في العصر الرقمي اليوم يعمل الإنترنت كمنصة حيوية لتبادل المعلومات والتواصل والمشاركة مع مختلف الخدمات، لذلك وبينما نتبنى القوة التحويلية للتكنولوجيا، يصبح من الضروري التأكد من أن بيئة الإنترنت متاحة لجميع الأفراد، بما في ذلك أولئك الذين يعانون من مشكلات بصرية على اختلاف حدة هذه المشاكل.
وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، حتى سنة 2021 كان هناك 2.2 مليار شخص في العالم يعانون من ضعف البصر القريب أو البعيد، من بين هؤلاء 1 مليار شخص يعانون من ضعف البصر أو العمى المتوسط أو الشديد، لذلك يصبح من الضروري سد فجوة الوصول للأشخاص ذوي المشاكل البصرية وتزويدهم بفرص متساوية للوصول إلى المحتوى عبر الإنترنت والتفاعل معه.
لكن لماذا من المهم إنشاء مواقع ويب للأشخاص ضعاف البصر؟ في الماضي حتى يتمكن الأشخاص ذوي المشاكل البصرية من قراءة رسالة إخبارية أو مجلة أو أي نوع آخر من المحتوى، كان عليهم إما العثور على نسخة صوتية، أو استخدام نظام برايل في حال كانت مشاكل البصرية حادة تصل لحد العمى، أو جعل شخص ما يقرأ له هذا المحتوى بصوتٍ عالٍ؛ أما اليوم وبفضل الإنترنت أصبح لدى هؤلاء الأشخاص خيارات أسهل.
على سبيل المثال، يمكن للأشخاص ضعاف البصر استخدام برنامج قارئ الشاشة، ويمكن للأشخاص ذوي المشكلات الحركية استخدام الأجهزة المساعدة، كما يمكن للأشخاص الصم أو ضعاف السمع استخدام التسميات التوضيحية والنصوص متعددة الوسائط للوصول إلى المحتوى على الويب.
وعلى الرغم من ذلك، غالبًا ما تعطي ممارسات تصميم الويب التقليدية الأولوية للجماليات والجاذبية المرئية، وتتجاهل دون قصد احتياجات المستخدمين ذوي المشاكل البصرية؛ وبالتالي فإن المواقع الإلكترونية التي لم تُصمم مع مراعاة إمكانية الوصول قد تشكل حواجز كبيرة لأولئك الذين يعانون من مشاكل أو إعاقات بصرية، مما يعيق قدرتهم على الوصول إلى المعلومات والمشاركة في الأنشطة عبر الإنترنت والمجتمع الرقمي.
أهمية إمكانية الوصول إلى الويب وتصميم الويب لذوي الاحتياجات الخاصة
قبل الخوض في كيفية جعل موقع الويب الخاص بك متاحًا للأشخاص ذوي المشاكل البصرية، سنشرح أهمية إمكانية الوصول إلى الويب ككل إلى جانب فوائدها العديدة.
يُعد تصميم موقع الويب الخاص بك مع وضع إمكانية الوصول إليه في الحسبان ليس فقط التزامًا أخلاقيًا، وأنه الشيء الصحيح الذي يجب عليك تنفيذه؛ فهو يُعَد مفيدًا أيضًا لأداء موقع الويب والنشاط الذي تستهدفه.
فيما يلي أهم الأسباب التي تجعلك تعمل على تصميم موقع الويب الخاص بك قابلًا للوصول.
أسباب أخلاقية
السبب الأول يتعلق بالأخلاق، بصفتك كيانًا تجاريًا فإن من مسؤوليتك توفير وصول متساوٍ إلى موقع الويب الخاص بك للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة والمشاكل البصرية عمومًا، وذلك لأن موقع الويب الذي يمكن الوصول إليه يساعد الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة أو المشاكل البصرية على المشاركة بفاعلية في المجتمع.
ومع تحول الإنترنت إلى جزء أساسي من حياة الأفراد اليومية حاليًا، صار الوصول الكامل إلى المعلومات والموارد أمرًا ضروريًا للجميع، وبالرغم من ذلك ليس لدى الجميع نفس القدرة على الوصول إلى الويب، كما يجد بعض الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة أن التواصل وتنفيذ الأعمال التجارية عبر الإنترنت أمرًا أسهل بكثير من تنفيذها شخصيًا.
