اعتمادًا على تجربتك مثل رائد أعمال لأول مرة، ستكون أمامك مجموعة جديدة من الخيارات. حيث إذا استمتعت بالتجربة وشعرت بالإثارة والحماس لأخذ فكرة من البداية وحتى الحصاد الناجح للمشروع، فقد ترغب في المشاركة في مشروع جديد آخر، بحيث تختار أن تصبح رائد أعمال متسلسل. ولعلّك سترغب بعد كلّ هذا العمل، في قضاء بعض الوقت الطويل في السفر، أو مع العائلة؛ كما قد ترغب في التفكير في أفكار لردّ الجميل لمجتمع ريادة الأعمال، أو أن تصبح رائد أعمال اجتماعيًا في مشروعك القادم. قد ترغب أيَضًا في أخذ بعض أرباحك من الحصاد، وتصبح مستثمرًا ملاكًا. تعتمد هذه القرارات على خبرتك رائدًا للأعمال، والمال، والموارد غير الملموسة التي اكتسبتها من خلال حصاد المشروع. غالبًا ما يؤدي مرور رائد الأعمال بتجربة إيجابية، واكتسابه لقدر كبير من التعلم، وحصد أموال كثيرة؛ إلى أن يصبح موجِّهًا، أو مستشارًا، أو بطلًا لمشروع ريادي آخر. إذ يكفي هنا تفكيرك في كلّ الأشخاص الذين ساعدوك للوصول إلى ما أنت عليه اليوم، وردّ الجميل الذي يضمن استمرار إنشاء رأس المال الاجتماعي social capital، والّذي يعبّر عن النوايا الحسنة التي نخلقها من خلال ردّ الجميل للأفراد، والمنظَّمات، والمجتمعات.
الموجهون (أو المرشدون)
من دوافع الموجِّهين، أو المرشِدين شعور الرّضا النّاتج عن مساعدة وتوجيه رواد الأعمال الآخرين من خلال تحديات بدء مشروعهم، وتنميته، وحصاده. ويمكن للموجِّهين المشاركة من خلال المنظَّمات الحكومية الرسمية، مثل: سكور SCORE، أو المنظّمات المشابهة لواي كومبينيتور Y Combinator، أو من جانب داخليّ مثل عضويّة المجموعة الاستشاريّة. يقدِّم الموجِّهون المساعدة والمشورة بناءً على خبرتهم السابقة على أساس رائد أعمال، أو خبير محتوى في منطقة محدَّدة بدقّة، بحيث تتعلّق بمنتج أو خدمة المشروع الجديد. ومن مجالات الخبرة المحدَّدة نجد كلًا من: تسويق تقنية جديدة، أو حماية الملكيّة الفكريّة، أو التّسويق، أو مصادر التمويل لمشروع ريادة الأعمال الاجتماعية غير الربحي. مثلما يمكن أن يكون هناك توافق بين معرفة المستثمِر الملاك ومهاراته لصالح المشروع الرّياديّ، فيجب على الموجِّهين أيضًا البحث عن مشاريع، بحيث يمكنهم تقديم رؤى ومعرفة مهمّة. عادةً ما يكون التوجيه بصفتك رائد أعمال سابق أكثر فائدةً عندما يكون هناك اهتمام بالفرصة وفريق ريادة الأعمال.
يُعَدّ تحديد ما يمكن للموجِّه تقديمه بالضبط، وما يحتاجه فريق ريادة الأعمال، جزءًا مهمًّا من هذه العلاقة. حيث يجب على كلا الطرفين مناقشة الالتزامات الزمنية والتوقعات، ويتطلّب التّوجيه التزامًا كبيرًا، كما قد يشمل دعم الموضوعات المعقّدة والقرارات الصّعبة. وفي مقابل هذه المساعدة، يحصل الموجِّهون على الرّضا، والتجديد، والنمو الشخصي، والعلاقات والصلات الجديدة، والشعور بالدوافع الخيرية.
هناك أيضًا مخاطر في تولي دور الموجِّه. ومنها تقديم المشورة الّتي يثبت لاحقًا أنّها ضارّة بالمشروع؛ ومنها أيضًا تقديم خيارات مقترَحة يحسبها الفريق الرّيادي توجيهات، فيعمل بها دون مناقشتها؛ ويتعلق الخطر الثالث بالسرية، ومواثيق عدم التّنافس، فالأفكار الجديدة تولِّد أفكارًا إضافية، ومع تنقيح فريق العمل لفرصته ومشروعه، فسيرفض بعض الأفكار، وقد يخطر لك -كونك رائد أعمال سابقًا- إمكانيّة تطوير إحدى تلك الأفكار المرفوضة إلى مشروع ناجح. وهذا الموقف يضعك في تضارب مصالح بينك وبين المشروع الّذي تحاول توجيهه.
