اذهب إلى المحتوى

إنَّ مجال تقنية المعلومات دائم التطوُّر، وبسبب حجم التغيير ووتيرته السريعة، بالتوازي مع نطاق الوصول الواسع لتقنية المعلومات، فقد بات صعبًا عزلُ مجال تقنية المعلومات عن التوجهات الحديثة السائدة، فخِلال الفترة الممتدة من وقت تأليف هذا الكتاب ولغاية قرائتك له، ستكون قد ظهرت توجهاتٌ جديدة، وستكون قدِ اختفت تلك التي بدا أنها مهمة في وقتٍ ما، ومن تلك التوجهات التي تعيد تشكيل مشهد تقنية المعلومات: التحقيقاتُ الجنائية الرقمية Digital Forensics، والقوة العاملة الموزَّعة Distributed Workforce، والاستخدام المتزايد للحوسبة الشبكية Grid Computing.

التحري السيبراني: طريقة جديدة لكشف المجرمين

ما الذي ساعد المحققين على رفع قضيةٍ ضد شركة إنرون Enron الأمريكية للطاقة، و ضد شركة ميرك Merck للأدوية بسبب عقار فيوكس Vioxx، وفي القبض على القاتل المتسلل دينيس ريدر Dennis Rader الملقّب بــ "بي تي كي BTK"؟ تمثّل الأدلة المأخوذة من حواسيب الأشخاص أو من شبكات المؤسسات، مثل صفحات الويب والصور والمستندات والبريد الإلكتروني- -جزءًا من علمٍ حديثٍ نسبيًا يُسمّى "علم التحقيق الجنائي الرقمي Digital Forensics حيث يحفظ التحقيقُ الجنائي الرقمي الأدلةَ الإلكترونية المستخدَمة في التحقيقات، عبر إنشاء نسخة متطابقة للقرص الصلب يمكن للمحقق البحث فيها بواسطة كلمات مفتاحية، أو نوع الملف، أو تاريخ الوصول، كما يشهد علم التحقيق الجنائي الرقمي تطورًا في مجالات مثل: الحوسبة السحابية Cloud Computing، وتقنية سلسلة الكُتَل Blockchain Technology. وهناك تقديراتٌ تشير إلى أنَّ نحوَ 3.9 مليون، من أصل 21 مليون من العملة الرقمية بيتكوين Bitcoin الأصلية- مفقودة في أقراص صلبة Hard Drives مُلقاةٍ في مكبات نفايات، وموجودة ضمن وحدات ذاكرة فلاشية (فلاش درايف) خلف مكاتب عمل قديمة.

ولكن التحري الرقمي -حاليًا- لا يقتصر على تطبيق القانون، فهناك شركاتٌ مثل وول مارت Walmart وتارجت Target، وأميريكان إكسبريس American Express، لديها فِرَقُ تحقيقاتٍ جنائية سرية ضمن مقراتها، ولكن، ماذا لو كنتَ في مدينة نيويورك وتريد الوصول إلى قرص صلب موجود في هونغ كونغ؟ هذا ممكن! إذ يستخدم اليوم حوالي 75 شركة من تلك المُدرَجة على قائمة مجلة فورتشن، المعروفة بـ "فورتشن 500 Fortune 500"- تقنية تتيح لها البحث في القرص الصلب عن بُعد عبر شبكاتها، ويتيح علمُ التحقيق الجنائي الرقمي ملاحقةَ الأشخاص الذين يسرقون بيانات الشركات والملكية الفكرية، وقد استعانت شركةُ تصميم رقائق شبه مُوَصِّلات Semiconductor Chip Designer، تُدعى برودكوم Broadcom -بالتحقيق الجنائي بواسطة الحاسوب للتحقيق مع موظفين سابقين لديها واعتقالهم، بسبب محاولتهم سرقة أسرارها التجارية فأثناء إجراء ذلك التحقيق، جمعتِ الشركةُ المذكورة رسائل بريد إلكتروني تُجرِّم الفاعلين، إلى جانب مستنداتٍ محذوفة، كانت كافية لتجهيز دليلٍ قوي تمكنت من الاستناد إليه؛ للمطالبة بتطبيق قانون الاحتيال والانتهاك الحاسوبي الفدرالي لعام 2013 2013 Federal Computer Fraud and Abuse Act، لمنع أولئك الموظفين من تأسيس شركة منافِسَة.

