اذهب إلى المحتوى

انتشرت في الآونة الأخيرة عدة مقالات ومنشورات عبر الإنترنت لأشخاص مهتمين بمجال تحسين محركات البحث SEO، أبدَو فيها غضبهم الشديد من التدقيق المتزايد الذي تمارسه جوجل على ترتيب نتائج البحث، وعندما ننظر إلى التعليقات، سنرى الكثير من الأشخاص يتحدثون عن انتهاء عصر تحسين محركات البحث SEO، وأنها لم تَعُد مناسبةً لتسويق المحتوى؛ لكن هل هذه الادعاءات صحيحة؟ هل يمكننا الاعتماد على استراتيجيات تحسين محركات البحث SEO في الجهود التسويقية بعد الآن؟

في الواقع، تتعرض العديد من المواقع الإلكترونية إلى تخفيض ترتيبها في نتائج البحث بعد ظهور خوارزمية جوجل التي تُطلَق عليها تسمية تحديث المحتوى المفيد Helpful Content Update. بالمقابل، تمكنت بعض المواقع القليلة من تجاوز هذه الخوارزمية بنجاح دون أن يتأثر ترتيب ظهورها، لكن ما الذي كانت تفعله بالضبط هذه المواقع حتى استطاعت تجاوز هذه الخوارزمية؟

تعالج جوجل أكثر من 3.5 مليار عملية بحث يوميًا، لذا فهي تعمل باستمرار على تصنيف صفحات الويب وأرشفتها، مع ذلك لا داعي للقلق، إذ ما يزال بالإمكان الحصول على عشرات الآلاف من الزيارات اليومية لمنشورات المدونات. الاختلاف هنا هو أن خوازرميات واستراتيجيات تحسين محركات البحث SEO التي كنا نعرفها سابقًا قد تغيرت، لذا فإننا بحاجة إلى التطور معها.

لقد اختفت في الآونة الأخيرة العديد من المواقع التي كانت تحصل سابقًا على تصنيف جيد في صفحات نتائج البحث على جوجل. هذا التراجع وصل إلى انخفاض الزيارات بنسبة 95% أو أكثر، لكن هذا لا يعني أن إستراتيجيات تحسين محركات البحث SEO السابقة قد انتهت، إنما قد تطورت وتغيرت، وهنا يجب علينا أن ننظر إلى العلامات التجارية التي ما زالت تحتل نتائج البحث الأولى، ونحلل ما الذي فعلته بالتحديد لتحافظ على مكانتها.

بداية الضجة التي تتحدث عن احتمال انقراض تحسين محركات البحث SEO

في أغسطس من عام 2022، أصدر جوجل تحديثًا جديدًا لخوارزميات تحسين محركات البحث باسم تحديث المحتوى المفيد Helpful Content Update، قدم فيه تصنيف لمستوى المواقع حسب الفائدة التي تقدمها، وهو ما يؤثر بطبيعة الحال على ظهور صفحات المواقع في نتائج بحث جوجل.

تعمل هذه الخوارزمية على مراقبة المحتوى الجديد والحالي باستمرار، بحيث إذا استمر المحتوى غير المفيد في صفته غير المفيدة، فسيضع المصنف علامةً على الصفحات لتخفيض ترتيبها في نتائج البحث. مع ذلك هذا لا يعني أنها نهاية تلك المواقع، إذ ما يزال بإمكان أصحاب هذه المواقع إحياء مواقعهم وتحسين ظهورها في نتائج البحث إذا حدثوا محتوى الصفحات إلى محتوى يهتم بتقديم الفائدة، ويضع الزوار في المقام الأول.

كيفية تطوير إستراتيجية تحسين محركات البحث SEO

تؤكد الشكاوى الكثيرة في المنتديات ووسائل التواصل الاجتماعي على هذا التأثير، لكن هذا التحول لا يعني أن تحسين محركات البحث SEO قد انقرض، بل أن هناك بعض الأمور التي يجب أخذها بالحسبان لتطوير إستراتيجية تحسين محركات البحث SEO، مثل:

1. نشر المحتوى الذي يهتم بمشكلات القراء ويوفر حلول عملية لهم

يريد محرك البحث جوجل التأكد من كتاب الموقع لديهم الخبرة الكافية في المجال الذي يكتبون فيه، لذلك قبل نشر أي مقالة، لا بد من الحرص على احتواء إستراتيجية المحتوى على خارطة طريق أو جدولة محتوى لنشر المقالات المفيدة باستمرار؛ كما لا بد من نشر المقالات التي تعكس فهم احتياجات القراء المحتملين وتقدم حلول لمشكلاتهم فقط.

