من يعمل على الويب عليه أن يعرف ماهية تقنيات (تهيئة المواقع لمحركات البحث) المعروف اختصارًا بـSEO : Search Engine Optimization. غالبا، ينقسم العاملون على الويب إلى مشرفي مواقع (مستخدمين)، مطوّري مواقع، أو إلى مشرفين ومطوّرين في نفس الوقت.
إذا كُنتَ مشرفًا، مصممًا أو مطوّرًا ومبرمجًا للمواقع، عليك الإلمام بأساسيات تقنيات SEO، وتكونَ على درايةٍ كافية بكيفية جعل موقعك متوافقاً مع محركات البحث. معظم المطوّرين يهملون أهمية صداقة مواقعهم لمحركات البحث، فإما لجهلٍ منهم أو اعتبارِ ذلك أمرًا ثانويًا ، يأتي كإضافات تتبع عملية تصميم وبرمجة الموقع. دورك كمطوّر يتمثل في توفير لوحة تحكمٍ بسيطة، سهلة وسلسة للمستخدم، تمكنه من إشهار موقعه وأداءِ مهامه الإدارية، وتحسين محتواه ليتوافق مع محركات البحث، وجعله صديقًا مرئيًا لها.
ما هو محرك البحث ؟
محرك البحث هو برنامج فهرسة وأرشفة، مبدأ عمله يشبه إلى حد كبير المكتبات العادية ( الكلاسيكية )، حيثُ يتم ترتيب الكتب وأرشفتها وفق نظام ومعايير محددة، تضمن للباحث النفاذ إلى المعلومات التي يحتاجها بسهولة ويسر، فتتشكل بذلك قاعدة بيانات منظمة ومرتبة سهلة الوصول.
تزحف (أي تلج الموقع وتزوره) بريمجات محرك البحث إلى صفحات الموقع -أحيانا يُطلق عليها اسم "عناكب" (ٍSpiders)، Bots (إنسان آلي مُصغّر) أو Crawlers (زواحف)- وذلك أينما سُمح لها بذلك لغرض تحليل المحتوى وأرشفته.
أهم معايير الأرشفة والزحف للمواقع
- العامل الأساسي هو لوتيرة الزحف وأرشفة المواقع هو قيمة Page Rank الي يتحلّى بها المواقع ، فالمواقع التي تملك Page Rank (2) تظهر في الغالب نتائجها أولاً ، ويتم إعطاء الأولوية لها. هناكَ أيضاً أكثر من مئتي عامل أساسي آخر يعتمد عليها محرك البحث لترتيب النتائج وأرشفتها، قد تختلف هذه المعايير -كفاءةً وعددا- من محرك بحثٍ إلى آخر.
- الروابط الرجعية (Back Links)، تعطيها العناكب الزاحفة لمحركات البحث أهميةً كبيرة، فكلما زاد عدد هذه الروابط وجودتها في صفحة ما أو موضوع ما، تزيد من نسبة ظهور الموقع بشكل عام في نتائج بحث المحركات، اعتمادًا على الكلمات المفتاحية المستهدفة من قبل الباحثين .
- التطور التقني بشكلٍ خاص وكافة المجالات العلمية الأخرى، فهذه المجالات في تطوّرٍ وتغيّرٍ مستمر، فقد أصبحنا نعيش في عصر المعلومة والسرعة، الذي أدى بدوره إلى ظهورِ تحدياتٍ كبيرة في وجه مطوّري خوارزميات محركات البحث، وأهمها التحديثات الكثيرة للمواقع ، فبدل أن تأخذ عملية الأرشفة أسابيعًا وأشهر، أصبحت عمليات الأرشفة تتم بصورة يومية، بل وبعد فترةٍ قصيرة من عملية نشر المواضيع وتحديثها، مما يؤثر كثيرا على معايير وتيرة الأرشفة، معاييرها، بحسب وزن الموقع والمواضيع المستهدفة.
كيف تعمل محركات البحث؟
محركات البحث تعمل وفقَ آلية مؤتمتة ، مُهمّتُها الأساسية الزحف إلى المواقع وفهرستها في محركات البحث بوساطة عناكبها. وسنجمل آلية العمل في النقاط الآتية :
- تخزين وأرشفة الصفحات في قواعد بيانات مخصصة .