الامتثال للقانون
تُعد إمكانية الوصول إلى الويب مطلبًا قانونيًا في العديد من البلدان. على سبيل المثال في الولايات المتحدة ينُص قانون إعادة تأهيل القوى العاملة لعام 1973 على أن تكون تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التي توفرها الوكالات الفيدرالية متاحة للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة. وفي حالة عدم تمكن المستخدمون ذوو الاحتياجات الخاصة من الوصول إلى المعلومات الهامة بسبب عدم إمكانية الوصول إلى موقع الويب الخاص بك، فقد يقاضون شركتك بسبب التمييز الرقمي، ففي عام 2018 وحده رُفِع ما يقرب من 2,250 دعوى قضائية في المحكمة الفيدرالية في الولايات المتحدة بسبب هذه المشكلة.
تعزيز سمعة العلامة التجارية
إن توفير إمكانية الوصول إلى موقع الويب الخاص بك سيكون له تأثيرًا إيجابيًا على سمعة علامتك التجارية، حيث ستظهر على أنها علامةً تجاريةً تولي اهتمامًا اجتماعيًا وتُعنى بالآخرين، وسيؤدي ذلك في النهاية إلى تحسين صورة علامتك التجارية بين جمهورك بأكمله، مما سيترتب عليه زيادة في المبيعات. لقد أظهرت الأبحاث أن 62٪ من المستهلكين يفضلون شراء المنتجات من الشركات التي تتبنى قضايا تعكس قيمهم، بينما يتجنبون التعامل مع الشركات التي لا تفعل ذلك، لذا يُرجى التأكد من أن موقع الويب الخاص بك وبشركتك تتحلى بالمسؤولية الاجتماعية من خلال إعطاء الأولوية لإتاحة الوصول إلى موقع الويب.
الوصول إلى سوق كبير
تُشير التقارير إلى أن حوالي واحدًا من كل أربعة بالغين في الولايات المتحدة يعاني من إعاقة أو مشكلة بصرية ما، وحتى إذا لم يكن الأشخاص ذوو الاحتياجات الخاصة هم عملاؤك الأساسيون، فإن من المرجح أنهم يشكلون جزءًا واضحًا من جمهورك؛ فهل تعتقد أن هؤلاء المستهلكين سوف يتسوقون من موقع ويب لا يمكن الوصول إليه وصعب استخدامه؟
هناك ما يفوق 80٪ من الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة لديهم قلة ثقة في مزود الخدمة بسبب المشاكل التي تنشأ بسبب صعوبات الوصول غير المرضية إلى الويب، وفي دراسة استقصائية في المملكة المتحدة، تبين أن 4 مليون شخص تخلى عن موقع ويب للتجزئة في عام 2019 بسبب صعوبات الوصول، مما أدى إلى خسارة تقدر بحوالي 17.1 مليار جنيه إسترليني أو ما يساوي 24 مليار دولار.
عليك أيضًا أن تأخذ في الحسبان أن مستخدمي الإنترنت الذين يعتمدون على أجهزة مساعدة لديهم قوة شرائية هائلة تفوق 350 مليار دولار في الولايات المتحدة فقط، فمن خلال استهداف هذا السوق بفعالية فإنك تضع عملك أمام جمهور عادة ما يكون مستعدًا لدفع مزيد من المال مقابل خدمة متميزة.
تحسين محركات البحث وتجربة المستخدم
تتطابق أفضل ممارسات إمكانية الوصول إلى الويب مع تلك الخاصة بتحسين محركات البحث وتصميم الويب للجوال، مثل السرعة في تحميل صفحات موقع الويب، وضمان سهولة استخدام موقع الويب الخاص بك. فعلى سبيل المثال: يُعد إضافة نص بديل ALT إلى الصور والترجمة transcripts إلى مقاطع الفيديو، من أفضل الممارسات لكل من إمكانية الوصول إلى الويب وتحسين محركات البحث.
تتطلب إمكانية الوصول إلى الويب أيضًا أن يكون موقع الويب الخاص بك منظمًا جيدًا للغاية، فمن حيث بنية التنقل والعناوين الرئيسية والعناوين الفرعية والمحتوى والمزيد، فتلك الممارسات لن تؤدي إلى تحسين جهود تحسين محركات البحث الخاصة بك فقط ولكن أيضًا ستؤدي إلى تجربة المستخدم الشاملة وسهولة استخدام موقعك.
أخيرًا، أفضل ممارسة لإمكانية الوصول إلى الويب هي وجود شيفرة برمجية نظيفة، سيؤدي ذلك إلى موقع ويب أفضل بوجه عام، مع عدد أقل من الأخطاء ووقت تحميل أسرع.
