اذهب إلى المحتوى

مقدمة عامة حول إنشاء قائمة بريد إلكتروني


بسمة الخير

هل فات الأوان لإنشاء قائمة بريد إلكتروني؟ هل أنت بحاجة إلى جمهور كبير من مكان آخر لجمع مشتركين؟ ولماذا يجب عليك الاستغناء عن كل الجهود التي تبذلها في مواقع التواصل الاجتماعي وتوجيهها نحو التسويق عبر البريد الإلكتروني؟ هذه هي الأسئلة التي سنجيب عنها في هذا الدليل التوجيهي لبناء قائمة بريد إلكتروني.

منذ عام 2009، أدرك جايسون زوك Jason Zook وزوجته أهمية إنشاء قائمة بريد إلكتروني قوية، وتأتي تلك الأهمية من إمكانية تكوين صلات معنوية مع الآخرين ودفع بعض هؤلاء الناس إلى شراء المنتجات أو الخدمات منهما، وستكون هناك بعض الأدلة الشخصية، حتى لا تعتقد أنهما ينسخان تجارب نجاح أشخاص آخرين، فمنذ عام 2009 حققت أعمالهما إيرادات تبلغ أكثر من ثلاثة ملايين دولار، وقد نتجت 90% من هذه الأموال مباشرةً من قوائم البريد الإلكتروني التي أنشآها.

لا يهم إن كنت تهدف إلى توليد الإيرادات من خلال قائمة البريد الإلكتروني أم لا، لكنهما يعتقدان أنه ما من طريقة أفضل منها لإنشاء رابط عميق وقوي مع الناس عبر الإنترنت في الوقت الحالي، حتى في هذا الزمن الذي تهيمن فيه وسائل التواصل الاجتماعي على العالم الافتراضي، ولن نضيّع المزيد من الوقت، لذا إليك كل ما يعرفانه وما تعلماه من تجربتهما في إنشاء قوائم البريد الإلكتروني وزيادة مشتركيهما.

مقدمة أهمية إنشاء قائمة بريد إلكتروني

هناك سببان رئيسيان يدفعانك إلى إنشاء قائمة بريد إلكتروني قوية، وإلى التركيز على فعل ذلك قبل تضييع الوقت في زيادة متابعيك عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

  • السبب الأول: نظرة الناس إلى البريد الإلكتروني: فكر في الأمر قليلًا، حيث لا يستعرض الناس بريدهم الإلكتروني الوارد بسرعة، ولا يقلّبون الرسالة تلو الأخرى، بحيث يقضون أقل من 3 ثوان في قراءة كل بريد إلكتروني، بينما يستخدم الناس هذا الأسلوب تحديدًا في تطبيقات مواقع التواصل الاجتماعي، بحيث يستمرون في التقليب والتصفح سريعًا، ويقضون أقل من 3 ثوان في قراءة منشور على تويتر أو فيسبوك، وعلى العكس، يفتح الناس رسائل البريد الإلكتروني ويقرؤونها ويقضون وقتًا جديًا في تصفحها كل يوم.
  • السبب الثاني: البريد الإلكتروني هو مجال يمكنك التحكم فيه: من ناحية أخرى، تمتلك مواقع التواصل الاجتماعي خوارزميات معقدةً تتغير كل بضعة أشهر، وقد يشاهد الجمهور الذي تنمّيه على إنستغرام وفيسبوك والمواقع الأخرى محتواك في أحد الأشهر، لكنك قد لا تحصل في الشهر التالي على نسبة مشاهدة، بينما لا يحدث هذا غالبًا عند استخدامك البريد الإلكتروني.

سنتحدث أكثر عن تمتع مزودي خدمة البريد الإلكتروني بقدر من السيطرة، إلا أنه ليس شيئًا يدعو إلى القلق عند موازنته بشركات التواصل الاجتماعي التي يمكنها سحب البساط من تحتك وتركك في وضع حرج، لتواجه وحيدًا تداعيات خروجك من اللعبة.

امتلاك قائمة بريد إلكتروني يساعدك في تكوين صلات وثيقة واكتساب الثقة

في القسم الأول من هذا الدليل، سنتحدث عن جميع تفاصيل البدء في إنشاء قائمة البريد الإلكتروني، ولكن قبل ذلك، سنتحدث عن سبب أهمية إنشاء قائمة بريد إلكتروني، حيث يمنحك إمكانية إنشاء قائمة بريد إلكتروني الفرصة لإنشاء صفقة تبادل قيّمة مع مشتركيك، إذ ترسل إلى صناديق بريدهم الوارد محتوى مفيدًا أو ممتعًا، فيمنحونك نوعًا من الدعم في المقابل.

