هل قمت من قبل باختيار قالب theme في ووردبريس وبدأت باستخدامه ومن ثم مع الوقت تفاجأت بأنّه غير مناسب للموقع؟ قد لا يكون استبداله في ذلك الوقت أمرًا ممكنًا بعد ما تمّ صرفه من وقت ومال في المشروع، فتجد نفسك عالقًا مع قالب كان من الأفضل لو اخترت واحد آخر عوضًا عنه.
إنّ اختيار قالب أمرٌ مهمٌ كاختيار سيّارة، فمن السهل أن تنبهر بجمال وقوّة إحداها وينتهي بك الأمر بسيارة رياضيّة مكشوفة ذات مقعدين بينما ما تحتاجه حقًّا هو سيارة يُعتمد عليها بمقاعد مريحة تكفي لـ 5 أشخاص.
لقد وجدت نفسي في هذا المأزق عدّة مرّات من قبل على الأقل، لكنّ التجربة والخطأ علّماني أن أضع نظامًا يعتمد على تحديد متطلبات المشروع وتقييمه ومقارنة القوالب المرشّحة للاختبار قبل أن أتخذ قرارًا. سأشرح الآلية التي أستخدمها عند اختيار قالب وكيف يمكن اعتمادها لزيادة فرص اختيار القالب الأمثل لمشروعك القادم باستخدام ووردبريس.
يجب أن تعرف ما الذي تحاول بناءه
تجنّب انتقاء قالب قبل أن تحدّد تمامًا ما الذي تحاول بناءه، فبالرغم من أنّ اختيار قالب يُعتبر أمرًا مشوّقًا، ولكنّ التخطيط لمحتوى الموقع هو الجزء الأهم والذي يتطلب أعلى انضباط في عملية بنائه.
وحتى يكون موقع الويب مفيدًا، يجب أن نعير الاهتمام إلى اختيار المحتوى أوّلًا، وتحديد الهدف من الموقع، وهيكله العام، والنصوص والعناصر المرئيّة التي سنستخدمها في بنائه، قبل أن نبدأ التفكير باختيار قالب، ويساعد في هذا إنشاء قائمة بجميع ما ستتضمنه صفحات الموقع، وما ستحتويه كل صفحة. كن دقيقًا في التوصيف قدر الإمكان، فعلى سبيل المثال، إن كنت تقوم بإنشاء موقع لأغراض تجارية يحتوي على صفحة تعرض أهمّ موظّفي الشركة، فقد يكون توصيف الصفحة مثلًا:
صفحة الموظّفين: الملفات الشخصية لـ 4 موظّفين في الإدارة التنفيذية. كل ملفّ سيتضمن صورة، وصفًا شخصيًّا يتراوح ما بين 125-150 كلمة، وأيقونة أو أكثر لشبكات التواصل الاجتماعي.
يمكنك من خلال التوصيف السابق تحديد الميّزات التي ستحتاجها في القالب، ومن ثم عند بحثك عن قالب مناسب، عد لقائمة الميّزات التي قمت بتحديدها واختر القالب التي تدعم معظمها سلفًا، فهي النقطة الأهم في هذه الخطوة، لأنّ إساءة اختيار قالب هو وصفة مضمونة لترهق نفسك عندما تحاول تعديله ليتناسب مع أهدافك التي لم يُصمّم من أجلها أساسًا.
إنّ العديد من القوالب المشهورة في فهرس قوالب ووردبريس، كـ Sydney، تعتمد بصورة أساسية على الصور ذات الحجم الكبير وهي مناسبة أكثر لتستخدم كمحفظة أعمال للمصمّمين والوكالات الفنّية، لذا تجنّب اختيار مثل هذه القوالب إن كنت تحاول إنشاء مدوّنة وابحث عن تلك التي صمّمت لتتناسب أكثر مع أغراض التدوين كـ Twenty Sixteen.
