اذهب إلى المحتوى

اختيار نظام إدارة المُحتوى يمكن أن يكون أمرًا صعبًا. وبدون تعريف واضح لمجموعة المتطلبات فستغريك الخصائص "الفاخرة" التي لن تستخدمها أبدًا. إذًا ما الذي يجب عليك البحث عنه في نظام إدارة المُحتوى؟

عندما غادرت المنزل لالتحاقي بالجامعة علّمتني أمي درسًا قيمًا. إذا أردّت أن تدّخر مالًا، لا تذهب أبدًا إلى البقالة وأنت جائع ودائمًا قم بكتابة قائمة. إن لم تفعل ذلك فستميل إلى شراء أشياء لست بحاجة إليها.

cms.png

نفس المفهوم ينطبق هنا عندما تأتي لاختيار نظام إدارة المُحتوى. فبدون تعريف واضح لمجموعة المتطلبات، ستغريك الوظائف الفاخرة التي لن تستخدمها أبدًا، وقد تجد نفسك وقد اشتريت نظام إدارة مُحتوى مُوجّه للشّركات مُقابل عشرات الآلاف من الدولارات في حين أن أداة تدوين مجانية ستكون أكثر من كافية.

إذًا كيف ستقوم بإنشاء قائمة متطلباتك؟ على الرغم من أن ظروف كل واحد منكم ستكون مُختلفة، إلا أن هناك 10 مناطق ذات أهمية خاصة.

1. الوظيفة الأساسية

حين يفكّر معظم الناس في إدارة المُحتوى، فهم يفكرون في إنشاء، حذف، تحرير وتنظيم الصفحات. يفترضون أن جميع نظم إدارة المُحتوى تفعل ذلك بحيث تكون هذه الوظيفة أمرًا مفروغًا منه. على كل حال هي ليست بالضرورة كذلك. لا يوجد هناك ضمان أيضًا أنه يتم عمله على نحو بديهي.

ليست كل منصّات التدوين على سبيل المثال تسمح لصاحبها بإدارة وتنظيم صفحاتها على شكل التسلسل الهرمي الشجري. وبدلًا من ذلك فمشاركات الفرد يتم تنظيمها تلقائيًا وفق تاريخ النّشر أو التصنيف. في بعض الحالات يكون هذا كافيًا تمامًا. في الحقيقة هذا التقييد في الوظائف يحافظ على واجهة بسيطة وسهلة الفهم. لكن في حالات أخرى غياب الوظائف قد يكون أمرًا محبطًا.

فكّر بعناية بالوظائف الأساسية التي تحتاجها. حتى وإن لم تكن بحاجة إلى القدرة على هيكلة وتنظيم الصفحات الآن، قد تحتاجها مستقبلًا. احذر من الأنظمة التي لا تسمح لك بالقيام بهذه الأنشطة الجوهرية.

اسأل نفسك أيضًا ما مدى سهولة إكمال هذه المهام. هناك العشرات من أنظمة إدارة المُحتوى، ومعظمها تعرض هذه الوظائف الجوهرية. لكنها تختلف بشكل كبير في سهولة استخدامها. اختبر سهولة استخدام النظام دائمًا قبل أن تشتريه.

2. المحرّر

المحرر هو أحد الميّزات الجوهرية التي تستحق اهتمامًا خاصًا.

معظم أنظمة إدارة المُحتوى لديها محررWYSIWYG . الغريب أن هذا المحرر لا ينال نصيبه الكافي من الاهتمام، بغض النظر عن كونه الميزة الأكثر استخدامًا داخل النظام.

المحرر هو الواجهة التي من خلاله يتم إضافة المحتوى والتعديل عليه.

عادةً ما يُسمح أيضًا للمسؤول عن إضافة المحتوى بتطبيق التنسيقات الأساسية مثل اختيار الخطوط والألوان. على كل حال في الآونة الأخيرة هناك ابتعاد عن هذا النوع من المحررات والانتقال إلى مُحرّرات أفضل.

الخطر من محررات WYSIWYG التقليدية يقع في محورين. الأول، أنها تعطّي المسؤول عن إضافة المُحتوى الكثير من التحكم في التصميم. باستطاعته تعديل مظهر الصفحة لدرجة أنها قد تفسد تناسق التصميم مع الشعار. الثاني، من أجل تحقيق هذا المستوى من التحكّم بالتصميم، فإنه يتم دمج المُحتوى مع التصميم.

الجيل الجديد من المحررات قد نهجت نهجًا مختلفًا. المسؤول عن إضافة المُحتوى يستخدم المحرر لتحديد العناوين، القوائم، الروابط، والعناصر الأخرى من دون أن يُملي كيفية ظهورها.

تأكّد من أن قائمة متطلباتك تتضمن محررًا يستخدم هذا النهج ولا يعطي المسؤول عن المحتوى القدرة على التحكّم بالمظهر. على الأقل ابحث عن أنظمة إدارة المُحتوى التي تسمح باستبدال المحرر بحل أنسب.

