يعد تحسين محركات البحث SEO ضروريًا لظهور الموقع، ولكن لا تعمل جميع أساليب تحسين محركات البحث بالتساوي، إذ يمكن أن يؤدي الاعتماد على أساليب قديمة وسيئة إلى إلحاق الضرر بترتيب الموقع على صفحات نتائج محركات البحث SERPs.
الخبر السار أن هناك الكثير من البدائل الممتازة لتقنيات تحسين محركات البحث الضعيفة، إذ يمكن تحسين ترتيب الموقع وجذب المزيد من الزيارات من خلال مواكبة أحدث الاتجاهات.
سنستعرض في هذا المقال تقنيات تحسين محركات البحث القديمة، كما سنقدّم بعض البدائل الأفضل لاستراتيجية تحسين الموقع.
1. إساءة استخدام الكلمات المفتاحية
إنّ الكلمات المفتاحية ضرورية لأي استراتيجية تحسين محركات البحث، ويمكن أن تساعد هذه العبارات المستخدمين في العثور على المحتوى عندما يكتبون مصطلحات مرتبطة في محركات البحث. يندرج ذلك تحت تقنيات SEO السليمة، أي البحث عن الكلمات المفتاحية واستخدام كلمات مفتاحية طويلة، ومع ذلك يمكن أن تؤثر العديد من أساليب الكلمات المفتاحية القديمة والسيئة لتحسين محركات البحث سلبًا على ترتيب الموقع وتجربة المستخدم.
يمكن على سبيل المثال استخدام "حشو الكلمات المفتاحية" لمحاولة الحصول على ترتيب من عبارات معينة بسرعة، ويتضمن ذلك إضافة كلمات مفتاحية كثيرة إلى المحتوى كلما أمكن ذلك، حتى لو لم تكن مرتبطة بالمحتوى أو طبيعية، وتحدد الأن محركات البحث هذا الإجراء على أنه من تقنيات SEO المخادعة المذكورة بمقال التقنيات الجيدة والسيئة لتحسين محركات البحث وتُعاقب الموقع على ذلك.
إن أحد الأسباب الرئيسية لإدراج هذا الإجراء ضمن استراتيجيات تحسين محركات البحث السيئة هو أن معظم المستخدمين لن يحصلوا على قيمة كبيرة من المحتوى "المحشو"، وقد تكون القراءة غير مريحة:
يعد تصميم المحتوى الذي يدور حول الكلمات المفتاحية هو أيضًا استراتيجية قديمة لتحسين محركات البحث، ويمكن أن تُفقد هذه الطريقة نية البحث، وتفشل في إبقاء القراء على الموقع، إذ تولي جوجل ومحركات البحث الأخرى في هذه الأيام أهمية كبيرة لنية البحث أكثر من أي وقت مضى.
يجب استخدام الكلمات المفتاحية المرتبطة بالمحتوى من حين لآخر طبيعيًا ضمن النص، كما يمكن أيضًا استخدام إضافة Yoast SEO لمعرفة المشكلات المتعلقة بالكلمات المفتاحية لمعالجتها:
أخيرًا، يجب استهداف كل كلمة مفتاحية مرة واحدة فقط، لأن التركيز على نفس العبارة عبر صفحات أو منشورات متعددة يضرّ أكثر مما ينفع، ويندرج تحت المبالغة في الكلمات المفتاحية.
2. الكتابة لمحركات البحث وليس للقراء
لدى محركات البحث إرشادات واضحة لتحسين محركات البحث، على سبيل المثال، توضّح إرشادات مشرفي المواقع من جوجل أفضل إجراءات التحسين للحصول على ترتيب جيد في نتائج البحث:
قد يكون من السهل الانغماس في إجراءات التحسين، إذ توضع جميع الجهود على سبيل المثال في البحث عن الكلمات المفتاحية، وبالمقابل تخصيص وقت أقل لإتقان مهارات كتابة المحتوى وتضمين معلومات مفيدة للقراء، ويمكن أن يقلل هذا النهج لسوء الحظ من قيمة المحتوى مما يضر تحسين محركات البحث مع الوقت.