لا بد من رسم خطة لكيفية استخدام الروابط الداخلية بين المقالات خلال مرحلة تخطيط المحتوى، وعندما يحين وقت الكتابة، يجب أن يكون نص الرابط Anchor Text ذا صلة بالرابط الذي ستضيفه؛ كما يجب أن تأخذ الروابط الداخلية القراء إلى صفحات ذات صلة بالموضوع ومفيدة لهم.

لفعل ذلك، يمكن توفير ملخص سريع عن كل مقال أو موضوع سنكتب عنه ضمن إستراتيجية المحتوى التي سنضعها، وقبل كتابة أي مقال مخطط له، يجب إعادة استثمار الوقت في البحث عن:

  • لمن نكتب: لا بد من رسم شخصية الجمهور المستهدف المثالي، مع الأخذ في الحسبان التركيبة السكانية لهم، مثل العمر والجنس والموقع الجغرافي ومستوى الخبرة، للتمكن من تحديد ما إذا كنا سنكتب للمبتدئين أو الخبراء في موضوع معين
  • المعضلة التي تواجه القراء: يجب تحديد مستوى التفاصيل التي يجب التعمق بها لمعالجة مشكلاتهم بفعالية.

لا بد من تجنب الطريقة التي تكتفي بتلخيص وجهات نظر الآخرين، أو إنتاج كمية كبيرة من المحتوى حول عدة مواضيع متنوعة، بل يجب أن تكون وفقًا لاستراتيجية محتوى واضحة ودقيقة. فعلى سبيل المثال، إذا كنا ندير متجرًا إلكترونيًا يبيع ألعاب الدمى للأطفال بأسعار مقبولة، فيمكنننا التخطيط لكتابة محتوى حول كيفية صناعة ألعاب الدمى بأنفسنا لتوفير المال. في هذه الحالة، نكون قد قدمنا محتوى مفيد وفعال للأشخاص الذين يريدون الحصول على ألعاب دمى لكنهم يبحثون عنها بتكلفة منخفضة.

2. وضع إستراتيجية محتوى فعالة

أثناء البحث عن العملاء، يمكن الاستفادة من أدوات البحث عن المواضيع والكلمات المفتاحية، مثل أداة SEMrush وأداة BuzzSumo؛ إذ يمكن لهذه الأدوات توفير المساعدة اللازمة على إنشاء خطة محتوى. ومن الأمثلة الجيدة على إستراتيجيات المحتوى الفعالة التي يمكنها اتباعها، هي إستراتيجية المحتوى العنقودي Cluster Content.

إستراتيجية المحتوى العنقودي Cluster Content هي خطة محتوى تعتمد على نشر مجموعة من المقالات المرتبطة ببعضها البعض، والتي تتناول موضوعات متشابهة، وغالبًا ما يكون هناك مقال أساسي يتفرع منه مجموعة من المقالات الأخرى.

فعلى سبيل المثال، يمكن نشر مقال عن التسويق الإلكتروني، بحيث يكون هذا المقال بمثابة المقال الرئيسي الذي سيتفرع عنه مجموعة من المقالات التي سنتحدث فيها عن التسويق بالمحتوى والتسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتسويق عبر المؤثرين، وكذلك مقالات تتحدث عن مفاهيم أساسية في التسويق الإلكتروني، مثل الوصول إلى العملاء المحتملين والبحث عن الكلمات المفتاحية وغير ذلك.

3. الابتعاد عن الحشو

اعتاد الكتاب فيما مضى على تكرار ذكر الكلمة المفتاحية في المقال وتوزيعها بطريقة جيدة على أجزائه، وقد كانوا يحصلون بهذه الطريقة على ترتيب جيد ضمن نتائج البحث عن هذه الكلمة المفتاحية؛ لكن في الوقت الحالي، لم تَعُد طريقة حشو الكلمات المفتاحية فعالة؛ مع ذلك هذا لا يعني تجاهل الكلمة المفتاحية بالمطلق، بل استخدامها بحكمة وعند الحاجة، ويجب أيضًا استخدامها ضمن عنوان المقال وضمن عنوان URL، وفي المقدمة والصور ومقاطع الفيديو وبعض العناوين الفرعية.

كذلك الأمر فيما يتعلق بطول المقال، فبدلًا من التركيز على عدد كلمات محددة، علينا ترك مادة البحث الخاصة بموضوعنا هي التي تحدد طول المحتوى الذي نحتاجه، فعندما تكون 500 كلمة كافية لتغطي المعلومات التي تريد تقديمها، لا داعي لأن نكتب 1000 كلمة للوصول إلى عدد الكلمات الذي فرضناه على أنفسنا مثلًا.

