محمد الساحلي
الأعضاء-
المساهمات
31 -
تاريخ الانضمام
-
تاريخ آخر زيارة
-
عدد الأيام التي تصدر بها
8
آخر يوم ربح فيه محمد الساحلي هو أكتوبر 28 2017
محمد الساحلي حاصل على أكثر محتوى إعجابًا!
آخر الزوار
لوحة آخر الزوار معطلة ولن تظهر للأعضاء
إنجازات محمد الساحلي
عضو مساهم (2/3)
89
السمعة بالموقع
-
Salman Almaskari بدأ بمتابعة محمد الساحلي
-
Alaa Ibrahim4 بدأ بمتابعة محمد الساحلي
-
Salam Alnaqshabandi بدأ بمتابعة محمد الساحلي
-
waseet project بدأ بمتابعة محمد الساحلي
-
Shoaib Muhammad بدأ بمتابعة محمد الساحلي
-
محب روفائيل بدأ بمتابعة محمد الساحلي
-
Solan بدأ بمتابعة محمد الساحلي
-
ShaiMaa Gaber بدأ بمتابعة محمد الساحلي
-
محسن نغموش بدأ بمتابعة محمد الساحلي
-
محمد كريّم بدأ بمتابعة محمد الساحلي
-
محمد الساحلي اشترك بالأكاديمية
-
يشرح Gonzo Arzuaga، مؤسس KillerStartups، في هذا المقال خمسة دروس تعلمها من فشل مشروعه الأخير Startups.com. الأخطاء التي ارتكبها جونزو هي أخطاء إرتكبتها أنا أيضا وما زلت أقع فيها. لذلك أكتب هذا المقال/الترجمة لأذكر نفسي أولا وأخيرا بأخطائي لعلي أنجح يوما في تفاديها. حصل جونزو على نطاق startups.com سنة 2008 بنصف مليون دولار، ليطلق في السنة التالية الموقع كخدمة أسئلة/أجوبة (على غرار زاجل إجابات) مخصصة لرواد الأعمال. لم يحقق الموقع نجاحا كبيرا فأعاد جونزو إطلاق المشروع، شهر أبريل 2011، كموقع للصفقات اليومية، مثل جروبون، لكنه مخصص لرواد الأعمال ومدراء المواقع. طيلة سنة كاملة لم يستطع المشروع تحقيق نجاح كبير، ولم يصمد أمام منافسه المباشر Appsumo الذي انطلق قبله ببضعة أشهر، واستطاع توفير عروض مميزة لرواد الأعمال بأسعار مناسبة للغاية، فقرر جونزو خلال مايو الماضي إيقاف المشروع، وطرح الدومين للبيع. فيما يلي الدروس الخمسة التي يشاركنا بها جونزو على أمل أن يستفيد منها رواد الأعمال الآخرين. مع ملاحظة أن هذا المقال ليس ترجمة مباشرة بقدر ما هو إعادة صياغة للأفكار التي طرحها جونزو. الدرس الأول: افعل ما تريد وما تحبلا شك أن خبرا مثل بيع Instagram لفيسبوك بمليار دولار هو خبر يدير رؤوس رواد الأعمال ويجعلهم يفكرون فورا في تقليد اسنتغرام للحصول مستقبلا على نصيبهم من المليارات التي تدور في فضاء الإنترنت. الإغراء كبير، خاصة حين ترى كيف أن مشاريعا كثيرة تنجح بين ليلة وضحاها (وهذا غير صحيح بالمرة) وكيف أنه من السهل تقليدها. لكن الحقيقة التي ستكتشفها لاحقا هي أن المال يتبع الشغف وليس العكس. افعل ما تحب القيام به فعلا وما تريده أنت بشدة، وليس ما يمليه عليك الآخرون (مثل المستثمرين) أو ما تدفعك وسائل الإعلام إلى الاعتقاد بأنه الأفضل. يقول جونزو بأن السبب الأول لفشله في مشروع Startups.com هو دخوله لمجال غير مجال تخصصه. هو متخصص في مجال النشر، وهو يبدع في ذلك. لكنه حين دخل مجال التجارة الإلكترونية (الصفقات اليومية وكوبونات التخفيض) لم يستطع تحقيق ذات النجاح الذي يحققه في مجال النشر. افعل ما تحب وركز عليه. لا تترك للملهيات التي تبدو كأنها فرص كبيرة أن تلهيك عن ما تبدع فيه حقا. إذا وجدت أنك تفقد تركيزك في مشروعك وتنتقل بسرعة بين فكرة وأخرى فإن هذا يعني أنك لم تجد بعد المشروع المناسب لك. لا مشكلة، إنما واصل البحث حتى تجد "شيأك الخاص". الدرس الثاني: لا توجد طرق مختصرةالموضوع الذي نبهت إليه سابقا هو أنه لا يوجد نجاح قابل للحدوث بين ليلة وضحاها، إلا نادرا جدا وفي ظروف يصعب أن تتكرر. إذن لا تشغل بالك بأخبار الاستثمارات والنجاحات التي تقرؤها عن أقرانك كل يوم. ببساطة يومك لم يأت بعد، وهو لن يأتي لو توقفت عن التركيز في عملك وصرت ترهق نفسك بتتبع أخبار نجاحات الآخرين. لا تبحث عن الطرق المختصرة، فهي لا تنفع دائما. إنما كافح لتجد طريقك بنفسك، ولتتعلم أثناء الرحلة ما تحتاج إليه من مهارات لإكمال الرحلة بنجاح. الدرس الثالث: ركز على شيء واحد فقطالمتاجر الإلكترونية التي تجمع بين البائع والمشتري (Marketplaces)، مثل أسناد، هي مشاريع صعبة للغاية. يقول جونزو بأنه في هذا النوع من المشاريع يتطلب الأمر بناء طرفي المعادلة في نفس الوقت: البائع والمشتري. دون الباعة (التجار) فإن المشترين سيغادرون الموقع فورا إذ لا يوجد ما يشترونه، ودون وجود المشترين فإن التجار الأوائل سيتخلون عن المتجر، لن يستخدمونه ولن ينصحوا به أحدا لأنهم لم يبيعوا شيئا. هذه المعضلة تعني أن نجاح مثل هذا النوع من المشاريع يتطلب وقتا طويلا، وعملا مضنيا على جانبين مختلفين تماما.. أي أن الأمر يتطلب التفرغ الكامل للمشروع. مشكلة جونزو أنه بجانب متجر Startups.com يعمل أيضا على مشاريعه الأخرى، ولم يكن يعطي للمتجر الجهد الذي يجب أن يعطيه إياه بسبب انشغالاته الأخرى. النتيجة هي أنه لم يستطع أن يوفر للمتجر ما يكفي من الباعة لإقناع المشترين بالقدوم ولا ما يكفي من المشترين لإقناع الباعة بطرح المزيد من منتجاتهم، فكان الفشل. نصيحة جونزو هي قم بشيء واحد لا غير، لا يهم كم هو صغير. حين تنجح في هذا الأمر الصغير سيسهل عليك لاحقا بناء شيء أكبر، أسرع وأفضل. الدرس الرابع: اعرف متى تطوي خيمتك وتعود لبيتكأن تعرف متى يجب أن تستسلم هو أمر غاية في الصعوبة.. لا وصفات سحرية هنا. أكثر الأمثال التي أكرهها هو الذي يحثك على عدم الإستسلام ويخبرك بقصة الذي حفر لأمتار طويلة لإيجاد جوهرة ثمينة، لكنه حين كان على مقربة منها بمتر واحد فقط توقف عن الحفر واستسلم. أكره هذا المثل لأنه يعتمد على ما يمكن تسميته بـ "الحكمة بأثر رجعي". الذي كان يحفر لا يعلم حقيقة أنه على بعد متر واحد فقط، لأنه ببساطة شديدة، منذ بدأ الحفر وهو يقول لنفسه بأنه على بعد متر واحد عن الجوهرة، لكنه استمر لأمتار طويلة بذات الفكرة ولم يصل لشيء. الاستسلام أمر صعب. ثمة من يرى الأفق بسهولة منذ الخطوات الأولى ويعرف إذا ما كان بإمكانه الوصول إلى النهاية التي يريد أم لا، فيتوقف فورا. وثمة من يصر على أنه لم يبق أمامه إلا قليل فيبقى كذلك إلى أن ينهار تماما دون أن يصل إلى النهاية التي يريد، ودون أن تتبقى لديه القوة الكافية لإعادته لخط الانطلاق من جديد. بعد ستة أشهر من انطلاق المشروع وجد جونزو نفسه أمام حقيقة أن المشروع لن ينجح، وتأكد لديه بأنه لا يملك الشغف لمواصلة العمل عليه، فهو ليس ما يحب القيام به. لكنه مع ذلك قرر أن يمنح نفسه ستة أشهر إضافية، لعل شيئا يتغير. لكن لا شيء تغير وفي النهاية توقف المشروع بعد تضييع ستة أشهر أخرى من الوقت والجهد والموارد التي كان بالإمكان الاستفادة منها في مشروع آخر. الدرس الخامس: التركيز، التنفيذ والتفاصيلتلك الأمور الثلاث هي الأصعب لدى رواد الأعمال بصفة عامة. جميعنا، يقول جونزو، نملك أفكارا كثيرة، ونرغب في كل لحظة بتغيير العالم وجعله مكانا أفضل للعيش. أينما ألقينا بصرنا نجد عشرات الفرص الكبيرة الواعدة، أغلبها يبدو أفضل من المشروع الذي نعمل عليه في ذلك الوقت. في تلك المرحلة كل الأفكار تبدو وردية، جميلة وتستحق التنفيذ. لكن بعد التنفيذ تموت تلك الأحلام الوردية تحت أكوام التفاصيل المرهقة والمشاكل التي تظهر كل يوم. هنا تظهر فائدة الشغف وفعل ما تحب القيام به. الشغف يجعلك تركز على مشروعك وحده، ولا تشغل بالك بالأفكار الثانوية التي تهاجمك كل حين. الشغف يسمح لك بإتقان التنفيذ ويسمح لك بتحمل المشاكل التي تختفي في التفاصيل الدقيقة. واصل العمل بتركيز على مشروعك، إلى أن تحتك بالتفاصيل الدقيقة لمشروعك وبمشاكله اليومية. إذا إستطعت أن تواصل حبك لما تفعل فأنت في طريقك نحو النجاح. إذا لم تستطع التعامل مع تلك التفاصيل توقف فورا وانتقل للمشروع التالي.
