إنّ تحسين محرك البحث عملية معقدة، إذ يمكن القيام بكل شيء ومحاولة التلاعب بخوارزميات البحث لتحقيق نتائج سريعة، أو يمكن الالتفاف حول حدود الأخلاقيات بتطبيق أفضل النصائح، أما النهج البديل فهو قضاء الكثير من الوقت في تحسين المحتوى والانتظار بصبر للحصول على النتائج.
سنستعرض في هذا المقال مصطلحات SEO المخادعة، والسليمة، والمراوغة، وسنعرض تقنيات تحسين محرك البحث لكل فئة وما الذي يجعلها أفكارًا جيدة أو سيئة.
تقنيات SEO السليمة White Hat SEO
تتضمن تقنيات SEO السليمة جميع الإجراءات التي لن تسبب مشاكل مع محركات البحث، إذ تحدد جوجل توصيات وإرشادات لتحسين محرك البحث الأساسية ضمن إرشادات مشرفي المواقع الخاصة:
تُعد تقنيات SEO السليمة جهدًا طويل الأمد، أي صناعة محتوى يركّز على كلمات مفتاحية محددة، وتحسين هذا المحتوى، والتقدّم عمّا يفعله المنافسون، وهي استراتيجية البقاء في اللعبة والحصول على نتائج جيدة إذا طُبقَت تطبيقًا صحيحًا، ولكنها ليست استراتيجية الثراء السريع.
فيما يلي نظرة عامة على تقنيات SEO السليمة النموذجية:
- البحث عن الكلمات المفتاحية: يتضمن ذلك استخدام أدوات تحسين محرك البحث لتحديد المصطلحات التي يبحث عنها المستخدمون، ويمكن استخدام هذه المعلومات لتشكيل استراتيجية المحتوى.
- صناعة وتحسين المحتوى: يجب إنشاء منشورات وصفحات باستخدام الكلمات المفتاحية المناسبة لكي يجد المستخدمون الموقع عبر محركات البحث، وهذا يعني صناعة ونشر وتحسين المحتوى على الموقع.
- بناء الروابط العضوية: قد يستغرق الحصول على روابط إلى الموقع وقتًا طويلًا لأن المواقع الأخرى لا ترتبط عادةً بمصادر غير معروفة جيدًا، وبمجرد أن تبدأ المواقع الأخرى بالارتباط بالموقع ستدرك محركات البحث أن المحتوى المنشور ذو جودة عالية.
- تحسينات تجربة المستخدم: تتحقق محركات البحث في هذه الأيام مما إذا كان الموقع يقدّم تجربة مستخدم جيدة، أما إذا كان الموقع يقدّم تجربة مستخدم سيئة فسيؤثر ذلك على ترتيبه.
- تدقيق تحسين محرك البحث: قد لا يحصل الموقع على ترتيب جيد إذا كان يعرض أخطاء مثل شيفرات HTTP، أو معلومات تعريف ناقصة، أو عناوين ناقصة. ويعني تدقيق الموقع بحثًا عن أخطاء تحسين محركات البحث أن العمل الجاد لديه فرصة أكبر للحصول على النتائج.
لا تؤدي تقنيات SEO السليمة إلى نتائج سريعة في العادة، ومع ذلك فإن إتّباع أفضل الإجراءات يضمن أن محركات البحث لن تعاقب الموقع.
كما يكون الموقع أقل عرضة لتحديثات خوارزمية محرك البحث، ذلك لأن هذه التحديثات تركز في كثيرٍ من الأحيان على تصحيح عمليات الاستغلال والحلول الأخرى التي يستخدمها ممارسو الأساليب المخادعة أو المراوغة، كما يمكن أن تساعد تحديثات الخوارزمية في بعض الأحيان إذا كان المنافسين يعتمدون على الأساليب الأكثر غموضًا للحصول على ترتيب في صفحات نتائج محركات البحث.