وبينما نركز في هذه المقالة على كيفية إنشاء موقع ويب لضعاف البصر، ضع في حسبانك أن إمكانية الوصول إلى الويب يجب أن تتضمن عناصر تستهدف جميع أنواع الإعاقات، وكذلك الأشخاص غير ذوي الإعاقة الذين لديهم عوائق أخرى. فالفئات الرئيسية للإعاقة هي كما يلي:
- السمعي (بما في ذلك الصمم وضعاف السمع).
- المعرفي (بما في ذلك صعوبات التعلم، والتشتت، وعدم القدرة على تذكر كميات كبيرة من المعلومات).
- البصري (بما في ذلك العمى وضعف البصر وعمى الألوان).
- الحركي (بما في ذلك عدم القدرة على استخدام الفأرة، ووقت الاستجابة البطيء، والتحكم المحدود في الحركة).
- العصبي.
- البدني.
- الكلامي.
أضف إلى ذلك أنه يجب عليك أيضًا تصميم موقع ويب يمكن الوصول إليه لكبار السن، والأشخاص الذين يعانون من إعاقات مؤقتة أو قيود ظرفية، والأشخاص الذين يعانون من بطء اتصالات الإنترنت، والأشخاص الذين يستخدمون أجهزة مختلفة، مثل الهواتف المحمولة أو الأجهزة اللوحية.
ثلاث أدوات يستخدمها ضعاف البصر لتصفح الويب
ستكون عملية جعل موقع الويب الخاص بك متاحًا أو سهل الوصول إليه أكثر واقعيةً إذا فهمت كيف يتنقل الأشخاص ضعاف البصر في موقعك. وفيما يلي الأدوات الأكثر شيوعًا التي يستخدمها ضعاف البصر لتصفح الويب.
1. قارئات الشاشة
تُعَد برامج قراءة الشاشة أدوات مهمة تُمَكن المستخدمين من الوصول إلى محتوى مواقع الويب بطريقة مختلفة، حيث تعمل هذه البرامج على تحويل النص والمحتويات الأخرى إلى كلام مركب، مما يسمح للمستخدمين تصفح المحتوى بطرائق متنوعة، كما يمكن للمستخدمين التحكم في هذه الأدوات لقراءة المحتوى بترتيبات مختلفة، مثل قراءة النص من الأعلى إلى الأسفل، أو بسطر واحد في كل مرة، أو حسب العناوين، أو حسب الروابط أو غيرها.
يمكن استخدام بعض برامج قراءة الشاشة الشائعة مثل JAWS و NVDA و VoiceOver، وأجهزة القراءة باللمس بواسطة الصم والمكفوفين، التي تحول النص إلى نظام برايل القابل للقراءة باللمس. بالإضافة إلى ذلك، تحتوي الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية على قارئات شاشة مدمجة يمكن استخدامها بواسطة اللمس أو التمرير.
2. المتصفحات الخاصة
صُممت المتصفحات المخصصة، مثل: WebbIE و EIA و PnC Net خصيصًا لتلبية احتياجات المستخدمين ضعاف البصر، وتمتاز هذه المتصفحات بقدرتها على اكتشاف بنية صفحات الويب وتوفير المعلومات بطريقة تناسب المستخدم. ومع ذلك، يوجد جانب سلبي للمتصفحات المخصصة وهو أنها غير متطورة كما المتصفحات الشائعة، مثل جوجل كروم Google Chrome أو سفاري Safari، وبالتالي قد لا تدعم بعض الميزات الجديدة، مثل التكامل مع التطبيقات والإضافات، وقد لا تكون متاحة على جميع أنواع الأجهزة.
3. مكبرات الشاشة
لا يحتاج جميع الأشخاص ضعاف البصر إلى أدوات قراءة الشاشة للوصول إلى الإنترنت، فقد يستخدم أولئك الذين يعانون من ضعف البصر إما مكبرات الشاشة أو ميزات الجهاز المدمجة لتحسين قابلية قراءة المحتوى أحيانًا. ومع ذلك هناك جانب سلبي لهذه الأساليب، فبدون بنية صفحة ويب مصممة لهذا الاستخدام قد يتسبب ذلك في فقد العلاقات بين العناصر الموجودة على الصفحة، مما يترتب عليه أن المستخدمين لن يروا سوى جزء من الشاشة في كل مرة.