بناء الثقة هو أحد أكثر أساليب التسويق إغفالًا من قِبل المسوقين، وذلك لأنها تستغرق وقتًا، وعندما تظهر باستمرار في البريد الوارد لشخص ما وتقدم له محتوى مدروسًا، فستبني بذلك الثقة معه، وسيقدّر المشتركون الرسائل التي يتلقونها منك، وسيترقبونها في معظم الحالات، وغالبًا ما يشاركونها مع أصدقائهم أو يحفظونها للقراءة مجددًا لاحقًا، فالثقة هي ما يجعل الشخص ينتقل من كونه متفرجًا فضوليًا إلى أحد المعجبين أو العملاء، وإن كنت تنشئ قائمة بريد إلكتروني لتوليد إيرادات من فكرة أو عمل تجاري ما، فلا يمكنك تجاهل نقطة بناء الثقة.

أرسل جايسون زوك وزوجته رسائل بريد إلكتروني إلى مشتركيهما لسنوات، وقد صقلا مجالات كتابتهما ووجدا الموضوعات المتخصصة التي يريدان الكتابة عنها. قد تشعر أنك حائر تمامًا بشأن مجال كتابتك ومواضيعك، ولكن لا تقلق، إذ ستساعدك هذه المقالة لاحقًا في اكتشاف هذه الأشياء كذلك.

الخطأ الذي ارتكبه جايسون زوك عند الوصول إلى 25 ألف مشترك تحفيز زيادة عدد المشتركين

نشر جايسون زوك أول نموذج للاشتراك بالبريد الإلكتروني على موقع على الإنترنت الخاص بتجارة جايسون زوك في شركة IWearYourShirt في عام 2009، ولم يكن مدركًا لما يفعله إطلاقًا، ولكن العديد من الأشخاص أخبروه أن عليه إنشاء قائمة بريد إلكتروني، وقد تلقى الكثير من الزيارات إلى موقعه الإلكتروني، لذلك بدأ يحصل على مشتركين بسرعة، وبالأحرى، بدأ يحصل على الكثير من المشتركين، وخلال عام واحد، وصل إلى أكثر من 25 ألف مشترك عبر البريد الإلكتروني، لكن كانت هناك مشكلة كبيرة واحدة: لم يعرف كيف عليه التعامل معهم.

كان يرسل رسائل البريد عشوائيًا، فأحيانًا يوم الإثنين، وأحيانًا يوم الخميس، وأحيانًا يرسل بريدين في اليوم ذاته إن رغب في ذلك، وحالما رأى أن لديه شيئًا ممتعًا يشاركه، كان يرسل رسالة بريد إلكتروني عنه إلى متابعيه المتزايدين، كانت تلك المشكلة الأولى، لكنها ليست الكُبرَى إطلاقًا، فبعد إرسال الرسائل الإلكترونية لبضعة أسابيع، لاحظ وجود نزعة معينة، فكلما أرسل رسائل تحتوي منتجات مجانيةً أو فرصًا للجوائز أو هدايا، زادت نسبة فتح الرسائل وتصفحها، وشكّلت هاتان النقطتان الإحصائيتان إدمانًا رقميًا لديه، فأحب رؤية الأرقام ترتفع أكثر فأكثر؛ أما عن عدد المشتركين، فكان ذلك أكبر إدمان لديه، رغم أنه لم يجرب الإدمان من قبل، حيث كان ذلك الرقم يعطيه شعورًا مذهلًا.

إذا كنت مسوقًا ذا خبرة عبر البريد الإلكتروني، أو كنت مجرد مسوق عمومًا، فلا بد أنك فهمت نتيجة هذه القصة، ففي جميع الأحوال، تشبث جيدًا، لأنه سيحكي لك قصةً قاسيةً.

كلما زاد عدد الهدايا والجوائز التي قدمها لمشتركي قائمته المتزايدين، زاد التفاعل مع رسائل البريد الإلكتروني، فمرةً يوزع جهاز آي باد iPad، ومرةً بطاقةً ائتمانيةً بقيمة 100 دولار، وهلم جرًا، وفي مرحلة ما كان يرسل بريدًا يطلب فيه من مشتركي قائمته الإعجاب بإحدى الصفحات على فيسبوك، فيفعل أكثر من ألف شخص ذلك خلال ساعة، وهو أمر مذهل للغاية بالنسبة إلى الحقبة الممتدة من 2009 إلى 2011 على وسائل التواصل الاجتماعي.

لكنه لاحظ بعدها نزعةً أخرى في قائمته، فحين أرسل رسائل لا تتضمن جوائز، كانت معدلات فتح الرسالة وتصفحها تنخفض كثيرًا، بل أسوأ من ذلك، حيث كانت تلك الرسائل تتلقى عادةً ردودًا سلبيةً وحالات إلغاء اشتراك عاليةً، ولا يعرف أي الأمرين جرح شعوره أكثر، لكنه شعر بالسخف حين استذكر الأمر الآن، وفكر أنه سمح لذلك بأن يؤثر على قراراته إلى ذلك الحد، إلا أنه استمر في إدارة القائمة لسنوات، وقلل من عدد الهدايا وأرسل عددًا أقل من الرسائل.