ينطبق هذا المبدأ أيضًا على عدد مرات نشر المحتوى، فمن المحتمل أن تنخفض الجودة الإجمالية في حال محاولة النشر اليومي للمقالات لأهداف تحسين محركات البحث البحتة، إذ تريد محركات البحث إظهار المحتوى الأكثر قيمة للمستخدمين، ويكون من الأفضل في بعض الأحيان النشر الأقل ولكن مع بجودة عالية ليتفاعل المستخدمون معه.
يجب التركيز على صناعة محتوى يضيف قيمة للقراء باستمرار، قد يعني ذلك نشر عدة مقالات في الأسبوع، أو حتى مقال كل أسبوعين، ومن الأفضل تجربة جداول نشر مختلفة لمعرفة ما يعطي النتائج الأفضل.
لن يحصل الموقع على ترتيب إذا كان المحتوى ذو جودة منخفضة، لأن محركات البحث سوف تدرك أنه لا يقدّم قيمة للقراء، وسوف يتجنب القراء الموقع الذي يقدّم هذا المحتوى الذي لا يستحق وقتهم، يشبه ذلك المثل القائل "أن تخدعني مرة فهو عار عليك، لكن أن تخدعني مرتين فهو عار عليّ"، إنّ محركات البحث والقراء أذكياء بما يكفي حتى لا ينخدعوا مرتين.
3. المحتوى المغزول
يعد المحتوى المغزول أسلوب مباشر وسيئ لتحسين محركات البحث، ويتضمن نسخ الأفكار وبنية المحتوى من المواقع الأخرى، ثم إعادة صياغة أجزاء من هذا المحتوى لتجنب السرقة المباشرة، ويمكن أن تشمل هذه الأساليب استخدام الذكاء الاصطناعي لتعديل المحتوى، ولا تُنتفى صفة سرقة مواد محمية بحقوق الطبع والنشر حتى إذا استُبدلت بنية كل جملة وفقرة.
استخدم أصحاب المواقع عديمي الضمير في الماضي هذه الطريقة لصناعة الكثير من المحتوى بسرعة، ويقول البعض بأن المحتوى المغزول لا يعد سرقة أدبية بالمعنى الحرفي، ولكنه كذلك!
لدى جوجل ومحركات البحث قواعد صارمة ضد استخدام المحتوى المنسوخ أو المكرر، وأصبحوا أفضل بكثير أيضًا في تحديده ومعاقبة الموقع، ومن المستحيل الآن الكتابة عن مواضيع لم تُطرَح سابقًا، ولكن مع ذلك بالإمكان صناعة محتوى أصلي دون السرقة من الآخرين.
يمكن استخدام وتحسين صوت العلامة التجارية ضمن المقالات لتتميز عن غير محتوى، كما يمكن استخدام أمثلة حقيقية وتصوير فوتوغرافي ضمن المنشورات لجعلها مخصصة أكثر، ويمكن استخدام المحتوى الحالي كمصدر للإلهام، إذ تساعد "تقنية ناطحة السحاب skyscraper technique" على القيام بذلك دون المخاطرة بتكرار المحتوى.
4. الإفراط في تحسين الرابط النصي
الرابط النصي هو كلمة أو عبارة ترتبط بمحتوى آخر، عند تطوير استراتيجية الارتباط الداخلي ستكون هناك حاجة إلى استخدام الرابط النصي مع الكلمات المفتاحية.
يعد الارتباط بالكلمات المفتاحية المحددة داخل المحتوى فقط أسلوبًا قديمًا لتحسين محركات البحث، إذ يمكن لمحرك البحث التعرّف بسهولة أكبر على "المحتوى المُحسّن بإفراط" والروابط الخلفية غير المرتبطة بالمحتوى، وذلك منذ تحديث البطريق Penguin من جوجل. وقد تعطي جوجل الموقع ترتيبًا أقل إذا استخدم نصًا غير طبيعي بدلًا من كتابة جمل مرنة، وبالمثل فقد يؤدي تضمين روابط غير مرتبطة بالمحتوى في المقالات إلى فرض عقوبات.