ولكن هناك سلبياتٍ تعتري امتلاكَ تلك الإمكانات المتقدمة، فلو وقعَ ذلك النوع من البرامج في أيدي المخترقين المحترفين، فسيتمكنون من الدخول إلى الشبكات المؤسسية بدون أي عوائق، ولن تعلم الشركةُ الضحيةُ بحدوث ذلك الاختراق فعلًا، وفي عصر الأفعال المؤسسية غير المشروعة، والمعتدين الجنسيين، والمحتوى الإباحي الحاسوبي، سيخبر القرصُ الصلب الخاص بحاسوبك المحققين بكل ما يريدون معرفته حول سلوكك واهتماماتك، الخيِّرَ منها والسيئ؛ إذًا، يعني التحري السيبراني أننا جميعًا أهدافٌ محتملة للتحقيق الجنائي الرقمي، وفي ضوء الأدلة الكثيرة حول عمليات سرقة الهوية التي تحصل، لم يعد للخصوصية الشخصية -التي كانت يومًا ما منيعة ضدّ التعرض لها- الحُرمةُ ذاتُها التي تمتعت بها في السابق.

الأخلاق مطبقة

فضح أسرارك

تشهد نسبة الجرائم السيبرانية في عالمنا الذي تقوده التقنية تزايدًا ملحوظًا، ومنها سرقة الهوية، والمحتوى الإباحي، ووصول المعتدين الجنسيين إلى ضحاياهم، وما تلك الأمثلةُ سوى غيضٍ من فيض تلك الجرائم، ويؤكد فريقُ الاستجابة لدى مكتب التحقيقات الفدرالي FBI أن عدد القضايا التي كانوا يُبلَّغون عنها وصل إلى حوالي 800 قضية يوميًّا في العام 2017. وبهدف مواكبة التغيّرات التي يشهدها عالمُنا اليوم، فقدِ انتقلتِ الشركاتُ، وجهاتُ إنفاذ القانون، والهيئاتُ الحكومية إلى استخدام أداةٍ جديدة لمكافحة الجريمة، وهي التحقيق الجنائي الرقمي Digital Forensics، الذي يعد واحدًا من أكثر تلك الأدواتِ فاعلية.

وتعد شركةُ غايدنس سوفتوير Guidance Software، رائدة في هذا المجال، فقد تأسست هذه الشركة في العام 1997 لتطوير حلولٍ تبحث عن معلوماتٍ رقمية وتحددها وتستعيدها وتُوصِلُها، وذلك بأسلوبٍ موفِّرٍ للتكلفة، ومتوافق مع منهج التحقيق الجنائي.

يقع مقرّ تلك الشركة في مدينة باسادينا Pasadena بولاية كاليفورنيا الأمريكية، وتُوظِّف 391 شخصًا ضمن مكاتب ومنشآتِ تدريب في مدينة شيكاغو بولاية إلينوي، وواشنطن العاصمة، وسان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا، وهيوستن بولاية تكساس، ومدينة نيويورك، وفي البرازيل، وإنجلترا، وسنغافورة، ومن بين زبائن تلك الشركة الذين يفوق عددُهم 20,000، هيئات شرطية، وهيئات تحقيق وتطبيق قانون حكومية، وشركات من بين الألف المدرجة على قائمة مجلة فورتشن 1000 Fortune 1000 (وهي قائمة تضم الشركات الأمريكية الألف الأولى من ناحية الإيرادات) -تعمل في مجال الخدمات المالية والتأمين والتقنية المتطورة والاستشارات، والرعاية الصحية، وقطاع الخدمات.

تُمثِّل مجموعة برامج شركة غايدنس سوفتوير، المعروفة بـ إن كيس EnCase®، أداةَ التحقيق الجنائي الحاسوبية الأولى القادرة على توفير إمكاناتِ تحقيقات إلكترونية، ذات معايير عالمية لغرض إجراء تحقيقات معقدة وواسعة النطاق، وبات ممكنًا اليوم لضبّاط إنفاذ القانون، والمحققين الحكوميين التابعين للمؤسسات والشركات، والمستشارين من حول العالم -الاستفادةُ من التحقيق الجنائي الحاسوبي الذي لم يُشهَد له مثيلٌ، ويوفر ذلك البرنامج، EnCase®، بنية أساسية خاصة بالتحقيق، تقدّم خدمات تحقيق قائمة على أساسٍ شبكيّ، ودمجًا على مستوى المؤسسة مع تقنياتٍ أمنية أخرى، وأدواتِ بحثٍ وتجميعٍ فعّالة، ويمكن للزبائن بفضل برنامج EnCase® إجراءُ تحقيقاتٍ رقمية، والتعامل مع احتياجات جمع بيانات واسعة النطاق، والتصدّي للهجمات الخارجية.