المشكلات الشائعة التي يواجهها ذوي المشاكل البصرية عند تصفح الويب
لضمان فهمنا للتحديات التي يواجهها الأشخاص ضعاف البصر على الإنترنت، يجب أن نكون على دراية بماهية هذه الفئة من الأفراد، فتنقسم الإعاقات والمشاكل البصرية إلى ثلاث فئات رئيسية كما يلي:
- العمى التام: يشمل هذا النوع الأشخاص الذين يعانون من فقدان تام للرؤية حيث يكون مجالهم البصري معدومًا، ومع ذلك فإن معظم الأشخاص المصنفين كـ مكفوفين قانونيًا (بمجال بصري يبلغ 20 درجة) تكون لديهم بعض القدرة البصرية.
- ضعف البصر: يشمل هذا النوع الأشخاص الذين لا يمكن تصحيح رؤيتهم إلى ما يقرب من 20/20، ويُعَد ضعف البصر أكثر شيوعًا بين كبار السن.
- عمى الألوان: تخص الأشخاص الذين يعانون من عدم القدرة على رؤية الألوان بشكل طبيعي، وتشتهر أيضًا هذه الإعاقة باسم نقص رؤية الألوان.
ولقد أجرت منظمة WebAIM تقييمًا لإمكانية الوصول على مليون صفحة رئيسية، واكتشفت أن 97.4٪ منها تحتوي على انتهاكات يمكن اكتشافها باستخدام مبادئ الوصول إلى محتوى الويب WCAG 2.0، وتشمل بعض الانتهاكات الشائعة ما يلي:
- نص ضعيف التباين.
- نص بديل مفقود للصور.
- روابط فارغة.
- عدم تسمية إدخالات النماذج.
- أزرار فارغة.
- غياب لغة المستند.
وفيما يلي بعض المشكلات الشائعة التي يواجهها الأشخاص ضعاف البصر عند استخدام مواقع الويب.
المناطق التي لا يمكن الوصول إليها عبر قارئ الشاشة
توجد بعض التحديات في الوصول إلى بعض أنواع المحتوى عبر برامج قراءة الشاشة، فيُعد المحتوى البصري مثل الصور وجداول البيانات والرسومات صعب الوصول إليها باستخدام هذه الأدوات؛ فعلى سبيل المثال، يصعب على قارئ الشاشة فهم العلاقة بين البيانات الموجودة في الصفوف والأعمدة إذا لم تُضع مكونات HTML المناسبة لجداول البيانات. وينطبق الأمر نفسه على الصور، حيث لا يمكن لقارئ الشاشة تحليل المعنى الموجود في الصورة، لذا يحتاج المحتوى البصري إلى وجود نص بديل ALT يمكن فهمه من قبل قارئ الشاشة. وبالإضافة إلى ذلك، يجب توفير وسائل لوصول المستخدمين ضعاف البصر إلى العناصر التفاعلية، مثل القوائم ومعلومات التمرير بالفأرة والنص القابل للطي ومشغلات الوسائط، ويُنفذ ذلك من خلال وضع مكونات HTML المناسبة لهذه العناصر وتسميتها بطريقة صحيحة.
محتوى الصفحة غير منظم مع العناوين
بينما يمكن للمستخدم الذي لا يعاني من مشكلات بصرية فحص صفحة الويب وفهم طريقة تنظيمها بناءً على التخطيط أو القرب أو التصميم المرئي، يواجه قارئ الشاشة صعوبةً في ذلك. وحتى يتمكن الأشخاص ضعاف البصر من الحصول على تجربة ويب مماثلة، يكون ذلك من خلال الهيكل المنظم للصفحة الذي يتضمن العناوين ذات الصلة وارتباطات التعليمات البرمجية، فبدون هذه العناصر يكون المحتوى غير منظم وغير قابل للفهم بالنسبة لهؤلاء الأفراد.
العناوين لا تتبع هيكل
يُعد التسلسل المنطقي والدلالي في العناوين أمرًا بالغ الأهمية لمستخدمي قارئات الشاشة. فمن خلال استخدام برامج قراءة الشاشة، يعتمد المستخدمون الذين يعانون من ضعف البصر على تلك الأدوات للبحث عن المعلومات ذات الصلة والأقسام التي يهتمون بها، ولتنفيذ ذلك يعتمدون على وظيفة تقدمها تلك الأدوات تسرد لهم العناوين. ومن هنا تكمن أهمية استخدام العناوين، وليس فقط استخدامها، بل استخدامها بتسلسل منطقي ومنظم.
روابط وأزرار بدون وصف
عندما يتعلق الأمر بإمكانية الوصول يجب أن تولي اهتمامًا خاصًا لروابط وأزرار الويب، فبعض مستخدمي قارئ الشاشة يستخدمون وظيفةً تسرد جميع الروابط الموجودة على الصفحة للبحث عن موارد محددة، وفي هذه الحالة فإن وجود روابط أو أزرار بدون وصف واضح لهما (مثل: "انقر هنا") قد يكون غير فعال ومحبط للمستخدمين ضعاف البصر.
