-
المساهمات
38 -
تاريخ الانضمام
-
تاريخ آخر زيارة
إنجازات كندة شربجي

عضو نشيط (3/3)
9
السمعة بالموقع
-
هل تساءلت يومًا كيف يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي معرفة ما تبحث عنه وتفكر به؟ الحقيقة أن وسائل التواصل الاجتماعي لديها إمكانات عالية لفهم سلوك المستخدمين، وهو ما يتيح للعلامات التجارية الوصول إلى العملاء المحتملين بكفاءة عالية. يمكن للخوارزميات الذكية التي تمتلكها منصات التواصل الاجتماعي أن تجعل كل لحظة على الإنترنت تبدو وكأنها مخصصة لنا، لكن كيف يفعلون ذلك؟ هناك العديد من الطرق التي يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي من خلالها التأثير على تجربة العملاء وتخصيصها حسب كل مستخدم، وهو ما يساعد على نمو الأعمال. ما هي تجربة العملاء الشخصية؟ من المؤكد أن أغلبنا قد صادف إعلانات تبدو وكأنها تستهدفه خصيصًا، خاصةً عند تصفح المنشورات اليومية على وسائل التواصل الاجتماعي، والتي قد يظهر فيها إعلان لأحدث هاتف ذكي عندما نفكر في الحصول على هاتف جديد مثلًا. وهنا، يبدو في أغلب الحالات أن منصة التواصل الاجتماعي تعرف بالضبط ما كنا نفكر فيه، وهو ما يفيد الشركات التي تقف وراء هذه الإعلانات، إذ يمكنها استهداف العملاء المهتمين بمنتجاتها بكفاءة عالية. تجربة العملاء الشخصية الناجحة تتم عندما تستخدم الشركات ما تعرفه عنا للترويج للمنتجات أو الخدمات التي قد نكون مهتمين بها، وسوف تستخدم رسائل مصممة خصيصًا لتناسب احتياجاتنا وتفضيلاتنا، فهم يجمعون معلومات عنا من خلال سلوكياتنا السابقة ويستهدفوننا بأشياء يتوقعون أنها ستعجبنا. وهنا، عندما تراقب العلامات التجارية سلوكيات المستخدمين وتبني فهمًا عميقًا لهم، سيكون بإمكانها توفير تجربة مميزة تجعل العملاء يشعرون بأنهم ذو أهمية. كيف يساعد تخصيص تجربة العملاء على نمو الأعمال؟ تخصيص تجربة العملاء على وسائل التواصل الاجتماعي هو المفتاح لتحقيق نمو الأعمال، وذلك لأن التخصيص يجعل الأشخاص يشعرون وكأننا نتحدث إليهم مباشرةً، سواءً كان ذلك عبر تغريدة أو قصة أو إعلان يظهر لهم في اللحظة المناسبة. يمكن لمثل هذه الإجراءات -حتى وإن كانت صغيرة- أن تحوّل الشخص العادي الذي يتصفح الإنترنت إلى معجب كبير بعلامتك التجارية. وبدلًا من أن يشتري منا لمرة واحدة، سيصبح عميلًا مخلصًا لعلامتنا التجارية، وسيكون أكثر استعدادًا لإخبار جميع أصدقائه عنا. غالبًا ما يؤدي تقديم هذه الخدمة المتطورة للعملاء إلى زيادة المبيعات، كما أن 60% من الشركات أصبحت حريصةً على شعور المتسوقين بأنهم ذوو أهمية، لذا فهم يستثمرون المزيد من الوقت والمال في منصات موحدة لدمج جميع الطرق التي يتحدثون بها معك، وهكذا نشعر أن كل المنشورات التي تظهر لنا مخصصة لتناسب تفضيلاتنا، فنعود مجددًا إلى المنصة. كيف تتعامل وسائل التواصل الاجتماعي مع تجربة العملاء الشخصية؟ في ما يلي شرح لكيفية استخدام الشركات لأدوات التواصل الاجتماعي الخاصة بها لتقديم تجربة استخدام أفضل: خط تفاعل مباشر: يعمل خط التفاعل المباشر على إنشاء رابطة بين المستخدم وبين العلامة التجارية، مثل حالة رد المستخدم بتعليق على إحدى المنشورات، ومن ثم تصله رسالة مباشرة على المحادثة الخاصة، بحيث يبدو الأمر وكأنه يجري محادثة مع صديقه أتمتة خدمة العملاء عبر برامج الدردشة الآلية: تتيح تطبيقات الدردشة للعلامات التجارية إمكانية تقديم حلول مخصصة مع ردود فورية من برامج البوت الذكية الإعلانات المستهدفة: تستخدم الشركات المعلومات التي تجمعها عنا وسائل التواصل الاجتماعي لعرض المنشورات التي تناسب اهتماماتنا الرؤى المستندة إلى البيانات: تستخدم الشركات كميات ضخمة من البيانات لفهم سلوكياتنا بصورة أفضل، فهي تراقب كل تفاعلاتنا، من إعجاب ومشاركة ومتابعة، ومن ثم تسخّر هذه البيانات في تصميم نهجها الذي يضمن رؤية المزيد مما نحبه تخصيص المحتوى: عندما نرى منشورًا ما، قد نتعجب من مدى ارتباطه بنا وباهتماماتنا، وهذه هي قدرة العلامات التجارية على تخصيص وتوجيه منشوراتها لتناسب المستخدمين التعاون مع المؤثرين: تتعاون العلامات التجارية مع المؤثرين لتحسين التواصل مع العملاء، من خلال سد الفجوة بين لغة الشركات الرسمية والحديث الودي للمؤثرين التوجهات المستقبلية لوسائل التواصل الاجتماعي وتجربة العملاء سوف تتطور وسائل التواصل الاجتماعي وتجربة العملاء مع التطور التقني الذي نشهده؛ أما بالنسبة لما يخبئه المستقبل، فقد نصل إلى إمكانات خارقة تعيد تعريف التجارب الرقمية للمتسوقين 1. الدردشة مع الذكاء الاصطناعي بعيدًا عن روبوتات الدردشة البسيطة، نشهد اليوم طفرةً واسعةً في مجال الدردشة مع الذكاء الاصطناعي، فقد وصلت جودة التواصل بدردشات الذكاء الاصطناعي إلى مرحلة شبيهة بالتواصل مع إنسان حقيقي، من خلال الاعتماد على الذكاء الاصطناعي الذي أصبح بإمكانه فهم سياق الكلام والتمييز ما بين الأحاديث الجدية والسخرية والفكاهة. دورة الذكاء الاصطناعي احترف برمجة الذكاء الاصطناعي AI وتحليل البيانات وتعلم كافة المعلومات التي تحتاجها لبناء نماذج ذكاء اصطناعي متخصصة. اشترك الآن 2. تجارب الواقع المعزز سيسمح مستقبل وسائل التواصل الاجتماعي أيضًا للعملاء بالاقتراب أكثر من عروض العلامات التجارية، فمن خلال العروض التوضيحية الافتراضية للمنتجات، سيكون بإمكان العملاء رؤية المنتجات والتفاعل معها كما لو أنهم يتسوقون من المتاجر على أرض الواقع. 3. التفاعلات مع الأوامر الصوتية من المتوقع مستقبلًا أن يصبح المساعدون الصوتيون أكثر تكاملًا مع منصات التواصل الاجتماعي، بحيث يمكن أن نطلب من المساعد الصوتي أن يجلب لنا أحدث التقييمات لمنتج جديد أو العثور على أفضل الأسعار لمنتج ما، من خلال إعطاء الأوامر الصوتية على وسائل التواصل الاجتماعي. 4. التخصيص الدقيق توفر وسائل التواصل الاجتماعي ثروةً من المعلومات للشركات، إذ يمكن لهذه الشركات وبالتعاون مع الذكاء الاصطناعي تحليل هذه البيانات، والتنبؤ بتفضيلات المستخدمين بدقة مذهلة، ونتيجةً لذلك، يمكن للعلامات التجارية أن تعرض المنتجات والمحتوى الذي يناسب تمامًا المستخدمين. في الختام يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي أن تجعل كل شيء يبدو وكأنه مصمم خصيصًا للمستخدم، مما يسمح للعلامات التجارية بتحقيق النمو بطرق لم يكن من الممكن تصورها من قبل، كما يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي أن تجعل كل نقرة وتمريرة مخصصة للمستخدم، ومع تطور المنصات، صار كلما تفاعل المستخدم أكثر، زاد قربه من العلامات التجارية التي لن يستطيع الاستغناء عنها. ترجمة -وبتصرّف- للمقال The Role of Social Media in Personalizing Customer Experience for Business Growth لصاحبه April Miller. اقرأ أيضًا كيف تتبنى استراتيجية تجربة عملاء ناجحة في شركتك مدخل إلى وسائل التواصل الاجتماعي وآلية عملها وسائل التواصل الاجتماعي والتسويق: قواعد التعامل
-
تُعَد إدارة المنتجات مجالًا مثيرًا ومليئًا بالتحديات، لكن إدارة المنتجات في السوق الإلكتروني تُعَد عالمًا مختلفًا تمامًا بمزاياه ومساوئه المغايرة. هناك الكثير من المصادر التي تتحدث عن أفضل ممارسات توسيع نطاق إدارة المنتجات في السوق الإلكتروني، إلّا أننا سنتحدث اليوم عن الجوانب التي يجب الانتباه لها في المنتج عند البدء بإدارته في السوق الإلكتروني، وكيف يمكن لمدير المنتج تعزيز الجدوى في هذه المرحلة الابتدائية وأثناء إطلاق السوق الإلكتروني، مع مشاركة بعض النصائح المبنية على تجارب عملية للمختصين في هذه المجالات. ما هو السوق الإلكتروني؟ وكيف يعمل؟ السوق الإلكتروني باختصار هو الوسيط الذي يربط بين العرض المتمثل في البائعين أو المورّدين، والطلب المتمثل في المستخدم النهائي؛ وقد ساهم التطور التقني في تسريع هذا النموذج، كما هو الحال في تطبيقات النقل والتوصيل التي تربط المسافرين بسيارات الأجرة أو تطبيقات توصيل الطعام التي تربط المستهلكين بالمطاعم. يأخذ السوق الإلكتروني نسبةً مئوية من الصفقات التي تجري عبره، ويسميها عمولة أو رسوم خدمة. ما دور إدارة المنتجات في ذلك؟ قد يعتقد البعض أن دور مدير المنتجات لا يتغير مع نمو الشركة، إلا أن مرحلة إطلاق المنتج في السوق الإلكتروني قد تتطلب عقليةً مختلفةً تمامًا. فكما أن هناك رئيسًا تنفيذيًا لمرحلة الأزمات ورئيسًا تنفيذيًا لمرحلة الاستقرار، من الممكن أن يكون هناك مدير منتجات لمرحلة الإطلاق ومدير منتجات لمرحلة نمو السوق الإلكتروني. يعتمد نجاح الأسواق الإلكترونية المطروحة حديثًا على عاملين أو ثلاثة في حال لم يتوفر تمويل من مستثمرين: التدفق: يتميز السوق الإلكتروني بالسماح بالطلب الفوري، فإذا أردنا حجز سيارة أجرة على سبيل المثال، يمكننا حجزها آنيًا وليس قبل بضعة أيام. وبالنسبة لأصحاب المشروع، هذا يعني ضرورة الحفاظ على التوازن الجيد بين حجم العرض وحجم الطلب بما يتوافق مع الطبيعة المتغيرة لكل منهما، وهنا تكمن أهمية إنشاء أدوات لتسهيل استقطاب الموردين وتسريع تسجيل دخول العملاء، التي تساعد على تعزيز جدوى المنتجات في السوق تأثير العلاقات: كلما ازداد عدد مستخدمي المنتجات والراضين عن جودتها، ازدادت فرصة التوصية بها لأصدقائهم، مما يعني المزيد من الطلب على البائعين والموردين، وبالتالي زيادة إيراداتهم. يمكن أن يحصل ذلك عبر الإحالات أو عبر العروض الترويجية للمستخدمين، وكلا الأسلوبين يتطلب أن يعمل عليه فريق منتجات اقتصاديات الوحدة في حال كان هناك تركيز على الاستدامة المالية خلال مرحلة الإطلاق: اقتصاديات الوحدة هي تحليل لما إذا كان المشروع التجاري يربح أو يخسر على مستوى العميل الواحد. وفي حال كانت اقتصاديات الوحدة من أولويات الشركة، فستزداد الحاجة إلى وجود أدوات لإعداد الأسعار والعروض الترويجية للمستخدمين وحوافز البائعين وغيرها أثناء مرحلة الإطلاق؛ أما بالنسبة للشركات التي تعتمد على تمويل المستثمرين، فهي تؤجل التركيز على هذه الأمور إلى مراحل لاحقة بعد الانتهاء من تحقيق توافق المنتجات مع متطلبات السوق. باختصار، هناك حاجة إلى فريق منتجات قوي لمعالجة هذه الجوانب الثلاثة من السوق. كيف يمكن لمدير المنتج تعزيز الجدوى خلال مرحلة الإطلاق والبدء من الصفر؟ هناك الكثير من المفاهيم الخاطئة حول دور مديري المنتجات في مرحلة الإطلاق. إذا كان هناك مدير منتجات واحد أو مجموعة مديري منتجات يشاركون في إطلاق سوق إلكتروني جديد أو فئة جديدة للسوق أو نسخة مختلفة جغرافيًا لسوق إلكتروني موجود مسبقًا، فلا بد لهم من مراعاة الأمور التالية: عدم المبالغة في تصميم الواجهة: عندما يتعلق الأمر بتصميم واجهة المستخدم UI أثناء مرحلة الإطلاق، فإن الحد الأدنى الكافي من التصميم هو الخيار الأفضل، وكلّ ما يزيد عن ذلك ينعكس سلبًا على السوق. لن يهتم العملاء والبائعون بالألوان والشعار طالما يمكنهم تحقيق غاياتهم من المنصة، مثل سهولة الشراء بالنسبة للعملاء، وتحقيق مردود أكبر بالنسبة للموردين؛ لذا يُنصح بالاكتفاء بتصميم واجهة بسيط واستثمار الموارد المحدودة في مكان آخر، مثل تجربة المستخدم UX والاهتمام بقابلية الملفات للتحميل بدلًا من الاهتمام بالأزرار والألوان التركيز على الجانب الصحيح من السوق الإلكتروني: رغم أن معادلة العرض والطلب في السوق الإلكتروني كثيرة التغيُّر، إلا أن هناك دائمًا جانبًا يحتاج إلى تحسين. سواءً كان لدينا طلب أكثر من العرض أو عرض أكثر من الطلب، فإن وظيفة السوق هي تحقيق التوازن بين الجانبين مع محاولة زيادة أرباح السوق يجب أن يكثف مديرو المنتجات جهودهم في حل هذه الأمور لتحسين التدفق؛ إذ لا معنى للعمل على تحسين مسار المستهلك إذا لم تكن هناك سيارات متوفرة للحجز حسب في مثالنا السابق، بل يجب أن يستغل مدير المنتجات وقته في استقطاب السيارات بطريقة أسرع؛ إذ تتجلى عواقب عدم فعل ذلك في جعل السوق يستقطب الكثير من العملاء دون القدرة على تلبية متطلباتهم من خلال عدد كافٍ من الموردين، مع عدم السعي لجلب موردين جدد عدم تأجيل إضافة خاصية التقييم للعملاء أو الشركاء لوقت لاحق: فالتقييمات في مرحلة الإطلاق لا تقل أهميةً عن التقييمات اللاحقة، ومن المرجح أن تصبح أول دفعة من العملاء والشركاء مستخدمين فعالين في المستقبل، وقد يجلبوا أصدقاءهم من خلال تأثير العلاقات، لذا فإن معرفة المشكلات التي تواجههم وترتيبها حسب أهميتها تساعد على تحقيق نتائج أفضل، وقد يكون تأثيرها أكبر من بناء خوارزميات متقدمة لمطابقة العرض والطلب. على سبيل المثال، تُعَد الثقة والأمان عاملان مهمان بالنسبة لتطبيقات سيارات الأجرة، لذا يجب طمأنة العملاء والشركاء من ناحيتهما باستمرار. وبالعموم، يمكن إنشاء مجموعات تجمع أبرز المستخدمين مع طلب تقديم ملاحظاتهم وآرائهم وتحديد الثغرات في العروض الترويجية الموجَّهة للمستخدمين تقديم الجودة على الكمية: يتضمن إطلاق السوق إلكتروني إنشاء أدوات داخلية للشركة، وهي عبارة عن برمجيات تستخدمها الشركة ولا يلاحظها المستهلكون والموردون أو يهتموا بها، ومن الأمثلة العملية على ذلك بناءُ أداة داخلية للعروض الترويجية تسهل إعداد الخصومات. يجب أن تكون هذه الأدوات الداخلية بسيطة وأن تضاف بالتدريج وليس دفعةً واحدة،، فعلى سبيل المثال، يُنصح بالبدء بخصومات النسبة الثابتة بدلًا من إدراج جميع أنواع الخصومات دفعةً واحدة، من قبيل: "اشترِ 2 واحصل على واحدة مجانية"، أو "اطلب 5 طلبيات واحصل على طلبية سادسة مجانية"؛ كما أن إنشاء عدد محدود من الميزات المدروسة بعناية أفضل من إنشاء العديد من الميزات العشوائية غير المفحوصة جيدًا ليس كل شيء بحاجة للتتبع: يجب أن تكون التحليلات مسؤولية الجميع في مرحلة الإطلاق، لكن لا فائدة من تتبع أو تحليل البيانات التي لا تسهم بنمو السوق الإلكتروني، مثل عدد العملاء الذين يطلبون المثلجات بين منتصف الليل والرابعة صباحًا، فهذه الإحصائية لا يترتب عليها أي قرار متعلق بالمنتج في مرحلة الإطلاق، إلا إذا كان السوق الإلكتروني مخصصًا للمثلجات وليس هناك مورّودون يقدمون المثلجات في ساعات الليل. وحتى لو كان الأمر كذلك، فيمكن التعامل معه من خلال النقطة الثانية المذكورة أعلاه، والمتعلقة بالتركيز على الجانب الصحيح من السوق الإلكتروني التجربة والتعلم والتقدم: لا شك بأن التجارب مهمة جدًا لتحسين المنتجات، لكن قد لا تتوفر لدينا البيانات الكافية لها في مرحلة الإطلاق، لذا عندما تسنح الفرصة لإجراء التجارب فلا بد من الحرص على أن تكون بسيطة وسريعة. من المهم هنا التأكد من عدم الوقوع في هاجس إجراء التجارب على كل شيء، فقد يكون الاعتماد على رؤيتنا الشخصية أو حدسنا أحيانًا خيارًا أفضل في هذه المرحلة، لكن ذلك لا ينطبق على مرحلة إجراء التغييرات الكبيرة بعد تحقيق توافق المنتجات مع متطلبات السوق. أمور أخرى يجب مراعاتها من قبل مديري المنتجات الالتزام بإستراتيجية الشركة: يجب أن تعتمد خارطة طريق المنتج على الوجهة التي تتخذها الشركة. على سبيل المثال، إذا كانت إستراتيجية الشركة تهدف إلى استقطاب مورّدين من المؤسسات بدلًا من التعاقد مع مستقلين أو كيانات صغيرة، فيجب أن يعبّر المنتج عن ذلك إبقاء الجميع على اطّلاع بآخر التحديثات: من الضروري إخبار الأطراف المعنية بمجريات الأمور، فغالبًا ما يتطلب التغيير على المنتج إجراء تغييرات موازية على العمليات الأخرى، والتي قد لا يكون فريق المنتج على دراية بها، مثل الاستعداد لمزيد من الأسئلة الشائعة في خدمة العملاء التواصل مع العملاء والشركاء: يساهم الحفاظ على علاقة قوية مع الشركاء وأبرز المستخدمين في اختصار الوقت الذي تستغرقه دورة الآراء والملاحظات، وتسريع إجراء عمليات التكرار والتحسين على المنتج تشجيع الاستخدام الذاتي للسوق: من الواجب على فريق الإدارة على الأقل أن يكونوا من أول مستخدمي السوق الإلكتروني. وفي حال كان السوق منخفض الزيارات مثل بعض الأسواق الموجهة للشركات، فسيصبح من الضروري اختبار مسار المستخدم باستمرار عبر إنشاء حساب مستخدم بطريقة اعتيادية وتجربته؛ إذ يساعد الاستخدام الذاتي للسوق على اكتشاف الكثير من الملاحظات والنواحي المهمة، خصوصًا في المراحل المبكرة. خاتمة دور مدير المنتجات في مرحلة الإطلاق أشبه بمخاطرة في سبيل غاية تستحق المغامرة، بحيث إذا نجح سيعود عليه ذلك بالجزاء الوفير؛ أما إذا فشل فقد تكون العواقب مدمِّرة. مع ذلك، يمكن الاستفادة من النصائح المذكورة أعلاه للمساعدة على إنجاز هذه المهمة بنجاح. ترجمة -وبتصرّف- للمقال Zero-to-one Product Management in Marketplaces لصاحبه Jaskaran Sachdeva. اقرأ أيضًا ما هي إدارة المنتجات؟ ما الذي يجب عليك القيام به بعد إطلاق منتجك؟ دليلك الشامل إلى دورة حياة المنتج
-
من المعروف أن فناني السيرك يؤدون عروضهم بتوازن تام، فيتمكنون من حمل العديد من الصحون في الهواء بكل ثقة وكأنهم يمارسون حيلًا سحرية؛ لكن التوازن ليس بحاجة إلى حيل سحرية، إنما يتطلب فقط التركيز والمهارة، ففي حال فقد فنان السيرك توازنه في صحن واحد فإن بقية الصحون ستسقط جميعها. كما هو الحال في عرض السيرك، فإن إدارة المشروع هي عملية توازن، فعلى مدار دورة حياة المشروع، يواجه المشروع قيودًا مختلفة، مثل الوقت والتكلفة والمخاطر؛ وتقع على عاتق مدير المشروع الناجح مسؤولية تعلم كيفية تحقيق التوازن في هذه القيود لتعزيز أداء المشروع. سنتحدث فيما يلي بالتفصيل عن قيود المشروع ونشرح كيفية التعامل معها. ما هي قيود المشروع؟ قيود المشروع هي العوامل المقيِّدة التي يجب موازنتها باستمرار طوال دورة حياة المشروع، مثل الزمن والتكلفة والمخاطر. على سبيل المثال، قيد التكلفة يعني محدودية المشروع بميزانية معينة، وقيد الزمن يعني محدودية الجدول الزمني للمشروع. من الضروري دراسة هذه القيود وفهمها، فهي تؤثر على أداء المشروع. تؤثر معظم قيود المشروع أيضًا على بعضها البعض، ولذلك فإن إدارة القيود أمر ضروري لنجاح المشروع، ففي حال قررنا تمديد الجدول الزمني مثلًا، فمن المرجح أن نحتاج أيضًا إلى المزيد من المال لإتمام المشروع، كما أن نطاق المشروع سيتوسع بطبيعة الحال عند زيادة الزمن والتكلفة. هناك ستة قيود شائعة يجب أخذها بالحسبان أثناء تقدم مراحل إدارة المشروع، وسنتحدث عنها بالتفصيل ونشرح كيفية التعامل معها. ومهما كان نوع المشروع، فإن استخدام أداة لإدارة المشاريع سيساعد على استعراض برنامج المشروع ومعالجة القيود كافةً في مكان واحد. القيود الثلاثية في إدارة المشاريع تُعرَف أيضًا بمثلث إدارة المشاريع أو المثلث الحديدي، وهي النطاق والتكلفة والزمن، ويجب موازنة هذه العناصر الثلاثة في جميع المشاريع، رغم أن الأمر تتخلله بعض الصعوبة، نظرًا لأن هذه العوامل تؤثر ببعضها البعض. لا بد من تقديم بعض التنازلات عند موازنة النطاق والتكلفة والزمن، ويجب أن تقرر ما الذي ستضحي به للحفاظ على انتظام المشروع وفعاليته. على سبيل المثال، يبقى المشروع ضمن النطاق في حال بقيت كل من الميزانية والوقت المخصص ثابتَين؛ أما في حال أردنا إنهاء المشروع بوقت أقصر، فيجب أن ينخفض النطاق أيضًا من أجل الحفاظ على التوازن بالنسبة للميزانية، إلا إذا كنا قادرين على رفع ميزانية المشروع. النطاق يشير النطاق إلى حجم المشروع من حيث الجودة والتفاصيل والمخرجات. ويُعَد كل من الوقت والمال تابعَين لنطاق المشروع، فكلما زاد نطاق المشروع، فإنه سيتطلب المزيد من الوقت والمال لإنجازه. يجب الحذر من مشكلة توسع النطاق scope creep في كل مرحلة من مراحل المشروع، وبذل الجهد لتجنب الوقوع فيها من خلال إعداد خطط مفصلة للمشروع، وأخذ توقيع الأطراف المعنية لكل الجوانب قبل أن تبدأ عملية الإنتاج. التكلفة تتضمن التكلفة ميزانية المشروع الكلية وجميع متطلبات المشروع ذات القيمة المادية، ومن الأمثلة على العناصر التي قد تندرج ضمن قيود التكلفة: تكلفة المشروع رواتب أعضاء الفريق تكلفة المعدات تكلفة المَرافق تكلفة الإصلاحات تكلفة المواد يتضمن هذا القسم جميع العناصر التي تتطلب الاستعانة بالموارد المالية للشركة. الزمن إنّ إدارة الوقت عامل أساسي لنجاح المشروع، ولا بد من التصادم مع الكثير من من القيود الزمنية في كل مرحلة من مراحل المشروع؛ وهنا إذا حاولنا تمديد الجدول الزمني للمشروع فستترتب علينا عواقب مثل تأخر وقت التسليم أو الحاجة لإجراء تعديلات على تقويم الفريق أو تقليل الوقت المخصص للتخطيط، ومن الأمثلة على العناصر التي قد تندرج ضمن قيود التكلفة: الجدول الزمني العام للمشروع ساعات العمل على المشروع التقويم الداخلي والأهداف الوقت المخصص للتخطيط والإستراتيجية عدد مراحل المشروع يُطلَق على النطاق والتكلفة والزمن اسم المثلث الحديدي، لأن هذه القيود الثلاثة من الصعب التلاعب بها عند السعي للحفاظ على جودة المشروع. على سبيل المثال، إذا قررنا تقليص ميزانيتنا أو توسيع نطاق المشروع، فمن المرجح أن نحتاج إلى تعويض ذلك عبر عامل الوقت، من خلال تمديد الموعد النهائي أو زيادة ساعات العمل أو تعديل برنامج المشروع. وكما ذكرنا، فإن النطاق والتكلفة والزمن هي القيود الثلاثية لإدارة المشاريع، لكن هناك ثلاثة قيود أخرى قد نواجهها في دورة حياة المشروع؛ وهي المخاطر والموارد والجودة. المخاطر مخاطر المشروع هي أي حوادث غير متوقعة يمكن أن تؤثر على المشروع؛ وغالبًا ما تؤثر المخاطر سلبًا على المشروع، لكن يمكن أن يكون لها أحيانًا تأثيرات إيجابية. على سبيل المثال، إذا نزل منتج تقني جديد إلى السوق أثناء تقدم مشروعنا فربما يساعدنا هذا المنتج على إنهاء المشروع بصورة أسرع، أو ربما يقلل من قيمة منتجنا في السوق إذا كان منافسًا له. يمكن تحديد مخاطر المشروع من خلال تحليل المخاطر واستخدام إستراتيجيات إدارة المخاطر لتجنبها. ومن المخاطر التي قد نواجهها: محدودية الموارد حوادث العمل قصور الأداء قلة الوضوح توسع نطاق المشروع التكاليف المرتفعة ضيق الوقت من المهم استخدام سجلّ المخاطر لتقييم احتمالية كلٍّ من المخاطر وشدته، ثم إعطاء الأولوية لتخفيف المخاطر الأشد والأرجح احتمالًا. الموارد ترتبط الموارد ارتباطًا وثيقًا بقيود التكلفة، فالموارد هي عبارة عن متطلبات للمشروع لها تكلفة مالية. وبغياب التخصيص السليم للموارد، يمكن أن يعاني المشروع من ضعف الجودة وزيادة الميزانية وتأخر الجدول الزمني. من الموارد التي يحتاج إليها المشروع: الموارد البشرية المعدات والمواد المَرافق البرامج من المهم استخدام خطة لإدارة الموارد لضمان الحصول على الموارد التي نحتاجها لكل عنصر في المشروع، تجنبًا للتأثير السلبي لهذا القيد على جوانب أخرى للمشروع. الجودة جودة المشروع هي قياس لمدى تلبية مُخرجاته للتوقعات الأولية. تؤثر جميع القيود الأخرى في جودة المشروع، لأن الجودة هي النتيجة النهائية للمشروع، ومع ذلك فهي تُعَد قيدًا مستقلًا بحد ذاته؛ لأن بعض العوامل التي تؤدي إلى نقصان الجودة ليست مرتبطةً بالتكلفة أو الزمن أو الموارد أو الخطورة أو النطاق، نذكر منها: ضعف التواصل ضعف مهارات التصميم أو التطوير التغييرات الكبيرة التي تطرأ على المشروع لتحقيق أداء احترافي للمشروع، يجب معالجة جودة المشروع باعتبارها كيانًا مستقلًا، مع الحفاظ على موازنة القيود الخمسة الأخرى التي يؤدي الفشل في معالجتها إلى ضعف جودة المشروع وتدني رضا العملاء. كيفية إدارة قيود المشروع يمكن استخدام بعض الاستراتيجيات لإدارة قيود المشروع وموازنتها عندما تؤثر على سير العمل، ويتضمن ذلك استخدام منهجيات إدارة المشاريع، مثل دليل PMBOK لمراحل إدارة المشروع، أو ممارسات أجايل التي تشجع على المرونة والتعاون. يمكن أيضًا اتباع النصائح التالية لتعزيز خطة إدارة المشروع: فهم القيود: لا يمكن التعامل مع القيود قبل فهمها جيدًا، وبمجرد التعرف عليها والإحاطة بها، يصبح بإمكاننا وضع خطة مناسبة لمعالجتها. على سبيل المثال، أثناء مرحلة التخطيط للمشروع، يمكننا تقييم المخاطر المحتملة والموارد اللازمة وتكلفة هذه الموارد التخطيط ووضع إستراتيجية: عندما نضع بالحسبان جميع القيود الستة الشائعة أثناء إعداد خطة المشروع، يمكننا المضي قدمًا مع امتلاك رؤية أوضح لما هو قادم. يجب أن تتضمن خطة المشروع إستراتيجيات لموازنة القيود الثلاثية المتمثلة بالنطاق والتكلفة والزمن، وأخرى للتعامل مع القيود الإضافية مثل محاولة تجنب مخاطر المشروع التحكم بجودة المشروع: يمكن السيطرة على جودة المشروع من خلال المراقبة المستمرة لخطة المشروع وعملياته، فعندما يتعامل الفريق مع مهمات مختلفة أثناء مرحلة التنفيذ، لابد من الحرص على استخدام برنامج لإدارة المشروع بهدف ضمان بقاء الجميع على المسار الصحيح، وإنشاء آلية للتحكم في التغييرات لتجنب توسع نطاق المشروع عند حدوث أي تغيير إدارة المخاطر: يجب استخدام تحليل المخاطر لتحديد المخاطر المحتملة وتقييمها والاستعداد لها. بوجود خطة متينة لإدارة المخاطر، يمكن إبقاء معظم مخاطر المشروع السلبية تحت السيطرة والاستعداد لأي مخاطر غير متوقعة التواصل الفعال: لا شك بأن عملية التواصل عامل أساسي لنجاح التعامل مع قيود المشروع. وبغياب التواصل الفعال، قد نعتقد أننا ننجح في موازنة القيود في الوقت الذي يقوِّض فيه أحد أعضاء الفريق جهودنا من غير درايةٍ منه؛ أما عندما نناقش جميع جوانب المشروع مع الفريق فيمكن التعاون على تحقيق أهداف المشروع التحلي بالمرونة: المرونة شرط أساسي للتمكن من موازنة القيود، إذ سنضطر أحيانًا إلى تقديم تنازلات وتفضيل عنصر على آخر من أجل البقاء ضمن نطاق المشروع. وبغياب المرونة، سنضطر في النهاية إلى التضحية بجودة المشروع. من المهم هنا تذكر أن الأولوية دائمًا هي نيل رضا العملاء والأطراف المعنية، مما يعني القبول بالتنازلات عند الضرورة. التتبع الآني للقيود عبر أدوات إدارة المشاريع يمكننا تتبع القيود في كل مرحلة من دورة حياة المشروع لضمان أن تلبي الجودة توقعات الأطراف المعنية. وعندما نكون بحاجة إلى ضبط أحد القيود مثل الجدول الزمني للمشروع، فلا بد من التفكير أولًا في كيف سيؤثر ذلك على القيود الأخرى للمشروع مثل التكلفة والنطاق، ثم المقارنة بين القيود بما يتناسب مع مصالح المشروع. تساعد أدوات إدارة المشاريع على استعراض القيود آنيًا، كما تسمح بسهولة التحكم بعناصر المشروع ومشاركة المعلومات مع الآخرين. خاتمة بهذا نكون قد تعرفنا على أبرز قيود المشاريع التي يمكن مصادفتها خلال العمل على أي مشروع، وقدمنا الحلول المناسبة للتعامل معها، والتي يمكن تجريبها والتدرب عليها خلال مشاريعك الحالية والقادمة. ترجمة -وبتصرّف- للمقال 6 project constraints and how to manage them for project success. اقرأ أيضًا ما هي إدارة المشاريع؟ 8 خطوات لإتمام المشاريع بثقة إدارة الموارد خلال دورة حياة المشروع
-