بالإضافة إلى المساهمات التي يقدمها الموجه، وبسبب هذه المخاطر؛ تعتقد بعض المصادر أنه يجب حصول الموجِّه على تعويض مالي، مع الدخول في علاقة تعاقدية تعالج هذه المخاطر، وتشمل المدفوعات المالية المحتملة حقوق الملكية في المشروع، أو تقاسم الأرباح ،أو رسوم الأتعاب.
المستشارون
قد ترغب في التفكير في دور آخر، وهو أن تصبح استشاريًا، وهو منصب أكثر رسميّةً من منصب الموجِّه. بل يمكنك حتّى إنشاء شركة استشارية خاصة، تركِّز على رواد الأعمال، مثل: السوق المستهد، أو تحديد سوق مستهدف أضيق مثل شريحة داخل عالم ريادة الأعمال. وعند التفكير في بدء عمل استشاريٍّ خاص بك، فستتشابه عملية بدء عملك مع العمليّة الرّياديّة ذاتها. حيث سيكون عليك تحديد نقاط قوتك واهتماماتك، مع تحديد الاحتياجات الأخرى التي قد يقدّرها السوق المستهدف، بعدها طوِّر خطة عمل. يساهم العمل مثل مستشار في العودة إلى عالم ريادة الأعمال، ويوفِّر لك الاستمتاع بالمشاركة النشطة في المجالات التي تتفوَّق فيها، كما يعزز قيمتك المالية.
الأبطال
تُقدِّم بريطانيا جائزة بطل العام لريادة الأعمال، تقديرًا لأهمية الحصول على الدعم لبدء مشروع جديد، وعلى الرغم من كونها جائزةً محددةً بموقع جغرافي، إلا أنّها تَحثُّ على إدراك أهميّة الدّعم في دفع رائد الأعمال للنّجاح. لهذا تشارك 170 دولة في أسبوع ريادة الأعمال بين 16 و23 نوفمبر سنويًّا، كما تُبرِز دول أخرى، مثل الجزائر، روّاد الأعمال المبدعين، ومشاريعهم، إبرازًا كبيرًا على القنوات الوطنيّة، وتخصِّص لهذا فقرةً في مسار الأخبار اليوميّة.
تعمل شبكة أبطال الشّركات النّاشئة The Startup Champions Network في الولايات المتّحدة الأمريكيّة، في بولدر، بكولورادو، وهي ذاتها شركة ناشئة تدعم وتربط رواد الأعمال الذين يبنون ويقودون التّحالفات التي توفِّر الموارد وتطوِّرها لروّاد الأعمال. حيث تبحث شبكة أبطال الشركات الناشئة عن الأشخاص الذين يملكون تاريخًا من دعم ريادة الأعمال والابتكار داخل مجتمعاتهم، ويعترفون بمهارات التعاون ويمثلّونها في شخصهم، ويستمتعون بمساعدة الآخرين، ويعملون جيّدًا مع الناس، ويتبنّون التواضع، ويميلون إلى النّشاط، ويركِّزون على الفرص.
بغضّ النظر عن اهتمامك بالانضمام إلى مجموعة أبطال رسمية، أو العمل منفردًا، فكونك بطلًا لتعزيز ومساعدة رائد أعمال آخر، يوفِّر لك النمو الشخصي، والرضا، ومكافأة المشاركة في مجتمع ريادة الأعمال. إذ تعكس العديد من الخصائص التي تطلبها شبكة أبطال الشرّكات النّاشئة الأبحاث المتعلِّقة بالقادة الفعالين، كما يوجد في معظم الدّول منظَّمات تدعم رواد الأعمال، بدءًا من تطوير خطة العمل، واتخاذ القرار، من خلال فرص ردّ الجميل إلى عالم ريادة الأعمال بأيّ صفة يرغب فيها الشخص. لذا خصِّص بضع الدقائق للبحث عن الفرص المتاحة في مجتمعك، وفكِّر في كيفية توافق مستقبلك مع هذه المنظَّمات.
تمنحك هذه الاختيارات بعض الأفكار حول ما قد ترغب في فعله الآن. فبعد حصادك لمشروعك، وبعد تذوّق الإثارة في مراحل بدئه، وتنميته، وحصاده. ستكون لديك مجموعة جديدة من الخيارات التي يجب مراعاتها من أن تصبح رائد أعمال متسلسلًا، أو إضافة قيمة إلى النجاحات المحتمَلة لرائد أعمال آخر، أو أن تصبح رائد أعمال اجتماعيًا.