تقنيات SEO المخادعة Black Hat SEO
تشير تقنيات SEO المخادعة إلى تقنيات الترتيب التي تتعارض كليًا مع القواعد، ومن الأمثلة الواضحة لذلك نسخ المحتوى من المواقع الأخرى ونشره ضمن الموقع على أنه خاص به، ولا تتعامل محركات البحث بلطف مع تقنيات SEO المخادعة.
فيما يلي بعض الأمثلة لتقنيات SEO المخادعة التي يجب تجنبها:
- حشو الكلمات المفتاحية: إذا لاحظت محركات البحث الإفراط في استخدام الكلمات المفتاحية، فستفترض وجود محاولة تلاعب بالخوارزمية، لذلك فإنّ ملء الصفحة أو المنشور بالكلمات المفتاحية غير مجدٍ.
- المحتوى المكرر: يتعارض نسخ المحتوى مع أفضل إجراءات تحسين محركات البحث، كما يمكن لمحركات البحث اكتشاف المحتوى المكرر بسهولة كبيرة مما يؤثر على ترتيب الموقع.
- مخططات الارتباط والدفع من أجل الروابط: يعد الدفع من أجل الروابط مثالًا واضحًا لمحاولة التلاعب بخوارزميات البحث، وينطبق الأمر نفسه على "المخططات" مثل تداول الروابط أو إضافة الروابط الخلفية من شبكة من المواقع المملوكة.
- عمليات إعادة التوجيه الخادعة: هناك العديد من الأسباب الصحيحة لتنفيذ عمليات إعادة التوجيه، مثل أخطاء HTTP، ولكن إذا كانت تُستخدَم عمليات إعادة التوجيه لتوجيه حركة الزوار من موقع إلى آخر، فقد يسبب ذلك الوقوع في مشكلة مع محركات البحث.
تتعارض تقنيات SEO المخادعة مع الإرشادات، كما أنها تخدع الزوار، لذلك فهي تعد مشكلة كبيرة، إذ باستخدامها تأتي النتائج الإيجابية لتحسين محركات البحث بسرعة، ولكن تكون هذه النتائج على حساب نشر محتوى جذاب وتوفير تجربة مستخدم إيجابية (وهذا مهم جدًا بالنسبة لمحركات البحث).
يمكن لجوجل أو محركات البحث الأخرى إصدار عقوبات تجاه الموقع إذا اشتبهوا بمحاولته لخرق القواعد لتحسين ترتيبه، ذلك لأنّ محركات البحث لا تريد إبراز المواقع التي لا تقدّم قيمة جيدة للمستخدمين، وتشمل هذه العقوبات خفض الترتيب أو حذف الموقع بالكامل، وقد يكون من الصعب والمستحيل أحيانًا استعادة الثقة من محركات البحث أو المستخدمين بعد فقدانها.
تقنيات SEO المراوغة Grey Hat SEO
إنّ إدراك مفاهيم SEO السليمة والمخادعة أمر سهل تقريبًا، ولكن تعد تقنيات SEO المراوغة أكثر صعوبة قليلًا، إذ لا تنتهك تقنيات SEO المراوغة قواعد محرك البحث تمامًا، ولكنها تتجنبها بالتأكيد.
تركز تقنيات SEO المراوغة على التقنيات التي تستغل الثغرات الموجودة في الإرشادات، ومن الأمثلة عن هذه التقنيات "المحتوى المغزول أو المنسوج spun content"، أي أخذ المقالات الحالية وإعادة صياغتها حتى لا تظهر على أنها نسخة مكررة بالكامل.
يعد نسخ المحتوى من تقنيات سيو SEO المخادعة، أما تعديل المقالات فيقع ضمن المنطقة الخاصة بتقنيات SEO المراوغة. فيما يلي أمثلة عن تقنيات SEO المراوغة:
- شراء النطاقات منتهية الصلاحية: يتضمن هذا الإجراء شراء نطاقات منتهية الصلاحية (مع سلطة موقع عالية) لإحياء المحتوى القديم، أو استخدامه للربط مع موقع آخر، أو استخدام إعادة التوجيه 301 لتمرير عصير الروابط link juice إلى نطاق مختلف.