يجب أن يكون المحرر قادرًا على التعامل مع الأشياء الخارجية بما فيه الصور والتنزيلات.

3. إدارة الموارد

إدارة الصور والملفات يتم التعامل معها بشكل سيء من قِبَل بعض أنظمة إدارة المُحتوى. مشاكل قابلية الوصول وسهولة الاستخدام قد تسبب الإحباط في الأنظمة المصممة بشكل سيء. الصور على وجه التحديد قد تسبب المشاكل. تأكد من أن نظام إدارة الموقع الذي اخترته يجبر المسؤول عن إضافة المحتوى على إضافة وسوم بديلة (نصوص) للصور. قد تريد أيضاً نظام إدارة مُحتوى يقدّم أدوات تحرير أساسية للصور مثل القص، التحجيم والتدوير.

ضع في اعتبارك أيضًا كيف يتعامل نظام إدارة المُحتوى مع التنزيلات وملفات الـPDF المرفقة، مستندات word والملفات المشابهة. كيف تظهر للمستخدمين؟ ما هو الوصف الذي يُرفق للملفات وهل سيكون مُحرّك البحث قادرًا على فهرستها؟

4. البحث

البحث هو جانب مهم في أي موقع. تقريبًا نصف المستخدمين سيبدؤون بالبحث عندما يبحثون عن المحتوى. لكن غالبًا وظيفة البحث المتاحة في أنظمة إدارة المواقع ليست كافية.

هنا بعض الأشياء للتّأكّد منها عند تقييم وظيفة البحث:

  • الحداثة: كم مرة يقوم محرك البحث بفهرسة موقعك؟ للأمر أهمية خاصة إن كان موقعك يتم تحديثه بانتظام.
  • التمام: هل يقوم بفهرسة كل المحتوى بكل صفحة؟ ماذا عن الملفات المرفقة مثل ملفات الـ PDF، مستندات الوورد، الإكسل، الباوربوينت.
  • السرعة: بعض محركات البحث قد تستغرق وقتًا لعرض النتائج. وهذا أمر شائع وخاصة في المواقع الكبيرة.
  • النطاق: هل تستطيع تضييق نطاق البحث لقسم معيّن من الموقع أو تحسين نتائج البحث في حين عرضها
  • التصنيف:كيف يحدّد محرك البحث تصنيف النتائج؟ وهل من الممكن تعديله من قِبَل صاحب الموقع أو المستخدم؟
  • التعديل: هل تستطيع التحكّم بكيفية عرض النتائج وتعديل التصميم؟

5. التخصيص

تحتاج إلى نظام إدارة مُحتوى يسمح بالمرونة بالطريقة التي يتم فيها إرجاع وعرض المحتوى. على سبيل المثال هل تستطيع عرض المُحتوى بترتيب زمني عكسي؟ هل يمكنك عرض الأحداث بالترتيب الزمني؟ هل من الممكن استخراج أحدث التعليقات للمستخدمين وعرضها على الصفحة الرئيسية؟ إنها المرونة التي تُميّز أنظمة إدارة المواقع عن بعضها البعض.

6. تفاعل المستخدمين

عندما تنوي السّماح بتعليقات المستخدمين، فيجب أن يوفّر نظامك لإدارة المُحتوى هذه الوظيفة أو أن يسمح للإضافات الخارجية القيام بذلك. أيضًا، إن أردت أن تُوجِدَ جمهورًا على موقعك فستحتاج إلى وظائفٍ مثل الدردشة، المنتديات، التعليقات والتقييمات.

وكحد أدنى ستحتاج إلى القدرة على إضافة النماذج وتجميع التغذية الرّاجعة. ما مدى سهولة قدرة أنظمة إدارة المُحتوى على القيام بهذه العميلة؟ هل يمكنك تعديل الحقول أو هل سيتطلب ذلك خبرات تقنية؟ ماذا عن النتائج؟ هل تستطيع تحديد الأشخاص المرسلة لهم؟ هل يمكن كتاباتها في قاعدة بيانات أو تُنتج كمستند إكسل؟ فكّر في نوع الوظيفة التي ستحتاجها وابحث عن نظام إدارة مواقع يدعمها.