وتجدر الإشارة إلى أنّ برنامج EnCase® استُخدِم في تطبيق القانون في قضية قتل كيسي أنثوني Casey Anthony، وفي حادثة الاختراق الأمني لمنصّة الألعاب سوني بلاي ستيشن Sony PlayStation. كما استُخدِم في فحص البيانات التي جرتِ استعادتُها من قبل قواتٍ خاصة أمريكية بعد الغارة التي نفذتها تلك القوات على أسامة بن لادن.

كما يساعد برنامج EnCase® التابع لشركة غايدنس سوفتوير في تخفيض مسؤولية الأشخاص والمؤسسات عند التحقيق في احتيال متعلق بالحاسوب، وبسرقة الملكية الفكرية، وإساءة التصرف من قبل الموظفين، كما يحمي البرنامجُ المذكور من التهديدات التي تتعرض لها الشبكات، ومنها المخترقون، ودودة الحاسوب، والفيروسات، ومن التهديدات الخفيّة مثل: التعمية (الشيفرات) الخبيثة Malicious Codes.

وفي إطار استجابتها للتزايد في عدد طلبات الاكتشاف ونطاقه، طوَّرت شركة غايدنس سوفتوير منتجها المسمى إي ديسكوفيري سويت eDiscovery Suite. وتُعزّزُ حزمةُ البرمجيات تلك (أي: EnCase® وeDiscovery Suite) تعزيزًا كبيرًا ممارسةَ الاكتشاف المطلوب (ويُقصد به تحديدُ الدليل، وجمعُه، وإنشاء كتيبات عنه، وحفظه) في جميع القضايا القانونية الكبري تقريبًا في الوقت الراهن، هذا، ويجري دمج برنامج eDiscovery مع البرمجيات التي توفر دعمًا خلال المحاكمات القانونية، لاختصار الوقت على الشركات اختصارًا كبيرًا بهدف تنفيذ تلك المهام، وفي الوقت ذاته، تعزز حزمة البرمجيات تلك، الامتثال للأنظمة وتقلل المعوِّقات التي تعطل سير العمل ذي الصلة، وتتمثل نتيجة ذلك في توفير نفقاتٍ بملايين الدولارات، وفي العام 2017، استحوذت شركةُ أوبن تيكست OpenText، وهي شركة إدارة معلومات توظِّف أكثر من 10,000 شخصٍ حول العالم -على شركة غايدنس سوفتوير.

القوة العاملة الموزعة

أغلقت شركةُ التأمين إيتنا Aetna ما يُقدَّر بـ 2.7 مليون قدم مربع من المساحة المكتبية الخاصة بها، فوفرت بذلك 78 مليون دولار، وتقدِّر شركةُ أمريكان إكسبريس American Express أنها وفَّرت ما بين 10 و 15 مليون دولار كل عام بفضل توسيع قوتها العاملة الموزَّعة Distributed Workforce. فهل يُشير ذلك إلى أنّ تلكما الشركتين كانتا واقعتين في مشكلة؟ لا، أبدًا. فبدلًا من الاحتفاظ بمكاتب باهظة الثمن في مواقع متعددة، أرسلتِ الشركتان المذكورتان الموظفين للعمل من المنزل، وتبنّت كل منهما نمطًا جديدًا خاصًا بالموظفين، وهو القوة العاملة الموزَّعة Distributed Workforce؛ إذ لا يمتلك هذا النمطُ من الموظفين مساحة مكتبية دائمة، ويعملون من المنزل أو أثناء وجودهم على الطريق، لقد مثَّل التحولُ نحوَ الموظفين الافتراضيين نجاحًا هائلًا، كما لا تقتصر فوائده بالنسبة للشركات على توفيرها نفقاتٍ مرتبطةً بموظفيها وبسواها من تكاليف ذات صلة، بل تمتد تلك الفوائد لتجعل أولىك الموظفين أكثر سعادةً وأعلى إنتاجية.

