اذهب إلى المحتوى

لقد غيّرت العديد من الأحداث مجرى الحياة التي عرفناها، مثل اختراع العجلات، واختراع الإنترنت، وبالطبع اختراع الذكاء الاصطناعي في وقتنا الحالي، إذ يعمل هذا الأخير (الذكاء الاصطناعي) على إعادة تشكيل طريقة عملنا وتواصلنا، وزيادة إمكانية الوصول إليه بسهولة كل يوم ومن قِبل أي شخص باستمرار.

تتبنى شركات التسويق أدوات التسويق بالذكاء الاصطناعي لمساعدتها في الحصول على نتائج أفضل لحملاتها الإعلانية بجهدٍ أقل وتكاليف أقل، واتضّح أن أكثر من 80% من الشركات تعتقد أن أدوات الذكاء الاصطناعي ستؤثر تأثيرًا إيجابيًا على أعمالها خلال الفترة القليلة القادمة، وهذه الشركات بمختلف مجالاتها متحمسة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في استراتيجياتها، وذلك بناءً على بحث أجراه موقع unbounce.

يستخدم بعض المسوقين الذكاء الاصطناعي في إنشاء المزيد من الحملات الإعلانية المخصصة، بينما لا يزال البعض الآخر يشكك في قدرته على تحقيق نتائج أفضل من النتائج التي يحققها الأشخاص الحقيقيون؛ ولكن يوجد شيء واحد مؤكد وهو أن التسويق بالذكاء الاصطناعي قد انطلق فعلًا، ويجب على المسوق أن يعرف عنه ويواكب آخر تحديثاته حتى إذا لم يكن سيتبنى أدوات الذكاء الاصطناعي في استراتيجيته.

ما هو التسويق بالذكاء الاصطناعي؟

يجب العودة إلى الأساسيات أولًا قبل الحديث عن التسويق بالذكاء الاصطناعي؛ فما هو الذكاء الاصطناعي؟

الذكاء الاصطناعي هو مجرد وسيلة للتحدث عن أجهزة الحاسوب التي يمكنها التفكير أو التي يبدو أنها تفكر مثل البشر. وفي هذا الصدد، طرح آلان تورينج Alan Turing السؤال التالي: هل يمكن للألات أن تفكر؟

تعتمد الإجابة على من تسأل وعلى ما يعنيه التفكير، ولكن من المعروف اليوم أن الآلات تستطيع تكرار الذكاء البشري بنجاح في عدة ظروف، إذ يتعلق الذكاء الاصطناعي ببرمجة أجهزة الحاسوب لأداء المهام التي تتطلب في العادة شخصًا، مثل التعرّف على الكلام واتخاذ القرارات والتعلّم من التجربة.

قد تبدو هذه الفكرة مخيفة، ولكنها ستبدو رائعةً عند تخيّل وجود عقل روبوت داخل جهاز الحاسوب ومستعد للمساعدة في أي مهمة.

التسويق بالذكاء الاصطناعي هو تطبيق للذكاء الاصطناعي لأغراض التسويق، إذ يستخدم المسوقون اليوم قوة الذكاء الاصطناعي لتسريع أو حتى أتمتة صناعة المحتوى وتحليل بيانات العملاء للحصول على الرؤى والاستجابة لطلبات الدعم وكل الأشياء التي تستغرق في العادة وقتًا وخبرةً.

أمثلة عن الذكاء الاصطناعي في التسويق

يستخدم المسوقون الذكاء الاصطناعي ويحصلون على نتائج حقيقية وملموسة. وفيما يلي بعض الأمثلة على ذلك:

  • يطلق بيتر ليتس Peter Letts مؤسس Abyss Scuba Diving حملات الدفع عن كل نقرة PPC، وصفحات الهبوط التي ترى متوسط معدل تحويل يبلغ 35%؛ وقد استخدم لفعل ذلك أداة إنشاء صفحات الهبوط بالذكاء الاصطناعي، والتي تجعل التوصيات المدعومة بالبيانات محفزةً للناس للتحويل.
  • يحصل جيف تايلور Jeff Taylor مؤسس لوكالة تسويق رقمي على معدلات تحويل بانتظام لعملائه 10 أضعاف المعايير الصناعية، ويستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل سمات الزائرين وتوجيههم تلقائيًا إلى الصفحة التي من المرجح أن يحولوا منه؛ ويمكن القول أن عمله ازدهر أكثر منذ أن بدأ باستخدام الذكاء الاصطناعي.