في بعض الأحيان، يتناول مقال موجز مكون من 500 كلمة موضوعًا أفضل من مقال مكون من 2000 كلمة مليئة بالحشو والإطناب والتكرار الذي لا فائدة منه. لذا من المهم منح الأولوية دائمًا لتقديم قيمة حقيقية للقارئ وتلبية احتياجاته، بدلًا من الوصول إلى عدد عشوائي من الكلمات أو حشو الكلمات المفتاحية ضمن المقال.

4. إبداء الخبرة وعمق المعرفة

ستساعد إضافة التجارب الشخصية أو الأمثلة المحددة على بناء الثقة أمام محرك البحث جوجل وستظهر فهمنا العميق للموضوع، فإذا كننا نكتب حول إستراتيجيات تحسين محركات البحث SEO مثلًا، فسيكون من الأفضل كتابة قصص نتحدث فيها عن الدروس التي تعلمناها من تجاربنا الشخصية أو تجارب زملائنا.

بهذه الحالة، سيتفاعل القراء مع قصتنا وسيقدرونها، لأنهم سيدركون أن النصيحة جاءت من شخص واجه نفس التحديات التي يواجهونها. يمكن أيضًا توظيف كتاب متخصصين خاضوا تلك التحديات أو يمكن إجراء مقابلات مع أشخاص رائدين في الصناعة التي نكتب عنها، مع ذكر كيفية تغلبهم على التحديات.

5. التأكد من وجود هدف رئيسي للموقع الإلكتروني

يجب أن يُظهر الموقع الإلكتروني هدفًا واضحًا للعلامة التجارية، بحيث يوجه جهودنا في إنشاء المحتوى؛ إذ يساعد وجود هدف أساسي على التوافق مع خوارزميات جوجل، بعض النظر عما إذا كان الهدف للتثقيف أو البيع أو الترفيه أو الإعلام. فعلى سبيل المثال، إذا كان موقعنا مخصصًا لمساعدة الشركات الصغيرة على النمو، فيجب أن نقدم في المحتوى قصص نجاح فريدة لعلامات تجارية نجحت في تحقيق أساليب نمو مختلفة.

6. المحافظة على تحديث المحتوى

تحديث المحتوى باستمرار يدل على مصداقية الموقع ويزيد من مكانته، لذا لا بد من العمل على مراجعة محتوى الموقع وتحديثه بانتظام ليحتوي على أحدث المعلومات والتوجهات، لأن المحتوى القديم والمعلومات التي لم تَعُد صالحة قد تؤدي إلى تضليل القراء والإضرار بسمعة العلامة التجارية عند محركات البحث، وكذلك القراء المستهدفين.

في الختام

كشفت شركة جوجل Google ذات مرة في إحدى منشوراتها عن معلومات مهمة:

اقتباس

"هناك تريليونات من عمليات البحث على جوجل كل عام، 15 بالمائة من عمليات البحث هذه هي عمليات بحث جديدة، ما يعني أن هناك دائمًا المزيد من العمل الذي يتعين علينا القيام به لنقدم للأشخاص أفضل الإجابات على استفساراتهم، مستنبطين هذه الإجابات من مجموعة واسعة من المصادر الموثوقة. وعلى الرغم من أن نتائج البحث لدينا لن تكون مثاليةً دائمًا، لكننا ملتزمون كما هو الحال دائمًا بالحفاظ على ثقة المستخدم وضمان استمرار فائدة منتجاتنا للجميع".

إذا تعرض الموقع الإلكتروني لانخفاض في الظهور في صفحات نتائج البحث نتيجة خوارزمية تحديث المحتوى المفيد من جوجل، أو في حال القلق حول احتمالية التعرض لهذا مستقبلًا، فلا بد من البدء في مراجعة استراتيجية المحتوى على الموقع الإلكتروني، واتباع النصائح التي ذكرناها في الأعلى.

ترجمة -وبتصرّف- للمقال ?Why SEO is Not Dying Sooner? and How to Stay Ahead of The Curve لصاحبه Victor Oluponmile Godwin.

اقرأ أيضًا


تفاعل الأعضاء

أفضل التعليقات

لا توجد أية تعليقات بعد



انضم إلى النقاش

يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.

زائر
أضف تعليق

×   لقد أضفت محتوى بخط أو تنسيق مختلف.   Restore formatting

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   جرى استعادة المحتوى السابق..   امسح المحرر

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.


×
×
  • أضف...