اذهب إلى المحتوى

لقد برز في السنوات الأخيرة مفهوم جديد للمنتجات، يُعرف بالمنتجات الرقمية Digital products، والذي عرف انتشارًا واسعًا، يقول بيل غيتس Bill gates مؤسس شركة مايكروسوفت Microsoft بهذا الصدد:

اقتباس

"إذا لم يكن لديك مشروع تجاري على الإنترنت، فأنت في الحقيقة لا تملك أي مشروع تجاري في المستقبل".

اليوم! وفي ظل تحول العالم إلى قرية صغيرة يمكن الوصول إلى جميع أرجائها عبر شبكة الإنترنت، أصبح من الضروري امتلاك نشاط تجاري عبر هذه الشبكة، والتي ستحتضن جميع المشاريع الكبيرة في المستقبل.

تُعَد المنتجات الرقمية أحد أشكال المشاريع التجارية عبر الإنترنت، والتي يزداد حجم سوقها يومًا بعد يوم، وذلك نظرًا للمزايا العديدة التي تجعلها تتفوق على المنتجات الملموسة، فما هي المنتجات الرقمية Digital products؟ وما أنواعها ومميزاتها؟ وكيف يمكن صناعة هذا النوع من المنتجات وبيعها؟ إليك في هذا المقال أجوبةً شافيةً عن كل الأسئلة التي تدور في ذهنك حول هذا الموضوع.

ما هي المنتجات الرقمية Digital products؟

المنتجات الرقمية هي الأمور التي نستخدمها ونتعامل معها عبر أجهزة الحاسوب والهواتف المحمولة وغيرها من الوسائط الإلكترونية، أي أنها ليست منتجات مادية أو ملموسة، فتطبيقات الجوال وبرامج الحاسوب والمنصات والدورات الإلكترونية، هي كلها أمثلة عن المنتجات الرقمية.

ما هو الفرق بين المنتجات الرقمية والمنتجات الملموسة؟

تشمل المنتجات الملموسة جميع أنواع المنتجات التي تمتلك خواصًا فيزيائيةً ويمكن لمسها باليد، وقد عرفها الإنسان منذ وجوده على الأرض، بما في ذلك الأطعمة والأشربة واللباس وغيرها؛ أما المنتجات الرقمية، فهي نوع جديد بزغ في عصر التطور الرقمي، واستمد مزاياه من المزايا التي وفرتها لنا التقنية أساسًا، مثل السرعة والسهولة وتجاوز الحدود الجغرافية.

في الواقع، تفوقت المنتجات الرقمية على المنتجات الملموسة في نواحٍ عديدة، ففي الماضي، كان على الإنسان الراغب في تحصيل ثروة كبيرة أن يسعى ويجتهد كثيرًا ويمتلك الموارد المالية الكافية لتمويل مشاريعه؛ أما في يومنا الحاضر، فقد تجلب فكرة مميزة لصاحبها أموالًا طائلةً لم يكن ليحلم بها أجداده، وذلك لأن رأس المال الحقيقي للمنتجات الرقمية هو الأفكار المميزة والمهارات والخبرات.

فيما يلي مقارنة سريعة بين أنواع المنتجات الموجودة:

الفرق بين المنتجات الملموسة والمنتجات الرقمية

أنواع المنتجات الرقمية

للمنتجات الرقمية أنواع وأشكال عديدة، فمنها ما هو بسيط يمكن إنشاؤه بسهولة وبقليل من الخبرات، مثل التصاميم والقوالب البسيطة، ومنها ما هو معقد ويحتاج إلى خبرات وجهود متآزرة، مثل التطبيقات والبرامج المتقدمة، وهناك نوع آخر ينتمي في أصله للمنتجات الملموسة، لكن يمكن تحويلها إلى منتجات رقمية، مثل الكتب والدورات الإلكترونية. فيما يلي 5 أنواع أساسية للمنتجات الرقمية:

القوالب

تُعَد القوالب خيارًا ممتازًا للباحثين عن تطوير موقع إلكتروني، سواءً كان ذلك لإنشاء منصة أو مدونة أو متجر إلكتروني أو غير ذلك، فهي تختصر الجهود الكبيرة في تصميم المواقع الإلكترونية، وتساعد على تصميم تجربة المستخدم وتلافي الأخطاء المحتملة، ومن الأمثلة على القوالب التي يمكن إنشاؤها وبيعها:

التصاميم

تتضمن التصاميم طيفًا واسعًا من الأنواع والأشكال، فمنها تصميم واجهة المستخدم UI، والتي تفيد أصحاب المواقع والمتاجر الإلكترونية، وكذلك التصاميم الجرافيكية وتصاميم منصات التواصل الاجتماعي، إضافةً إلى تصاميم البروشورات وبطاقات الأعمال وقوائم المأكولات للمطاعم وغيرها، والتي يمكن إنشاؤها وبيعها كنوع من أنواع المنتجات الرقمية.