لذلك يجب التركيز على كتابة المحتوى مع أخذ القراء في الحسبان، ولا يجب التردد في إضافة رابط مرتبط بالمحتوى إلى الرابط النصي الطبيعي، ولكن يمكن أن يصبح المحتوى مملًا للجمهور وغير ملائم لمحركات البحث إذا بالغ في حشو الكلمات المفتاحية وعناوين مواقع.
5. التركيز فقط على جوجل
يركّز معظم الأشخاص عند تحسين محركات البحث على جوجل فقط، وقد يكون ذلك منطقيًا نظرًا لأنه الأكثر شيوعًا، ومع ذلك فإنّ الانغلاق على المنصات الأخرى قد يعني فقدان جزء كبير من الزوار.
تتمتع بدائل جوجل التالية على سبيل المثال بحصص في السوق العالمية:
- بينج Bing: حصتها 7.2%
- ياهو Yahoo: حصتها 2.8%
- ياندكس Yandex: حصتها 0.9%
- دك دك جو DuckDuckGo: حصتها 0.66%
- إكوسيا Ecosia: حصتها 0.11%
نوصي بتركيز الجهود على بينج في حال اختيار محرك بحث واحد آخر فقط، إذ يعد هذا المحرك التابع لمايكروسوفت Microsoft هو الخيار الثاني الأكثر شيوعًا في أنحاء العالم بعد جوجل:
يمكن زيادة الظهور على بينج من خلال تحسين الصور، والتركيز على الوجود على مواقع التواصل الاجتماعي، وتسجيل العمل في أماكن بينج Bing Places، وأيضًا إرسال خريطة الموقع إلى أدوات مشرفي المواقع من بينج.
6. تجاهل تحسين محركات البحث بالنسبة للهاتف المحمول
تزداد شعبية البحث عبر الهاتف المحمول كل عام، وفي الواقع يأتي أكثر من نصف عمليات البحث من الهواتف المحمولة، وبعض المواقع لديها نسبة زوار عبر الهاتف المحمول أكبر من ذلك بكثير.
لذلك فإن التركيز على استراتيجيات تحسين محركات البحث بالنسبة لأجهزة الحاسوب فقط هو أسلوب سيئ لتحسين محركات البحث، ويمكن أن يضر ذلك بالترتيب في صفحات نتائج محركات البحث، ويوفر تجربة مستخدم سيئة على الهواتف المحمولة (وبالتالي استبعاد الجماهير المحتملة).
فيما يلي أفضل النصائح لتحسين محركات البحث بالنسبة للهواتف المحمولة:
- الأخذ في الحسبان استخدام صفحات الهاتف المحمول المسرعة من جوجل AMP.
- تجنب النوافذ المنبثقة على الهواتف المحمولة.
- تصميم موقع سريع الاستجابة لمستخدمي الهاتف المحمول.
- التأكد من العناصر القابلة للمس تعمل عملًا صحيحًا.
- التأكد من أن عناصر الموقع ليست عريضة جدًا بالنسبة لإطار العرض، مما يستدعي التمرير بطريقة أفقية.
من المهم أيضًا اختبار أداء الموقع على الهاتف المحمول باستخدام أداة PageSpeed Insights، إذ توفر هذه الأداة اقتراحات خاصة بالهاتف المحمول لتسريع الموقع:
نوصي باستخدام هذه الاقتراحات لتحسين أداء الهاتف المحمول وإجراء تدقيق كامل لتحسين محركات البحث لتحديد المشكلات المحتملة الأخرى، إذ تعطي جوجل الأولوية لتجربة المستخدم على الهواتف المحمولة.
7. استهداف كلمات مفتاحية متعددة ومتنوعة
يُعتقد أن إدراج كلمات مفتاحية متعددة ومرادفاتها في منشور واحد يمكن أن يجعل المقالات تحتل مرتبة عالية، وهذه الاستراتيجية هي تكتيك قديم لتحسين محركات البحث.
