لوحة المتصدرين
المحتوى الأكثر حصولًا على سمعة جيدة
المحتوى الأعلى تقييمًا في 07/11/17 في كل الموقع
-
منذ مدة مضت، بدأت استطلاعًا صغيرًا. كان هدف الاستطلاع التعرف أكثر على جدوى الكتابة من أجل المعيشة. يعرف متابعو مدونتي أني أكتب قليلا إلى حد ما عن الأمور التقنية (التي لها علاقة بالبرمجة). هل أستطيع الاستمرار في هذا النشاط لدوام كامل؟ يثير هذا التساؤل فضولي. من بين 76 شخصًا أكملوا الاستبيان، ثلاثة فقط بدا عليهم الاقتناع بأنهم يستطيعون. الحوافز كان من المثير للاهتمام ملاحظة أن دوافع الكتابة - بناءً على إجابات هذه العينة صغيرة الحجم على نحو لا يمكن إنكاره - اندرجت تقريبا تحت ثلاث فئات: غالبًا من أجل التعلم، غالباً من أجل المشاركة/ التدريس، الأمور المالية / العلامة التجارية الشخصية Personal brand. ذكَر عُشْر المستطلعة آراؤهم أمورًا آخرى مختلفة تحفزهم . كنت أتوقع أن السواد الأعظم ستكون المشاركة حافزهم الأول، يليها التعلم؛ إلا أن عدد الكتاب الذين ركزوا بالفعل على الأسباب المهنية التى تدفعهم للكتابة أدهشني. أمر آخر أعجبني : على الرغم من أن حوالي ثلث الكتاب أشاروا إلى أن الأمور المالية / العلامة التجارية الشخصية حافزهم الرئيسي للكتابة, إلا أن خمسة فقط من بين الأشخاص الستة والسبعين الذين أكملوا الاستطلاع عرضوا إعلانات عمدًا بجانب محتواهم. المنصات قال 17% من الكتاب أنهم يعتمدون على خدمة للتدوين، مثل wordpress.com أو medium.com، لاستضافة منشوراتهم. يستضيف الباقون منشوراتهم على منصات مستضافة ذاتيًّا. تتلقّى مدونات الفريق الأول حوالي 12% من إجمالي المشاهدات اليومية المقدرة (حين نستبعد القيم الحديّة، أي تلك الأقل من عشر زيارات في اليوم وتلك التى تتعدى عشرة آلاف زيارة). يعني هذا أن 88% من إجمالي الزيارات اليومية المقدرة- لكل شخص شارك في الاستطلاع- تحدث على منصاتهم المستضافة ذاتيا. يجب علي الاعتراف أن أكبر حافز لعدم تشغيل منصّة التدوين بنفسي هو أني لا أريد تنقيح Debugging خادوم لا يعمل في الثالثة صباحا. يبدو أن من لديهم منصاتهم الخاصّة ممّن شاركوا في الاستطلاع، إما ليس لديهم هذا الهاجس أو أنهم تعلموا كيف يديرون منصّاتهم دون النظر إليه. حاليًّا، يحصُل خمسة بالمئة من الكتاب المشاركين على المال من كتاباتهم؛ بينما صرّح 17% أنهم يودّون لو كانوا كذلك، إلا أنهم يفتقرون إلى الأدوات اللازمة لفعل ذلك. قال 26% أنهم يدفعون لكتّاب ذوي خبرات مختلفة عنهم، بينما بلغت نسبة من يدفع لكتاب من نفس مجال خبرتهم 48%. يمكننا من خلال هذه الأرقام استنتاج أن خُمس الكتاب يهتم بالاستفادة ماليًّا من كتاباته؛ بينما يستعد أربعة من بين كل خمسة للدفع مقابل الحصول على خدمات نظرائهم. هذا يشذ عن الدوافع التى عبرنا عنها سابقا، ولذا فأنا لست متأكدًا حقًا ممّا يجدُر بي قوله هنا.. الكتب قال 17% ممّن أجروا الاستطلاع أنهم ألفوا كتابًا تقنيًا واحدًا، على أقل تقدير. وصرح 18% أنهم ربحوا مالا من كتاباتهم (في أشكال آخرى). العينة المحددة صغيرة جداً لربط هذه الأرقام بإيرادات من الإعلانات. على كلٍّ، صرح واحد فقط ممّن سبق لهم نشر كتاب، أن بإمكانه كسب عيشه على نحو دائم من الكتابة فقط. أمور شخصية لم أكمل الإجابة على7 استطلاع الرأي، على الأرجح لأني لم أرد لإجاباتي أن تضرّ تحليلي. لكن إليك إجاباتي الشخصية: أكتب لأن هذه يساعدني في صقل ما أعرفه. أكتب لأن هذا يساعد الآخرين في التعلم من أخطائي و يمنحهم فرصة لطلب مساعدتي في حل مشاكل لم أقابلها بعد. سبق لي النشر في منصات Medium و Sitepoint. يدفع موقع Sitepoint جيدًا مقابل الجهد الذي أبذله في الكتابة. لذا فإني أنشر مقالات PHP المهمّة هناك. لا أرغب في أن أكون مضطرًا لإدارة منصّة نشر خاصة بي وصيانتها، وبالمثل ليست لديّ إمكانية الوصول إلى إحصاءات عن المقالات التي أنشرها. بمعنى أن المقابل الذي دفعه لي موقع Sitepoint كان المكافأة المالية الوحيدة التى حصلت عليها من