اذهب إلى المحتوى

ثورة الأجهزة المحمولة ليست فقط اختراعًا تكنولوجيًا يمكننا من الابتعاد عنه بأي وقت، فلا يمكننا الابتعاد عن الهواء الذي نتنفسه أو عن الأقدام التي تحملنا.

وعلى نفس الصعيد، فلا نستطيع الابتعاد عن أجهزتنا المحمولة وما عليها. لأنها تعد امتدادًا لشخصياتنا. وبالنسبة للشركات، هذا يعني التركيز على إسعاد الزبون بتجربة رائعة على الهاتف حيث يوجد السياق والخصوصية.

mobile-01.jpg

كن لحوحًا: إما إسعادهم أو لاشيء آخر

يستطيع معظمنا ببساطة البقاء بعيدًا عن التكنولوجيا. فعندما نريد عزل أنفسنا، نبتعد ببساطة عنها بمغادرة المكتب أو المصنع في نهاية اليوم مع إطفاء الحاسوب أو التلفاز.

ولكن ماذا عن برامج ومنتجات الأجهزة المحمولة؟ هل نبتعد عنها كما نبتعد عن وسائل التكنولوجيا الأخرى؟ نتمنى بأن نستطيع إقفال هواتفنا المحمولة ببساطة، ولكن قليل منا من يستطيع فعل هذا. وفي الحقيقة، قد أظهرت الإحصائيات بأن 2 من أصل 3 أشخاص يضعون أجهزتهم المحمولة على المنضدة بجانب أسرّتِهم. إنها آخر ما نضعه قبل نومنا وأول ما نتفقّده عند استيقاظنا.

أسعد المستخدمين أو اترك كل شيء

لا نستطيع النوم وأجهزتنا المحمولة بعيدة عنا قليلًا، فنحن لا نرغب بالانفصال عنها فقد أصبحت ما يسمى بالتكنولوجيا اللصيقة (sticky technology) حيث أصبحنا مرتبطين بشكل قوي بأجهزتنا المحمولة وأصبح استخدامنا لها عادةً مستمرة وتقريبًا بدون إدراك.

وازن هذا بالحقيقة القاسية بأن نصف تطبيقات الأجهزة المحمولة في متجر "آبل" للتطبيقات ليس لديها أي مستخدمين على الإطلاق. يجب على الشركات التي ترغب بالنجاح في نطاق الأجهزة المحمولة أن تتأكد من أنها تنشئ تجربة مستخدم تتوافق تمامًا مع التوقعات العالية للجمهور.

تحدث بالأمور الشخصية: سياق الكلام يهم

ومع ثورة الأجهزة المحمولة، فإن هنالك من البيانات عن كل شيء وكل شخص أكثر بكثير من أي وقت سابق، وهذا الشيء لا تراجع عنه.

خذ على سبيل المثال شركة "فيسبوك"، فخلال فترة عملي هناك، أجرى فريقي اختبارًا لتحديد قابلية المستخدمين لتقبل الإشعارات المنبثقة، فقمنا باختيار مجموعة من المستخدمين الذين لم يرغبوا في استقبال الإشعارات المنبثقة وقمنا بعرض شاشة لهم بعدما قاموا مباشرة بإرسال رسالة فورية مما وضح لهم أهمية الإشعارات المنبثقة.

اقتباس

"في تصميم الأجهزة المحمولة، سياق الكلام يهم"

الشيء الذي كان مخادعًا لنا خلال فحصنا هو كم استغرق المستخدمين حتى يكون ناجحًا، وكان قد احتاجوا ل5 خطوات لتغيير إعداداتهم. وعادةً ما تخسر شركات الأجهزة المحمولة 90% من مستخدميها مع كل خطوة لذلك لم نكن متفائلين. ولكن تفاجأنا بأن تقريبًا 1 من أصل كل 4 مستخدمين قام بالفعل بتغيير خصائصه.

