اذهب إلى المحتوى

كيف تختلف إدارة المنتجات في شركة تقنية ناشئة عن شركة كبيرة


محمد ناولو2

كيف هي إدارة المنتجات في شركة تقنية جديدة؟ وكيف تختلف عن إدارة المنتجات في شركة تقنية كبيرة مع منتجات أكثر تطورًا؟ لقد عملت سابقًا في وظيفة مدير منتجات في شركات كبيرة وكذلك في شركات تقنية ناشئة، وحاليًا أعمل رئيسًا للمنتجات في شركة تقنية في مدينة سان فرانسيسكو، أنشأت بعض المنتجات الإلكترونية بجودة عالية بدءًا من الصفر مثل موقع "تدريب إدارة المنتجات".

اقتباس

إدارة المنتجات في شركة تقنية كبيرة مختلف تمامًا عن إدارة المنتجات في شركة تقنية جديدة.

كلما كانت الشركة أو المنتج أكثر حداثةً، كانت صناعة المنتج فنًا أكثر من كونها علمًا، وكلما كان المنتج أكثر نضجًا وقِدمًا، كان من المنطق اتباع منهجيات إدارة المنتجات القديمة، وإليك هنا خمسة اختلافات رئيسية بينهما.

هدفك مختلف

قبل إنشاء منتج جديد وتسويقه، يجب أن يعلم مديرو المنتجات الهدف من ذلك المنتج، إذ تساعدك معرفة الهدف على تحديد ميزات المنتج ومناطق استهلاكه، وكذلك فئات المستهلكين التي تريد استهدافها، ويتغير هدفك عمومًا تبعًا للمرحلة التي وصل إليها المنتج من مراحل دورة حياته.

إذا كنت تملك منتجًا جديدًا، فإن أهدافك تكون نوعيةً أكثر، على سبيل المثال، هل هناك طلب على منتجي؟ ما هي فئة المستخدمين المناسبة؟ أريد فقط أن أعرف كيف يتفاعل المستخدمين مع منتجي، أو ما هي المشكلة التي يجب أن أعالجها بالضبط ومن أجل من؟ في كل تلك الحالات أنت تحاول تسويق منتجك بسرعة لكي تتمكن من معرفة المزيد عن السوق وأي جمهور تود استهدافه.

من المهم أن تحافظ على عقلية الحد الأدنى من المنتجات القابلة للتطبيق MVP في هذه المرحلة من تطوير المنتج، لذا اتخذ بعض القرارات حول تضييق نطاق الوظائف التي ستقدمها، وقلل الجهود المبذولة من المستخدمين لتمكينهم من تغيير الإعدادات. وعلاوةً على ذلك، ركز على الحصول على إعدادات المنتج الافتراضية المناسبة لجمهورك.

عندما قررت إنشاء موقع "تدريب إدارة المنتجات" كان برنامجي الأول القابل للتطبيق هو مدونة ووردبريس WordPress، إذ نشرت تمرينًا وحلًا، وشاركت رابط التطبيق على موقع ريديت Reddit، وطلبت من الناس أن يشاركوني آراءهم، وفي أقل من أربع وعشرين ساعة أخبرني ثلاثة عشر شخصًا عن ما الذي أعجبهم وما الذي لم يعجبهم في المنتج، وقد ساعدتني تلك المراجعة على اتخاذ مجموعة قرارات أخرى حول المنتج، والتي نتج عنها ما أملكه اليوم من أكثر من عشرة آلاف مستخدم نشط شهريًا، لكن هذا الأسلوب لن يكون قابلًا للتطبيق في حالة وجود منتج أكثر رسوخًا.

تعتمد إدارة المنتجات في المراحل الأولى من دورة حياة المنتج على الحدس، لذا سيضيف وجود شخص ذي نظرة ثاقبة على الصناعة والسوق المستهدف قيمةً كبيرةً، وكلما تقدم المنتج في مراحل دورة حياته، ازدادت معرفتك بالمستخدمين وسلوكهم وبالبيئة التي يتفاعلون من خلالها مع منتجك، مما يعني أنه مع زيادة قِدم المنتج تصبح قرارات مدير المنتجات أكثر اعتمادًا على البيانات السلوكية السابقة للمستخدمين وآراء العملاء، وكذلك على أبحاث السوق.

عندما كنت مديرًا للمنتجات في المصرف، كنا نضطر إلى أن نخوض عدة نقاشات حول فكرة المنتج وعن النموذج الأولي وعن اختبار المستهلك، وذلك للتأكد من أن مزايا المنتج الجديد لا تؤثر سلبًا على أي جانب آخر من جوانب الشركة.

فكر بالأمر على هذا النحو، فعندما تنشئ تقنيةً جديدةً تمامًا، ستراهن على ظهور حالات استخدام جديدة لتقنيتك مع تقدم منتجك بالعمر، وسيكون هدفك في الأيام الأولى من المنتج هو اكتشاف حالات الاستخدام تلك لكي تستطيع التركيز على تطوير التقنية من أجلهم.

