سنتحدث عن العمل التشاركي الذي يُعدّ نسبيًا أكثر وسيلة يقَلَّل من شأنها من ضمن الوسائل الترويجية المتوفرة بسهولة للمساعدة على بناء علامة تجارية أو عمل، ونؤكد هنا على نسبية الأمر، لأنه رغم أن الكثير من مبادئ العمل التشاركي أصبحت معروفةً وشائعة، إلا أن الكثير من الناس (إن لم يكن معظمهم) لم يدركوا بعد فوائده العظيمة، فلا بد أن البعض يتخذ موقفًا مخالفًا حول العمل التشاركي أو لا يعيره الاهتمام.
طرائق الترويج
إذا أردنا التسويق لأي علامة تجارية أو عمل، فهناك الكثير من الأساليب واسعة الانتشار لتحقيق ذلك، ومن بينها ما يلي:
- التسويق بالمحتوى.
- الإعلانات.
- وسائل التواصل الاجتماعي.
- البيع المباشر.
- التمويل.
- العلاقات العامة.
ولا ننسى بالتأكيد العمل التشاركي. وخلافًا لما قد يتبادر لذهنك، إذا كان بوسعك اختيار وسيلة ترويجية واحدة فقط، فيُنصح باختيار العمل التشاركي، وستعرف السبب لاحقًا.
ما هو العمل التشاركي
قد تثير عبارة "العمل التشاركي" رد فعل سلبي لدى البعض، فعادةً ما يُعتقد أنها خاصة بالعمل المؤسساتي، ويختص بها أشخاص يرتدون زيًا رسميًا ولديهم حسابات مصرفية مخصصة لنفقات العمل التشاركي؛ لكن إذا كنت مدوّنًا أو تعمل بالتسويق عبر الإنترنت أو كان لديك مشروع خاص صغير، فمن الأفضل أن تتخلص من هذه الفكرة الأولية القاصرة لتتمكن من معرفة المعنى الحقيقي للعمل التشاركي وماذا يمكن أن تستفيد منه.
من بين أفضل تعاريف العمل التشاركي (وفقًا لـ dictionary.com)، نجد الآتي:
اقتباسنظام مساعِد لمشاركة المعلومات والخدمات يتضمن أفرادًا ومجموعات لديهم اهتمام مشترك.
يمكن ممارسة العمل التشاركي مع زملاء العمل أو الأصدقاء القدامى أو عن بُعد مع أشخاص غرباء تمامًا، وهو يشبه الكارما في عالم العلاقات الاجتماعية والأعمال، وكلما كنت أكثر كرمًا وعطاءً مما عندك من المعارف والممتلكات، عادت عليك الفوائد أضعافًا على المدى الطويل.
فوائد العمل التشاركي
إذا أردنا أن نعدّد فوائد العمل التشاركي، فلا نبالغ إذا قلنا أنها فوائد غير محدودة، وذلك نظرًا للنتائج الرائعة التي يحققها. لنتخيل معًا هذه الحالة؛ افترض أنك أنشأت خط إنتاج ملابس ممتاز، ولديك صديق يمتلك متجر ملابس، وقد أعجب هذا الصديق بمنتجاتك ووافق على عرضها لديه، وهذا الصديق بدوره على علاقة جيدة مع زوج مالكة علامة تجارية شهيرة للأزياء، في هذه الحالة تتولد الفرص للحديث عن خطك لإنتاج الملابس وربما معلومات التواصل معك في المحادثات التي تدور فيما بينهم، وبذلك فإنك عرّفت منتجاتك لأشخاص أكثر أهميةً، وربما أوجدت فرصةً لطلب هذه المنتجات وإنتاجها بكميات كبيرة. وذلك يحدث كثيرًا في الحياة العملية.
من فوائد العمل التشاركي أنه يزيد عدد معارفك في مجال العمل، ويجعلك على اطلاع دائم على آخر الأخبار في مجالك، ويتيح لك المزيد من الفرص، كما قد يلهمك إلى أفكار وحلول جديدة ربما تكون غافلًا عنها، ويجعل لك اسمًا معروفًا، وهو يتيح مجالًا لتبادل الخبرات ويوفر لك إمكانية الحصول على استشارة في مجال عملك ممن هم أكثر منك خبرة. يضاف إلى ذلك أن العمل التشاركي يعزز الثقة بالنفس والقدرة على التواصل مع الآخرين بكل أريحية، ولا ننسى تأثيره الإيجابي على الصحة النفسية، بالإضافة إلى فوائد أخرى لا مجال لإحصائها.
بالنسبة لي، فقد لجأت إلى العمل الحر منذ بضعة شهور، وقد استفدت في هذه الفترة كثيرًا من أعمالي التشاركية (التي هي في الواقع محدودة جدًا). أشعر أنني الآن فقط أصبحت أحيط علمًا بالفوائد العظيمة للعمل التشاركي، كما أصبحت أدرك الفوائد التي عادت عليّ من العمل التشاركي سابقًا ولم أكن منتبهًا لها.