- يقوم الزاحف باتباع كل رابط يتم نشره على شبكة الويب، ويعمل على تحليله لتحديد كيفية فهرسته وتحليل الكلمات الموجودة في قواعد البيانات . أكثر الأماكن التي يتم الزحف إليها هي:
- العناوين Titles.
- رؤوس المواضيع Subjects Heads.
- العلامات الوصفية Meta tags.
عند إدخال الكلمة المفتاحية في صندوق محرك البحث، يتم مطابقتها مع ما هو موجود في فهارس قواعد البيانات، ليتم إظهار النتائج وفق معايير محددة مسبقًا ووفق نسبة التوافق مع الكلمات المفتاحية. تلك النسبة يتم احتسابها على طريقة محرك البحث.
كل محرك بحث يعتمد على قواعد بيانات بشروط ومعايير وخوارزميات مختلفة في إظهار نتائج عمليات البحثِ عليه، وهذه المحددات تتغير وفق سياسات مُلّاك محركات البحث من شركاتٍ خاصة. كلّ محرك بحث يقوم من وقت لآخر بتغييراتٍ وتعديلاتٍ كثيرة، لتحسين جودة ودقة النتائج الظاهرة وترتيبها بشكلٍ أفضل وإظهارها بسرعةٍ أكبر.
ظهور نتائج البحث تعتمد على عوامل كثيرة، أهمها شعبية الموقع ومدى ثقة محرك البحث به، ونسبة عدد الزوار اليومية وعدد مرات الكلمات المفتاحية المضمنة في مواضيع الموقع وصفحاته. تهيئة الموقع لمحرك البحث من أهم العوامل الأساسية المُسبقة، التي على المطوّر أن يضعها في الحسبان قبل أي عملية نشرٍ يقوم بها المستخدم.
إذا، ما هو SEO؟
هو مجموعة من التقنيات والخطوات التي يقوم بها مطوّر الموقع وصاحبه، ليساهم في ظهور الموقع في النتائج الأولى لمحركات البحث.
تقنيات تهيئة الموقع لمحركات البحث كثيرة، سنبيّن لك أهمها، وتشمل :
التقنيات الداخلية المرئية
وهي العناصر الداخلية للموقع، والتي يراها المستخدم العادي للموقع دونَ الإطلاعِ على الشيفرة المصدرية لها، وهي:
- تسميات العناوين Title Tags.
- الروابط الداخلية والخارجية للموقع External and Internal Hyper Links.
- رؤوس المواضيع ، وهي القسم الأعلى من المقالة أو التدوينة وتعرف باسم Headers.
- جسم الموضوع، وهو صلب المقالة أو التدوينة ويُعرف باسم Body Text.
التقنيات الداخلية المخفية
وهي عناصر الصفحة التي لا يستطيع مستخدم الموقع روؤيتها إلا بمعرفة الشِفرة المصدرية لها، والتعامل مع شِفرات HTML الخاصة بها، وسنجمل لكم هذه العناصر، وهي:
- عنوان الـ IP المخصص للموقع ، وإعادة التوجيه له.
- سرعة الموقع في التصفح والإنتقال بين أقسامه ومواضيعه.
- صفحات إعادة التوجيه المخصصة والمعروفة بـ 301 / 302.
- رؤوس HTTP (أو HTTP Headers).
- إمكانية الوصول والزحف لمحتوى الموقع والمعروف بـ Crawler Access.
- شيفرات JavaScript.
- ملفات Flash.
أهمية SEO في تهئية الموقع لمحركات البحث
تكمن الأهمية الأساسية له في الحفاظ على قوة الموقع، وإطالة بقاءه على الويب. من ناحية أخرى، يفيد SEO أصحابَ المدونات في ترويج كتاباتهم، وأصحاب المنتجات الرقمية في زيادة مبيعاتهم، والمسوقين في تسويق عروضهم، والرياديين في بناء علاماتهم التجارية.