-
يعتبر ”Minimum Viable Product“، المعروف اختصارا بـ MVP، من أكثر المفاهيم ثورية في عالم الشركات الناشئة. إنه ضد الطبيعة الإنسانية التي تتوق إلى الكمال، ويناقض تماما الرؤية الشاملة بعيدة المدى للمبادرين الذين يبحثون عن منتج خارق يغير العالم. أو على الأقل هكذا يبدو مفهوم MVP لأول وهلة. فالحقيقة أن اتباع هذا الأسلوب لا يملأ العالم بآلاف المنتجات البشعة سيئة الجودة، بل ينقذ العالم من تبذير الموارد وتخمة المنتجات التي لا يحتاجها أحد. كعادة المصطلحات الجديدة لا يوجد بعد تعريب مناسب لـ MVP. المحاولة الوحيدة لتعريبه بادر بها عماد المسعودي، الذي عربه بـ "جوهر المنتج". هي مبادرة جيدة لكنه تعريب قاصر لا يحيط إلا بجزء من المفهوم. قبل الخوض في التعريف دعونا نتوقف عند نموذج بسيط ومثال سهل الفهم. مؤكد أن أغلبكم يعرف شركة جروبون، التي اعتبرت أسرع شركات التجارة الإلكترونية نموا في تاريخ الإنترنت. بداية موقع جروبون كانت بسيطة جدا: مجرد مدونة! نعم، موقع للتجارة الإلكترونية، يحاول تنفيذ فكرة ثورية، بدأ على شكل مدونة. العروض اليومية للصفقات كانت تنشر على شكل تدوينات، وعند شراء أحدهم لكوبون يعد أحد المؤسسين الكوبون يدويا ويرسل ملف PDF إلى بريد المشتري الإلكتروني. هكذا بدأت الشركة واستمرت كذلك لمدة سبعة أشهر استطاعت خلالها تحقيق مبيعات يومية تزيد عن 500 كوبون. هذا ما نقصده بـ MVP. ما يعنيه MVP هو بناء المنتج بأسلوب يسمح لنا بفهم متطلبات السوق وصلاحية المنتج، في أسرع وقت وأقل جهد وتكلفة. فعلى عكس الطريقة التقليدية في بناء المنتجات التي تأخذ الكثير من الوقت بغرض تنفيذ المنتج بشكل كامل قبل طرحه في السوق، ثم يمكن أن يفشل المنتج في تحقيق متطلبات السوق، يسمح أسلوب MVP في دخول السوق بسرعة والاحتكاك مع العملاء مبكرا لفهم متطلباتهم وتكييف أو تطويع المنتج ليتناسب مع تلك المتطلبات، أو الاكتشاف بسرعة أن المنتج لا يحقق أي فائدة للعميل المستهدف، فيتم استبدال المنتج أو تعديله لاستهداف شريحة أخرى من السوق، بسرعة وقبل خسارة الكثير من الموارد. تمتلك فكرة منتج وترغب بإطلاقه؟ تعلم إدارة تطوير المنتجات مع أكاديمية حسوب بدءًا من دراسة السوق وتحليل المنافسين وحتى إطلاق منتج مميز وناجح اشترك الآن لنأتي الآن لنموذج حديث. بدأت منذ أيام مشروعي الجديد؛ أسناد، هو منصة تجارة الكترونية تتيح للمبدعين توفير إبداعاتهم للبيع بشكل رقمي عبر الإنترنت، بسهولة ودون تعقيدات تقنية وبتكلفة متدنية. لو نظرتم للموقع ستكتشفون أنه ينقصه الكثير. يمكنكم معرفة ذلك حتى دون أن تعرفوا رؤيتي الكاملة له. ببساطة لأنني استغرقت ثلاثين ساعة (غير متواصلة) لتنفيذه، ولم أحتج سوى لبضعة أيام للتفكير في المشروع، التخطيط له وتنفيذه. أسناد ينقصه الكثير الآن. لكن هذه ليست مشكلة بالنسبة إلي. لأنني لا أسعى حاليا إلى بناء موقع تجارة إلكترونية خارق، بل ما أريده هو التحقق من وجود سوق لهذا المشروع. بصيغة أخرى التحقق من وجود فائدة لهذا المشروع وقابليته للتوسع. ينطلق أسناد من افتراض محوري وهو أنه يوجد الكثير من المبدعين الشباب العرب لديهم إبداعات مميزة قابلة للبيع عبر الإنترنت، لكن لأسباب مختلفة يتعذر عليهم ذلك. الفرضية هنا هي أن أولئك المبدعين يحتاجون إلى وجود موقع مثل أسناد ليمكنهم من توفير إبداعاتهم للبيع بسهولة تامة ودون أي تعقيدات. بعد الإيمان بالافتراض (أي وجود مشكلة تتطلب حلا) وبالفرضية (الصيغة المطلوبة لحل المشكلة) لدي طريقان. إما اتباع الأسلوب القديم والبدء في توظيف فريق من المصممين والمبرمجين والعمل في الخفاء لشهور لإطلاق منصة أسناد بشكلها النهائي كما أتخيله (مع مخاطرة أن تكون فرضيتي خاطئة ولا يستخدم أحد الموقع بعد تلك الشهور من التطوير). أو أتبع الأسلوب الحديث وأبدأ فورا في تنفيذ فكرتي بصيغة تمكنني سريعا من معرفة ما إذا كان حلي للمشكلة مناسبا، فهم متطلبات المستخدمين ومعرفة ما إذا كانت هناك أصلا مشكلة تحتاج إلى حل. الطريق الثاني أفضل طبعا. إنه يتيح لي التحقق بسرعة من جدوى المشروع، ويسمح لي بتطويره بناء على الاحتياجات الحقيقية للمستخدمين وليس بناء على ما أفترض أنه احتياج لدى المستخدمين. الآن حان وقت التنفيذ، لكن كيف سأعرف ما هي الخصائص التي يجب أن أبدأ بها الآن والخصائص التي يمكن تأجيلها لوقت لاحق أو عدم تنفيذها بالمرة؟ الفرضية في حالة أسناد تقوم على أن ما ينقص المبدعين هو نظام آلي يمكنهم من إدارة المبيعات. أي استقبال المال من المشترين والسماح لهم -لهم فقط- بتحميل المنتج الذي اشتروه. الاقتناع بهذا يعني أنني لا أحتاج إلى أن أشغل نفسي بكثرة الخصائص التي تتوفر في المتاجر الإلكترونية، مثل التصنيفات وقوائم المنتجات الأحدث والأكثر مبيعا، إلخ. بل فقط الميزة، أو المميزات، التي تقوم عليها الفرضية. في هذه الحالة كل ما أحتاج إلى تنفيذه هو: نظام يسمح للمبدعين بعرض منتجاتهم (كل منتج في صفحة)، تحديد السعر، نظام سريع للشراء، ثم السماح للمشتري بتحميل المنتج. هذا كل ما أحتاج إليه للتحقق من الفرضية، وذلك ما اكتفيت بتنفيذه في النسخة الحالية من أسناد. بعد التنفيذ تبدأ مرحلة القياس. قياس ردود الفعل وطرق الاستخدام للتحقق مما إذا كان الافتراض صحيحا (أي فعلا ثمة مشكلة تتطلب حلا)، والتحقق مما إذا كانت فرضيتي (أي الصيغة التي نفذت بها المشروع) تتناسب مع احتياجات المستخدمين. حوّل فكرتك إلى مشروع تجاري حقيقي ابدأ رحلتك الريادية وابن علامة تجارية مميزة تبقى في الأذهان أطلق مشروعك التجاري الآن الـ MVP ليس جوهر المنتج ولا أصغر شكل يمكن تنفيذ المشروع عليه. بل هو أسلوب في التنفيذ والتعلم يبدأ بتنفيذ المشروع بأبسط صيغة تمكننا من تجربة المنتج في السوق، في أسرع وقت وأقل تكلفة وجهد. ثم متابعة التطوير والتعديل على المنتج، بناء على ردود فعل المستخدمين واحتياجاتهم. هو أسلوب ممتد لا ينتهي عند طرح الصيغة الأولى من المنتج بل هو مستمر إلى غاية إثبات نجاح المشروع والحصول على حصة مهمة من السوق. صيغ بدء MVP متعددة. أفضلها هي البدء بالخصائص الرئيسية التي تقوم عليها الفرضية، كما فعلت مع أسناد. هذه الصيغة هي التي يمكن أن تنطبق عليها، ولو مجازا، تسمية جوهر المنتج. الصيغة الثانية الأكثر شهرة هي البدء على شكل صفحة استقبال، تشرح مميزات المنتج وتتطلب تفاعل المستخدم (بالاشتراك مثلا أو طلب الشراء)، وهو الأسلوب الذي اعتمدته في حالة الفرقد. حيث اكتفيت بصفحة تعريفية بسيطة، مع رابط للاشتراك لا ينقل فعليا إلى صفحة الاشتراك بل إلى استمارة تطلب من المستخدم ملأها. ثم بقياس المدخلات ونقرات الزوار على روابط الصفحة يمكنني الالمام، ولو قليلا، بمدى جدوى المشروع، كخطوة أولى قبل تحديد ما سأفعله لاحقا. ختاما، إذا ما قررت اعتماد هذا الأسلوب سوف يمتلئ بريدك بالاقتراحات من أشخاص أغلبهم يعتقد نفسه أذكى منك (وقليل بريدون الإفادة). عليك أن تتجاهل كل الاقتراحات التي لا تأتيك من مستخدمي منتجك، فلا فائدة منها. أي شخص يمكنه أن يغمض عينيه ويأتيك بآلاف الاقتراحات، في حين أن الاقتراحات الوحيدة المفيدة هي التي يرسلها لك المستخدمون الفعليون للمنتج، فهي الوحيدة النابعة عن احتياج حقيقي وليس عن إسهال فكري. شيء آخر. إذا رأيتم مستقبلا مشروعا يتوقف بعد شهور قليلة، أو يغير اسمه أو طبيعة نشاطه، يمكنكم أن تفهمو السبب. فريادة الأعمال (أو لنقل الشركات الناشئة) هي نشاط مبني على اللايقين والبحث الدائم عن الأفضل. حين لا تنفع الخطة ألف ثمة دائما الخطة باء، وإن لم تنفع ثمة دوما خطط احتياطية أخرى. الهدف في النهاية هو خدمة الانسانية وتقديم منتجات أو خدمات تجعل حياة الناس أفضل.