يقدم الذكاء الاصطناعي الكثير من الفوائد للمسوقين، فهو لا يمنح نتائج أفضل فحسب، بل يُسرّع المهام العادية أيضًا ويقلل من الحاجة إلى عدد إضافي من الموظفين، كما ويتيح التركيز على الصورة الكبيرة. أيضًا، يتبنى العديد من المسوقين أدوات الذكاء الاصطناعي، مثل أدوات إنشاء النسخ ومساعدي التصميم وأتمتة التسويق، لأنها تساعدهم في توفير المال وسد فجوات الخبرة وتوفير المزيد من الوقت، وبطبيعة الحال تحتاج كل جهة تسويق جميع هذه الأشياء للعمل، لذا فهي ضرورية جدًا.

الأنواع الشائعة للتسويق بالذكاء الاصطناعي

ينتشر الذكاء الاصطناعي في كل مكان مثل انتشار الرمال في جميع أنحاء المنزل بعد يومٍ كاملٍ من لعب كرة الطائرة الشاطئية؛ وقد تبنت العديد من الصناعات الذكاء الاصطناعي، ومنها مجال التسويق، ولكن، ما هي أنواع الذكاء الاصطناعي المتاحة للمسوقين؟ وكيف تُستخدم؟

تحليل البيانات باستخدام الذكاء الاصطناعي

يجب معرفة كيفية جذب العملاء للنجاح في التسويق، إذ يمكن للذكاء الاصطناعي معالجة الأرقام وتحليل جميع البيانات لفهم عادات المستهلك، كما يمكنه التنبؤ بالمنتجات والخدمات التي من المحتمل أن يشتريها المستهلك بناءً على سجله على الإنترنت وعمليات الشراء السابقة؛ ويمكن للمسوقين باستخدام هذه المعلومات توقع المبيعات وإدارة المخزون وصنع المنتجات المناسبة للأشخاص المناسبين.

توليد المحتوى باستخدام الذكاء الاصطناعي

يمكن أن يساعد الذكاء الاصطناعي المسوقين في صناعة جميع أنواع المحتوى لمواقع التواصل الاجتماعي والتسويق عبر البريد الإلكتروني (الترحيب ومحتوى الموضوع) وقنوات التواصل الأخرى، كما ويمكن للمسوقين تقييم هذا المحتوى وإرساله أو نشره.

توجد على سبيل المثال أداة للكتابة الإعلانية باستخدام الذكاء الاصطناعي لمساعدة المستخدمين على كتابة محتوى جذاب لصفحات الهبوط ورسائل البريد الإلكتروني والإعلانات، إذ يمكن للمسوقين نشر هذا المحتوى أو الاحتفاظ به وتخزينه لوقت لاحق. وبطبيعة الحال، تجدر الإشارة إلى أنه لا يمكن للذكاء الاصطناعي الوصول إلى الإبداع البشري ولكنه يوفّر وقت الفريق ويلهمه.

التسعير الديناميكي باستخدام الذكاء الاصطناعي

التسعير الديناميكي هو عندما تتغير الأسعار بناءً على تغير بعض الأشياء، مثل حجم حركة الزوار أو توفر المنتج.

يبدو الأمر هنا كالتالي: يبحث الشخص عن شيء ما، وعندما يجده يتركه لبعض الوقت، وعندما يعود إليه يجد أن سعره قد ارتفع جدًا، وتقول النظرية أن الأسعار تنخفض بمجرد أن يتراجع الطلب.

