اذهب إلى المحتوى

كمسوق، كم من تدوينة يجب أن تنشرها أسبوعيا؟


Mohammad Alzayer

وصلتني مؤخّرًا رسالة من قارئ يسأل عن عدد التّدوينات التي يجب أن ينشرها على مُدوّنته ونوعيتها. وبحكم أن التّدوين يُعتبر وسيلة تسويقة ضرورية ارتأيت أن أُخصّص مقالّا للأمر.

how-much-blogging-for-marketers.thumb.pn

أكثر من 66% من المدونات لم يتم تحديثها لمدة تزيد عن الشهرين، فيما يتم هجران 60 إلى 80% من المدونات بعد الشهر الأول، من السهل أن تتحول المدونة من فكرة جيدة إلى أمر يسبب الارتباك والحيرة.

المشكلة الرئيسية أن التدوين يحتاج إلى جهد وعمل أكثر مما يتوقعه الناس، وكتابة المحتوى عالي الجودة بشكل منتظم ولفترة طويلة هو تحدٍ كبير، والكثير من الأفراد والمنظمات يجدون صعوبة في الاستمرار.

الكثير من المدونين يسعون بشدة من أجل إخراج تدويناتهم بشكل سليم، ويشعرون بضغوطات تجعلهم يحرصون على النشر بشكل منتظم، لكن وفي نفس الوقت فإنهم يرغبون بالمحافظة على جودة المحتوى الذي ينشرونه.

هناك سؤال مهم طرحه أحد الأشخاص وهو يعكس نظرة الكثير من المدونين:

كان الفكر السائد كما أتذكر بأن مفتاح النجاح في التدوين هو النشر بشكل مستمر ومنتظم، هذا الأمر كان منطقيا لأنه ينبغي على أصحاب المواقع أن يحرصوا على عودة الزوار من تلقاء أنفسهم للاطلاع على المحتوى الجديد، ولكن الآن ونحن نعيش في عصر التغذيات RSS feed هل لا زالت هذه الفكرة مهمة كما كانت في الماضي؟ وأيضا هل الأهم بالنسبة لمدراء الويب استغلال مواردهم لنشر تحديثات قليلة ذات جودة عالية أو إدارة الوقت مع إعطاء الأولوية للنشر المستمر؟

أشعر بأن صاحب السؤال حريص على تخفيف الأعباء عن نفسه وأتفهم ذلك دون شك، ولكن هذا الأمر قد يقلل من فاعلية مدونته. لنقم بمناقشة سؤالين مهمين ذكرهما السائل.

هل ما زلت بحاجة إلى النشر المتكرر والمنتظم؟

السائل كان محقا عندما قال بأن الفكر السائد هو أن على المدون نشر تدوينات جديدة بشكل متكرر ومنتظم، ولكني اعتقد بأن الهدف من هذا الأمر أكثر من مجرد جذب القراء للعودة لمدونتك.

كم التدوينات والانتظام في نشرها يعتمد بشكل كبير على السبب الرئيسي الذي يدفعك للتدوين، فإذا كنت تقوم بالتدوين فقط لأنك تجد متعة في هذا الأمر فإن نقطة النشر المتكرر والمنتظم لا أهمية لها، ولكن إن كنت تدون لأسباب تجارية أو لبناء سمعة جيدة لنفسك فإن لهذا الأمر أهمية كبرى دون شك.

التدوين هو وسيلة فعّالة لتبقي علامتك التجارية في ذاكرة الآخرين بشكل دائم (سواء كانت علامة شخصية أو تجارية). كمثال على ذلك، لو كنت أنا أقوم بالنشر مرة كل عدة أشهر لكنت سأذهب من ذاكرتك في وقت قريب ولن أحظى بفرصة للحصول على دعوة منك للعمل على المشروع الإلكتروني الذي تنفذه، وفي المقابل إذا كنت تقوم بالنشر بشكل منتظم فإن المتابعين سيفتقدونك في حال غيابك. مثلا في كل مرة أتوقف فيها عن النشر مدة أسبوع أتلقى دائما رسائل بريدية من أشخاص يبينون افتقادهم لما أنشر، وهذا يدل على أن حتى غياب المنشور الواحد الذي تعتاد على نشره بشكل منتظم سيبقي العلامة الخاصة بك في ذاكرة المتابعين.