-
وصلتني الرسالة التالية من أحد قراء زاجل. أعيد هنا نشر جوابي عليها، علما أن هذا الجواب/الموضوع ليس استشارة قانونية دقيقة التفاصيل، بل مجرد موضوع توجيهي يقدم تعريفا لموضوع معين بشكل غاية في التبسيط، دون الدخول في كل تفاصيله المعقدة. الرسالة:بالأمس كنت أقرأ كتاب Anyone Can Do It يحكي قصة مؤسسي سلسلة مقاهي (جمهورية القهوة: coffee republic). حيث أنهم احتاجوا لفتح أول متجر لهم إلى قرض من البنك ولم يقوموا بإدخال مستثمر معهم من البداية، ولكن بعد أن نجح أول متجر لهم أرادوا التوسع لإنشاء 6 متاجر في سنة واحدة ولم يستطيعوا فعل ذلك بأخذ قرض مرة أخرى ولكن في هذه المرة أدخلوا مستثمرا معهم. يحكي الكتاب أن المستثمر أخذ حصة 40% من الشركة بينما المؤسسين اكتفوا ب 60%. سؤالي هنا هو كيف قاموا بتحديد قيمة شركتهم مع أنهم لا يملكون سوى متجر واحد وتقسيم النسبة 60% للمؤسسين و40% للمستثمر؟ بعد ذلك قاموا بافتتاح الستة متاجر التي كانوا يريدون فتحها في سنة وأرادوا التوسع مرة أخرى وافتتاح 25 متجر أخر على مدار عامين واحتاجوا لإستثمار بقيمة 4.5 مليون جنية إسترليني. لم يذكر كم كانت حصة المسثمر الجديد ولكن ذكر أن حصة المؤسسين أصبحت 27% من قيمة الشركة! سؤالي في هذه النقطة: المستثمر الجديد من أين قام بأخذ حصته هل كانت من ال 60% الباقية للمؤسسين بعد الاستثمار الأول؟ أم من قيمة الشركة ككل؟ أم ماذا؟ في النهاية أصبحت شركة coffee republic شركة كبيرة ولها مكاتب رسمية ومدير عمليات وموظفين كثيرون وقد قال المؤسسون الأخوان (سحر وبوبي) أن الأجواء أصبحت مختلفة تماما عما كانت عليه سابقا عندما كانوا شركة صغيرة واختفت الروح التي كانت تسود الفريق في البداية مما أدي لرحيل كل الفريق الذي كان يعمل مع المؤسسين منذ البداية وبعد ذلك غادر المؤسسين أيضا. حقيقة لقد انصدمت عندما عرفت أن المؤسسن أيضا قد رحلوا عن الشركة! لماذا حدث ذلك؟ لماذا يترك المؤسسين الشركة بعد كل هذا التعب؟ وعندما رحل المؤسسون هل يعنى هذا رحيلهم بشكل نهائي أي انهم باعوا أسهمهم وكل شيء أم أنهم تخلوا فقط عن المهام الإدارية و لكن ما زال لهم أسهم في الشركة؟ الجواب:لم أقرأ ذلك الكتاب، لذلك لا يمكنني أن أفيدك بدقة حول كيف تم تقييم الشركة. لكن بصفة عامة لا يوجد جواب قاطع حول تقييم الشركات، فالمسألة خاضعة لقدرة صاحب المشروع على التفاوض وكيف سيقنع المستثمرين بقيمة مشروعه. ومن بين المعايير التي يتم الاعتماد عليها في تحديد قيمة المشروع، الإيرادات الحالية، نسبة النمو والأرباح المتوقعة خلال فترة مستقبلية معينة. (سبق أن أجبت عن سؤال شبيه بهذا) بالنسبة لسؤالك الثاني، المستثمر لا يأخذ حصته من أي أحد، بل تضاف لأجله أسهم إضافية لمجموع أسهم الشركة. لكن حين تضاف الأسهم الجديدة فإن حصة الآخرين (أي نسبة أسهمهم إلى مجموع الأسهم) تنقص، في حين أن القيمة يمكن أن ترتفع. مثلا: لدى الشركة 100 سهم وقيمتها 100 دولار. المؤسس يملك 60% (أي 60 سهما، وقيمتها 60 دولارا)، والمستثمر الأول يملك 40% (أي 40 سهما، وقيمتها 40 دولارا). تم الاتفاق مع مستثمر جديد لضخ مبلغ إضافي قدره 50 دولار، وفق تقييم للشركة يبلغ 150 دولار. بعد ضخ المبلغ أصبحت قيمة الشركة الآن تساوي 200 دولار (التقييم الذي تم الإتفاق عليه + المبلغ الذي تم استثماره). الآن حصة المستثمر الجديد تبلغ 25%. في المرحلة التي تم فيها تقييم الشركة بـ 150 دولار، كان لدينا 100 سهم. أي أن كل سهم أصبح يساوي 1.5 دولار. بعد أن أضاف المستثمر الجديد مبلغ 50 دولار، فإنه سيحصل مقابل ذلك على عدد الأسهم التي توافق ذلك المبلغ أي حوالي 33 سهما. هذه الأسهم ستضاف إلى أسهم الشركة، ليصبح المجموع الآن حوالي 133 سهما. المستثمر الثاني يملك الآن 33 سهما، أي 25% من قيمة الشركة وهي تساوي 50 دولارا. أما المستثمر الأول فهو ما يزال يملك 40 سهما التي كان يملكها سابقا. لكن حصته الآن انخفضت إلى حوالي 30% (بسبب رفع أسهم الشركة) لكن في المقابل قيمة حصته ارتفعت (بفضل ارتفاع قيمة الشركة) من 40 دولارا إلى 60 دولارا. نفس الأمر بالنسبة للمؤسس، ما زال يملك 60 سهما، حصته من الشركة انخفضت إلى 45% وقيمة حصته ارتفعت إلى 90 دولارا. قد يبدو الأمر معقدا. حاول أن تعيد قراءة الأرقام بروية أكثر إلى أن تفهمها. بالنسبة لمغادرة المؤسسين، رواد الأعمال يبحثون دائما عن الابتكار وتحدي بناء منتجات وخدمات جديدة. لذلك كثيرا ما يغادر المؤسسون حين تكبر الشركات وتصبح إدارتها معقدة وتسيطر عليها البيروقراطية، خاصة لو أرادوا بدء شركة جديدة مختلفة. هذه ليست قاعدة عامة إنما الأمر متعلق بشخصية كل مؤسس والأهداف التي أرادها من تأسيس الشركة. خروج المؤسسين لا يعني بالضرورة بيعهم للأسهم. هو بالأساس خروج من الإدارة فقط، لكن يمكنهم بيع حصتهم لمستثمر آخر، لو كانت الشركة خاصة، أو بيع أسهمهم، على مراحل، في البورصة لو كانت الشركة عامة.
-
هذا موضوع أفكر فيه كلما قرأت خبرا عن Pinterest. أتوقع أن كل من يهتم منكم بالتقنية يعرف ذلك الموقع، ولعلكم قرأتم أكثر من مرة بأن Pinterest هي أسرع الشركات الناشئة نموا حاليا في أمريكا. المشكلة هنا هي أن أغلب من يقرأ ذلك يتوقع بأن عمر الشركة لا يزيد عن تسعة أشهر، لكن هذه هي الخدعة. وسائل الإعلام الكبرى بدأت بالحديث عن ذلك الموقع الصيف الماضي، ولأنها لا تهتم سوى بخلق الأخبار، وليس نقل الحقائق، فكل ما ركزت عليه هو سرعة نمو الموقع خلال تلك الفترة، وتسويقه على أنه موقع جديد فتي استطاع أن يحقق نجاحا باهرا بين ليلة وضحاها. الحقيقة غير ذلك. تطوير Pinterest بدأ شهر ديسمبر 2009، وانطلقت أول نسخة من الموقع خلال شهر مارس 2010. أي أن المشروع عمره الآن أزيد من عامين، وقد استغرق حوالي عام ونصف قبل أن يبدأ في تحقيق نجاح مرئي. والموقع طيلة تسعة أشهر الأولى من عمره لم يحصل سوى على 10 آلاف عضو مسجل (قد يبدو هذا الرقم كبيرا لأصحاب المشاريع العربية، لكنه لا شيء للمواقع الأمريكية). مشكلة وسائل الإعلام أنها تحصر حديثها على مرحلة النجاح في المشروع، وتجعل القارئ يعتقد بأن النجاح يتم دائما بين ليلة وضحاها. هذه خدعة كبرى يقع ضحيتها كثير من رواد الأعمال المبتدئين، وأنا منهم. إذ يعتقدون بأن النجاح يجب أن يتم بسرعة وإلا فإنه لن يأتي. لكن هذا غير صحيح، فرغم أنه قد تظهر بين وقت وآخر حالات لنجاح تم بسرعة كبيرة، إلا أنها تبقى حالات نادرة صعبة التكرار. شبكة فيسبوك التي تعتبر الآن من أبرز شركات الإنترنت لم تكن أول مشروع لمارك زوكربيرج. سبق لمارك أن برمج أكثر من موقع اجتماعي قبل فيسبوك، لم تحقق نجاحا كبيرا متواصلا كما فيسبوك، لكنها جميعها كانت الجسر الذي مر عليه مارك ليحقق النجاح لفيسبوك. لعبة الطيور الغاضبة Angry Birds تعتبر من أشهر ألعاب الهواتف الذكية، وقد استطاعت تحقيق نجاح سريع. لكنها لم تكن اللعبة الأولى للشركة (Rovio)، بل اللعبة رقم 52، أي أن الشركة قبل أن تنجح في ابتكار لعبة شعبية تحقق لها النجاح، احتاجت إلى سنوات من العمل وتطوير 51 لعبة مختلفة قبل الوصول إلى مستوى النجاح الذي حصلت عليه من لعبة الطيور الغاضبة. لا شك أن بعض المشاريع يمكن التحقق من قابليتها للنجاح في فترة قصيرة، لو تم اعتماد طريقة علمية صارمة في الاختبار ومراجعة الأرقام الإحصائية، لكن -للأسف ربما- بعض المشاريع، خاصة الفريدة وخاصة التي تستهدف سوقا جديدا مثل الويب العربي، ستحتاج إلى قدر غير يسير من الإيمان، ومن الصبر. الصبر هو أبرز مفاتيح النجاح الرئيسية. درس تمنيت لو أني تعلمته قبل الآن.