تُعَد تقارير حالة المشروع المكتوبة بالشكل الصحيح هي الطريقة المثلى لإبقاء الأطراف المعنية في حالة متابعة واطلاع دائم أثناء تقدم المشروع. تساعد هذه التحديثات العامة أعضاء الفريق على التنبؤ بأن المشروع سيسير بالاتجاه الصحيح أو يواجه خطر الابتعاد عن مساره أو ربما خرج تمامًا عن مساره؛ وبذلك يمكن تصحيح المسار مباشرةً دون الخروج عن المواعيد النهائية. لا شك بأن كتابة تقرير حول حالة العمل يُعَد خطوةً مهمةً جدًا لتوحيد اتجاه تفكير الفريق والتنبؤ بالمخاطر المحتملة مع ضمان البقاء على المسار الصحيح وضمن الميزانية المسموحة، إلا أنّ تجميع هذه المعلومات يدويًا من مصادر مختلفة يتطلب جهدًا كبيرًا قد يؤثر على أداء المهمات الأساسية للعمل؛ فبدلًا من إهدار عطلة نهاية الأسبوع على التقليب بين جداول البيانات ورسائل البريد الإلكتروني والأدوات الأخرى بحثًا عن تحديث حالة المشروع، يمكن استخدام قالب لتقرير حالة المشروع يسهّل هذه العملية، وهو ما سيقلل الوقت اللازم لتجميع البيانات ويوفر المزيد من الوقت المخصص للعمل. سنتعرف في هذا المقال على تقرير حالة المشروع وكيف يساعد على الالتزام الدائم بالمواعيد النهائية، كما سنتعرف على كيفية إنشاء تقارير حالة المشروع عبر بضعة خطوات بسيطة. ما هو تقرير حالة المشروع؟ تقارير حالة المشروع هو عبارة عن تحديثات حول تقدم المشروع تُنشَر في الوقت المناسب. تُعطينا هذه التقارير المكتوبة بدقة معلوماتٍ عامة حول تقدم المشروع، مما يمنح أعضاء الفريق لمحةً سريعةً حول آخر أخبار المشروع. يساعد نشر تقرير حالة المشروع في الوقت المناسب على ضمان أن أعضاء الفريق والأطراف المعنية باختلاف وظائفهم يعرفون ما يسير بالاتجاه الصحيح وما يعاني من عراقيل، مع التنبؤ بمسار المشروع؛ كما يُعَد من المهم نشر هذه التقارير دوريًا، فهي تساعد على إبقاء جميع الأطراف المعنية بالمشروع في حالة اطّلاع ومتابعة لتقدم المشروع؛ كما تجيب عن الأسئلة التي تخطر ببال الجميع قبل أن يفكر أعضاء الفريق بطرحها، فهي تبين للفريق ما إذا كان العمل يسير بالاتجاه الصحيح وتعزز من ثقة قائد الفريق وجميع أعضائه. يعتمد تواتر نشر تقارير حالة المشروع على الجدول الزمني للمشروع، فبعض المشاريع تحتاج إلى تقرير أسبوعي، في حين أن بعضها الآخر لا يتطلب أكثر من تحديث شهري، لذا يمكن تحديد مواعيد نشر تقارير المشروع حسب حاجة الأطراف المعنية. مع ذلك، من المهمم التنويه إلى أن هذه التقارير لا تتطلب عادةً استجابةً حيال الأمور التي لا تسير على ما يُرام، بل يقتصر دورها على إبلاغ الفريق بتقدم المشروع وما إذا كان يسير بالاتجاه الصحيح أو يواجه خطر الابتعاد عن مساره أو ربما خرج تمامًا عن مساره. فوائد كتابة تقارير فعالة للمشروع كتابة تقرير حالة المشروع ليست غايةً بحد ذاتها، بل هي وسيلة يُرجى منها تحقيق المزايا التالية: تتبع الحالة الراهنة للمشروع أسوأ ما يمكن أن يحصل هو أن نصل إلى نهاية الجدول الزمني للمشروع فندرك بأننا كنا خارج المسار طوال الوقت. لا شك بأنها ستكون صدمةً كبيرة! على الواقع هذا واحد من الأسباب التي تجعل مدير المشروع مسؤولًا عن إطلاع أعضاء الفريق على الحالة الراهنة للمشروع طوال الوقت؛ وتُعَد تقارير التقدم طريقةً فعالةً لتحقيق ذلك دون الحاجة للكثير من العمل اليدوي، فهي تقدم خُلاصات عامة مع مقاييس ذات أهمية تساعد الجميع على التنبؤ بصحة مسار المشروع. في حال كان المشروع خارج المسار فإن معرفة ذلك تساعد على إصلاحه بسرعة بخطوة استباقية، وبالتالي تجنب الخروج عن المواعيد النهائية أو عن ميزانية المشروع. تلخيص تقدم المشروع تقارير حالة المشروع ليست تقارير آنية، إنما هي ملخص لما جرى العمل عليه خلال الأسبوع أو الأسبوعين أو الشهر الماضي، وهي فرصة للأطراف المعنية للبقاء على اطلاع بمدى الالتزام بخطة المشروع. اختصار العمل اليدوي لا شك بأن مدير المشروع لديه قائمة أعمال تشغله باستمرار، وليس مستعدًا لقضاء ساعات طويلة من وقته في تجميع بيانات من مصادر مختلفة كل أسبوع أو كل شهر، وهنا تتجلى أهمية أدوات إعداد تقارير المشروع التي تسمح بالعثور على هذه المعلومات في مكان واحد وإنشاء تقرير حالة المشروع بنقرة زر واحدة. مشاركة الخطوات التالية والتوصيات العملية تُرسَل تقارير حالة المشروع إلى فريق المشروع وراعي المشروع والأطراف المعنية الرئيسية وأعضاء الفريق باختلاف وظائفهم. ونظرًا لأن هذه التقارير تتضمن المعلومات العامة الأكثر أهميةً حول سير المشروع، فهي مفيدة لأي شخص يرغب بمتابعة تقدم المشروع، وهي الطريقة المثالية لمعرفة آخر تحديثات المشروع دون الخوض في التفاصيل. وفي حال استجدّت أي خطوات تالية أو توصيات عملية مهمة، فيجب مشاركتها في هذه التقارير لكي يكون الجميع على علم بها. التنبؤ بمعوقات العمل إذا كان المشروع يحيد عن مساره فإن تقرير الحالة يسمح بمعرفة السبب في حدوث ذلك وما الذي يجب فعله لتخطي أي معوِّقات، وهنا يتجلى النهج الاستباقي في إعادة الأمور إلى نصابها. بمعنى آخر فإن تقارير الحالة بنهجها الاستباقي تساعد على تحديد المشكلات وتلافيها قبل أن تؤثر هذه المشكلات على الجدول الزمني للمشروع، وهي تشبه بذلك عملية إدارة مخاطر المشروع. الاستغناء عن اجتماعات الحالة أصبحت اجتماعات الحالة status meetings من الماضي، فهي مستهلكة للوقت قياسًا بالوسائل الأخرى التي يمكن استخدامها في يومنا هذا. وخلافًا للاجتماعات المباشرة (وجهًا لوجه) فإن تقارير حالة المشروع تُشارَك عبر منصة مركزية وتسمح لأعضاء الفريق بمراجعتها متى شاؤوا دون الالتزام بوقت معين، كما تتيح إمكانية الرجوع إلى المعلومات أو التعمق في بيانات المشروع عند الحاجة لذلك؛ في حين يُنصح في الطريقة المباشرة وجهًا لوجه، بتركها للاجتماعات المهمة مثل اجتماعات العصف الذهني أو الاجتماعات الشاملة. قبل إعداد التقرير: استفد من الممارسات الفعالة لإدارة المشروع تتجلى الفائدة العظمى لتقرير حالة المشروع في اختصار العمل اليدوي والسماح بمركزية المعلومات وتسهيل إبقاء الجميع على اطلاع بالتحديثات؛ فإذا كانت المعلومات موزعة على أدوات متعددة، فلا يمكن استخدام قوالب تقرير حالة المشروع بكفاءة عالية، لأننا سنضطر حينها مجددًا لفتح جداول إكسل ورسائل البريد الإلكتروني يدويًا لتجميع المعلومات. لذلك يجب الحرص على استخدام منصة لإدارة المشاريع مثل منصة أنا لتكون مصدرًا مركزيًا للمعلومات الموثوقة، ومن مزايا هذه المنصات: امتلاك مصدر مركزي للمعلومات الموثوقة يمكن لأعضاء الفريق من خلاله معرفة من يعمل على مهمة ما وما هي المهمة وما توقيتها سهولة استعراض معلومات المشروع على مخطط جانت أو لوحة كانبان، أو على التقويم، أو من خلال قائمة بنمط جدول البيانات إنشاء تقارير حالة بنقرة زر واحدة السماح بالوصول إلى مزيد من المعلومات لأعضاء الفريق الذين يحتاجون إلى تفاصيل أكثر من تلك المذكورة في تقرير الحالة توفير معلومات إضافية عن المشروع، مثل خطة المشروع وخطة التواصل وأهداف المشروع والمحطات الرئيسية والمُخرَجات وغيرها بالإضافة لذلك فإن منصات إدارة المشاريع ضرورية لأعضاء الفريق باختلاف وظائفهم للسماح لهم باستعراض تقارير الحالة السابقة، وضرورية أيضًا للأطراف الرئيسية المعنية ليتمكنوا من أخذ لمحة سريعة عن تقدم حقيبة عمل المشروع أو البرنامج بأكمله؛ كما أنها تمكّن أعضاء الفريق من تتبُّّع مهماتهم الفردية طوال فترة المشروع. 8 خطوات لكتابة تقرير حالة المشروع باحترافية لكتابة تقرير حالة المشروع، علينا أن نحرص أولًا على إنشاء هيكلية واضحة وموحدة يمكننا استخدامها لكل تقارير الحالة المستقبلية، كما يجب الحرص أيضًا على جعلها متوافقة مع موجز المشروع Project Brief ليبقى التقرير مركزًا على صلب المشروع. يمكننا اتباع الدليل الإرشادي التالي لمعرفة ما يجب أن يتضمنه تقرير حالة المشروع، مع التدرب على كل خطوة عمليًا عبر المثال المطروح لمشروع رضا الموظفين. 1. إنشاء التقرير ضمن منصة العمل قبل البدء بإعداد التقرير، يجب أن يكون عملنا بالأصل معتمدًا على منصة إدارة مشاريع لتتبع معلومات المشروع، وبذلك لن نضطر لسحب المعلومات يدويًا من مصادر مختلفة، مما يقلل من العمل اليدوي ويسمح بإنشاء التقرير عبر بضع نقرات فقط. يساعد البدء من منصة إدارة المشاريع على سهولة كشف التبعيات (اعتماد مرحلة ما على أخرى) وتحديد المهمات القادمة، وبذلك تتلاشى حالات اكتشاف خروج المشروع عن مساره بعد فوات الأوان. 2. تسمية التقرير يمكن تسمية التقرير على اسم المشروع تجنبًا للالتباس. وفي حال إعداد تقارير متكررة لنفس المشروع، فيجب أن يتضمن الاسم أيضًا إشارة إلى التاريخ أو التوقيت. مثال عن التسمية: مشروع رضا الموظفين - فبراير 2024. 3. الإشارة إلى الحالة الراهنة للمشروع تعبّر الحالة الراهنة للمشروع عن صحة مساره الحالي، وقد تتغير الحالة الراهنة من تقرير إلى آخر، لا سيما في حال مواجهة معوِّقات أو النجاح بتلافي مخاطر كبيرة كان من الممكن أن تعيق المشروع. سنبحث هنا عن منصة لإدارة المشاريع تتيح إمكانية مشاركة حالة المشروع ونبين ما إذا كان على المسار الصحيح، ويمكن الإشارة إلى الحالة الراهنة للمشروع باستخدام نظام ترميز لوني (اللون الأخضر = على المسار الصحيح، اللون الأصفر = خطر قائم، اللون الأحمر = خارج المسار). مثال عن تحديث الحالة الراهنة: المشروع على المسار الصحيح. 4. إدراج ملخص سريع عن تقرير الحالة يجب أن يكون ملخص تقرير الحالة مختصرًا بحوالي 2 أو 3 جُمل، والهدف من ذلك هو تقديم لمحةً سريعةً عن أهم الحقائق للقارئ الذي ليس لديه الوقت الكافي للخوض في التفاصيل. هذا الملخص هو القسم الأول من التقرير، لذا فهو المكان الأنسب من أجل: إدراج النقاط الرئيسية الإشارة إلى أهم المعوقات التنبيه إلى المخاطر غير المتوقَّعة للمشروع مثال عن ملخص تقرير الحالة: وصلت نتائج الاستطلاع، وجارٍي العمل على مراجعتها، لكن من خلال نظرة سريعة يمكننا ملاحظة أن رضا الموظفين بلغ نسبة 80%، أي بزيادة 3 نقاط عن الاستطلاع السابق. تعمل لجنة المشاركة مع الفريق التنفيذي على البحث عن نشاطات مشاركة جديدة لتطبيقها ضمن أهم المجالات المستهدفة لدينا، بما في ذلك الارتقاء المهني والشفافية. 5. إضافة لمحة عامة عن كل مجال قد تختلف المجالات الرئيسية من تقرير لآخر أو تكون موحدة بين التقارير، وذلك حسب طبيعة المشروع. على سبيل المثال، في مشاريع أجايل التي تتميز بالتطور المستمر من المرجح أن تكون المجالات الرئيسية متغيرة وتغطي الأمور التي عمل الفريق عليها في دورة التطوير السابقة؛ أما إذا كان المشروع يدور حول التخطيط لفعالية ما مثلًا، فسيكون له مجالات رئيسية ثابتة يجب العمل عليها، مثل الترويج والاشتراك والمتحدثين وغيرها. علينا هنا أن نضيف بضع تعدادات لكل من المجالات الرئيسية في تقرير الحالة، وإعطاء تحديث فيها عن التقدم المحرَز في هذه المجالات والإنجازات المحققة والخطوات القادمة المتعلقة بها. مثال عن اللمحة العامة لمجال رئيسي، وهو نتائج الاستطلاع: شارك 70% من الموظفين في استطلاع الرضا بلغ معدل الرضا العام 80% 57% فقط من الموظفين قالوا أن لديهم مسارًا واضحًا نحو الترقية المهنية، بما يقل 5% عن الاستطلاع السابق 41% من الموظفين اختاروا الشفافية عند سؤالهم عن أهم التحسينات التي يرغبون برؤيتها 6. إضافة روابط لمستندات ومصادر أخرى لسنا بحاجة لإضافة جميع التفاصيل حول سير العمل في التقرير، لكن قد يرغب بعض الأشخاص في معرفة المزيد، ومن أجل هؤلاء يمكن إضافة روابط للمستندات والمصادر الأخرى، والتي قد تتضمن معلومات أكثر تفصيلًا عن المشروع مثل المحطات النوعية للمشروع أو التأثيرات الأوسع نطاقًا للمشروع أو الأهداف التجارية التي يساهم فيها المشروع. مثال: إدراج رابط لاستطلاع رضا الموظفين بالإضافة إلى رابط لأهداف الشركة الرئيسية المتعلقة بزيادة مشاركة الموظفين على مدار السنة المالية للشركة. 7. الإشارة إلى أي معوقات تواجه المشروع جميع المشاريع معرّضة لمواجهة تحديات وعوائق، وقد يكون ذلك على شكل مخاطر محتملة أو زيادة غير متوقعة في الميزانية أو تؤخر أثّر على الجدول الزمني للمشروع. من المفيد وضع الأطراف المعنية في الصورة عند التعرض لمثل هذه المشكلات، من أجل التكيف مع التغيرات المترتبة عليها والبقاء على المسار الصحيح. مثال عن المعوِّقات: يرغب الفريق التنفيذي بمراجعة النتائج قبل الاجتماع التالي للجنة المشاركة، لكنهم لن يتمكنوا من مراجعتها في الأسابيع الثلاثة القادمة، مما سيتسبب بتأخر الإطار الزمني للمشروع بأكمله. 8. تسليط الضوء على الخطوات التالية قد تكون الخاتمة على شكل قائمة بالخطوات التالية أو رسالة شكر لشخص ما أو أي شيء آخر ترغب بذكره. مثال: شكرًا أ. سارة على إرسال عدة رسائل تشجيعية للموظفين لحثهم على المشاركة في الاستطلاع. قالب لإنشاء تقرير حالة المشروع تطبيقًا لما تعلمناه في النقاط السابقة، سنكتب تقرير حالة مشروعك باستخدام القالب التالي سهل الملء: .addtional__paragraph { border: 3px solid #f5f5f5; margin: 20px 0 14px; position: relative; display: block; padding: 25px 30px; } اسم التقرير: نسمّي التقرير بالاسم الذي نختاره، ويمكن استخدام نفس اسم المشروع مضافًا إليه تاريخ التقرير. الحالة الراهنة للمشروع: هل المشروع على المسار الصحيح؟ هل يواجه مخاطر محتملة؟ هل هو متأخر؟ الملخص: تتم هنا كتابة هنا وصف مختصر لأهم النقاط المتعلقة بحالة المشروع، مع تذكير أن الأطراف المعنية ربما يطّلعون فقط على هذا القسم في حال كانوا مشغولين، لذلك من المهم الحرص على تضمين أي نقاط رئيسية أو معوقات يجب أن يكون الفريق بأكمله على دراية بها. المجال الرئيسي الأول: لمحة عامة تفاصيل محددة حول التقدم المحرَز والإنجازات والخطوات القادمة المتعلقة بذلك تفاصيل محددة حول التقدم المحرَز والإنجازات والخطوات القادمة المتعلقة بذلك تفاصيل محددة حول التقدم المحرَز والإنجازات والخطوات القادمة المتعلقة بذلك المجال الرئيسي الثاني: لمحة عامة تفاصيل محددة حول التقدم المحرَز والإنجازات والخطوات القادمة المتعلقة بذلك تفاصيل محددة حول التقدم المحرَز والإنجازات والخطوات القادمة المتعلقة بذلك تفاصيل محددة حول التقدم المحرَز والإنجازات والخطوات القادمة المتعلقة بذلك المجال الرئيسي الثالث: لمحة عامة تفاصيل محددة حول التقدم المحرَز والإنجازات والخطوات القادمة المتعلقة بذلك تفاصيل محددة حول التقدم المحرَز والإنجازات والخطوات القادمة المتعلقة بذلك تفاصيل محددة حول التقدم المحرَز والإنجازات والخطوات القادمة المتعلقة بذلك معلومات إضافية وروابط: من المهم وضع روابط لتفاصيل المشروع المتعلقة بالحالة أو للمعلومات العامة حول المشروع التي قد تهم الأطراف المعنية. يتيح هذا القسم مجالًا لأعضاء الفريق للتعمق بالتفاصيل، كما يساعدهم على فهم كيف يساهم نشاط المشروع في تحقيق أهدافه الإستراتيجية الكبيرة. المعوّقات: هل هناك تحديات تواجه المشروع؟ وكيف سيجري حلها؟ ملاحظات إضافية أو أمور أخرى تستحق الذكر: هل هناك أي أمر آخر يجب أن يعرفه فريقك؟ ما هي الخطوات العامة التالية؟ نموذج عن تقرير حالة المشروع لا شك بأن الخطوات الإرشادية لكتابة تقرير حالة المشروع مفيدة، لكن رؤية مثال حقيقي تساعد على تصور كيف يبدو التقرير فعليًا. إليك هذا النموذج لمزيد من الفائدة: .addtional__paragraph { border: 3px solid #f5f5f5; margin: 20px 0 14px; position: relative; display: block; padding: 25px 30px; } اسم التقرير: إطلاق كتاب إلكتروني. حالة المشروع: على المسار الصحيح. الملخص: تم إحراز تقدم ممتاز لهذا الأسبوع! لا زلنا في مرحلة التصوُّر، لكن سيختار أمجد رشيد العنوان هذا الأسبوع. فريق المحتوى وفريق التصميم في الانتظار، وهم مستعدون للبدء بمجرد أن نعطيهم إشارة الانطلاق. التصور: اجتمعََ فريق التخطيط لمناقشة الموضوع بصورة عامة توصلنا إلى ثلاث أفكار وسنختار واحدة منها يوم الجمعة مطلوب تقديم موجز إلى فريق المحتوى الخميس القادم المحتوى: فريق المحتوى مستعد للبدء بكتابة المحتوى بمجرد اكتمال التصوُّر يعمل فريق المحتوى حاليًا على جمع المعلومات المناسبة عن الشركة لإضافتها التصميم: عمل فريق التصميم على مراجعة خمسة كتب إلكترونية لتحديد التنسيق المناسب سيختارون القالب المناسب للتصميم بحلول الثلاثاء القادم ملاحظات إضافية أو أمور أخرى تستحق الذكر: أخذت ميساء إجازة طوال الأسبوع القادم، لذا يرجى توجيه أي أسئلة حول المحتوى إلى مريم شكرًا لرامز على إعداد قائمة طويلة بالمواضيع لنختار منها المشكلات والتحديات: الموعد النهائي للانتهاء من الكتاب الإلكتروني محدود كما نعرف جميعًاا، لذا فمن الضروري أن نعمل عبر أداة إدارة المشروع لتنظيم عمل الجميع والبقاء على المسار الصحيح. شكرًا لكم. إعداد التقرير بسهولة عبر أداة إدارة المشروع التقرير أعلاه واضح وسهل المتابعة، ومن خلال إنشائه عبر أداة إدارة المشاريع، يمكن تعبئة كل قسم تلقائيًا ما عدا الملخص. أفضل الممارسات في إعداد تقرير حالة المشروع بعد أن تعرفنا على مضمون تقرير حالة المشروع، قد تكون هناك بعض التساؤلات الأخرى التي سنحتاج لتوضيحها أكثر، لذا سنوضح فيما يلي أفضل الممارسات التي قد تجيب على هذه التساؤلات التي تخطر ببالك وتساعدك على إعداد تقرير ناجح. كل متى يجب إعداد تقرير جديد؟ يعتمد تواتر تحديث تقرير الحالة على نوع المشروع الذي نعمل عليه. في حال كان الإطار الزمني للمشروع قصيرًا أو كان العمل يسير بسرعة، فلا بد من تقديم تقرير جديد كل أسبوع؛ أما في حال كان النشاط الذي نكتب التقرير عنه طويل الأمد فربما لن نحتاج إلى أكثر من تقرير كل أسبوعين أو كل شهر. المهم هو الحرص على إبقاء الأطراف المعنية على دراية بالتحديثات. إذا كنا تستخدم أداةً لإدارة المشروع، فيمكننا تعيين مهمة لأنفسنا تتضمن إرسال تقرير حالة في يوم معين من أيام الأسبوع. تساعد هذه التنبيهات المستمرة على إبقاء الأطراف المعنية على اطلاع بالتحديثات. وسواءً كنا نرسل تحديثات أسبوعية للحالة، أو تقارير تقدم شهرية، ففي كلا الحالتين سيصبحون على معرفة بيوم نزول التحديثات، مما يقلل حاجتهم للانتظار ويزيد امتنانهم من إمكانية الاطلاع على جميع الأمور. من ناحية أخرى، فإن إرسال التقارير بانتظام يقلل الحاجة لعقد اجتماعات كثيرة حول المشروع، ولا شك بأن الاجتماعات غير الضرورية لها آثارها السلبية، لذا يمكن تخطي الاجتماعات التي لا غرض منها سوى تسجيل الحضور، وبذلك نوفر الوقت لأشياء أهم. إلى من يجب إرسال التقارير؟ يعتمد ذلك على المشروع والأشخاص المهتمين به، لكن عمومًا يمكن إرسال التقارير لأي أحد من العاملين على المشروع من الأطراف المعنية. يجب أولًا أن نكون قد أجرينا تحليلًا للأطراف المعنية خلال مرحلة التخطيط للمشروع، وحددنا جميع المسؤولين والممولين وأعضاء الفريق؛ ويمكننا الرجوع إلى خطة المشروع للتحقق من ذلك. حتى لو كان أحد أعضاء الفريق غير معني بتقرير الحالة لأسبوعٍ ما، فيجب مشاركة التقرير مع الجميع ليكونوا على دراية بالحالة العامة، ويمكن لأعضاء الفريق غير المعنيين بالتفاصيل قراءة الملخص قراءةً سريعة؛ أما المعنيون، فيمكنهم الخوض في التفاصيل المذكورة. ما مدى التفصيل الذي يجب أن يتصف به التقرير؟ يجب ألا يتضمن تقرير حالة المشروع جميع التفاصيل بحذافيرها، والتي يمكن الحصول عليها من خلال الاطلاع على العمل؛ إذ يقتصر دور التقرير على تنسيق المعلومات العامة وترتيبها. يمكن عدّ تقرير حالة المشروع بمثابة رسالة موجزة تتضمن أبرز أخبار المشروع التي تهم الأطراف المعنية. يجب أن يتضمن التقرير إشارةً إلى حالة المشروع، هل هو على المسار الصحيح؟ أو في خطر؟ أو خرج عن المسار؟ كما يجب تقديم ملخص سريع عما تم إنجازه وعن الخطوات القادمة، وإدراج روابط للمصادر لمن يريد الحصول على مزيد من التفاصيل. أين يكتب تقرير حالة المشروع؟ أفضل طريقة لكتابة التقرير ومشاركته هي استخدام أداة إدارة المشاريع، ويُنصح بالبحث عن أداة تقدم لمحة عامة عن المشروع مثل أداة أنا، وبذلك يصبح لدى الفريق مصدر مركزي للمعلومات الموثوقة حول العمل المتعلق بالمشروع، وحينها يمكن تلقائيًا الحصول على تحديثات الحالة وموجز المشروع والمخرجات الرئيسية والمحطات المهمة للمشروع، وكل ذلك في مكان واحد، بدلًا من العمل يدويًا على جداول بيانات. يجب أن يكون التقرير سهل المشاركة ويتيح للأطراف المعنية العودة إلى التقارير السابقة في أي وقت، مما يخفف من عبء تراكم رسائل البريد الإلكتروني لديك. اختتام المشروع وتلخيص العمل ترسَل تقارير الحالة التي تحدثنا عنها أثناء المشروع من أجل تحديث معلومات جميع الأطراف، لكن بمجرد انتهاء المشروع، من المفيد إرسال تقرير نهائي يكون بمثابة موجز تنفيذي للمشروع، وهي أيضًا فرصة لطرح فكرة اختتام المشروع على الأطراف المعنية من أجل إغلاقه رسميًا. هذا التقرير النهائي هو أيضًا عبارة عن لمحة عامة، لكنه يشرح بإيجاز كيف سار المشروع بدلًا من تقديم تحديثات وحالات. فيما يلي بعض الأسئلة التي يمكن الإجابة عليها في التقرير النهائي الموجز للمشروع: ما الأهداف التي كانت مرسومة للمشروع؟ وما الذي تحقق منها؟ هل انتهى المشروع ضمن الوقت المحدد وضمن الميزانية المرصودة (إذا كان ذلك ينطبق على المشروع)؟ ما النجاحات التي يجب تسليط الضوء عليها؟ ما التحديات التي واجهت المشروع؟ ما الذي يمكن تعلمه من هذا المشروع للاستفادة منه في المشاريع المستقبلية؟ خاتمة من أجل تحقيق المزيد من النجاح في المشاريع، لا بد من تجربة إرسال تحديثات لحالة المشروع، فهي تعزز من الإنتاجية والكفاءة والمساءلة، وتعطي الجميع لمحة سريعة عن آخر أخبار العمل، والتي بدورها تزيد من التفاعل. يمكن الاستفادة من المعلومات المذكورة أعلاه في التعرف على كيفية إنشاء التقارير، وهي معلومات أساسية لا تتضمن الكثير من التفاصيل. ترجمة -وبتصرّف- للمقال 8 steps to write an effective project status report اقرأ أيضًا ما هي إدارة المشاريع؟ ما فائدة التخطيط للمشاريع؟ 6 طرق لكتابة مقترحات مقنعة للمشاريع Project proposals كيف يساعدك تقسيم المشاريع الكبيرة إلى مهام أصغر على تنفيذها بكفاءة
-
تحتلّ الألوان أهميةً كبيرةً في تصميم واجهة المستخدم UI، فهي تعزز الجمالية وتصوغ تجربة المستخدم وتؤثر في اتخاذ القرار؛ كما أنها تمكّن من إيجاد نوع من التخاطب بين الواجهة والمستخدم، مثل إثارة الاهتمام أو إيصال رسالة معينة أو تحريك المشاعر. ونظرًا لأن اتجاهات التصميم والألوان الرائجة تتطور وتتحدث باستمرار، فلا بد من مواكبتها على الدوام. سنحاول فيما يلي تغطية كل ما يتعلق بلوحة ألوان واجهة المستخدم، مع تسليط الضوء على الممارسات المثلى والنصائح الأساسية والحيل المبتكرة التي تساعد على استكشاف عالَم تصميم واجهة المستخدم. ما هي لوحة ألوان واجهة المستخدم UI لوحة ألوان واجهة المستخدم UI color palette هي مجموعة الألوان المستخدمة في تصميم واجهة المستخدم، ويمكن عدّها بمثابة علبة تضم مجموعةً محددةً من الألوان التي يستخدمها المصمم في تصميم تطبيق أو موقع إلكتروني. تتضافر الألوان في هذه اللوحة مع بعضها البعض لتشكيل تجربة بصرية متجانسة. تُعَد لوحة ألوان واجهة المستخدم ضروريةً للتناغم البصري وتحديد هوية العلامة التجارية والتأثير على سلوك المستخدم، كما أن استخدامها الصحيح يحسّن تجربة المستخدم من خلال توجيه المستخدم بسلاسة ضمن الواجهة. الفرق بين النظام اللوني ولوحة الألوان يعمل النظام اللوني ولوحة الألوان جنبًا إلى جنب في تصميم واجهة المستخدم، فاللوحة تعطي ألوانًا محددة، في حين يضع النظام يُعَد طريقةً منظمةً لترتيب هذه الألوان. للتوضيح أكثر، يمكن تعريف النظام اللوني على أنه مجموعة واسعة من الألوان المنظمة وفق نموذج معين، وهي بمثابة صندوق ألوان كبير يمكن مزج بضعة ألوان منه لإنشاء أسس لونية hues أو تدرجات داكنة؛ وبذلك يمكنك إنشاء نمط لوني اعتمادًا على النظام اللوني المختار لتصميم المواد. من الأمثلة على الأنظمة اللونية نظام RGB ونظام CMYK ونظام Lab، يُستخدَم نظام RGB في تطبيق الألوان على واجهة المستخدم، وهو يتضمن ثلاثة ألوان أساسية هي الأحمر والأخضر والأزرق. أساسيات نظرية الألوان في تصميم واجهة المستخدم UI نظرية الألوان هي إطار عمل يوضح كيف نفهم الألوان وكيف نستخدمها. تاريخيًا، كان لابن الهيثم مساهمة كبيرة في فهم الضوء والألوان، وقد ناقش في كتاب المناظر كيفية انكسار الضوء وتكوُّن الألوان؛ وقد ساهم إسحاق نيوتن بتأسيس نظرية الألوان عام 1666م مع ابتكار عجلة الألوان، ثم توسعت النظرية لأبعد من مجرد تحديد الألوان الأساسية والثانوية والثالثية في تصميم واجهة المستخدم، وتشمل نظرية الألوان اليوم مجالات متعددة. وفي عام 1839 ابتكر الكيميائي الفرنسي ميشيل أوجين شيفرول مبادئ تناغم الألوان، التي ساعدت على تطوير فهمنا الحالي للألوان وكيفية استخدامها. ابتكر شيفرول قاعدةً فعالةً رغم بساطتها، لشرح التأثير البصري للتباين المتزامن في جميع الحالات، وهي تنص على أنه: عند رؤية لونين بجانب بعضهما أو واحدًا تلو الآخر، يحدث تباينٌ بصري فيما بينهما، مما يجعل كل لون يبدو وكأنه قد أخذ من مواصفات اللون المعاكس للون الآخر في عجلة الألوان، وبالتالي يؤثر ذلك في درجة الأساس اللوني ودرجة سطوعه المحسوسة. كان لنظرية شيفرول تأثير كبير في الحركة الانطباعية الفرنسية ـوهي تيار فني ظهر في أواخر القرن التاسع عشرـ. والآن لنحلل العناصر الأساسية للون وهي: الأساس اللوني والتشبُّع والإضاءة، والتي يرمز لها بـ HSL اختصارًا. الأساس اللوني Hue الأساس اللوني Hue هو اللون الذي نختاره من عجلة الألوان، ويرمز له بحرف H. على سبيل المثال، الأساس اللوني رقم 0 أو 360 هو اللون الأحمر. أما الأساس اللوني رقم 120، فهو اللون الأخضر. بينما الأساس اللوني رقم 240 هو اللون الأزرق. التشبُّع Saturation يعبر التشبع Saturation عن مدى قوة اللون، ويرمز له بحرف S؛ فتشبع 100% يعني أن اللون نقي ومشرق في حين أن تشبع 50% يعني أن اللون ممزوج بالرمادي. بينما تشبع 0% يعني أن اللون رمادي فقط، ولا أثر للأساس اللوني. الإضاءة Lightness تعبر الإضاءة Lightness عن مقدار الضوء في اللون، ويرمز لها بحرف L؛ حيث تعني الإضاءة 0% أن اللون غامق جدًا. في حين تعني الإضاءة 50% أن اللون معتدل، لا غامق ولا فاتح. بينما الإضاءة 100% تعني أن اللون مضيء أو ساطع جدًا. إن فهم هذه العناصر وتطبيقها مهمٌ جدًا في تصميم واجهة المستخدم، وهو يمكّن المصممين من إنشاء تصاميم متناغمة وهادفة لتطبيقات الويب والأجهزة المحمولة، مما يحسّن تجربة المستخدم. كيف تطبق نظرية الألوان عمليا في تصميم واجهات المستخدم؟ يتمثل أحد الأساليب العملية لتطبيق نظرية الألوان في إنشاء مخططات لونية تساعد على تناغم التصميم. والمخطط اللوني هو مجموعة من الألوان التي تتوافق مع بعضها بصريًا. هناك العديد من المخططات اللونية الأساسية التي يمكن استخدامها: أحادي اللون: يعتمد هذا المخطط على أساس لوني واحد ويشتق منه التدرجات الداكنة والفاتحة لتلوين عناصر التصميم الأخرى متناظر: يتضمن هذا المخطط استخدام ثلاثة ألوان متجاورة على عجلة الألوان، مثل الأخضر المصفر/ الأصفر/ الأصفر البرتقالي تكميلي: في هذا المخطط يستخدم المصمم زوجًا من الألوان المتقابلة على عجلة الألوان، مثل الأصفر والبنفسجي، لتحقيق أقصى درجة من التباين تكميلي منشطر: في هذا المخطط يُستخدم اللونان الواقعان على جانبي اللون المقابل لتخفيف حدة التباين ثلاثي: في هذا المخطط تُستخدم ثلاثة ألوان متساوية البُعد عن بعضها على عجلة الألوان، مما يحافظ على التناغم ويوفّر تباينًا عاليًا رباعي: ويتضمن استخدام أربعة ألوان تشكّل مجموعتين من الأزواج المتكاملة، مع سيطرة أحد الألوان مربع: وهو أحد أشكال المخطط اللوني الرباعي، ويتضمن استخدام أربعة ألوان متساوية البُعد عن بعضها في عجلة الألوان يجب أن يتماشى المخطط اللوني مع أهداف التصميم وشخصية العلامة التجارية، كما أن فهم حرارة الألوان وما إذا كانت الألوان المستخدمة باردة أم دافئة أو محايدة يساعد المصمم على توظيف المخطط اللوني ليساهم في إيصال الرسالة المطلوبة. لماذا تُعَد نظرية الألوان أمرا بالغ الأهمية في تصميم واجهة المستخدم؟ تُعَد الألوان أداةٌ قويةً للتواصل في الفضاء الرقمي، وتساعد نظرية الألوان المصممين على إعداد واجهات جذابة بصريًا وبديهية الاستخدام، وبالتالي سهلة التنقُّل. تساعد الألوان أيضًا على تمييز العناصر على الصفحة والمساهمة بتشكيل تسلسل هرمي بصري وجذب الانتباه إلى العناصر الرئيسية وتقديم تجربة مستخدم تبعث على المتعة من الناحية الجمالية. يساعد التطبيق الصحيح لنظرية الألوان على زيادة تفاعل المستخدم ويجعل الواجهة أسهل استخدامًا، كما يساهم بتقديم تجربة مستخدم إيجابية. وبالإضافة لذلك، فإن الألوان تساعد على تعزيز هوية العلامة التجارية ورسالتها عبر المنصات الرقمية. علم نفس الألوان في تصميم واجهة المستخدم لنتخيل أننا نتنقل من غرفة هادئة بلون أزرق داكن إلى غرفة حمراء مشرقة. لا شك بأننا سنشعر بتغيُّر ملحوظ في الانطباع والحالة المزاجية، أليس كذلك؟ والآن لنطبق هذا المفهوم في العالم الرقمي لنشعر بمدى قوة تأثير علم نفس الألوان في تصميم واجهة المستخدم. من الجدير بالذكر أن تفسير الألوان يختلف باختلاف الثقافات؛ إذ يرتبط كل لون بطيف واسع من المشاعر المختلفة حسب كل ثقافة. في ما يلي نبذة عن معاني الألوان بناءً على بعض الأبحاث: الأحمر: يمثل السعادة في الصين والخطر في الولايات المتحدة الأزرق: لون الهدوء والمسالمة عبر الكثير من الثقافات، بينما يحمل معاني السلطة والمحافظة على القيم في بعض أجزاء العالم الغربي الأبيض: يرمز إلى النقاء والبراءة في بعض أجزاء الغرب، وإلى الروحانيات أو الموت في بعض أجزاء الشرق الأخضر: يمثل الطبيعة والنمو والتجدد في الحياة لدى الكثير من الثقافات، بينما يرتبط بالمرض أو الجشع لدى بعض الثقافات الأخرى الألوان ليست مجرد عناصر بصرية، بل إنها قادرة على إيصال الأفكار والتأثير على القرارات وتوجيه المشاعر بفضل الدلالات التي يحملها كل لون، وبالتالي فإن علم نفس الألوان يؤدي دورًا محوريًا في صياغة سلوك المستخدم وإدراكه. أمثلة على دلالات الألوان سنعرض فيما يلي أمثلة عن دلالات الألوان. يعبر اللون الأزرق عن الثقة والمصداقية والأمان في مجال التصميم، ولهذا نجد أن العديد من المواقع أو المنصات التي تتعامل مع البيانات الشخصية المهمة تستعمل اللون الأزرق؛ ناهيك عن اعتماد البعض لهذا اللون كتفضيل إضافي نتيجة مشاكل عمى الألوان التي يواجهها البعض وتجعل اللون الأزرق هو اللون الأكثر وضوحًا لهم، مثل مؤسس فيسبوك الذي حدد اللون الأزرق شعارًا للمنصة بسبب مشكلة عمى ألوان لديه والتي تجعله يرى اللون الأزرق بوضوح أكبر من باقي الألوان يساهم اللون الأحمر الجريء لموقع يوتيوب في إضفاء شعور بالمتعة والاستمرارية، مما يعزز الترفيه والرغبة بالمتابعة. في المقابل، فإن الخلفية البيضاء توجّه الانتباه إلى صور المحتوى المصغر، وهو ما يجعل تصفح المقاطع واختيارها على يوتيوب مثلًآ نشاطًا سلسًا وممتع. يوضّح المثالان أعلاه التأثير النفسي للألوان في تصميم واجهة المستخدم في الثقافة الغربية، ويعكسان قدرة الخيارات اللونية الذكية على التماشي مع هوية العلامة التجارية والتأثير على إدراك المستخدم وتوجيه سلوكه باتجاهات معينة؛ لذلك فإن اختيار الألوان يجب أن يكون متوافقًا مع ثقافة الجمهور المستهدف. يُعَد علم نفس الألوان في تصميم واجهة المستخدم مجالًا رائعًا بمبادئه المشتقة من السلوكيات البشرية والسياقات الثقافية، وهو علم لا غنى عنه للمصممين عند اختيار لوحة ألوان التصميم. يستخدم المصممون هذه المبادئ لإنشاء تصاميم تفاعلية أعمق تأثيرًا تضع المستخدم في محور اهتمامها. كيف نختار لوحة ألوان واجهة المستخدم؟ يتطلب اختيار لوحة ألوان واجهة المستخدم مزيجًا من الإبداع والوعي بالاتجاهات الراهنة في التصميم، مع فهم عميق لتأثير الألوان على سلوك المستخدم. هذه العملية من شأنها أن تحدد شكل تجربة المستخدم ومدى جاذبية التصميم وتناسقه بصريًا وملاءمته للمستخدم. مع تصاعد الاتجاه نحو الألوان الجريئة والتدرجات اللونية، من الضروري مواكبة كل جديد وتطبيق أحدث الصيحات في التصميم بطريقة مناسبة. وفيما يلي بعض الخطوات لإنشاء أفضل لوحة ألوان لواجهة المستخدم على ضوء آخر التحديثات: 1. التأكد من الاختيار الجيد للألوان الأساسية والثانوية وألوان التمييز التكميلية إن اختيار الألوان الأساسية والثانوية وألوان تمييز العناصر بطريقة صحيحة شرطٌ أساسي لفعالية لوحة ألوان واجهة المستخدم. في سياق لوحة ألوان واجهة المستخدم، اللون الأساسي هو الأكثر ظهورًا في الشاشات لتوجيه المستخدم نحو النقاط الأساسية للواجهة، وهو اللون الأكثر ارتباطًا بالعلامة التجارية، كما هو الحال في اللون الأزرق بالنسبة لفيسبوك؛ أما الألوان الثانوية وألوان التمييز فهي ذات أهمية كبيرة في تسليط الضوء على الأجزاء المختلفة من الواجهة وتمييزها. على سبيل المثال، تتألف لوحة ألوان موقع مستقل المختص بالعمل الحر من لون أساسي هو الأزرق، الذي يرتبط بالثقة والجدية والالتزام، مع مجموعة ألوان تمييز (الأحمر والأخضر والرمادي والكحلي) لوسم حالات مختلفة. يُعَد التباين عنصرًا حاسمًا في اختيار اللون الأساسي، لأن نقص التباين عن المستوى المطلوب قد يؤدي إلى مشكلات في سهولة الوصول. تقدم إرشادات سهولة وصول محتوى الويب WCAG معاييرًا لضمان أن تكون نسبة التباين بين الخلفية والعناصر الأمامية مرتفعةً بما يكفي لتسهيل القراءة على معظم المستخدمين، وتوصي بأن لا تقل نسبة التباين عن 4.5 إلى 1 للنص العادي و3 إلى 1 للنص كبير الحجم؛ مع العلم أنه لا يُشترَط (حتى الآن) أن يحقق التباين اللوني معايير المستوى AAA (سهولة الوصول الممتازة) من إرشادات سهولة وصول محتوى الويب WCAG. في ما يلي كيفية استخدام هذه الألوان بطريقة صحيحة: الألوان الأساسية: لا بد من اختيار اللون الأساسي أولًا، والذي من المفترَض أن يكون أحد الألوان الرئيسية المرتبطة بالعلامة التجارية. سيكون هذا اللون الأساسي هو اللون الأبرز في الشاشة، مما يوجه المستخدمين نحو العناصر الرئيسية في واجهة المستخدم؛ أما بالنسبة لعدد الألوان الأساسية، فيجب أن يكون 1 إلى 3 على الأكثر للحفاظ على الاتساق وضمان التمييز تجنُّب الأبيض المطلق أو الأسود المطلق: عند العمل على الخلفيات أو المساحات الكبيرة، من المهم الابتعاد عن استخدام الأبيض الصافي والأسود الصافي، فهذه الألوان تسبب إجهادًا للعينين بسبب شدة التباين. لذا يُنصح بدلًا من ذلك باختيار ألوان رمادية تتراوح بين درجات الأسود والأبيض المعتدلة، والتي تجعل تجربة الرؤية أكثر راحة المحافظة على الاتساق: استخدام نفس الألوان للعناصر التفاعلية المتشابهة في مخطط الألوان. على سبيل المثال، يجب أن تكون جميع الروابط والأزرار بنفس اللون، الأمر الذي يساعد المستخدمين في التعرف على العناصر التفاعلية بكل سهولة استخدم الألوان الدلالية: الألوان الدلالية قادرة بذاتها على إيصال المعاني للمستخدمين، لذا يمكن الاستفادة منها في تسليط الضوء على المعلومات المهمة أو التغيرات في حالة الواجهة. على سبيل المثال، يمكن استخدام الأحمر للتنبيه أو الخطر، والأخضر للإشارة إلى الأمور الإيجابية، دون نسيان ضرورة مراعاة السياق الثقافي لدلالات الألوان طبعًا قبل استخدامها. تُعَد هذه الطريقة ممتازةً لجذب الانتباه إلى العناصر المهمة أو إعطاء ملاحظات بصرية سريعة 2. استخدام قاعدة 60-30-10 قاعدة 60-30-10 هي إرشادات مجرَّبة لضمان التوازن والراحة البصرية في التصميم. وفقًا لهذه القاعدة: يجب تعبئة 60% من المساحة باللون الأساسي و30% باللون الثانوي أو الداعم و10% بلون من ألوان التمييز هذه هي المساحات البصرية التي يجب أن يشغلها كل من الألوان؛ فإذا فرضنا أن مساحة التصميم الكاملة تمثل 100%، سواءً كانت صفحة ويب أو غرفةً أو ملصقًا، فإن قاعدة 60-30-10 تعطي نسبةً لكل من الألوان في هذه المساحة. على سبيل المثال، إذا كان اللون الأساسي يمثل 60% من المساحة في تصميم الويب، فيمكن استخدامه في الخلفية وفي العناصر الكبيرة مثل الترويسة، بينما يمكن استخدام اللون الثانوي الذي يشغل 30% للعناوين الفرعية أو التسميات التوضيحية أو الأقسام الصغيرة، وأخيرًا يمكن تعبئة الـ 10% المتبقية مثل الدعوة لاتخاذ إجراء أو العناصر البارزة باستخدام ألوان التمييز. تساعد هذه النسبة على توجيه نظر المستخدم بسلاسة ضمن الواجهة، وتمنع من ظهور التصميم بمظهر عشوائي أو مربك. في ما يلي خطوات تطبيق قاعدة 60-30-10: تحديد المساحة: عيِّن المساحة الكلية التي ستعمل عليها اختيار الألوان: اختر الألوان الأساسية والثانوية وألوان التمييز التخطيط: حدّد مكان كل لون التطبيق: ابدأ بتعبئة التصميم بالألوان وفق المخطط المراجعة: انظر نظرة شاملة وتأكد من تحقيق التوازن في قاعدة 60-30-10 من المهم الحرص على الاطلاع على المشاركات اللونية المختلفة، واستخدام التدرجات الفاتحة والغامقة، مع الاستفادة من أدوات الألوان المتاحة عبر الإنترنت، واختبار التصميم على الأجهزة المختلفة وفي ظروف إضاءة مختلفة، وذلك من أجل التطبيق قاعدة 60-30- 10 بالشكل الأمثل. 3. فهم الجمهور إن فهم الجمهور شرط أساسي لاختيار لوحة ألوان مناسبة لواجهة المستخدم، فالألوان المختارة تؤثر على انطباع المستخدم وشعوره تجاه المنتج. أثناء اختيار ألوان الواجهة، يجب أيضًا مراعاة الشريحة السكانية التي ينتمي لها جمهورنا والغرض من المنتج والمشاعر التي ترغب بإيصالها. ويمكن هنا الاستعانة بأبحاث المستخدمين لمعرفة المزيد عن جمهورك المستهدف. 4. استلهام الألوان من المناظر والصور تمثل المناظر الطبيعية والهندسة المعمارية مصدرًا رائعًا لاقتباس لوحة ألوان فريدة ومتناسقة لواجهة المستخدم. يمكننا الاستعانة بالأدوات والإضافات عبر الإنترنت التي تساعد على توليد لوحة ألوان من الصورة التي نرغب بها، مما يجعل العملية أبسط وأكثر متعة. 5. الاستفادة من التباين يُعَد التباين أداةً رائعةً لتوجيه انتباه المستخدم نحو العناصر المطلوبة؛ فالألوان ذات التباين المرتفع توضّح المضمون وتوجّه المستخدمين نحو النقاط البارزة، لكنّ الإفراط في التباين أيضًا قد يجعل الواجهة صعبة القراءة، لذلك فإن تحقيق التوازن واختبار التصميم على شاشات مختلفة هو شرطٌ لا بدّ منه. 6. استخدام مسميات واضحة للألوان رغم إهمال ذلك في كثيرٍ من الأحيان إلا أنّ تسمية الألوان بدقة في نظام التصميم خطوةٌ أساسية، لذا يُنصح بالابتعاد عن الأسماء غير الدقيقة واختيار أوصاف موحدة وواضحة للألوان. يمكن الاستعانة بأنظمة الألوان المعيارية مثل الألوان المعيارية للويب W3C أو أنظمة لونية مثل نظام بانتون من أجل تسمية الألوان. يُعَد اختيار لوحة ألوان لواجهة تطبيقات الويب أو الهاتف المحمول عمليةً فنيةً تتطلب فهمًا كافيًا لنظرية الألوان واتجاهات التصميم الحالية وعلم نفس المستخدمين. ومن خلال اتباع الخطوات المذكورة يمكن اختيار ألوان تتناغم مع الجمهور وتحسين تجربتهم في استخدام المنتج. الممارسات المثلى لسهولة الوصول في اختيار لوحة ألوان واجهة المستخدم عند اختيار لوحة ألوان لواجهة المستخدم، فإن التحدي لا ينتهي باختيار ألوان جميلة وجذابة، بل يجب أيضًا ضمان سهولة وصول الألوان لجميع المستخدمين. تنص سهولة الوصول في اختيار لوحة ألوان واجهة المستخدم على الحرص على أن يتمكن جميع الناس بمن فيهم ذوو الإعاقات بصرية أو أي نوع من عمى الألوان من استخدام المنصات الرقمية والاستمتاع بها. لكن ما أهمية ذلك؟ حوالي 16% من سكان العالم مصابون بنوع من أنواع الإعاقة، والإعاقات البصرية هي الأكثر شيوعًا؛ لذلك فلن يحظى التصميم بالنجاح ما لم يستوعب هذه الشريحة الواسعة من المستخدمين. بالإضافة إلى ذلك، من الضروري مراعاة الظروف المختلفة للشاشة والإضاءة أثناء تصفح الواجهة، فمثلًا، قد يكون من الصعب إدراك الألوان منخفضة التباين فيما بينها في بعض المواقف، مثل وجود أشعة شمس ساطعة؛ بالتالي فإن سهولة الوصول والتكيف مع ظروف الرؤية المختلفة يساهم في النجاح الفعلي للتصميم. كيفية اختيار لوحة ألوان سهلة الوصول سنذكر في الآتي بعض الممارسات المثلى المساعِدة على اختيار لوحة ألوان سهلة الوصول. المحافظة على تباين لوني كافٍ: يجب أن تكون نسبة التباين بين لون النص والخلفية مرتفعة بما يكفي لتمكين الجميع من القراءة؛ مع العلم أن هناك أدوات تساعد على التحقق من التباين بين الألوان مثل منصة WebAIM. تجنب الاعتماد على الألوان لوحدها لإعطاء المعلومات: إذا كنا نستخدم الألوان لإعطاء المعلومات ضمن التصميم فلا بد من الحرص على إضافة وسيلة تمييز أخرى من أجل الأشخاص الذين لا يميّزون الألوان. يمكن مثلًا استخدام الأنماط أو الزخارف أو وضع أيقونات بجانب الألوان الاختبار على مقياس التدرج الرمادي: من المهم فحص تصميمنا في وضع التدرج الرمادي. وفي حال كان لا يزال مفهومًا وجيد المظهر، فمن المرجح أن يصل لذوي العيوب البصرية اللونية استخدام العلامات والمؤشرات: من المهم تقليل الاعتماد على اللون لوحده للإشارة إلى التفاعل أو تغير الحالة في عناصر واجهة المستخدم، إذ من المهم أيضًا استخدام التوضيحات النصية أو الأحجام المتباينة أو غيرها من المؤشرات البصرية المساعِدة. استخدام أدوات فحص سهولة الوصول: هناك العديد من الأدوات التي تساعد على اختيار لوحة ألوان موافقة لمعايير سهولة الوصول لواجهة المستخدم، مثل Color Safe وContrast Grid. الابتعاد عن استخدام ألوان قد تسبب نوبات: من المهم تجنب استخدام الألوان التي قد تثير تفاعلات حساسية ضوئية لدى بعض الأشخاص، مثل بعض تدرجات الأحمر أو الوميض السريع للأضواء إن اختيار لوحة ألوان سهلة الوصول يتطلب قدرًا عاليًا من الوعي والانتباه، فالهدف هو ضمان قدرة جميع المستخدمين على استقبال معلومات المنتج الرقمي، ومعالجتها وفهمها بغض النظر عن العيوب البصرية التي قد يعانون منها، ولا شك بأن سهولة وصول التصميم تنعكس إيجابًا على انتشاره وعلى رضا المستخدمين، كما تساهم في جعل العالم الرقمي أكثر شمولية. أمثلة على واجهات مستخدم بلوحات ألوان مناسبة من المعروف أن الملاحظة والتعلُّم من قصص النجاح طريقة رائعة لاستلهام الأفكار والرؤى، لذا جمعنا فيما يلي بعض الأمثلة على واجهات مستخدم ذات ألوان مناسبة تنتمي إلى قطاعات مختلفة، لنلقِ نظرةً عليها ونوضح سبب نجاحها. 1. سبوتيفاي Spotify للبث الموسيقي واجهة سبوتيفاي هي مثالٌ رائع لتطبيق منهج التبسيط في تصميم واجهة المستخدم، والتي تعتمد على مخطط لوني مكون من اللونين الأخضر والأسود، فالأخضر الفاقع المشرق يعكس شعور الطاقة والانتعاش، وهو ملائم لمنصة تقدم أحدث الأغاني لمحبي الموسيقى، في حين أن اللون الأسود المُباين للأخضر يضيف عمقًا للتصميم ويُبرز العناصر الخضراء. تسمح هذه الألوان عالية التباين بسهولة التنقل، مما يعزز من تجربة المستخدم. الدرس المستفاد: الألوان المتباينة تحسّن الرؤية وتجذب انتباه المستخدم. 2. إير بي إن بي Airbnb للسفر والضيافة إن لوحة ألوان واجهة Airbnb المكونة من الرمادي والأحمر والأبيض هي انعكاس لقيم علامتها التجارية، فالأحمر الدافئ الترحيبي يرمز إلى الحب والراحة والشغف، ممثلًا مهمة Airbnb في توفير إقامة مريحة للمسافرين تجعلهم يشعرون وكأنهم في دفء بيوتهم؛ أما الخلفية البيضاء النقية، فهي تضفي شعورًا باتساع المساحة والهدوء والبساطة. يساعد التوازن بين هذه الألوان على جعل الواجهة ممتعةً وسهلة الاستخدام. الدرس المستفاد: الألوان التي تتماشى مع قيم العلامة التجارية تعزز هوية العلامة التجارية وتؤثر عاطفيًا على المستخدمين. 3. إنستاجرام Instagram للتواصل الاجتماعي يتميز تطبيق إنستاجرام لمشاركة الصور ومقاطع الفيديو بشعار متدرِّج الألوان، مع واجهة بسيطة أحادية اللون داخل التطبيق. يرمز الشعار الملون إلى الإبداع والتنوع والحيوية؛ مما يساعد على جذب المستخدم، في حين أن القالب البسيط الأسود والأبيض داخل التطبيق يضمن تركيز المستخدم على المحتوى والصور وليس على عناصر الواجهة. الدرس المستفاد: يساعد تبسيط ألوان الواجهة على تركيز انتباه المستخدم نحو المحتوى الرئيسي. 4. سلاك Slack للعمل الجماعي تستخدم منصة سلاك لوحة ألوان فريدة تدور حول اللون البنفسجي. يرتبط اللون البنفسجي عادةً بالإبداع والحكمة، وهو خيار غير تقليدي لأداة في مجال الأعمال، مما يجعل منصة سلاك متفرّدة عن منافسيها. تستخدم المنصة أيضًا ألوانًا ثانويةً مشرقةً لتصنيف القنوات والنشاطات، مما يجعل التنقل أكثر سهولة. الدرس المستفاد: يساعد اختيار لون فريد على تمييز منتجك في السوق التنافسي. توضّح هذه الخيارات لألوان واجهة المستخدم كيف ينعكس اختيار ألوان جميلة وملائمة على تسهيل الاستخدام وتمثيل هوية العلامة التجارية وجذب انتباه المستخدم، فضلًا عن إضفاء ميزة تنافسية. أدوات إنشاء لوحة ألوان واجهة المستخدم لم يعُد المصمم اليوم مضطرًا للاعتماد على خبرته وحدها لإنشاء لوحة ألوان متناسقة، فهناك العديد من الأدوات المتوفرة عبر الإنترنت، والتي تساعد على إنشاء لوحة ألوان عملية وجذابة وقابلة للوصول من أجل واجهة المستخدم. هذه الأدوات تبسّط العملية وتلهم المصمم بالأفكار والمقترحات، كما تضمن أن التصاميم تحقق معايير سهولة الوصول. لنلقِ نظرةً على أبرز الأدوات التي يستفيد منها المصممون. 1. برنامج Adobe Color برنامج Adobe Color هو أحد الأدوات المفضلة في هذا المجال، فهو يسمح للمصممين بإنشاء مخططات لونية بناءً على قواعد نظرية الألوان؛ كما يتيح إمكانية رفع صورة ليعمل على اقتباس لوحة الألوان منها. ومن الميزات الجديرة بالذكر، قدرتُه على التحقق من سهولة وصول الألوان، وهو الأمر الذي يحتل أهميةً كبيرةً في تصميم واجهة المستخدم. 2. برنامج Coolors برنامج Coolors هو أداة سريعة سهلة الاستخدام لتوليد لوحات الألوان، ويسمح بإنشاء مخططات لونية وحفظها ومشاركتها بنقرة واحدة، كما يتيح إمكانية استكشاف اللوحات اللونية الرائجة لإلهام المصممين. 3. برنامج Color Hunt برنامج Color Hunt هو منصة مجانية تقدّم لوحات ألوان أنشأها مصممون حول العالم، وهو مكان رائع لاستلهام الأفكار والعثور على مشاركات لونية تم استخدامُها بنجاح من قِبل مصممين آخرين. 4. برنامج Paletton Paletton هو أداة تساعد على إنشاء مشاركات لونية قائمة على أساس لوني محدد، وتقدّم خيارات عديدة للتناغمات اللونية، كما تتيح إمكانية معاينة كيف ستبدو اللوحة اللونية المختارة على التصميم الواقعي. 5. برنامج Colormind يعتمد برنامج Colormind على الذكاء الاصطناعي في توليد لوحات الألوان. ويمكن اختيار اللون الأول ليعمل البرنامج على اقتراح ألوان تكميلية. يسمح هذا البرنامج أيضًا باقتباس مخططات لونية من صور أو لقطات شهيرة في الافلام. 6. برنامج Contrast Checker برنامج Contrast Checker هو أداة مهمة لضمان تحقيق المخطط اللوني لمعايير سهولة الوصول، فهو يتحقق من نسبة التباين بين لونين، ويبيّن ما إذا كانت تتوافق مع إرشادات سهولة وصول محتوى الويب WCAG. خاتمة لا تقتصر أهمية الألوان على الناحية الجمالية، بل تتعلق أيضًا بسهولة الاستخدام والتواصل الفعال، فالألوان تؤثر مباشرةً على إدراك المستخدم وتوجّه سلوكه وتجعل تجربة الاستخدام أكثر متعة. ولكي نتمكن من إنشاء لوحة ألوان واجهة المستخدم، سنحتاج أولًا إلى فهم نظرية الألوان والتعرف على التأثير النفسي لكل لون، ثم نختار الألوان بتأنٍّ بما يتوافق مع هوية العلامة التجارية ويضمن سهولة الوصول. من المهم الاطّلاع باستمرار أيضًا على أحدث الدراسات والاتجاهات والتعلَّم من الأمثلة الناجحة؛ إلى جانب الاستفادة من الأدوات المتوفرة عبر الإنترنت لتسهيل عملية التصميم وتوليد مخططات لونية فعالة وشاملة وجذابة. ترجمة -وبتصرّف- للمقال UI Color Palette 2024: Best Practices, Tips, and Tricks for Designers لصاحبه Mads Soegaard. اقرأ أيضًا قواعد تصميم الهوية البصرية علم نفس الألوان في تصميم العلامات التجارية اختيار الألوان المناسبة لواجهة المستخدم النسخة العربية الكاملة لكتاب: مدخل إلى تصميم واجهات المستخدم UI
-
قد يعاني أي صاحب مشروع أو منتج جديد من حيرة حول ما يجب عليه اعتماده كمنهجية لإدارة مشروعه وفريقه، ولحل هذا اللبس، سنشرح في هذا المقال كل ما يجب معرفته حول أشهر منهجيات وأطر العمل المعروفة في مجال إدارة المشاريع للتمكن من اختيار الأنسب. سنقارن بهذا المقال بين كل من منهجية تدفق المياه Waterfall ومنهجية أجايل Agile وإطار عمل كانبان Kanban وإطار عمل سكرام Scrum ونتعرف على ما تمثله كل منها وعلاقتها بإدارة المشاريع ومزاياها ومساوئها وكيفية استخدامها، مع مقارنة بينها للمساعدة على اختيار الأنسب لفريقك. ما هي منهجية تدفق المياه Waterfall؟ منهجية تدفق المياه أو الشلال كما يطلق عليها البعض هي عبارة عن نموذج لإدارة المشاريع يقسِم كل مشروع إلى مراحل مختلفة، ويُجري هذه المراحل بترتيب متسلسل، فلا يبدأ بمرحلة جديدة إلا بعد الانتهاء من المرحلة التي تسبقها. تُختتم عادةً كل مرحلة بمحطة تشير إلى إمكانية البدء بالمرحلة التالية. تختلف مراحل العملية في منهجية تدفق المياه تبعًا لما يهدف الفريق لإنجازه، لكن يمكن أن تكون عمومًا على التسلسل التالي: مرحلة المتطلبات: وقد تلتحق بها مرحلة تحليل إضافية مرحلة تصميم النظام مرحلة التنفيذ: وتسمى أيضًا مرحلة التطوير أو مرحلة البرمجة، حسب نوع المشروع مرحلة الاختبار مرحلة النشر: وتسمى أيضًا مرحلة الإطلاق أو التشغيل مرحلة الصيانة أو المراجعة كيف يسير العمل في منهجية تدفق المياه؟ تتدفق مراحل العملية واحدةً تلو الأخرى في كل مشروع، وإذا أردنا رسم مخطط للمراحل فإنه يبدو كالشلال الطبيعي، تمامًا كما يشير اسم المنهجية. يحتاج تطبيق منهجية تدفق المياه لإدارة المشاريع إلى الكثير من التخطيط والتجهيز المسبق، كما أن إنشاء خطة محكمة للمشروع يحتل مكانة كبيرة في هذه المنهجية، وذلك لتمكين الفريق من فهم متطلبات المشروع ومعوِّقاته بوضوح قبل البدء بالعمل، لأنه لا مجال للكثير من التغيير والتكييف وارتكاب الأخطاء بعد أن تسير عجلة المشروع في هذه المنهجية. بفضل التخطيط المتقن الذي تتميز به هذه المنهجية، يمكننا ضمان إنجاز المنتج النهائي بنجاح بوجود مسارات عمل واضحة ومتوقَّعة؛ كما أن هذه المنهجية متميزة من ناحية تنظيم الوقت وتتبع التقدم، إلا أنها أقل مرونةً من المنهجيات الأخرى مثل أجايل. ما هي منهجية أجايل Agile؟ أجايل Agile هي منهجية تكرارية لإدارة المشاريع, يُنجَز فيها العمل من خلال دورات تطوير قصيرة Sprints. تُعَد منهجية أجايل أكثر ملاءمةً للمشاريع المعرضة لإمكانية حصول تغييرات غير متوقعة، لأنها ترجح الأساليب المرنة والتسليم الدوري للعمل، لكنها قد تعاني من توسع نطاق المشروع scope creep نتيجةً لذلك. أُنشئت هذه المنهجية للتصدي للنمط التقليدي لإدارة المشاريع المتمثل بمنهجية تدفق المياه، فمع انتشار مشاريع تطوير البرمجيات منذ بدايات القرن الحادي والعشرين، ازدادت حاجة المطورين إلى منهجية تكرارية للنمذجة الأولية وإدارة المشاريع، ومن هنا نشأت منهجية أجايل لتطوير البرمجيات. منذ ذلك الحين، أصبح بيان أجايل Agile Manifesto هو المصدر الأساسي لمعرفة قيم ومبادئ أجايل لأي شخص يريد تطبيق هذه المنهجية، ولم تَعُد منهجية أجايل حكرًا على تطوير البرمجيات، بل جرى تكييفها مع مجالات كثيرة، مثل التسويق وتكنولوجيا المعلومات وتجهيز المناسبات وتطوير المنتجات وغيرها. كيف يسير العمل في منهجية أجايل Agile؟ تتضمن هذه المنهجية حلقات متكررة من إدارة قوائم المهمات ودورات التطوير والتفكير والإعادة ثم دورات التطوير من جديد، بحيث تستمر كل دورة تطوير في منهجية أجايل عادةً من أسبوعين إلى أربعة أسابيع. تتألف كل دورة تطوير من المراحل التالية: في البداية، يعمل مالك المنتج على إعداد قائمة مهمات المنتج التي تتضمن جميع المهمات التي يمكن أن تتطلب الإنجاز خلال دورة التطوير، وتُحفَظ هذه المعلومات عادةً في منصة لإدارة المشاريع. قبل البدء بدورة التطوير، يشارك جميع أعضاء فريق المشروع في التخطيط لدورة التطوير لتحديد أنسب المهمات التي يجب العمل عليها خلال الأسبوعين. أثناء دورة التطوير، تجتمع فرق أجايل بصورة دورية لمناقشة المعوِّقات والمهمات الفعلية القادمة. بمجرد انتهاء دورة التطوير، يعقد أعضاء الفريق الاجتماع الاسترجاعي لدورة التطوير sprint retrospective ليناقشوا ما نجح إنجازُه وما هو بحاجة إلى تحسين. ما هو إطار عمل كانبان Kanban؟ كانبان Kanban هو فرع من منهجية أجايل Agile، ويشترك مع أجايل بالمفهوم العام نفسه، وهو إطار عمل عالي المرونة، يمكن أن يعزز من حركية الفريق ومرونته مع الوقت. يدعم كانبان كلًا من التخطيط التكيفي والتسليم المبكر والتحسينات المستمرة، وهي المفاهيم التي تتمحور حولها فلسفة أجايل. عندما يتحدث أحدهم عن إطار عمل كانبان في إدارة المشاريع، فغالبًا ما يقصد بالتحديد لوحة كانبان، التي تمثل مراحل العمل على شكل أعمدة تتضمن المهمات الفردية التابعة لكل مرحلة، وسنتحدث عنها لاحقًا. كيف يسير العمل في إطار عمل كانبان Kanban؟ نشأ إطار عمل كانبان على يد (تايتشي أوهنو) في أربعينيات القرن العشرين، ثم جرى تحويله إلى شكل رقمي وتكييفه وتحسينه خلال العقود اللاحقة. واليوم أصبح إطار عمل كانبان بشكله الأساسي عبارة عن طريقة إلكترونية لإدارة المشاريع بصريًا. وكما ذكرنا، عندما يشار إلى كانبان فغالبًا ما يُقصد به لوحة كانبان؛ وهي النموذج المرئي لإدارة المشاريع الذي يجسد منهجية كانبان. تمثل الأعمدة في لوحة كانبان مراحل العمل المختلفة، وتمثل البطاقات المدرَجة تحت كل عمود المهمات الفردية والمرحلة التي تنتمي لها. عادةً ما تكون المراحل على الشكل التالي: مرحلة المطلوب تنفيذه مرحلة قيد التنفيذ مرحلة المُنجَز لوحات كانبان هي واحدة من أشهر الأشكال البصرية لإدارة المشاريع، وتتجلى فعاليتها في قدرتها على تقديم رؤية سهلة ومباشرة حول المشروع. مزايا لوحات كانبان يساعد استخدام لوحة كانبان لإدارة المشاريع بصريًا الفريق على قراءة قدر كبير من المعلومات مباشرةً، ومن هذه المعلومات على سبيل المثال لا الحصر: المهمات أو المخرجات المطلوبة الشخص المكلَّف بالمهمة مواعيد التسليم الملاحظات اللازمة، مثل الأولوية أو نوع المهمة تفاصيل المهمة سياق المهمة الملفات ذات الصلة تُعَد لوحات كانبان وسيلةً مرنةً تسمح للفريق باستعراض تقدم العمل، من خلال أعمدة كانبان التي تعرض عادةً مراحل العمل، وهو ما جعلها أداةً شائعةً لإدارة المشاريع لدى الفرق التي تُجري عمليات متواصلة ومشاريع تتطلب الإبداع أو تتبع الأخطاء على سبيل المثال. يمكن تخصيص أعمدة لوحة كانبان حسب معايير مختلفة مثل الشخص المكلَّف بالمهمة، كما يمكن أيضًا إضافة تشعُّبات متوازية في الأعمدة. ويمكن أيضًا إنشاء الأعمدة بناءً على مواعيد التسليم. ونظرًا لمدى فعالية لوحات كانبان في استعراض العمل، فقد أصبحت عنصرًا أساسيًا في معظم أدوات إدارة المشاريع. هناك طرائق أخرى لاستعراض العمل إلى جانب لوحات كانبان، مثل عرض المخطط الزمني وعرض التقويم وعرض القائمة. ما هو إطار عمل سكرام Scram؟ سكرام Scram هو أحد أشهر أطر عمل أجايل، وخلافًا لإطار عمل كانبان الذي يختزل عادةً على أنه أداةُ استعراضٍ العمل، فإن سكرام إطار عمل هو عمل متكامل كافٍ لإدارة عمل الفريق. نشأ هذا الإطار على يد (تايشي أوهنو)، وهو يتضمن مخططات لكل من القيم والدلائل الإرشادية والأدوار من أجل مساعدة الفريق على الاهتمام بالتحسين المستمر والتكرار. يُعَد هذا الإطار أقل مرونةً من كانبان، لكنه أداة رائعة تمكن فرق أجايل من التعاون وإنجاز العمل بطريقة فعالة. كيف يسير العمل في إطار عمل سكرام؟ كما هو الحال في منهجية أجايل، نشأ إطار سكرام بالأساس من أجل فرق تطوير البرمجيات، لكنه اليوم يُستخدم في المجالات الأخرى أيضًا مثل تطوير المنتجات والهندسة وغيرها لتنفيذ العمل بطريقة أسرع وأكثر كفاءة. عند الرغبة بالعمل وفق إطار سكرام، يعيِّن الفريق عادةً مسؤول سكرام Scrum master، الذي يقع على عاتقه تسيير المراحل الثلاثة المختلفة لإطار سكرام وتوجيه جميع أفراد الفريق. يمكن أن يكون مسؤول سكرام هو نفسه قائد الفريق أو مدير المشروع أو مالك المنتج أو الشخص الأكثر اهتمامًا في تسيير إطار سكرام. يتعين على مسؤول سكرام تنفيذ مراحل سكرام الثلاثة الاعتيادية كما يلي: التخطيط لدورة التطوير Sprint planning: تستغرق دورة تطوير سكرام عادةً أسبوعان، وقد تقصُر قليلًا حسب الفريق. وأثناء مرحلة التخطيط لدورة التطوير يطّلع مسؤول سكرام وأعضاء الفريق على قائمة مهمات المنتج ويختارون أعمالًا لإنجازها خلال دورة التطوير اجتماعات سكرام اليومية السريعة Daily Scrum standups: على مدار دورة عمل سكرام، يجتمع الفريق عادةً لمدة 15 دقيقة يوميًا لمراقبة التقدم والتحقق من ملاءمة مقدار العمل الذي يجب إنجازه الاجتماع الاسترجاعي لدورة التطوير Sprint retrospective meeting: عند انتهاء فترة سكرام، يعمل مسؤول سكرام على استضافة اجتماع استرجاعي لدورة التطوير من أجل تقييم العمل الذي تم إنجازه ونقل العمل غير المكتمل إلى قائمة المهمات والتحضير لدورة التطوير القادمة الهدف من سكرام ليس بناء شيء معين على مدار أسبوعين ثم شحنه فحسب دون العودة إليه ثانيةً، بل يتبنى سكرام عقلية التحسين المستمر، بحيث تعمل الفرق على خطوات صغيرة للوصول إلى أهداف أكبر، وذلك بواسطة تقسيم العمل إلى أجزاء صغيرة والعمل على هذه الأجزاء واحدًا تلو الآخر؛ وبذلك يساعد سكرام الفريق على ترتيب الأولويات بطريقة أفضل وتقديم العمل بكفاءة أعلى. مزايا سكرام Scrum تؤسس الفرق العاملة وفق إطار سكرام قواعد وعادات ومسؤوليات واضحة ومحددة، كما أن كلًا من اجتماعات سكرام اليومية واجتماع تخطيط دورة التطوير واجتماع مراجعة دورة التطوير والاجتماع الاسترجاعي تساعد الفرق على إجراء عمليات تحقق باستمرار وتحسين العمليات الحالية. بفضل اعتماد سكرام على قائمة مهمات العمل وبدئه باجتماع تخطيط دورة التطوير، فإنه يقدم لقادة الفريق أو مالكي المنتج هيكلية سهلة وجاهزة لإدارة أهم أعمال فريقهم ودعمها، وبذلك يتمكن الفريق من خلال سكرام من العمل على مهمات معدة مسبقًا وذات مقدار معين وزمن معين لكل دورة تطوير. يضمن هذا المستوى الرفيع من ترتيب الأولويات المؤصَّل في إطار سكرام مع التحديد الواضح للمسؤوليات أن يتمكن جميع أعضاء الفريق من معرفة المهمات المسؤولين عنها طوال الوقت. كيف نختار المنهجية الصحيحة لإدارة المشاريع بعد أن تناولنا المنهجيات وأطر العمل بالتفصيل كلًّا على حدة، لنقارن الآن بعضها ببعض لمعرفة كيفية اختيار الأنسب فيما بينها، من أجل مساعدة فريق عملنا على تحقيق أهدافه. مقارنة بين منهجية أجايل Agile ومنهجية تدفق المياه Waterfall تساعد معرفة مزايا ومساوئ كل منهجية على اختيار الأفضل منها لفريقك. لنتناول بعض المعلومات حول ذلك فيما يلي: مزايا منهجية تدفق المياه لإدارة المشاريع منهجية تدفق المياه فعالة أكثر لإدارة المشاريع متعددة التخصصات، ومن أهم مزاياها: إمكانية التخطيط المسبق للمشروع لتجنب الوقوع في مشكلة توسع نطاقه سهولة تتبع التقدم بين المراحل المختلفة للمشروع إمكانية العمل على مشاريع متعددة دون الحاجة لتكريس جميع الجهود على مشروع محدد سهولة إدارة التبعيات (اعتماد مرحلة ما على أخرى) مساوئ منهجية تدفق المياه لإدارة المشاريع في المقابل، تعاني منهجية تدفق المياه من بعض السلبيات، نذكر أهمها: زيادة المخاطرة في المشروع بسبب افتقارها للمرونة إمكانية فقدان معلومات في حال عَمِل أشخاص مختلفون على مراحل مختلفة من المشروع وقصّروا في التوثيق احتمالية حدوث أخطاء غير متوقعة عندما تأتي مرحلة ضمان الجودة في وقت متأخر إمكانية تدني رضا العملاء عند عدم إشراكهم مزايا منهجية أجايل لإدارة المشاريع تحظى منهجية أجايل بشعبية عالية، إذ يتمتع فريق أجايل بالمزايا التالية: التكيف السريع مع التغيرات غير المتوقعة التركيز على رضا العملاء تعزيز التحفيز الذاتي من خلال التأكيد على العمل الجماعي ومشاركة جميع أعضاء الفريق مساوئ منهجية أجايل لإدارة المشاريع مع المرونة العالية التي تتمتع بها هذه المنهجية، هناك بعض السلبيات التي يمكن أن تواجهها فرق عمل أجايل: إمكانية حدوث توسع غير متوقَّع لنطاق المشروع وميزانيته قد تصبح مشاركة العملاء صعبة مع كثرة التكرارات في حال لم يكن لديهم وقت أو طاقة لذلك بسبب الحاجة للتركيز حصرًا على دورة تطوير أجايل، يتعذر على أعضاء الفريق العمل بالتزامن على مشاريع أخرى من الصعب أن تزدهر فرق العمل الافتراضية في بيئة عمل أجايل ما هي الحالات المناسبة لاستخدام كل من منهجية تدفق المياه ومنهجية أجايل؟ مع أن أي فريق عمل يمكن أن يستفيد من أيٍّ من المنهجيتين بشكلٍ أو بآخر، لكن النقاط التالية تساعد على اتخاذ القرار بشأن المنهجية الأنسب: يُنصح باستخدام منهجية تدفق المياه في الحالات التالية: عند اللعمل على مشروع تسلسلي؛ أي المشروع الذي لا تبدأ فيه أية مرحلة إلا بعد انتهاء التي تسبقها عندما نريد ضبط نطاق المشروع بإحكام إذا كنا نولي أهمية كبيرة للتخطيط الواضح والفعال عندما نريد فهم جميع مراحل التطوير بأكملها قبل بدء المشروع في حال الاهتمام بتقديم الميزات والوظائف بدقة وجودة عالية أكثر من الاهتمام بالتسليم السريع يُنصح باستخدام منهجية أجايل في الحالات التالية: عندما نريد استخدام عملية أكثر تكرارية عندما نرغب بتسليم نتيجة سريعة، حتى لو أردت تحسينها لاحقًا إذا كان فريقنا سريعًا إذا كان فريقنا مهتمًا بالتكيف لاحقًا أكثر من التنبؤ مسبقًا إذا أراد عملاؤنا أن يكونوا شركاء فعالين إذا اقتنعنا بمنهجية أجايل، فالخطوة التالية على الأرجح هي أن نقرر ما إذا كان إطار عمل سكرام هو الطريقة المناسبة لعمل الفريق فعلًا. مقارنة بين منهجية أجايل وإطار عمل سكرام بالنسبة لأجايل وسكرام فالمطلوب ليس الاختيار فيما بينهما، بل يتعلق الأمر بما إذا كنت تريد تطبيق إطار عمل سكرام على أجايل أم لا. هل يمكن تطبيق أجايل دون سكرام؟ بالتأكيد نعم! قد يكون سكرام أشهر أُطُر عمل أجايل، لكن يمكنك تطبيق منهجية أجايل دون الالتزام بقواعد سكرام، لذا إذا كنا نبحث عن منهجية تساعد فريقنا على المزيد من التعاون والمرونة، لكن في الوقت نفسه لا نعتقد أن قواعد سكرام مفيدةٌ لفريقك، فهناك أُطُر عمل أخرى يمكن اختيارها مثل كانبان، وهو ما سنتحدث عنه بعد قليل. يمكن أيضًا تطبيق منهجية أجايل دون الحاجة إلى الاعتماد على إطار عمل محدد، لكن عند غياب مسؤول سكرام والاجتماعات اليومية القصيرة ودورات التطوير الممتدة على أسبوعين، فإن هذا يستدعي تطبيق بضعة ممارسات مثلى لضمان سلاسة مسار العمل، ومنها: جعل المشاريع صغيرة: بغياب قواعد سكرام، من الأسهل العمل على إدارة مشروع صغير عبر فريق عمل صغير يسعى لتحقيق أهداف صغيرة تعيين مالك للمنتج: بغياب مسؤول سكرام، تبرز الحاجة لتكليف أحد أعضاء الفريق بالاهتمام بمتطلبات المشروع والموارد اللازمة، ليصبح مسؤولًا عما يتعلق بمسار العمل وتغيرات المشروع وتوزيع الموارد عقد اجتماعات دورية: بوجود فريق عمل صغير ومشروع ذي هدف عام صغير، يجب أن تكون الاجتماعات الأسبوعية مؤهلًا قويًا للنجاح، لذا يجب استغلال هذه الفرصة في مراجعة تقدم المشروع ومناقشة أهداف الأسبوع التالي لجميع الأعضاء، من أجل الحفاظ على همة عالية ومشاركة فعالة جدولة مراجعات متكررة: كما هو الحال بالنسبة للاجتماعات الأسبوعية التي ترمي لمناقشة الأهداف، يستفيد فريق أجايل أيضًا من مراجعة الجودة دوريًا. من الممكن أن تكشف هذه المراجعات عن تفاصيل يجب الانتباه عليها، كما أنها تضمن الحفاظ على جودة عالية للمشروع والآن، لنتحدث عن إطار عمل آخر في منهجية أجايل وهو إطار كانبان، ولنقارن بينه وبين سكرام. مقارنة بين إطار عمل كانبان وإطار عمل سكرام كانبان وسكرام هما من أشهر أطر العمل المنسوبة لمنهجية أجايل، ويشجع كلاهما فرق العمل على اعتماد أسلوب التحسين المستمر. تُعَد المرونة والتحسين المستمر من المبادئ الرئيسية لمنهجية أجايل، وهما من العوامل التي تجذب فرق المنتجات وفرق الهندسة وفرق تطوير البرمجيات إلى هذه المنهجية، كما أن التحسين المستمر هو سمة مهمة لكل من إطار عمل كانبان وإطار عمل سكرام. تُعَد كل من كانبان وسكرام أداتان رائعتان تساعدان على تعاون الفريق. ورغم إمكانية اختلاف شكل هذا التعاون بين الإطارين، إلا أن كليهما بالأساس عبارة عن طريقة تساعد الفريق على العمل معًا بطريقة أفضل. مع وجود نقاط مشتركة بين هذين الإطارين، هناك اختلافات أساسية فيما بينهما نذكر منها: سكرام محدَّد أكثر من كانبان: يتضمن سكرام مجموعةً محددة من "القواعد" التي يجب أن يتبعها الفريق، في حين أن كانبان يُستخدَم أكثر لاستعراض العمل، وهناك الكثير من الفرق التي تستخدم إطار سكرام مع استعراض التقدم على لوحة كانبان، لكنها في هذه الحالة تعمل على سكرام وليس كانبان. بمعنى آخر، يمكن عدّ كانبان طريقة لاستعراض العمل أكثر من كونه منهجية عمل ذات قواعد محددة سكرام مضبوط زمنيًا، أما كانبان فهو مرن: يتضمن سكرام إجراء دورات تطوير، وهي دورات عمل تستغرق عادةً أسبوعان، وفي نهاية دورة التطوير تحصل على مجموعة من الأعمال المنجَزة، بغض النظر عن طبيعة تلك الأعمال. في المقابل، فإن لوحات كانبان لا تتضمن بالضرورة توقيت بدء أو انتهاء، وهي تُستخدم لاستعراض العمليات قيد التنفيذ في كثيرٍ من الحالات يمكن ترتيب أعمدة لوحة كانبان بطرائق مختلفة: عند تطبيق سكرام، لا بد من تتبع سير العمل وانتقاله بين المراحل، لكن في لوحة كانبان غير المعتمدة على سكرام فإن أعمدة اللوحة قد تمثل العمل الذي سيُنجز شهريًا أو لمحة عن العمل الذي أُنجز سابقًا أو أي تمثيل آخر؛ فالأمر يختلف عن حالة وجود سكرام الذي يتضمن "قواعد" محددة ما هي الحالات المناسبة لاستخدام كل من سكرام وكانبان؟ ليس هناك قاعدة واضحة لمعرفة متى يتعين على الفريق استخدام كانبان أو سكرام أو أدوات إدارة المشاريع البصرية الأخرى، لكن بصورة عامة يكون استخدام كانبان ملائمًا في الحالات التالية: إذا كان فريقنا بحاجة إلى نظام بصري لإدارة المشاريع إذا كنا نريد طريقةً سريعةً لفهم أين وصل تقدم المشروع إذا لم نكن ندير فريق هندسة أو فريق منتجات أو فريق تطوير البرمجيات إذا كنا ندير عمليات ومشاريع متواصلة إذا كان العمل بمعظمه يتطلب فترات زمنية طويلة يتمتع إطار كانبان بميزة رائعة تتمثل في إمكانية إضافة ما يفيد من أدوات الإدارة الأخرى وتجاهل الباقي، فحتى لو اخترنا عدم استخدام إطار عمل سكرام، يمكننا استلهام بعض الأفكار منه. على سبيل المثال، ربما قد لا نرغب بأن يكون توقيت العمل محصورًا بدورة تطوير لمدة أسبوعين، لكننا نختار إعداد قائمة مهمات للعمل لمساعدة الفريق على فهم المهمات وترتيبها جيدًا حسب الأولوية. يُعَد إطار سكرام طريقةً فعالةً لتنظيم وترتيب الأولويات في جميع مراحل العملية، ومع أن بعض الفرق قد لا تنجح عبر استخدام سكرام، لكن هذا الإطار مفيد في الحالات التالية: إذا كنا ندير فريق هندسة أو فريق منتجات أو فريق تطوير البرمجيات أو فريقًا يعتمد منهجية أجايل إذا كنا نرى بأن الفريق قد يستفيد من وجود هيكلية أكثر صرامةً بعض الشيء إذا كانت لدينا قائمة مهمات طويلة للعمل عليها إذا كان الفريق يتحمس للعمل بوجود مواعيد نهائية قريبة ومُخرَجات تحتاج للتسليم إذا تعهد أحد أعضاء الفريق بأن يكون مسؤول سكرام من المهم الإشارة هنا إلى إمكانية الجمع بين الإطارين دائمًا من خلال استخدام إطار سكرام على لوحة كانبان. كيفية الجمع بين سكرام وكانبان لكي نتمكن من عقد اجتماعات يومية سريعة فعالة ونتقن التخطيط لدورات التطوير والاجتماعات الاسترجاعية، نحتاج إلى طريقة فعالة لاستعراض العمل عبر مراحله وتتبع المهمات التي تكون قيد التنفيذ، وهنا يأتي دور لوحة كانبان التي تساعد على التعامل مع قائمة المهمات وتنظيم مسار العمل خلال دورة التطوير، مما يسهل عمل سكرام ويزيد من فرص نجاحه. تعمل الفرق التي تستخدم إطار سكرام على لوحات كانبان (وتدعى هذه المشاركة أحيانًا لوحات سكرام) عادةً على إنشاء لوحة جديدة لكل دورة تطوير في سكرام، وينقسم السبب إلى شقّين: يساعد إنشاء لوحة جديدة لكل دورة تطوير على الانطلاق من نقطة البداية، مما يسهّل على مسؤول سكرام وفريق سكرام استعراض العمل الجديد الذي يجب إنجازه في كل دورة تطوير. يستخدم مسؤول سكرام لوحات سكرام السابقة لتتبع العمل الذي تم إنجازه خلال كل دورة سكرام، ونظرًا لأن أهم أسباب استخدام الفرق لإطار سكرام تتمثل بتحسين العملية والكفاءة، فإن النظر إلى الوراء ومراجعة ما تم إنجازُه يساعد على تحقيق ذلك. خاتمة في الختام، لا بد من التأكيد على أن النجاح يرتبط بالقدرة على الاختيار الصحيح للمنهجيات والأطر والأدوات المناسبة للفريق والمشروع. ترجمة -وبتصرّف- للمقال ?Waterfall vs. Agile vs. Kanban vs. Scrum: What’s the difference اقرأ أيضًا الإدارة المرئية للمشاريع ما هي إدارة المنتجات؟ ما هي إدارة المشاريع؟ دليلك إلى أشهر أطر عمل منهجية أجايل تعرف على إطار عمل سكرام scrum أشهر أطر منهجية أجايل كل ما تحتاج لمعرفته عن منهجية تدفق المياه Waterfall لإدارة المشاريع
-
من المتعارف عليه بين الناس أن التصميم الجرافيكي graphic design هو جوهر مجال التصميم، فهو يتجلى حولنا في شعارات العلامات التجارية الشهيرة، كما نراه في الخطوط والألوان على اللوحات الإعلانية للأفلام، فضلًا عن غيرها من التصاميم البارزة التي يبدعها مصممو الجرافيك في كل مكان. لكن لماذا إذًا قد يرغب مصمم الجرافيك بالانتقال إلى تصميم تجربة المستخدم؟ أحد أبرز الأسباب هو الشعور بالإنجاز والرضا الذي ينبع من الاهتمام بتفاصيل المنتج، بدلًا من اقتصار العمل على الشكليات الخارجية. لا ننسى أيضًا أن راتب مصمم تجربة المستخدم يفوق نظيره للمصمم الجرافيكي في معظم الأحيان. على أي حال، أيًا كان السبب الذي يدفع مصمم الجرافيك للتغيير، فمن المرجح أن يكون هذا التغيير مثمرًا للغاية، لكن كيف يمكن تحقيق هذا التحول المهني من التصميم الجرافيكي إلى تصميم تجربة المستخدم؟ لنتعرف على الإجابة فيما يلي. ما المقصود بتجربة المستخدم وتصميم تجربة المستخدم؟ تجربة المستخدم UX هي ما يشعر به المستخدم أثناء استخدام المنتج. وتكمُن وظيفة مصمم تجربة المستخدم في تصميم منتج يقدم أفضل تجربة ممكنة؛ لكن كيف يجري ذلك؟ يبدأ الأمر بإجراء الكثير من الأبحاث، إذ لا يمكن تقديم أي شيء مفيد للمستخدم دون التعرف على نوع المشكلات التي يعاني منها وكيفية حلها لكي يكون الحل ملبيًا لرغبات المستخدم ومحققًا لاحتياجاته؛ كما لا يمكن فهم تلك المشكلات دون التفاعل مع المستخدمين. يتركز اهتمام مصممي تجربة المستخدم عادةً على ثلاثة عوامل رئيسية هي: مظهر المنتج، وانطباعه، وسهولة استخدامه Usability. يتمحور المظهر حول تصميم منتج جذاب بصريًا يتناغم مع تفضيلات المستخدمين ويجسِّد توقعاتهم من المنتج، ولا يقتصر ذلك على الناحية الجمالية، بل يجب أن يكون التصميم ملائمًا أيضًا، بحيث يساعد على بناء جسر من الثقة والمصداقية بين المنتج والمستخدم؛ أما الانطباع فهو يتعلق بتطوير منتجات ممتعة الاستخدام، إذ يجب أن يقدم المنتج تجربةً تعطي شعورًا بالمتعة وليس فقط يؤدي وظيفته، سواءً كان ذلك أثناء التفاعل مع المنتج أو الاستجابة له. كذلك، تُعَد سهولة الاستخدام هي الجوهر الأساسي لتجربة المستخدم، ففي حال كان المنتج صعب الاستخدام، فلن تحظى تجربة المستخدم بالنجاح على الإطلاق. وهنا يهدف مصممو تجربة المستخدم إلى تصميم منتجات يمكن تكييفها مع احتياجات المستخدم المختلفة، وفي نفس الوقت ذات أداء وظيفي مألوف للمستخدم. العناصر المشتركة بين التصميم الجرافيكي وتصميم تجربة المستخدم يشترك التصميم الجرافيكي وتصميم تجربة المستخدم في كل من الذكاء العاطفي والتفكير الإبداعي والنمذجة الأولية، بينما يختلفان في عناصر أخرى خاصة بكل مجال. التصميم العاطفي يدور التصميم الجرافيكي حول التواصل العاطفي من خلال الخطوط والألوان والصور، فالخطوط المزخرفة والألوان الداكنة تعطي شعورًا بالجدية؛ أما الخطوط البسيطة والألوان الزاهية، فتضفي شعورًا بالفرح والمتعة. بهذه الأساليب يعتمد مصمم الجرافيك في كثير من الأحيان على التصميم العاطفي لتحفيز المشاعر المطلوبة لدى المستخدم. بالمثل، فإن تصميم تجربة المستخدم يُعنى بتوجيه مشاعر المستخدم، لكنه يهتم بالصورة الشاملة لتجربة المستخدم في استخدامه للمنتج. وبالتالي، بالإضافة إلى التركيز على الخطوط والألوان المناسبة، يهتم مصمم تجربة المستخدم بالتصميم الحركي ونبرة المحتوى وهندسة المعلومات وغيرها من النواحي. التفكير الإبداعي يتمتع كل من مصممي الجرافيك ومصممي تجربة المستخدم بمهارات متكافئة في التفكير الإبداعي. بالنسبة للتصميم الجرافيكي فإن إنشاء تصاميم بصرية إبداعية تجمع بين الألفة (لتكون مفهومةً للمستخدم) والتفرُّد (لتكون قويةً تنافسيًا) يتطلب قدرًا عاليًا من التفكير الإبداعي والنقدي. وبالمثل يتعين على مصمم تجربة المستخدم ابتكار منتجات تحل مشكلات المستخدم، فليس بالضرورة أن تكون الحلول المألوفة هي الأنسب. النمذجة الأولية ينشئ مصمم الجرافيك نماذج مُحاكية mockups ورسوم تخطيطية wireframes للتصاميم قبل إعداد التصميم النهائي، مما يسمح للعميل بإبداء ملاحظاته حول التصاميم، ويمكّن المصمم من تحسينها دون الحاجة إلى تكرار التصميم من الصفر. يعمل مصمم تجربة المستخدم أيضًا على إنشاء نماذج محاكية ونماذج أولية، لكنها تكون أقل تركيزًا على "مظهر" المنتج وأكثر تركيزًا على "انطباعه"، ومن الأمثلة على الأسئلة التي يبحث مصمم تجربة المستخدم عن إجابات لها: هل هذا النموذج الأولي مفيد؟ هل هو سهل الاستخدام؟ هل هو مرغوب؟ الاختلاف بين التصميم الجرافيكي وتصميم تجربة المستخدم يختلف التصميم الجرافيكي عن تصميم تجربة المستخدم في النواحي التالية: التركيز على المستخدم مقابل التركيز على التفاصيل يميل مصممو الجرافيك إلى الاهتمام بأدقّ التفاصيل في تصاميمهم، مثل التحقق من التباعد المثالي بين حروف النص وتوافق الألوان مع توجُّهات العلامة التجارية، إذ تحتل هذه الجوانب حيزًا كبيرًا من عملهم، ولها أسبابها الوجيهة. في المقابل، يركّز مصممو تجربة المستخدم على المستخدمين، ويهتمون بالواجهة التي يتفاعل المستخدم من خلالها مع المنتج من أجل ضمان تلبية المنتج للاحتياجات الأساسية للمستخدمين؛ ويتطلب ذلك بالطبع إجراء الكثير من الأبحاث التي تتضمن مخاطبة المستخدمين ومراقبتهم، وإنشاء شخصيات المستخدم وقصص المستخدم، وإجراء اختبارات سهولة الاستخدام على المنتجات، وغيرها الكثير؛ لذلك يتعين على مصمم الجرافيك الذي ينوي تغيير اختصاصه إلى تصميم تجربة المستخدم بأن يبذل مجهودًا في تعلُّم كيفية إجراء أبحاث المستخدمين (سنتحدث عن ذلك بمزيد من التفصيل لاحقًا). الطريقة التكرارية لحل المشكلات يُعَد تصميم تجربة المستخدم عمليةً تكرارية لحل المشكلات، لذا قد يختلف اختلافًا كبيرًا عما اعتاد عليه مصمم الجرافيك. يبدأ تصميم تجربة المستخدم بتحديد المشكلة، وهي خطوة تجري غالبًا من خلال أبحاث المستخدمين التي تساعد على تحديد المشكلة أو على الأقل تأكيدها، فلا فائدة من حل مشكلات لا يهتم بها المستخدمون، لأنهم ببساطة لن يدفعوا شيئًا لقاء حل مشكلات لا تهمّهم، وبالتالي لن تكسب الشركة أي عوائد مالية. بعد الانتهاء من مرحلة تحديد المشكلة، تُجرى المزيد من الأبحاث لإيجاد الطريقة المثلى المناسبة للمستخدم في حل المشكلة المدروسة، وغالبًا ما يجري ذلك من خلال المراقبة واستطلاعات الرأي والأبحاث الإثنوجرافية وغيرها. يجري التصميم لاحقًا على ضوء نتائج هذه الأبحاث، ثم يُختبَر التصميم على المستخدمين لمعرفة مدى ملاءمة الحلول المصمَّمة، ويُعاد التصميم مرارًا حتى تحقيق المعايير المطلوبة. بعد ذلك يحين موعد إطلاق المنتج، لكن عملية التصميم لا تنتهي هنا، إذ يستمر إجراء اختبارات على التصميم وجمع آراء وملاحظات المستخدمين من خلال دورة جديدة من أبحاث المستخدمين، ثم تطبَّق تحسينات لاحقة على التصميم على ضوء هذه الملاحظات. تعدد المجالات مقابل التخصص يتطلب التصميم الجرافيكي لمجال متخصص مستوًى معينًا من الإبداع ومجموعةً من المهارات التخصصية (مثل المعرفة بالخطوط ونظرية الألوان)، وذلك لإنشاء تصاميم بصرية جذابة. في المقابل، فإن تصميم تجربة المستخدم يتّسم بتعدد التخصصات ويتضمن مجالات معرفية متنوعة. فمثلًا، يجب أن يكون مصمم تجربة المستخدم على دراية بكلٍّ من علم النفس البشري والتصميم التفاعلي وهندسة المعلومات وتقنيات أبحاث المستخدمين على سبيل المثال لا الحصر، وذلك بغية تصميم حلول صحيحة لمشكلات المستخدمين. يوضح (دون نورمان) مبتكِر مصطلح "تجربة المستخدم" أنّ تجربة المستخدم تغطي جميع جوانب تجربة الناس للنظام المصَّمم، بما في ذلك الرسوم الجرافيكية للمنتجات المادية وواجهات المستخدم والكتيبات الإرشادية إضافةً إلى التفاعل المادي للمستخدم مع كل ذلك. فوائد خبرات التصميم الجرافيكي عند الانتقال إلى مجال تصميم تجربة المستخدم يتمتع مصمم الجرافيك بخبرات مفيدة جدًا في تصميم تجربة المستخدم، أهمها: النواحي الجمالية من أهم مزايا انتقال مصمم الجرافيك إلى تصميم تجربة المستخدم أنه يستفيد كثيرًا من خبرته في جعل الأشياء جذابةً بصريًا. يعتقد الكثيرون خطأً أن سهولة الاستخدام تتفوق على الناحية الجمالية في مجال تصميم تجربة المستخدم، لكن في الواقع تبين أن الجماليات تحسّن بذاتها من إجمالي تجربة المستخدم للمنتج من خلال إضفاء شعور بالاسترخاء وترسيخ انطباع أولي إيجابي وإظهار أن المنتج تم إعدادُه بإتقان. يستفيد مصممو الجرافيك أيضًا من خبراتهم السابقة في توصيل الأفكار بطريقة جذابة لأصحاب المصلحة في شركاتهم، مثل قدرتهم على عرض نتائج الأبحاث بطريقة مميزة تلفت أصحاب المصلحة وتثير اهتمامهم. صحيح أن مهارات التصميم الجرافيكي غالبًا ما تكون اختيارية في أبحاث تصميم تجربة المستخدم، لكن لا يخفى على أحد مدى تأثير عرض النتائج بطريقة احترافية جذابة. من ناحية أخرى، إذا قرر مصمم الجرافيك التحول إلى مجال تصميم تجربة المستخدم، فيجب أن يوازن بين ميله لجعل الأشياء جذابة بصريًا، والحاجة للدفع بعجلة مشروع التصميم نحو الأمام، فأحيانًا يكفي رسم بعض الخطوط العشوائية على منديل ورقي لتوصيل الأفكار أثناء العمل في تصميم تجربة المستخدم، لذا لا حاجة لقضاء بضعة أيام في إعداد اللوحات في مثل هذه الحالات. التصاميم المألوفة والتصاميم الرائجة القدوم من خلفية تصميمية لا يعني فقط إلمام المصمم بمصطلحات التصميم، بل من المرجح أن يكون على دراية بالتصاميم المألوفة والاتجاهات الرائجة في تصميم الويب والتطبيقات. يستفيد مصمم تجربة المستخدم في معظم الأحيان من التصاميم المتعارف عليها (مثل مفتاح التبديل لحالات التشغيل والإيقاف، والقائمة المنسدلة للخيارات المتعددة، إلخ) وذلك لأن المستخدم يفهم هذه التصاميم من مواقع الويب الأخرى. مصمم الجرافيك معتادٌ أيضًا على هذه التصاميم، لا سيما إذا كان قد أعدّ نماذج أولية مسبقًا؛ مما يعني أنه سيتكيف مع مهام تصميم تجربة المستخدم أسرع من الأشخاص الذين لا يأتون من خلفية تصميمية. قد لا يبدو الأمر ذا أهمية كبيرة، لكنّ القدرة على التواصل والتحدث بلغة التصميم هي جوهر أي مشروع تصميمي. كيف يمكن تحسين المهارات للانتقال من التصميم الجرافيكي إلى تصميم تجربة المستخدم هل هناك فجوة بين التصميم الجرافيكي وتصميم تجربة المستخدم؟ نعم، لكنها ليست بالفجوة العميقة، فالمصمم الجرافيكي يتحدث أساسًا بلغة التصميم، وهو لا يحتاج سوى لصقل مهاراته لتشمل المهارات الخاصة بتصميم تجربة المستخدم. بمجرد حيازة هذه المهارات المكمّلة، يمكن بدمجها في العمل بالتصميم الجرافيكي (فتصميم تجربة المستخدم يضيف قيمةً إلى التصميم الجرافيكي بقدر ما يضيفها إلى تصميم المنتجات)، بعدها يمكن تعديل السيرة الذاتية لتسليط الضوء أكثر على مهارات تصميم تجربة المستخدم إلى جانب مهارات التصميم الجرافيكي. وكما ذكرنا مسبقًا، المفتاح الحقيقي لمصمم الجرافيك هو فهم جميع أشكال أبحاث المستخدمين، وهو ما يمكن تعلُّمه من خلال ما يلي: الدورات عبر الإنترنت هناك العديد من المنصات التي تقدم دورات تعليمية تغطي المهارات الأساسية في تصميم تجربة المستخدم ومجالات العمل المختلفة لهذا الاختصاص مع التدريب على المهارات العملية. هذا النوع من الدورات يُكسِب المصمم الجرافيكي الخبرة والثقة الكافية لاجتياز مقابلات التوظيف، ومن ثم العمل في مجال تصميم تجربة المستخدم. الدورات على أرض الواقع يفضل البعض التعلم في قاعة دراسية على التعلُّم عن بُعد، لذا يمكن البحث عن دورات تدريبية مباشرة لتعلُّم مهارات تصميم تجربة المستخدم في حال الرغبة في ذلك، لكنّ هذا النوع من الدورات يكون عادةً متاحًا في مواقع محددة، وقد يرفع تكاليف التعلم أكثر في حال كانت هذه المواقع بعيدة عن مكان الإقامة. الدراسة الجامعية ليس من المرجح أن تكون الدراسة الجامعية هي الخيار الأمثل لمن يبحث عن تغيير مجال عمله، فالأمر لا يتوقف على الميزانية، بل أيضًا على الوقت المستغرَق. يمكنك أن تعمل وتتعلم في الوقت نفسه باستخدام طريقة أخرى بدلًا من قضاء 3 أو 4 سنوات جامعية للحصول على شهادة بكالوريوس أو سنتين بالنسبة لبرامج الماجستير. لكن بالعموم، في حال اخترت طريق الدراسة الجامعية، يجب أن تخصص وقتًا كافيًا للبحث عن البرنامج الدقيق الذي يناسبك، مع العلم أن هناك مئات البرامج الجامعية التي تتيح دراسة هذا الاختصاص. يُنصح أيضًا بالاستعانة بآلة حاسبة وتخصيص بعض الوقت لحساب تكاليف الذهاب إلى الجامعة قبل حجز مقعد جامعي، بما في ذلك تكاليف الإيجار والرسوم الدراسية والكتب وغيرها، مع مراعاة عدم القدرة على العمل بدوام كامل في فترة الدراسة الجامعية، مما يعني المزيد من الفجوة المالية بين هذه الطريقة والطرائق الأخرى. التشبيك بعد الإلمام بالمهارات اللازمة، يمكن الاستفادة من التشبيك في الاختصاص الجديد، فأفضل الفرص تأتي عند الحصول على توصية عمل من أحد الأشخاص الذين لديهم أقدمية في المجال، ولا شك بأن أحد أفضل الأماكن التي يمكن البدء منها بالتشبيك هي منصة لينكدإن. من المهم البحث عن مجموعات حول تجربة المستخدم والبدء بالمشاركة لتكوين شبكة من العلاقات المهنية المهمة، دون التعجل في البحث عن عمل مباشرةً. بالإضافة لذلك، يمكن متابعة أعضاء مشهورين في مجال تصميم تجربة المستخدم على منصة اكس وهي وسيلةٌ أخرى من الوسائل المفيدة للبدء ببناء شبكة المعارف من نفس المجال، وبهذه الطريقة يمكن التفاعل معهم والتعلم منهم باستمرار. الإرشاد والتقييم من الأساليب الأخرى لتطوير مهاراتنا هي التدرب على يد مرشد خبير سبق أن خاض مجال تجربة المستخدم بكل تفاصيله. لذا يمكن بهذا الصدد البحث ضمن الشبكة المهنية خاصتنا للعثور على مرشد مناسب والتواصل معه. خاتمة الانتقال بالمسار المهني من التصميم الجرافيكي إلى تصميم تجربة المستخدم فكرةٌ رائعة، كما أنها ليست بالصعوبة التي قد يتخيلها البعض، فكل ما علينا فعله هو الحصول على بعض التدريب للتعرف على مهام مصمم تجربة المستخدم، ثم الاستفادة من هذه التدريبات وتوظيفها في العمل. بحيث عندما نرى أن الوقت مناسب لهذا الانتقال الوظيفي، يمكن البدء بالتشبيك والاستعداد لمقابلات العمل من أجل الحصول على وظيفة جديدة. ترجمة -وبتصرّف- للمقال How to Change Your Career from Graphic Design to UX Design لصاحبه Teo Yu Siang. اقرأ أيضًا دليلك الشامل خطوة بخطوة لاحتراف تصميم تجربة المستخدم UX قابلية الاستخدام وأهميتها في تجربة المستخدم دليل المبتدئين إلى التصميم التفاعلي Interaction Design
-