رائد أعمال في الميدان
حل قضايا الصحة العالمية
الجمعية الأمريكية لطبّ المناطق الحارة والنظافة ASTMH، وهي اختصار لـ The American Society of Tropical Medicine and Hygiene؛ هي أكبر منظمة علمية دولية مكرَّسة للحد من الأمراض المعدية الاستوائية، وتحسين الصحة العالمية. إذ تنتقل أمراض، مثل: الملاريا، وحمى الضنك، وزيكا، عن طريق البعوض وتتزايد وتيرتها. بحيث تقلِّل هذه الأمراض من جودة حياة الشخص المصاب، كما قد تؤثِّر على قدرته على كسب لقمة العيش. وقد تؤدي هذه الآلام أيضًا إلى مضاعفات مؤلمة أخرى، وغيبوبة، وحتى الموت من خلال الفشل الكلوي. وفقًا لـ ASTMH.
يعيش ما يقرب من نصف سكان العالم في مناطق معرَّضة لخطر الإصابة بالملاريا. وتوفِّر الخريطة في الشّكل 12.15 نظرةً حول مدى اتساع المنطقة المحتمَلة لانتشار الملاريا. حتى مع ملاحظة أنّ المناطق المظلَّلة ذات اللون الأخضر الفاتح كانت في السابق ملوَّثة، فقد تكون هذه المناطق مرةً أخرى موبوءةً بالبعوض الحامل للملاريا. ومع ارتفاع درجة حرارة الكوكب، أصبحت الحشرات الحاملة للأمراض أكثر انتشارًا، ودخلت مناطق جغرافية لم توجد فيها من قبل هذه الأمراض الاستوائية.
الشكل 12.15: بماذا يمكنك المساعدة في حلّ هذا المشكل العالمي؟ وما هي الحلول المحتمَلة الّتي قد تكون أيضًا فرصًا رياديّة
توثيق الرحلة الريادية
الشكل 13.15: يوفِّر تسجيل الأفكار والنّشاطات فرصًا جديدةً للتعلّم. حفظ الحقوق: "Journaling"، من Vic/Flickr، تحت ترخيص CC BY 2.0
تَفكَّر في رحلة تعلم ريادة الأعمال والغدوّ رائد أعمال:
- ما هي المعرفة الجديدة التي اكتسبتها عن عالم ريادة الأعمال؟
- ما الذي تعلمته عن اهتماماتك في أن تصبح رائد أعمال؟
يساعد اكتشاف اهتمامك بمجالات محدَّدة، على إعلامك بفرص ريادة الأعمال المحتمَلة التي قد ترغب في متابعتها، وإعلامك بعمليات وإجراءات محدَّدة، بحيث يمكنك التفوُّق في مسعى ريادة الأعمال. ضع في حسبانك كيف يمكنك إضافة قيمة إلى فريق ريادة الأعمال بصفتك عضوًا في الفريق، أو بصفتك مرشدًا، أو مستشارًا، أو بطلًا؛ بينما تعكس اهتماماتك، وأهدافك، وشغفك، ورغباتك.
قوة التدوين
يدعم التأمّل النمو الشخصي من خلال تحديد الإجراءات التي نجحت بطريقة جيدة، والإجراءات التي لم تنجح كما هو مأمول. وقد تؤدّي مذكّرة مخصّصة لتسجيل الأفكار، والتجارب، والدروس المستفادة اليومية، إلى أفكار مبهرة، إلى جانب تحديد أنماط في التفكير، والسلوكيات التي قد يكون من المفيد التعرف عليها، من أجل النمو الشخصي، والنمو مثل رائد أعمال.
نادرًا ما يمتلك الناس في الحياة اليومية الوقت أو التدريب ليكونوا واعين بأفعالهم، ويعرفون كيفية تفاعلهم مع الآخرين، أو كيف يتصرَّفون في المواقف المتنوِّعة التي تواجههم. لذا فقد تؤدّي ممارسة التأمّل اليومية إلى تحسين قدرتك على أن تكون يقظًا طوال اليوم، وأن تنمو من خلال تأملاتك المدوَّنة.