وليست شركتا إيتنا وأمريكان إكسبريس الوحيدتين اللتين تُقِرّانِ بفوائد القوة العاملة الموزَّعة، بل هناك شركات أخرى لديها القناعة ذاتُها، خصوصًا الشركات التي تعتمد على موظفي المعرفة، وتُقدِّر شركةُ وورك ديزاين كولابوريتف محدودة المسؤولية Work Design Collaborative LLC، ومقرّها مدينة بريسكوت Prescott بولاية أريزونا الأمريكية -أنّ 12% من الموظفين في الولايات المتحدة ينتمون إلى نمط العمال ذوي القوة العاملة الموزَّعة، وأنّ تلك النسبة قد ترتفع في المُدن إلى 15%. وتشير تقديراتٌ إلى أنّ نسبة أولئك العمال قد تصل إلى 40% على مدى العقد المُقبِل وذلك لأسباب عديدة، نذكر منها توفير الوقت والمسافة اللتين يتطلبهما الوصول إلى مكان العمل، وتكاليف الوقود المرتفعة، ووجود أدوات تواصل وتقنيات أفضل، وذلك كله يجعل من خيار القوة العاملة الموزعة جذّابًا للعديد من الموظفين الذين يفضلون مرونة العمل من المنزل وليس من المكاتب. فالموظفون حاليًا يستخدمون الإنترنت لإجراء لقاءاتٍ بتقنية مؤتمرات الفيديو، وللتعاون مع فِرَقِ الموظفين الأخرى عبر العالم، ومن سلبيات العمل من المنزل أنه عليك أن تكون متوفرًا للعمل على مدار الساعة، ولكن معظم الموظفين يجدون أن ذلك لا يُقاس بالمزايا التي يوفرها ذلك النوع من العمل.

وتكشف دراساتٌ إحصائية حديثة أن هناك حوالي 4 ملايين موظف أمريكي يعملون من المنزل نصف الوقت على الأقل. تستمر الشركاتُ من شتى الأحجام في توظيف الأشخاص للعمل عن بُعد، ومنها شركات أمازون Amazon وديل Dell وسيلز فورس Salesforce، وغيرها. ولدى شركة إنتل Intel برنامجُ عملٍ افتراضي ناجح بات ساىدًا بين العمال الذين لديهم أطفال. وتقول لاورا ديون Laura Dionne، وهي مديرة عملية تحويل سلسلة الإمداد لدى شركة إنتل: "تتيح التقنية للعمل عن بعد أن يغدوَ غير مرئيٍّ بصورة كاملة". وفي شركة بوينغ Boeing، يشترك آلاف الموظفين في برنامج العمل عن بعد، وهو برنامج كان له دورٌ حاسم في جذب موظفين أصغر سِنًّا والاحتفاظ بهم لدى شركة بوينغ، أما شركة صن ميكروسيستمز Sun Mycrosystems، فيعمل حوالي نصف موظفيها عن بعد، مما يوفر عليها نفقاتٍ عقارية تبلغ حوالي 300 مليون دولار، وهناك مزايا إضافية تستفيد منها تلك الشركة، تتمثل في إنتاجية أعلى يحققها أولئك العمّال، وإمكانية توظيف الأشخاص ذوي الموهبة والكفاءة الأفضل. يقول بيل مكغوان Bill McGowan؛ وهو نائب رئيس قسم الموارد البشرية في شركة صن ميكروسيستمز: "إن موظفينا الذين يعملون عن بُعد هم الأكثر سعادةً ورضا، كما أنّ معدلات تبديلهم وتركهم العمل هي الأقل بين موظفينا كافة". ويتابع بالقول: "هل أختار شخصًا ذا مستوى أداءٍ متوسط أجعله يقيم في منطقة خليج سان فرانسيسكو Bay Area، أم أوظف الشخص الأفضل في البلاد الراغب في العمل عن بُعد؟"

الحلول الفاعلة التي توفرها الحوسبة الشبكية والسحابية

كيف يمكن للشركات الصغيرة التي تحتاج من حين لآخر إلى تنفيذ مهام حسابية صعبة وواسعة النطاق -إيجادُ طريقة لأداء مشاريعها؟ يمكنها ذلك عبر الاستعانة بالحوسَبة الشبكية Grid Computing أو الحوسبة السحابية Cloud Computing، وتُسمّى -أيضًا- الحوسبة الخدمية Utility Computing أو حوسبة الند للند Peer-to-peer Computing، توفر تقنيةُ الحوسبة الشبكية والسحابية طريقة لتقسيم العمل إلى عدد من المهام الأصغر حجمًا، وتوزيعه على جهاز حاسوبٍ فائقٍ Supercomputer افتراضي مؤلفٍ من عدد من أجهزة الحاسوب الأصغر حجمًا، والمرتبطة بشبكة واحدة مشتركة، وينتج عن دمج آلاتٍ مكتبيةٍ عديدة قوةٌ حسابيةٌ تفوق سرعتُها تلك التي يوفرها الحاسوب الفائق، وتقوم الأجهزة والبرامج التي تشكل البنيةَ الأساسية بتجميع أجهزة الحاسوب والبرامج من مصادر متعددة، ودمجِها، للاستفادة من الطاقة غير المستخدَمة في الحواسيب المحمولة، والشبكات، المتوفرة. إذًا، توزِّعُ هذه الهيكلية المصادرَ الحسابية، ولكنها تحافظ على تحكُّم مركزيٍّ بالعملية ككل، ويعمل الخادم Server المركزي بوصفه قائدَ فريق ومراقبًا لحركة السير، أما خادم التجميع Cluster Server المتحكِّم، فيُقسّم المهمة إلى مهماتٍ فرعية، ويوزّع العمل على أجهزة الحاسوب التي على الشبكة الحوسبية Grid بواسطة قوة المعالجة الفائضة، ثم يدمج النتائج، ويكمُلُ بعدها إلى المهمة التالية لحين الانتهاء من العمل. وتُظهِر الصورة 13.9 كيفيةَ عمل كل من بنية الحوسبة الشبكية والسحابية، والاختلاف بين كل منهما.