كيف يساعدهم SEO في ذلك ؟
بعد تهيئة الموقع لمحركات البحث، تستطيع عناكبها الوصول إلى محتوياته والزحف إليها بشكل مُنظم ومُوجه، ذلك لعمل المسح اللازم عليها لأرشفتها لاحقاً في المحرك ووفقَ الكلمات المفتاحية المستهدفة من قبل أصحاب الأعمال. بناءً على ذلك، يأتي زائرون مهتمون بما يقدمه أصحاب الأعمال في مواقعهم التي يعرضون فيها أعمالهم، عن طريق ادخال الكلمات المفتاحية التي تمت أرشفتها مسبقاً في محرك البحث، ليُظهرها لهم على شكل نتائج مرتبة اعتمادًا على قوة الموقع، ومدى توافقه مع محرك البحث، فإذا اقتنع الزائر بما يُقدمه له صاحب العمل، قد يتحول إلى زبونٍ دائم، وهنا تكمن الفائدة.
كمطوّر، عليك التعرف على أهم أساسيات SEO، وعلى أكثر العوامل تأثيرًا في نجاحِ أيّ موقعٍ و ظهوره في محركات البحث. هناكَ عدة معايير عليك أن تضعها أمامَ عينيك عند تصميم موقع الويب. هذه المعايير مهمة جداً لأصحابِ ومشرفي المواقع، فكلّ ما يُريدونه هو شهرة مواقعهم، ولا يكونُ ذلك إلى بجعلها مرئيةً لمحركات البحث الشهيرة.
هناك الكثير من أنظمة المحتوى التي تساعد مستخدميها على تحسين أرشفة مواضيعهم وتهئية الموقع لمحركات البحث، وأشهر هذه الأنظمة هو نظام WordPress، حيث يتوافر فيها مجموعة من التنبيهات لمستخدم الموقع، ترشده إلى تحسين الموقع ليُصبح أكثر قوةً وثقةً عند محركات البحث، التي ستأتيه بالزوار المهمتين والباحثين عن محتواه، وتقيّم له موقعه وفقَ أحدث المعايير والخوارزميات التي تم تحديثها في الفترة الأخيرة، التي تُعينُ المستخدم على معرفة ماهيّة ونوعية التحسينات التي يحتاجُها موقعه، وتمكنُهُ من الرجوع إليها في وقتٍ لاحقٍ للعملِ عليها.
كمصممٍ لموقع الويب ومبرمجٍ له، بإمكانك تقديم خدمةٍ رائعة لعملائك تعملُ على جذبِ المزيدِ منهم، عن طريق تقديمِ قالبٍ مميز وجذّاب في الشكل ومتوافق مع محركات البحث. عند القيام بهذا الإنجاز، تضرب عصفورين بحجرٍ واحد. الأول بجعلِ الموقع جميلاً فيسعد بتصفحه الزوّار، والثاني بتوافقه مع محركات البحث فيرضى عنك العُملاء.
ينقسمُ عملك كمطوّر ومصمم للموقع إلى جزئين أساسيين هما:
- واجهة الإستخدام (User Interface)، التي يراها المستخدم دون رؤية الشِفرة المصدرية لها.
- أما الجزء الآخر، لا يراهُ المستخدم، وهو الشِفرة المصدرية التي تقف خلف تلك الواجهة.
الجزء الأول (أي واجهة المستخدم) يُراعي المطوّر أثناء عملية التطوير فيه زائر الموقع، فيصمم القالب بشكلٍ جذّاب وجميل ليكونَ سهلَ الاستخدام وسريعَ التصفح.
أما الجزء الآخر (أي الشِفرة المصدرية)، يُراعي فيه المطوّر ما يحتاجه المشرف أو صاحب الموقع، من إضافاتٍ وأدواتٍ مناسبة تُسهّلُ أداءَ مهامه، وعلى رأسها تحسين محتوى موقعه لأرشفته في محركات البحث، وتصميم واجهةِ تحكمٍ جميلة ورائعة، تفي بالغرض وتحقق الهدف.
في هذه السلسلة سنتطرق إلى أهم المعايير والأسس التي على المطوّر مراعاتها عند برمجة وتصميم القالب، وإلى أفضل الممارسات الجيدة في جعلِ الموقعِ متوافقًا مع خوارزمياتِ وعناكب محركات البحث، فنرجوا لكم المتعة والفائدة.
أفضل التعليقات
انضم إلى النقاش
يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.