بالطبع فإن النقطة التي ذكرها السائل بخصوص التغذيات RSS feeds صحيحة، حيث أنه ومع استخدام هذه التقنية أصبح الاهتمام أقل بمحاولة جذب الزوار للرجوع لموقعك، ولكن عليك الحذر من وضع الافتراضات. نعم، إذا كنت تبحث عن القراء المهووسين بما تنشر فإنك لن تكون بحاجة للنشر المنتظم والمستمر كما في الحالات الأخرى، ولكن إذا كنت تبحث عن العامة فإني لست متأكدا إذا كانت التغذيات وحدها تكفي. التغذيات لا زالت بعيدة عن الانتشار الكافي، والكثير من الأشخاص لا يعرفون كيفية الحصول على التنبيهات من خلالها.

هناك مناقشات لا تحصى على شبكة الإنترنت بخصوص كم التدوينات المناسب، ولأكون صريحا فإنه لا يوجد جواب وحيد لهذا السؤال، فالأمر يعتمد على مجموعة من العوامل ومنها الجمهور المستهدف وموضوع المدونة وكذلك مدى شهرتها. بالنسبة لي فأنا أشجع الأكثرية على التدوين مرة واحدة أسبوعيا على الأقل، ولكن بالطبع إذا كانت لديك مدونة تتمتع بشهرة عالية فإن الرقم قد يكون تدوينتان أو ثلاث يوميا!

في كل الأحوال فإن التدوين لا يعتمد على الكم فقط بل أيضا على جودة المحتوى، وهذا يقودنا إلى القسم الثاني من السؤال الذي طرحه الشخص المذكور بالأعلى.

ما هو الأهم الجودة أم الكم؟

هل التركيز ينبغي أن يكون على النشر المنتظم والمستمر أو الجودة العالية للمحتوى؟ شخصيا لست متأكدا إذا كان هذا هو السؤال الصحيح الذي ينبغي طرحه، واعتقد أن السؤال ينبغي أن يكون "كيف يمكن أن أعد شيئا ذو صلة بالجمهور الذي يتابعني؟".

إذا كنت تستهدف الفئة الأكاديمية بكتاباتك فإن التركيز ينبغي أن يكون على الجودة، أما إذا كنت تكتب للأصدقاء والعائلة فإنهم على الأرجح يرغبون بقراءة منشوراتك الجديدة بشكل منتظم، ولكن بالنسبة للمدونين الذين يمتلكون جمهورا بين الفئتين المذكورتين فإن هناك طرقا للاستفادة من كلا العالمين، أي الكم والجودة.

لو قمت بإعداد قائمة تحتوي على عدد من أنواع التدوينات التي يمكن أن تنشرها في مدونتك، ستجد أنه ينبغي التركيز على الجودة بالنسبة لبعض التدوينات، بينما البعض الأخر يمكن كتابته بشكل سهل وسريع وبالتالي يمكن نشره بشكل منتظم.

في مدونتي هذه على سبيل المثال، بعض المنشورات تحتوي على الكثير من التفاصيل وهذا يحتاج إلى الكثير من الوقت لإنهائها، وهناك بعض المنشورات المتعلقة بطرح الآراء حول موضوع معين كما هو الحال في هذا المقال، وهذا النوع ينشر باستمرار أكثر من النوع الأول ولكنه أقل تفصيلا، وأخيرا هناك روابط تنشر لمصادر أخرى وهذه تحتاج ثوانٍ فقط لنشرها والتعليق عليها ولهذا فإن هذا النوع ينشر بشكل أكثر انتظاما. باستخدام هذه النماذج المتعددة للمنشورات ستضمن النشر المستمر بدون أن تفقد جودة المحتوى.

الخلاصة

هناك الكثير من الأمور التي يمكن قولها حول التدوين، وبالفعل فإن هناك كتب قد نشرت حول هذا الموضوع، ولكن للإجابة على السؤال الذي طرحه السائل فأنا اعتقد بشدة بأن النشر المستمر والمنتظم لا زال في غاية الأهمية، ولكن التحدي هو أن تنجز ذلك بدون المساس بالجودة بشكل كبير، وتقسيم التدوينات إلى نماذج متعددة سيساعدك في هذا الأمر ولكن باستطاعتك أيضا أن تحصل على مساعدة من آخرين للنشر معك. الجانب السلبي الوحيد حسب خبرتي بأن الكثير من الأشخاص الذين يعرضون المساعدة في النشر يفشلون في تقديمه بالشكل الجيد.

ترجمة وبتصرف للمقال How much to blog? لصاحبه Paul Boag.

حقوق الصورة البارزة: Designed by Freepik.


تفاعل الأعضاء

أفضل التعليقات

لا توجد أية تعليقات بعد



انضم إلى النقاش

يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.

زائر
أضف تعليق

×   لقد أضفت محتوى بخط أو تنسيق مختلف.   Restore formatting

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   جرى استعادة المحتوى السابق..   امسح المحرر

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.


×
×
  • أضف...