على سبيل المثال أنا أعمل الآن مع موقع مشهور جدًا، وقد تمكنت من الحصول على هذه الفرصة لأنني كنت متابعًا دائمًا لمدونة أحد المشاهير حتى صرت معروفًا لدى فريق عمله. كما يعود الفضل في تغيير اتجاه عملي من العمل التقليدي إلى العمل الحر على الإنترنت لصديق آخر تعرفت عليه مؤخرًا، فقد حمسني كثيرًا للبدء بهذا الطريق، والذي أراه الآن مجزيًا جدًا. وبفضل مشاركتي المستمرة بمدونته، أصبح يعرفني ومنحني بسرور ساعة من وقته قدم لي فيها كنزًا من النصائح التي قد تتاح الفرصة لتتحول إلى مكاسب لا تقدر بثمن.
التبادل قرين العمل التشاركي وصديقه المفضل
يحقق العمل التشاركي أقصى فعالية عندما يكون لديك ما تقدمه للآخرين، فالعملية يجب أن تصبح تبادلية، ويجب أن تصبح أنت معطاءً إلى أبعد الحدود. لا داعِ للقلق، فليس عليك أن تكون على قدر عالٍ من الخبرة لكي تكون مفيدًا لشخص آخر ربما يفوقك خبرة في مجاله الخاص. قد يكون الأمر بسيطًا مثل إضافة تعليقات ملهِمة على مدونة أحدهم، أو تنبيهه على وجود خطأ ما من خلال إرسال رسالة، أو مجرد إرسال بريد إلكتروني يتضمن شكرًا وإطراءً على المقال الذي كتبه مؤخرًا؛ ومع الزمن ستكتشف أن بإمكانك تقديم المزيد، لكن لا بأس أن تبدأ بأمور بسيطة، ففي النهاية سيشعر الطرف الآخر أن عليه تقديم خدمة ما مقابل ما قدمت له.
نصائح مهمة لعمل تشاركي مثمر
النصيحة الأولى والأهم هي التعريف عن نفسك بأفضل صورة والاستعداد الدائم لتقديم نبذة عنك وعن العلامة التجارية أو الخدمة التي تقدمها، والحرص على ترك انطباع جيد لدى الآخرين.
يفيد البحث عن معلومات الأشخاص المتاحة قبل التواصل معهم في معرفة الاهتمامات المشتركة والمواضيع المناسبة للنقاش وأخذ فكرة أولية عن الطرف الآخر. من المفيد أيضًا المبادرة بطرح الأسئلة وترك المجال ليتحدث الطرف الآخر والإنصات له جيدًا، فربما لديه أفكار مفيدة لك على وجه الخصوص وأنت غير مدرك لها.
كما ينبغي الحرص على استغلال وسائل التواصل الاجتماعي والاهتمام بملفك الشخصي وتحديث معلوماتك على الدوام بآخر أعمالك وإنجازاتك لتحظى بأكبر فرص ممكنة في مجالك ولتكون محل ثقة للآخرين، يضاف إلى ذلك محاولة إضافة أصدقاء جدد على الدوام من مجال عملك، والحرص على الرد على رسائلهم أو اتصالاتهم لبناء علاقة مشتركة قوية ومنتجة، ومحاولة تقديم المساعدة عند الإمكان؛ إلى جانب عدم الملل أو اليأس من العمل التشاركي، فهو بوابتك الواسعة التي قد تفتح لك الفرص في أي وقت ممكن.
كم من الوقت يستغرق هذا الأمر؟
يمكنك أن تبدأ بتخصيص خمس دقائق مبدئيًا بصورة يومية من أجل العمل التشاركي. وحتى لو لم تقتنع بعد بالفكرة، فإنك لن تضيع أكثر من 5 دقائق في اليوم، ومن المرجح أنك لن تندم على ذلك.
الفكرة كالتالي: يجب أن تتواصل مع شخص جديد كل يوم بحيث يكون هذا الشخص له علاقة بأعمالك أو العلامة التجارية التي تروج لها. فمثلًا إذا كنت مصممًا جرافيكيًا فربما تختار أن تتواصل مع مصمم جرافيكي آخر أو مع مصمم ويب (بما أن هذين المجالين مكملان لبعضهما).
عندما تبدأ بالحصول على الردود من جهات اتصالك الجديدة سيستغرق الأمر حينها أكثر من 5 دقائق يوميًا، لكن ذلك لن يستغرق وقتًا طويلًا مهما حصل، حيث أن 10-20 دقيقة يوميًا كافية للبقاء على تواصل مع جهات اتصالك المختلفة، وهو في النهاية وقت مفيد ولا يعدّ مهدورًا أبدًا، والأهم من ذلك أنه عندما يستغرق أكثر من 5 دقائق ستكون قد حققت منه مكسبًا أو بيعًا وستشعر بالامتنان لقضاء الوقت على هذا الأمر.
ترجمة -وبتصرّف- للمقال Grow Your Business With 5 Minutes A Day لصاحبه TOM EWER.
أفضل التعليقات
لا توجد أية تعليقات بعد
انضم إلى النقاش
يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.