تخيل معي أن العميل الذي تتمنى العمل معه يزور موقعك الآن بينما تقرأ هذه الكلمات، ذلك العميل صاحب المال الكثير الذي سمع عنك هنا أو هناك، وظنَّ أنك كاتب رائع، إﻻ أن ما قرأه على موقعك جعله يعدل عن فكرة العمل معك، فلم يرفع هاتفه ليتصل بك، بل على العكس، ضغط زر الرجوع في لوحة مفاتيحه ليذهب إلى مكان آخر.
هل تريد أن يحدث لك ذلك؟ كلا قطعًا، لكنه يحدث للأسف أكثر مما تتخيل، تقريبًا في 80% من الحالات، لذا دعنا نفعل شيئًا حيال ذلك الأمر.
إن موقعك المهني يجعلك تبدو مثل أحمق يحمل معجم مفردات بيده، شخص ﻻ قيمة له أو أقل مما يبدي مظهره الخارجي، مدَّعٍ مزيَّف، مراهق ليس له خبرة، أو أسوأ من ذلك، أن يجعلك تبدو كل أولئك جميعا.
ولعلك ارتكبت على الأرجح أحد تلك الأخطاء التي لم تسمح لصوتك أن يتألق من خلال موقعك:
- الرسمية المفرطة. النبرة الرنانة المتكلَّفة تُشعِر الناس أنها ﻻ تعرفك على الإطلاق.
- التودد المفرط. ﻻ تكثر من استخدام اﻷرقام للتعبير -كأن تستخدم الرقم داخل كلمة ليستبدل حرفًا أو أكثر، أسلوب يكثر استخدامه في الإنجليزية-،وكذلك صور القطط المضحكة أو مشاركة المحتوي بإفراط على موقعك المهني.
- الادعاء والتسويق المبالغ فيهما. أساليب الضغط والمبالغة تصد العملاء المحتملين.
- تُغيِّرُ نبرتك ﻷنك تريد أن ترضي كل الناس.
- استخدام طريقة الشخص الثالث في اﻹشارة إلى نفسك: "طارق مدوِّن حر وكاتب …"
- استخدام ضمير الجمع في اﻹشارة إلى نفسك: "راسلنا وسنرد عليك في أقرب وقت ..."
- نسبة حقوق ملكية موقعك لكاتب آخر.
هناك استثناءات بالتأكيد لهذه القواعد، فربما يحتاج موقعك إلى هذه النبرة المفرطة في الرسمية ليناسب سوقك الذي تستهدفه، فإنك تعرف نوع العميل الذي تريده أفضل مني، لكن إن لم يكن لديك سبب واضح وبسيط ﻻختيار لهجتك في موقعك، فقد آن اﻷوان لتفكر في الأمر مرة أخرى، فإن صوتك الحقيقي هو أفضل رهان لك في كل مرة تكتب عن نفسك، وذلك في أغلب حالات الكتَّاب الذين ينشرون عبر الإنترنت أو بصورة ورقية.
لمَ صوتك الحقيقي هو الخيار الصائب؟
إن العميل المحتمل الذي يزور موقعك يود معرفة المزيد عنك أنت، ذلك يشمل شخصيتك أيضًا، كي يحدد ما إذا كنت ستناسب فريقه أم لا. ويشمل أيضًا قدرتك على كتابة رسالة توصل انطباعًا حقيقيًا للقارئ، ذلك أن الرسالة الواضحة الأصلية قادرة على الوصول لمسافات طويلة. وذلك في الكتابة واﻷعمال على حد سواء.
وما هي رسالة موقعك ككاتب مستقل؟ إنها "وظفني؛ فأنا لست أحمقًا".
لكنك لست مضطرًا لذكر اﻷمر بهذا الوضوح -رغم أني قد أوظف شخصًا يفعل ذلك!-، بل لك أن تضيف ما شئت من اﻷسباب التي تراها مناسبة، رغم أن إثبات أنك لست أحمقًا هو أولوية قصوى، فإن قلة الخبرة يمكن التغاضي عنها إن وُجد الحماس والقابلية للتعلم، كما أن الجهل وقلة المعرفة يمكن التغاضي عنهما إن كنت تعرف كيف تبحث.
أما الحماقة على الصعيد الآخر، فليست بالخيار الأول الذي يود عميلك أن يفكر فيه، فإذا كنت ترتكب أحد اﻷخطاء التقليدية المتعلقة بنبرتك التي تستخدمها في موقعك، فإنك تعرِّض نفسك لإطلاق العميل وصف الحماقة عليك، وتصيبه بالذعر من فكرة العمل معك.
كيف تستعيد نبرتك الحقيقية مرة أخرى
لتطمئن أن اﻷمر يمكن إصلاحه، فلا تقلق. إليك الآن أربع طرق بسيطة لتطوير نبرتك لتكون معبرة عن صوتك الحقيقي:
- اطلب من صديقك أن يجري مقابلة معك عن مسيرتك المهنية، خلفيتك، والخدمات التي تعرضها. واستخدم تلك المقابلة كأساس لنسختك الإلكترونية، واضعًا في حسابك المحافظة على نبرتك الطبيعية أثناء التعديل.
- اقرأ متن موقعك الحالي (المُحتوى / النّصوص) بصوت عالٍ على مسمع شخص يعرفك جيدًا، واطلب منه أن يرفع يده كلما أحس أن ما تقوله ﻻ يعبر عنك، وسرعان ما ستكتشف أي أجزاء المُحتوى تحتاج إلى تعديل.
- حدِّد أسواقك المستهدفة كي تعرف من الذي تستقطبه بكتابتك، فموقعك في حاجة أن يكون ملائمًا لعملائك المثاليين، لذا تخيل متن الموقع كأنها محادثة مع عميلك بمفرده.
- ألق نظرة على مواقع الكتاب المستقلين الذين ترى فيهم قدوة لك، وحلل الكيفية التي صبغوا مواقعهم بأصواتهم الحقيقية التي تعبر عنهم، وسجِّل العناصر الناجحة التي يمكنك محاكاتها.
اعلم أن استخدامك لنبرتك الحقيقية في موقعك يعطي العملاء المحتملين فهمًا أفضل لهويتك وشخصيتك الحقيقية. وستجذب بها المشاريع التي تناسبك، وتتجنب إضاعة الوقت في غيرها.
ولعل هذه الكلمة تكون مناسبة لهذا الموقف: "كل ما عليك فعله أن تكون على طبيعتك”.
ينبغي أن يكون هذا الأمر هو أبسط مهمة على الإطلاق، لذا دعنا نبدأ ونضفي على موقعك هوية تعبر عنك.
ترجمة -وبتصرف- للمقال Why Your Freelance Writer Website Makes You Sound Like an Idiot لصاحبته Sophi Lizard.
حقوق الصورة البارزة: Designed by Freepik.
أفضل التعليقات
لا توجد أية تعليقات بعد
انضم إلى النقاش
يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.