-
أول خطوة لبدء شركتك الناشئة هي إيجاد الفكرة المناسبة التي ستبني عليها منتجك أو خدمتك. كثير من رواد الأعمال يبقون لسنوات سجناء هذه المرحلة: البحث عن الفكرة المناسبة. أسباب ذلك كثيرة، مثل الاقتناع المبالغ فيه بأهمية الفكرة، رغم أن الفكرة في حد ذاتها لا تساوي شيئا، أو الخوف المبالغ فيه من الفشل... أو عدم القدرة على اتخاذ القرار واختيار الفكرة المناسبة. إذا كان ما يعيقك على البدء هو عدم القدرة على اختيار الفكرة المناسبة، من بين مجموعة من الأفكار، أو الخوف من أن تكون الفكرة غير صالحة، فإن هذا المقال يقترح عليك الحل: اطرح على نفسك الأسئلة الثلاث الآتية، وإذا كانت إجابتك على ثلاثتها بنعم، فإن الفكرة مناسبة تماما للبدء ولا داعي لأن تضيع المزيد من الوقت.. ابدأ الآن وفورا. هل تقدم فائدة حقيقية؟أول سؤال يجب أن تطرحه على نفسك: هل المنتج الذي ستصنعه أو الخدمة التي ستقدمها تحقق فائدة حقيقية للناس؟ بصيغة أخرى: هل ثمة نقص معين في مجال ما سيعمل منتجك على سده، وإذا توقفت لاحقا عن تقديم خدمتك هل سيغضب المستخدمون وهل سيحسون فعلا بنقص في حياتهم؟ لا تنس أن معنى القيمة نسبي، فهو ليس مرتبطا فقط بالمال. قد تكون الفائدة التي يلبيها منتجك هي مساعدة الناس على حفظ المال، مساعدتهم على قضاء وقتهم بفعالية أكبر، أو فقط مساعدتهم على قضاء وقت ممتع يرفه عنهم. هل يمكنك استهداف سوق كبير؟يمكنك إيجاد آلاف وربما ملايين الأفكار لمنتجات وخدمات تقدم فوائد حقيقية للناس. لكن تذكر بأنك تنشئ عملا تجاريا، فهل ما ستقدمه سيكفل لمشروعك النجاح ماديا؟ إذا كان منتجك لا يلبي سوى حاجة عدد محدود من الناس فإنك ستكون بعيدا عن تحقيق حلمك بإنشاء شركة ناشئة ناجحة. السؤال الثاني إذن هو: هل الفكرة تستهدف سوقا كبيرا يمكن اختراقه بسهولة دون تبذير الملايين في الإعلانات؟ هل تستمتع بما تفعل؟يكذب عليك من يقول بأن إنشاء الشركات الناشئة عمل ممتع طريف، وبأن النجاح سهل وسريع. الحقيقة هي أن إنشاء شركة ناشئة عمل مرهق جدا أكثر من أي وظيفة بدوام كامل، والنجاح الذي تصبو للوصول إليه لن تصله إلا بعد جهد جهيد وفترة قد لا تقل عن عامين أو ثلاث. فهل يمكنك الصبر طيلة تلك الفترة وهل ترى نفسك قادرا على البقاء في شركتك الناشئة لمدة تزيد عن ثلاث سنوات من عدم اليقين والصعوبات المتتالية؟ قد تجد الكثير من الأفكار التي تحقق فائدة حقيقية للناس، وتستهدف أسواقا كبيرة سهلة الاختراق، لكن إذا كانت الفكرة تندرج ضمن مجال أو صناعة بعيدة عن مجال خبراتك وما تستمتع بفعله، فإنك ستكون أقرب للفشل منك إلى النجاح. الخلاصةإذا أجبت عن أي من الأسئلة الثلاث السابقة بـ "لا" فإن الفكرة ستكون غير مناسبة لك، اتركها فورا وأدرس فكرة أخرى. بعض الأفكار قد يصعب اختبارها نظريا بهذه الأسئلة الثلاث دون تجريب، لكن بما أن مشاريع الإنترنت تتميز بإمكانية تنفيذها خلال فترة قصيرة، لا تزيد أحيانا عن شهرين، وبتكلفة قليلة شبه منعدمة، فإنه لا ضرر من أن تبدأ فورا بتنفيذ الفكرة التي تشغف بها، ثم بعد فترة ثلاثة أشهر، أعد طرح الأسئلة السابقة على نفسك. إذا أجبت على أي منها بالنفي، فإنك ستحتاج إلى التخلي عن الفكرة جملة وتفصيلا، أو على الأقل قد تحتاج إلى تعديلات جوهرية... وهذا موضوع آخر.
-
مهما تكن روعة الفكرة التي تبني عليها شركتك الناشئة، ومهما يكن تنفيذك للفكرة بارعا واحترافيا، إذا لم يستخدم منتجك أحد، فإن كل جهدك سيغذو هباءً منثورا، قد تتحسر عليه بقية حياتك. إيجاد الفكرة المناسبة عمل صعب، لكنه ليس مستحيلا. التنفيذ البارع قد يتطلب بعض الوقت والجهد، لكن في النهاية الخيارات محدودة ومتوقعة. أما التحدي الحقيقي والصعب درجة الاستحالة هو: تسويق المنتج. إحدى أبرز الأخطاء الشائعة التي يرتكبها رواد الأعمال في مشروعهم الأول هي اعتقادهم بأن كل ما عليهم فعله هو إطلاق مشروعهم في الإنترنت و.. لا شيء بعد ذلك. هذا يكفي. بمجرد إطلاق المشروع سينهال عليهم المستخدمون وسيصبح المشروع بعد يوم واحد شعبيا حديث كل لسان. كم هي بريئة أحلام المبادرين الشباب! إذا ما سألت أي صاحب مشروع كيف سيسوق لمشروعه لجلب المستخدمين، لقال لك بأنه بارع في استخدام الشبكات الاجتماعية، سيرسل مئات الرسائل البريدية، سينوه عن المشروع في تويتر، سيخبر كل أصدقائه المدونين للكتابة عن المشروع، سيستخدم كل تعويذات السحر الأسود الخاصة بـSEO التي لا يعرفها أحد إلا هو، سيجهز صفحة للمشروع في فيسبوك، سيعلن في Google AdWords وبعض المنتديات، إلخ. ما المشكلة في هذه الأساليب؟ المشكلة هنا هي اعتقاد رائد الأعمال بأنه وحده من يعرف تلك الأساليب ولا أحد آخر يعرفها، أو على الأقل لا أحد يتقنها بمثل إتقانه. هذا افتراض خاطئ تماما، فهذه الأساليب الدعائية، التي كانت نخبوية ذات زمن، أصبحت الآن مشاعة تماما والكثيرين يعرفون كل أسرارها، وبالتالي فإن استخدامها لم يعد يمنح ما يكفي من تميز. إذا كان كل رواد الأعمال سيستخدمون نفس الأساليب للترويج لمنتجاتهم فإن تلك الأساليب ستفقد قدرتها على التأثير، ولن يستفيد أحد منهم منها. ما لم يكن لأحدهم ميزانية تسويق ضخمة، وهذا لا يتناسب مع طبيعة الشركات الناشئة. أساسيات التسويق للشركات الناشئةكما قلت في الفقرة الأولى التسويق تحدٍ حقيقي. لا توجد طرق سحرية وإجراءات محددة بدقة تضمن لك النجاح في خطتك التسويقية. فيما يلي بعض الأساسيات التي يمكن أن تفيدك، لكنها ليست كل شيء، يمكنك أن تبدأ هنا لكن لا تتوقف هنا. وإذا كان لديك ما تحب أن تشاركه معنا مما تعلمته من فنون التسويق، فمرحبا بك. القيمة المضافة: أول ما يجب التركيز عليه هو المنتج نفسه، الذي يجب أن يشبع احتياجا معينا لدى المستهلك، وفي الترويج لذلك يجب التركيز على الفائدة (أو القيمة المضافة) التي يحققها المنتج. ما يجب أن تدركه هنا هو أن المستخدم أو الزبون لا يهتم كثيرا بالمميزات التي يتوفر عليها منتجك قدر ما يهتم بالفوائد التي سيجنيها من منتجك. اختر الفائدة الرئيسية التي يحققها المنتج، وركز عليها بشكل أساسي في عملية الترويج والدعاية. الشريحة المستهدفة: عادة حين يُسأل المبادر عن الشريحة التي يستهدفها بمشروعه يقول ”الجميع“. هذا جواب خاطئ تماما، فلا يوجد منتج يمكن أن يستهدف الجميع، وحتى لو كان فهو خارج قدرات الشركات الناشئة. من الضروري أن تعين الشريحة التي تستهدفها إلى أصغر شريحة ممكنة وتركز عليها، ثم تتوسع لاحقا لمستويات أوسع. أنظر مثلا لهذا الموقع، لا أقول بأن زاجل موقع موجه لكل رواد الأعمال، على الإطلاق. بل فقط أركز على شريحة أصغر من فئة رواد الأعمال، وهم رواد الأعمال في مجالات الإنترنت والموبايل. التركيز على فئات صغيرة من السوق الإجمالي يتيح لك اختراق السوق بتكلفة محدودة وتحقيق الريادة بسهولة، في فئات صغيرة متوالية قبل الدخول في منافسة مباشرة مع الشركات الكبيرة التي تستحوذ على ذلك السوق. التسويق قبل بناء المنتج: لا تحتاج إلى منتج متكامل قبل البدء في تسويقه، خاصة بالنسبة لمشاريع الإنترنت. ابدأ التسويق لمشروعك في نفس اليوم الذي تحدد فيه العناصر الأساسية لمنتجك. لا تحتاج سوى إلى صفحة إنترنت تقدم بعض المعلومات الأساسية عن المنتج، بعض صور الواجهة لو توفرت، وخيارا لجمع العناوين البريدية من المهتمين الذي يريدون أن يعلموا بالمشروع عند إطلاقه. تتيح لك هذه الطريقة الاستفادة من الوقت الذي ستستغرقه في بناء منتجك في التسويق ببطئ للمشروع. وإذا كان بإمكانك إضافة مدونة للموقع تكتب فيها عن مراحل تقدم المشروع وبعض المواضيع ذات صلة بالمنتج، سوف تحقق نتيجة جيدة جدا. الحميمية: كن قريبا من مستخدمي منتجك وابقى على تواصل معهم. إذا أنشأت صفحة على فيسبوك لا تستخدمها فقط كخدمة لبث أخبار الشركة، بل استخدمها كمنصة للتواصل مع المستخدمين. تعرف عليهم أكثر، استمع لهم دائما وتواصل معهم بشكل شخصي وحميمي. احكِ قصصا: في نفس سياق تحقيق الحميمية، عليك أن تدرك أن الزبناء ومستخدمي منتجك لا تهمهم أخبار الشركة المجردة. كن أكثر إنسانية وتشويقا، واحكي لهم القصص بدل الأخبار الجافة. حين تضيف ميزة مهمة لمنتجك فإن تفاعل المستخدم مع تلك الميزة وحماسه لها سيكون أكبر لو حكيت له قصة أحد مستخدمي تلك الميزة، بدل الخبر الصحفي الجاف. لكن ما هو التسويق حقا؟استخدمت كلمة التسويق في هذا المقال أكثر من مرة كتعبير مجازي للدعاية والترويج، كونه المعنى الأكثر شيوعا. لكن في الحقيقة التسويق أشمل من ذلك، وما الدعاية والبيع إلا أجزاء منه. التسويق هو مجموعة من الإجراءات التي تهدف إلى اكتشاف رغبات المستهلكين وتطوير منتجات أو خدمات تشبع تلك الرغبات وتحقق للشركة الربحية في أقصر فترة ممكنة بأقل التكاليف. وهي إجراءات تشمل عددا من المحاور، أبرزها: المنتج، السعر، الترويج والمكان.