والشيء الذي وجدته مشوقًا حول هذا، هو كيف تطور سلوك المستخدم بسرعة على الأجهزة المحمولة. وتقريبًا بمدة 6 أشهر قبل أن نجري الاختبار، كان هنالك أغلبية من مستخدمي "فيسبوك" مشككين بالإشعارات المنبثقة لذلك رفضوا استقبالها. هم لم يكونوا متأكدين تمامًا من طبيعة هذه الاشعارات المنبثقة أو اذا كان لها أي قيمة على الإطلاق. وشعر بعضهم بالانتهاك من قِبل هذه الإشعارات، وفجأةً أدرك الناس بأن الإشعارات المنبثقة مكّنتهم فورًا من معرفة عندما ينشر أحد الأصدقاء صورةً لهم أو عندما يرسل لهم رسالة أو يشير لهم في منشور. لذلك أرادوا الإشعارات المنبثقة وما كان ملائمًا من قبل أصبح غير طبيعي.

iphone-mobile.jpg

كمية البيانات المتاحة لشركات الهاتف المحمول تعني بأنهم يستطيعون تخصيص التجربة لكل واحد من المستخدمين حسب مزاجه، موقعه وسياقه. والشركات التي تحقق هذا سوف تربح.

أظهر الاحترام

ماذا لو كان جهازنا المحمول المفضل هو ساعة بدلاً من هاتف؟ زوج من العدسات اللاصقة؟ الرقعة الذكية؟ حبة دواء ذكية؟ نهاية عصبية رقمية؟ وكلما تصغر الأجهزة المحمولة تندمج أكثر وأكثر بأغراضنا اليومية التي تحيطنا وتصبح مترسخة بشكل عميق بداخلنا.

المعلومات الغزيرة التي تجمعها أجهزتنا المحمولة مفيدة لنا غالبًا بالرغم من أنها تكشف حياتنا الشخصية أحيانًا بشكل يهدد مستوى راحتنا. مستوى الإفصاح الغير مسبوق للحياة الشخصية الذي تحتاجه ثورة الأجهزة المحمولة حتى تعمل بشكل صحيح مجهول لحد ما ولذلك سنحتاج لوضع حدود ولتوازن.

عندما كان للحكومة وصول سهل لمعلوماتنا الشخصية في الماضي نتج عن ذلك عواقب وخيمة: الدول المراقبة، قوائم الأعداء واضطهاد المنشقين وفي مناطق مثل الصين هذا لا يزال قائمًا حتى يومنا هذا.

ونفس الشيء ينطبق على التحكم التجاري لبياناتنا الشخصية. والجدل الأوروبي حول "الحق في أن تُنسى" يعد مثالاً على الديمقراطية في التصرف وعلى طلب الناس للمزيد من السيطرة على أتباعهم الرقميين.

وضياع الخصوصية في الحقيقة هو موضوع مفرق للأجيال. معظم الشباب لا يعتقدون بأن هناك شيء يسمى خصوصية: ومعظم الناس كثيري الإنجاب يعتبرونه حقًا من حقوقهم.

اقتباس

"معظم الشباب لا يعتقدون بأن هناك شيء يسمى خصوصية"

يعد الإطلاق المخيب للآمال لنظارات Google Glass مثالاً على ما قد يحدث عندما يفشل منتج من منتجات الأجهزة المحمولة في الوصول إلى التوقعات المتعلقة بالخصوصية. فقوة هذه النظارات تم اعتبارها مخيفة وخارجة عن أيدي المستخدمين. وشعر الناس بأنه تم صنعها لخدمة مصالح شركة Google الشخصية، وبأنه تم تصميمها لجمع البيانات لمصلحة هذا الوحش التقني بدلاً من خدمة احتياجات المستخدمين. فتم الطلب من الناس الذين يرتدون نظارات Google Glass بأن يغادروا الحانات، مسارح السينما والأماكن الحساسة. وتم سحب المنتج من الأسواق في بداية عام 2015.

ترجمة -بتصرف- للمقال ‎3 ways to be just pushy enough on mobile لصاحبته SC Moatti


تفاعل الأعضاء

أفضل التعليقات

لا توجد أية تعليقات بعد



انضم إلى النقاش

يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.

زائر
أضف تعليق

×   لقد أضفت محتوى بخط أو تنسيق مختلف.   Restore formatting

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   جرى استعادة المحتوى السابق..   امسح المحرر

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.


×
×
  • أضف...