اذهب إلى المحتوى

تمكّننا معرفة الجوانب النفسية التي تحكم كيفية اتخاذ القرارات وسبب اختيار قرار ما دون آخر من إنشاء تطبيقات ومواقع تركز أكثر على المستخدم.

إذا كنت تعتقد أن احتمال تعرّضك للمصائب في الحياة مثل الإصابة بمرضٍ ما أقل من الأشخاص الآخرين، فهذا بسبب ما يسمّى بالانحياز المعرفي. وإذا كنت تتابع المشاركة في مشروع تعلم أنه غير مربح، فقط لأنك قد استثمرت فيه وقتك ومالك، فإن بقاءك فيه ناتج عن الانحياز المعرفي أيضًا.

الانحياز المعرفي هو نمط فكري ينتج عن اتباع طرائق تفكير مختصرة لمعالجة ملايين المعلومات التي نواجهها يوميًا. أظهرت الكثير من الأبحاث مدى الضرر الذي يمكن أن يسببه الانحياز المعرفي، من خلال دفعنا إلى اتخاذ قرارات بناءً على الحدس والمعلومات القاصرة بدلًا من الحقائق. الانحياز المعرفي هو السبب في عجز شخصٍ ما عن ادخار مال كافٍ للتقاعد، أو الاعتقاد بأن السفر بواسطة السيارة أكثر أمانًا منه بواسطة الطيارة (رغم أن الإحصائيات تشير إلى عكس ذلك).

كيف يمكن للانحياز المعرفي أن يساعد أو يعيق اتخاذ القرارات

خلافًا للنموذج الذهني (توقُّع كيفية عمل نظام ما بناءً على تجربة سابقة)، فإن الانحياز المعرفي مزروع بقوة في عقولنا. على سبيل المثال، قد نتمكن من تشكيل نموذج ذهني لكيفية الدفع في مواقع التجارة الإلكترونية، لكن ذلك ربما يعتمد على خبرة سنوات من التسوق على أمازون، في حين أن دماغنا يستعين تلقائيًا بالانحياز المعرفي لمساعدتنا على تحليل العالم من حولنا بكفاءة. لولا استخدام دماغنا للانحياز المعرفي، لربما علقنا في دوامة من التفكير مرارًا وتكرارًا قبل اتخاذ أي قرار كبيرًا كان أم صغيرًا، ومع ذلك فإن الانحياز المعرفي يمكن أن يقودنا إلى إساءة الفهم أو اتخاذ قرارات بناءً على معلومات تفتقر إلى الدقة.

من هذا المنطلق، يتعين على المصمم أن يميز الانحياز المعرفي لديه، وأن يدرك أنّ القرارات التي يتخذها قد تكون مبنية على افتراضات أو معلومات ناقصة، مما يسمح له بالتحقق ما إذا كان مثلًا يصوغ الأسئلة في الاستبيانات البحثية المتعلقة بتجربة المستخدم بطريقة تميل لإثبات ما يعتقد به مسبقًا، أو ما إذا كان يفسر بيانات الأدوات التحليلية بطريقة خاطئة لتلائم أفكاره المسبقة.

التعرف على الانحيازات المعرفية لتحسين التصميم المركز على المستخدم

نظرًا لأن تخصص علم الأعصاب يسلِّط المزيد من الضوء على كيفية تصرفنا وسبب اختيارنا لطريقةٍ ما دون أخرى، يتعين على المصمم التعرف على الانحيازات المعرفية بمزيد من التفصيل، إذ أن فهم الأسس العصبية والنفسية لأسباب تفاعل المستخدمين مع منتجٍ ما بطريقةٍ معينة يساعد المصمم على إنشاء مواقع ويب وتطبيقات أكثر تركيزًا على المستخدم، حتى لو لم يمتلك الوقت أو التمويل الكافي لإجراء أبحاث مكثفة حول العملاء، كما يساعده ذلك على تقديم تبرير منطقي للعميل عن سبب استخدامه لتصميم معين دون غيره.

فيما يلي مخطط معلومات رسومية (إنفوجرافيك) يوضح بعض الانحيازات المعرفية الرئيسية التي تؤثر على سلوك المستخدم في الويب، ومن خلال فهم هذه الانحيازات، سيتمكن المصممون من إنشاء منتجات ملائمة تلبي حاجات المستخدم بطريقةٍ أفضل.

011.png

ترجمة -وبتصرّف- للمقال Understanding Cognitive Bias in Product Design, the Good and Bad لصاحبته Nataliia Pylypchuk.

اقرأ أيضًا


تفاعل الأعضاء

أفضل التعليقات

لا توجد أية تعليقات بعد



انضم إلى النقاش

يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.

زائر
أضف تعليق

×   لقد أضفت محتوى بخط أو تنسيق مختلف.   Restore formatting

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   جرى استعادة المحتوى السابق..   امسح المحرر

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.


×
×
  • أضف...