-
حين يسألني أحدهم عن كيف يصبح مبرمجا وما هي المصادر التي يجب أن يعتمد عليها وما الخطوات التي يجب إتباعها، فإن الجواب المناسب الوحيد، والذي لم أقله بعد لأحد، هو ”إذا كنت تملك ما يؤهلك لأن تكون مبرمجا فإنك ستعرف طريقك بنفسك“. السبب هو أن البرمجة فن كما أنها علم. من منطلق أنها فن فهي تتطلب حدا أدنى من الموهبة وليس فقط الاكتفاء بحفظ القواعد، ومن حيث أنها علم فهي مبنية أساسا على المنطق وبصفة عامة على الرياضيات، التي تعتبر كابوسا لدى الطالب العربي. حين تملك الموهبة لتبدع بالبرمجة وحين تملك الإستعداد العقلي للتعامل مع النصوص البرمجية المجردة، فإنك آنذاك لن تحتاج لطرح السؤال السابق. الخلاصة.. إذا لم تكن قادرا على: الاستمتاع بالبرمجة وتذوقها كتذوق الشعر، التفكير المنطقي المجرد، وإيجاد الإبرة المناسبة بين كومة من الإبر، فلا تضيع وقتك في تعلم البرمجة، لأنك لن تتعلمها ولأنها لا تناسبك. إذا كنت ترى نفسك صالحا لتكون مبرمجا فلدي لك نصيحتان لا غير: (1) ابحث بنفسك، ستجد الكثير من المصادر المتنوعة وكثيرا من الآراء المتناقضة، وحدك ستكون قادرا على اختيار ما يناسبك. (2) النصيحة الثانية هي تمرن دائما. أول خطوة لكي تنطلق في تعلم البرمجة هي البدء فورا في البرمجة. لا يهم ماذا ستبرمج ولا كم الأخطاء التي سترتكب. المران المتواصل هو وحده الكفيل بتحسين قدراتك. سيكون من الجيد أيضا ألا تكتفي بالتمرن وحيدا، ثمة آلاف البرامج الحرة المتاحة للتطوير لمن يشاء. جرب أن تدلي بدلوك وأضف تعديلاتك على تلك البرامج. ستُرفض بعض التعديلات وستواجه الكثير من الانتقادات اللاذعة، لكنك تباعا ستحسن من جودة النصوص البرمجية التي تكتب، إلى أن تصبح محترفا فخبيرا. كيف تعلمت أنا البرمجة؟ ملاحظة أولية: لا أعتبر نفسي مبرمجا بعد، لكني على الأقل أعرف الأساسيات التي تتيح لي برمجة مشاريعي الخاصة. لفترة طويلة كنت أتعلم البرمجة بشكل نظري محض. لم يكن لدي جهاز كمبيوتر آنذاك وكنت أقتنص أي مصدر أجده بأي لغة كان. القراءة دون التطبيق ليست طريقة فعالة من أجل تعلم البرمجة، لكن لم يكن لدي غيرها (ما زلت حتى الآن أحب كتابة الأكواد في الورقة، حين أكون خارج البيت، ثم أنقلها للكمبيوتر لاحقا). كنت أقرأ كثيرا. لا أفهم أغلب ما أقرأ لكني كنت أخزنه في ذاكرتي لوقت آخر حتى أجد القطع الناقصة التي تتيح لي فهم الصورة الكاملة. أول ما تعلمته كان HTML&CSS، (أعتقد سنة 2000). الطريف أنني تعلمتهما بالإسبانية خلال ورشة نظمها طلبة إسبان في المدينة (هناك سمعت أول مرة بجوجل). لم أكن أعرف من الإسبانية إلا بضع كلمات مما دخل العامية المغربية ومما تشابه مع كلمات فرنسية. لكني قبل ذلك كنت قرأت بعض المعلومات المتفرقة حول HTML في مجلات عربية وفرنسية. بعد ذلك كانت لي بضع محاولات مع جافاسكريبت، لكن المشكلة آنذاك أن جافاسكريبت لم تكن تستخدم كلغة حقيقية كما الآن، بل فقط بغرض تزيين الصفحات ببعض الحركات الديناميكية، لذلك لم أتعلم منها الكثير. ثم جاء الدور على PHP. أظن سنة 2004. قرأت بعض الأساسيات في مواقع فرنسية ثم بدأت أحمل بعض السكريبتات الصغيرة وأعدل عليها قليلا. لكن كل ذلك كان على سبيل اللهو لا غير. رغم أنني بدأت آنذاك في تقديم خدمات تصميم المواقع وتركيب برامج PHP، إلا أنني لم أكن أنظر إلى الأمر بشكل جدي، ولم تكن البرمجة تزيد عن كونها مجرد هواية أخرى، لذلك لم أتعمق في تعلمها. إن كنت اليوم قد وصلت إلى مستوى معقول في PHP مع إمكانية لاستخدام لغات برمجة أخرى بسهولة نسبية، فإن ذلك راجع فقط للممارسة، التي رغم أنها لم تكن متعمقة إلا أنها ساهمت، بجانب قراءاتي المتواصلة، في وصولي إلى المستوى الحالي. أفضل المصادر التي صادفتها خلال مسيرتي البطيئة في تعلم البرمجة: جوجل: محرك بحث لا غنى عنه في أي مرحلة. دائما عد إليه لتجد حلول المشاكل التي تصادفها. stackoverflow: موقع مهم جدا للمبرمجين. يمكنك أن تجد فيه حلولا تقريبا لكل المشاكل التي قد تصادفها، ويمكنك أن تطرح أسئلتك وتتواصل مع المبرمجين المحترفين. تعلم لغة PHP: مرجع عربي شامل لكل ما تحتاجه لتعلم php من الصفر. أفضل الدروس والمقالات والنصائح والكتب والعديد من المصادر المتنوعة لتعلم لغة php تجدها في مكان واحد. PHP 5 Power Programming: كتاب مهم جدا، لا يعيبه سوى أنه لم يحدث منذ سنة 2004، وهي فترة طويلة عرفت خلالها اللغة الكثير من التحديثات. smashingmagazine: موقع شهير لا غنى عنه لأي مصمم. يتابع أيضا الجديد في HTML&CSS وجافاسكريبت. Beginning Ruby: أفضل كتاب لشرح أساسيات روبي. هو صالح أيضا حتى لمستخدمي اللغات الأخرى بحكم أساسيات البرمجة التي يتطرق لها. في نفس السياق، وجدت أن الإطلاع على إطار العمل RubyOnRails مهم جدا للحصول على أفكار جديدة وأساليب مختلفة في البرمجة يمكن الاستفادة منها عند استخدام لغات برمجة أخرى. شخصيا تغير أسلوب استخدامي لـ PHP تماما بعد أن بدأت في استخدام ريلز.
