اذهب إلى المحتوى

ربما أفضل ما يجب أن يقتنيه مصمم تجربة المستخدم هو قميصٌ مكتوبٌ عليه: "بحسب الحالة"، ليتمكن من الإشارة إلى هذه العبارة السحرية على قميصه بدلًا من تكرارها عشرات المرات يوميًا، ذلك أن جواب معظم الأسئلة المتعلقة بتجربة المستخدم يكمُن في هذه العبارة. ما أفضل نمط يمكن استخدامه للتصميم؟ بحسب الحالة. كم عدد المستخدمين الذين يجب التحدث معهم؟ الجواب يعتمد على الحالة. ما هي العناصر الأكثر أهمية في التصميم؟ أيضًا يتوقف الأمر على الحالة.

يعود السبب في ذلك إلى أن الأسئلة المتعلقة بتجربة المستخدم تحكُمُها دائمًا الكثير من المتغيرات المعقدة، فإذا طرحنا أسئلة من قبيل: من هم المستخدمون لدينا؟ وما أهدافهم؟ وما المعوقات التي تواجهنا؟ وما النتائج التي نسعى لتحقيقها؟ وما هي معلوماتنا السابقة؟ وما الذي يجب أن نتعلمه؟ مهما كانت الإجابات عن هذه الأسئلة، فإن تغيير واحد أو أكثر من هذه المتغيرات فسيحتاج إلى نسخة جديدة مختلفة من الإجابات.

على سبيل المثال، يتصرف المستخدم الخبير بطريقة مختلفة عن المستخدم المبتدئ، وتختلف معوقات التصميم المخصَّص للأجهزة المحمولة عن معوقات التصميم من أجل الحواسيب، كما أن التصميم الذي يعتمد على آراء الكثير من أصحاب المصلحة يتطلب منهجيةً مختلفةً عمّا لو كان عدد أصحاب المصلحة قليل.

أما بالنسبة لسؤالنا اليوم ما هي أفضل الإجراءات في تصميم تجربة المستخدم؟ فهو من أكثر الاسئلة التي ينطبق عليها الجواب المعهود "بحسب الحالة"، رغم أننا نرى فرق العمل مرارًا وتكرارًا تحاول تطبيق نفس المنهجية الجامدة بغض النظر عن المتغيرات المختلفة المؤثرة في المشروع، والتسلسل التالي هو أحد الأمثلة على هذه المنهجيات:

منهجية غير مرنة في تصميم تجربة المستخدم

منهجية غير مرنة في تصميم تجربة المستخدم قد تتّبعُها بعض الفرق بغض النظر عن المشروع

تحتاج بعض المشاريع قطعًا إلى إجراء أبحاث أولية، بينما لا يحتاج بعضُها الآخر إلى هذه الأبحاث، كما أن شخصيات المستخدم قد تكون مفيدةً في بعض المشاريع وغير مفيدة في بعضها الآخر، وكذلك الأمر بالنسبة للنماذج الأولية عالية الدقة التي تكون ضروريةً في مشاريع معينة وغير ذات أهمية في مشاريع أخرى، وتتطلب بعض المشاريع إجراء اختبار سهولة الاستخدام، بينما يكون هذا الاختبار غير ضروري في مشاريع أخرى. ومع اكتسابنا للمزيد من الخبرة في مجال تجربة المستخدم، يتضح لنا أنه لا منهجية موحدة تلائم تصميم تجربة المستخدم في جميع الحالات، أي أنه لا وجود لوصفة سحرية لإجراءات تجربة المستخدم تعطي دائمًا نتائج مبهرة بغض النظر عن المتغيرات.

إن اختيار الإجراءات التي يجب تنفيذها في تصميم تجربة المستخدم أشبه بانتقاء أصناف معينة من الطعام بدلًا من التوجه إلى مأدُبة مفتوحة تتضمن جميع أصناف المأكولات، فلا يصحّ أن يعمل مصمم تجربة المستخدم على تنفيذ جميع الإجراءات دون تفكير، بل عليه أن يراعي المتغيرات المختلفة في المشروع ويختار المنهجية الأنسب من وجهة نظره لتحقيق النتائج المطلوبة.

وضعت منصة Design Council مثلًا منهجيةً مفيدةً لمشاريع تصميم تجربة المستخدم باسم عملية تصميم الماسة المزدوجة كما في الصورة أدناه، ورغم أن هذه المنهجية تحدد المراحل التي يجب أخذها بالحسبان (الاستكشاف، التحديد، التطوير، التسليم) ومبادئ التصميم التي يجب اتباعها، مثل التصميم المتمحور حول المستخدم، إلا أنها لا تشترط إجراء جميع المراحل أو تحدد ما يجب فعله في كل مرحلة. فمثلًا قد تتطلب بعض المشاريع تنفيذ إجراءات الاستكشاف، بينما لا يتطلب بعضُها الآخر ذلك، وقد تكون بعض المشاريع محدَّدة بالتفصيل من الأساس، بينما يكون بعضها الآخر على النقيض من ذلك.

02-عملية-تصميم-الماسة-المزدوجة.jpg

عملية تصميم الماسة المزدوجة من Design Council.

إذا كان اختيار المنهجية المناسبة لتصميم تجربة المستخدم والإجراءات التي يجب تنفيذها يعتمد على العديد من المتغيرات المختلفة، فكيف يمكن استكشاف هذه المتغيرات؟ يكمُن الجواب في البدء بطرح الكثير من الأسئلة مثل:

  • ما خلفية المشروع؟
  • ما معايير نجاح المشروع؟
  • ما هي القيود؟
  • من هم المشاركون بالمشروع؟
  • ما الذي قد يمنع نجاح المشروع؟
  • من هم المستخدمون؟
  • ما هي مشكلات المستخدمين التي يجب حلُّها؟
  • ما الموارد والأفكار المتوفرة؟
  • ما هي الافتراضات والأسئلة الرئيسية؟
  • ما مدى أهمية المشروع؟

يمكن أيضًا الاستعانة بمخططات بسيطة مثل المخطط التالي وتعبئته عند البدء بمشروع من أجل جمع المعلومات الرئيسية حوله، فهو يساعد فريق العمل على تحديد نوع المنهجية المتبعة، وبالتالي الإجراءات التي يجب تنفيذها في تصميم تجربة المستخدم.

03 مخطط معلومات حول المشروع

يساعد استخدام مخطط لجمع المعلومات الرئيسية حول المشروع على تحديد الإجراءات اللازمة لتصميم تجربة المستخدم في هذا المشروع

خاتمة

بالعودة إلى سؤالنا الأساسي حول أفضل الإجراءات التي يجب تنفيذها في تصميم تجربة المستخدم، فإن الإجابة هي فعلًا بحسب الحالة، فتحديد الإجراءات اللازمة يعتمد على الكثير من المتغيرات المختلفة المؤثرة في المشروع، وكلما ازداد فهمنا لهذه المتغيرات، زاد تمكننا أكثر من تحديد المنهجية والإجراءات الملائمة للمشروع.

ترجمة -وبتصرّف- للمقال What are the best UX activities to carry out? It depends…‎ لصاحبه Neil Turner.

اقرأ أيضًا


تفاعل الأعضاء

أفضل التعليقات

لا توجد أية تعليقات بعد



انضم إلى النقاش

يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.

زائر
أضف تعليق

×   لقد أضفت محتوى بخط أو تنسيق مختلف.   Restore formatting

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   جرى استعادة المحتوى السابق..   امسح المحرر

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.


×
×
  • أضف...