الوعي هو "عيش اللّحظة"، وإدراك البيئة المحيطة، والوعي بالأشخاص من حولنا، مع الاستماع إلى اتصالاتهم، وفهم مدى تعقيد رسائلهم. حيث يحرِّكنا الوعي أو الإدراك من ردّ فعلنا على المواقف من منظورنا الشخصي، إلى وعيٍ أكثر موضوعية، وهو ما يشبه إلى حدّ ما مشاهدة حياتك كما لو كنت متفرّجًا. إذ يؤدّي هذا التغيير في المنظور إلى الابتعاد عن الاستجابة للمواقف، ونحو فهم أوضح، وغير متحيِّز، وفهم مركَّز للموقف، مع إدراك فروقه الدّقيقة. وكلّما طوّرنا ممارسة اليقظة الذهنية هاته، أصبحنا أمهر في إدراك عواطفنا وأنماطنا، ممّا يزوّدنا بخيارات إضافيّة حول كيفيّة الاستجابة. فبدلًا من التصرف بطريقة معتادة أو تفاعلية، يمكننا التفكير في الاستجابات قبل أن نتفاعل. إذ التفكير هو الخطوة الأولى في تطوير هذه المهارة.
خُذ بضع دقائق للتفكير في حياتك حتى هذه اللحظة. هل يمكنك تحديد المعالم، ونقاط القرار المهمة، وفهم سبب اتخاذك لهذه القرارات؟ التعوّد يوميًّا على كتابة أفكارك حول اليوم، والتحديات التي واجهتك، وكيف استجبت لكلٍّ منها، وتتبُّع ما سار بطريقة جيدة، وما لم يكن كذلك، هو عملية التأمّل. وبمرور الوقت، ستبدأ في رؤية أنماط في سلوكياتك. حيث يمنحك تحديد هذه الأنماط أو العادات، تحليلًا واضحًا حول طريقة تفكيرك، ومعالجتك للمعلومات، واتخاذ القرارات، والتفاعل معها. وحين تبدأ بملاحظة هذه الأنماط، سيمكنك تحليلها، وتحديد المفيد منها والضارّ. فتركِّز على الأوّل، وتَستبدِل بالثّاني أنماطًا أفضل، كما يمكنك تدوين الأنماط الجديدة التي تريد تطويرها مثل هدفٍ في دفتر يومياتك.
قد يبدو هذا النوع من نشاط كتابة اليوميات عملًا مزدحمًا، أو قد تعتقد أنه ليس لديك وقت للتأمّل. إذا كان هذا هو ما تشعر به، فحاول اتباع هذه النصيحة لمدة أسبوعين ثم أعِدِ النظر، أو أجرِ بحثًا بنفسك للعثور على مقالات تفنّد فائدة التأمّل. حيث ستجد عوض ذلك مجموعةً كبيرةً من الأبحاث التي تدعم التأمّل، وتذكر من فوائده:
- التعلم من الأخطاء.
- اكتشاف رؤى وأفكار جديدة.
- زيادة في السعادة والرضا عن الحياة والعلاقات.
- زيادة اليقظة الذِّهنية.
- زيادة فهم الذات مما يؤدّي إلى الشعور بمزيد من القوة لاختيار كيفية تفاعُل المرء مع العالم.
- الشعور بموقف القوة لا موقف الضحيّة.
أثر التأمل
لاحظت فرانشيسكا جينو وبرادلي ستاتس أربع فئات تعيق النجاح:
- التحيُّزات الّتي تجعل الناس يركزون كثيرًا على النجاح.
- اتخاذ الإجراءات بسرعة كبيرة جدًا.
- المبالغة في محاولة التأقلم.
- الاعتماد كثيرًا على الخبراء.
وتتمثل وجهة نظرهما في أنّ التركيز على العمل والنجاح قد يعيق تحقيق النجاح، أو حتى معرفة شكل النجاح. وقد حدَّد بحثهما التحديات المتعلِّقة بفئة التركيز على النجاح، إذ تشمل التحديات الثلاثة الأولى المتعلِّقة بالتحيز نحو النجاح bias toward success كلًّا من:
- الخوف من الفشل.
- العقلية الثابتة.
- الاعتماد المفرِط على الأداء السابق.
وهي موضوعات ناقشناها سابقًا كونها تُعَدّ عوائقًا أمام نجاح فريق ريادة الأعمال وإدراكِه الحاجة إلى التكيف.
أمّا في تحيّزات الإجراءات فقد حدّدا تحدّيين هما الإرهاق وقلة التأمّل. إذ يمنع الإرهاق رواد الأعمال من المساهمة بمستوى عالٍ -أو حتّى عاديّ- من الأداء. فيما يُقلّل الافتقار إلى التأمّل من الأداء بنسبة 20%.
