من منّا لا يعرف الرسائل المزعجة؟ على الرغم من أن البرامج والمرشحات المضادة للرسائل المزعجة تعمل على التقاط الكثير من هذه الرسائل؛ إلا أنّها لا زالت تشكّل ما يصل إلى 45% من الرسائل اﻹلكترونية بصورة عامّة وذلك حسب دراسة أجراها موقع SpamLaws.com. تأتي معظم الرسائل المزعجة من مصادر مشبوهة تحاول خداع المشتركين، ولكن في بعض اﻷحيان ترسل العلامات التجارية المشهورة عن طريق الخطأ رسائل لا تمرّ من خلال مرشّحات الرسائل المزعجة وينتهي بها المطاف في مجلد الرسائل المزعجة بدلًا من وصولها إلى صندوق البريد.
وكمسوق، فمن المؤكّد أنّك ترغب في أن لا تصل رسائلك اﻹلكترونية إلى مجلد الرسائل المزعجة على اﻹطلاق، ولتضمن عدم حدوث ذلك أقدّم إليك فيما يلي ما يجب عليك معرفته حول الرسائل المزعجة.
ما هي الرسائل المزعجة؟
يعرّف معظم الناس الرسائل المزعجة بأنّها رسائل تافهة وغير مفيدة، ومع أنّ هذا التعريف قد يبدو بسيطًا ولكنّه تعريف جيّد في الواقع. أما التعريف الأدقّ للرسائل المزعجة فهي الرسائل غير المرغوبة والتي لا تحتوي على مواضيع مهمّة بالنسبة إليك.
عادة ما تُرسل الرسائل المزعجة بدفعات كبيرة على أمل أن يفتحها أحد ما، وفي بعض الأحيان ترسل شركة حقيقية هذا النوع من الرسائل أملًا في الحصول على بعض العمل، ولكن يُرسل بعض الأشخاص المشبوهين رسائل مزعجة بهدف اﻹيقاع بالناس وخداعهم، وبصرف النظر عن الهدف المبتغى من إرسال الرسالة فإن هذه الرسائل تُرسل دون إذن المستلم وتعدّ رسائل مزعجة.
ومع هذا كله، فإنّ مجرمي الشابكة الذين يحاولون اﻹيقاع بالناس وخداعهم ليسوا هم المصدر الوحيد للرسائل المزعجة، فحتّى أكثر الشركات وثاقة قد ترسل في بعض اﻷحيان رسائل مزعجة دون أن تدرك ذلك.
كيف تعمل المرشحات والبرامج المضادّة للرسائل المزعجة؟
تمسح المرشحات والبرامج المضادّة للرسائل المزعجة الرسائل اﻹلكترونية بحثًا عن رايات حمراء red flags، وتحدّد هذه الرايات بالاعتماد على بعض السمات العامّة التي تمتاز بها الرسائل المزعجة. تمسح المرشحات الرسائل اﻹلكترونية منذ إرسالها إلى حين وصولها لصندوق بريدك اﻹلكتروني وتحدّد المكان الذي ستستقرّ فيه الرسالة، فإمّا في صندوق الرسائل الواردة، أو في مجلد الرسائل المزعجة.
عندما ترسل إليك جهة ما رسالة إلكترونية، فإنّ مزوّد خدمة اﻹنترنت (ISP) ومزوّد خدمة البريد اﻹلكتروني مثل Gmail أو Yahoo! يرسلان الرسالة عبر مرشحّات بُنيت في اﻷنظمة الخاصة بهما. وتأخذ هذه اﻷنظمة الكثير من اﻷمور في نظر الاعتبار مثل محتوى رسائلك اﻹلكترونية، وعدد الرسائل التي ترسلها، وما يسمى بسمعة الإرسال Sending reputation.
تنظر المرشحات في أجزاء معيّنة من الرسالة اﻹلكترونية، مثل العنوان ومحتوى الرسالة اﻹلكترونية وحتى بيانات الترويسة والتي تعدّ بمثابة جهاز تحديد المواقع GPS بالنسبة للرسائل اﻹلكترونية حيث يتعقبّ مصدر الرسالة ووجهتها ووقت وصولها إلى وجهات متعددة. تبحث المرشحات ضمن هذه البيانات عن أيّ شيء خارج عن المألوف، وتصنّف الرسالة اﻹلكترونية كرسالة مزعجة إذا ما وجدت أي شيء مريب فيها.
