّر بشدّةٍ على تصنيفك.
فيما يلي مثالٌ على نافذةٍ منبثقةٍ تحتوي على سياسة خصوصية، ربما تكون قد شاهدتها سابقًا في مواقعَ مختلفةٍ:
ما تراه هنا ليس حالةً فرديةً نادرة الحدوث، إليك مثالًا آخر لنافذةٍ منبثقةٍ من موقعٍ لشركة محاماة تُؤكّد فيها لعملائها أن أبوابهم مفتوحةٌ للعمل وهي تحتوي على 262 كلمة:
كيف تجعل النوافذ المنبثقة صديقة لمحسنات محركات البحث ولا تلحق الضرر بها
للتأكّد من أن النوافذ المنبثقة لن تتعارض مع مُحسّنات مُحركات البحث، التزم بالقواعد الثلاث التالية:
- انتبه إلى زمن تحميل النوافذ المنبثقة، حيث يُمكنك عادةً ضبطه لتظهر بعد فترةٍ زمنيةٍ معيّنة.
- اجعل النصّ المكتوب فيها قصيرًا قدر الإمكان.
- اجعل النافذة المنبثقة تُعيد توجيه الزائر إلى حيث تُريده أن يذهب، أي ليس من الضروري أن تجبرهم أن يدخلوا عنوان بريدهم الإلكتروني مباشرةً في النافذة المنبثقة، بل وجّهم بدعوة اتخاذ إجراءٍ جيّدة CTA إلى صفحة الهبوط وستتجّنب بذلك مشكلة البنود والشروط؛ على الرغم من أن هذا ليس ممكنًا دائمًا، إلا أنه الحلّ الأكثر أمانًا لمُحسّنات محركات البحث.
فيما يلي مثالٌ لنافذةٍ منبثقةٍ من موقع HubSpot:
حيث تظهر عندما تنزل بالمنزلق إلى منتصف الصفحة تقريبًا، وهي ذات صلةٍ وارتباطٍ بالموضوع وتحتوي فقط على بضع كلماتٍ لا أكثر.
إليك مثالًا آخر عن نافذةٍ منبثقةٍ من موقع تجارةٍ إلكترونية يُسمى Boom أسسته سيندي جوزيف، وهو عبارة عن نافذةٍ منبثقةٍ تقليديّةٍ تُقدّم خصمًا لأول عملية شراء:
حيث تظهر بعد حوالي دقيقةٍ من عرض الصفحة، ورغم أنها تطلب من المستخدم إدخال بريده الإلكتروني على الفور، إلا أنها بسيطةٌ جدًا، ولا تحتوي على الكثير من الكلمات، وتكاد أن تكون فرصةً معدومةً لأن يكون لها أيّ تأثيرٍ سلبيٍ على مُحسّنات محرّكات البحث.
مقاطع الفيديو والرسوم المتحركة وتأثيرها على محسنات محركات البحث
يُساعد الشرح البسيط لمنتجاتك أو خدماتك مع إضافةٍ للمساتك الشخصيّة على التخفيف من صدمة اللقاء الأول، حيث تُعَد مقاطع الفيديو والرسوم المتحركة وسيلةً رائعةً للترحيب بالزُوّار ومدّ جسور المصداقيّة، وهذا هو السبب الذي يجعل العديد من جهات التسويق ترغب في تضمين هذا النوع من الوسائط.
ولكن، مثلها مثل أيّ أداةٍ أخرى، هناك بعض المخاطر التي قد تُصيب مُحسّنات محرّكات البحث، فمقاطع الفيديو المُضمّنة تُعَد ثقيلةً وتزيد من وقت التحميل كثيرًا. هذه المسألة يُمكن أن تسبّب المشاكل التالية:
تخفض مقاطع الفيديو المضمنة من سرعة تحميل الصفحات وتنفر المستخدمين
تلعب كلٌ من سرعة تحميل الصفحات وسلوك المستخدم دورًا كبيرًا كعوامل تصنيفٍ، حيث تستغرق مقاطع الفيديو المُضمّنة وقتًا طويلًا في التحميل؛ وتتطلّب تقريبًا من 10 إلى 20 ثانيةٍ وهذا وحده يُعَد سببًا في خفض تصنيف موقعك.
وفقًا لتقرير جوجل، يُغادر أكثر من نصف مستخدمي الأجهزة المحمولة مواقع الإنترنت التي تستغرق أكثر من ثلاث ثوانٍ لتفتح.
وبما أن المستخدمين سينفرون من موقعك بسبب ما سيُعانوه من بطءٍ شديدٍ في فتحه، ستنال عقوبةً من جوجل أيضًا وسينخفض تصنيفك.