أحد أسوأ السيناريوهات هو وجود روابط أو أزرار فارغة أو عناوين URL غير صالحة، فإذا كان هناك روابط معطلة على موقع الويب الخاص بك، فسوف يشعر القراء بالارتباك وستتأثر تجربتهم العامة سلبيًا، لذلك تأكد من أن جميع أزرار الدعوة لاتخاذ إجراء قابلة للنقر وتوجه المستخدمين إلى الصفحات المقصودة بطريقة صحيحة.
الإدخالات بدون تسميات مرتبطة
يُعد وجود تسميات مرتبطة أمرًا هامًا لتعزيز فهم المستخدمين للإدخالات المطلوبة في عناصر تحكم النماذج، وذلك لأن عناصر تحكم النماذج تعمل كوسيط بين المستخدم والخادم في الواجهة الأمامية للمستخدم، مثل مربعات القائمة وأزرار الاختيار وأزرار الأوامر؛ فعلى سبيل المثال، إذا لم تُضاف تسميات مناسبة ومنطقية للإدخالات، فقد يكون من الصعب على المستخدمين ضعاف البصر إكمال النموذج بنجاح، وفي حالة ما إذا كان هناك حقول يجب ملؤها، فمن المهم وجود تسميات توضح ما يجب إدخاله في تلك الحقول (مثل الاسم واللقب وعنوان البريد الإلكتروني وما إلى ذلك)، ويجب أن تكون مُرَتبة ترتيبًا منطقيًا بحيث يكون هناك زر "إرسال" في نهاية النموذج.
المحتوى لا يمكن الوصول إليه بواسطة لوحات المفاتيح
يعتمد معظم مستخدمي قارئ الشاشة على لوحة المفاتيح كأداة رئيسية للوصول إلى الويب، ومن ثَمَّ يصبح المحتوى الذي يتطلب استخدام الفأرة أو شاشة اللمس (مثل النقر على روابط) غير قابل للوصول لهؤلاء المستخدمين، لذلك تُعد هذه المسألة ذات أهمية كبيرة، ليس فقط للأفراد ضعاف البصر ولكن أيضًا لأولئك الذين يعتمدون على لوحة المفاتيح بسبب صعوبات حركية.
معلومات اللغة مفقودة
تَفترض برامج قراءة الشاشة أن كل المحتوى الموجود على موقع الويب يكون باللغة الافتراضية للمستخدم، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى حدوث مشكلات عندما يقرأ البرنامج المحتوى بلغة أجنبية باستخدام قواعد نطق اللغة الافتراضية للمستخدم. فقد يكون النص مثلًا مزيجًا من لغاتٍ متعددة (مثل، "انقر بزر الفأرة الأيسر على قائمة "Start" من شريط المهام") في مثل هذه الحالات يمكن أن يشعر المستخدمون بالارتباك إذا لم يكن برنامج قراءة الشاشة مُعدًّا لقواعد النطق اللازمة لتلك اللغات المختلفة.
خاتمة
في ختام هذه المقالة، يتضح أن بناء موقع إلكتروني سهل الاستخدام لفائدة الأشخاص ذوي المشاكل البصرية ليس مجرد مبادرة إنسانية واجتماعية، بل هو أيضًا استثمار ذكي وفعّال في توسيع نطاق جمهورك وتحسين تجربة مستخدميك.
فعندما يُصمم موقع الويب بعناية مع الاهتمام بتوفير إمكانية الوصول لذوي المشاكل البصرية، فهو بذلك يُتيح لهؤلاء الأشخاص الاستفادة الكاملة من المحتوى والخدمات التي يقدمها موقعك، مما يعزز قدرتهم على المشاركة الفعّالة في المجتمع الرقمي.
بالإضافة إلى ذلك، يساعد تصميم موقع إلكتروني سهل الاستخدام لذوي الإعاقات والمشاكل البصرية على تحسين سمعة علامتك التجارية وزيادة الوعي بقيمتك الاجتماعية، كما ويعكس اهتمامك بتوفير تجربة متاحة للجميع قيمك وأخلاقك التجارية.
ترجمة -وبتصرف- للمقال Building a User-Friendly Website for the Visually Impaired.
أفضل التعليقات
لا توجد أية تعليقات بعد
انضم إلى النقاش
يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.