مع تطور منتجك أكثر، ستمتلك فكرةً أفضل عمن يريد المنتج وما الذي يريدونه أكثر، مما يمنحك فرصةً للاعتماد على أساليب علمية في إدارة المنتجات لاستخراج المعلومات التي تحتاجها لتعزيز منتجك.

سوف تهتم بمجموعة مختلفة من المقاييس

بما أن أهدافك مختلفة، فإنه من المتوقع أن تهتم بمجموعة مختلفة من المقاييس في البداية، إذ يركز مدير المنتجات المُتقدم على مقاييس معينة، مثل المشاركة في جزء من المنتج وزيادة الإيرادات من كل عميل والتعامل مع العميل بسلاسة أكبر، وكذلك الاحتفاظ به، في حين يركز مدير المنتجات الجديد على مقاييس أخرى، مثل العدد الإجمالي للاشتراكات.

لقد كان المقياس الأول الذي يجب اتباعه في تمارين إدارة المنتجات هو عدد مشاهدات الصفحة لكل مستخدم، فقد أعطتني تلك الأرقام إشارةً إلى أن الناس وجدوا موقعي الإلكتروني مفيدًا، ومع تطور الأمور بدأت أبحث عن مقاييس مفيدة أكثر، مثل عدد التعليقات لكل مستخدم ومعدل البقاء في الموقع، لكن بالطبع لا يعني العدد الكبير لزيارات الموقع مشاركةً فعالةً دائمًا، فقد لا يكون المستخدمون قادرين على إيجاد ما يبحثون عنه، وقد ركزت مع رئيسي السابق في العمل على مقاييس معتمدة على النشاط، مثل عدد الحوالات المُودعة وعدد الفواتير المدفوعة لكل مستخدم.

يجب أن تتحلى بالمرونة في تغيير الخطط

لدى الشركات الناشئة موارد محدودة، إذ لديهم عادةً ما بين بضعة أشهر إلى بضعة سنوات للانتقال إلى المرحلة التالية، ومن الضروري أن تكون استراتيجيًا في التعامل مع مواردك ومع ما تحاول بناءه.

إن كنت مبكرًا في دورة حياة منتجك، فيجب أن تكون أكثر براعةً في تخطيط مسار المنتج، فأنت تبني شيئًا جديدًا للمرة الأولى ولا تعلم إن كان المستهلكون سيحبونه. قد تدرك أن هناك بعض التحديات التقنية التي لم تُخطط لها، لذا كيف تتعامل مع هذه المشكلة؟

على المستوى الشخصي، أحب التخطيط للمستقبل، ولكني أبقى منفتحًا على تغيير خططي عندما تطرأ تغييرات جديدة تجعلني أسلك مسارًا مختلفًا، لذا يجب أن يمتلك مدير المنتجات في شركة حديثة نظرةً نقديةً على خططهم وعلى التراكم الأسبوعي، ويسأل نفسه "هل نبني الشيء الصحيح حقًا؟".

لا تفهمني بطريقة خاطئة، إنّ طلب أشياء جديدة تناسب مخططك هو شيء مستمر في إدارة المنتجات، وهو أحد التحديات التي يتعامل معها جميع مديري المنتجات طوال مسيرتهم المهنية، ولكن يستطيع مدير المنتجات مع تقدم المنتج أن يخطط أفضل، لأنهم باتوا الآن يمتلكون فكرةً أوضح عمّا يريده المستخدم وعمّا يستطيعون إنشاءه بالتقنيات المتوفرة.

ومما يشكل خطورةً واضحةً هو أن يسعى مدير المنتجات في شركة تقنية ناشئة لجعل عملية تطوير المنتج فعالةً زيادةً عن الحاجة، وذلك عن طريق التخطيط للمستقبل البعيد جدًا، وإجبار فريق العمل على الاستمرار في بناء شيء لن يضيف أي قيمة جديدة.

أتذكر عندما أطلقت ميزةً جديدةً على موقعي وخططت للانتقال إلى الميزة التالية مباشرةً، ولكن بعد بضعة أيام من إطلاق الميزة الأولى، أدركت أن المستخدمين كانوا حائرين حول واجهة الميزة الجديدة، لذا غيرت أولوياتي وركزت على إصلاح واجهة المستخدم قبل الانتقال إلى الخطوة التالية، كما بث ج ن9ح كنت جزءًا من شركات ناشئة تغيرت أولوياتها بين ليلة وضُحاها بسبب إعلان أصدره شركاؤهم أو منافسوهم.

وازن هذا مع دور مدير المنتجات لمنتج أكثر نضجًا، إذ تكون المخططات عمومًا محددةً ومحسوبةً مسبقًا، فقد صنعت مع رئيسي السابق في عملي في المصرف نموذجًا أوليًا وأجرينا عدة تجارب قبل إطلاق المنتج، الأمر الذي قلل من الأعمال التي يجب علينا القيام بها فيما بعد، إضافةً إلى ذلك، فإن أولويات الشركة كانت محددةً على مستوى أعلى ولم يكن يُتوقع تغييرها كثيرًا.