السر نحو مقاطع فيديو لا تلحق الضرر بمحسنات محركات البحث
إن السبب الذي يُطيل زمن تحميل الصفحات هو المحتوى الثقيل الذي يُربك خوادم موقعك الإلكتروني، ولحسن الحظ هناك حلٌ بسيطٌ لتجنُّب ذلك؛ ببساطة، ارفع مقاطع الفيديو على مخدماتٍ أخرى بحيث تكون مختلفةً عن مخدم موقعك وبهذه الطريقة سيَنعم باقي موقعك في سلام، حيث أن أسوأ ما قد يحدث هو أن مقاطع الفيديو ستظهر بعد تأخيرٍ زمنيٍ، بينما يكون المتصفّح قد أظهر بقيّة موقعك للمستخدمين.
يُمكنك استخدام يوتيوب لمزيدٍ من حركة المرور من جوجل، حيث تدعم جوجل خدماتها على نحوٍ دائم، ويُمكنك أيضًا استخدام منصة ويسيتيا Wistia أو أيّ مزود خدمةٍ آخر من اختيارك، ويُنصح باستخدام خدمة شبكة توصيل المحتوى أو CDN للرسوم المتحرّكة أو الصور عالية الدقّة.
لا تعتمد على المحتوى الثقيل في مقالاتك
يُعَد سلوك المستخدم أحد عوامل التصنيف عالية التأثير على مُحسّنات محرّكات البحث، لذا افعل كل ما في وسعك لإبقاء الزُوّار في موقعك، وهذا هو السبب في أنه لا يجب عليك الاعتماد على مقاطع الفيديو فقط كمحتوًى أساسيٍ، حتى إن كنت تستضيف المحتوى الثقيل على خادمٍ منفصلٍ والصفحة تُحمّل بسرعةٍ، فمع ذلك قد يستغرق تحميل المحتوى الأساسي وقتًا أطول ممّا يجب.
يتصفّح الكثير من الأشخاص الإنترنت من خلال هواتفهم المحمولة وبسرعاتٍ يُحتمل أن تكون بطيئةً نسبيًا، لذا تأكّد من أنهم لا يحتاجون إلى انتظار تحميل كل الوسائط في الموقع لفهم ما يقرؤونه، وإلا كن مستعدًا لخسارة المستخدمين الذين ليس لديهم الصبر الكافي ولا سرعات اتصالٍ عاليةٍ.
جهّز مسارات تعلّمٍ بديلةٍ بحيث تكون ظاهرةً للمستخدمين في حال تعثّر تحميل الفيديو؛ على سبيل المثال، يُمكنك إضافة ما يُقال في مقاطع الفيديو على شكل نصوصٍ Scripts، كما يفعل موقع Copyhackers:
المنزلقات وتأثيرها على محسنات محركات البحث
تُعَد المنزلقات جزءًا أساسيًا في العديد من مواقع الإنترنت، ولكن من وجهة نظر مُحسّنات محرّكات البحث، تبدو الأمور أكثر تعقيدًا، ببساطةٍ لأن المنزلقات لا تنسجم بسلاسةٍ مع روبوتات محرّكات البحث.
اقتباسالمُنزلقات: هو مصطلحٌ يُشير إلى عرضٍ للشرائح على مواقع الإنترنت، وأحد الأمثلة على استخدامات المُنزلقات هي الإعلانات الدائريّة Carousel Ads التي تُستخدم في عرض منتجاتٍ أو صور، ويستطيع المصممون تضمين المنزلقات في جميع أنواع المواقع، ولكنّها تحقق أكبر استفادةٍ للشركات التي ترغب في عرض محتوًى ذي صلةٍ أو عرض منتجاتها.
التضارب مع برمجيات جوجل
تمسح روبوتات محرّكات البحث صفحتك مرتين، في المرّة الأولى يتحقّق فيها روبوتٌ بسيطٌ من تعليمات HTML، بينما يعرض الروبوت الكبير موقعك ويُحاول قراءته كما لو كان زائرًا حقيقيًا. إذًا، ماذا يحدث عندما تصادف روبوتات محركات البحث موقعًا يحوي شريط تمرير؟
سيكشف الروبوت البسيط العناوين الرئيسيّة والعناوين الفرعيّة، وبفرض أن كل شيءٍ منظمٌ تمامًا وبالترتيب المُوصى به، وسيأتي بعدها دور الروبوت الكبير الذي سيعرض الموقع ويرى الجزء المرئي من الصفحة، أي شريحةٌ عشوائيةٌ.
تخيّل موقفًا تكون فيه الشريحة الأولى عبارةٌ عن ترويسةٍ بقياس H1 وتكون مُحسَّنةً جيدًا، ولكن الشرائح الثلاث الأخرى في المنزلق هي عن المبيعات والتسويق والعلامات التجاريّة، أي مع محتوًى غير ذي صلةٍ من وجهة نظر مُحسّنات محركات البحث.
