اذهب إلى المحتوى

عادات ستدمر صحتك ومهنتك كمصمم – الجزء الثاني


Huda Almashta

سنكمل الحديث في هذا المقال عن العادات التي طوّرها العديد من مصممي المواقع بشكل خاص، والمستقلين بشكل عام، والتي تؤدي إلى دمار صحة الشخص وعمله على حد سواء. في الجزء الأول تحدثنا عن أضرار شرب الكثير من القهوة، الجلوس لفترات طويلة، والتدخين، وما لها من تأثير سلبي على الصحة وكيف نحدّ منها.

designer-health-career-.png.755e4c3c4910

من العادات الأخرى المضرّة:

4. تناول الكثير من الطعام غير الصحي

56ba5828e0a36_1-.thumb.png.389185d995fb7

بإمكانك تدريب نفسك على التوقف عن تناول الوجبات السريعة.

في بعض الأحيان تشعر بالضجر، وخصوصا عندما تستعصي عليك الأفكار الإبداعية، وفي هذه الحالة تتجه إلى تناول الكثير من الوجبات غير الصحية كنوع من رد الفعل. أعرف العديد من المصممين الذي يمتلكون مخزونا من الوجبات الخفيفة في أدراج مكاتبهم، والتي تتضمن رقائق البطاطا المقلية، قطع الشوكولاتة، المكسّرات، وغيرها الكثير. بالتأكيد، لا بأس بتناول الوجبات الخفيفة بين فترة وأخرى، لكن ليس من الجيّد اللجوء إليها كلّما توقّف المصمم لفترة عن العمل، أو على الأغلب كلما خذلته أفكاره بحيث لا يدري ما العمل التالي الذي يجب القيام به، أو كيف يعالج مسألة تصميم معيّنة.

ولكي تتمكن من التعامل بفعّالية مع المخاطر الصحية الكبيرة تلك، إليك بعض من النصائح المهمة التي يمكنك أن تأخذها في الاعتبار، سواء كنت مصممًا أو غيره:

تقيد بقاعدة المكونات الخمسة

تأكد، قبل أن تأخذ علبة أو صندوقا من على رفوف المتجر، من التحقق من ملصق الشيء الذي تنوي شراءه. فإذا كان المنتج يحتوي على أكثر من 5 مكونات على ملصقه، حاول بكل الوسائل أن تتخلى عن فكرة شرائه. والسبب هو أنّ المنتجات التي تحتوي على أكثر من 5 مكونات تمثل إشارة تحذيرية على أنّها تعرضت لمعالجة طويلة. وإذا كنت مصرا على شراء أحد هذه المنتجات، تأكد من عدم استهلاكها بشكل يومي، وإنما على فترات متقطعة ومتباعدة كهدية صغيرة لنفسك.

تناول طبقا يحتوي على ثلاثة ألوان

من النصائح الأخرى التي يجب أن تطبقها هي تناول ثلاثة ألوان مختلفة من الطعام. والسبب هو أنّ إحدى الدراسات أظهرت أنّ الناس يفضلون تناول 3 ألوان مختلفة من الطعام في أطباقهم، وبالأخص لون لكل نوع. أي، بدلا من تناول قطعة حلوى كاملة، وجبة سريعة، أو مكسرات، تناول بعض من قطع الفواكه وقطعة صغيرة من الشوكولاتة. هذا المزيج لن يُمتع ناظرك بسبب الألوان فحسب، وإنّما ستحصل على المواد الغذائية الضرورية أيضا.

غير روتينك

أظهرت الدراسات أنّ أي شيء يتطلب القيام به لمدة 3 أسابيع يوميا لكي يتطور بعدها إلى عادة. لذلك، إذا كنت تخصص الساعة الثالثة مساءً في العادة لتناول وجبة سريعة، من الأفضل أن تغيّر عادة الساعة الثالثة هذه إلى عادة صحيّة أكثر. فبدلا من شراء الحلويات أو المعجنات من الدكان المجاور، لم لا تستغل هذه الفرصة لتناول طعام صحي أكثر، كالعنب، التفاح، أو المكسرات؟ والأفضل من ذلك، إذا كنت تعاني بالفعل من زيادة في الوزن، استغل هذا الوقت للتمشي في أروقة مكتبك بدلا من تناول الطعام. بهذه الطريقة يمكنك أن تحد أكثر من تناول الطعام غير الصحي، بالإضافة إلى تمديد عضلاتك المتعبة.