إنّ محاولة ترتيب عدة كلمات مفتاحية ضمن المقال تعني المساومة على جودته، فقد يبدو من غير الطبيعي للقراء حشو عدد كبير جدًا من الكلمات المفتاحية في المحتوى، وينتج عن ذلك التخفيف من فائدة المقال، لأن محاولة تغطية موضوعين يمكن أن يجعل المقال بأكمله يفقد تركيزه حتى لو كانت الموضوعات متشابهة.
كما أنّ محركات البحث جيدة جدًا في تحديد مرادفات الكلمات المفتاحية، وقد يُرتّب المحتوى حسب الكلمة المفتاحية الدقيقة بالفعل، مما يجعل العمل الإضافي غير مجدٍ. نوصي بنشر كل كلمة مفتاحية في صفحة واحدة فقط، أما عند الرغبة في كتابة موضوع مختلف قليلًا عن المطروح فيجب التفكير وقتها في كتابة مقال جديد. ولكن هذا لا يعني أنه لا يجب العمل على الكلمات المفتاحية طويلة الذيل والتطرّق لموضوعات أخرى، ولكن يجب التأكد من أنها مرتبطة ارتباطًا مباشرًا عند كتابة المقال. علينا التأكيد مرة أخرى على أهمية نية البحث هنا.
8. التركيز فقط على سلطة النطاق
يعد بناء الروابط الخلفية استراتيجية ضرورية لتحسين قوة الموقع، إذ ستعد محركات البحث بأن محتوى الموقع أكثر موثوقية وجدارة بالثقة إذا كانت المواقع الخارجية تحتوي على روابط تشير إليه.
يعتمد العديد من الأشخاص على سلطة النطاق عند اختيار المواقع التي يريدون الحصول على روابط خلفية منها، ويتراوح ترتيب سلطة النطاق من 1-100، ويشير إلى مدى أهمية أو "موثوقية" الموقع، إذ يأخذ في الحسبان عمر الموقع والمواقع الأخرى المرتبطة به وعوامل إضافية. يمكن التحقق من سلطة نطاق الموقع عن طريق كتابة عنوان URL في أداة التحليل Moz Domain SEO:
على سبيل المثال، عند الطلب من موقع ذو سلطة نطاق 80 الارتباط بمحتوى الموقع، لكن هذا الموقع ينتمي إلى مجال عمل مختلف تمامًا، وعنوان URL غير مرتبط بصفحة الموقع، سيكون من الأفضل في هذا السيناريو اختيار موقع آخر ضمن نفس مجال العمل والتخصص، حتى لو كان يتمتع بسلطة نطاق أقل، ولا يعد الحصول على روابط خلفية ذا قيمة إلا إذا كانت المواقع الأخرى مرتبطة بمجال العمل وتستخدم الرابط النصي المناسب.
في هذه الحالة لن يعتبر جوجل تلك الروابط موثوقة بل سيعدّها أشبه بروابط عشوائية. يجب الابتعاد عن شراء الروابط الخلفية، لأن هذا التكتيك يندرج تحت تقنيات SEO المخادعة وسيضرّ بترتيب الموقع، إذ لن تقدّر محركات البحث الروابط الواردة من موقع غير مرتبط بمجال العمل، وقد تعاقبه على ذلك أو تحذفه تمامًا، ولكن لا يعني استخدام خدمة إنشاء الروابط شراء روابط خلفية، بل إدراك الروابط المضافة.
الأساليب السيئة لتحسين محركات البحث
يمكن أن تتغير أفضل إجراءات تحسين محركات البحث باستخدام تحديثات خوارزمية محرك البحث، لذلك قد يضيع الوقت من غير قصد في الأساليب السيئة لتحسين محركات البحث، وقد يكون من السهل الوقوع في خطأ الإفراط في استخدام الكلمات المفتاحية. وبالمثل، فقد يتجاهل العديد من الأشخاص محركات البحث الأخرى ويركزون فقط على جوجل، إذ تعد متابعة اتجاهات تحسين محركات البحث وتقنيات SEO السليمة أمرًا ضروريًا لنجاح الموقع.
ترجمة -وبتصرّف- للمقال 8 Top Bad and Outdated SEO Techniques to Avoid لصاحبه Will Morris.
أفضل التعليقات
لا توجد أية تعليقات بعد
انضم إلى النقاش
يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.