- تجارة الروابط: قد لا تنطوي عملية تجارة الروابط على الأموال، لكنها تندرج تحت مخادعة الروابط. تُقدّر جوجل ومحركات البحث الأخرى الروابط لأنها تعكس الثقة بين المواقع، أما الدفع للحصول عليها دون الكشف عن شرائها فهو أمرٌ سيء، ويندرج شراء الرابط ضمن المنطقة المراوغة لأنه من الصعب إثبات تجارة الروابط.
- الدفع مقابل المراجعات الإيجابية: تولي محركات البحث أهمية كبيرة للشهادات لتحسين محركات البحث المحلية، وقد يساعد الدفع من أجل الحصول على المراجعات في تعزيز الترتيب المحلي، ولكن من السهل اكتشاف الترتيب المزيّف لكل من محركات البحث والقراء.
- استخدام حسابات عديدة على مواقع التواصل الاجتماعي: يمكن إنشاء واستخدام الكثير من الحسابات على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي للربط مرة أخرى بالموقع، لأنه ذلك يعطي محركات البحث إشارات إيجابية (خاصة بينج Bing الذي يأخذ ذلك في الحسبان عند الترتيب)، ولكن يتعارض هذا الإجراء مع إرشادات تحسين محركات البحث SEO لأنه يجب الحصول على هذه الروابط بطريقة طبيعية من خلال التفاعل.
لا تخالف تقنيات SEO المراوغة تقنيًا أي من القواعد، إلا أنها تتضمن خداع محركات البحث لأنها تؤدي إلى الحصول على الترتيب بطريقة مصطنعة، أي بدون تقديم قيمة كافية للقراء. يجب أن يكون التركيز من الناحية المثالية على تقنيات SEO السليمة بالكامل، ولكن إذا وُجِدَت طريقة ذكية لتعزيز ترتيب الموقع دون خرق القواعد أو خداع المستخدمين، فتكون هناك حرية في اختيار استخدامها أم لا. تُصنِف محركات البحث في بعض الأحيان تقنيات SEO المراوغة على أنها مخادعة، وهذا يؤدي إلى احتمالية فرض العقوبات على الموقع في حال كان يستخدم أيّ من هذه التقنيات، حتى لو كان لا ينتهك القواعد في الوقت الحالي.
أهم الأسئلة الشائعة عن تقنيات تحسين محركات البحث
إليكم أهم اﻷسئلة الشائعة عن هذه التقنيات:
من الذي يحدد ما هي تقنيات SEO السليمة مقابل تقنيات SEO المخادعة؟
تنشر محركات البحث بانتظام إرشادات تُخبِر بها مالكي المواقع بكيفية تحسين المواقع، وما هي الأشياء التي يجب تجنبها وعدم فعلها، لذلك من المهم مواكبة أخبار وأدلة تحسين محركات البحث لمعرفة أفضل الإجراءات.
تعد وثيقة إرشادات مشرفي المواقع من جوجل The Google Webmaster Guidelines مثالًا رائعًا عن هذه الإرشادات، إذ تتضمن هذه الوثيقة الإجراءات التي تستهجنها جوجل (ومعظم محركات البحث الأخرى).
هل يمكن أن تصبح تقنيات SEO السليمة مخادعة؟
هناك فرق واضح بين تقنيات SEO السليمة و تقنيات SEO المخادعة، إذ تتضمن تقنيات SEO المخادعة كسر قواعد البحث أو اللعب بالخوارزميات لتحسين الترتيب.
يمكن أن تعيق تحديثات خوارزميات البحث بعض أنواع التحسين في بعض الحالات، ومثال عن ذلك تحديث باندا Panda 2011 لجوجل، إذ بدأ محرك البحث بعد باندا في معاقبة المحتوى المكرر وحشو الكلمات المفتاحية، واحتسبت كلتا العمليتين من ضمن تقنيات SEO المخادعة.
