لا يعني التصميم المتجاوب مع الأجهزة المحمولة ومع الأجهزة الأخرى، مثل الحاسب المحمول وحواسب سطح المكتب؛ إنتاج نفس المنتج بحجم أصغر فحسب، بل يعني التركيز على ما يهم مستخدمي الأجهزة المحمولة وتقديم تجربة مستخدم متميزة، ولكي تفلح في مرادك لابد من التركيز على المهام وكيفية تنفيذها.
لم يعد التصميم المتجاوب مع الأجهزة المحمولة اختياريًا، فقد اقتنى مليارات البشر هواتفًا ذكية وبنسبة أدنى حواسيب لوحية للدخول إلى شبكة الإنترنت، لذا يحرص المصممون على تلبية احتياجات هؤلاء المستخدمين، أو المخاطرة والخروج من سوق المنتجات. يعني هذا تبوء الأجهزة المحمولة المرتبة الأولى في العديد من استراتيجيات تطوير المنتجات، ويعني استيعاب اختلاف تجربة الأجهزة المحمولة عن تجربة أجهزة سطح المكتب. على سبيل المثال، حجم شاشة الهواتف الذكية محدود أكثر، واستمرار اتصالها بالإنترنت قد لا يكون مضمونًا، وعمر بطاريتها ثمين، وهلم جرًا.
يجب مراعاة مزايا هذه الأجهزة، فهي أكثر خصوصيةً من أجهزة سطح المكتب، ويمكن تشغيلها دائمًا (حسب شحن البطارية)، كما يمكنك من خلالها التحدث مباشرةً إلى المستخدم وفيها أجهزة استشعار الحركة ونظام التموضع العالمي GPS وأجهزة قياس التسارع، وغير ذلك أيضًا. إذًا كيف يمكننا تطبيق التصميم المتجاوب مع الأجهزة المحمولة؟ هيا بنا نستعرض لمحةً عامةً.
التركيز على الأجهزة المحمولة
يُعَد حجم شاشة الأجهزة المحمولة محدودَا، مما يعني تصغير حجم التصميم أكثر، لذا يجب عليك تصميم الميزات في أدنى حجم ممكن، ويجب عليك التركيز على المهام الرئيسية التي يريد المستخدم تنفيذها، كما يجب عليك التعامل مع منصات أخرى لممارسة العمل عبر الأجهزة المحمولة.
إضافة قيمة
في العصر الراهن، يُطلق الجميع تطبيقات للأجهزة المحمولة. وإذا لم تتمكن من تمييز تطبيقك بميزات فريدة لا يوفرها أي منافس، فسوف تدفن تطبيقاتك في حفرة مظلمة عند متاجر التطبيقات.
ميزات التشغيل الشخصية
إذا كانت الأجهزة المحمولة شخصية، فيجب أن تمتاز وظائف تشغيلها بميزات شخصية وممتعة وقابلة للتخصيص، وذلك بجعلها جزءًا لا يتجزأ من حياة مستخدمك، وليس بالضرورة أن يصبح إنجاز المهام عملًا روتينيًا.
مراعاة سياق الاستخدام
متى سيتمكن المستخدمون من الوصول إلى ميزات التشغيل في تصميمك؟ هل عند شعورهم بالملل؟ أو هل خلال انشغالهم؟ هل عندما يشعرون بالضياع؟ اجعل ميزات التشغيل تناسب حال المستخدمين، وكن دائمًا على تواصل معهم.
ميزات التشغيل المناسبة للأجهزة
يجب أن تعتمد عند تصميم ميزات التشغيل على أنماط تسمح بتجربتها على كل الأجهزة المحمولة بطريقة متجاوبة ومتسقة، وذلك من خلال الآتي:
- إبقاء المستخدم في الصورة: قد تستغرق معالجة البيانات بعض الوقت، ولكن يجب أن تُعلم المستخدم فور تلقى بياناته وتُخبره بالمدة التي سينتظرها.
- الانتباه إلى التفاصيل: ينبغي أن تُتيح التطبيقات تجارب استخدام سَلِسةً تُمكن المستخدمين من تنفيذ المهام بكفاءة، كما ينبغي أن يشعر المستخدمون ويعلموا أنها جيدة للاستخدام.
- مشاهدة الواجهة: مستخدمو الهواتف الذكية عبارة عن أصبعي إبهام حرفيًا، يلمسا الشاشة. فهل يمكن إكمال مهامك بسهولة بإبهامي شخص ما؟ لا؟ أعد التفكير فيها إذًا.
- حفظ الإعدادات التلقائية: تتعلق هذه الإعدادات بأصبعي الإبهام، حيث الحفاظ على الحد الأدنى من الأزرار وعلامات التبويب والحقول وما إلى ذلك، إلى جانب الحفاظ على سهولة المحتوى لقابلية الوصول والتنقل.
- الحفاظ على اتساق أدوات التحكم وترتيبها أسفل الصفحة: هذا يتيح للمستخدم التركيز على المحتوى ومعالجته كما تقتضي حاجته.