وقد يُطرح سؤال هنا، هل نستطيع تعديل قالب كـ Sydney ليُصبح مناسبًا للاستخدام في مدوّنة؟ إن هذا ممكن بالطبع لكن ستستغرق الكثير من الوقت والجهد.
يجب أن تعلم ما الذي تبحث عنه
إنّ ميزانية المشروع والمدة الزمنية المخصصة له لهما الكلمة الفصل في مقدار الوقت الذي تستطيع صرفه في إنشاء الموقع، وهناك 3 فئات للقوالب التي يمكنك أخذها بعين الاعتبار اعتمادًا على متطلبات المشروع وعلى مقدار الوقت الذي يمكنك إمضاؤه بتحسين شكل الموقع النهائي.
إن احتجت لبداية نظيفة فيمكنك استخدام قوالب أُطر العمل، كـ Genesis أو Thesis، أو Upfront، فهي منتجات تستطيع استخدامها لبناء أي نوع من المواقع بالاعتماد عليها. ومع بعض التمرّس، ستغدو قادرًا على إنشاء المواقع بسرعة باستخدام قالب إطار العمل المفضّلة لديك. ولكن إن كانت السرعة العامل الأهم، فقد يتوجب عليك تجنّب هذا الأمر والانتقال مباشرة إلى اختيار قالب صُمّم بناءً على إطار العمل الذي تستخدمه لمشروعك، فهناك العديد من القوالب التي تتناسب مع مختلف أنواع المشاريع والتي لا تحتاج إلّا إلى تعديلات قليلة، كالمذكورة سابقًا Sydney أو بناء قالب اعتمادًا على إطار عمل القوالب المُفضّل لديك.
أخيرًا، إن لم تكن ترغب ببناء قالب من الصفر باستخدام باستخدام إطار عمل، ولم تتمكن من إيجاد قالب يتناسب تمامًا مع مشروعك، فيمكنك اختيار قالب مصمّم ليكون من السهل التعديل عليه، حيث أنّ هذا الكلام قد ينطبق على القوالب المصمّمة المبنية اعتمادًا على أُطر العمل ولكنه غير صحيح مع القوالب المستقلّة فالبعض منها من السهل تعديله لكنّ الأغلب يصعب معه ذلك دون الوقوع في مشاكل، وسنتناول الحديث عن الطرق التي يمكن اتباعها للتعديل على القوالب في نهاية المقال إن أردت السير في هذا الطريق.
تجاهل المحتوى التجريبي
عندما ترغب ببناء موقع فإنه لديك مجموعة من المحتويات التي ستستخدمها فيه وستكون مجبرًا على انتقاء الصور، الأشكال، الفيديوهات والنصوص بعناية، حيث سيكون هناك هدف لكل عنصر سيستخدم في الموقع، لكنّ مصمّم القوالب لا يواجه هذه المشكلة فهدفه النهائي هو إغراؤك لاقتناء القالب الخاص به وبالتالي سيعمل على استخدام معظم المزايا المتاحة له ويغرق الموقع بالمحتوى التجريبي demo content ونصوص lorem ipsum والصور الرمزية وما شابه ذلك. لذا وأنت تبحث تأكّد من أن تتجاهل المحتوى المؤقت المستخدم في القالب وركّز على مقدار مناسبتها لمتطلبات مشروعك.
انتبه جيدا إلى المزايا التي يقدمها القالب
من المهم الانتباه جيّدًا إلى المزايا المقدّمة من القالب (وليس إلى المحتوى التجريبي كما ذكرنا سابقًا)، وبالعودة إلى المثال السابق حول صفحة موظّفي الشركة، ألق نظرة على القالب التي تستعرضه وتأكّد من أنه يُلبّي احتياجك من حيث إنشاء ملفات شخصية بسهولة؟ Zerif Lite هو أحد القوالب الخاصة بـووردبريس والذي يتضمن ميّزة تفيد في هذا الغرض:
إنّ بعض أهم عناصر القوالب التي يجب الانتباه إليها تتضمن:
- شكل قوائم تصفّح الموقع: ستملك عناصر التصفّح درجة من المرونة، لكن تأكّد من أن تصميمها يلبّي احتياجك. فإن احتجت لقوائم كبيرة mega menus فإنشاؤها سيكون أسهل بكثير إن اخترت قالبًا يدعم هذا النوع من القوائم.