هل يجب استخدام تقنيات SEO المخادعة؟
لا يمكن التوصية باستخدام تقنيات SEO المخادعة، لأنّ هذا النوع يتعارض مع إرشادات محرك البحث، وهذا يعني معاقبة موقع الويب في حال استخدام هذه التقنيات أو حذفه نهائيًا بناءً على خطورة الحالة.
أما استخدام تقنيات SEO المراوغة فهي أكثر مراوغة، لأنها قد تقترب من كسر القواعد، ولكن نوصي بالالتزام قدر الإمكان بتقنيات SEO السليمة لكيلا يُعاقَب الموقع.
ماذا يحدث عند اكتشاف استخدام تقنيات SEO المخادعة أو المراوغة من قِبل محركات البحث؟
سُميت تقنيات SEO المخادعة كذلك لأنها تنتهك إرشادات محركات البحث، وغالبًا ما تُعاقب محركات البحث المواقع التي تستخدم هذه التقنيات بإعطائها ترتيبًا منخفضًا، وقد تحذف الموقع بالكامل اعتمادًا على خطورة الحالة.
عند استخدام تقنيات SEO المراوغة فلا داعي للقلق بشأن العقوبات، على الأقل عند التنفيذ، ولكن يمكن أن يتغيّر ذلك (وقد حدث في الماضي)، مما يتسبب في خسارة الترتيب، وسلطة النطاق، والمواقع في صفحات نتائج محركات البحث. كما قد يُعاقَب الموقع إذا استخدم طرقًا لخداع الزوار لأنه يكون في منطقة SEO المخادعة.
كيف يمكن المعرفة في حال استخدام تقنيات SEO المخادعة أو المراوغة على الموقع؟
يعد الموقع من فئة SEO المخادعة إذا كان يدفع مقابل الحصول على الروابط أو نسخ المحتوى. يكون من الصعب تحديد استخدام حشو الكلمات المفتاحية عن طريق الخطأ في المحتوى، ولكن لا ينبغي أن يكون الاستخدام الصحيح للكلمات المفتاحية مصدر قلق إذا كانت المقالات تُكتب بطريقة طبيعية وتساعد الزائرين.
يمكن الاعتماد على مكونات تحسين محركات البحث SEO لتسليط الضوء على استخدام الكلمات المفتاحية باستخدام وورد برس WordPress، على سبيل المثال، سوف تشير إضافة يوست سيو Yoast SEO إلى استخدام الكلمات المفتاحية أو الإفراط في استخدامها.
أما معرفة استخدام تقنيات SEO المراوغة فيعد أمرًا صعبًا قليلًا، إذ يتطلب تحديد هذه التقنيات فهمًا شاملًا لتقنيات SEO السليمة والمخادعة.
الخاتمة
هناك العديد من الطرائق لتحسين ترتيب محرك البحث للموقع، حتى ولو كانت معظم هذه الجهود لا تظهر نتائجها على الفور، لكن النتائج الإيجابية ستظهر مع مرور الوقت، كما سيبدأ الموقع برؤية تدفق حركة زوار ثابتة في حال مواكبته لتطورات تحسين محركات البحث.
تركّز تقنيات SEO السليمة على أفضل الإجراءات للحصول على أفضل النتائج الممكنة، أما استخدام الموقع لتقنيات SEO المخادعة فهو بذلك يغامر بترتيبه، حتى إنّ استخدام تقنيات SEO المراوغة سيتبعها كسر للقواعد، لذلك فإن تقنيات SEO السليمة هي الطريقة الأفضل بالتأكيد.
ترجمة -وبتصرّف- للمقال A Primer on SEO Techniques: The Good, The Bad, and The Ugly لصاحبه Will Morris.
أفضل التعليقات
لا توجد أية تعليقات بعد
انضم إلى النقاش
يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.