باﻹضافة إلى ما سبق، فهناك قائمة بمرسلي الرسائل المزعجة تدعى [بالقائمة السوداء]، وإذا ما اكتشف المرشح أنّ الرسالة اﻹلكترونية مرسلة من أحد الأطراف المدرجة في هذه القائمة فإنّه يمنع الرسالة من الوصول إلى صندوق البريد الوارد. تتفحص المرشحات محتوى الرسائل أيضًا، وتبحث عن العلامات التي يمكن أن توحي بأنّها رسالة مزعجة، كالعناوين المشبوهة، أو اكتظاظ المحتوى بالصور، أو وجود روابط مختصرة … الخ. إن لم تكن مطّلعًا على هذه الرايات الحمراء فمن المحتمل أن تحصل رسائلك على وسم الرسائل المزعجة دون أن تعي ذلك.
التطور المستمر لمرسلي الرسائل المزعجة وللمرشحات
مرسلو الرسائل المزعجة أذكياء، فهم يعرفون آلية عمل المرشحات ويطوّرون على الدوام أساليبهم لتجاوز هذه المرشحات وإيصال رسائلهم المزعجة إلى صندوق البريد الوارد. ولحسن الحظ، فإنّ المرشحات تتطوّر بنفس الوتيرة وكذلك اﻷمر بالنسبة لصناديق البريد اﻹلكتروني والتي أصبحت تقدّم المزيد من اﻷدوات التي تساعد أصحابها في التحكّم فيما يشاهدونه.
وقد سهّلت الشركات المزوّدة لخدمة البريد اﻹلكتروني على المشتركين وسم الرسالة اﻹلكترونية بوسم الرسالة المزعجة، فلنفترض مثلًا أنّك تلقّيت رسالة تروّج لدواء يعالج نزلات البرد، ولم يكن لديك أدنى فكرة عن مصدر هذه الرسالة، فيمكنك حينها وسم تلك الرسالة بوسم الرسائل المزعجة وإرسالها إلى المجلد الخاص بهذا النوع من الرسائل.
تتفحّص المرشحات الخاصة بصناديق البريد اﻹلكترونية الرسائل التي يسمها المشتركون حول العالم بوسم الرسالة المزعجة، وعن طريق إيجاد أوجه التشابه بين هذه الرسائل واستخدام المعلومات التي تقدّمها يمكن لهذه المرشحات أن تزداد قوة في مواجهة الرسائل المزعجة. وبمعنى آخر، فإنّ المشتركين يساعدون مرشحات الرسائل المزعجة في التفريق بين الرسائل المزعجة والرسائل العادية، وبالتالي في زيادة قوّتها.
إنّه لمن الجيد معرفة أن مرشحات الرسائل المزعجة في تطور دائم، فهذا اﻷمر يجعل من الإنترنت مكانًا آمنًا بالنسبة للمستخدمين، ولكن لزيادة مقدار اﻷمان قدر المستطاع قد تلتقط هذه المرشحات بعض الرسائل التابعة لعلامتك التجارية، ولكن يمكنك تعلّم الطريقة الصحيحة ﻹرسال الرسائل والتي ستبعدك عن هذه المرشحات وعن مجلد الرسائل المزعجة.
كيف ترسل رسائل إلكترونية أفضل وكيف تتجنب مرشحات الرسائل المزعجة؟
عادة ما يعاقب المشتركون المرسلين بأن يسموا الرسائل غير المتوقّعة في صندوق بريدهم اﻹلكتروني بوسم الرسائل المزعجة، وبمجرد أن تحصل رسالتك على هذا الوسم فإنّ سمعتك تصبح أسوأ وأسوأ بالنسبة لمرشحات الرسائل اﻹلكترونية؛ لذا عليك الابتعاد عن هذا الطريق فعواقبه وخيمة.