يُعَد التسعير الديناميكي باستخدام الذكاء الاصطناعي بمثابة الذهب بالنسبة للمسوقين، إذ يمكنهم إنشاء حملات إعلانية تخلق إحساسًا بالإلحاح وتعظيم عائد الاستثمار، دون الحاجة إلى تعديل الأسعار بأنفسهم يدويًا، وهذا ما يُمثل الفوز بالنسبة للمسوقين.

بوتات الدردشة باستخدام الذكاء الاصطناعي

أصبحت بوتات الدردشة سمةً مشتركةً لتجربة خدمة العملاء، فهي تتواجد في مربعات الدردشة الصغيرة المنبثقة في العديد من المواقع الإلكترونية، أو في ردود العلامات التجارية على مواقع التواصل الاجتماعي، أو عبر البريد الإلكتروني، أو عن طريق الرسائل النصية؛ ويمكن استخدام بوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي لمساعدة العملاء في مهام مختلفة، مثل تقديم الطلبات أو حتى معالجة الأمور التقنية.

تستطيع بوتات الدردشة أيضًا توليد فرص مبيعات جديدة، ويمكن لبوتات الدردشة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي تقديم توصيات أكثر تخصيصًا من خلال جمع البيانات عن اهتمامات العميل وتفضيلاته؛ ويعني ذلك بالنسبة لجهات التسويق المزيد من التحويلات.

تحسين معدل التحويل باستخدام الذكاء الاصطناعي

يمكن للمسوقين استخدام الذكاء الاصطناعي لتحديد المحتوى الأفضل تلقائيًا بدلًا من إجراء اختبار A/B اليدوي، إذ يمكن للذكاء الاصطناعي إخراج العشرات من متغيرات الإعلانات أو البريد الإلكتروني بسرعة، ثم تحليل البيانات الديموغرافية لمعرفة أيها سيحقق أفضل أداء.

حصلت Unbounce على سبيل المثال على أداة تحسين التحويل باستخدام الذكاء الاصطناعي لصفحات الهبوط، ويمكن للمسوقين هنا إنشاء العديد من صفحات الهبوط، ثم السماح للذكاء الاصطناعي بإرسال الزائرين تلقائيًا إلى صفحة التحويل الأعلى للأشخاص مثلهم، وذلك بدلًا من تقسيم اختبار اثنين من المتغيرات في وقتٍ واحد؛ وتحصل جهات التسويق في المتوسط على تحويلات أكثر بنسبة 30%.

مشكلات الذكاء الاصطناعي في التسويق

يعمل الذكاء الاصطناعي على تغيير المشهد التسويقي بسرعة، لذلك من المهم التعرّف على بعض المخاطر التي تأتي مع هذا التحول الدراماتيكي.

لا يزال العملاء يقدّرون اللمسة الإنسانية، لذلك فقد يتوقفون عن العمل مع علامة تجارية معينة إذا اعتمدت كليًا على تجربة مصطنعة، كما يجب ألّا يسمح المسوقون للذكاء الاصطناعي باستبدال التفاعل الحقيقي والتواصل مع العملاء، لأن الذكاء الاصطناعي لا يجيد الذكاء العاطفي الذي يملكه المسوقون.

يفتقر الذكاء الاصطناعي أيضًا إلى الإبداع البشري، وتُعَد النماذج التي يولّدها الذكاء الاصطناعي مذهلة، لقدرتها على إنتاج قدرٍ هائل من المحتوى الكتابي والمرئي، ولكنه لم يأتِ بأفكارٍ أصلية بعد، إذ يجمع فقط الأفكار الموجودة سابقًا ويقدّمها كشيء جديد نوعًا ما؛ ويمكن للمسوقين استخدام هذه الأدوات لتسريع العمليات الإبداعية، ولكن إذا أرادوا صنع شيء مذهل فمن الأفضل صنعه بالطريقة التقليدية أي التفكير به بنفسه.

