" يجب أن نسعى جاهدين لبلوغ تلك البساطة التي تكمن وراء التّعقيد. " جون غاردنر.
أحيانا يحالفك الحظ، لكن ما يصنع الفارق فعلا هو كيفية تفاعلك مع الحظ الذي حالفك. عملي على الإنترنت كان مبنيا في الأساس على ذلك المبدأ، فقد جربت العديد من الطرق لربح المال عبر الإنترنت قبل أن أصادف طريقة الكتابة كُمستقل. لم أعتقد يومًا أنني قد أستطيع كسب قوت يومي من الكتابة كُمستقل، مع ذلك، قدمت بضع طلبات توظيف عبر موقع ProBlogger وقبلت من طرف أحد العملاء، كانت تلك هي جزئية الحظ إلى حدّ ما، لكن ما فعلته بعد ذلك هو ما صنع الفارق.
لا أريد أن أشرح لك في هذا المقال كيف تصبح كاتبًا مستقلا فحسب، بل كيف تصبح كاتبًا مستقلا ناجحًا. أريد أن أشرح لك كيف يمكنك أن تنتقي تخصصا تجذب به عملاء محتملين، أريد أن أساعدك للوصول إلى مكان أين لن تبقى أبدًا دون عمل، وهو نفس المكان الذي أجد نفسي فيه الآن وأود أن أساعدك على تحقيق نفس الشيء.
مفتاح النّجاح ككاتب مستقل
هنالك مفتاح أساسي واحد فقط للنجاح ككاتب مستقل وهو السمعة، حيث تتفرع منها كافة المفاهيم الأخرى، فإذا كانت لديك سمعة طيبة من المستبعد أن تبقى دون عمل لأنك تجيد ما تفعله ولديك جيش من العملاء الذين يغدقون المديح عليك أمام أيٍّ كان، وبالتالي، عليك أن تكتسب سمعة إيجابية حتى تكون كاتبًا ناجحًا. تلك حقيقة يجب أن تأخذها بعين الاعتبار في كل شيء تفعله كجزء من مسيرتك كمستقل، فكل كلمة تكتبها، كل رسالة بريد إلكترونية ترسلها، كل مثال تضيفه إلى معرض أعمالك وكل عميل تعمل معه، إلا ولديه القدرة على إفادة أو إعاقة نموك. وعليه، إذا كانت السمعة هي المفتاح، كيف يمكنك ترجمة ذلك إلى نهج فعال لبناء عمل الكتابة مستقلا ؟
المصادر الرّئِيسَة الثلاث لنمو العمل المستقل
ببساطة فإن سمعتك تتغذى على العمل الذي تنجزه للعملاء الذين تتعامل معهم، إذا نُشرت كتاباتك ذات الجودة العالية باسمك ضمن مدونات أخرى، عندها ستكون قد اكتسبت مصدرًا محتملا آخر لعملاء مستقبليين، وإذا كانت لديك مدونة رائعة ذات متابعين نشطين، فستشكل هي الأخرى مصدرًا محتملا آخر لعملاء مستقبليين.
كل واحد من عملائي قد وصل إلي عبر ورود اسمي ضمن أحد المقالات التي كتبتها لعميل ما، توصية من أحد عملائي الآخرين أو عبر مدونتي، فقط. في رأيي، فهذه هي المناطق الثلاث التي تحتاج لأن تتفوق فيها لكي تكتسب سمعة عظيمة وتنمّي عملا تجاريًا بارزًا، وبما أن اثنتان منها يكمنان ضمن سيرورة العمل، يبقى إنشاء المدونة هو الشيء الإضافي الوحيد الذي تحتاج لفعله.
مع ذلك، فأنت لست في حاجة إلى سمعة عامة، كلا، أنت في حاجة إلى اكتساب سمعة ستكون مفيدة للنمو المستقبلي، ذلك هو ما لا يدركه الكثير من الناس على الرغم من قدرته على صنع الفارق.
لماذا تحتاج إلى سمعة مؤثرة
يجب أن يكون نمو عملك المستقل متسارعًا، لكن ذلك سيحدث فقط في حال إنشائك لمنهاج عمل يمكن أن يظهر من خلاله هذا النمو المتسارع، ويرتبط ذلك بشكل كبير بشيء واحد : عملاؤك. بينما تلعب مدونتك دورًا مهما، فإن نوعية العملاء الذين تتعامل معهم يحددون سمعتك، حيث إذا كنت تتعامل مع العملاء الذين يوظفون عددًا كبيرًا من الكتاب لكتابة محتوى كثير فستحصل على أجر زهيد دون الاستفادة من ذكر اسمك ضمن المواقع أو توصية من عملائك، أما إذا كنت تتعامل مع عملاء ذوي جودة منخفضة فقد تجذب التوصيات المعتادة ذات الجودة المنخفضة، في حين إذا كنت تعمل مع عملاء محترمين على تشكيلة متنوعة من المواضيع، عندها ستحصل على تشكيلة متنوعة من إحالات عملاء محترمين. لكن إذا ركزت على تقديم خدماتك لمجال تخصص واحد أو مجالين فقط، وتأكدت أن معظم عملائك ينشطون ضمن ذلك المجال، فستكون قريبًا من تأسيس سمعة راسخة ومحددة، وستصبح الكاتب الأكثر ملاءمة لذلك الموضوع مع مساهمة العمل الذي تقوم به في تعزيز مؤهلاتك. شخصيا، أُسمّي هذا الأسلوب ’ تحديد العميل ’ (client specificity) وهو بمثابة العمود الفقري للنجاح المستمر لعملي.