- مطالبة المستخدم بإدخال البيانات اللازمة فقط: انتبه إلى ما إذا كان التصحيح التلقائي يساعد في إنجاز المهام على جهازك أو يعيقها. تأكد من مساعدة المستخدم في اختيار لوحة المفاتيح المناسبة لإنجاز المهمة. لا تنسى دعم اتجاه أفقي خصوصًا إذا كنت تريد كتابة مزيدًا من النصوص. فكر في إتاحة قفل اتجاه لتسهيل الاستخدام.
الاهتمام بشريط التنقل
تعتمد الكثير من الأمور على مدى تعقيد مهمتك، ولكن تطبيق شريط التنقل على الهاتف يمكن أن يندرج في هذه الفئات:
- لا شيء مطلقًا: إذا كنت تقوم بإصدار تطبيق الطقس للحي الذي تعيش فيه، فاستعمل شاشةً واحدةً (وينبغي) لإتاحة المهمة كاملة للمستخدم.
- علامات تبويب بسيطة: عندما تحتاج إلى تقسيم محتوى متناسق إلى عدة حقول مثل تويتر.
- قوائم منسدلة: عندما تحتاج إلى تقديم مستويات أعلى من التعقيد. اجمع المحتوى وسَهِل التنقل عبر التسلسل الهرمي. (مثل قائمة إعدادات هاتفك الذكي).
تمكين لغة الإشارة
إذا كنت تريد تمكين التحكم باستخدام الإيماءات (وهذا سبب يُظهر رغبة مستخدميك في إتمام مهامهم)، فيجب عليك مراعاة الآتي:
- قابلية الاكتشاف: كيف سيعرف المستخدم أن بإمكانه استخدام الإيماءات لإنجاز مهامه؟
- إيماءات بكلتا اليدين: يمكن أن تكون مفيدةً، ولكن يمكن أن تكون عائقًا. فإذا أمسكت كوب القهوة بيد؛ فكيف سيكمل المستخدم مهمته من خلال التحكم بيد واحدة فقط؟
استمرار التواصل
يجب إبقاء المستخدم على دراية أثناء إنجاز مهامه. ويجب عليك:
- اعتماد أسلوب لتقديم الملاحظات: بدايةً من اللمس (اعتمد خاصية الاهتزاز)، إلى المؤثرات البصرية (مؤشرات مستوى التقدم)، ويجب عليك إبقاء المستخدمين على بيّنة حول ما إذا كانت الأمور تسير على ما يرام خلال إنجاز مهامهم.
- اطلب تأكيدًا عند الضرورة: مربعات الحوار المشروطة مزعجة، ولكن الاستثناء هنا، هو أنك تريد حماية المستخدم. إذا كنت تسأل عما إذا كان شخص ما يريد حذف صورة على سبيل المثال، فيمكنك أن تسأل عما إذا كان متأكدًا قبل تنفيذ الأمر.
حفظ التعديلات على المهمة
إذا خرج مستخدم من تطبيقك دون إتمام مهمته، فعندما يفتحه مرةً أخرى، يجب السماح له بالدخول مباشرةً لاستكمال نفس المهمة بحفظ آخر تعديلاته، وما عليك سوى أن تحرص على تسريع وتسهيل إعادة فتح المهمة حتى تحظى بحب المستخدمين.
مراعاة رسوم الجرافيك
يجب أن يكون الرمز الذي تستخدمه لتطبيقك مثاليًا ومعبرًا عن المهمة الرئيسية التي يريد المستخدمون تنفيذها، وما عليك سوى جعل تطبيقك يظهره بوضوح في لمح البصر حتى تزيد إمكانية تنزيله واستخدامه.
مراعاة سلاسة الاستخدام الأول
حافظ على بساطة الأمور واجعل تركيزك منصبًا على المهام الرئيسية عند بدء تشغيل تطبيقك لأول مرة. يمكنك زيادة مستوى التعقيد مع مرور الوقت لأن المستخدم إذا أحس بالارتباك والتعقيد خلال استخدام تطبيقك للمرة الأولى، فغالبًا لن يكرر استخدامه مرةً أخرى.
الخلاصة
يمكنك تقديم تجربة استخدام جهاز رائدة لمستخدم تطبيقك، وذلك من خلال التركيز على المهام الضرورية لذلك المستخدم من منصة تضمن قابلية الوصول وميزات التشغيل ونماذج دعم لهذه المهام. تختلف الأجهزة المحمولة عن جهاز سطح المكتب، ولكن هذا لا يعني بالضرورة صعوبة تقديم تجربة متميزة، وإنما مجرد استخدام نهج مختلف.
ترجمة -وبتصرف- للمقال Functionality and Mobile Design – Don’t Shrink the Screen, Focus on the Tasks لصاحبه.
اقرأ أيضًا
- مقدمة في تصميم الويب المتجاوب: العناصر الزائفة واستعلامات الوسائط وغيرها
- كيفية التصميم للأجهزة المختلفة
- أفضل أطر تصميم المواد لتصميم تطبيقات الويب الحديثة الخاصة بواجهات المستخدم وتجربة المستخدم
- التصميم للهواتف: التصميم البصري
- تصميم النماذج الأولية للواجهات الرسومية: نصائح للتصاميم المتجاوبة والموجهة للأجهزة المحمولة
أفضل التعليقات
لا توجد أية تعليقات بعد
انضم إلى النقاش
يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.