اقض المزيد من الوقت مع المستخدمين

لقد بدأتَ للتو وتريد معرفة المزيد عن المستخدمين المستهدفين وعن احتياجاتهم، وبما أنك تملك مواردًا محدودةً وهناك موعد نهائي لتسليم المنتج، فإن لدى معرفتك بالمستخدمين وتفاعلاتهم مع منتجك تأثيرًا مباشرًا على معدل نجاح الشركة التي تعمل بها، فكلما علمت آراء المستخدمين حول منتجك بسرعة أكبر، أمكنك ذلك من تعديل خططك باكرًا في ظل محدودية الموارد، وزادت احتمالية وصولك إلى الخطوة التالية من تحقيق هدفك، وذلك قبل أن تنفذ منك الأموال.

فيما يتعلق بالمنتجات الاستهلاكية، فإني أحاول قضاء عدة ساعات أسبوعيًا مع المستخدمين المتطوعين، في حين أني أخصص لمنتجات الشركة حوالي الثلاثين دقيقةً، لأقضيها مع مجموعة محددة من العملاء، والتي تُختار أسبوعيًا للتأكد من كوني أفهم العالم الذي يعملون فيه، ولكي أفهم احتياجاتهم ومشاعرهم الحقيقية تجاه المنتج، فعندما أطلقت موقعي "تدريب إدارة المنتجات"، كنت أتحدث مع 3-5 مستخدمين أسبوعيًا، لأفهم الأشياء التي يحبونها و الأشياء التي يكرهونها حيال منتجاتي، إضافةً إلى العروض التنافسية التي تجذبهم.

لكن مع رئيسي السابق في المصرف، كنا نقابل المستخدمين على عدة مراحل، وقد كانت أسئلتنا تركز حول مسار الميزة والقدرة الخاصة التي نحاول بناءها، وكنا نقابل المستخدمين عمومًا خلال مرحلة البحث وتجربة المستخدم مع امتلاكنا أهدافًا محددةً تتعلق بتلك الميزة الخاصة.

يجب أن تمتلك المعرفة الواسعة لتتقدم بسرعة

عندما تدير منتجًا ناضجًا يمتلك العديد من رؤساء العمل وأفرقة الدعم المتنوعة، فمن الأسهل الاعتماد على خبرة الأعضاء الآخرين خلال عملية اتخاذ القرار، وكلما كان منتجك في مرحلة مبكرة أكثر، انخفضت احتمالية تمكنك من الوصول إلى مثل هؤلاء الخبراء في الوقت المناسب.

هناك طريقة واحدة يمكن لمدير المنتجات من خلالها مواجهة هذا التحدي، وهي أن يتعلم بنفسه إلى حد ما عن كل موضوع يتأثر به منتجه، وهو الأمر الذي يسمح له بالانتقال للمرحلة التالية بسرعة دون الحاجة إلى العثور على خبير لاتخاذ قرار ما، كما يساعدك ذلك على خوض محادثة مفيدة مع الخبراء عندما تُتاح لك الفرصة لإطلاعهم على أفكارك وخططك، ولحسن الحظ هناك العديد من الكتب التي تتحدث عن المواضيع التي تريدها في يومنا هذا.

قضيت وقت فراغي خلال العام الماضي في تعلم المزيد عن تسويق المنتجات، وعن منصب المسؤول الاقتصادي وتحليل البيانات وفن التسويق، وذلك عندما كان النمو أولويةً بالنسبة لمنتجي، ويمكنني أن أرى الآن الأثر الإيجابي لذلك، فقد ساعدتني قاعدة معرفتي الواسعة على اتخاذ الكثير من القرارات بسرعة.

عندما عملت مديرًا للمنتجات في المصرف، امتلكت شركتنا العديد من الخبراء والموارد إذ كان من الأسهل والأسرع أن أرفع سماعة الهاتف وأتحدث مع الخبير المعنيّ بالموضوع، كونهم يتلقون أجورًا ليكونوا خبراءً في مجالاتهم لصالح الشركة، وفي النهاية هناك أمور محددة على مدير المنتجات أن يتقنها بغض النظر عن حجم الشركة التي يعمل بها أو عن المرحلة التي وصل إليها المنتج من مراحل دورة حياته، مثل التواصل الجيد مع أعضاء الفريق على سبيل المثال.

ترجمة -وبتصرّف- للمقال ‎‏?How is Product Management in a Tech Startup Different Than a Large Company لصاحبه Bijan.

اقرأ أيضًا


تفاعل الأعضاء

أفضل التعليقات

لا توجد أية تعليقات بعد



انضم إلى النقاش

يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.

زائر
أضف تعليق

×   لقد أضفت محتوى بخط أو تنسيق مختلف.   Restore formatting

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   جرى استعادة المحتوى السابق..   امسح المحرر

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.


×
×
  • أضف...