مثال واقعي لنوعية العميل على أرض الواقع
هذه قائمة بالعملاء الأساسيين الذين تعاملت معهم ( في العديد من المناسبات ) حسب الترتيب الزمني لبداية تعاملي معهم وحسب الموضوع الذي طلبوا مني الكتابة حوله :
- التدوين
- التدوين
- قطاع التعهيد الخارجي العام والخاص في المملكة المتحدة
- ريادة الأعمال
- التدوين
- التدوين
- السير آرثر كونان دويل
- المؤسسات غير الربحية
- العمل الحر
- العمل الحر
- العمل الحر
أنا متأكد أنك تستطيع رؤية النمط الغالب هنا حيث أكتب أكثر حول التدوين والعمل الحر أكثر من أي شيء آخر، واحْزِر ما الذي يريده السواد الأعظم من العملاء المحتملين الجدد أن أكتب لهم عنه ؟ أحسنت : التدوين والعمل الحر. لقد نصّبت نفسي عن غير قصد تقريبًا كمتخصص في الكتابة حول التدوين والعمل الحر، كما أنني أكتب حول ريادة الأعمال والعمل عبر الإنترنت للعملاء، لأن ذلك ما أكتب حوله هنا في مدونتي
نمو عملك المتسارع يُقاد عبر تحديد العميل، سبق لي التعامل مع عميل حول التدوين ما أدى إلى تعاملي مع عميل آخر حول التدوين، ثم آخر، ثم آخر، تغلل اسمي ككاتب ضمن العديد من المواقع على الويب، قبل أن أكتسب بعدها سمعة إيجابية ويحدث نفس الشيء مع موضوع العمل الحر. لقد تمتعت بسمعة متنامية - ومعدلات متزايدة باستمرار أيضًا - من خلال إنجاز معظم عملي ضمن مجالات محددة للغاية. إذا عاد بي الزمن إلى وقت بدايتي وكنت أعرف ما أعرفه الآن، كنت لأسوق نفسي بشكل مغاير جدًّا، كان الأمر ليكون" وظفني لأكتب حول التدوين والعمل الحر" وليس" وظفني لأكتب حول شيء أو آخر...ولن نختلف." قد أعيد كتابة صفحة " وظفني" - التي أصبحت قديمة وغير مناسبة للوقت الحالي- بالكامل لتركز على مجالات الكتابة تلك، والتي اكتسبت سمعة راسخة فيها.
كيف تضع تحديد العميل ( Client Specificity) موضع التنفيذ
أدرك أن الكثيرين منكم سيبحثون عن أي عميل كان فما بالك بعميل محدد، مع ذلك، تحديد العميل لا يعتبر في أي وقت سابقًا لأوانه. في بداياتك، أنصحك بقبول أي عمل لدى أيِّ عميل مستعد ليدفع لك أجرًا مناسبًا - أو حتى العمل مجانًا لدى أولئك الذين سيبرزونك بشكل جيد - لكن يجدر بك أن تحدد منذ البداية ما تود الكتابة عنه وبذل قصارى جهدك لتشكيل تطوير عملك في ذلك الاتجاه.
تأمل هذا، بمن سيتصل عميل محتمل ؟ بكاتب يسوق نفسه ككاتب مستقل عام أو بكاتب يسوق نفسه ككاتب يكتب حول موضوع محدد يتوافق مع اهتماماته ؟ تركيزك على قطاع أصغر من السوق لا يعني بالضرورة أنك تقلل من حظوظك في كسب العملاء، بل إنك قد تكون تسدي لنفسك خدمة جليلة، وكلما جذبت عملاء أكثر من نفس النوعية، كلما نما عملك بشكل أسرع.
البساطة هي الأفضل دائمًا
بدأت هذه المقالة باقتباس لجون غاردنر:
" يجب أن نسعى جاهدين لبلوغ تلك البساطة التي تكمن وراء التّعقيد sophistication. "
ينبغي أن تعكس هذه الجملة بُنية عملك ككاتب مستقل. اعرض خدمة محددة لعميل مستهدف محدد وستجد نفسك تجني ثمار الأرباح في وقت قصير، جرب تلبية مطالب السوق بأكمله ولن تجذب سوى اللامبالاة. من جهة، فإن التعامل مع تشكيلة متنوعة من العملاء يشبه نوعًا ما إدارة عدة أعمال ضمن عمل واحد، فلم لا تجعل حياتك أسهل وتلبي حاجيات مجال واحد أو اثنين ؟
ترجمة -وبتصرّف- للمقال Why Client Specificity is Vital to Your Success as a Freelance Writer لصاحبه TOM EWER.
أفضل التعليقات
لا توجد أية تعليقات بعد
انضم إلى النقاش
يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.