اسأل أيضًا عن الأدوات الموجودة للتواصل مع عملائك. هل تستطيع إرسال رسائل بريد تحوي نشراتٍ إخبارية؟ وهل يمكن تنظيم المستلمين إلى مجموعات يتم إرسال الرسائل إليها كلًا على حدة؟ وماذا عن موجز الأخبار وخدمةRSS؟

وأخيرًا، فكّر في الطريقة التي تُريد إدارة المستخدمين بها. هل تحتاج إلى إعادة تعيين كلمة المرور أو تعيين صلاحيات؟ هل تحتاج أن تكون قادرًا على تصدير معلومات المستخدمين إلى أنظمة أخرى؟

7. الأدوار والصلاحيات

كلما زاد عدد الأشخاص الذين سيقومون بإضافة المحتوى، فسترغب في تحكّم أفضل في صلاحياتهم (من يستطيع تغيير ماذا). على سبيل المثال قد تحتاج أن يكون الموظّف قادرًا على نشر إعلانات الوظائف لكن لن يكون قادرًا على إضافة محتوىً في الصفحة الرئيسية. هذا يتطلّب نظام إدارة وتصميم مواقع يدعم الصلاحيات. عادةً ما تسمح الصلاحيات بتحديد ما إذا كان المستخدمون قادرين على تعديل صفحات محددة أو حتى أقسام كاملة من الموقع.

ولما يرتفع عدد المُستخدمين فستحتاج إلى شخص لمراجعة المُحتوى قبل نشره وعليه فستحتاج إلى نظام إدارة مُحتوى يدعم تعدد الأدوار والصلاحيات.

أما فيما يخص الشّركات، فإن نشر مقال واحد قد يمر على سلسلة من المراحل المُعقّدة. وعليه فإن ذلك يتطلب توفر خاصّية تسمح بالرّجوع إلى إصدارات أقدم من نفس المقال.

8. الإصدارات

أن تكون قادرًا على الرّجوع إلى نسخة سابقة لصفحة يسمح لك بالاستعادة السريعة إن ما تم نشر شيء بالخطأ.

لدى بعض أنظمة إدارة المواقع نظام إصدارات معقّد يسمح لك بالعودة إلى تاريخ معيّن. لكن في أغلب الأحيان تعدّ هذه مبالغة. يعتبر الاستخدام الأكثر شيوعًا للإصدارات هو ببساطة العودة إلى آخر المحفوظات.

على الرغم من أنها تبدو وكأنها خاصّيّة لا غنى عنها، إلا أنها من خلال تجربتي نادرًا ما يتم استخدامها إلا في حالات الشّركات الكُبرى.

9. دعم مواقع متعددة

مع وجود العديد من أنظمة إدارة المواقع التي تسمح لك بإدارة مواقع متعددة من نفس التّطبيق، فقد ترغب في الحصول على هذه الخاصّيّة أيضًا.

على الرغم من أنك قد لا تحتاج إلى إدارة أكثر من موقع واحد حاليًا، لكن هذا قد يتغيّر. فقد تقرّر أن تطلق موقعًا جديدًا يستهدف جمهورًا مختلفًا.

10. دعم تعدّد اللغات

من السهل استبعاد الحاجة إلى خدمة اللغات المتعددة. قد يستهدف موقعك السوق المحلية على وجه التحديد أو قد تبيع منتجًا يستهدف لغة معينة. على كل حال فكّر مرتين قبل أن تُلغي هذا المطلب.

حتى وإن كان منتجك يستهدف لغة معينة، فقد يتغيّر، من المهم أن ينمو نظامك لإدارة المواقع مع عملك ومتطلبات التغيير.

أيضاً لمجرد أنك تستهدف السوق المحلّي لا يعني هذا أنه يمكنك تجاهل اللغة. نحن نعيش في مجتمع متعدد الثقافات حيث يُتحدث فيه العديد من اللغات. كونك قادرًا على استيعاب هذه الاختلافات يقدّم لك ميزة كبيرة عن منافسيك.

فكّر من خلال نتائج هذا المطلب. لمجرد أنك تملك القدرة على إضافة لغات متعددة لا يعني أنك تملك المحتوى. الكثير من عملائي أصرّوا على خدمة تعدد اللغات ولم يستخدموها حتى الآن.

خلاصة

المميزات جزء مهم في عملية الاختيار لنظام إدارة المُحتوى، لكنها ليست كل شيء. من المهم أيضًا التفكير بمسائل أخرى كالتراخيص، الدعم، القابلية الوصول، الأمان وغيرها.

في الختام، لا تجعل قائمة متطلباتك تصبح هي قائمة أمنياتك. ابقِ متطلباتك عند أدنى حدٍ ممكن، لكن وبنفس الوقت فكر بالمستقبل. هو خط رفيع للمشي عليه. من جهة أنت لا تريد أن تدفع لوظائف لن تستخدمها. ومن جهة أخرى، لا تريد أن تكون عالقًا مع نظام إدارة مُحتوى لم يعُد يلبّي احتياجاتك.

ترجمة -وبتصرّف-للمقال: 10 criteria for selecting a CMS لصاحبه Paul Boag

 

حقوق الصّورة البارزة محفوظة لـ freepik


تفاعل الأعضاء

أفضل التعليقات

لا توجد أية تعليقات بعد



انضم إلى النقاش

يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.

زائر
أضف تعليق

×   لقد أضفت محتوى بخط أو تنسيق مختلف.   Restore formatting

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   جرى استعادة المحتوى السابق..   امسح المحرر

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.


×
×
  • أضف...