تطبيقات الويب والهواتف المحمولة

من المنتجات الرقمية الأخرى التي يمكن بيعها، نذكر التطبيقات والبرامج، سواءً تطبيقات الجوال، أو الأنظمة البرمجية التي تعمل على الحواسيب أو الويب. يتطلب هذا النوع من المنتجات خبرة عالية في التعامل مع لغات البرمجة، كما قد يتطلب فريقًا من العمل بناءً على مدى تعقيد التطبيق أو البرنامج.

الكتب الإلكترونية

فيما مضى، كان على الكاتب أن يمضي شهورًا طويلةً في كتابة كتابه، ومن ثم تحمل تكلفة طباعته ونشره، ليُباع إلى القارئ بهامش ربح محدد؛ أما اليوم، ومع وجود خيار بيع الكتب إلكترونيًا، اختصر ذلك على الكاتب تحمل تكلفة الطباعة والتوزيع، إذ لم يَعُد يحتاج الأمر سوى إلى ضغطة زر ليصل الكِتاب إلى قارئه، وهو الأمر الذي عاد بالفائدة على كل من القارئ والكاتب.

الدورات والفيديوهات التعليمية

كحال الكتب الإلكترونية، حققت الدورات الإلكترونية ثورةً ضخمةً في مجال التعليم، فقد استفاد المتعلم من ناحية توفر المادة التعليمية ليشاهدها في أي وقت شاء وفي المكان الذي يناسبه، بعد أن كان مقيّدًا بوقت إعطاء الدورة ومضطرًا إلى إمضاء ساعات طويلة في المواصلات، كما أتاحت الدورات الإلكترونية إمكانية مشاهدة المادة العلمية مرارًا وتكرارًا، الأمر الذي لا يتوفر بالدورات على أرض الواقع.

لا تقتصر فائدة الدورات الإلكترونية على المتعلم فحسب، بل تشمل المعلمين والمدربين أيضًا، فإذا أجرينا مقارنةً افتراضيةً لمدرس رياضيات اسمه أنس عندما كان يمضي يوميًا سبع ساعات بالتنقل بين الصفوف الدراسية لإعطاء الدروس، مع تقيّده بالعدد الذي يتسع له الصف، وهو ما كان يتعبه ويمنعه من توفير الوقت لتطوير نفسه أو الخروج مع العائلة؛ وبين اليوم، عندما سجّل المنهج كاملًا ضمن عدة فيديوهات؛ فيمكن ملاحظة أنه لم يَعُد يحتاج إلى الذهاب إلى الصفوف الدراسية وإعادة شرح الدروس مرةّ بعد أخرى، بل يكفيه أن ينقر على الزر ليتيح لطلابه مشاهدة المادة العلمية، الأمر الذي رفع من قيمة أرباحه وزاد من الوقت المتاح لتطوير المهارات والتنزه مع العائلة.

مميزات المنتجات الرقمية

تمتلك المنتجات الرقمية مميزات عديدةً لا حصر لها، وأكبر دليل على ذلك هو النمو الهائل الذي يشهده سوق المنتجات الرقمية. وفيما يلي 4 مميزات أساسية تتصف بها المنتجات الرقمية:

انخفاض تكاليف الإنشاء

يمتلك الكثير من الأشخاص أفكارًا لمشاريع تجارية مميزة، لكن غالبًا ما تتمثل العقبة الرئيسية لبدء العمل على هذه المشاريع في نقص الإمكانيات والموارد المادية، إذ يعزفون عنها لارتفاع تكاليف الإنشاء، وهذا ما تتميز عنه المنتجات الرقمية، فهي لا تحتاج إلى أي موارد مالية ضخمة، لأن رأس المال الحقيقي لها هو مهاراتك وخبراتك الخاصة.