ربما أفضل ما يجب أن يقتنيه مصمم تجربة المستخدم هو قميصٌ مكتوبٌ عليه: "بحسب الحالة"، ليتمكن من الإشارة إلى هذه العبارة السحرية على قميصه بدلًا من تكرارها عشرات المرات يوميًا، ذلك أن جواب معظم الأسئلة المتعلقة بتجربة المستخدم يكمُن في هذه العبارة. ما أفضل نمط يمكن استخدامه للتصميم؟ بحسب الحالة. كم عدد المستخدمين الذين يجب التحدث معهم؟ الجواب يعتمد على الحالة. ما هي العناصر الأكثر أهمية في التصميم؟ أيضًا يتوقف الأمر على الحالة. يعود السبب في ذلك إلى أن الأسئلة المتعلقة بتجربة المستخدم تحكُمُها دائمًا الكثير من المتغيرات المعقدة، فإذا طرحنا أسئلة من قبيل: من هم المستخدمون لدينا؟ وما أهدافهم؟ وما المعوقات التي تواجهنا؟ وما النتائج التي نسعى لتحقيقها؟ وما هي معلوماتنا السابقة؟ وما الذي يجب أن نتعلمه؟ مهما كانت الإجابات عن هذه الأسئلة، فإن تغيير واحد أو أكثر من هذه المتغيرات فسيحتاج إلى نسخة جديدة مختلفة من الإجابات. على سبيل المثال، يتصرف المستخدم الخبير بطريقة مختلفة عن المستخدم المبتدئ، وتختلف معوقات التصميم المخصَّص للأجهزة المحمولة عن معوقات التصميم من أجل الحواسيب، كما أن التصميم الذي يعتمد على آراء الكثير من أصحاب المصلحة يتطلب منهجيةً مختلفةً عمّا لو كان عدد أصحاب المصلحة قليل. أما بالنسبة لسؤالنا اليوم ما هي أفضل الإجراءات في تصميم تجربة المستخدم؟ فهو من أكثر الاسئلة التي ينطبق عليها الجواب المعهود "بحسب الحالة"، رغم أننا نرى فرق العمل مرارًا وتكرارًا تحاول تطبيق نفس المنهجية الجامدة بغض النظر عن المتغيرات المختلفة المؤثرة في المشروع، والتسلسل التالي هو أحد الأمثلة على هذه المنهجيات: تحديد المشكلة، وإنشاء شخصيات المستخدم، تحديد السيناريوهات إعداد رحلات المستخدم إنشاء رسوم تخطيطية إنشاء نماذج أولية إجراء اختبارات سهولة الاستخدام منهجية غير مرنة في تصميم تجربة المستخدم قد تتّبعُها بعض الفرق بغض النظر عن المشروع تحتاج بعض المشاريع قطعًا إلى إجراء أبحاث أولية، بينما لا يحتاج بعضُها الآخر إلى هذه الأبحاث، كما أن شخصيات المستخدم قد تكون مفيدةً في بعض المشاريع وغير مفيدة في بعضها الآخر، وكذلك الأمر بالنسبة للنماذج الأولية عالية الدقة التي تكون ضروريةً في مشاريع معينة وغير ذات أهمية في مشاريع أخرى، وتتطلب بعض المشاريع إجراء اختبار سهولة الاستخدام، بينما يكون هذا الاختبار غير ضروري في مشاريع أخرى. ومع اكتسابنا للمزيد من الخبرة في مجال تجربة المستخدم، يتضح لنا أنه لا منهجية موحدة تلائم تصميم تجربة المستخدم في جميع الحالات، أي أنه لا وجود لوصفة سحرية لإجراءات تجربة المستخدم تعطي دائمًا نتائج مبهرة بغض النظر عن المتغيرات. إن اختيار الإجراءات التي يجب تنفيذها في تصميم تجربة المستخدم أشبه بانتقاء أصناف معينة من الطعام بدلًا من التوجه إلى مأدُبة مفتوحة تتضمن جميع أصناف المأكولات، فلا يصحّ أن يعمل مصمم تجربة المستخدم على تنفيذ جميع الإجراءات دون تفكير، بل عليه أن يراعي المتغيرات المختلفة في المشروع ويختار المنهجية الأنسب من وجهة نظره لتحقيق النتائج المطلوبة. وضعت منصة Design Council مثلًا منهجيةً مفيدةً لمشاريع تصميم تجربة المستخدم باسم عملية تصميم الماسة المزدوجة كما في الصورة أدناه، ورغم أن هذه المنهجية تحدد المراحل التي يجب أخذها بالحسبان (الاستكشاف، التحديد، التطوير، التسليم) ومبادئ التصميم التي يجب اتباعها، مثل التصميم المتمحور حول المستخدم، إلا أنها لا تشترط إجراء جميع المراحل أو تحدد ما يجب فعله في كل مرحلة. فمثلًا قد تتطلب بعض المشاريع تنفيذ إجراءات الاستكشاف، بينما لا يتطلب بعضُها الآخر ذلك، وقد تكون بعض المشاريع محدَّدة بالتفصيل من الأساس، بينما يكون بعضها الآخر على النقيض من ذلك. عملية تصميم الماسة المزدوجة من Design Council. إذا كان اختيار المنهجية المناسبة لتصميم تجربة المستخدم والإجراءات التي يجب تنفيذها يعتمد على العديد من المتغيرات المختلفة، فكيف يمكن استكشاف هذه المتغيرات؟ يكمُن الجواب في البدء بطرح الكثير من الأسئلة مثل: ما خلفية المشروع؟ ما معايير نجاح المشروع؟ ما هي القيود؟ من هم المشاركون بالمشروع؟ ما الذي قد يمنع نجاح المشروع؟ من هم المستخدمون؟ ما هي مشكلات المستخدمين التي يجب حلُّها؟ ما الموارد والأفكار المتوفرة؟ ما هي الافتراضات والأسئلة الرئيسية؟ ما مدى أهمية المشروع؟ يمكن أيضًا الاستعانة بمخططات بسيطة مثل المخطط التالي وتعبئته عند البدء بمشروع من أجل جمع المعلومات الرئيسية حوله، فهو يساعد فريق العمل على تحديد نوع المنهجية المتبعة، وبالتالي الإجراءات التي يجب تنفيذها في تصميم تجربة المستخدم. يساعد استخدام مخطط لجمع المعلومات الرئيسية حول المشروع على تحديد الإجراءات اللازمة لتصميم تجربة المستخدم في هذا المشروع خاتمة بالعودة إلى سؤالنا الأساسي حول أفضل الإجراءات التي يجب تنفيذها في تصميم تجربة المستخدم، فإن الإجابة هي فعلًا بحسب الحالة، فتحديد الإجراءات اللازمة يعتمد على الكثير من المتغيرات المختلفة المؤثرة في المشروع، وكلما ازداد فهمنا لهذه المتغيرات، زاد تمكننا أكثر من تحديد المنهجية والإجراءات الملائمة للمشروع. ترجمة -وبتصرّف- للمقال What are the best UX activities to carry out? It depends… لصاحبه Neil Turner. اقرأ أيضًا أهم التقارير اللازمة لتصميم تجربة المستخدم دليلك الشامل خطوة بخطوة لاحتراف تصميم تجربة المستخدم UX ما الفرق بين تجربة المستخدم UX وواجهة المستخدم UI؟ النسخة الكاملة لكتاب مدخل إلى تجربة المستخدم (User Experience - UX)
-
من المؤكد أن جميعنا قد سمع جملة "ضع نفسك مكاني" في أحد الأيام! يدخل هذا المثال ضمن ما يسمى التعاطف بصورته العملية، فعندما نريد أن نتعاطف مع أحدهم فليس هناك طريقة أفضل من أن نتخيل أنفسنا مكانه وضمن الظروف التي تحكُمه، وهذه واحدة من المهارات الناعمة Soft Skills المهمة التي تساعد على فهم كيفية تفاعل الآخرين مع الحياة. وبالمثل فإن خرائط التعاطف تفيد في تحديد احتياجات العميل من خلال إنشاء شخصية مستخدم مفصَّلة ومن ثم وضع أنفسنا مكان هذه الشخصية للتحصل على معلومات قيّمة حول تجربة العميل. يمكن أن تُترجَم هذه المعلومات والتلميحات لاحقًا إلى تحسينات على المنتج، مما يساعد على تطوير إستراتيجية مبيعات قوية. ما هي خريطة التعاطف؟ خريطة التعاطف Empathy Map هي أداة تساعد على استكشاف كيف يفكر الجمهور المستهدف ويشعر ويتصرف، وبالتالي فهم رغباته واحتياجاته أكثر. وتنقسم الخريطة في الحالة النموذجية إلى أربعة أجزاء وهي: التفكير والشعور القول والفعل النظر السمع قبل استخدام هذه الأداة، سنحتاج أولًا إلى إنشاء شخصية مستخدم أو سيناريو يمثل فردًا من جمهورنا المستهدف. يمكننا بالعموم إنشاء شخصية المستخدم إما عن طريق وصف الشخصية، مثل شخصية المتسوق الواثق أو المشتري الفضولي، لشرح العوامل التي تحفز فئة من الأشخاص بصورة عامة، وتساعد فرق المنتجات والتسويق والمبيعات على فهم جمهورهم العام. عدا ذلك، يمكننا تحديد شخص معين افتراضي، نحدد اسمه وعمره وما يحب وما يكره من أجل تسهيل التعاطف مع الشخصية. متى نستخدم خريطة التعاطف؟ يمكننا استخدام خريطة التعاطف كلما احتجنا إلى معرفة المزيد عن الجمهور وأخذ فكرة عن طريقة تفكيرهم، وتتجلى فائدتها أكثر في مرحلة التخطيط للمنتج، لكن يمكن استخدامها أيضًا لتحسين المنتج بعد الانتهاء من تصميمه. تُعَد خرائط التعاطف أيضًا أداةً توجيهيةً للحملات التسويقية وإستراتيجيات المبيعات؛ فسواءً بدأنا من الصفر، أو كنا نبحث عن ثغرات في إستراتيجيتنا الحالية، فإن خريطة التعاطف تقدم لنا الإرشاد والدعم اللازمين لذلك. من يستخدم خرائط التعاطف؟ يمكن أن تستفيد الفرق التالية من خريطة التعاطف: فرق المنتجات: لضمان مراعاة احتياجات المستخدم النهائي أثناء عملية التصميم فرق التسويق: لتحسين إستراتيجية العمل التجاري من خلال تحديد المشكلات التي يعاني منها المستخدمون ورغباتهم فرق التصميم والتطوير: لأخذ فكرة عن تجربة المستخدم UX وواجهة المستخدم UI يجري إعداد خريطة التعاطف عبر عمل جماعي يتعاون فيه أعضاء الفريق، ويمكن تحقيق ذلك من خلال عقد جلسات لتبادل الأفكار حول تجربة المستخدم وتوحيد رؤية الفريق حول التصوُّرات الأكثر دقة. العناصر الأربعة لخريطة التعاطف تُقسَم خريطة التعاطف إلى أربعة أقسام تتكامل مع بعضها لتعطي معلومات عما يجول في ذهن المستخدم النهائي، تتمثل في: التفكير والشعور: ما هي أهم مخاوف المستخدم وأهم تطلعاته؟ وما هي قيمه؟ وما الذي يشغل باله؟ السمع: مَن هم أبرز المؤثرين في حياة المستخدم؟ النظر: ماذا يرى المستخدم في البيئة المحيطة التي تؤثر به؟ القول والفعل: ما الذي يقوله المستخدم ويفعله من أجل تلبية احتياجاته؟ بالإضافة إلى هذه الأقسام الأربعة، سنحتاج أيضًا إلى وصف المشكلات والتطلعات الخاصة بالشخصيات والتي تُعَد دليلًا توجيهيًا، كالتالي: المشكلات: ما هي المشكلات التي يعاني منها المستخدم؟ وما هي احتياجاته؟ التطلعات: ما هي تطلعات المستخدم حول تلبية احتياجاته. أما الأقسام الأربعة الأخرى، فهي تساعد على استكشاف حياة العميل من منظوره الشخصي. يمكن ملء معلومات خريطة التعاطف من خلال ربطها بشخصية مستخدم تصف فردًا خياليًا، وبذلك نعرف من يكون المستخدم قبل تقييم طبيعة حياته. وفي حال لم يكن في ذهننا أي شخصية مسبقًا، فيمكننا وصف الشخصية باختصار فوق خريطة التعاطف. خطوات إنشاء خريطة تعاطف غالبًا ما يكون لدى الشركة أكثر من شخصية مستخدم، ولفهم جميع الشخصيات، يجب إنشاء خريطة تعاطف لكل واحدة منها على حدة. يمكننا هنا اتباع الخطوات التالية لإنشاء خريطة تعاطف، ثم إدراج خطوات هذه العملية ضمن مسار العمل ليتمكن أعضاء الفريق من تكرارها كلما دعت الحاجة. 1. تحديد الأهداف نحدد بوضوح أهدافنا من خريطة التعاطف لمعرفة كم يجب أن نتعمق في تفاصيل كل شخصية. من المرجح أن تكون الأهداف عامة، مثل تحسين إستراتيجيات العمل التجاري لكي تلبي احتياجات العميل، لكنّ الأهداف النوعية تسهّل من تقييم ما إذا كانت الخريطة النهائية تحقق التطلعات أم لا. من الأمثلة على الأهداف: الحصول على معلومات حول المستخدمين النهائيين الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و35 توضيح أين يفشل المنتج الحالي في تلبية احتياجات الجمهور تحديد كيف يمكن تحسين المنتج من أجل خدمة هذا الجمهور أثناء العمل على تحديد أهداف خريطة التعاطف، لابد من تحديد نطاق الخريطة أيضًا؛ إذ يكون نطاق الخريطة محصورًا بالسيناريو الذي تمثله، مما يساعد على فهم تجربة المستخدم واحتياجاته وتحدياته في هذا السياق المحدد. 2. استكشاف بيئة المستخدم علينا هنا وضع أنفسنا مكان المستخدم والبدء من العناصر الظاهرية التي يمكن ملاحظتها. قد تكون لدينا فكرة مسبقة عن كيفية تصرف المستخدم، لكن الهدف من هذه الخطوة هو الحصول على معلومات أدق حول سبب هذا التصرف. الفعل: تساعد أبحاث المستخدمين على تحديد أفعال المستخدم وسلوكه، لذا ما علينا سوى جمع بيانات العملاء التي تتماشى مع شخصية المستخدم لدينا، وملاحظة ما إذا كان لديهم أنماط سلوكية مشتركة، مع أخذ معلومات عن التقنيات التي يستخدمونها وكيف يتفاعلون مع الآخرين وكيف يحلون المشكلات التي تطرأ عليهم القول: يمكننا إجراء مقابلات مع المستخدمين والإنصات إليهم للتعرف أكثر على ما يقولونه في حالات معينة، كما يمكننا مراقبة مكالمات خدمة العملاء النظر: تختلف اهتمامات المشاهدة بين الناس حسب العمر والموقع والشخصية، ومن المؤكد أن كل ما يراه المستخدم من إعلانات عبر الإنترنت أو أخبار أو برامج أو غيرها يؤثر على سلوكه. على هذا الأساس، ما علينا سوى تحديد ما يمكن أن يؤثر على المستخدم مما سبق، اعتمادًا على سلوكه السمع: ما الذي يمكن أن يؤثر على المستخدم من بيئته المحيطة؟ على سبيل المثال، قد تهتم الأم التي لديها طفل صغير بخاصية الأمان في المنتج، في حين قد يهتم الطالب الجامعي بتصميم المنتج بسبب اهتمامه بالمظهر الخارجي 3. معرفة ما يجول في عقل المستخدم بعد الانتهاء من فحص العناصر الظاهرية للمستخدم يتعين علينا الآن الانتقال لمعرفة ما يفكر فيه، ورغم أنه يتعذر الجزم بما يدور في عقل الآخرين، لكن من الممكن وضع تخمينات منطقية. التفكير: نتذكر دائمًا أن الأفكار قد تكون السبب الكامن وراء المشاعر، فإذا كان المستخدم يعاني من عدم القدرة على اتخاذ القرار عند اختيار منتج مثلًا، فقد يؤدي ذلك إلى شعوره بالخوف من اتخاذ قرار خاطئ الشعور: بناءً على ما نعرفه عن سلوك المستخدم تجاه مشكلة ما، فما هو شعوره برأيك؟ بعض الأشخاص يشعرون بالقلق حيال قرار الشراء، مما يؤدي إلى عدم قدرتهم على اتخاذ القرار؛ في حين أن بعضهم الآخر يكونون مندفعين ويختارون المنتجات بسرعة بعد البحث عنها لا بأس في عدم انطباق مواصفات "التفكير والشعور" على جميع المستخدمين، فحتى الأشخاص الذين ينتمون لنفس الشريحة المستهدفة يختلفون بالأفكار والمشاعر فيما بينهم؛ مع ذلك حاول أن تجمع أبرز مشاعر المستخدمين وأكثرها انتشارًا. 4. إلقاء نظرة شاملة بعد أن اكتملت خريطة التعاطف، نحتاج للتأمل فيها وفي تجربة المستخدم، مع ترك أعضاء الفريق يُدلون بآرائهم حول هذا النشاط وما إذا كانت الخريطة قد أعطتهم أفكارًا وتلميحاتٍ جديدة حول آلية المضيّ قُدُمًا أم لا. على سبيل المثال، قد ندرك في هذه المرحلة أن المستخدم مهتم بأمان المنتج أكثر مما كنا نظن، مما يدفعنا للتركيز على مواصفات الأمان في نشاطاتنا التسويقية. نحتاج للاحتفاظ بخريطة التعاطف ضمن ملف مشترك ليتمكن جميع أعضاء الفريق من الرجوع إليها في المشاريع المستقبلية. قالب لخريطة التعاطف مع مثال عملي في الصورة أدناه مثال عن خريطة تعاطف تدور حول شخصية خيالية اسمها إيمان الحكيم، وهي كاتبة بعمر 29 سنة، تعيش في مدينة كبيرة وتعمل عن بُعد. توقف حاسوبُها الشخصي عن العمل، وهي تبحث حاليًا عن حاسوب جديد. المشكلات: تعطُّل الحاسوب الحاجة إلى حاسوب جديد لتنجز عملها في الكتابة عن بعد التطلعات: الحصول على حاسوب بواجهة نظيفة إمكانية دفع المزيد لقاء الحصول على حاسوب أطول عمرًا التفكير والشعور: تشعر بالإحباط لأن حاسوبها الحالي لم يدُم سوى ثلاث سنوات تشعر بالحيرة بسبب كثرة خيارات طراز الحاسوب الجديد لسان حالها يقول: أتمنى أن أتخذ القرار الصحيح السمع: تقول زميلتها: اخترت حاسوبي بسبب سرعة أدائه يقول المدير: اخترت حاسوبي بسبب خفة وزنه تفيد المراجعات بأن أجهزة ماك أفضل للعمل الإبداعي، بينما أجهزة أندرويد أفضل للألعاب النظر: ترى إعلانات جذابة وعصرية لأجهزة ماك في كل مكان ترى جميع الأشخاص من حولها يستخدمون منتجات آبل تقرأ مدونة للعمل الإبداعي توصي باستخدام أجهزة ماك القول والفعل: أحتاج إلى منتج قيّم أريد منتجًا يستحق ثمنه تبحث عن مراجعات العملاء وتجارب الاستخدام بلا كلل. انطلاقًا من هذه الخريطة، يمكننا جعل منتجنا يتمحور حول سلوك إيمان. على سبيل المثال، نستنتج من هذا النشاط أن بإمكاننا رفع سعر منتجك قليلًا بالنسبة لعملاءٍ مثل إيمان طالما أننا نقدم منتجات عالية الجودة، كما ندرك أهمية مراجعات العملاء بالنسبة لإيمان وأمثالها من المستخدمين. يمكننا استخدام قالب خريطة التعاطف المرفق هنا لدراسة سلوكيات العملاء. نصائح لإعداد خريطة تعاطف فعالة نحتاج للتأكد من الحرص على مراعاة الممارسات المثلى التالية عند إعداد كل قسم من أقسام خريطة التعاطف: تجنب الانحياز اللاواعي: قد نعاني من الانحياز اللاواعي دون أن إدراك ذلك أحيانًا، الأمر الذي يجعلنا نتجاهل تفاصيل المستخدم ونفوّت بعض المعلومات المهمة. يساعد التعرف على أنواع الانحياز على الانتباه له وتجنب الوقوع فيه. نحتاج هنا أيضًا إلى الحرص على أن تكون جميع الأفكار مدعومةً بالأدلة لتجنب التوصُّل إلى استنتاجات مبنية على الآراء الشخصية استخدام بيانات داعمة: لابد من دعم خريطة التعاطف ببيانات حول المستخدمين، فإذا بيننا أن المستخدم يرى إعلانات لمنتجات معينة أو يقرأ مصادر معينة مثلًا، فلابد من تأكيد هذا الكلام بالإحصائيات اللازمة. تساعد البيانات الداعمة على معرفة ما يقرؤه المستخدمون ضمن شريحة معينة وما يظهر لهم عبر الإنترنت من إعلانات البحث عن الاحتياجات الخفيّة للمستخدم: بعد الانتهاء من إعداد خريطة التعاطف، علينا استخدامها للبحث عن احتياجات المستخدم غير الظاهرة. على سبيل المثال، لدينا مستخدم تعطل حاسوبه وهو يبحث عن حاسوب جديد، لكن هل هو بحاجة أيضًا إلى برامج لصيانة الحاسوب الجديد؟ إنجاز تحليل الأسباب الجذرية: قد يشير سلوك المستخدم إلى أفكار ومعتقدات متجذرة في شخصيته، فإذا كان المستخدم مقتدرًا ماديًا مثلًا لكنه يفضل إصلاح الأشياء بدلًا من شراء منتج جديد، فمن المرجح أنه لا ينفق المال دون اكتراث، أو ربما فكرة إصلاح الأشياء تمنحه شعورًا بالإنجاز خاتمة ليس من السهل دومًا التعاطف مع الآخرين، فالأمر يتطلب وضع أنفسنا مكانهم وتجاهل وجهة نظرنا تمامًا. يمكننا استخدام خرائط التعاطف لتزويد فريق العمل بمعلومات تساعد على فهم المستخدمين، من ثم تصميم وتسويق منتجات تتماشى مع احتياجاتهم، ولا ننس أن استخدام أدوات إدارة المشاريع يسهل العملية برمّتها ويمكّن الفرق من العمل المشترك بصورة آنية. ترجمة -وبتصرّف- للمقال Empathy maps: How to understand your customer. اقرأ أيضًا ما هي شخصيات المشتري وكيف تساعدك على فهم عملائك وتطوير نشاطك التجاري الدليل الشامل لإعداد خرائط رحلة العميل مدخل نحو شخصيات المستخدم User Personas كيفية إجراء بحث في تجربة المستخدم لتحسين مشاريعك 6 طرق لتجعل العميل يشعر بأنّه مُميّز كيف تحلل ملاحظات العملاء وتجعلها قابلة للتنفيذ
-
فريق العمل هو حجر الأساس لأي مشروع، لذا يُعَد كل من إدارة عمل الفريق وتنظيم وقته عاملان أساسيان لتحقيق أهداف العمل ودعم نمو المشروع التجاري؛ فعندما ننجح في تنظيم وقت الفريق، فإن ذلك ينعكس مباشرةً على نجاح كل فرد في تقديم أفضل ما لديه، وهنا تبرز أهمية جداول العمل. تجدر الإشارة إلى أنه عند إعداد جداول العمل بالطريقة الصحيحة، فإنها تساعد على الاستفادة القصوى من قدرات الفريق الإنتاجية، وتضمن توفر موارد النجاح للمشروع التجاري. ما هو جدول العمل؟ جدول العمل work schedule هو تحديد مفصَّل للأيام والساعات التي سيعمل خلالها الفريق، وهو يمثل خريطة الطريق التي يتمكن أعضاء الفريق بواسطتها من معرفة الأوقات المخصصة للعمل وكيفية توزيع أوقات العمل على الأفراد. هناك طرق متعددة لإنشاء جداول عمل، ويعتمد الاختيار فيها لنوع الجدول على احتياجات الفريق والمشروع وأهداف الشركة، بالإضافة إلى الطريقة الخاصة بالمدير نفسه في التنظيم، على سبيل المثال: قد تحتاج فرق هندسة الويب إلى جدول عمل أكثر مرونة، وبدوام كامل يسمح للموظفين باختيار ساعات عملهم بأنفسهم. قد تعمل فرق خدمة العملاء بنظام الورديات المتناوبة لتتمكن من تقديم الدعم على مدار الساعة. قبل إجراء أي تغيير على جداول العمل، يُنصح باستشارة الفريق القانوني للشركة وفريق الموارد البشرية، فقد تكون هناك إجراءات وقيود قانونية محلية يجب الالتزام بها. سنناقش فيما يلي أنواع جداول العمل لتتمكن من إيجاد النوع الأنسب لعمل فريقك. جداول العمل الأساسية تختلف الجداول الأساسية فيما بينها بعدد ساعات العمل فقط. وفي هذا النوع من الجداول يعمل الفريق نفس عدد الساعات كل أسبوع، لكن مع إمكانية تخصيص أنظمة العمل الأسبوعية سواءً كانت بدوام كامل، أو بدوام جزئي، وذلك من أجل إضفاء المزيد من المرونة أو تغطية احتياجات معينة في العمل. نظام العمل بدوام كامل: ويتضمن ما يقارب 40 ساعة عمل أسبوعيًا، مع ترك يومَي عطلة في نهاية الأسبوع، لكن قد يختلف ذلك حسب نظام العمل لكل بلد، ففي بعض البلدان مثل آيسلندا واسكتلندا وبلجيكا، اعتمدت نظام العمل لأربعة أيام من الأسبوع بدلًا من خمسة نظام العمل بدوام جزئي: كما يشير اسمه، فنظام العمل بدوام جزئي يتضمن ساعات عمل أقل من نظام الدوام الكامل، مما يترك الباب مفتوحًا لتعيين عدد الساعات؛ فقد يعمل الموظف بدوام جزئي ساعتين يوميًا، أو قد يعمل 25 ساعة أسبوعيًا مثلًا جداول العمل المرنة: وهي شائعة لدى الفرق التي تعمل عن بُعد. وفقًا لاستطلاعات الرأي، فقد أفاد 35% من الموظفين بأن مرونة ساعات العمل ضرورةٌ ملحة للمساعدة على موازنة نظام الحياة اليومية أثناء العمل عن بُعد تتيح جداول العمل المرنة للموظف إمكانية العمل في الأوقات التي يكون فيها في قمة الإنتاجية، وتمكّنه من تنظيم ساعات عمله بما يتوافق مع برنامج حياته الشخصية. يساعد ذلك على تحسين التوازن بين العمل والحياة اليومية، والوصول إلى حالة التدفق الذهني، وتوفير الوقت المناسب للتركيز للأفراد الذين يُحسِنون العمل في الصباح الباكر أو في الليل. لنتحدث فيما يلي عن أشهر أنواعها: ساعات العمل المرنة: يحدد هذا النظام ساعات عمل أساسية يجب أن يتواجد أعضاء الفريق أثناءها في مكاتب عملهم، أو يكونوا متاحين ومتصلين عبر الإنترنت، مثلًا من الساعة الحادية عشرة ظهرًا إلى الثالثة ظهرًا؛ أما خارج هذه الساعات الأساسية، فقد يعمل الأفراد في الوقت الذي يناسبهم. ومثال ذلك، أنه قد يقرر أحد الفرق العمل من السابعة صباحًا إلى الثالثة ظهرًا، في حين يقرر فريق آخر العمل من العاشرة صباحًا إلى السادسة مساءً الساعات السنوية: وهي مفيدة عندما يكون هناك تباين كبير في الحاجة للعمل على مدار السنة؛ إذ يحدد نظام الساعات السنوية عددًا معينًا لإجمالي ساعات العمل للموظفين سنويًا، مع تعيين ساعات عمل أساسية أسبوعيًا في معظم الأحيان؛ فقد يحتاج أفراد فريق الهندسة مثلًا إلى ساعات عمل إضافية في أسبوع التحضير لإطلاق منتج مهم، بينما يعملون بدرجة أقل في الأسبوع الذي يليه نظام العمل المكثف: يسمح هذا النظام للموظفين بضغط ساعات عملهم في أيام أقل. على سبيل المثال، يمكن العمل لعشر ساعات يوميًا لمدة أربعة أيام بدلًا من ثماني ساعات يوميًا لمدة خمسة أيام نظام العمل الحر: لا يرتبط العامل الحر مع الشركة بعقد توظيف رسمي، بل يعمل بناءً على عقد عمل محدد لإنجاز مشروع معين، ويمكنه عادةً أن يعمل في الوقت الذي يناسب ظروفه. غالبًا ما يتلقى العامل الحر أجره عند الانتهاء من العمل على مشروعه وليس بناءً على عدد الساعات التي عمل فيها. يمكن هنا أن يخصص الكاتب مثلًا ساعات الصباح الباكر للعمل المستقل، ويترك فترة الظهيرة لتأليف كتابه الخاص نظام العمل الهجين: في هذا النظام ينوِّع الموظفون بين العمل عن بُعد والعمل في المكاتب، مما يمنحهم مرونة العمل عن بُعد ومزايا العمل وجهًا لوجه. على سبيل المثال، قد يقرر فريق تصميم علامة تجارية ناشئة أن يجتمع في المكتب كل أربعاء ويعمل بقية أيام الأسبوع من المنزل نظام ورديات العمل: وهو نهج أكثر تنظيمًا، غالبًا ما تلجأ إليه الفرق التي تتطلب طبيعة عملها أن تستمر في العمل خلال أوقات غير اعتيادية، مثل فريق خدمة العملاء الذي يقدم الدعم على مدار الساعة، أو فريق الطهي الذي يتعين عليه إعداد وجبات الطعام في ساعات الصباح الباكر نظام ورديات العمل المتناوبة: يسمح هذا النوع الخاص من نظام ورديات العمل بأن يستمر العمل على مدار الساعة يوميًا من خلال التناوب بين الموظفين؛ إذ من الممكن مثلًا أن يعمل بعض أفراد الفريق نهارًا بينما يعمل آخرون وفق ورديات في الصباح الباكر أو في المساء نظام ورديات العمل المقسَّمة: ويجري فيه تقسيم وردية الموظف إلى قسمين، فمثلًا، قد يعمل أحد أفراد الفريق في وردية صباحية ويسجل خروجه بعد انتهائها، ثم يعود مساءً من أجل العمل في وردية مسائية نظام العمل عند الطلب: يكون فيه الموظف متاحًا للعمل عند الحاجة، أي أنه يمارس وردية عمله الاعتيادية، ثم يغادر مع البقاء مستعدًا للاستدعاء في حال الحاجة إليه. عادةً ما تتناوب ورديات الاستدعاء عند الطلب بين أفراد الفريق في أيام معينة من الأسبوع لكي لا يضطر كل فرد للبقاء على استعداد طوال الوقت. ومثال ذلك، أنه يمكن أن يعمل الموظف من الساعة التاسعة صباحًا إلى الخامسة مساءً، ثم يغادر مع البقاء مستعدًا للاستدعاء للحالات الطارئة أو لحالات نقص الكوادر في الورديات اللاحقة بالنسبة لجميع أنواع الجداول السابقة، لابد لنا من الحرص دائمًا على التحقق مع الفرق الداخلية من أنّ جدول العمل الذي تختاره يتوافق مع الشروط الواردة في عقود الموظفين ومع القوانين المحلية. من المفيد أيضًا التشاور مع الموظفين حول أي تغيير في جدول العمل وإعطائهم تنبيهًا مسبقًا بشأن التغييرات القادمة، وهو أمر إلزامي في الكثير من الدول. بالإضافة لذلك، تتضمن عقود العمل عادةً تحديد الأيام والساعات التي سيعمل فيها أفراد الفريق، لذلك لا بد من التحقق مع الفريق القانوني وفريق الموارد البشرية قبل إجراء أي تغيير. إنشاء جدول عمل بثماني خطوات لابد من اتباع الخطوات التالية لإنشاء جدول عمل مخصص يساعد الفريق على تحقيق النجاح. 1. تحديد المتطلبات والموارد قبل الانطلاق في إعداد جدول العمل الخاص بالفريق، سنحتاج أولًا إلى تحديد نطاق العمل الذي سيكون الفريق مسؤولًا عنه والموارد المتوفرة للعمل، وانطلاقًا من ذلك سيكون بإمكاننا جدولة وقت الفريق بطريقة منطقية تحقق أهداف المشروع. في حال كان موظفو الفريق يتقاضون رواتب ثابتة، فلابد من تحديد عدد أفراد الفريق وعدد الساعات التي يعملون بها في العادة، إضافةً إلى الإجازات أو العطل القادمة؛ أما في حال كان الفريق يتقاضى أجره على أساس ساعي أو كنا نعتمد على متعاقدين بأجر ساعي، فعلينا حساب ميزانية المشروع، ثم تقدير عدد ساعات العمل التي يمكن دفع أجورها للموظفين أو المتعاقدين كل أسبوع. 2. تحديد الأوقات التي يجب أن يعمل فيها الفريق قد يتطلب العمل أو المشروع التجاري أن يكون أفراد الفريق متوفرين للعمل في أوقات محددة، وهنا لابد من الإجابة على التساؤلات الآتية أولًا لمعرفة أي نوع من جداول العمل أنسب لفريق العمل: هل يعمل الفريق ضمن ساعات العمل المعتادة في منطقة زمنية محددة؟ أم يمتد عمله لمناطق زمنية مختلفة؟ إذا كان الجواب هو الثاني، فقد نحتاج إلى جدولة الاجتماعات في أوقات مخصصة لتتوافق مع اختلاف التوقيت. على سبيل المثال، قد يتعين على بعض أفراد الفريق أو يكونوا متصلين بالإنترنت في الساعة الثامنة صباحًا، ليتمكنوا من الاجتماع مع زملائهم في دولة أخرى ذات توقيت مختلف هل نحتاج إلى موظف تحت الطلب خارج ساعات العمل الاعتيادية؟ قد يحتاج فريق تطوير البرمجيات مثلًا إلى تعيين موظف تحت الطلب في حال تعطل الموقع الإلكتروني للشركة أو الخادم هل يعمل الفريق خارج ساعات العمل الاعتيادية؟على سبيل المثال، قد يلجأ فريق خدمة العملاء على مدار الساعة إلى العمل وفق نظام الورديات المتناوبة لتقديم دعم مستمر للعملاء كيف يختلف الطلب على خدماتنا؟ باختلاف ساعات اليوم أو باختلاف الشهر أو السنة؟ على سبيل المثال، قد تتباطأ مبيعات المشاريع التجارية بين الشركات في أوقات العطل والأعياد، كما قد يزداد الطلب على مشاريع الطهي في وقت الغداء يوميًا هل يحتاج الفريق إلى الاجتماع وجهًا لوجه؟ أو يمكنه العمل بتوقيت غير متزامن؟ وإذا كان هناك حاجة للاجتماع وجهًا لوجه فما هو الوقت الأنسب للاجتماع؟ في حال كنت بصدد اختيار نظام ساعات عمل مرن فإن هذه الأسئلة ستساعد كثيرًا على تحديد ساعات العمل الأساسية لفريقك 3. وضع قائمة بمتطلبات كل وردية عمل بعد الانتهاء من تحديد الأوقات التي يجب أن يكون فيها فريقنا متاحًا للعمل، سنحتاج للتفكير بمتطلبات كل وردية عمل من الموظفين. بهذه الطريقة يمكننا الموازنة بين قادة الفريق وأصحاب الخبرات لكل يوم عمل. للبدء بهذه الخطوة يمكننا طرح الأسئلة التالية: هل يمكن لأفراد الفريق العمل لوحدهم؟ أم أنهم بحاجة إلى قائد فريق من أجل الإشراف أو الإجابة عن الاستفسارات؟ على سبيل المثال، يحتاج فريق التمريض دائمًا إلى وجود طبيب يعمل بنظام الورديات من أجل فرز الحالات المرضية الخطيرة ما نوع الخبرات المطلوبة؟ قد يحتاج فريق العمليات إلى وجود موظفين بخبرات متنوعة بين الساعة التاسعة صباحًا والخامسة مساءً، مثل موظف الاستقبال ومدير المكتب واختصاصي تكنولوجيا المعلومات هل يجب أن يكون بعض أفراد الفريق من ذوي الخبرات الخاصة متوفرين في أوقات مختلفة؟ يمكن أن ينطبق ذلك مثلًا على فريق المبيعات الذي يعمل مع أشخاص من مناطق مختلفة حول العالم؛ فقد يتعين على أحد مديري الحسابات أن يكون متصلًا بالإنترنت في الصباح للاجتماع بعملاء أوروبا، في حين يحتاج الآخر إلى العمل في ساعات المساء ليتوافق مع توقيت فرق العمل في آسيا 4. التعرف على تفضيلات الفريق لتحقيق أقصى استفادة ممكنة من جدول العمل، من الضروري قطع شوط أبعد من مجرد تفقد حضور أفراد فريقك. يحتاج المدير هنا لسؤال كل فرد من الفريق عن وقته المفضل للعمل، والوقت الذي يكون فيه أكثر إنتاجية، فهل يعمل بطريقة أفضل عند الاستيقاظ صباحًا؟ أم في آخر الليل؟ بهذه الطريقة يمكن ضمان أن الجميع يعملون بطاقتهم القصوى مع تجنب عقد اجتماعات في الأوقات المفضلة التي يكون فيها الفريق في حالات تركيزه العالي بالإضافة لذلك، لابد من محاولة التعرف على الطريقة المفضلة لكل فرد في العمل المشترك، فإذا كان أفراد الفريق يفضلون الاجتماع وجهًا لوجه لكن يحتاجون أيضًا لوقت عمل خاص من أجل التركيز مثلًا، فمن الممكن في هذه الحالة اختيار نظام عمل هجين يوفر مرونة العمل عن بُعد مع تثبيت ساعات عمل أساسية في المكتب. 5. إعداد جدول العمل بعد الانتهاء من تحديد المتطلبات وتفضيلات الفريق، يمكن البدء بإعداد جدول العمل الخاص بالفريق. تعتمد الصيغة المتبعة ومدى التفصيل في كتابة الجدول على نظام ساعات العمل الذي نختاره كمدراء. فعلى سبيل المثال، يختلف ذلك بين نظام الورديات المتناوبة والنظام المعياري (من التاسعة صباحًا إلى الخامسة مساءً). عمومًا، مهما كان نوع جدول العمل، فإنه يجب أن يتضمن العناصر الأساسية التالية: أسماء جميع أفراد الفريق التواريخ والأوقات المتوقعة لعمل كل فرد نوع العمل الذي يقع على عاتق كل فرد مكان العمل لكل فرد (مثلًا في المكتب أو عن بُعد) بعد الانتهاء من كتابة مسودة لجدول العمل، لابد من الحرص على عرضها على الفريق القانوني وفريق الموارد البشرية في الشركة لمناقشة الخطوات التي ينبغي اتخاذها من أجل ضمان امتثال الجدول للقوانين المحلية. 6. التخطيط لحالات الغياب جميع الناس معرَّضون في حياتهم للمرض أو لحدوث ظروف عائلية طارئة تستحق أخذ إجازات، ولذلك فمن الضروري التخطيط للتغيرات التي ستحصل على جدول عمل الفريق عند حدوث حالات مشابهة. نحتاج لوضع ما يلي في الحسبان عند إنشاء جدول عمل الفريق: أيام المرض والإجازات الطارئة: نقرر هنا كيف ستجري الأمور عندما يحتاج أحدهم إلى إجازة طارئة. قد يتطلب ذلك إيجاد شخص بديل أو تعيين أحدهم ليكون مسؤولًا عن التعامل مع الطلبات أو الاستفسارات الطارئة، أو السماح لأفراد الفريق بتبادل الورديات بين بعضهم عند الحاجة الإجازات المبلغ عنها مسبقًا: نضع هنا تعليمات واضحة حول كيفية طلب الموظفين للإجازات، مع تحديد كم من الوقت مسبقًا يجب عليهم الإبلاغ عن الإجازة. على سبيل المثال، قد نحتاج إلى إخطار قبل فترة أطول في حال كان الموظف سيأخذ إجازة لأسبوع أو أكثر، بينما يكفي إخطار بسيط لحالات الإجازة ليوم واحد توفير الدعم: نوثِّق هنا البدائل الاحتياطيين لحالات الغياب مسبقًا، مع تعيين نقاط اتصال ثانوية يمكن الاتصال بها من أجل الاحتياجات الخاصة للعمل أو المشروع التجاري، وبذلك يصبح لدينا مرجع يمكن العودة إليه عند الحاجة لتغطية ورديات مفتوحة، سواءً كان ذلك بسبب الإجازات المرضية الطارئة أو بسبب الإجازات المبلغ عنها مسبقًا. يمكن تضمين تفاصيل ضمان استمرارية العمل في خطة استمرارية العمل الخاصة بالشركة. 7. مشاركة جدول العمل لكي يحقق جدول العمل الذي أعددناه الفائدة المرجوّة منه، يجب أن يكون متاحًا لجميع أفراد الفريق، مما يوضح المعلومات اللازمة ليتمكن أفراد الفريق من العمل معًا بكفاءة عالية. على سبيل المثال، يساعد جدول العمل على معرفة الأشخاص المتاحين للطلبات والاستفسارات في وقت معين، ويضع حدودًا لخصوصية الأفراد الذين هم خارج ساعات عملهم. هناك العديد من الأدوات التي يمكن استخدامها لإنشاء جدول عمل ومشاركته مع الفريق، بدءًا من قوالب إكسل البسيطة، وصولًا إلى برامج إدارة المشاريع الأكثر تطورًا، مثل منصة أنا. 8. جمع ملاحظات الفريق حول الجدول ليس من الضروري أن يكون جدول العمل الذي أعددناه مثاليًا من المحاولة الأولى، فمن الطبيعي أن يحتاج إلى تعديلات وتحسينات مستمرة، وهنا تبرز أهمية جمع ملاحظات الفريق حول جدول العمل. للوصول إلى ممارسة أفضل، سنحتاج إلى تحديد وتيرةً منتظمةً لسؤال أفراد الفريق عن رأيهم بجدول العمل، وليكن ذلك مثلًا في نهاية كل شهر أو فصل (ربع سنة). وبهذه الطريقة يمكن تنقيح الجدول باستمرار وتمكين جميع أفراد الفريق من التركيز والعمل بأقصى طاقاتهم. فوائد جدول العمل يساعد الجدول فريق العمل على إنجاز عمله بأفضل شكل ممكن من خلال ما يلي: تعزيز الإنتاجية: يختلف الوقت المفضل للإنتاجية في العمل بين الأفراد. على سبيل المثال، قد يكون الصباح الباكر هو الوقت المناسب للوصول إلى حالة التدفق الذهني لبعض الأفراد، في حين قد يكون أنسب في المساء لدى آخرين. يسمح جدول العمل بالاستفادة من الأوقات المفضلة لأفراد الفريق ليمكّنهم من العمل في ذروة إنتاجيتهم موازنة مهارات الفريق: لكل فرد في الفريق نقاط قوته الخاصة التي تتميز عن نقاط قوة الآخرين، فعلى سبيل المثال، قد يكون أحد الأفراد اجتماعيًا ويجيد التواصل مع العملاء بينما يفلح آخر في التنسيق خلف الكواليس. هنا ستساعد مراعاة هذه الاختلافات أثناء إعداد جدول العمل في المحافظة على توازن مهارات الفريق الوضوح: إن مشاركة جدول العمل مع الفريق تمكّن الجميع من معرفة كيفية توزُّع أوقات العمل على أفراد الفريق، وبذلك يستطيع كلٌّ منهم معرفة الأشخاص المتوفرين لتقديم المساعدة لكل وقت، بالإضافة إلى معرفة ما إذا كان الآخرون خارج الدوام؛ وهذا ما يساعد الموظفين على الانفصال عن العمل أثناء الإجازات بأريحية واطمئنان توفير الوقت: قد يستغرق إعداد جدول العمل وقتًا إضافيًا في البداية، لكن سندرك لاحقًا أنه يستحق الوقت اللازم لعمله؛ فبمجرد التوصل إلى الصيغة النهائية للجدول مع التعليمات الخاصة بطلب إجازات، سنلاحظ أن ذلك يختصر الوقت اللازم لمناقشة الشؤون اللوجستية والتعامل مع التعديلات الطارئة مراقبة التكاليف: في حال كان أفراد الفريق يتقاضون أجورهم على أساس ساعيّ، فإن جدول العمل يفيد في تقليل التكاليف والبقاء ضمن حدود ميزانية المشروع، فهو يساعد على إدارة ساعات عمل الموظفين والمتعاقدين وتجنب المبالغة في عدد ساعات العمل، بالإضافة إلى تجنب تقليل عدد الساعات والوقوع في مشكلة نقص الأيدي العاملة الالتزام بالقوانين: بناءً على عدد ساعات عمل أفراد الفريق، فإنهم قد يستحقون امتيازات معينة، مثل فترات الاستراحة أو الأوقات المخصصة للطعام أو أجور العمل الإضافي إن استخدام جدول العمل لإدارة ساعات عمل الموظفين يساعد على الالتزام بالقوانين المحلية المتعلقة بحقوقهم، لذا لابد من الحرص على مناقشة المستشار القانوني للشركة قبل وضع جدول عمل جديد. خاتمة عند إعداد جدول عمل الفريق بالشكل الصحيح، فإنه كفيلٌ بتعزيز إنتاجية جميع الأفراد، كما أن مشاركته مع الجميع تساعد على معرفة مَن الأشخاص المتوفرين للعمل ومَن هم خارج ساعات عملهم وتوضيح المسؤوليات باستمرار في جميع الأوقات. ترجمة -وبتصرّف- للمقال Work schedule types: How to find the right approach for your team لصاحبته Caeleigh MacNeil. اقرأ أيضًا الدوام المرن هو صفقة رابحة للموظفين و أصحاب العمل على حدٍ سواء أصل وجدوى نظام العمل 8 ساعات الجدول الزمني المثالي لإنتاجية عظيمة كيف تبرمج جدول عملك اليومي كمستقل ليتوافق مع أوقات ذروة الإبداع والإنتاجية لديك كيف تدير فريق العمل الموزع؟
-
عند البدء في العمل على مشروع تجاري، من الضروري الاستناد إلى مبادئ تأسيسية تقوم عليها الشركة التي سننشؤها، والتي تتضمن بيان المهمة والقيم والشعار، بالإضافة إلى بيان رؤية مقنع يدفع بمشروعنا نحو التقدم والازدهار. يهدف بيان رؤية الشركة إلى إلهام الموظفين وجذب المستثمرين وتلبية تطلعات العملاء، وهو يمثل الصورة المستقبلية للشركة والانطباع الذي تهدف إلى تركه في العالم. تحتاج صياغة بيان رؤية جذاب وملهِم إلى مجهود إبداعي، وسنعمل في هذا المقال على تحليل العناصر التي يتألف منها بيان الرؤية الناجح والإرشادات اللازمة لصياغته، مع إعطاء بعض الأمثلة النموذجية وبيان سبب تميزها. ما هو بيان الرؤية؟ بيان الرؤية vision statement هو البوصلة التي ترشد الشركة وتصحح طريقها، فهو يعبّر بنظرة شمولية عن الأسباب التي دفعت الشركة لأخذ المهمة على عاتقها. يصف بيان الرؤية كيف تسعى الشركة إلى التأثير إيجابيًا في العالم من حولها، دون الخوض في تفاصيل عملياتها الداخلية. مقارنة بين بيان الرؤية وبيان المهمة يساعد كل من بيان الرؤية وبيان المهمة على تحديد طبيعة الشركة وهويتها، مع وجود اختلاف رئيسي فيما بينهما، يتمثل في كون المهمة تصف ما تعمل عليه الشركة في الوقت الحالي، وتجيب عن تساؤلات: ما الذي تفعله الشركة؟ وكيف تفعله؟ ولماذا تفعله؟ أما الرؤية فهي تعبر بشمولية عن الأهداف العامة للشركة وتطلعاتها المستقبلية والتأثير الذي ستُحدثه في العالم من حولها على المدى البعيد بعد تحقيق نموها. بمعنى آخر، تحدد لمهمة ما يمكن أن تفعله الشركة وما الذي تمثله أعمالُها الحالية، في حين تعبر الرؤية عن الأهداف المستقبلية والقيم العليا. خصائص بيان الرؤية الناجح بيان الرؤية هو انعكاس لهوية الشركة، فلكل شركة بيان رؤية خاص بها ومميز عن غيرها من ناحية الطول والصيغة والبنية والمجال، ومع ذلك فهناك صفات مشتركة يجب أن يتمتع بها بيان الرؤية ليكون ناجحًا، بغض النظر عن طوله وشكله وبنيته: طموح يهدف بيان الرؤية إلى إلهام الموظفين والمستثمرين والعملاء للاقتناع بمهمة الشركة، لذا يجب أن تعبّر هذه الرؤية عن طموح عالٍ يبعث على الأمل بمستقبل مثالي تعمل الشركة على المساهمة بتحقيقه. واقعي كما ذكرنا للتو، يجب أن تتسم الرؤية بالطموح لتكون ملهمة، لكنّ ذلك لا يعني أن تكون بعيدة المنال لدرجة أن يبدو تحقيقها أمرًا مستحيلًا، لذا يجب تبنّي رؤية تستطيع الشركة تحقيقها بعد السعي وبذل المجهود، لأن الرؤية غير القابلة للتحقيق، تصبح مجرد أوهام. واسع يربط بيان الرؤية بين مهمة الشركة وأهدافك التي نسعى إليها، لكنه ليس هدفًا مستقلًا بذاته، لذا إن كان بيان الرؤية لشركتنا محدودًا أو ضيق النطاق، فعلينا محاولة النظر بشمولية أكبر لتوسيع النطاق والرؤية. إستراتيجي لا داعي لإكثار التفاصيل في بيان الرؤية، إذ لا بد من اختيار الأفكار الأكثر صلةً وجذبًا للأطراف المعنية بعناية؛ كما لا يجب الإكثار من ذكر أننا نحلم أن تصبح لشركتنا مكاتب موزعة في كل مدينة رئيسية حول العالم يومًا ما. من المهم أيضًا التركيز في بيان الرؤية على الطموحات المتعلقة بمهمة الشركة وأهدافها. نصائح لكتابة بيان الرؤية فيما يلي بعض الممارسات المثلى التي يجب مراعاتها عند كتابة بيان الرؤية: التعاون: يجب أن يعكس بيان الرؤية هوية الشركة بأكملها. والطريقة الأفضل لضمان تحقيق ذلك، هي التعاون مع أبرز أعضاء فريق العمل على كتابة هذا البيان؛ لذا من أجل كتابة هذا البيان لا بد من جمع رؤساء الأقسام المختلفة للمؤسسة ودعوتهم للمشاركة في جلسات لتبادل الأفكار من أجل تأليف بيان الرؤية، للخروج بعدها بمسودة للبيان، ثم أخذ موافقتهم على النسخة النهائية الكتابة أولًا ثم التعديل لاحقًا: لن يكون من السليم أن نحاول كتابة النسخة النهائية المختصرة للبيان الرؤية مباشرةً، عوض ذلك سيكون علينا جمع الأفكار في البداية وتسجيلها على الورق مهما كانت بسيطة، فبعض الأفكار لا نشعر بقيمتها عند تمرّ في بالنا سريعًا، لكنها تفتح آفاقًا أوسع عند كتابتها الكتابة بمعزل عن بيان الشخصي لرؤيتنا: لدى الكثير من الأشخاص بيان رؤية شخصي يعبر عن أهدافهم الشخصية، وفي بعض الأحيان قد يطغى بيان الرؤية الشخصي على رؤيتنا للشركة، لذا من الضروري الفصل بين تطلعاتنا الشخصية وتطلعاتنا على مستوى الشركة، ليكون بيان الشركة ممثلًا لجميع أفرادها ويشعر الجميع بالارتباط به الابتعاد عن المصطلحات الرنانة: يؤدي استخدام الكلمات الرنانة غير واضحة المعنى إلى وضع حاجز وهمي بين العلامة التجارية والجمهور؛ أما اللغة المباشرة فهي أقوى وأوضح بيانًا. لذا إذا شعرنا بأننا نكثر من هذا النوع من المصطلحات مثلًا، فلابد من محاولة عزل العبارات التي تتضمنها، مع تخيل أن أحد الأصدقاء يقرأ هذه العبارات ويسألنا عن المقصود منها بالضبط، وهنا لابد طبعًا من تدوين ما ستشرح له حينها، مع استخدام ما دونّاه بدلًا من هذه المصطلحات في بيان الرؤية تجنب الغموض: ليس من الضروري أن يكون بيان الرؤية ملموسًا مثل بيان المهمة، لكن يجب تجنب الكلمات التي تحتمل التأويل إلى معنى آخر يغير المعنى المقصود تغييرًا جذريًا. لن يكون هناك توضيح أو سياق لشرح بيان الرؤية للناس، لذا يجب أن يكون المقصود واضحًا بالأصل 7 خطوات لكتابة بيان الرؤية كتابة بيان الرؤية ليس مجرد تأليف بضعة جمل، فلكي يكون بيان الرؤية ملهمًا وطموحًا، لا بد من بذل بعض المجهود والالتزام بالخطوات اللازمة لكتابته: 1. تحديد الأطراف المعنية الرئيسية يتحدث بيان الرؤية نيابةً عن الشركة كلها، لذا سنحتاج في البداية إلى إعداد قائمة بالشركاء المؤسسين والمسؤولين التنفيذيين والموظفين رفيعي المستوى ليساعدوا جميعهم على إعداد وتنقيح بيان الرؤية الذي يمثل المؤسسة بمجملها. يُعَد الحصول على موافقة قادة الشركة خطوةً استراتيجيةً مهمة، فكلما ازدادت قناعتهم ببيان الرؤية، ازداد التزامهم به في مرحلة العمل ونقلوه بصورة أفضل إلى أقسامهم وفرق عملهم. ولتحديده لابد من تجهيز قائمةً ثانيةً بالأطراف المعنية التي تمثل جمهورًا لبيان رؤية شركتك، وقد تضم هذه القائمة فئات من الشخصيات بدلًا من الإشارة إلى أشخاص بأسمائهم، ويجب أن تتضمن: المستثمرين أعضاء مجلس الإدارة المنظمات الشريكة الشخصيات المختلفة للعملاء الموظفين المساهمين قد تطول هذه القائمة أو تقصر حسب القطاع الذي تنتمي إليه الشركة، لكن المهم هو أن تكون لدينا لمحة عامة عن مجموعة الأشخاص الذين نكتب البيان لأجلهم. فإذا كنا نفكر بعملائنا فقط، فقد يبدو بيان الرؤية غير موجَّه للموظفين أو غير ملهِم للممولين ليُقْدِموا على الاستثمار، لذا علينا مراجعة المسودة التي نكتبها لبيان الرؤية، والتحقق من أن توجهها مناسب لكل عنصر من الأطراف المعنية الرئيسية المذكورة في القائمة أعلاه. 2. تجهيز قائمة من الكلمات المفتاحية الهدف النهائي هو إنشاء بضعة جمل وجيزة، ولا شك بأن وجود بنك من الكلمات المفتاحية يسهل كثيرًا من هذه المهمة. علينا هناالاجتماع مع الأطراف المعنية الداخلية في جلسة لتبادل الأفكار من أجل طرح قائمة من الكلمات المفتاحية، مع الحرص على أن تكون قائمة الكلمات المفتاحية شاملة، من خلال تقسيمها إلى فئات فرعية وإعداد قائمة كافية من الكلمات لكل فئة. يجب جمع كلمات مفتاحية متعلقة بما يلي على الأقل: اسم المنتج أو الخدمة مهمة الشركة وقيمها أهداف الشركة ومبادراتها الخطة الإستراتيجية طويلة المدى للشركة الصفات التي تصف الشركة والمنتج وفرق العمل والمجتمع والمستقبل المنشود، مثل: خبير أو مبتكر أو سعر جيد أو ملهٍم الكلمات التي تصف طريقة عمل الشركة، مثل: المرونة أو الاستدامة أو التعاون أو الجرأة وكما هو الحال في قائمة الأطراف المعنية، فإن عدد ونوع قوائم الكلمات المفتاحية اللازمة يختلف حسب المجال والشركة، لكن المهم هو إنشاء ملف مليء بالكلمات المفتاحية التي يمكن الاستعانة بها أثناء إعداد بيان الرؤية عند العجز عن التعبير عن فكرة ما أو عندما الحاجة إلى تبديل بعض الكلمات غير المناسبة. 3. الإجابة عن الأسئلة الجوهرية المتعلقة بالشركة بالإضافة إلى ملف الكلمات المفتاحية، خصص وقتًا من جلسة تبادل الأفكار للإجابة عن الأسئلة التالية: ما الغاية الأساسية لشركتنا؟ ما نقاط القوة الأساسية لشركتنا؟ ما القيم التي تمثلها شركتنا؟ ما أهمية ما تقدمه شركتنا؟ ما الفَرق الذي تسعى شركتنا لإحداثه؟ ما هي رؤيتنا لثقافة شركتنا؟ ما هو أكبر ما نطمح إليه؟ ما التأثير الذي نريد أن تُحدثه شركتنا في العالم؟ ما هي متطلبات شركتنا واحتياجاتها؟ إذا نجحت شركتنا في تحقيق كل ما تسعى إليه فكيف سيتغير العالم؟ 4. ترتيب الإجابات حسب الأهمية بمجرد الانتهاء من جلسة تبادل الأفكار سنلاحظ أنه أصبح في جعبتنا الكثير من الأشياء المدونة. عند هذه المرحلة علينا وضع كل ذلك جانبًا لبضعة أيام لكي نشعر بصفاء الذهن إلى أن يحين وقت الخطوة القادمة، والتي سنقرر فيها ما الذي يناسب بيان الرؤية، وما الذي ينبغي استبعاده من بين الأفكار التي دونتها. لابد هنا من الاجتماع مع فريق رفيع المستوى من الشركة لمراجعة كل ما تم تدوينه واختيار المناسب منه. يُفضل هنا طبعًا استخدام قلم التمييز لتحديد الأفكار والعبارات التي يرى الفريق أنها أكثر أهميةً بالنسبة للشركة، مع شطب العناصر التي يجب استبعادها. مع ذلك، علينا أن نحرص على عدم التخلص النهائي من المحتوى المستبعد عند هذه المرحلة، فجميع الأفكار المطروحة يمكن أن تفيد في إنشاء وثائق أخرى مهمة، مثل القيم الجوهرية وخريطة الطريق وخطة العمل التجاري. 5. كتابة نسخة مطولة من رؤية الشركة سيصبح بحوزتنا بنك كلمات مصغر مكون من أهم العبارات والأفكار والكلمات المفتاحية والإجابات على الأسئلة الجوهرية حول الشركة مع نهاية الخطوة الرابعة. وتتمثل الخطوة التالية بتنظيم هذه الأفكار وتحويلها إلى جمل متسلسلة منطقيًا ومرتبة حسب الأولوية. في هذه المرحلة لا داعي للقلق بشأن طول المحتوى، إذ لابد من محاولة التركيز على إيصال رؤيتنا بطريقة معبرة تعكس كل النقاط الرئيسية التي نريد تضمينها وتجذب كلًا من الأطراف المعنية والجمهور، حيث من الأسهل العمل على اختصار بيان شامل مطوَّل بدلًا من محاولة إطالة بيان يفتقر إلى الشمولية. 6. تقييم ما كتبناه من منظور بعيد قبل الانتقال إلى تعديل بيان الرؤية من ناحية الطول، يجب التراجع قليلًا والنظر مجددًا إلى الفقرة من منظور بعيد. قد تنستفيد هنا أيضًا من وضعها جانبًا لبضعة أيام ثم العودة إليها بنظرة جديدة. عند مراجعة فقرة الرؤية تحقق من الأمور التالية: هل هي طموحة بما فيه الكفاية؟ يجب أن تكون الرؤية ذات طموح عالٍ، لا أن تكون هدفًا قريبًا سهل المنال هل هناك مبالغة بالطموحات؟ لابد من الحرص على الالتزام بالواقعية عند تحديد سقف الطموحات هل تمثل الشركة فعليًا؟ نعرض هنا الفقرة على أفراد من الأطراف المعنية الداخلية ممن لم يشاركوا في كتابتها، مع أخذ ملاحظاتهم حول ما يجب إضافته أو حذفه أو تحسين صياغته هل هي مفهومة؟ نطلب من بعض الأصدقاء أو أفراد العائلة قراءة الفقرة للتأكد من أنها مفهومة بالنسبة للقارئ العادي 7. كتابة الصيغة النهائية لبيان الرؤية بعد تعديل الفقرة وإجراء التغييرات اللازمة، يأتي دور اختصارها لتصبح بطول مناسب لبيان الرؤية، وفي كثيرٍ من الأحيان تكون قد تقلَّصَت طبيعيًا أثناء تطبيق ملاحظات الآخرين من الخطوة السابقة. يمكننا في هذه المرحلة سؤال الآخرين أيضًا عن رأيهم، خاصةً حول كيفية اختصارها بطريقة مناسبة. وفيما يلي بعض الطرق لاختصار فقرة الرؤية: حذف كل ما هو غير ضروري: بعد إعادة النظر في الفقرة لمرات عديدة وأخذ ملاحظات الآخرين، لابد من تحديد ما إذا كانت هناك عبارات أقل أهمية مما كنا نظن حين كتابتها، مع حذف الأجزاء التي يمكن إهمالها، والتي تكون أقل تأثيرًا من بقية الفقرة البحث عن المرادفات: هل استخدمنا أكثر من كلمة للتعبير عن مصطلح يمكن اختصاره بكلمة واحدة؟ على سبيل المثال، يمكن اختصار "إعطاء الناس القدرة" بـ "تمكين الناس" مراجعة كل مفهوم على حدة: تجزئة الفقرة إلى جمل مع تجزئة كل جملة إلى عبارات قصيرة، ثم النظر إلى كل جزء على حدة والتفكير في ما إذا كان بإمكاننا التعبير عنه بكلمات أقل. تساعد المراجعة التدرّجية للأجزاء المكونة للفقرة واحدًا تلو الآخر على الانتباه للتفاصيل التي يتخطاها الدماغ عند قراءة الفقرة كاملةً بعد الانتهاء من تحرير بيان الرؤية، نعرضه مرةً أخرى على الأطراف المعنية لأخذ ملاحظاتهم النهائية وإجراء التعديلات الأخيرة. أمثلة عن بيان الرؤية لا مفر من حقيقة أن كتابة بيان الرؤية أمر صعب، لا سيما في تجربتنا الأولى. فيما يلي بعض الأمثلة لبيانات رؤية شركات عالمية، والتي قد تلهمنا قبل البدء بالعملية أو حين نشعر بالحيرة ونحتاج لبعض الأفكار. من الجدير بالذكر أن بعض الشركات لا تفصل بين الرؤية والمهمة، بل تجمعهما في فقرة صغيرة واحدة تتناول كلًا من الأهداف الملموسة (المهمة) والطموحات بعيدة المدى (الرؤية). وفي بعض الأحيان لا تسمي الشركات أيًا من البيانين، بل تضعهما ضمن صفحة أوسع تشمل "الغاية" و"من نحن" وعناوين أخرى مشابهة. إليك هذه الأمثلة عن بيان الرؤية وبيان المهمة لبعض الشركات التي تملك كلًا من البيانين: إيكيا IKEA المهمة: توفير مجموعةً واسعةً من منتجات الأثاث المنزلية ذات التصميم الجيد والعملية بأسعار منخفضة للغاية الرؤية: خلق حياة يومية أفضل للكثير من الناس خطوط ساوث ويست الجوية Southwest Airlines المهمة: تربط ساوث ويست الناس بما هو مهم في حياتهم عبر رحلات جوية مواتية وموثوقة ومنخفضة التكلفة الرؤية: أن تصبح الخطوط الجوية الأكثر تفضيلًا واستخدامًا وربحيةً في العالم هاسبرو Hasbro المهمة: تقدم هاسبرو أفضل تجارب للعب والترفيه في العالم الرؤية: جعل العالم مكانًا أفضل لجميع الأطفال والمشجعين والعائلات في إم وير VMware المهمة: الاستفادة من الموجة التالية من الابتكار في حل أصعب تحديات العملاء. تستخدم "في إم وير" تقنيات متطورة، مثل الحوسبة الطرفية، والذكاء الاصطناعي، وسلسلة الكتل، وتعلم الآلة، وكوبرنيتيس، وغيرها الرؤية: بناء مستقبل مستدام وعادل وأكثر أمانًا للجميع تطوير الشركة عبر بيان الرؤية بيان الرؤية هو وثيقة حية وديناميكية، لذا يجب تكييفه وتغييره عند نمو الشركة أو تحقيقها لأهدافها أو توسيع عروضها أو تحديث مهمتها. علينا الآن مراجعة بيان رؤية شركتنا مرةً كل سنة مثلًا، مع التأكد من أنه لا يزال يعكس المستقبل المثالي للشركة، وإلا فعلينا العمل على تعديله. خاتمة بهذا نكون قد تحدثنا عن عناصر بيان الرؤية وخطوات كتابته مع أمثلة عملية ملهِمة. بيان الرؤية ليس مجرد فقرة بسيطة، بل هو المنارة التي ترشد الشركة أثناء نموها وتحفز فرق العمل، لذا لابد من تعاون الأطراف المعنية على إنشائه وتخصيص الوقت الكافي له. ترجمة -وبتصرّف- للمقال How to write a vision statement: Steps and examples لصاحبته Julia Martins. اقرأ أيضًا كيف يعرض رائد الأعمال رؤيته ومهمته وأهدافه الريادية الرؤية والأهداف الريادية لرائد الأعمال لماذا تحتاج الشركات الناشئة إلى تحديد رؤية بعيدة المدى
-
عندما توسعت شركة أوتلي Oatly السويدية في الولايات المتحدة، لم يكن حليب الشوفان خيارًا رئيسيًا لدى الشعب الأمريكي حينها، لكنّ الخطة الذكية لدخول السوق التي رسمتها الشركة تمكنت من تغيير المعادلة؛ فبدلًا من إنفاق الكثير من المال على الإعلانات، اتجهوا مباشرةً إلى محلات بيع القهوة، وتعاونوا مع المحلات التي تقدم منتجات مخصصة للزبائن وفق الطلب حيث يسأل الزبائن عادةً عن بدائل للحليب، وقد نجحوا بالفعل في جذب الزبائن بفضل القوام الكريمي المتناغم مع القهوة الذي يتمتع به منتجهم. بعد إطلاق هذا المنتج في الولايات المتحدة، نمت إيرادات الشركة عشرة أضعاف بين عامَي 2017 و2018، وقد أصبح الناس يميلون إلى حليب الشوفان بالتزامن مع ذلك. اتجهت شركة أوتلي مباشرةً إلى الجمهور المستهدف في اللحظة التي يستنشق فيها الزبون رائحة مشروبات القهوة ويكون مستعدًا للشراء، ولا شك بأن هذه الإستراتيجية المبتكرة كانت سر نجاحهم. ما هي إستراتيجية دخول السوق؟ إستراتيجية دخول السوق go-to-market strategy هي عبارة عن خطة تدريجية لإطلاق منتج جديد أو إدخال منتج موجود مسبقًا إلى سوق جديدة. تساعد هذه الإستراتيجية على نجاح المشروع التجاري من خلال الإجابة عن الأسئلة التالية: ما هو المنتج الذي تبيعه، وما المشكلة التي يحلها بالتحديد؟ من هو عميلك المثالي، وما هي نقاط الألم التي يعاني منها؟ أين ستبيع منتجك؟ وما الأسواق التي ترغب باستهدافها؟ وما هي درجة الطلب والمنافسة في تلك الأسواق؟ كيف ستصل إلى العملاء المستهدفين وتدفعهم إلى طلب منتجك؟ لا شك بأن إطلاق منتج ما إلى السوق هو استثمارٌ كبير. ومهما كان المنتج قويًا، فإن نجاح عملية الإطلاق مرهونة بقوة الحملة التسويقية وإستراتيجية المبيعات المتبعة. يساعد إعداد إستراتيجية لدخول السوق على ضمان عدم إغفال أيٍّ من التفاصيل وتجنب الوقوع في أخطاء باهظة الثمن، مثل توجيه المنتج إلى جمهور غير مناسب أو إدخاله إلى سوق مكتفية بمنتجات مشابهة. متى تحتاج إلى إستراتيجية دخول السوق GMT؟ تحتاج إلى إستراتيجية دخول السوق كلما أردت إدخال منتج أو خدمة إلى السوق، ويتضمن ذلك: إطلاق منتج جديد إلى سوق موجودة مسبقًا: مثل طرح خط لمنتجات تجميل ضمن علامة تجارية قائمة للألبسة. تقديم منتج موجود مسبقًا إلى سوق جديدة: كما هو الحال عندما تتوسع سلسلة متاجر محلية وتُنشئ فروعًا لها في مدينة جديدة. اختبار منتج جديد في سوق جديدة: كما هو الحال عندما تطرح شركة تقنية ناشئة تطبيقها الأول. حتى الشركات القائمة بالأساس تحتاج إلى إستراتيجية لدخول السوق عند إطلاق منتج جديد أو الامتداد إلى سوق جديدة، وذلك لأن المنافسة وقوة السوق تتغيران باستمرار، فحتى لو سبق وأن نجحت في إطلاق منتج مشابه في الماضي، فمن الممكن ألا تجدي الإستراتيجية السابقة نفعًا في هذه المرة. مقارنة بين إستراتيجية دخول السوق والخطة التسويقية إستراتيجية دخول السوق مخصصة لإطلاق منتج جديد أو الامتداد إلى سوق جديدة. ففي حين أن الخطة التسويقية هي عبارة عن تفصيل لكيفية تنفيذ الإستراتيجية الشاملة للتسويق، والتي لا تقتصر على مرحلة الإطلاق -أي أنها منهجية طويلة الأمد تساعد على تحقيق الأهداف التسويقية، مثل خريطة الطريق السنوية وإستراتيجية التسويق الرقمي العامة-؛ تُشتقّ إستراتيجية دخول السوق من الخطة التسويقية طويلة الامد، لكنها تكون مخصصةً لمرحلة إطلاق محددة. مثال على خطة دخول السوق: نفذت شركة مايكروسوفت إستراتيجيةً لدخول السوق عندما أطلقت الجيل الثالث لجهاز Surface اللوحي؛ فقد كانت تلك الإستراتيجية خاصةً بإطلاق الجهاز اللوحي الجديد، واعتمدت على معالجة مشكلة محددة في السوق، وهي أن الأجهزة اللوحية الموجودة في السوق لم تكن تتمتع بالوظائف الكاملة لجهاز الكمبيوتر. تنظيم إستراتيجية دخول السوق عبر منصات إدارة المشاريع تعتمد إستراتيجيات دخول السوق على الكثير من المتغيرات، وسواءً كنتَ بصدد إطلاق منتج جديد أو استكشاف سوق جديدة، فإن أدوات إدارة المشاريع المناسبة تساعدك على استعراض خطتك بأكملها في مكانٍ واحد، بما في ذلك حالة كل مهمة وهوية القائمين عليها وتبعيّاتها. ونظرًا لأن أفراد الفريق سيتعاونون على تنفيذ إستراتيجية دخول السوق، فإن هذه الأدوات تتيح لهم متابعة التقدم والتحديثات آنيًا. 9 خطوات لإعداد إستراتيجية دخول السوق عندما تنتهي من تطوير منتج جديد مثير للاهتمام، أو عندما ترغب بالتوسع إلى سوق جديدة، فأنت بحاجة إلى إستراتيجية لدخول السوق من أجل ضمان نجاح مشروعك، لكن ما الخطوات المطلوبة لذلك تحديدًا؟ الخطوة الأولى: تحديد المشكلة كل منتج ناجح هو عبارة عن حل لمشكلة معينة، فمثلًا، مكّنت هواتف بلاك بيري Blackberry في الماضي رجال الأعمال من الإجابة على رسائل البريد الإلكتروني أثناء التنقل، وحلت أوبر Uber مشكلة إيقاف سيارة أجرة في الشارع أو استدعائها، وقد يحلّ منظفٌ ما مشكلة الدهون المستعصية أثناء تنظيف الأواني. تتمتع كل من هذه المنتجات بعرض قيمة فريد من نوعه. وعرض القيمة value proposition، هو القيمة التي يضيفها المنتج إلى العملاء من خلال معالجة نقاط الألم التي يعانون منها. الأهم من ذلك أنه عند إطلاق تلك المنتجات كان هناك طلب كبير على إيجاد حلول للمشكلات المرتبطة بها. يُعرَف هذا المفهوم بملاءمة المنتج للسوق، بمعنى درجة تلبية المنتج لطلب مُلحّ في السوق، لذلك لا بد من دراسة هذه العلاقة بين المنتج وحاجة السوق من أجل اكتساب ميزة تنافسية competitive advantage والتأكد من إطلاق المنتج الصحيح لشريحة العملاء الصحيحة. الخطوة الثانية: تحديد الجمهور المستهدف يتطلب إعداد إستراتيجية ناجحة لدخول السوق أن تحدد بدقة الجمهور المستهدف. يمكنك البدء بإجراء أبحاث السوق من خلال طرح الأسئلة التالية: من الذي يعاني من المشكلة التي يحلها منتجك؟ ما هي السلبيات المحددة التي يخفف منها هذا الحل؟ كم من المتوقع أن يدفع جمهورك لقاء الحصول على هذا الحل؟ الطريقتان الأشهر لتحديد الجمهور المستهدف هما: الملف الشخصي للعميل المثالي ideal customer profile، وشخصيات المشتري buyer personas؛ إذ تعمل هاتان الطريقتان معًا لتضييق نطاق البحث عن قاعدة العملاء المستهدفة وتحديد مواصفات الأشخاص ضمن جمهورك المستهدف. الملف الشخصي للعميل المثالي العميل المثالي هو الشخص الذي يدرك المشكلات التي يحلها منتجك، ويعاني منها شخصيًا ويبحث عن حل لها؛ فضلًا عن كونه قادرًا على شراء منتجك. يجب أن يتضمن الملف الشخصي للعميل المثالي المواصفات التالية: القطاع أو الفئة السكانية: في حال كنت تستهدف الشركات، فهذا يعني تحديد القطاع المستهدف، مثل القطاع المالي أو القانوني أو قطاع البرمجيات الخدمية أو غيرها؛ أما في حال كنت تستهدف الأفراد، فيجب هنا تحديد الفئة السكانية التي ينتمي إليها عميلك المثالي، فمثلًا، تستهدف دور رعاية الأطفال العائلات التي لديها أطفال بعمر بين 1 و5 سنوات. البقعة الجغرافية: أين يعيش عملاؤك المثاليون؟ على سبيل المثال، الشركات السياحية التي تقدم خدمات الإرشاد السياحي باللغة العربية فقط تستهدف سكانَ الوطن العربي. النطاق: وهو أمر يخصّ العمل التجاري الموجه للشركات، ويتضمن تحديد حجم الشركات التي تستهدفها. فمثلًا، قد يتعين عليك استهداف الشركات الناشئة التي لا يزيد عدد موظفيها عن 20 موظفًا عند التسويق لتأجير مساحة عمل مشتركة. الميزانية: لا بد من معرفة كم يدفع العملاء على منتجك من أجل تحديد إستراتيجية التسعير الخاصة بالشركة، كما يؤثر هذا أيضًا على انطباع منتجك في السوق؛ فعلى سبيل المثال، إذا كانت شركتك متخصصةً في بيع ساعات فاخرة، فلن يكون صائبًا أن تخفض الأسعار تحت قيمة معينة. وبالمثل، قد ترى شركة استشارات قانونية أن الأجدى لها هو استهداف الشركات الكبيرة التي تستطيع دفع ما لا يقل عن 5000$ شهريًا. العوامل المؤثرة في اتخاذ قرار الشراء: ما العوامل التي تؤثر بقرار شراء العميل لمنتجك؟ هل يعتمد على الإحالة من صديق موثوق؟ هل هناك مسؤول عن قرار الشراء يتحكم بقراره مثل الرئيس التنفيذي أو مدير المبيعات في الشركة؟ نقاط الألم: ما هي بالتحديد المشكلة التي يعاني منها عميلك؟ فالشركة التي تبيع تطبيقًا للتخطيط المالي مثلًا، قد تستهدف العملاء الذين يهدرون وقتهم في محاولة تتبُّع الميزانية باستخدام جداول البيانات التقليدية. احتياجات العميل: إلى جانب نقاط الألم، يُعَد فهم احتياجات العميل أمرًا أساسيًا لإعداد إستراتيجية فعالة لدخول السوق. على سبيل المثال، الكثير من الشركات التقنية الرائجة تولي اهتمامًا كبيرًا بتجربة العميل، من خلال تحليل احتياجات العميل وتصميم منتجات موافقة لها. الوسيلة الإعلامية المفضلة: من أين يحصل العميل على المعلومات؟ هل يعتمد على وسائل التواصل الاجتماعي أم على المجلات المطبوعة أم على تصفح الإنترنت مثلًا؟ شخصيات المشتري ليس جميع أفراد الجمهور المستهدف متشابهين. فكل شخص يمثل حالةً فريدةً بمشكلاته وقيمه وأهدافه. يساعد إنشاء شخصيات المشتري على التمييز بين الأنماط المختلفة للناس ضمن جمهورك المستهدف، مما يمكّنك من تفهُّم عملائك على المستوى الإنساني وليس فقط باعتبارهم عملاء. تحتاج إلى إنشاء شخصيات متعددة للعملاء لكي يكتمل تصوُّرك حول الجمهور المستهدف. وفيما يلي مثال عن شخصية مشتري لشركة سياحية تطلق تطبيقًا جديدًا لخدماتها ضمن الوجهات السياحية: عنوان الشخصية: صانع الذكريات. وهو شخص عمره بين 25 و35. يسافر لوحده أو مع رفيق سفر. مستعد لدفع أسعار أعلى لخوض تجارب مميزة. يهتم بمرونة الحجز. يحجز الخدمات المطلوبة بكثرة مقدَّمًا، لكنه أيضًا يختار بعض النشاطات الإضافية بعد وصوله إلى الوجهة السياحية. يستخدم التكنولوجيا والتطبيقات بسهولة. قد تبدو شخصيات المشتري مشابهةً للملف الشخصي للعميل المثالي، لكنهما يؤديان أدوارًا مختلفة؛ فالشخصيات تساعد على تصور احتياجات العميل من خلال تحليل الملف الشخصي للعميل المثالي إلى شرائح أكثر تحديدًا، يمثل كلٌّ منها نمطًا من الأشخاص بمشكلاته وقيمه وأهدافه الفريدة. الخطوة الثالثة: دراسة المنافسة والطلب مع الانتهاء من تحديد عرض القيمة لمنتجك وتوصيف الجمهور المستهدف، يأتي دور إجراء الأبحاث على السوق، وذلك للتأكد من وجود طلب كافٍ على المنتج مع عدم وجود منافسة قوية جدًا قبل الاستثمار في طرح المنتج إلى السوق. وفي هذه المرحلة، يمكنك طرح الأسئلة التالية التي تساعد على توجيه جهودك التسويقية: من يقدم بالأساس منتجًا مشابهًا لمنتجك؟ من هي الجماهير التي يستهدفها منافسوك؟ وما هي المناطق الجغرافية المستهدفة لديهم؟ كيف يختلف منتجك عن المنافسين؟ وما الشيء المميز الذي تقدمه دونهم؟ هل هناك طلب على المنتج أم أن السوق مشبعة به؟ لإعداد حملة تسويقية شاملة، يتعين عليك إجراء تحليل تنافسي، وهي طريقة تقوم على إجراء أبحاث لتحديد المنافسين المباشرين وغير المباشرين وكشف نقاط قوتهم وضعفهم قياسًا بمنتجك. الخطوة الرابعة: تحديد الرسائل الرئيسية تتمثل الخطوة التالية باختيار الرسائل الرئيسية التي ترغب بإيصالها إلى العملاء المحتملين، والطريقة المثلى لذلك هي تخصيص الرسائل لكل شخصية من شخصيات المشتري، لكي تعالج قيمهم النوعية ومشكلاتهم الخاصة. من أجل تعيين رسائل خاصة لكل شخصية مشتري، يمكنك استخدام أداة تحليلية تسمى مصفوفة القيم، والتي تحلل كل شخصية من خلال نقاط الألم التي تعاني منها والقيمة التي يقدمها المنتج لها مع الرسالة الرئيسية التي توضح كيف يعالج المنتج مشكلاتها الخاصة. بالعودة إلى مثال الشركة السياحية أعلاه، والتي -كما افترضنا- تطلق تطبيقًا جديدًا لخدماتها ضمن الوجهات السياحية، كان أحد شخصيات المشتري لديهم شخصية "صانع الذكريات"، وهو عميل مستعد لدفع المال لقاء خوض تجارب مميزة. إليك ما قد تبدو عليه مصفوفة القيم لهذه الشخصية: نقاط الألم: صعوبة الثقة بجودة الخدمات عند الحجز عبر الإنترنت. الخشية من عدم القدرة على استعادة المال في حال التراجع عن الخطة. قيمة المنتج: يساعد تزويد التطبيق بصور وتقييمات من العملاء السابقين على التحقق من جودة الرحلة. تسمح سياسة الحجز المرن بإمكانية إلغاء الحجز عند الرغبة بذلك. الرسالة الرئيسية تمتع بحجز تجارب لا تُنسى وأنت مطمئن البال. لإكمال مصفوفة القيم، تابع بهذا المنوال لكل شخصية من شخصيات المشتري. الخطوة الخامسة: ارسم خريطة رحلة العميل بعد الانتهاء من تحديد شخصيات المشتري وإعداد الرسائل، يمكنك البدء برسم رحلة المشتري؛ وهي الطريق الذي يسلكه العملاء من لحظة إدراك المشكلة والتعرف على منتجك بوصفه حلًا لها، وصولًا إلى لحظة اتخاذ قرار الشراء. تُعَد خرائط رحلة العميل عنصرًا رئيسيًا من عناصر التسويق بالمحتوى، لأنها تساعد على عرض المحتوى المناسب للعملاء في الوقت المناسب. في معظم الأحيان تُعرَض رحلة العميل على شكل قمع مقسَّم إلى ثلاث طبقات: الطبقة العليا للقمع: وتمثل العملاء الذين يعرفون المشكلة ويبحثون عن حل لها، لكن لم يتعرفوا بعد على منتجك. ينبغي أن تحاول لفت انتباه هؤلاء العملاء ليصبح منتجك خيارًا مطروحًا لديهم. الطبقة الوسطى للقمع: يقارن العملاء في هذه الطبقة بين منتجك والخيارات الأخرى، والهدف هنا هو إقناع المشترين المحتملين بأن منتجك هو الخيار الأفضل. الطبقة السفلى للقمع: وتمثل العملاء الذين يقررون شراء منتجك، وهدفك هنا هو إقناعهم بالالتزام بقرار الشراء. الخطوة السادسة: اختيار قنوات التسويق قنوات التسويق هي الأنواع المختلفة من المحتوى الذي يمكن استخدامه لتوليد حالة طلب على منتجك ودفع العملاء المحتملين إلى التقدم في قمع التسويق، وتشمل قنوات التسويق منصات التواصل الاجتماعي والإعلانات المدفوعة على محركات البحث والمدونات والمحتوى الموافق لمعايير تحسين محركات البحث والبريد الإلكتروني، على سبيل المثال لا الحصر. يعتمد اختيار قنوات التسويق على عاملين: الجمهور المستهدف، والمكان الذي وصل إليه العملاء المحتملون من مسار رحلة المشتري الخاصة بهم. اختر قنوات تسويق ملائمة لجمهورك المثالي: يجب أن تحرص على اختيار قنوات تسويق يصل محتواها إلى جمهورك المستهدف. فمثلًا، في حال كان عميلك المثالي يستخدم يوتيوب دون إنستجرام أو لينكد إن، فيجب أن تركز على إعلانات يوتيوب بدلًا من المنشورات الممولة في منصات التواصل الاجتماعي الأخرى. حدد ما إذا كان العميل المثالي يفضل قنوات التسويق المباشرة أم الضمنية، وعندما تكون بصدد الاختيار بين التسويق المباشر (مثل رسائل البريد الإلكتروني المباشرة) والتسويق الضمني (مثل التسويق بالمحتوى وتحسين محركات البحث)، يجب أن تقرر ما إذا كنت تريد توليد وعي عام بالعلامة التجارية أم إقناع العملاء المحتملين الذين أبدوا اهتمامهم بما تقدمه. بهذه الطريقة، يمكنك إعداد إستراتيجية أكثر فعاليةً وتخصصًا لدخول السوق تتماشى مع سلوك الجمهور المستهدف وتفضيلاته. استخدم قنوات تسويق مختلفة حسب المرحلة التي وصل إليها العميل في رحلته: تساعد الاستفادة من الأنواع المختلفة للمحتوى التسويقي بما يوافق حالة العميل على دفع العميل للتقدم إلى المرحلة التالية في قمع التسويق. على سبيل المثال، يمكن أن يساعد تحسين محركات البحث على تعزيز الوعي بالعلامة التجارية للعملاء، الذين هم ضمن الطبقة العليا من قمع التسويق؛ أما بالنسبة لعملاء الطبقة الوسطى من القمع، فإن دراسات الحالة والندوات عبر الإنترنت تقدم لهم رسائل واضحة وتوطد العلاقة معهم. وأخيرًا، فإن خيارات مثل الفترة التجريبية المجانية تساعد على إقناع العملاء المحتملين ضمن الطبقة السفلى للقمع على الالتزام بقرار الشراء. الخطوة السابعة: أنشئ خطة مبيعات تهدف إستراتيجية دخول السوق إلى النجاح في إطلاق المنتج، وبالتالي من الضروري أن تقرر كيف ستبيع المنتج لجمهورك المستهدف وتحول العملاء المحتملين إلى مشترين، وهنا يأتي دور إستراتيجية المبيعات. لنتحدث باختصار فيما يلي عن أربعة من أشهر إستراتيجيات المبيعات، والتي يمكنك الجمع بينها حسب الحاجة لتلائم منتجك ونموذج العمل التجاري الخاص بك. نموذج الخدمة الذاتية: في هذا النموذج يشتري العملاء المنتج بأنفسهم، كما هو الحال في المتاجر الإلكترونية، حيث يبحث العملاء عن المنتج ويشترونه عبر الإنترنت. لا يحتاج هذا الخيار إلى تخصيص فريق مبيعات، لكن يجب الاهتمام بالتسويق من أجل جلب زيارات إلى موقعك الإلكتروني. نموذج المبيعات الداخلية: يعمل فريق المبيعات هنا على إقناع العملاء المحتملين بشراء منتجك، وهو خيار جيد للمنتجات ذات السعر المتوسط والتي تتضمن بعض التعقيد، مثل بيع برامج التصميم لفرق العمل. نموذج المبيعات الميدانية: هنا يركز مندوبو المبيعات على تهيئة الفرص لإبرام عقود مع الشركات، ويتطلب هذا الخيار المزيد من الاستثمار في الجهود التسويقية مع طول دورة المبيعات، لكنه يحقق مردودًا عاليًا. على سبيل المثال، يمكن استخدام نموذج المبيعات الميدانية لبيع برنامج إدارة موارد بشرية للشركات الكبيرة. نموذج القنوات: وهنا يعمل طرف خارجي على بيع منتجك، لذا يكون دورك في تسويق المنتج محدودًا. قد يكون هذا النموذج هو الخيار الأقل تكلفةً والأكثر جدوى عندما يجري التعامل مع شركة تبيع منتجات مشابهة، مثل التعامل مع سلسلة متاجر بقالة في حال كان منتجك عبارة عن معلبات غذائية. الخطوة الثامنة: تحديد أهداف واضحة تبدأ كل إستراتيجية ناجحة لدخول السوق بوضع أهداف واضحة ومقاييس محددة، فالأهداف تساعد على توضيح الخطوات التي تسعى لإنجازها مع تحديد جدول زمني لها، والمقاييس تسمح بقياس مستوى التقدم؛ أما بغياب الأهداف المحددة، فمن الصعب معرفة مدى نجاح إستراتيجية دخول السوق. فيما يلي بعض الأساليب التي يمكن استخدامها لوضع أهداف قابلة للقياس، ويمكنك استخدام كلٍّ منها على حدة أو المشاركة فيما بينها حسب احتياجات مشروعك التجاري. الأهداف الذكية S.M.A.R.T.: وتتضمن وضع أهدافًا نوعية، وقابلة للقياس، وقابلة للإنجاز، وواقعية، وذات إطار زمني محدد. على سبيل المثال، يمكنك وضع الهدف الذكي التالي عند إطلاق تطبيق جديد: "الوصول إلى مليون عملية تنزيل للتطبيق و50 ألف مستخدم جديد خلال ستة أشهر". مؤشرات الأداء الرئيسية KPIs: وهي مقاييس كمية تساعد على تتبع التقدم نحو تحقيق أهداف المشروع التجاري. على سبيل المثال، يمكنك تتبع إجمالي عدد عمليات الشراء والنقر على الإعلانات عند تنفيذ إستراتيجية دخول السوق لمنتجك الجديد. تذكر أن بإمكانك استخدام إستراتيجية الأهداف الذكية عند وضع مؤشرات الأداء الرئيسية، مثل: "تحقيق 100 ألف عملية تحويل ومليون عملية نقر على الإعلانات خلال ثلاثة أشهر". الأهداف والنتائج الرئيسية OKRs: تجمع هذه الإستراتيجية بين الأهداف التي تريد تحقيقها والنتائج الرئيسية التي ستستخدمها لقياس التقدم، ولها القالب التالي: "سوف أقوم بـ [الهدف] مع قياسه بـ [النتيجة الرئيسية]". مثال: "سيعمل فريق المبيعات على زيادة الوعي بالمنتج الجديد، مع قياسه بالنتائج الرئيسية التالية: جلب مليون زائر لصفحة المنتج على موقع الويب، وزيادة التفاعل على منصات التواصل الاجتماعي بنسبة 50%، واستقطاب 50 ألف عميل جديد عبر اشتراكات البريد الإلكتروني". الخطوة التاسعة: إنشاء عمليات واضحة إذا كان إنشاء إستراتيجية فعالة لدخول السوق هو المطلب الأول، فإن تنفيذها هو المطلب الآخر المتمم لها، وهنا تتجلى أهمية توضيح العمليات اللازمة لإدخال المنتج إلى السوق؛ ففي النهاية، مهما كانت الإستراتيجية مدروسة وفعالة، فلن تتحقق الغاية منها إلا عند مشاركتها وتنفيذها مع فريق العمل. على سبيل المثال، يجب توضيح النقاط التالية عند إنشاء إستراتيجية دخول السوق: كيفية مشاركة الإستراتيجية مع الفريق والتعاون معهم لتنفيذها: لا تدع إستراتيجيتك على الرف ليتراكم فوقها الغبار، بل احفظ الخطط والمشاريع التي توصلت إليها ضمن مكان عملي يساعد على تنفيذها. تساعد أدوات إدارة المشاريع مثل أداة أنا على جمع الخطط والمشاريع والعمليات في مكان واحد، وبالتالي يتمكن أفراد الفريق من التعاون والعمل في نفس المنصة التي تضم إستراتيجية دخول السوق. أدر فريقك بسهولة الآن مع أداة أنا استفد من الوسائل المتاحة في أداة أنا لإدارة فريق عملك ومشاريعك بسهولة ابدأ الآن كيفية تصحيح المسار وتتبع الأهداف: لكي تكون الأهداف فعالة، يجب أن ترتبط بالمهمات اليومية للعمل؛ فبدلًا من وضع أهداف لاستراتيجية دخول السوق ومن ثم نسيانها، ضع خطة لتتبع التقدم والتحقق من صحة المسار دوريًا، مثلًا كل نهاية أسبوع أو نهاية شهر، واحرص على مشاركة تحديثات التقدم مع الأطراف المعنية ضمن المنصة المركزية لإدارة المشاريع ليكون الجميع على دراية بالوضع الراهن. كيفية تحسين عمليات تجربة العميل: لا شك بأن سلاسة تجربة العميل أمر أساسي لنجاح إستراتيجية دخول السوق، التي تتضمن عملية تأهيل العملاء والاحتفاظ بهم وخدمة العملاء وكل ما يتعلق بذلك. تذكر أن شعور العملاء بالدعم يعزز من ولائهم ودعمهم في المقابل، لذا احرص على تطبيق برامج تأهيل منهجية، وعمليات تساعد على الاحتفاظ بالعملاء، مع تقديم خدمة عملاء مثالية. يمكنك الاستفادة من الأدوات التي تمكّن من جمع الملاحظات وإجراء تعديلات سريعة من أجل تحسين هذه العمليات، والذي ينعكس مباشرةً على تحسين رحلة كل عميل وجعلها تجربة إيجابية. كيفية إدارة تكلفة اكتساب العميل customer acquisition cost: من الضروري مراقبة تكلفة اكتساب العميل مع التقدم والنمو، مع ملاحظة أن تحسين مسار قمع التسويق والمبيعات يساعد على تخفيف تكلفة اكتساب العميل وتحسين عائدات استثمار النفقات التسويقية. اعتمد على خطط مبنية على البيانات من أجل تحسين الاستهداف وزيادة معدلات التحويل، مع الاستفادة من قنوات التسويق قليلة التكلفة. تساعد مراجعة هذه التكاليف باستمرار ومقارنتها مع القيمة الكلية للعميل customer lifetime value على إعطاء فكرة عن مدى صلاحية وربحية الإستراتيجية المتبعة لاكتساب العملاء. كيفية توحيد معايير العمليات باستخدام قوالب لإستراتيجية دخول السوق: تحتوي كل إستراتيجية لدخول السوق على الكثير من العناصر والعوامل المتغيرة. ورغم أنه من الضروري إعادة تقييم الإستراتيجية عند إطلاق كل منتج جديد، إلا أن ذلك لا يعني أن عليك وضع إستراتيجية جديدة من الصفر في كل مرة. ولكي تتفادى تكرار العمل، أنشئ ملفات لتوثيق العملية وجهز قوالب لإستراتيجية دخول السوق تساعد على توحيد المعايير للمرات القادمة. على سبيل المثال، يمكنك إنشاء قوالب توضح خطوات اختيار الجمهور المستهدف وإعداد الرسائل الرئيسية وما إلى ذلك، بالإضافة إلى قالب شامل توجيهي لكيفية إنشاء الإستراتيجية الكلية لدخول السوق. وإذا كنت تستخدم أداةً لإدارة المشاريع مع فريقك، فاختر الأداة التي تتيح إنشاء قوالب للعمليات ومشاركتها مع الفريق باستمرار. فوائد إستراتيجية دخول السوق لا تقتصر فوائد إستراتيجية دخول السوق على النجاح في إطلاق المنتج، وفيما يلي بعض المزايا الأخرى: تسريع الدخول إلى السوق تساعد الإستراتيجية المدروسة لدخول السوق على تيسير طريق الدخول إلى أسواق جديدة أو إطلاق منتجات جديدة، وذلك لأن تحديد قنوات التوزيع الفعالة والجمهور المستهدف والرسائل الرئيسية منذ البداية يختصر الكثير من الوقت اللازم للوصول إلى العملاء. ولا شك بأن الوصول أولًا يؤهلك لقيادة السوق بدلًا من اللحاق بالركب. مثال: عملت شركة ما على إطلاق تطبيق صحي مبتكر يستفيد من الذكاء الاصطناعي لاقتراح تمرينات رياضية مخصصة لكل مستخدم؛ ومن خلال وضع إستراتيجية مفصلة لدخول السوق، جعلت الشركة من هواة اللياقة البدنية على منصات التواصل الاجتماعي جمهورَها المستهدف، وعقدت شراكات بالعمولة مع المؤثرين من أجل الترويج. نجحت هذه الإستراتيجية في جذب المستخدمين بوتيرة سريعة منذ الأشهر الأولى، مما يوضح دور الخطط الموجهة في قطع أشواط سريعة عند دخول السوق. تحسين فهم العملاء يتطلب وضع إستراتيجية دخول السوق إجراء أبحاث عميقة على السوق تدور حول احتياجات المستخدمين وتفضيلاتهم وسلوكهم. يساعد ذلك على ضمان ملاءمة المنتج أو الخدمة للمطلوب في السوق، فضلًا عن تعزيز فهم الشركة لقاعدة عملائها، وهو الأمر الذي يساهم بشدة في توجيه الجهود التسويقية وتطوير المنتجات المستقبلية وتحسين رضا العملاء مع الزمن. مثال: لنفترض أن شركةً ما تعمل على إطلاق منتج جديد صديق للبيئة لتنظيف المنزل، وعند إجراء أبحاثهم لوضع إستراتيجية دخول السوق لاحظوا أن عملاءهم المستهدفين يتابعون مدونات ومنتديات التوعية البيئية؛ ومن خلال التفاعل مع هذه الشريحة ومعالجة مخاوفهم الخاصة، تمكنت الشركة من بناء قاعدة من العملاء المخلصين الذين لمسوا اهتمام الشركة وحرصها على البيئة، مما جعلهم يقدمون توصيات شفوية قوية لمنتجها. تسهيل تخصيص الموارد إن وضع إستراتيجية دخول السوق يحتم على الشركات أن تفكر مليًا بكيفية توزيع مواردها من وقت ومال وموارد بشرية. ومن خلال تركيز الجهود على الأسواق وقنوات الوصول وشرائح العملاء الواعدة أكثر، يمكن أن تحقق الشركات عائدات استثمار أعلى وتتجنب النفقات غير المُجدية. إعطاء ميزة تنافسية تساعد الإستراتيجية الشاملة لدخول السوق على تسليح المشروع التجاري بالمعرفة اللازمة لتمييزه عن منافسيه، فمن خلال صياغة عرض قيمة فريد وتكييف المزيج التسويقي لتسليط الضوء على المميزات التنافسية، تستطيع الشركات أن توفر حيزًا خاصًا لها في السوق، الأمر الذي يقوي هوية علامتها التجارية ويساعد على جذب المزيد من العملاء. مثال: لنفترض أن شركة جديدة للمشروبات دخلت سوقًا مليئةً بالمنافسين، فقررت تركيز إستراتيجية دخول السوق الخاصة بها على الخلطات الفريدة ذات الفوائد الصحية لعصائرها، والتي تتميز بها عن منتجات منافسيها. تعمل الشركة هنا على استهداف العملاء المهتمين بالصحة من خلال إقامة فعاليات خاصة حول المزايا الصحية، وبذلك تتمكن من كسب قاعدة عملاء مخلصين وتتميز عن الشركات المنافسة. خاتمة لا شك بأن إطلاق منتج ما إلى السوق هو استثمارٌ كبير، لكن بإمكانك تعزيز فرص النجاح لعملية إطلاق منتجك القادم من خلال وضع إستراتيجية ترتكز على معرفة الجمهور المستهدف وتحديد الرسائل الرئيسية التي يجب توجيهها لهذا الجمهور ووضع أهداف محددة والتخطيط الواضح للعمليات. يمكنك الاستفادة من الخطوات التسعة المذكورة أعلاه لتبسيط عملية إعداد إستراتيجية دخول السوق. ترجمة -وبتصرّف- للمقال How to create a go-to-market strategy لصاحبته Caeleigh MacNeil. اقرأ أيضًا كيفية وضع المديرين لاستراتيجية تسويقية ناجحة كيفية تطوير مزيج تسويقي لبناء استراتيجية تسويقية قوية تعرف على كيفية دراسة السوق باحترافية النسخة الكاملة لكتاب مدخل إلى التسويق
-
لا شك بأن التحلي بمهارة إدارة الذات يتطلب الكثير من التأمل والغوص عميقًا في خبايا كلٍّ من الذكاء العاطفي، وضبط النفس، والنمط القيادي الشخصي؛ من أجل اكتشاف مدى نجاحك في إدارة نفسك فعليًا. إدارة الذات ليست بالأمر السهل حتمًا، لكن يمكن اكتسابها وتعلُّمها. ولا شك بأن هذا الأمر يستحق العناء، فكلما تطورَت القدرةُ على إدارة الذات لديك، تعززت مهاراتك القيادية. لنتحدث عن مفهوم إدارة الذات على الصعيد المهني والشخصي وأهم المهارات الشخصية اللازمة لتطويرها. ما المقصود بإدارة الذات؟ إدارة الذات self-management هي القدرة على تنظيم السلوكيات والأفكار والمشاعر بطريقة مُجدية، والامتياز في المسؤوليات الشخصية والمهنية بما يخدم المصلحة الشخصية ومصلحة فريق العمل. تساعد الإدارة الفعالة للذات على تحسين الذكاء العاطفي من خلال تعزيز الوعي بالذات وتحسين سلامتك العامة، مما يعني قدرتك على إدراك الإشارات الاجتماعية التي تشير إلى مشاعر أو ردود أفعال الآخرين مع احترام احتياجاتك الشخصية. تُعَد إدارة الذات صفةً قياديةً مهمة، وهي ليس بالضرورة أن تتطور تلقائيًا، بل يمكن اكتسابها من خلال التدريب واستخدام الأدوات المناسبة. لنتحدث فيما يلي عن المهارات السبعة لإدارة الذات، بمزيد من التفصيل: ما هي المهارات السبعة لإدارة الذات؟ تتطلب مهارات إدارة الذات أن تكون قد قطعتَ شوطًا معينًا من الوعي بالذات، بمعنى أنه يجب أن تعرف نفسك قبل أن تديرها. ابدأ بالتدريج وكن مستعدًا لكل ما تتطلبه العملية، وتذكر أن هذه المهارات تتطلب تطويرًا مستمرًا. 1. إدارة الوقت وتعني التحكم بكيفية استخدامك للوقت المتاح، مثل إعطاء الأولوية للنشاطات الأكثر أهمية، وتنظيم قائمة المهمات اليومية؛ فالقائد الذي يتمتع بمهارة إدارة الوقت، قادرٌ على تنظيم وقته بكفاءة عالية دون الحاجة إلى مساعدة خارجية. تساعد إدارة الوقت على اللحاق بالالتزامات وتجنب التسويف. وبالنسبة للشخص القيادي، فهذه المهارة توفر الوقت الكافي لإنجاز العمل المطلوب منه، مع تحفيزه للآخرين على إنجاز أعمالهم أيضًا. 2. التحفيز الذاتي وهو القدرة على تحفيز نفسك والمبادرة بإنجاز المهمات اليومية، ويتطلب ذلك أن تكون على قدر من المسؤولية الشخصية. كذلك، يساعد التدريب والممارسة على تعزيز الوعي بالذات لديك وتمكينك من ترجيح النشاطات المهمة. الأمر مشابه لما يسمى بالتحفيز الداخلي، أي الدافع والحماس الذي يأتي من داخل الفرد نفسه، والذي ينتج أيضًا عن العديد من العوامل الشخصية. فمثلًا، قد يكون الدافع الداخلي للتطوع نابعًا من شعور الرضا الذي يمنحك التطوع إياه؛ ومن ناحية أخرى، فإن التحفيز الخارجي هو التحفيز الذي يتأثر بعوامل خارجية، مثل العمل بسرعة خوفًا من عواقب تسويف العمل. لا شك بأن الاستمتاع بالعمل الذي تمارسه جانبٌ مهم من استمرار الشعور بالتحفيز والتفاعل طوال ساعات عملك؛ كما أن حبك للعمل الذي تمارسه يلهم فريقك لتقديم أفضل ما لديه. إذا أردت أن تتدرب على التحفيز الداخلي، فاعمل على تحقيق أهداف تثير شعور الحماس لديك وتتماشى مع الغايات التي تؤمن بها. 3. إدارة التوتر كثيرًا ما يتعرض القادة للتوتر والضغط، لكن إدارة الذات تتطلب القدرة على إدارة التوتر بطريقة صحية، فغياب هذه المهارة يسبب الشعور بالإرهاق الذي قد يصل إلى الاحتراق والاستسلام بسبب ضغط العمل. إن القائد الذي يتمتع بالقدرة على إدارة التوتر يركز على الأهداف الكبيرة في نظرته إلى العمل؛ فعندما تعرف كيف ترتب أولوية مهمات العمل وكيف تربط مخرجات المشروع بأهداف الفريق، يمكنك العمل على المهمة الأكثر إلحاحًا، وحينها ستشعر بالإنجاز أثناء ممارسة العمل. تمثل القدرة على التعامل مع ضغط العمل بهذه الطريقة شكلًا من أشكال الاعتناء بالنفس، فهي تخفف من التوتر وتحافظ على الاتزان النفسي. 4. التكيف تتطلب القدرة على التكيف، أن تتحلى بقدر من الثقة والقدرة على التلاؤم عند حدوث تغيير؛ وتتجلى أهمية ذلك لدى القائد الذي يعمل في بيئة سريعة الوتيرة، تحدث فيها الكثير من التغييرات على المشاريع. على سبيل المثال، تخيل أنه طرأ لديك مشروع جديد أَولى من المشروع الذي كنت تعمل عليه. بدلًا من الشعور بالتوتر أو الإحباط، يمكنك التكيف مع هذا التغيير، والمضي قدمًا بروحٍ من الانفتاح والفضول. هذه المهارة مهمة لأنها تساعدك في الحفاظ على المرونة، ورغم أن التكيف قد يكون صعبًا في بعض الأحيان، إلا أنه يؤهلك لتكون قائدًا متميزًا وقادرًا على التعامل مع أي شيء يعترض طريقك، كما أنه يلهم فريقك للتحلي بهذه المهارة أيضًا. 5. اتخاذ القرارات لكي يتمكن القائد من القيام بدوره، لا بد من أن يتمتع بمهارة اتخاذ القرارات التي تخفف من الحيرة وتعزز تمكين فريق العمل. ويساعد التدرب على حل المشكلات ومعالجة الأمور على تنمية مهارة اتخاذ القرارات. وكما هو الحال في جميع المهارات التي تحدثنا عنها، فإن مهارة اتخاذ القرارات قابلة للتعلُّم. يمكنك البدء بصقل مهارات التفكير النقدي لديك وتعلُّم كيفية تحليل المعطيات الأساسية عندما تطرأ مشكلةٌ ما. احرص أيضًا على اتخاذ القرارات استنادًا إلى البيانات لكي تكون الأفعال اللاحقة مبنيةً على الوقائع، وليس على التخمين، وبالتالي تقلل من العواقب المحتملة. 6. التوافق مع الأهداف يساعد تحديد الأهداف على إعطاء الأولوية للمشاريع الأكثر أهمية التي لها تأثير أكبر على العمل التجاري، كما يمكّنك ذلك من امتلاك نظرة شمولية للسياق العام ومعرفة الأنسب لكل من فريق العمل والمؤسسة. يساهم ذلك على المدى الطويل في تحسين النتائج ورفع معنويات الفريق. يتضمن التوافق مع الأهداف ثلاث مهارات رئيسية: تحديد الأهداف: عندما تعمل على وضع الأهداف، احرص على تحديد نقاط الألم الحالية، وتقدير أهداف النمو، وتحليل الخطط الحالية لتخصيص الموارد؛ فكل ذلك يساعد على وضع أهداف مدروسة. استخدم إستراتيجية الأهداف الذكية S.M.A.R.T، والتي تضمن بأن تكون الأهداف نوعيةً وقابلةً للقياس وقابلةً للإنجاز وواقعيةً وذات إطار زمني محدد. مناقشة الأهداف: ولا يقتصر ذلك على تنظيم أهداف الفريق، بل يشمل أيضًا جعلها متماشيةً مع الأهداف العامة للمؤسسة، مما يساعد أعضاء الفريق على إدراك كيف يساهم عملهم في تحقيق الأهداف الكبيرة، وهو أمر يتطلب تواصلًا شفافًا وعملًا جماعيًا منسجمًا. تتبع الأهداف: لا يكفي تحديد الأهداف ومناقشتها لوحدهما، بل يجب تكملة ذلك بالمتابعة الحثيثة، وهو ما يُعَد ضروريًا من أجل ربط الأعمال اليومية بالأهداف الكبيرة ومراقبة تطور الفريق مع الزمن. 7. التطور الشخصي التطور الشخصي مهمٌّ لجميع أفراد فريق العمل، ولا سيما لقائد الفريق؛ فإذا أردت تعزيز خبرات فريقك، فعليك أن تعمل أولًا على تعزيز خبراتك؛ وقد يكون ذلك من خلال حضور ورشات العمل أو الدورات التدريبية، أو من خلال الاحتكاك بخبراء من مجالك، فكل ذلك من شأنه مساعدتك على تطوير مهاراتك الإدارية. إن استمرار القائد في تطوير مهاراته يمكّن فريق العمل من التطور المستمر، ولا يقتصر ذلك على التطور المهني الفردي، بل ينعكس أيضًا على نمو الشركة وازدهارها. أمثلة عن إدارة الذات فيما يلي بعض الأمثلة حول إدارة الذات تساعدك على أن تكون قائدًا أفضل في مكان العمل. ومن خلال هذه الأمثلة التي تدور حول إدارة الذات في مكان العمل، يمكنك التعرف على المهارات التي تحتاج إلى تطويرها للتمتع بإدارة سليمة للذات، فهي تتمحور حول تحسين نظرتك لذاتك من أجل تعزيز الثقة بالنفس. المثال الأول: وضع أهداف وجعلها تتماشى مع السياق العام: مروى قائدة فريق تريد زيادة معدل عودة العملاء بنسبة 10% هذا العام من أجل تحقيق متطلبات النمو لمؤسستها، ولهذا الغرض فقد عملت بدايةً على كتابة دراسة حالة للمشروع التجاري وحددت موعدًا لعقد اجتماع مع رئيس العمليات وتطوير المنتجات. وخلال الاجتماع، عرضت مروى على رؤساء الأقسام خطتها لإعادة بناء العلامة التجارية لخط منتجات سابق لم يحقق أداءً جيدًا في الماضي. وافق الرؤساء على الخطة وبدأت مروى بتطوير هيكل تفصيلي للعمل. المثال الثاني: إدارة التوتر وتنظيم الوقت بدأ سعيد يومه بمراجعة قائمة المهمات اليومية، فلاحظ أن لديه بضع مهمات تحتاج إلى إتمام، بالإضافة إلى مهمات متأخرة من البارحة، وفوق ذلك فقد تلقى دعوةً لاجتماع مهم جدًا بشأن مشروع جديد. بدلًا من الاستسلام لمشاعر التوتر والإحباط، ذهب سعيد إلى العمل لتنظيم برنامجه، وقد أدرك بطبيعة الحال بأنه لن يستطيع إنجاز كل المطلوب منه في ذلك اليوم. قرر سعيد ترتيب الأولويات، فانضم إلى اجتماع المشروع الجديد، ثم أكمل يومه بإنجاز المهمات الأكثر إلحاحًا، مع الحفاظ على جودة العمل الذي يقدمه. لم يلجأ سعيد للسهر طوال الليل لإتمام العمل، فهذا يسبب له التوتر ويأخذ من وقته العائلي، بل قرر تأجيل المهمات الأقل أهميةً إلى اليوم التالي. في المثالين السابقين، اتخذ القائد قرارات عقلانية وفقًا لمصلحته ولمصلحة فريق عمله، وقد كان سريعًا في اتخاذ قرارات ذكية من أجل الحصول على نتائج جيدة مع مراعاة حياته الشخصية. خاتمة تساعد إدارة السلوكيات والمشاعر على تحسين إدارة الذات، وبالتالي تجعل منك قائدًا أقوى. يمكنك البدء بتطوير المهارات السبعة المذكورة أعلاه من أجل تعزيز إدارة الذات لديك وتحسين مهاراتك القيادية. ترجمة -وبتصرّف- للمقال What is self-management? (7 skills to improve it) لصاحبته Alicia Raeburn. اقرأ أيضًا مهارات القيادة التي يجب أن تتوفر في القائد الإدارة بالأهداف: أسلوب للتخطيط والرقابة مدخل إلى إدارة الذات