وفي تحيّز المبالغة في محاولة التّأقلم، يذكران تحدّيين هما الاعتقاد بالحاجة إلى التأقلم أصلًا، وعدم الاعتماد على نقاط القوّة. إذ يتواجد الضغط لمماثلة الآخرين طوال حياتنا، فقد تعلمنا الوقوف في طابور لدخول الرّوضة، أو الملعب، أو المقهى حتّى، كما تعلّمنا رفع أيدينا لطرح سؤال أو تقديم إجابة. وهذه الممارسات الدّاعية إلى مشابهة الآخرين منطقيّة تمامًا في بعض المواقف، لكنّنا نحتاج أيضًا إلى الشعور بالراحة في اتباع مسار أو نهج مختلف لعيش حياتنا، وهنا يمكن للتأمّل أن يساعد رواد الأعمال في التعرف على الوقت الذي يشعرون فيه بالضغط للتأقلم مع الآخرين من خلال وعيٍ أقرب للأفكار والمشاعر الداخلية، إذ غالبًا ما يؤدّي الوعي المتزايد بأفكارنا ومشاعرنا إلى مزيد من الثقة في التعبير عن أفكارنا، كما يساهم اتباع هذه العملية أيضًا في التعرف على نقاط قوتك.
كما ذكرا بالنهاية تحدّيين أيضًا في التحيز تجاه الخبراء، وهما النظرة الضيّقة لمعنى الخبرة، وتحجيم مشاركة الموظَّفين في القرارات، إذ يمكن أن يؤدّي الاعتماد على الخبراء، إلى وضع يأخذ فيه رائد الأعمال معلوماته وقراراته من شخص قد يكون خبيرًا، لكنّه غير مدرك لتعقيدات المشروع وخصوصيّاته؛ كما قد يقدِّم هذا الخبير نصائحًا وأنماطًا نجحت في شركات أخرى، لكنّها قد لا تكون الأنسب لمشروع رائد الأعمال. بالإضافة إلى أنّ إشراك الموظّفين العاملين في الميدان في المناقشات واتّخاذ القرارات يزوِّد رائد الأعمال بوجهات نظر وأفكار متعدّدة تستحقّ التأمّل.
أثناء بناء عادة التأمّل في حياتك، وحتى داخل مشروعك، ضع في حسبانك كيف تؤطِّر التحديات المذكورة هنا تأملاتك.
- هل اتخذت قرارات لأنك أردت التأقلم؟
- هل لديك أنت وفريقك تعريف ضيق للخبرة؟
- هل أعطاك شخص ما فكرةً أساسيةً تجاهلت عنها لأنّ هذا الشخص لم يناسب صورتك مثل خبير أو شخص مطّلع؟
- هل تُشرِك الأشخاص المناسبين في المناقشات؟
توثيق رحلتك
مثل جزء من نشاطك التأمليّ، هناك فائدة أخرى تتمثل في توثيق رحلتك. فإذا كنت قد حددت فرصةً، أو بدأت في بناء مشروعك، فهذا هو الوقت المثالي للاحتفاظ بمفكّرة، وتوثيق رحلتك. إذ ستواجه كلّ يوم تحديات جديدة، وأفكارًا مثيرةً تزيد من التعلم والنمو. بحيث يوفر لك تتبُّع الأحداث اليومية خارطة طريق لاستخدامها في مشروعك التالي، أو دليلًا لبناء قاعدة معارفك في الانتقال إلى دور الموجِّه أو المستشار.
نحن نفترض أنّ الأفكار المهمّة واللّامعة ستبقى في أذهاننا، وأننا سنتذكرها بسهولة، لكنّنا في الواقع غالبًا ما ننسى هذه الأفكار. لذا يمكنك تسجيلها عبر تدوينها في مفكِّرة مع أنشطتك اليوميّة، وأفكارك المستقبليّة.
تقدِّم محاضرة تيد TED عن الابتكارات بواسطة آدم جرانت، بعض مفاهيم الجزئية الأخيرة من السسلسة، مؤطّرًة حول بحث الدكتور جرانت على أساس أستاذ في كلية وارتون للأعمال بجامعة بنسلفانيا.
بهذا نكون قد تعرفنا على أبرز الخطوات الموالية لما بعد الانتهاء من مشروعك الأول كرائد أعمال، وكذا كيفية توثيق الرحلة الريادية. وبهذا نكون قد انهينا رحلتنا في سلسلة "ريادة الأعمال 101" والتي نتمنى أن تكون قد أفادتك للانطلاق أو تحسين التصرف في عالم الأعمال لإنجاح مشروعك.
ترجمة وبتصرف للفصل Next Steps من كتاب Entrepreneurship.
أفضل التعليقات
لا توجد أية تعليقات بعد
انضم إلى النقاش
يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.