-
تطور تويتر كثيرا خلال السنوات القليلة الماضية، ولم يعد مجرد أداة تواصل شخصي بين الأصدقاء بل أصبح منصة إعلامية يتسابق من خلالها الصحفيون مع المدونين في تسجيل السبق، وأصبح منصة تسويقية تحقق الكثير من الفائدة لمن يعرف كيف يستخدمها بشكل سليم. يتوقع أن مجموع الأعضاء المسجلين في تويتر تجاوز 200 مليون مستخدم، نصفهم يلج تويتر مرة واحدة على الأقل في الشهر، و50 مليون عضو يستخدم تويتر بشكل يومي. بقدر ما تدل هذه الأرقام على أهمية تويتر والإمكانيات المتاحة لاستغلاله لترويج الأفكار والدعاية للمنتجات، فإنها تدل أيضا على أن عمليات الترويج والتسويق عموما، لم تعد سهلة كما كانت قبلا، فمع تزايد الأعضاء النشيطين يتزايد حجم المحتوى المنتج في كل ثانية، فتتزايد بالتالي صعوبة تتبع الجديد وتضيع الكثير من المحتويات المفيدة وتغيب بسرعة الكثير من الرسائل الدعائية دون أن ينتبه لها أحد. التميز في تويتر لم يعد الآن سهلا. لتحقيق ذلك تحتاج إلى استخدام تويتر بذكاء أكبر وتخطيط مسبق. في هذا المقال ستجد بعض النصائح والأدوات التي ستساعدك في استخدام تويتر بفعالية أكبر وتحقيق أهدافك الدعائية والتسويقية، بيسر أكبر. التغريدة المناسبة في الوقت المناسبلا يمكنك أن تنشر كل التغريدات التي تريدها في نفس الوقت، ولا يمكنك التغريد دائما في نفس الموعد. متتبعوك يتوزعون على دول متعددة عبر مناطق زمنية مختلفة، ولديهم مواعيد مختلفة لاستخدام تويتر. لذلك جدول تغريداتك لكي تنشر آليا في أوقات معينة، لتستطيع الوصول بسهولة لمتتبعيك. خدمة Buffer مناسبة تماما لهذا الغرض، إذ تتيح لك إضافة مجموعة من التغريدات وتحديد الوقت المناسب لنشر وإعادة نشر التغريدات على طول اليوم. ستحقق فعالية أكبر إذا استطعت معرفة الوقت الذي يستخدم أثناءه متتبعوك تويتر، والوقت الذي تحصل فيه على أكبر تفاعل (ردود، ريتويت...). يمكنك استخدام Tweriod لمعرفة أفضل الأوقات المناسبة للتغريد، ثم جدول تغريداتك للنشر في تلك الأوقات. قدم لهم ما يريدون لتحصل على ما تريدإحدى أهم المميزات التي يتيحها تويتر هي إمكانية الأعضاء إعادة نشر (ريتويت) تغريدات معينة. هذه طريقة فعالة تساعد في الترويج بشكل كبير وسريع لحسابات تويتر وللرسائل الدعائية. لتحصل على أكبر عدد ممكن من إعادة النشر لتغريداتك: غرد حول شيء فكاهي أو طريف: رغم أنك تستخدم تويتر لأهداف أكثر جدية، إلا أن التغريدات الطريفة هي الأكثر قابلية لإعادة المشاركة. شارك نكتة، خبرا غريبا أو صورة طريفة، وانظر ماذا ستكون النتيجة.شارك روابط أخرى: التغريدات التي تضم الروابط هي أيضا أكثر قابلية لإعادة المشاركة. قدم لمتتبيعك بعض الفائدة، ولا تروج فقط لروابط الصفحات التي تملكها أو تسوق لها.اسأل المشاركة: من الأمور غير المفهومة أنك حين تطلب إعادة النشر بشكل صريح ستحصل على ذلك. الكلمة السحرية هنا هي "plz retweet".استفد من المشاهير: أكتب مدحا حول شخصية شهيرة أو مدحا لمنتج وأضف حساب تويتر خاصته، أو علق على إحدى تغريداتهم. ثمة فرصة كبيرة في أن يقوم صاحب ذلك الحساب بإعادة نشر تغريدتك وستحصل على دعاية مجانية تصل لكل متتبعي ذلك الحساب.كيف تحصل على المزيد من المتتبعين؟يعتبر الكثيرون بأن الرفع من عدد المتتبعين هو أهم ما يجب التركيز عليه في تويتر. حقيقة هذا غير صحيح البتة، فالمهم هو من يتابعك وليس كم يتابعك. عموما هذه بعض القواعد العامة للرفع من عدد المتتبعين: التفاعل: أول قاعدة هي تقديم المحتويات المفيدة والتفاعل المستمر مع المتتبعين. أيضا ساعد متتبعيك في الوصول إلى متتبعين آخرين بالترويج لما يكتبونه، إن كان مهما.التدوين: من الجيد أن يكون لديك مدونة شخصية تدون فيها وتتواصل من خلالها بأريحية أكبر مع متتبعيك. لكن الطريقة الأفضل للحصول في كل مرة على متتبعين جدد هي التدوين في مدونات الآخرين. أرسل مقالاتك للنشر في المدونات الأخرى التي يهمك تخصصها، وأدرج مع التدوينة بيانتك الشخصية وحساب تويتر خاصتك.الأدلة: أضف نفسك لأدلة حسابات تويتر، مثل متوترون وWeFollow.تابع المزيد: تابع أشخاص آخرين يشاركونك اهتماماتك (لكن لا تتوقف عن متابعتهم بمجرد أن يبدؤوا هم في متابعتك!)دع المتتبعين يتعرفون عليك أكثرلا فائدة لأن تدخل تويتر فقط لتنشر الروابط وتسوق لمنتجاتك أو لما تكتبه في مدونتك. عليك أن تكون أكثر فائدة للمتتبعين: ساعد المتتبعين حين يستفسر أحدهم عن معلومة معينة أو يطلب حلا لمشكلة يعاني منها. شارك أراءك الشخصية حول القضايا العامة ودع المتتبعين يقتربون من شخصيتك أكثر وأكثر. استخدم اسمك الحقيقي وصورتك الحقيقية، واكتب وصفا معبرا في ملفك الشخصي. هل لديكم أي نصائح إضافية؟ بالمناسبة، هذا حسابي الشخصي في تويتر، تابعوني من خلاله: @MohammedSAHLI
-
السؤال الذي يفرض نفسه دائما لدى رواد الأعمال، خاصة الجدد: من أين نأتي بالأفكار، أو كيف أختار الفكرة المناسبة لشركتي الناشئة؟ كتب المستثمر والمبادر الناجح كريس ديكسون (Chris Dixon)، في مدونته موضوعا بعنوان "بناء المنتجات من سلوكيات المستخدمين المرتجلة" يقول فيه بأن الأفكار الجديدة للشركات الناشئة موجودة من حولنا، في سلوكيات يرتجلها أناس نعرفهم لتنفيذ مهام معينة. إلا أن الأمر يتطلب نظرة فاحصة لاكتشافها وتحديد ما إذا كانت تلك السلوكيات تتطلب وجود منتجات مستقلة أم لا. الفكرة التي بدأ بها كريس تدوينته هي قصة نجاح برنامج Instagram. قبل هذا التطبيق كان يوجد عدد من عشاق التصوير يعشقون مشاركة الصور التي يلتقطونها بآلات التصوير القديمة أو آلات التصوير متدنية الجودة، للحصول على تأثيرات ما يعرف بـ "Lo-fi photography"، ثم جاء برنامج Hipstamatic للأيفون، الذي وفر لعشاق التصوير الحصول على تأثيرات Lo-fi مباشرة من هاتف أيفون، دون الحاجة للكاميرات التقليدية والأفلام القديمة. لكن هذا التطبيق كانت تنقصه ميزة مهمة يعشقها محبي ذلك النوع من التصوير، وهي مشاركة الصور. لذلك كان على ملتقطي تلك الصور الاعتماد على برامج أخرى إضافية لنقل ومشاركة صورهم. الجديد الذي جاء به تطبيق Instagram، للأيفون، هو أنه وفر برنامجا قويا للتصوير بتأثيرات Lo-fi وفي نفس الوقت أتاح للمصورين ميزة مشاركة صورهم مباشرة من البرنامج بشكل غاية في السهولة. أي أنه أتاح للمستخدمين القيام من خلال برنامج واحد بمهام كانت تتطلب منهم سابقا استخدام برنامجين على الأقل. إذن، إذا أردت أن تبتكر منتجا يقبل عليه الناس، لاحظ الناس جيدا، كيف يقومون بأعمالهم، كيف يتصرفون لحل المشاكل التي تصادفهم للوصول إلى غاياتهم، ابحث عن الأنماط المتكررة، افحصها بدقة، وابدأ في بناء منتجك. لكن تذكر: أغلب الناس لا يعرفون أنهم يواجهون مشاكل معينة (مثلا مسألة إلتقاط الصور ببرنامج ثم مشاركتها ببرنامج مختلف، سيعتبرها كثيرون مسألة عادية ولن يكتشفوا أنها مضيعة للوقت إلا حين يعرفون بوجود برنامج واحد يسمح بالقيام بالمهمتين معا)، لذلك لا تتعب نفسك بسؤالهم عن المشاكل التي تواجههم. هل تعرفون نماذج لمنتجات ناجحة بنيت على ملاحظة سلوكيات معينة للمستخدمين؟
-
الخبر الذي أعلن عنه موقع Reddit (وهو مجتمع لمشاركة الأخبار والروابط والتصويت عليها) بعد أيام قليلة من بداية العام الجديد هو النتيجة القياسية التي حققها الموقع خلال شهر ديسمبر المنصرم: أكثر من ملياري مشاهدة لصفحات الموقع، حوالي 35 مليون زائر فريد يتصفحون حوالي 13 صفحة في كل زيارة ويقضون في الموقع 16 دقيقة، في المتوسط. هذه نتيجة ممتازة لموقع كان يقبع بعيدا خلف منافسه الشهير Digg، لكن الآية قلبت خلال السنة المنصرمة وبدأ ديج في التراجع في حين إرتفع مجموع الزيارات لموقع Reddit بأكثر من الضعف. السؤال الذي ما زال يؤرقني: في الوقت الذي نجح فيه ديج ورديت، ومواقع أخرى مشابهة في أمريكا، لماذا فشلت كل النماذج العربية التي حاولت الاعتماد على نفس الفكرة لنقل ثقافة مشاركة الروابط وفلترة المحتوى؟ لماذا فشل المرقاب؟كان المرقاب أول مشروع جدي لي على الإنترنت، بدأته سنة 2010 وكان يهدف إلى لملمة المحتويات العربية المميزة المشتتة في مجاهل الويب العربي. بعت الموقع لاحقا وحول المشتري إسمه إلى "أعجبني". قبل المرقاب ظهرت مواقع مشابهة أخرى، لكن -على ما يبدو لي- لم يكن حظها أفضل من المرقاب، ولم تحقق النجاح الذي كان مأمولا منها. وهو ما يدفعنا للتساؤل: لماذا لا ينجح هذا النوع من المواقع عربيا؟ أول سبب قد يخطر على البال هو أن المستخدم العربي سلبي بطبيعته، في حين أن هذه المواقع الاجتماعية تتطلب بعض النشاط من المستخدمين وإلا فإنها ستبقى خاوية على عروشها. لكن برأيي ليس هذا هو السبب. أوضحت سابقا أن مسألة سلبية المستخدم ليست حالة عربية إنما هي حالة عالمية وطبيعية، فعدد المنتجين والمتفاعلين في مواقع الإنترنت هم أقل كثيرا من العدد الاجمالي للمستخدمين. إنما السبب الحقيقي الذي يجعل مشكلة سلبية المستخدم تبرز للسطح هو قلة مستخدمي الإنترنت العرب. فالعدد الإجمالي لمستخدمي الإنترنت في العالم العربي يبقى في حدود 70 مليون مستخدم. هذا رقم ضئيل في حد ذاته، وبالضرورة سيكون عدد المستخدمين النشيطين لمواقع وخدمات ويب العربية متدنيا جدا. السبب الآخر لفشل مثل هذه المواقع قد يكون تواضع المحتوى العربي. فتلكم المواقع بدأت بهدف أساسي هو مساعدة القراء على الوصول إلى المحتويات الأفضل. لكن كيف نتوقع أن تكون هذه الموقع نشيطة إذا كان المحتوى الذي يفترض أن تقوم على أساسه هذه المواقع غير موجود؟ الآن بالنسبة للمرقاب تحديدا، لماذا فشل؟ مؤكد أن مشكلة نقص المحتوى أثرت كما أثر العدد القليل لمستخدمي الإنترنت العرب. لكني الآن بعد أزيد من عام ونصف من بيع المرقاب، أرى أنني تسرعت في قرار البيع، ولو احتفظت بالموقع وواصلت تطويره ولو ببطئ، لكانت النتيجة النهائية مختلفة. لكن الحكمة طبعا لا تأتي بأثر رجعي. آنذاك كانت معلوماتي شبه منعدمة عن مشاريع الإنترنت وجوهر ريادة الأعمال. يمكن أن أقول بأن السبب الأول لفشل المرقاب هو قلة معلوماتي وجهلي بقواعد اللعبة. أما السبب الثاني فهو مادي محض. لو كنت بدأت المرقاب كمشروع جانبي في وقت الفراغ بجانب وظيفة أخرى بدوام كامل، أو لو كنت قد حصلت على تمويل استثماري لتطوير المرقاب، لربما كانت النتيجة النهائية ستكون مختلفة. ما يمكنني أن أقوله الآن للمبادرين الشباب في مجال الإنترنت: ريادة الأعمال مبنية أساسا على المخاطرة، لكن حجم الويب العربي ما يزال صغيرا، ونجاح مشاريع الإنترنت لن يتحقق بذات السهولة التي نقرأ عنها في قصص النجاح الأمريكية. لذلك، من يريد أن يبدأ مشروعا ناشئا فليبدأه كمشروع جانبي موازي لدراسته أو وظيفته. وإلا فليبحث بسرعة عن تمويل يسمح له بالتفرغ لتطوير المشروع والصبر على النجاح البطيء دون أن يقلق على أموره المادية الشخصية. لماذا نجح Reddit؟بدأ موقع رديت، سنة 2005، بعد فترة قصيرة من بداية ديج، لكنه لم يكن محظوظا مثله، ففي الوقت الذي أصبح فيه موقع Digg أبرز أيقونات الويب 2.0، بقي رديت في الخلف. لا أقول بأن Reddit كان فاشلا، فبفضل عدد الكبير لمستخدمي الإنترنت في الولايات المتحدة وعدد الناطقين بالانجليزية حول العالم، استطاع الموقع أن يحصل على عدد كاف من المستخدمين ليوصف بأنه ناجح. خاصة أنه منذ أيامه الأولى حصل على احتضان واستثمار من حاضنة YCombinator. نقطة التحول في تاريخ رديت ستأتي مع بداية سنة 2010، حين بدأ موقع Digg حملة تغيير شاملة في نظام عمله جلبت عليه نقمة الكثيرين من الأعضاء الذي خرجوا من الموقع غاضبين نحو منافسه رديت. إضافة إلى خطأ برمجي في ديج آنذاك تسبب في إظهار كثير من الروابط المؤدية إلى رديت في الصفحة الرئيسية لديج. بالتأكيد هذا ليس سبب نجاح رديت، بقدر ما كان سببا في خلق نقطة التحول وإعادة موقع رديت لواجهة الأضواء، هو الذي كان متميزا منذ بدايته بخوارزميات ترتيب الروابط مختلفة -وأكثر عقلانية- من خوارزميات ديج. كما أن نقطة تميز رديت الأبرز هي المجتمعات الفرعية، فالموقع لم يكن محددا بنظام تصنيفات جامد، يلزم المستخدمين بالنشاط داخلها، بل يمكن لأن مستخدم أن ينشئ نسخته المصغرة من رديت (Sub Reddit) حول أي موضوع يشاء. الآن تجاوز عدد هذه المجتمعات الفرعية الرقم 100 ألف، من بينها أكثر من ثمانية آلاف ينشط فيها أكثر من 100 عضو، وقد غذت هذه المجتمعات نقطة جذب حقيقية للمستخدمين إلى رديت وتحفيزهم على المشاركة. هل يمكن أن ينجح موقع عربي مثل رديت مستقبلا؟كما قلت أعلاه، لو لم أبع المرقاب لكان قد قد حقق الآن نجاحا ملموسا. مشكلة الويب العربي أنه بطيء النمو، من الناحية الانتاجية، لذلك فإن الفترة المقدرة لنجاح أي مشروع تكون أطول من المعدل العالمي. نعم يمكن أن ينجح موقع عربي مثل رديت مستقبلا، فالمحتوى العربي بدأ يتحسن تدريجيا، ولا ينقصنا الآن إلا الصبر. ملاحظة أخيرة: صيغة المقارنة في العنوان بلاغية محضة، فلا وجه للمقارنة بين الموقعين.
-
بين وقت وآخر أتلقى ترشيحات في مسابقة زاجل لأفضل المشاريع الناشئة لا علاقة لها لا من قريب ولا من بعيد بمفهوم الشركة الناشئة. هذا يعني أن المصطلح Startup، كعادة المصطلحات المنحوتة من أكثر من كلمة، ما يزال غامضا غير مفهوم الدلالة تماما. يعرف معجم أوكسفورد مصطلح Start-up بأنه ”عمل تجاري أنشئ حديثا“. هو تقريبا نفس التعريف الذي تعتمده ويكيبيديا، إذ تعرف المصطلح بأنه ”شركة ذات تاريخ تشغيلي قصير“. هو أيضا نفس التعريف القانوني المعتمد في بعض الدول مثل الولايات المتحدة وبريطانيا. القصور في هذا التعريف هو تسمية أي عمل تجاري جديد بأنه Startup، سواء كان إنشاء مطعم صغير في زاوية ما أو إنشاء شركة ستحقق نموا سريعا وإيرادات كبيرة جدا تضاهي أبل وجوجل. يظهر هذا القصور بوضوح في الترجمة العربية المعتمدة: ”شركة ناشئة“، فلو اكتفينا بالدلالة اللغوية السطحية سيشمل تعريف ”شركة ناشئة“ كل عمل تجاري مؤسس حديثا، بغض النظر عن طبيعته وقابلية توسعه ونموه. التعريف الأكثر شيوعا، وسط رواد الأعمال المبتدئين، لمفهوم الشركات الناشئة، هو أنها شركات صغيرة حديثة التكوين تعتمد على التكنولوجيا لابتكار أشياء جديدة ممتعة. العيب في هذا التعريف هو حصر الشركات الناشئة في المشاريع التي تعتمد على التكنولوجيا، وبالضبط على الإنترنت والموبايل. رغم أن هذا التعريف يتميز عن التعريف اللغوي بتحديد شرط الابتكار، إلا أنه يبقى قاصرا إذ يتجاهل المشاريع التي لا تصنف في قطاع التقنية. من بين محاولات تعريف المصطلح المنتشرة يصنف تعريف الكاتب ستيف بلانك بأنه الأفضل والأكثر دلالة، والأكثر اعتمادية عند المستثمرين ورواد الأعمال. يعرف ستيف بلانك الشركة الناشئة بأنها مؤسسة شكلت بغرض البحث عن نموذج ربحي قابل للتكرار والتوسع. لا يحصر هذا التعريف الشركات الناشئة بأي مجال، يمكن أن تكون شركات تقنية أو شركات في أي مجال آخر. المهم أن تسعى لإيجاد أسلوب للربح يكون قابلا للتكرار والتوسع بشكل كبير. ذلك السعي -المسكون ضمنيا بهاجس اللايقين- يتطلب الابتكار على مستويات عدة؛ الابتكار على مستوى المنتج أو الخدمة، الابتكار على مستوى النموذج الربحي والابتكار على مستوى التوسع. قلت سابقا خلال مقارنتي بين الشركات الناشئة والشركات الصغيرة والمتوسطة، بأن الشركات الناشئة تتميز بالطموح نحو التوسع الكبير، الاجتهاد في الإبداع والابتكار والحلم بإحداث تغييرات إيجابية في المجتمع. إذن، التعريف الذي أراه مناسبا للشركات الناشئة، في مجال ريادة الأعمال، هو: الشركة الناشئة هي شركة حديثة النشأة، تبتكر منتجا (أو خدمة) جديدا كليا أو تبتكر صيغة فريدة لمنتج قديم، تمتلك الطموح للتوسع بشكل كبير، وتسعى لإيجاد نموذج ربحي يحقق ذلك الطموح خلال سنوات قليلة.
- 1 تعليق
-
- 3
-
تحدثت من قبل عن أوهام SEO، وقلت بأن أغلب الخدمات التجارية المقدمة تحت ذلك المسمى مجرد نصب واحتيال، وبأن الأهم والأكثر أهمية في عملية تحسين الظهور في محركات البحث هو ”المحتوى“. كثيرون يجدون صعوبة في تصديق ذلك، ولذلك أكرر اليوم الحديث عن ذات الموضوع. لكن هذه المرة سأستعين بكلام جوجل نفسها. أشار Matt Cutts، رئيس قسم Webspam في جوجل، في معرض رده على استفسار أحد مدراء المواقع (شاهد الفيديو أدناه)، إلى أن المحتوى الجيد هو الأساس. أن تكون محترفا في قواعد SEO وتنفذ كل خطوة من الخطوات التي ينصح بها خبراء SEO، لا يعني بالضرورة أنك تملك المحتوى الأفضل ولا يعني بأنك ستحصل بالضرورة على ترتيب متقدم في نتائج بحث جوجل. من جهة أخرى، إذا لم تقم بأي شيء من قواعد SEO ولا تتوفر حتى على تصميم سليم للصفحة، لكنك تقدم محتويات جيدة ومميزة فإن محرك جوجل يمنحك ميزة أفضل ويعود دائما لموقعك لأرشفة المحتويات الجديدة. الأهم في البداية والنهاية هو المحتوى، وجوجل تطور باستمرار من خوارزمياتها لتظهر دائما المحتوى الأفضل أولا، بغض النظر عن من ينفذ قواعد SEO أم لا. لا بأس بإتقان أساسيات SEO لاكتساب ميزات إضافية، لكن لا تضيع وقتك ولا مالك في إعطاء SEO أكثر مما يستحق الأمر. ركز في البداية وفي النهاية على المحتوى. المحتوى كما يقولون هو الملك.