توجد مشكلات أخرى متعلقة بالذكاء الاصطناعي مثل الخصوصية وجمع البيانات، إذ يجب أن يكون المسوق على علم بكيفية استخدام البيانات عند مشاركته لهذه البيانات باستخدام أداة الذكاء الاصطناعي. على سبيل المثال، عند تسليم قائمة ببيانات العملاء (الأسماء وعناوين البريد الإلكتروني وأرقام الهواتف) لتحليلها باستخدام الذكاء الاصطناعي، لا يمكن الوثوق بأن هذه البيانات لن تُستخدم لتدريب النموذج أو تظهر لمستخدمين آخرين كمحتوى تم إنشاؤه.

أيضًا، يمكن طرح السؤال التالي: ما الذي يؤكد أن نتائج أداة الذكاء الاصطناعي هي صحيحة؟

يُعَد الذكاء الاصطناعي جيدًا في المحتوى الذي أنشأه الإنسان وتدرّب عليهو أما إذا استخدم الذكاء الاصطناعي بيانات غير دقيقة ومعلومات متحيزة لتحديد المخرجات، فستكون هذه المخرجات غير دقيقة حتمًا، ومنحازةً أيضًا.

من مشاكل الذكاء الاصطناعي أيضًا في مجال التسويق، أنه يصعب على جهة التسويق التحقق من البيانات وإبلاغ أدوات الذكاء الاصطناعي بكيفية استخدامها، ولكن يمكنهم تصفية المخرجات التي يحصلون عليها من خلال خبرتهم وشكوكهم.

هل سيستبدل الذكاء الاصطناعي المسوقين؟

يأتي التسويق باستخدام الذكاء الاصطناعي مع مجموعة رائعة من الامتيازات، لذلك يتخوّف المسوقون اليوم من أن تحلّ هذه البوتات محلهم، ويسألون أنفسهم: إذا كان الذكاء الاصطناعي جيدًا جدًا في التسويق، فما الذي سيحتاج إليه العملاء من المسوقين بعد؟

لن ينكر أحد أن التسويق الرقمي يتغيّر تغييرًا كبيرًا، لكن المسوقين أيضًا يتأقلمون تمامًا مع هذا التغيير، ويُظهر بحث أجراه موقع unbounce أن المسوقين يدركون تمامًا كيف يمكن للذكاء الاصطناعي مساعدتهم على التوفيق بين التحديات اليومية ودعم وتعزيز جهودهم التسويقية، وقد استخدم 31% من المسوقين الذكاء الاصطناعي بدءًا من عام 2022 لتحسين أرباحهم النهائية.

What_Is_AI_Marketing_Stat_Jobs.png

يستخدم العديد من المسوقين الذكاء الاصطناعي دون أن يعرفوا ذلك، وهذا بسبب وجود العديد من أدوات التسويق اليومية التي تدمج الذكاء الاصطناعي في العمل (مثل نوشن Notion)، لذلك يجب على المسوقين ألا يقلقوا بشأن استبدال الذكاء الاصطناعي لهم، بل أن يقلقوا من استخدام المسوقين الآخرين للذكاء الاصطناعي لرفع مستوى مهاراتهم وزيادة تأثيرهم.

كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي في الاستراتيجية التسويقية

قد يفكر المسوقون في هذه المرحلة بإضافة الذكاء الاصطناعي إلى استراتيجيتهم التسويقية، والمعلوم أنه يمكن للذكاء الاصطناعي أن يعزز الجهود التسويقية على الرغم من أنه ليس حلًا سحريًا لجميع المشكلات، لكن مع ذلك يمكنه أتمتة المهام وتحسين معدلات التحويل والمساعدة في تحديد فرص جديدة للتفاعل مع الجمهور؛ لكن توجد بعض الأمور التي يجب أخذها بالحسبان أولًا، نذكرها في الآتي.

تقييم الوضع الحالي

يجب على المسوق الذي يفكر في اعتماد إحدى أدوات الذكاء الاصطناعي أن يفكر أولًا في كيفية ملاءمتها للعمل الحالي، وهذا يعني الفهم الدقيق لرحلة العميل، ونقاط الألم المحتملة، وتحديد المجالات التي يمكن أن يساعد فيها الذكاء الاصطناعي في إنشاء تجربة أفضل.