ومن المؤكد أنّ السؤال التالي يدور في بالك الآن: كيف تتجنّب مرشّحات الرسائل المزعجة؟ إليك الطريقة التي تضمن لك أنّ رسائل حملتك البريدية لن تكون رسائل مزعجة.
أرسل الرسائل إلى المشتركين المسجّلين في قائمتك البريدية فقط
إنّ من القواعد الأساسية في التسويق بالبريد الإلكتروني هي إرسال الرسائل اﻹلكترونية إلى اﻷشخاص المشتركين طوعًا في القائمة البريدية، وهذا يعني أنّه لا يجوز شراء قائمة بريدية وإرسال الرسائل اﻹلكترونية إلى أشخاص لا يعرفونك ولا يعرفون منتجك. كذلك يجب عليك أن لا تفترض أنّ مجرد تبادل بطاقات العمل مع أحد اﻷشخاص في معرض تجاري مثلًا يعني رغبته في استقبال رسائلك اﻹلكترونية.
لتتأكد من رغبة المشتركين في تلقّي رسائلك عليك أن تعتمد عملية اشتراك ذات خطوتين، فعندما يشترك أحد اﻷشخاص طوعًا في قائمتك البريدية عليك أن ترسل رسالة تأكيد إلى حسابه تطلب منه الموافقة على استقبال رسائلك اﻹلكترونية.
رحّب بالمشتركين الجدد في أسرع وقت
بعد أن ينضمّ مشترك جديد إلى قائمتك البريدية عليك أنت ترحّب به في أسرع وقت ممكن، فإن تأخرت قد ينسى المشترك بأنّه قد سجّل في السابق في قائمتك البريدية وسيسم رسائلك بوسم الرسائل المزعجة.
ولتجنب ذلك عليك إرسال رسالة ترحيبية إلى المشتركين الجدد خلال الـ 24 ساعة الأولى، ولكنك لست مضطرًا إلى مراقبة قائمتك البريدية وإرسال الرسائل الترحيبية يدويًّا، بل يمكنك أتمتة هذه العملية وذلك بإنشاء رسالة ترحيب يتلقّاها جميع المشتركين وتُرسل إلى المشتركين الجدد في قائمتك البريدية. يجب أن تتضمّن الرسالة عبارات الترحيب وأن تعرّف المستخدم بك وبعلامتك التجارية، كما في المثال التالي من شركة Flight Center وهي شركة متخصّصة في حجوزات السفر.
أضفِ على رسائلك طابعًا شخصيًا
تبحث مرشّحات الرسائل المزعجة عن أي دليل يشير إلى معرفتك بالشخص الذي تراسله، ويمكنك القيام بذلك عن طريق إضفاء الطابع الشخصي على الرسالة اﻹلكترونية. يمكنك استخدام حقول الدمج ‘merge fields’ لإضافة اسم المشترك اﻷول إلى عنوان الرسالة أو إضافة وظيفة المشترك إلى متن الرسالة أو استخدام بيانات أخرى تابعة للمشترك بغية إضفاء المزيد من الطابع الشخصي على الرسالة.
يؤدي إضفاء الطابع الشخصي على الرسائل اﻹلكترونية إلى نيل رضا المرشحات عن الرسالة إضافة إلى أنّ هذا اﻷسلوب يساهم في زيادة معدﻻت فتح الرسالة، فقد أظهرت الأبحاث ازدياد نسبة فتح الرسائل اﻹلكترونية ذات العناوين التي تمتاز بطابع شخصي بنسبة 26%.
أرسل الرسائل اﻹلكترونية من النطاق التابع لشركتك
يرسل المسوقون الجادّون رسائل إلكترونية من عناوين بريد إلكتروني تابعة لشركاتهم، وليس من الحسابات المجانية التي توفّرها خدمات مثل Gmail و Hotmail وغيرها. تبحث مرشحات الرسائل المزعجة عن المصداقية في الرسائلة اﻹلكترونية والرسائل التي تنتهي بالمقطع @gmail.com أو @hotmail.com لا تتوافق مع هذه المتطلبات.