انظر إلى هذا المثال من موقعٍ لشركة محاماة، حيث تحتوي الشريحة الأولى على بعض الكلمات والعبارات ذات الصلة فيما يتعلّق بنشاط الشركة:
وإليك الشريحة الثانية من المنزلق:
ماذا يحدث إن رأى الروبوت شريحةً ما، وبدلًا من أن يكون لها عنوانٌ مناسبٌ يحافظ على تصنيفٍ عالٍ للصفحة، يرى كلمة فرص عمل Careers والتي تُعَد خارج النطاق الدلالي؟ بالتالي يُمكن أن يُؤدّي أي عدم تطابقٍ بين عمليتي مسح إلى إضعاف مصداقيّة الموقع.
ببساطةٍ، تكره محرّكات البحث التناقض، ولا يُمكنك إخفاء الأشياء عنها وإلا فسوف يعاقبونك، على الرغم من أنّك لم تتورّط عمدًا في أيٍ من تقنيات مُحسّنات محرّكات البحث المشبوهة أو ما تُسمى بالقُبعة السوداء Black Hat، فقد تُفسّر جوجل الأمور على هذا النحو.
كيف تستخدم المنزلقات بطريقة تتوافق مع محسنات محركات البحث
هناك ثلاثة شروطٍ عليك الالتزام بها لتُوحّد نجاح المنزلقات مع مُحسنات محركات البحث، وهي:
- تأكّد من أن الشريحة الأولى هي نفسها في جميع المنزلقات، وأنها مُحسّنةٌ تمامًا لتتناسب مع محرّكات البحث (ترويسة قياس H1 وبكلمةٍ مفتاحيةٍ تتطابق مع المغزى العام للموقع)، وراجع صورة أول شريحةٍ من موقع شركة المحاماة أعلاه لترى كيف ينبغي فعل ذلك.
- تخلّص من الدوران الآلي للشرائح: بهذه الطريقة، لن ينتهي الروبوت بأخذ لقطةٍ لشريحةٍ عشوائيةٍ بدلًا من الشريحة الأولى المقصودة.
- تجنّب الشرائح ذات النصوص الطويلة: في حال كانت لديك رسائلُ طويلةٌ تريد تضمينها، فاستخدم المحتوى التقليدي بدلاً من وضعها في شرائح، وذلك لأنه في حال كان هناك نصوصٌ طويلةٌ، فلن تظهر على الموقع إلا عندما يُتخذ إجراء (النقر أو التمرير مثلًا)، أو يتأخّر ظهورها لسببٍ ما، فسوف تُعاقبك روبوتات جوجل على ذلك.
وتذكّر دائمًا أن المحتوى المخفي يُفهرَس أيضًا، لكن لا يُقيّم بنفس الطريقة.
ملخص ما سبق
هناك ممارساتٌ تسويقيّةٌ من شأنها إلحاق الضرر بشدّةٍ بالجهود الموظّفة في تحسين محرّكات البحث، ومن أكثر هذه الممارسات شيوعًا هي اختبارات A/B والنوافذ المُنبثقة ومقاطع الفيديو والرسوم المتحرّكة المُضمّنة، والمُنزلقات؛ لكن هل هذا يعني أننا يجب أن نتخلّى عنها؟ طبعًا لا، فالاختبارات والمُسِاعدات البصريّة جزءٌ لا يتجزّأ من التسويق وبدونها سيكون صعبًا تحسين النتائج.
كل ما عليك فعله هنا هو الالتزام بالممارسات الجيّدة وتوقُّع المخاطر المُحتملة، بحيث تُعرّض موقعك للخطر، بل وجّه زُوّارك إلى صفحاتٍ أخرى، وذلك عبر إضافة زرّ اتخاذ إجراءٍ في مكانٍ مناسبٍ من البريد الإلكتروني، وهناك يُمكنك تنفيذ جميع الاختبارات التي تُريدها دون أن تُؤذي موقعك، والتزم بالتقنيات التي تحدثت عنها أعلاه.
تُعَد هذه الطريقة مفيدةً جدًا في حال قرّرت إجراء الاختبارات على مواقعَ ذات أداءٍ جيدٍ، حيث ستتمكّن أخيرًا من إنهاء الحروب الطاحنة بين مختصي التسويق وتحسين مُحرّكات البحث.
ترجمة -وبتصرُّف- للمقال Common Marketing Tricks That Can Actually Ruin Your SEO لصاحبه MICHAL SUSKI.
أفضل التعليقات
انضم إلى النقاش
يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.