- كيف يتم عرض شعار الشركة: إن كنت تملك شعارًا وعبارة تسويقية فتأكد بأنّهما يتناسبان مع المواقع والأحجام التي تفرضها القالب.
- تأكّد إن كانت الميّزات مقدّمة من القالب ذاته أو باستخدام مُلحقات plugins: من الأفضل أن تكون الميّزات مقدّمة من إضافات، فحينها ستستطيع المحافظة على معظم المزايا إن قررت تغيير القالب، وبحديثنا عن القوائم الكبيرة mega menus فمن الأفضل أن تستخدم القالب إضافة Max Mega Menu عوضًا عن إدراج الميّزة ضمن تصميم القالب الداخلي.
- مدى سهولة التعديل على القالب: فهل تفضّل العمل مع محرر مرئي مثل Visual Composer أو محرر Upfront Editor، أو تفضّل كتابة شيفرات CSS يدويًا للتعديل على مظهر الموقع؟ إن كنت تفضّل العمل بطريقة معينة فتأكد من أن القالب تتطابق مع اختيارك، وإحدى الأخطاء التي يجب تجنّبها هي كتابة شيفرات CSS بشكل يدوي في موقع يستخدم محررًا مرئيًّا.
احصل على رأي غير منحاز
حالما تستقر على مجموعة من القوالب التي تتناسب مع متطلبات مشروعك ومزاياه، فهناك مجموعة من الاختبارات التي تستطيع إجراءها لمقارنة الأداء فيما بينها.
إحدى هذه الاختبارات هو إخضاع نسخة تجريبية demo من الموقع لاختبار Pingdom’s Website Speed Test. لا تقلق كثيرًا في البداية حول زمن التنفيذ أو حجم الصفحة إلّا إن ظهرت لك نتائج تنذر بسوء، فزمن التنفيذ يمكن أن يختلف كلّيًا بحسب الاستضافة وطريقة إعدادها والمكان الجغرافي للخادوم، كما يتعلق بالخبء المؤقت (cache) وضغط الصفحات minifying المطبّق على الموقع. إنّ حجم الصفحة للنسخة التجريبية غالبًا ما يكون ناتجًا عن كون النسخة متخمة بالصور والفيديوهات عالية الدقة، لذا فإنّ البيانات الأهم التي يجب الانتباه إليها في هذه المرحلة هي عدد طلبات HTTP التي تظهر والمرتبة النهائية للأداء التي نحصل عليها.
إن وجدت بأنّ القالب التي اخترته لا يملك نتائج جيّدة عند تطبيق هذا الاختبار، فاعتبر هذا تحذيرًا بأنّك بحاجة لاختيار إضافة جيّدة للخبء مؤقت وضغط المحتوى كـ Hummingbird عوضًا عن رفض القالب ككل.
إنّ أفضل طريقة لاستخدام النتائج أثناء التقييم هو المقارنة فعلى سبيل المثال إن اخترت استخدام Zerif Lite أو OnePress اعتمادًا على النتائج فيمكن منح نقطة إضافية لصالح OnePress على الرغم من أنّ القالبين يملكان نتائج جيّدة متقاربة.
ومن الإضافات المناسبة أيضًا للاختبار هي Google PageSpeed Insights، ومرّة أخرى نذكّر بأنّه ليس هناك معيار نتائج معيّن نبحث عنه، حيث يجب اختبار جميع القوالب التي نفضّلها ونأخذ بعين الاعتبار النتائج التي نحصل عليها. يمكن أثناء تنفيذ هذا الاختبار أن نحدّد المشاكل التي تعاني منها القالب التي نختارها في نهاية المطاف ونحاول معالجتها.