-
ينصح خبراء التسويق بالتركيز على المنافع والفوائد في الحملات التسويقية وليس على المميزات. فالمستخدم، سواء العادي أو حتى المحترف، لا يفهم دائما التفاصيل التقنية وهو غير مهتم بها بقدر ما هو مهتم بالفوائد التي سيجنيها من ذلك المنتج أو تلك الخدمة. مثلا الباحث عن جهاز كمبيوتر محمول لا يهمه أن تقول له بأن البطارية من نوع ليثيوم، ما يهمه هو أن تقول بأن البطارية توفر له -مثلا- سبع ساعات من التشغيل المتواصل. فالمستخدم، ما لم يكن متخصصا جدا، لا يبحث عن التفاصيل التقنية للمميزات قدر ما يبحث عن الفوائد التي ستشبع احتياجاته من المنتج. نفس الفكرة يمكن تطبيقها في مجال تطوير المواقع. أغلب أصحاب المشاريع يضيعون الكثير من الوقت في البحث عن التقنيات الجديدة المناسبة ثم يبدؤون بالبرمجة ويتركون تصميم واجهات المستخدم إلى النهاية، وغالبا ما يتم إنجاز التصميم بدقة أقل وخلال وقت أقصر بسبب الوقت الطويل الذي ضاع في البرمجة. السؤال هنا: ما الذي يهم المستخدم حقا؟ المستخدم لا يهمه ما لغة البرمجة الخارقة التي استخدمتها ولا الخوارزميات العبقرية التي ألفتها ولا جمالية الكود البرمجي. ما يهم المستخدم هو أن يعمل الموقع بشكل سليم وأن يكون سهل التصفح. بالنسبة للمستخدم الواجهة أهم، لذلك هي ما يجب أن تركز عليه أكثر. لا بأس أن يكون الكود البرمجي بشعا ومليئا بالثغرات في البداية، تلك أمور قابلة للإصلاح بسهولة دون أن تزعج المستخدم، عكس الأخطاء الفادحة في التصميم التي تعرقل من تجربة المستخدم. ما أقصده بالتصميم هنا ليس مخططات الصفحات، بل التصميم الفعلي والكامل لواجهات المستخدم بـ HTML مع تضمين الواجهات النصوص الحقيقية للمحتوى الذي سيتوفر لاحقا في الموقع. حين تبدأ بالتصميم فأنت تحصل على رؤية واقعية عن منتجك/موقعك قبل البدء في برمجته. الفكرة تصبح واضحة ويمكنك آنذاك بسهولة تحديد الأولويات والأجزاء الأهم في الموقع التي تحتاج أن تبدأ بها. يمكنك أن تعرض الواجهات على المستخدمين المتوقعين وتحصل على آرائهم في منتجك قبل أن تكتب سطرا برمجيا واحدا. التعديل على التصميم سهل. يمكنك تلقي الاقتراحات والملاحظات وإجراء كل التعديلات بسرعة. ثم حين تبدأ في البرمجة ستكون الأمور واضحة جلية أمامك.
-
يعتبر الفشل كابوسا لدى المبادرين العرب، كونه من المحرمات في المجتمع العربي، فالفاشل منبوذ ومحط سخرية من الآخرين، لذلك يعزف الكثير من الشباب العربي عن المبادرة في خلق أعمال جديدة ويفضلون الانقياد مع القطيع؛ إكمال الدراسة الجامعية كيفما اتفق والقبول بأول وظيفة، خاصة لو أنها حكومية. أما من يفلح في مواجهة الجماعة أول مرة فإنه غالبا ينكسر عند أول فشل ويطلق ريادة الأعمال طلاقا بائنا لا رجعة فيه عائدا إلى المربع الأول باحثا عن وظيفة يومية رتيبة مضمونة. هذا فهم خاطئ لريادة الأعمال، فريادة الأعمال ليست نقطة النهاية حين يعلن المبادر عن بيع شركته التي بدأها من الصفر ويحقق من ذلك ربحا محترما، بل هي المسار نفسه الذي يسبق النهاية، فكلما اقترب المبادر من النهاية كلما قل حجم ممارسته لريادة الأعمال. يقال بأن قيمة الرحلة ليست في نقطة الوصول بل في المسار الذي تتخذه الرحلة. من يقرأ الروايات الفانتازية سيدرك ذلك بسهولة. أغلب تلك الروايات تقوم على حبكة الرحلة، لكن رغم أهمية الوصول إلى النهاية إلا أن قيمة الرواية في التفاصيل التي تسبق نهاية الرحلة. ربما أغلبكم قرأ رواية سيد الخواتم (أو شاهد الفيلم، بأجزائه الثلاث). الهدف في الرواية هو إلقاء الخاتم في البركان، هو هدف مهم جدا دونه تفقد القصة تشويقها، لكن ما هو أهم من ذلك هو المسار الذي اتخذته الرحلة قبل الوصول إلى تلك النهاية فلولا ذلك المسار ما كان البطل ليكتسب القوة اللازمة لتحقيق الهدف. نفس الأمر يظهر بوضوح في رواية الخيميائي، فالبطل الذي خاض رحلة طويلة بحثا عن كنز حلم به، اكتشف في النهاية أن الكنز الذي بذل من أجله جهدا جهيدا للوصول من إسبانيا إلى أهرام مصر هو مدفون أصلا في بلدة إسبانية حيث حلم أول مرة بالكنز. الكنز هنا رغم أهميته يعتبر شيئا تافها أمام ما تعلمه في رحلته، ولولا تلك الرحلة ما كان ليعثر على الكنز، رغم أنه كان مدفونا منذ البداية تحت قدميه. عالم ريادة الأعمال محفوف بالمخاطر، هو ليس نزهة صيفية ولا مسارا محددا بنقطة بداية ونقطة نهاية. ريادة الأعمال رحلة طويلة لا تعتبر نقطة الوصول فيها هي الأهم بل المسار الذي تأخذه الرحلة. ريادة الأعمال هي سلسلة متواصلة من التجارب، من النجاحات الصغيرة والإخفاقات التي تدفع نحو نجاحات أخرى تتشكل في النهاية على شكل نجاح واحد كبير ما كان يمكن الوصول إليه لولا التجارب التي سبقته. ما يجب أن يدركه كل رائد أعمال هو أن الفشل ليس نهاية المطاف. هو مرحلة لا مفر منها ولا خوف منها، وريادة الأعمال هي مسار طويل من التجارب المتنوعة التي قد تقود في النهاية إلى نقطة وصول لم تكن متوقعة أبدا في البداية.
-
تعتبر باي بال (PayPal) من أبرز مشاريع الإنترنت الأمريكية، ليس فقط لتميز المشروع والفائدة التي يحققها للمستخدمين، بل أيضا لأن المشروع ساهم في تخريج فئة من رواد الأعمال كان لهم تأثير كبير على منظومة ريادة الأعمال الأمريكية، بفضل الأموال التي ضخوها، لاحقا حين خرجوا من باي بال، في مشاريع ريادية أخرى، وبفضل الأفكار الجديدة التي ساهموا في تنفيذها وتحويلها إلى أعمال تجارية ناجحة جدا. بسبب الحضور البارز لهذه المجموعة من رواد الأعمال ممن ساهموا في تأسيس باي بال أو كانوا من الموظفين الأوائل فيها، حصلت المجموعة على لقب ”مافيا باي بال“ للدلالة على التشعب الأخطبوطي لأذرع هذه المجموعة في كثير من المشاريع الناشئة في وادي السيليكون الأمريكي. الأب الروحي بيتر ثيل Peter Thielمافيا باي بال ليست مجموعة رسمية مهيكلة، إنما اللقب اسم غير رسمي أطلق على هذه المجموعة المتميزة من الرواد، من طرف الصحافة. رغم ذلك فإن لقب الزعيم (الدون) يجب أن يمنح لأحدهم -إنها قواعد المافيا- وليس ثمة من هو أنسب من بيتر تيل. شارك بيتر تيل في تأسيس باي بال سنة 1998، وشغل في الشركة منصب المدير التنفيذي ورئيس مجلس الإدارة. خرج بمبلغ 68 مليون دولار، من صفقة بيع باي بال إلى eBay سنة 2002 التي تمت بمليار ونصف المليار. كان بيتر أول المستثمرين في فيسبوك، حيث ساهم بنصف مليون دولار. وله عدد من الاستثمارات المتعددة الأخرى. وهو الآن يشغل منصب الرئيس في الصندوق السيادي Clarium Capital، ويدير صندوقا استثماريا متخصصا في مشاريع الإنترنت The Founders Fund. صاحب الفكرة ماكس لافتشين Max Levchinماكس هو صاحب الفكرة التي تحولت لاحقا إلى باي بال. شغل في الشركة منصب المدير التقني، وقد كان نصيبه من صفقة بيع باي بال حوالي 34 مليون دولار. أسس سنة 2004 شركة Slide لإنتاج التطبيقات للشبكات الاجتماعية، ثم باع الشركة لجوجل سنة 2010 بمبلغ 182 مليون دولار، وانظم لجوجل في منصب نائب الرئيس للهندسة، إلى حدود أغسطس 2011 حيث ترك الشركة، بسبب قرار جوجل إيقاف جميع منتجات Slide. ساهم ماكس في الاستثمار في عدد من المشاريع الناشئة المميزة، أبرزها شبكة المراجعات المحلية Yelp، التي يشغل فيها حاليا منصب رئيس مجلس الإدارة. الرائد ريد هوفمان Reid Hoffmanيعتبر هوفمان واحدا من أبرز رواد الأعمال والمستثمرين في وادي السليكون. كان له الفضل في عقد أول اجتماع بين بيتر تيل ومؤسس فيسبوك، وقد ساهم بدوره في الاستثمار في فيسبوك في مراحله الأولى. حصل هوفمان على الماجستير في الفلسفة من جامعة أوكسفورد وعلى البكالوريوس من جامعة ستانفورد، وقد بدأ حياته المهنية في أبل وfujitsu في إدارة المنتجات. ثم أسس مشروعه الأول SocialNet.com وهو موقع إلكتروني للتعارف، في نفس الوقت الذي كان فيه عضوا في مجلس إدارة باي بال، قبل أن يتفرغ ليشغل منصب نائب الرئيس التنفيذي. ثم بعد بيع باي بال قام بتأسيس شبكة قطاع الأعمال الاجتماعية لينكدإن. استثماراته في الشركات الناشئة كثيرة ومتنوعة، من أبرزها شركة تطوير الألعاب الاجتماعية Zynga بجانب الشبكة الاجتماعية فيسبوك. مشاريع أخرىتتجاوز عدد المشاريع التي أسسها الموظفون السابقون لباي بال الثلاثين شركة ناشئة. من بينها: يوتيوب، الذي أسسه المهندسان Steve Chen وJawed Karim رفقة المصمم Chad Hurley.Yammer الشبكة الاجتماعية المغلقة للشركات، وخدمة بناء الشجرة العائلية Geni. كلاهما من تأسيس مدير العمليات السابق في باي بال David Sacks.الشبكة الاجتماعية للمراجعات المحلية Yelp، وقد أسسها Russel Simmons أحد أوائل المهندسين في باي بال، مع Jeremy Stoppelman نائب الرئيس للتقنية. وقد حصلت الشركة على تمويل أولي بقيمة مليون دولار من طرف Max Levchin.مثل هذه الأعمال هي ما يساعد على تمكين ثقافة المبادرة وتطوير منظومة ريادة الأعمال. إذ تجد أن المبادر الذي ينجح في مشروعه يبدأ مباشرة بالاستثمار في مشاريع أخرى، وما إن يبيع مشروعه حتى يبدأ فورا في مشروع آخر أفضل. ليس كمن يتنفس الصعداء حين يبيع مشروعه الأول ويعتبرها ضربة حظ لن تتكرر، فيكدس ما خرج به من صفقة البيع ليعيش به بقية عمره أو يستثمره في مجال آخر أقل مخاطرة -في نظره- من الإنترنت. (مصدر الصورة)