أكمل وجبتك بـ"حلويات" صحية

يفرط العديد من الناس في تناول الوجبات الخفيفة الحلوة، وخصوصا كتحلية. بالتأكيد لا تُعتبر الوجبة مكتملة بدون تحلية، لكن هذا لا يعني أن تلجأ إلى الطعام غير الصحي. بدلا من الإفراط في تناول الكعك، الآيس كريم، والعديد من الحلويات غير الصحية الأخرى، عوّد نفسك على تناول الفواكه كالعنب والتفاح. فهي ذات حلاوة طبيعية وخالية من المحليّات الصناعية، بالإضافة إلى ذلك هي مليئة بالمواد المغذية.

اجعل الطعام الصحي في متناولك

من الوسائل الفعّالة للتخلَص من رغبتك في تناول الوجبات السريعة هي تخزين الكثير من الطعام الصحي في ثلاجتك. وكذلك اجعله سهل المتناول. على سبيل المثال، تعوّد على تقطيع الجزر أو الخيار في وقت مسبق ووضعه في الثلاجة لكي تتمكن من تحضيره بسهولة كجزء من وجبتك الرئيسية أو وجبتك الخفيفة في المكتب. وهذه الطريقة لا تساعدك على الامتناع عن تناول الطعام غير الصحي فحسب، وإنّما ستمكنك من توفير المال أيضا، إذ أنّك لن تعود بحاجة إلى شراء الطعام من الدكاكين أو محال الوجبات السريعة المجاورة.

حدد الأطعمة غير الصحية التي تثير شهيتك

حدد الأطعمة التي تفتح شهيتك كلما نظرت إليها. وسواء كانت هذه الأطعمة معجنات، دونات، آيس كريم، أو غيرها من الحلويات المغرية، تأكّد من الاحتفاظ بها بعيدا عن نظرك.

فكر بطريقة تجعلك تفقد الشهية

إحدى أفضل الطرق التي يمكن أن تساعدك في طرد شهيتك للأطعمة غير الصحية هي تخيّل هذه الأطعمة غير نظيفة. وهذا يعني أن تسمح لدماغك أن يقوم بمهمة سد الشهيّة عنك.

على سبيل المثال، يمكنك أن تتخيل شطيرة البرغر التي تأكلها قد تم إعدادها في مكان ملوث، أو أنّ البطاطس قد قليت في زيت يحتوي على أوساخ! تذكر أنّ الهدف الأساسي من هذا الأسلوب تقبيح صورة الطعام في مخيلتك إلى أن تفقد شهيتك لتناول الطعام غير الصحي الذي ترغب في تناوله.

امضغ الطعام ببطء

من الحيل التي يمكنك القيام بها لتجنّب الإفراط في تناول الطعام غير الصحي، في حال استسلامك لتناوله، هي المضغ البطيء. امضغ كل لقمة من طعامك بعناية لكي تتمكن من تذوّق كل نكهة فيها. ووفقا للخبراء، تستغرق المعدة 20 دقيقة لتوعز إلى الدماغ بأنّها ممتلئة بالفعل. وبالتالي، إذا كنت تأكل بسرعة، ستكون بالفعل قد أفرطت في الأكل في اللحظة التي تصل فيها رسالة المعدة إلى الدماغ.

5. السهر

56ba582b439ad_2-.thumb.png.f8da40eddb856

السهر يجعل سعراتك الحرارية تتراكم.

يمكن أن يكون السهر لوقت متأخر إما عادة أو نتيجة، وفي حالة المصممين، يمكن أن تكون الاثنين معا. فكما ذكرنا سابقا، يعتاد بعض المصممين على شرب كميات كبيرة من القهوة لزيادة انتباههم وتركيزهم عندما يستخلصون الأفكار الإبداعية، ونتيجة لذلك ينتهي الأمر بحصولهم على الأرق.

ومن ناحية أخرى، يتعمّد بعض مصممي المواقع العمل في أوقات متأخرة من الليل بسبب اعتقادهم أنّ بإمكانهم أن يكونوا أكثر إنتاجية وإبداعا عندما يعملون في هدوء الليل أو الساعات الأولى من الصباح. وفي حالات أخرى يمكنك إلقاء اللوم على التسويف والمماطلة. مع ذلك، ومهما كانت أسباب السهر، يجب أن تضع حدا له لما له من خطر كبير على الصحة:

مخاطر السهر على الصحة

المزيد من السعرات الحرارية المسائية؛ هذه هي المشكلة التي يواجهها كل شخص يبقى مستيقظا حتى وقت متأخر من الليل. فقد كشفت إحدى الدراسات أنّ الأشخاص الذين ينامون في وقت متأخر، كمصممي المواقع مثلا، يتناولون المزيد من الأطعمة في الليل. وهم لا يأكلون أي طعام؛ بل الكثير من الأطعمة المضرة بالصحة. كما كشفت دراسة أخرى أنّ الأشخاص الذين ينامون في وقت متأخر يميلون إلى أكل 248 سعرة حرارية أكثر من أولئك الذين ينامون في وقت مبكر. وهذه الكمية الإضافية من السعرات الحرارية يمكن أن تؤدي إلى زيادة وزن الشخص بمقدار كيلوجرام في الشهر الواحد.