-
لكل مشروع قصة بداية، فلا يمكن أن يطرح فريق العمل مشروعًا جديدًا من خلال الإعلان عن الحاجة للموارد اللازمة له بطريقة مباشرة، بل يجب أولًا أن يقدموا مقترحًا للمشروع إلى صناع القرار في المؤسسة أو إلى أصحاب المصلحة الخارجيين. مقترح المشروع هو شكل مكتوب من العرض التعريفي المقتضب (حديث المصعد)، ويهدف إلى عرض مشروعك بطريقة مختصرة لكن فعالة في الوقت نفسه. سنتعلم في هذا الدليل كيفية كتابة مقترح مشروع يؤهلك للحصول على الموافقة ومن ثم النجاح في العمل. ما المقصود بمقترح المشروع؟ مقترح المشروع project proposal هو عبارة عن وثيقة مكتوبة توضح كل ما يجب أن يعرفه أصحاب المصلحة عن المشروع، بما في ذلك الإطار الزمني والميزانية والغايات والأهداف. يجب أن يلخص المقترح جوانب المشروع ويبيع فكرتك من خلال جذب اهتمام أصحاب المصلحة بالمساهمة في المشروع. الغرض من مقترح المشروع: تأمين تمويل خارجي. الاستفادة من موارد الشركة لصالح مشروعك. الحصول على موافقة أصحاب المصلحة. توليد الحماس للمشروع والرغبة بالمساهمة فيه. الفرق بين مقترح المشروع وميثاق المشروع project charter ودراسة حالة المشروع business cases في سياق إنشاء المشاريع، فإن الغرض من مقترح المشروع يختلف عن الغرض من ميثاق المشروع، ومن المهم أن نوضح هذا الفرق؛ إذ يُطرَح مقترح المشروع في مرحلة البدء، في حين أن ميثاق المشروع ينتمي إلى مرحلة التخطيط. وكما ذكرنا أعلاه، مقترح المشروع هو وثيقة إقناعية تهدف إلى إقناع أصحاب المصلحة بأهمية إجراء المشروع؛ أما ميثاق المشروع، فهو وثيقة مرجعية توضح أهداف المشروع، ولا يمكن إصدارها قبل الموافقة على مقترح المشروع. يخلط الناس أيضًا بين دراسة حالة المشروع ومقترح المشروع، لكن دراسة حالة المشروع تأتي أيضًا في وقت لاحق لتقديم المقترح، فبعد الموافقة على مقترح المشروع يمكن تقديم دراسة حالة المشروع لتأمين المزيد من التمويل. أنواع مقترحات المشاريع هناك ستة أنواع مختلفة لمقترحات المشاريع ولكلٍّ منها هدفٌ مختلف، مع ذلك يساعد التعرف عليها مدير المشروع على كتابة مقترحه. ملتمَس: وهو المقترح الذي يرسَل بناءً على طلب لتقديم المقترحات تعلن عنه الجهة الأخرى؛ إذ يتضمن الطلب، الإعلان عن تفاصيل المشروع، وفسح المجال لاستقبال العروض والمقترحات من الفرق المؤهلة. ونظرًا لأن هذا النوع من المقترحات يكون في حالة تنافس مع الشركات الأخرى، فهو يتطلب إجراء بحث متعمق، ومن ثم كتابته بطريقة مقنعة. غير ملتمَس: وهو المقترح الذي يرسَل دون طلب سابق لتقديم المقترحات -بمعنى أنه لم يعلن أحد عن حاجته لاستقبال العروض والمقترحات-، وفي هذه الحالة لن تكون في حالة تنافس مع الشركات أو الفرق الأخرى؛ ومع ذلك فلا بد من أن تكتب هذا المقترح بطريقة مقنعة أيضًا، لأنك لا تعلم ما إذا كان أصحاب المصلحة بحاجة فعلية للمشروع الذي تقترحه أم لا. غير رسمي: أي عندما يرسل لك أحد العملاء طلبًا غير رسمي بتقديم مقترح، وفي هذه الحالة يمكنك الرد بعرضك للمشروع، لكن دون الحاجة للتقيد بقواعد صارمة نظرًا لأن الطلب غير رسمي. تجديدي: ترسَل المقترحات التجديدية للعملاء الحاليين على أمل أن يمددوا طلب خدماتهم من شركتك. في هذا النوع من المقترحات يتمحور الهدف حول التركيز على نجاح التجارب السابقة التي قدمها فريقك للعميل، ومحاولة إقناعه بقدرتك على تقديم المزيد من العمل الناجح. استمراري: يرسَل هذا المقترح لتذكير أصحاب المصلحة بأن المشروع على وشك البدء. يتطلب هذا النوع من المقترحات تقديم معلومات حول المشروع، بدلًا من الحاجة لإقناع أصحاب المصلحة. تكميلي: كما هو الحال في المقترحات الاستمرارية، ترسَل المقترحات التكميلية لأصحاب المصلحة المشاركة أصلًا بالمشروع، وتتضمن إبلاغهم بأن المشروع على وشك البدء مع طلب المزيد من الموارد. يتطلب هذا النوع من المقترحات إقناع أصحاب المصلحة بالمزيد من المساهمة في المشروع. يختلف محتوى المقترح وأسلوب صياغته باختلاف نوعه. وعندما تكون أهداف المشروع واضحةً بالنسبة لك، يمكنك كتابة المقترح المناسب وفقًا لذلك. كيفية كتابة مقترح للمشروع يمكن تطبيق الخطوات التالية على معظم مقترحات المشاريع بغض النظر عن نوعها، لكن يتعين عليك تخصيص مقترحك ليتناسب مع الجمهور المستهدف، ويمكن عدّ الإطار التالي لمقترحات المشاريع بمثابة مرجع لضمان عدم إغفال أي عنصر من عناصر مقترحك. 1. كتابة ملخص تنفيذي هذه الفقرة الاستهلالية مشابهة لخلاصة التقرير أو مقدمة المقال؛ إذ يمكن استهلال مقترح المشروع بملخص تنفيذي يلخص المحتوى ويشدّ انتباه أصحاب المصلحة لمتابعة القراءة. قد يتألف هذا القسم من فقرة واحدة، أو بضعة فقرات، حسب درجة تعقيد المشروع. يجب أن يتضمن الملخص التنفيذي: المشكلة التي يهدف المشروع إلى معالجتها. الحل الذي يقدمه المشروع لهذه المشكلة. الأثر الذي سيحدثه المشروع. تحدث باختصار عن النقاط الثلاثة المذكورة في هذا القسم، فالفقرات اللاحقة من مقترح المشروع ستتضمن التوسع في الحديث عنها. 2. شرح خلفية المشروع يتناول هذا القسم تقديم معلومات عن أصل المشروع، وذلك من خلال استخدام المراجع والإحصائيات التي تقنع القارئ بأهمية المشكلة التي يعالجها المشروع. ومن الأسئلة التي يتحدث عنها هذا القسم: ما المشكلة التي يعالجها المشروع؟ ما المعلومات المتوفرة مسبقًا عن هذه المشكلة؟ مَن سبق أن تناول هذه المشكلة؟ وما الأبحاث السابقة المتوفرة حولها؟ لماذا تُعَد الأبحاث السابقة غير كافية لمعالجة هذه المشكلة؟ يمكنك أيضًا استغلال هذا القسم في الحديث عن العلاقة المباشرة التي تربط المشكلة المطروحة بمؤسستك. 3. تقديم الحل بعد أن طُرِحت المشكلة في فقرة خلفية المشروع، من المنطقي أن تتضمن الخطوة التالية تقديم حلٍّ لهذه المشكلة؛ فهذا القسم هو فرصتك لتوضيح منهجية المشروع بمزيدٍ من التفصيل. يمكن أن يتضمن هذا القسم العناصر التالية: بيان رؤية المشروع من وجهة نظرك. الجدول الزمني للمشروع وأهم المراحل فيه. أدوار ومسؤوليات فريق العمل. سجلّ المخاطر الذي يوضح كيفية التخفيف من المخاطر. مُخرجات المشروع. الأدوات التي ستستخدَم لإصدار التقارير خلال المشروع. ليس من الضروري أن يتضمن مقترحك جميع هذه العناصر، فالأمر يعود لك في اختيار النقاط التي ستتحدث عنها، بناءً على نطاق مشروعك. ومن المرجح أن يكون هذا القسم هو الأطول والأكثر تفصيلًا في مقترح المشروع، نظرًا لأنه يتضمن مناقشة جميع النواحي المتعلقة بتنفيذ الحل المطروح. 4. تحديد مخرجات المشروع وأهدافه يُعَد تحديد مخرجات المشروع وأهدافه خطوةً مهمةً في كتابة مقترح المشروع، فأصحاب المصلحة بحاجة لمعرفة ما سينتج عن المشروع في النهاية، سواءً كان منتجًا أم برنامجًا أم تحسينًا لتقنيةٍ ما أم أي شيءٍ آخر. يوضح هذا القسم لأصحاب المصلحة الغرض الذي ستحققه الموارد التي سيقدمونها بما يوافق رؤيتك للمشروع. يجب أن يتضمن قسم تحديد المخرجات ما يلي: المنتج النهائي أو الهدف النهائي للمشروع. مخطط زمني يوضح الزمن اللازم لتصبح المخرجات جاهزة. أهداف ذكية S.M.A.R.T. تتماشى مع المخرجات التي ستنتج عن المشروع. على الرغم من أهمية عرض المشكلة والحل للمشروع المقترح، إلا أن بيان المخرجات يسهل على أصحاب المصلحة تصوُّر المشروع. 5. إدراج الموارد اللازمة بعد أن تم تحديد كل من المشكلة والمنهجية والحل والمخرجات، يمكنك الحديث بالتفصيل عن الموارد اللازمة لإنجاز المشروع. يتضمن هذا القسم: ميزانية المشروع: وتشمل جميع النفقات التي تحتاجها من مستلزمات المشروع وتكاليف الإعلان ورواتب الفريق وغيرها. يجب أن يتضمن هذا القسم جميع بنود الميزانية اللازمة لإتمام المشروع. تحليل التكاليف: ويتضمن دراسةً توضيحيةً لدواعي الحاجة لمصادر معينة، وهي تساعد أصحاب المصلحة على معرفة الغرض الذي ستُستخدَم من أجله مساهماتهم؛ كما يفيد هذا التحليل في التخفيف من التكاليف غير المتوقَّعة التي من الممكن أن تظهر لاحقًا. خطة تخصيص الموارد: يجب إدراج لمحة عامة عن خطتك لتوزيع الموارد، توضح فيها أين ستستخدم الموارد التي تحتاجها. على سبيل المثال، إذا قررت أنك بحاجة لميزانية قدرها 50,000$ لإنجاز المشروع، فأنشئ خطةً لتوزيع هذا المبلغ بين رواتب موظفين وتكاليف تقنية ومواد وما إلى ذلك. بالوصول إلى هذه المرحلة، من المفترض أن تكون قد أقنعت أصحاب المصلحة بالمشروع المقترح، لذلك يُعَد تأخير عرض الموارد اللازمة إلى النهاية إستراتيجيةً ذكيةً في هذا السياق. 6. اختتام المقترح في النهاية، اختتم مقترح مشروعك بخاتمة قوية مقنعة. وكما هو الحال في الملخص التنفيذي، يجب أن تتحدث الخاتمة بإيجاز عن المشكلة التي يعالجها المشروع والحل المقترح لهذه المشكلة. يمكنك التأكيد على الأثر الذي سيُحدثه المشروع في الخاتمة، لكن تجنب الابتعاد عن صلب الموضوع كما لو كنت تكتب مقالًا تقليديًا. نصائح لكتابة مقترح فعال لمشروعك يساعد اتباع الخطوات المذكورة أعلاه على ضمان احتواء مقترحك على جميع العناصر اللازمة، لكن إذا كنت ترغب بإبهار القارئ وكسب موافقته، فيجب أن تكتب بأسلوب متألق وجذاب؛ ولذلك يجب أن تراعي الأمور التالية إضافةً إلى ما سبق: اعرف جمهورك أثناء كتابة المقترح، فكّر دائمًا بجمهورك المستهدف (أصحاب المصلحة) وكيف يمكن تحسين ردة فعله على محتوى المقترح، ففي النهاية أنت تسعى لإقناعهم، وليس عرض تفاصيل مشروعك فحسب. على سبيل المثال، إذا كنت تعمل على إنشاء أداة تحرير لدُور النشر المخصصة للأطفال، فيمكنك الاستفادة من الجانب العاطفي في محاولة إقناع الجمهور المستهدف بالمساهمة بمشروعك إذا علمت أنهم آباء وأمهات. احرص على الإقناع لا شك بأن الإقناع غاية أساسية لمقترح المشروع، فأنت تنتظر من الجمهور قراءة المقترح ثم تقديم شيء ما في المقابل؛ أما إذا لم يهتم القارئ بمشروعك، فلن يميل إلى مساعدتك. على سبيل المثال، إذا وصفتَ أداةَ التحرير التي تقترحُها في مشروعك دون أن تذكر الميزات العديدة التي ستوفرها وكيف ستساعد العملاء وتأثيرها الإيجابي، فلن يشعر القارئ بالانجذاب نحو المشروع. التزم بالتبسيط مع أن المقترح يتضمن الحديث عن تفاصيل تخص المشكلة المطروحة والمنهجية والحل المقترح، إلا أنه عليك أن تتجنب زيادة التعقيد؛ فمثلًا يمكنك مناقشة خطة المشروع لأداة التحرير التي تقترحها، لكن دون مناقشة الأكواد البرمجية التي سيستخدمها المهندسون في كل ميزة من ميزات الأداء. أنجز بحثك يتضمن المقترح الناجح بحثًا شاملًا، لذا كن مستعدًا لدعم المشكلة المطروحة والحل المقترح بمصادر قوية أو دراسات حالة أو إحصائيات أو رسوم بيانية، وذلك لكي لا تترك في بال الجمهور أي تساؤل حول الموضوع. عندما تكتب المقترح ضع نفسك مكان القارئ واسأل: لماذا تُعَد هذه مشكلة؟ كيف يَحُل المقترح هذه المشكلة؟ هل سبق أن عالج أحدهم هذه المشكلة؟ ما تكاليف المشروع؟ إذا تمكنت من الإجابة عن هذه الأسئلة، فمن المرجح أنك قد أجريت بحثًا كافيًا يدعم مقترحك. الاستفادة من أدوات إدارة المشاريع لدعم مقترح المشروع تحتاج كتابة مقترح جيد إلى تعاون الفريق، مما يستدعي الحاجة لاستخدام أداة لإدارة المشاريع تساعد الفريق على النقاش وتبادل المعلومات والعمل معًا في مستند واحد. عندما تكون معلومات المشروع مخزنةً في مكانٍ واحد، يصبح الوصول إلى البيانات عند الحاجة إليها أمرًا سهلًا، فالمقترحات الناجحة تنبع من مشاريع منظمة ومخطَّط لها جيدًا، ويتطلب ذلك استخدام أداة لإدارة المشاريع تكون مصدرًا رئيسيًا لكتابة مقترح فعال، كما هو الحال في منصة أنا لإدارة المشاريع. أدر مشاريعك بأريحية الآن مع أداة أنا استفد من الوسائل المتاحة في أداة أنا وخطط ونفذ مشاريعك بسهولة ابدأ الآن ترجمة -وبتصرّف- للمقال 6 steps for writing a persuasive project proposal. اقرأ أيضًا كيف تكتب مقترح مشروع مقنعا كيفية كتابة مقترح لخدمات العمل الحر وتقديمها للعميل كيفية تصميم نموذج الأعمال لتمويل المشروع كيف يبني رواد الأعمال العروض التقديمية الريادية لأهداف وجماهير مختلفة
-
النجاح كلمة فضفاضة يقيسها كل شخص بطريقة مختلفة، مما يجعل تحديدها أمرًا صعبًا، لا سيما حين تدير فريق عمل أو مشروعًا تجاريًا، فكيف تعرف بأنك شخص ناجح أو بأن مشروعك أو عملك التجاري ناجحين؟ هنا تكمُن الحاجة إلى وضع معايير نوعية للنجاح من خلال منهجية تستند إلى البيانات تُعرف بالمقارنة المعيارية، والتي تتضمن استخدام المنافسين والمقارَنات الداخلية لوضع معايير مرجعية موثوقة للنجاح. لنتحدث فيما يلي عن هذه المنهجية وأنواعها وخطوات إجرائها. ما هي المقارنة المعيارية؟ المقياس benchmark هو عبارة عن معيار محدد مسبقًا، والمقارنة المعيارية benchmarking هي عملية وضع هذه المعايير. لتحديد المعايير لا بد من مقارنة عملك مع شيء آخر، وهناك مجموعة متنوعة من الأمور التي يمكن المقارنة بها مثل: المنافسين: تساعد مقارنة عملك أو أهدافك المرغوبة مع المنافسين على معرفة القيم الطبيعية في مجال عملك وإدراك تطلعات العملاء؛ وبمجرد معرفة هذه الأمور يمكنك ملاءمة عملك أو منتجك أو رسالتك معها لتبقى قويًا في مضمار التنافس. النتائج السابقة: عندما تقارن نتائج عملك الحالية مع النتائج السابقة، ستتمكن من معرفة مدى التحسن على الصعيد الداخلي وتحديد الفجوات في العمليات وفي مسارات العمل. إذا كان هناك تحسن عن النتائج السابقة، فإن معرفة ذلك تساعدك على مضاعفة التحسن بعد أن تيقّنت من أنك تسير بالاتجاه الصحيح؛ أما إذا كان هناك تراجع، فإن الكشف عن ذلك يمنحك فرصةً لتصحيح مسارك. الأهداف: إن استخدام الأهداف مقياسًا للنجاح، يكشف عن مدى تلبية النتائج للتطلعات الأولية؛ فإذا تبين أن النتائج لن ترقى إلى المستوى المطلوب، فربما هناك حاجة لتعديل الأهداف والتأكد من أنها قابلة للتحقيق. ما الفرق بين المقارنة المعيارية ووضع الأهداف؟ يمكنك استخدام أي من هاتين الطريقتين لتقييم نتائج المشروع، مع التنويه إلى وجود بعض الاختلاف بينهما عمليًا؛ ويكمُن هذا الاختلاف في المرجع الذي يقاس النجاح وفقًا له؛ فالأهداف هي ما تسعى لتحقيقه، وتكون موجهة نحو نمو المشروع بطبيعة الحال؛ أما المقارنة المعيارية فهي تقارن النتائج المحققة مع مرجع للمقارنة. بمعنى آخر فإن الأهداف هي ما تسعى لتحقيقه، والمقارنة المعيارية هي مقارنة الأداء بنقطة مرجعية أخرى. على سبيل المثال، لنفترض بأن هدفك التجاري هو تحقيق إيرادات بقيمة 500 ألف دولار هذه السنة، يوضح هذا الهدف ما تسعى للوصول إليه من أجل تحقيق النمو وزيادة التدفق النقدي؛ أما القياس المرجعي (مقارنتك المعيارية) للإيرادات، فهو يقيس مقدار المال الذي تكسبه مقارنةً بالمنافسين أو بما كسبته العام الماضي. في العادة يمكنك الاستفادة من القياس المرجعي لتحسين الأهداف وجعلها أكثر واقعية، فمثلًا، إذا حققت إيرادات بقيمة 200 ألف دولار في السنة الماضية وكنت في حالة نمو مطّرد، فمن المنطقي أن يكون هدفك هو الوصول إلى 500 ألف دولار. ما الفرق بين المقارنة المعيارية والتحليل التنافسي؟ تعتمد كل من هاتين الطريقتين على أبحاث المنافسين لمعرفة كيف يسير العمل لدى الشركات الأخرى، لكنهما تختلفان في النطاق؛ فالمقارنة المعيارية ذات نطاق أصغر وتركز على العمليات الفردية في المشروع، في حين أن التحليل التنافسي أوسع نطاقًا ويُعنى بالأهداف والإستراتيجيات الشاملة. في المقارنة المعيارية، يمكنك استخدام بيانات أبحاث المنافسين لمراجعة العمليات الداخلية والممارسات المثلى، وذلك من خلال جعل بيانات المنافسين مقياسًا مرجعيًا واستخدامها كمعيار لتقييم عملك؛ أما في التحليل التنافسي، فالأمر مختلف قليلًا، فهنا تُستخدَم بيانات المنافسين لمراجعة الإستراتيجية الشاملة للمشروع التجاري. يعتمد اختيارك لأي من هاتين الطريقتين على النطاق الذي تنظر إليه؛ فإذا كنت تركز على العمليات، فالمقارنة المعيارية مناسبة لذلك؛ أما إذا كنت تبحث عن بيانات متعلقة بالإستراتيجيات والأهداف العامة، فإن التحليل التنافسي هو الأرجح. ما أهمية المقارنة المعيارية؟ تساعد المقارنة المعيارية على وضع معايير في العمل، وتتميز هذه المعايير بأنها تكون مبنيةً على البيانات وليس على الآراء والأفكار الشخصية؛ مما يضمن أن تكون معايير العمل موجهةً ومتمحورةً حول النواحي الأهم تاثيرًا. من ناحية أخرى فإن المقارنة المعيارية نوضح للموظفين المبررات المنطقية لاختيار أهداف العمل، وتقدم بيانات توضح أهمية المهمات اليومية التي يعمل عليها الفريق، وبالتالي يعلم الجميع أدوارهم في العمل ولماذا عليهم أن يقوموا بها. للمقارنة المعيارية فوائد عديدة، نذكر منها: تعريف النجاح وتحديده: تساعد المقارنة المعيارية على تحديد شروط النجاح للشركة. فمثلًا إذا كان معيار النجاح هو تحقيق زيادة سنوية ثابتة بنسبة 10% في توليد عملاء جدد، وكنتَ في طريقك للوصول إلى 11%؛ فهذا مؤشر على أن النتائج التي تحققها تفوق التوقعات. تحديد الفجوات: نكشف المقارنة المعيارية عن الفجوات ونقاط الضعف لديك مقارنةً بالمنافسين. على سبيل المثال، من الصعب أن تكون منافسًا قويًا إذا كنت تعمل على إصدار ثلاث ميزات للمنتج في نفس الفترة التي يعمل فيها منافسوك على إصدار ثماني ميزات. وضع معايير أعلى لجودة المنتج: تساعد المقارنة المعيارية على تحسين جودة المنتجات أو الخدمات، وبالتالي تعزيز رضا العملاء. على سبيل المثال، يساعدك اختيار مقياس مرجعي مثل استضافة أربع فعاليات مجتمعية سنويًا على التفاعل مع العملاء بانتظام. كيف تستفيد من المقارنة المعيارية؟ رغم سهولة وضع مقاييس للمقارنة إلا أنها عملية تتطلب التخطيط، ففي البداية يجب جمع البيانات لاستخدامها في المقارنة، وقد تكون هذه البيانات من المنافسين أو من عمل سابق أو من أهداف المشروع. وتكون المقاييس المعتمدة على هذه البيانات هي الأساس لعملية التحليل المقارن التي ستقيّم عملك من خلالها. على سبيل المثال، لنفترض أنك تبحث في موضوع الفترة اللازمة لإطلاق المنتجات، فتجد أنك بحاجة إلى ثلاثة أشهر من مرحلة التفكير، وصولًا إلى الإطلاق. ربما تشعر أن هذه الفترة الزمنية طويلة أو قصيرة قياسًا بما كنت تتصوره، لكن التصور ليس طريقةً دقيقةً لمعرفة الوقت المثالي للإطلاق، بل يتعين عليك استخدام المقارنة المعيارية للإجابة عن تساؤلك حول الوقت اللازم لإطلاق كل منتج. مثلًا يمكنك البحث عن: كم من الوقت يستغرق منافسوك لإطلاق منتج مشابه؟ كم من الوقت استغرق إطلاق آخر منتج لديك؟ هل تم إجراء تحسينات على العمليات من شأنها اختصار الوقت في مرحلة الإطلاق؟ من الجدير بالذكر أن التفاصيل تصبح هنا ذات أهمية، فإذا كان المنافس يطلق منتجه بوقت أقصر، فربما يكون فريقه أو ميزانيته ضعفَي ما لديك؛ لذا عليك أن تتأكد من مدى ملاءمة المقياس المرجعي لحالتك الخاصة وأن تختار ما يتوافق مع كل حالة على حدة. أنواع المقارنة المعيارية للقياس المقارن ثلاثة أنواع مختلفة وهي: الداخلي والتنافسي والإستراتيجي، ويعتمد اختيارك للنوع على الأمر الذي ترغب بقياسه والغاية التي تقيس من أجلها. المقارنة المعيارية الداخلي إذا كنت مستجدًا في المقارنة المعيارية، فإن النوع الداخلي هو الأسهل للبدء به. وكما هو الحال في الأجزاء الأخرى من إدارة المشاريع، فإن المقارنة المعيارية الداخلية تعتمد على المعلومات التي تمتلكها الشركة للإجابة عن الأسئلة، ونظرًا لأن القيام بذلك يتطلب مراجعة المعلومات الداخلية، فإن عملية جمع البيانات تكون بأكملها في متناول اليد. لإجراء مقارنة معيارية داخلية، تحتاج إلى مراجعة مؤشرات أداء المشروع للأقسام والفرق الأخرى أو حتى للأعمال السابقة، ثم البحث عن الممارسات المثلى أو العمليات المُجدية التي يمكن تطبيقها على العمل الحالي. يمكنك جمع المعلومات الداخلية من خلال: إجراء استبيانات وسؤال الزملاء عما تم تحقيقه وكيفية ذلك، أو الاطلاع على تقاريرهم. مراجعة المشاريع السابقة والبحث عن العمليات التي ساهمت بتميُّز الشركة تنافسيًا. دراسة المشاريع قوية التأثير لمعرفة العوامل التي ساعدت على نجاحها، وفي حال كان من الممكن إعادة استخدام العمليات والممارسات المثلى الناجحة المتعلقة بها أو توحيد معاييرها، فإنها تكون خيارًا جيدًا للقياس المقارن المتعلق بالأداء. التحقق من الأهداف السابقة لمعرفة ما إذا كان المنتج يرقى إلى التوقعات الموضوعة مسبقًا. أثناء جمعك لهذه المعلومات، سجل أي عملية ذات نتائج قد ترغب بتكرارها كونها مؤهلةً لتكون معيارًا، مع الانتباه في الوقت نفسه إلى أي فجوات في الأداء (وجود اختلاف بين الأداء الفعلي والأداء المخطّط له)، وهو ما يشبه تحليل الفجوات الذي يتضمن المقارنة بين الأداء الحالي والأداء المرغوب به، لكن الفرق هنا أن المقارنة المعيارية الداخلية تقارن الأداء الحالي بأداء سابق أو بأداء فريق آخر. بعد الانتهاء من مراجعة العمليات وتحديد الناجح والفاشل منها، يمكنك إنهاء المراجعة الداخلية والبدء بالمقارنة المعيارية للعمليات ومسارات العمل التي ترغب بوضع معايير لها. المقارنة المعيارية التنافسي وهو الوجه الآخر للمراجعة الداخلية، فهنا تبحث في نتائج الشركات الأخرى التي تعمل في المجال نفسه. تُعَد المقارنة المعيارية التنافسي أصعب بسبب التحديات التي تواجه إمكانية الحصول على بيانات موثوقة؛ فالأمر هنا يعتمد على المعلومات التي يقدمها المنافسون أو تؤخَذ من طرف ثالث، والتي يصعب التحقق منها. مع ذلك فإن الأمر يستحق المحاولة والاجتهاد لتخطي عقبات جمع البيانات، فالمقارنة المعيارية التنافسية هب أحد أفضل الطرق للحصول على ميزة تنافسية، وهي تساعد على اكتشاف الأنماط والسمات الشائعة في مجالك، والتي يمكن الاستفادة منها ليس فقط في المقارنة المعيارية بل أيضًا في التحسين الشامل للعمليات. على سبيل المثال، لنفترض أنك اكتشفت بأن منافسك المباشر يحظى بتفاعل أكبر على صفحاته في مواقع التواصل الاجتماعي مقارنةً بشركتك. يمكنك الاستفادة من هذه المعلومة لوضع مقياس مرجعي يتمحور حول التفاعل في صفحات التواصل الاجتماعي لشركتك. بمعنى آخر، فإن ذلك يمكّنك من تحديد الأرقام التي يجب أن تحققها في أدائك على مواقع التواصل الاجتماعي لتحافظ على قوتك التنافسية. المقارنة المعيارية الإستراتيجي أحيانًا تعلم أن هناك خللًا ما في العمل لكن لا تستطيع تحديده؛ ربما لأنه ليس الوقت المناسب لحل المشكلات أو بسبب انشغالك بتطوير طريقة جديدة مختلفة للعمل أو التوسع في أسواق جديدة؛ وتُعَد المقارنة المعيارية الإستراتيجية طريقةً إبداعيةً للبحث عن أفكار وحلول تتجاوز الحدود المعرفية الشائعة في مجالك، فهنا تبحث عن أفضل الممارسات من نوعها في الشركات الأخرى والمجالات الأخرى وربما حتى في الثقافات الأخرى، لتبني على ضوئها مقاييس مقارنة إستراتيجية جديدة لعملك. استُخدمت المقارنة المعيارية الإستراتيجية عبر التاريخ لتسريع عجلة الابتكار. على سبيل المثال، عندما طُلب من إحدى شركات المصاعد تصميم مصاعد لمراكز التسوق، كان عليهم أن يجدوا حلًا يساعد الناس على الصعود باستمرار بطريقة سريعة مع مراعاة الانحدار والصعود عكس الجاذبية. ورغم أن الأمر كان غير مسبوقٍ في مجالهم، إلا أنهم فكروا خارج الصندوق واستفادوا من تقنيات قطاع التعدين لتصميم السلالم المتحركة المنتشرة في مراكز التسوق. عند تطبيق المقارنة المعيارية الإستراتيجية بهذا المستوى من الجدارة، فإنها ستكون كفيلةً بالارتقاء بسويّة المشروع، بعيدًا عن كل المنافسين. الخطوات الثمانية لعملية المقارنة المعيارية يمكنك اتباع الخطوات البسيطة التالية لتحقيق تحسن مستمر في العمليات ومسارات العمل بالاستفادة من المقارنة المعيارية: حدد الجانب الذي ستطبق عليه المقارنة المعيارية: وفي حال كنت مستجدًا في إجراء المقارنة المعيارية، انطلق أولًا من المقارنة بالمشاريع والعمليات والنتائج المرغوبة التي كان لها تأثير إيجابي كبير على عملك. حدد نوع المقارنة المعيارية: أي حدد مصدر البيانات التي ستقارن بها، هل هي داخلية؟ أم تنافسية؟ أم إستراتيجية؟ راجع وسجل: انظر إلى الأمر الذي تُجري عليه مقارنتك المعيارية، وسجل جميع العمليات المتعلقة به مع توثيق مسارات العمل، لتكوِّن فكرةً جيدةً عن الحالة الراهنة قبل البدء. اجمع البيانات: قد يكون مصدر البيانات من المنافسين أو من الشركة نفسها، حسب نوع المقارنة المعيارية. وعند استخدام الأبحاث التنافسية، انتبه من الاعتماد على المعلومات من مصدر ثانوي حول المنافسين (مثل مواقع الويب أو المقالات الإخبارية) والتي يصعب التحقق منها. حلل البيانات: قارن البيانات التي حصلت عليها ببيانات الأداء الخاصة بك للكشف عن الفجوات والأنماط وفرص التحسين. ضع خطة: البيانات لوحدها لا تغير من الحال شيئًا، فبعد الانتهاء من التحليل الشامل يتعين عليك البدء بالتخطيط الذي يشمل وضع معايير وتحديد طريقة الاستفادة منها. طبق التغييرات: يمكنك الآن الانتقال إلى مرحلة إدارة المشاريع لتعمل على تطبيق ما توصلت إليه وجعل المعايير الجديدة سارية على مستوى العمل والفريق والشركة. كرر العملية: المقارنة المعيارية عملية مستمرة، لكنها نوعية لكل فكرة جديدة ومسار عمل جديد، لذا عليك أن تكرر العملية من البداية لكل مشروع جديد. خاتمة تساعد المقارنة المعيارية للعمليات ومسارات العمل والنتائج على وضع معايير ذهبية لقياس نجاحك في العمل، فهو يبين المستويات التي يجب السعي لتحقيقها، ويدلّ فريق العمل على كيفية تحقيق أفضل النتائج من خلال معايير ترفع من سوية المشروع. ترجمة -وبتصرّف- للمقال How to use benchmarking to set your standards for success لصاحبته Alicia Raeburn. اقرأ أيضًا كل ما تود معرفته عن مؤشرات قياس الأداء KPI's تحديد مؤشرات الأداء الرئيسية لنجاح شركتك قياس أداء الخطط الاستراتيجية وتقييمها دليل مدير المنتجات لاختيار مقاييس أداء صحيحة