كم كره الشعور بأنه أسس قائمة بريد إلكتروني ضخمةً مكونةً من أشخاص لا يهتمون سوى بالمنتجات المجانية، وجرب العديد من أنواع المحتوى في بريده الإلكتروني، ونوّع في مواعيد الإرسال وحاول ضبط موعد وتوقيت محدد كذلك، كما جرب تجزئة القائمة، وجرب حذف عدد كبير من المشتركين (أكثر من 5000 مشترك في كل مرة)، وأخذ استراحةً من إرسال الرسائل لأعضاء القائمة لمدة سنة تقريبًا، وهي ليست فكرةً جيدةً إطلاقًا بالمناسبة، حتى إنه جرب تغيير الاسم وعنوان البريد الذي تصدر منه الرسائل، لكن الضرر كان قد وقع للأسف، وأصبحت القائمة عديمة القيمة، وكانت تكلفه بضعة آلاف من الدولارات كل عام.

بعد عامين من تجربة كل ما أمكنه التفكير فيه لتلبية احتياجات هذه القائمة الضخمة من المشتركين، استسلم أخيرًا، وأدرك أنه وقع فريسة فخ مكلف للغاية، وكان عليه الاستسلام وتخطي الأمر، وهذا أمر لا يسهل فعله كما نعلم جميعًا.

لذا أرسلَ ثلاث رسائل أخيرة؛ أعلن في الرسالة الأولى أنه سيغلق القائمة، وأخبر الناس في الرسالة الثانية أن بإمكانهم الاشتراك في قائمة جديدة أنشأها بشغف، والتي لن تتضمن أي هدايا، وكان واضحًا جدًا بشأن نوع المحتوى الذي سيتلقاه أعضاء القائمة الجديدة، وفي الرسالة الأخيرة، شكر الناس على اشتراكهم لديه وودعهم، ثم حذف القائمة بأكملها، ولم يدعمها ولم يحفظها، وفقد 25000 مشترك، وبعد كل ما قال وفعل، انتقل نحو 200 إلى 300 شخص فقط من أصل أكثر من 25000 عضوًا في قائمة بريده الإلكتروني، وقد جعله ذلك سعيدًا.

لعلك ما زلت تتساءل عما جعله يستغني عن 25 ألف مشترك، والإجابة هي أنهم لم يكونوا من النوع المناسب له، كما قال بول جارفيس: "لم يكونوا نوعي المفضّل" وكما قال سيث غودين: "لم يشاركوني الأفكار"، بل كانوا قائمةً من الناس الذين أرادوا منه شيئًا لم يكن سعيدًا بمنحه.

اقتباس

تلخيص: لا تنشئ قائمة بريد إلكتروني مبنيةً على الهدايا والمكافآت، بل أنشئ قائمةً من أشخاص يريدون قراءة رسائلك، ويهتمون لأمرك ولما تتحدث عنه.

لقد تغيرت أفكار جايسون زوك عن التسويق عبر البريد الإلكتروني جذريًا مع مرور السنوات، وقد تفترض أنه يبغض التسويق عبر البريد الإلكتروني والقوائم بسبب هذه القصة وتجربته المتعثرة، ولكن على العكس من ذلك، فقائمة بريده الإلكتروني الثانية، Action Army (للموقع السابق JasonDoesStuff)، أنتجت له قِيَمًا هائلةً ومردودًا في حسابه المصرفي من عام 2014 حتى 2018، فمع أنه أخطأ وفشل في قائمة بريده الإلكتروني الأولى، إلا أنه تعلم الكثير من تلك التجربة كذلك.

خاتمة

كانت هذه مقدمةً عامةً حول ما مر به جايسون زوك أثناء بدء رحلته مع قوائم البريد الإلكتروني، وسنتعرّف في المقال التالي من هذه السلسلة من أين تبدأ عملية إنشاء قائمة بريد إلكتروني بالتفصيل وبخطوات عملية.

ترجمة -وبتصرّف- للمقال The Ethical Guide To Building An Email List Without Sleazy Tactics لصاحبه Jason Zook.

اقرأ أيضًا


تفاعل الأعضاء

أفضل التعليقات

لا توجد أية تعليقات بعد



انضم إلى النقاش

يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.

زائر
أضف تعليق

×   لقد أضفت محتوى بخط أو تنسيق مختلف.   Restore formatting

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   جرى استعادة المحتوى السابق..   امسح المحرر

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.


×
×
  • أضف...