  • إضعاف الجهاز المناعي: ترتبط قلة النوم دائما بضعف الجهاز المناعي، وهذا هو السبب الرئيسي لمرض العديد من طلاب الجامعات بعد انتهاء الامتحانات، لأنّهم يقضون الليالي في تحضير أنفسهم للامتحان. وعلاوة على ذلك، يمكن أن يسرّع النوم الرديء، وخصوصا ذلك الذي يتصف بالاستيقاظ المتكرر، من نمو الخلايا السرطانية أو يجعل الأورام تنمو بقوة بسبب وهن الجهاز المناعي.
  • الميل للأفكار السلبية: أنا لا أبالغ. فقد أشارت دراسة نشرت في عام 2014 إلى أنّ الأشخاص الذين ينامون في وقت متأخر من الليل ولفترات قصيرة يمكن أن تستحوذ عليهم الأفكار السلبية بسهولة مقارنة بالأشخاص الذين ينامون حسب المعدل الطبيعي لساعات النوم. كما أضاف التقرير أيضا أنّ هؤلاء الأشخاص هم أكثر عرضة للأفكار السلبية المتكررة، ولا يمكنهم التخلّص منها بسهولة، مهما كانت صغيرة أو غير ذات صلة.

مع هذه المخاطر الصحية المرتبطة بالسهر، يجب أن تأخذ على عاتقك التأكد من معرفة الحد الذي تتوقف عنده عن العمل. فإذا كان سبب سهرك هو اقتراب الميعاد النهائي لمشروعك وما زال لديك ما تنهيه، تأكّد في المرة القادمة ألّا تسوّف لكيلا تضطر إلى تمديد وقت العمل حتى الساعات الأولى من الصباح. وإذا كان استيقاظك حتى وقت متأخر هو نتيجة للأرق، في هذه الحالة يجب أن تطلب المساعدة الطبية لمعالجة اضطراب النوم الذي تعاني منه بشكل صحيح.

نصائح حول كيفية التعامل مع الأرق بشكل طبيعي

  • ممارسة التمارين الرياضية: صحيح أنّ الخبراء يحذرون من ممارسة التمارين الرياضية في الليل، لأنّها تجعل الأدرينالين يستغرق عدة ساعات للنزول إلى مستواه الطبيعي، إلّا أنّ الدراسات أظهرت أنّ الأشخاص الذين يمارسون التمارين في النهار، وخصوصا في الصباح، يمكنهم أن يناموا بصورة جيدة في الليل. اليوغا هي من التمارين التي يوصى بها بشدة للأشخاص الذي يواجهون صعوبة في النوم بسبب تأثيرها المهدئ للجسد والدماغ.
  • الروائح العطرية: يشهد العديد من الناس على أنّ استخدام الزيوت الأساسية، وخصوصا زيت اللافندر (الخزامى) الأساسي، يمكن أن يساعد الشخص على أن يغفو بسهولة. في أكثر الأحيان، يستخدم الناس زيت اللافندر في رذاذة العطر، وفي اللحظة التي يملأ فيها العطر جو الغرفة، ستتمكن بسهولة من السفر إلى أرض الأحلام . ومن ناحية أخرى، يقوم بعض الناس بوضع بضع قطرات من الزيت على حافات الوسائد أو الشراشف، والتأثير الذي يحصلون عليه هو نفسه عند استخدام زيت اللافندر في الرذاذة.

خاتمة

لا أحد ينكر أنّ المصممين هم من أكثر الناس المبدعين والمجتهدين في العالم. مع ذلك، تأكّد بينما تسعى إلى التميّز ألّا تنسى أعظم ثروة لديك؛ صحتك.

ترجمة -وبتصرّف- للمقال How I’m Going to Ruin My Web Designer Health and Career.


تفاعل الأعضاء

أفضل التعليقات

لا توجد أية تعليقات بعد



انضم إلى النقاش

يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.

زائر
أضف تعليق

×   لقد أضفت محتوى بخط أو تنسيق مختلف.   Restore formatting

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   جرى استعادة المحتوى السابق..   امسح المحرر

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.


×
×
  • أضف...