يمكن للمسوق الذي يدير متجرًا لبيع الملابس عبر الإنترنت على سبيل المثال البدء بتحليل بعض بيانات العملاء الحالية لتحديد الأنماط والاتجاهات، مثل ما هي الملابس الأكثر شيوعًا؟ وما هي الأسباب الأكثر شيوعًا لإعادة الملابس؟ وما هي الأسئلة التي يطرحها العملاء؟

ستساعد هذه البيانات في تحديد أفضل طريقة لاستخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين تجربة العملاء، مثل تخصيص توصيات الملابس وأتمتة عملية الإرجاع واستخدام بوتات الدردشة للرد على استفسارات العملاء.

What_Is_AI_Marketing_Stat_Data.png

الثغرات أو عدم الكفاءة

ما هي الإحباطات التي يعاني منها الفريق؟ ما هي الأشياء التي تُبطء من عمل الفريق؟ يجب التفكير في هذه الأمور وأخذ القرار بشأن استخدام الذكاء الاصطناعي في بعض المهام للمساعدة على تبسيط عملية التسويق.

إذا كان المسوق على سبيل المثال يعمل في وكالة تسويق متخصصة في إدارة الشبكات الاجتماعية للشركات الصغيرة، فسيقضي الكثير من الوقت في جدولة منشورات الوسائط الاجتماعية، وإنشاء تقويم للمحتوى، وتحليل مقاييس التفاعل وغيرها؛ فيمكنه هنا استخدام الذكاء الاصطناعي لعمل هذه المهام اليدوية، مثل جدولة المنشورات مسبقًا، وتحسين الأوقات لتحقيق أقصى قدر من التفاعل، وصناعة محتوى بناءً على تفضيلات الجمهور؛ بينما يمكن لفريق التسويق التركيز على المهام الأخرى التي تتطلب إبداعًا بشريًا، مما سيؤدي إلى زيادة الكفاءة والإنتاجية، وزيادة الفائدة للعملاء ووجودهم على مواقع التواصل الاجتماعي، وتحقيق المزيد من الأعمال.

التخطيط لكيفية تنفيذ التقنية الجديدة

قد يستغرق تطبيق أي تقنية جديدة في عمليات التسويق الكثير من الوقت والجهد من قِبل الفريق، لذلك يجب معرفة كيفية استخدام هذه التقنية بكفاءة ليتمكّن الفريق والعملاء من الحصول على أفضل تجربة منها، ولتحقيق أقصى استفادة من الأدوات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي.

إذا قرر مدير التسويق لشركة تجارة إلكترونية تبيع أجهزة إلكترونية استهلاكية على سبيل المثال تنفيذ روبوت محادثة مدعوم بالذكاء الاصطناعي على الموقع الإلكتروني للتعامل مع استفسارات العملاء وتقديم التوصيات للمنتجات، فسيحتاج إلى تدريبه ببيانات دقيقة وبرمجته بنصوص خاصة ودمجه بسلاسة في الموقع لتحقيق أقصى استفادة منه، بالإضافة إلى تدريب الفريق على كيفية استخدام الروبوت وكيفية مراقبة المحادثات وتصعيد المشكلات إلى فريق الدعم البشري وتحليل سجلات الدردشة للحصول على الرؤى؛ مما يعني بذل الكثير من الوقت والجهد؛ لذلك يجب التأكد من وجود خطة لكيفية تنفيذ أدوات الذكاء الاصطناعي قبل هدر المزيد من الوقت والجهد.

اتجاهات ومستقبل التسويق باستخدام الذكاء الاصطناعي

لم يعد الذكاء الاصطناعي خيالًا علميًا، إذ شهدت السنوات القليلة الماضية تطورات هائلة في تقنية الذكاء الاصطناعي، وهذه بعض الاتجاهات التي من المتوقع رؤيتها في المستقبل.