إضافة إلى ما سبق، احرص على أن يكون اسم المرسل معروفًا وذا سمعة حسنة، فرسالة إلكترونية من عنوان مثلSnowflake@ABCCompany.com لن توحي بالكثير من الثقة للمشترك. إليك مثالًا رائعًا من CoSchedule حيث اسم المرسل هو: “Breonna from CoSchedule.” وعندما يمرر المستخدم مؤشر الفأرة فوق الاسم في Gmail، يظهر عنوان البريد اﻹلكتروني إضافة إلى الصورة الخاصة بالمرسل.
تجنّب استخدام الكلمات المزعجة
تبحث مرشحات الرسائل المزعجة عن الكلمات المزعجة “buzz words” التي يستخدمها مرسلو هذا النوع من الرسائل بكثرة، وفيما يلي قائمة بأكثر الكلمات المزعجة استخدامًا بحسب Mequoda.
هناك بعض الكلمات الواضحة التي يفضل مرسلو الرسائل المزعجة استخدامها بكثرة مثل “احصل على المزيد من المال” أو “مجّاني 100%” ولكن هناك بعض الكلمات التي قد تستخدمها العلامات التجارية المعروفة مثل “هدية مجانية” أو “اطلب اﻵن”.
يجب عليك تجنّب استخدام هذه الكلمات قدر الإمكان في الرسائل التي ترسلها إلى قائمتك البريدية، ولكن إن كنت تقدّم هدية مجّانية فلا بد حينئذٍ من استخدام كلمات مثل “هدية مجّانية”؛ لذا إن كنت بحاجة إلى استخدام مثل هذه الكلمات فحاول إدخالها في السياق الصحيح، فعلى سبيل المثال: “سامر، يمكنك الحصول على هدية مجانية عند شرائك بمقدار 20$ من متجر الزمردة الزرقاء” وهكذا سيبدو عرضك مقبولًا.
تجنب استخدام الروابط المختصرة
عادة ما يختصر مرسلو الرسائل المزعجة الروابط لإخفاء أي دليل يكشف عن هويّتهم؛ لذا فإنّ وجود هذه الروابط في الرسالة يعدّ بالنسبة لمرشحات الرسائل المزعجة راية حمراء.
وكمسوق فإنّه من الضروريّ جدًّا أن تكون مدركًا لهذا اﻷمر، ولربّما تكون قد تعوّدت على استخدام أدوات اختصار الروابط مثل Bitly ولكن يجب عليك تجنّب هذا اﻷمر في رسائلك اﻹلكترونية.
استخدم مزوّد خدمة البريد اﻹلكتروني يمتلك خاصية اختبار الرسائل المزعجة
تقدّم الكثير من مزوّدات خدمة البريد الإلكتروني اختبارات للرسائل المزعجة، وتمنح هذه الاختبارات المسوقين القدرة على تفحّص رسائلهم بواسطة مرشّح الرسائل المزعجة قبل إرسالها إلى المشتركين. ويمكن لمستخدمي Campaign Monitor على سبيل المثال إجراء اختبار الرسائل المزعجة والحصول على نصائح لتجنب هذا النوع من الرسائل:
تقدّم هذه الخاصية طبقة حماية إضافية تمنع الرسائل اﻹلكترونية من الوصول إلى مجلد الرسائل المزعجة.
الخلاصة
صحيح أن الرسائل المزعجة هي مشكلة شائعة، ولكن آلية الكشف عن هذه الرسائل وكيفية إرسالها إلى المجلدات المخفية هو أمرٌ لا يدركه الكثيرون. يمكنك الآن وبالاستعانة بالمعلومات السابقة إنشاء حملتك التسويقية القادمة وكلّك ثقة بأنّك قد اتخذت جميع الإجراءات الاحترازية لضمان عدم وصول رسائلك اﻹلكترونية إلى مجلد الرسائل المزعجة.
ترجمة - وبتصرّف - للمقال What’s Considered Email Spam and How to Avoid It لصاحبته Andrea Robbins.
حقوق الصورة البارزة محفوظة لـ Freepik
أفضل التعليقات
لا توجد أية تعليقات بعد
انضم إلى النقاش
يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.