صورة 13,9 فصل 13.png

الصورة 13.9: طريقة عمل الحوسبة الشبكية والحوسبة السحابية. (حقوق الصورة محفوظة لجامعة رايسRice، أوبن ستاك OpenStax).

ووفقًا للحوسبة الخدمية Utility Computing، يمكن لأي شركة -صغيرة كانت أم كبيرة- الوصول إلى البرنامج أو جهاز الحاسوب على أساس الحاجة إلى ذلك الوصول، ومن الفوائد المهمة للحوسبة السحابية Cloud Computing أنّها تتيح للشركات تحديث مخزوناتها تحديثًا آنيًّا عبر المؤسسة ككل. فمثلًا: افترِض أنّك تاجر تجزئة تبيع أجهزةً كهربائية منزلية، وأنه لديك منافذ بيع متعددة عبر منطقة الغرب الأوسط في الولايات المتحدة، فلو كان لديك أحد طرازات غسالة ملابس من ماركة ويرلبول Whirlpool في متجرك الواقع بمقاطعة دي موين Des Moines بولاية آيوا Iowa، وكان هناك بائع آخر يعمل لصالحك موجود ضمن موقع البيع المملوك لك، الواقع في مدينة شيكاغو، ويستطيع بيعَ ذلك الطراز من الغسالات هناك، فيمكن إنجاز البيع بسهولة كبيرة. إذًا، يمكن لذلك البائع إنجاز البيع، وإصدار تعليمات الشحن، وتحديث سجلات المخزونات آليًّا، كما ستُلبّى حاجةُ المستهلك الموجود في شيكاغو.

ومن بين الشركات التي توفر خدماتٍ حوسبة شبكية وسحابية وفق الحاجة: أمازون Amazon، و جوجل Google، و آي بي إم IBM، و سيلز فورس دوت كوم Salesforce.com، و أوراكل Oracle، و هوليت-باكارد Hewlett-Packard. وعلى الرغم من تشابه الحوسبة الشبكية والسحابية مع التعهيد Outsourcing (الاستعانة بمصادر خارجية)، ومعَ البرمجيات عند الطلب On-demand-software التي توفرها مزودات خدمة التطبيقات، إلا أن تلك الحوسبة تختلف في ناحيتين:

  • يتحدد التسعير مع كل استخدام. أما بالنسبة للتعهيد، فالأسعار الواردة في العقد تكون ثابتة.
  • الحوسبةُ السحابية والشبكية أوسع نطاقًا من البرمجياتِ المستضافة، إذ يشمل نوعا الحوسبة المذكوران، التجهيزاتِ الحاسوبيةَ والشبكية، بالإضافة إلى الخدمات.

تأتي الخدماتُ السحابية والشبكية بطريقةٍ موفِّرةً جدًا للنفقات، لتقديم طاقةِ حوسبةٍ للمشاريع المعقَّدة في نواحٍ مثل: أبحاث الطقس، والنمذجة المالية والطبية الحيوية، وبسبب وجود بنية الحوسبة الأساسية (أو التحتية) بصورة مسبقة، تكون التكلفة منخفضة جدًا، إذ تستفيد الخدماتُ السحابيةُ والشبكية من طاقة الحواسيب الإنتاجية التي تبقى غير مستخدمة لولا ذلك، وسيستمر الاهتمامُ المتزايد بتقنية الحوسبة الشبكية والسحابية في المساهمة بنموّ عالٍ.

ترجمة -وبتصرف- للفصل Using Technology to Manage Information من كتاب introduction to business.

اقرأ أيضًا


تفاعل الأعضاء

أفضل التعليقات

لا توجد أية تعليقات بعد



انضم إلى النقاش

يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.

زائر
أضف تعليق

×   لقد أضفت محتوى بخط أو تنسيق مختلف.   Restore formatting

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   جرى استعادة المحتوى السابق..   امسح المحرر

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.


×
×
  • أضف...