معاينة الخلفية
آخر ما تحتاج للقيام به هو الحصول على بعض المعلومات عمّا سيكون عليه العمل مع القالب، فالعديد منها تسمح بالاطلاع على اللوحة الإدارية، لذا خذ بعض الوقت لإلقاء نظرة وفهم ما سيكون عليه الأمر عندما تعمل معها فإن احتوت على محرّر سحب وإفلات مرئي لعناصر الموقع فخذ بعض الوقت في تجربة ذلك لترى كيف يختلف المظهر الخارجي.
أما لو كنت ستقوم بكتابة شيفرات CSS خاصة للتعديل على مظهر القالب فقم باستعراض ملفات CSS التي تستخدمها باستخدام أدوات المطوّر. إن الهدف هو معرفة كم سيكون سهلًا أو صعبًا التعديل على الموقع. هاك بعض الأمور التي تحتاج للتركيز عليها أثناء ذلك:
- كم عدد أسطر CSS المستخدمة: إنه من غير المستبعد أن تمتلك قالب ما بين مئات لعدة آلاف الأسطر من CSS، وعلى الرغم من أنّها ليست قاعدةً أساسية، فإنّه من الأسهل عادة التعديل يدويًا على شيفرات CSS في القوالب التي تستخدم أقلّ عدد ممكن من قواعد CSS.
- كم عدد ملفات CSS المستخدمة: معظم القوالب تستخدم قواعد CSS موزّعة على عدّة ملفات، وعلى الرغم من ذلك، فلو أردت القيام بتعديلات يدوية، فكلّما قلّ عدد الملفات كلّما كان ذلك أفضل، فالملفّات الأقل إشارة إلى هيكلة منظّمة أكثر وأسهل للتعديل.
- كم عدد المرّات التي استخدمت فيها قاعدة !important: رغم أنه من المتوقع نظريًّا أن تقوم معظم القوالب بتجاوز override القواعد الموروثة في CSS بين العناصر عدّة مرات، إلا أنّه في حال وجدت بأن السمة تستخدم هذه القاعدة بضع مئات من المرّات فتوقّع أن يكون التعديل اليدوي عليها أمرًا صعبًا.
إن إحدى الطرق التي يمكنك اتباعها لتحديد مدى سهولة التعديل اليدوي على قواعد CSS هي باختيار أحد العناصر الذي ترغب بتعديله ومن ثم تستخدم لوحة المظهر في أدوات المطوّر لتقوم بالتعديل على مظهر العنصر مباشرة وترى مدى سهولة القيام بذلك.
الخلاصة
تحدّثنا عن العديد من الأمور الواجب مراعاتها عند انتقاء قالب، ولتلخيص ما سبق:
- نحدّد المحتوى أوّلًا ومن ثم التصميم: ابدأ بتحديد المحتوى وعناصره التي ستستخدمها وسيكون من الأسهل اختيار القالب.
- حدّد نوع القالب التي تبحث عنه: إطار عمل قوالب، قالب متعدّدة الأغراض للاستخدام كما هو، قالب معدّل.
- قارن أداء القوالب المرشّحة باستخدام الاختبارات التي ذكرناها.
- جرّب استخدام المحرّر المرئي المستخدم ضمن القالب أو إطار العمل، أو قم بالاطلاع على قواعد CSS التي تستخدمها القالب إن لم تملك محرّرًا مرئيًّا مدمجًا معها.
يجب أن تكون قادرًا الآن على اختيار قالب إطار العمل أو القالب المناسب لمشروعك القادم.
كيف تقوم باختيار القوالب لمشاريعك عادة؟ هل هناك معايير أخرى تعتمدها في اختيارها؟ أخبرنا في التعليقات أدناه.
ترجمة -وبتصرّف- للمقال How to Pick the Perfect WordPress Theme لصاحبه Jon Penland.
أفضل التعليقات
انضم إلى النقاش
يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.