إمكانية البيع المتكرر غير المحدود

إحدى أكبر المزايا التي تتحلى بها المنتجات الرقمية هي عدم نفاذها، إذ يمكن بيعها مرارًا وتكرارًا لعملاء مختلفين دون أن تنتهي أو تتلف، مع إمكانية إجراء التعديلات والتطويرات عليها، على عكس المنتجات الملموسة، والتي يُنفق على تصنيعها موارد مالية محددة، لتُباع بسعر أعلى يتضمن هامش ربح تحصل عليه مرةً واحدةً.

الوصول إلى شريحة واسعة من العملاء

تتيح لك شبكة الإنترنت بيع منتجاتك الرقمية إلى كل أنحاء العالم، دون تحمل أي تكاليف شحن أو تخزين إضافية، فالإنترنت سوق ضخم يحتوي على جميع الشرائح والمستويات الاجتماعية، إذ يمكنك استهداف العملاء المحتملين المهتمين بمنتجك.

تحقيق دخل سلبي مستمر

تخيّل أن تستيقظ صباحًا وتجد أنك قد حققت أرباحًا خلال نومك! أو أن تمضي إجازتك في رحلة والأرباح تتدفق عليك من كل حدب وصوب! تلك هي المشاعر التي تنتاب الأشخاص الذين استطاعوا بناء مشاريع توفر لهم دخلًا سلبيًا مستمرًا.

يمكن تعريف الدخل السلبي على أنه الدخل المادي الذي تحققه باستمرار دون بذل الجهود أو التكاليف المادية، نتيحة امتلاك أصول أو أسهم في شركة أو عقار أو أي ممتلكات تعود عليك بالربح المستمر، أو نتيجة بذل جهد لمرة واحدة وتحقيق العوائد المادية منه باستمرار، والمنتجات الرقمية هي أحد المصادر الأساسية لتحقيق الدخل السلبي.

إدارة تطوير المنتجات الرقمية

ستساعدك الخطوات المدروسة لبناء المنتجات الرقمية وإدارة تطويرها على النجاح في بيعها وإيصالها إلى الشريحة المستهدفة، إضافةً إلى التغلب على المنافسين وتحسين اسمك في السوق. وفيما يلي بعض الخطوات الضرورية لإدارة تطوير المنتجات الرقمية:

  1. توليد الفكرة: الخطوة الأولى في صناعة المنتجات الرقمية هي إيجاد فكرة مميزة لمشروعك، إذ يجب أن تتوافق هذه الفكرة مع ما تمتلكه من خبرات ومهارات. قد يساعدك العصف الذهني ودراسة المنتجات الرقمية الأخرى على إيجاد الفكرة المناسبة.
  2. دراسة السوق: قبل الولوج إلى أي سوق بمنتجك، يجب أن تحصي المعلومات الكافية حول هذا السوق، بما في ذلك احتياجاته ومتطلباته، وذلك من خلال جمع البيانات وفرزها وتحليلها، مما يساعدك على النجاح في هذا السوق ويقلل من احتمالية فشل منتجك؛ لذلك، يجب أن تحرص على الاهتمام بخطوة دراسة السوق وأخذها في الحسبان عند صناعة المنتجات الرقمية وبيعها.
  3. تحليل الجمهور المستهدف: لا يمكنك أن تقنع العميل بشراء منتجك وأنت لا تعرف هذا العميل جيدًا، وهذا ما يجعل عملية تحليل الجمهور المستهدف من الأمور الأساسية في صناعة المنتجات الرقمية، فعندما تفهم خصائص جمهورك وتوزيعه الديموغرافي، مثل العمر والجنس والمستوى الاجتماعي، فضلًا عن معرفة الاحتياجات ونقاط القوة والضعف، فستكون لديك القدرة الكافية على تخصيص المنتج وتقديمه للمستخدم.
  4. تحليل المنافسين: تتمثل إحدى أسباب نجاح المنتجات الرقمية في تحليل المنافسين من خلال دراسة مزايا المنتجات التي يقدمونها لتوفيرها في منتجك، وتحديد المشكلات ونقاط الضعف لتجنبها، إضافةً إلى دراسة أسعار منتجاتهم وعروضهم ونحو ذلك.
  5. تطوير النموذج الأولي: بعد تحديد فكرة المنتج، ودراسة السوق والمنافسين والجمهور المستهدف، يُفترض أنك قد كوّنت فكرةً واضحةً عن الشكل الذي يجب أن يبدو عليه منتجك، وهنا تبدأ الخطوات العملية بإنشاء نموذج أولي، إذ تساعدك النماذج الأولية على تصميم منتج بسرعة وبتكلفة منخفضة، مع إمكانية إجراء التعديلات والاختبارات عليه.
  6. تطوير المنتج النهائي: الآن، وبعد أن أخذت الوقت الكافي في اختبار منتجك وتحسينه، أصبح بالإمكان تطوير المنتج النهائي، وتجهيزه للإطلاق. ستكتشف على الأرجح الكثير من مكامن الضعف في المنتج بعد إطلاقه، ومع ذلك تكمن مهمتك في هذه المرحلة في تقليل الأخطاء المحتملة إلى الحد الأدنى.
  7. تسعير المنتج: تختلف أسعار المنتجات الرقمية فيما بينها بناءً على الكثير من العوامل، مثل الجهد المبذول في صناعة المنتج، وصعوبة المهارات التي يتطلبها، ومقدار المزايا أو الخصائص التي يحتويها، إضافةً إلى مدى توافر المنتج بالسوق بالمقارنة مع الطلب عليه، حيث ينبغي مراعاة كل تلك العوامل عند تسعير المنتجات الرقمية، فضلًا عن متوسط أسعار المنتجات الشبيهة في السوق.
  8. عرض المنتج الرقمي للبيع: تُباع اللحوم في سوق اللحوم، وتُباع الملابس في سوق الملابس، وكذلك المنتجات الرقمية فهي تُباع في أسواق تختص بها؛ لذلك يجب أن تتأكد من عرض منتجك الرقمي في السوق المناسب له، ولعلّ من أمثلتها لدينا في منطقتنا العربية متجر بيكاليكا، والذي يمكنك من خلاله بيع وشراء مختلف أنواع المنتجات الرقمية.
  9. تطوير المنتج باستمرار: النجاح المستمر يسير جنبًا إلى جنب مع التطوير المستمر، وما إن تخليت عن تطوير منتجك باستمرار، فاعلم أنه قد دخل مرحلة التراجع من مراحل دورة حياة المنتج، لأن احتياجات الناس تتغير وتتبدل دائمًا، وكذلك المنافسون الذين يعملون ليلًا نهارًا على ابتكار حلول جديدة للمستخدمين.

تمثل الخطوات السابقة الحجر الأساس في إدارة تطوير المنتجات الرقمية، وقد تضاف إليها بعض الخطوات الأخرى بناءً على نوع المنتج وحالته. إذا كنت تطمح إلى الدخول في مجال إدارة تطوير المنتجات الرقمية، فيجب أن تسعى إلى تطوير مهاراتك وصقلها من خلال العمل الجاد على المحاور السابقة.

يمكنك اختصار الرحلة وتسريع عملية اكتساب المهارات من خلال متابعة دورة إدارة تطوير المنتجات والتي تقدمها أكاديمية حسوب، ففيها خُلاصة خبرة محترفي إدارة تطوير المنتجات. تتضمن الدورة محاور مهمة للراغب في تطوير منتجه الخاص أو تحسين فرصه في العمل في مجال إدارة تطوير المنتجات.

خلاصة المقال

أحدثت المنتجات الرقمية ثورةً هائلةً في عالم ريادة الأعمال، وحسّنت من فرص إنشاء مشاريع تجارية، إذ لم تَعُد التجارة حكرًا على أصحاب رؤوس الأموال، بل أضحت حقًّا مشروعًا لجميع المبدعين وأصحاب المهارات والأفكار المميزة.

المصادر

اقرأ أيضًا


تفاعل الأعضاء

أفضل التعليقات

المنتجات الرقمية تباع بكثرة ولها مستقبل في العالم العربي ومثال على ذلك شركة حسوب التي كل يوم تتوسع في مجال المنتجات الرقمية وتفتح فرص عمل كثيرة للشباب العربي للابداع وتحقيق دخل عبر بيع منتجات رقمية اونلاين



انضم إلى النقاش

يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.

زائر
أضف تعليق

×   لقد أضفت محتوى بخط أو تنسيق مختلف.   Restore formatting

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   جرى استعادة المحتوى السابق..   امسح المحرر

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.


×
×
  • أضف...