  • ازدياد المخاوف بشأن الخصوصية والأمان، إذ لا تزال المشكلات المتعلقة بالثقة قائمة على الرغم من كل ميزات الذكاء الاصطناعي، فالمستهلكون خائفون من جمع بياناتهم واستخدامها ضدهم؛ لذلك على المسوقين أن يبدأوا في معالجة مخاوف الخصوصية، من خلال توفير المزيد من الشفافية حول البيانات التي يجمعونها واستخدامها فقط لصالح العميل، كما حان الوقت للمؤسسات لتعزيز الأمن السيبراني، لأن المخترقين بدأوا في استخدام الذكاء الاصطناعي أيضًا. وستحتاج المؤسسات إلى اتخاذ خطوات إضافية لحماية بيانات عملائها من الخارجين عن القانون.
  • سيغيّر الذكاء الاصطناعي الذي يدعم الصوت التسويق. لا يزال الذكاء الاصطناعي الذي يدعم الصوت حديث العالم حتى الآن، إذ يتحدث الكثير من الأشخاص إلى مساعدين مثل سيري Siri وGoogle Home أكثر من الحديث مع أشخاص حقيقيين، ومع ذلك لا تزال المحادثة باستخدام الذكاء الاصطناعي غير مستخدمة استخدامًا كافيًا في التسويق؛ ولكن ذلك سيتغير في المستقبل غير البعيد، وسيحتاج المسوقون إلى التفكير في تقنيات التعرّف على الكلام في استراتيجياتهم التسويقية. من المتوقع أيضًا أن تصبح تقنية التعرف على الصوت هي القناة الرئيسية للعمل، فمن سيحتاج إلى الكتابة بوجود مساعد صوتي؟
  • سيستمر الذكاء الاصطناعي في التحسن في توليد العمل الإبداعي. يزداد الذكاء الاصطناعي ذكاءً في التسويق كل دقيقة، ويتعلم بنفسه جميع أنواع الخوارزميات ويحسّن محتواها مثل المحترفين، وذلك مع ازدياد استخدامه من قِبل المسوقين. وأفضل ما في الذكاء الاصطناعي أنه كلما ازدادت البيانات التي يجمعها، أصبحت المخرجات أفضل؛ وهذا يعني توقّع رؤية المزيد من المحتوى المثير للإعجاب والذي أنشأه الذكاء الاصطناعي، أي المزيد من النسخ الإعلانية والصور ومقاطع الفيديو وغيرها.

توحيد الجهود مع الذكاء الاصطناعي

يمكن للمسوق اليوم أن يصبح أكثر تأثيرًا، وهذا من خلال الجمع بين خبرته التسويقية وقوة الذكاء الاصطناعي، فالمسوقون الذين يتبنون الذكاء الاصطناعي هم أكثر فاعليةً من غيرهم، لأنه يوفّر عليهم الوقت ويساعدهم في المهام المعقدة ويعزز النتائج التي يحصلون عليها من حملاتهم الإعلانية.

كذلك، يعمل الذكاء الاصطناعي بطريقة أفضل عندما يقترن بشخص حقيقي، إذ يحتاج للتحقق من دقة المعلومات التي يقدمها ولتحسين المحتوى المكتوب والمرئي الذي ينشئه، لذلك يحتاج المسوقون إلى إدراك القيمة الناتجة عن عملهم سويةً بدلًا من الشعور بالتهديد من قِبل الذكاء الاصطناعي.

ترجمة -بتصرّف- للمقال What is AI marketing? Everything digital marketers need to know للكاتبتين Banafshe Salehi and Lindsay Sands.

اقرأ أيضًا


تفاعل الأعضاء

أفضل التعليقات

لا توجد أية تعليقات بعد



انضم إلى النقاش

يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.

زائر
أضف تعليق

×   لقد أضفت محتوى بخط أو تنسيق مختلف.   Restore formatting

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   جرى استعادة المحتوى السابق..   امسح المحرر

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.


×
×
  • أضف...