الكتابة على منصتهم. لا أدري إلى متى سأظل أنشر على منصة Medium.com لا أتعمّد نشر إعلانات، فليس لدي تحكم في الإعلانات التى تعرضها المنصتان. ما كنتُ لأعرض إعلانات حتى لو كانت لديّ إمكانية ذلك. لا أريد أن أزعج نفسي بنقاش هذه الأمور. لم أستفد ماديًّا من أي محتوى أنشره، ما عدا من موقع Sitepoint. نشرتُ أشياء كثيرة، وبثثتُ حصصا مباشرة عن البرمجة واستكشافها، دون مقابل. دعمت مخرجي محتوى كثر بقدر استطاعتي. خاصة Chris Hartjes و Jeffrey Way و Eric Barnes. يوجد آخرون كثيرون تعلمت منهم، لكنهم لم يربحوا مالاً عن محتوياتهم. أحب كوني قادراً على مساندة هؤلاء الناس (حتى من حصلوا على المال أو سمحوا بالهبات) لأنهم ينتجون محتوى ممتازا. كتبتُ حفنة من الكتب، حيناً لناشرين (Apress and Packt) و حينًا نشرتها بمفردي (Leanpub). أغلب المال الذي تحصّلتُ عليه من هذه الكتب كان من تلك التى نشرتها بنفسي. تحصل دور النشر على الكثير وتعطى القليل مقابلاً له. تقدّم الكتب المنشورة فوائد كثير، يصعب حصرها في النقود. ختاما لا أظن أن بإمكاني كسب العيش من الكتابة، في هذه المرحلة. لا أدري هل سأظل قادرا على كتابة محتوى جيد حتى يمكنني العيش من الكتابة على نحو دائم . لا أعلم إن كنت سأترك مهنة التطوير الاعتيادية، أو ما إذا سأظل قادرًا على مواصلة الكتابة بخصوص عمل التطوير الاعتيادي. شكراً لكل مَن أخذ مِن وقته لتشاركه معي. شكرا لك على قراءتك هذا المقال. أتمنى أنك وجدته مفيدًا، حتى و لوكان لمعرفة ما أنت مقبل عليه ككاتب مرتقب. ترجمة - بتصرّف - لمقال The Business Of Writing لصاحبه Christopher Pitt. حقوق الصورة البارزة محفوظة لـ Freepik1 نقطة
-
ما عليك إلا أن تخبر الآخرين بأنّك ستطلق مشروعك التجاري، لتتلقّى كمًّا هائلًا من التعليقات المثبّطة: في الواقع، هذه الأمور الشائعة ليست إلا هراءً. فعلى سبيل المثال، لنناقش نسبة الفشل (95%) المزعومة. تشير تقارير وزارة العمل الأمريكية إلى أن نسبة المشاريع التجارية التي تنتهي خلال 4 سنوات هي 24% فقط، و17% منها يكون سبب الإنهاء فيها هو الفشل أو الإفلاس، أما الغالبية العظمى منها فهي مشاريع تجارية انتهت إما بسبب بيع المشروع أو تقاعد صاحبه. لا شكّ في أن البدء بمشروع تجاري لا يخلو من المخاطرة، ولكن هذه الادعاءات تعني أنّ من يقوم بذلك شخص جاهل وطمّاع وأناني ومجنون إلى درجة أنّه يلقي بنفسه إلى الفشل. إن كنت تفكّر في البدء بمشروع تجاريّ جديد الآن، فعليك أن تدرّك المخاطر التي ستواجهك، وأعني بها المخاطر الحقيقية. والحقيقة -كالعادة- تقع بين هذه الادعاءات غير المستندة إلى أدلّة وبين مدوّنات الشركات الناشئة التي لا تظهر لقرّائها غير الطريق المفروش بالزهور. بدايةً يجب علينا تحديد معنى “المشروع التجاري”. أظهر إحصاء أجري سنة 2006 في الولايات المتحدة الأمريكية(1) أن نصف المشاريع التجارية في البلاد هي مصدر دخل ثانوي لأصحابها، وليست مصدر الدخل الرئيسي. كما أظهر الإحصاء أنّ ثلثي المشاريع التجارية قد بدأت من المنزل، وأن 21% فقط منها توظّف شخصًا آخر غير صاحب المشروع. وبعبارة أخرى، فإنّ معظم “المشاريع التجارية” هي مشاريع جانبية قد يطمح أصحابها أو لا يطمحون لتطويرها إلى شيء آخر. المشكلة ليست كون كل هذه المشاريع مشاريع جانبية، ولكن المشكلة هي أنّه لا علاقة لبيانات “المشاريع الجانبية” بالحديث عن اتخاذ الخطوة الأهمّ في حياتك “ترك وظيفتك”. أليست المشاريع الجانبية عرضة للفشل - بطبيعة الحال - أكثر من المشاريع التي تضع فيها كل طاقتك ووقتك وجهدك؟ نعم، هذا يعتمد على تعريفك لـ”الفشل”. فقد وجدت دراسة أسترالية(2) أن 64% من المشاريع التجارية يفشل خلال عشر سنوات إن كان تعريف “فشل المشروع التجاري” هو “عدم الاستمرار في امتلاك المشروع”. ولكن “الفشل” قد يعني أي شيء، مثل إهمال المشروع من قبل مؤسّسه - وهي الحالة الأكثر شيوعًا - خصوصًا عندما يكون مشروعًا بيتيًا ولا يُعدّ مصدر الدخل الرئيسي. ورد في الدراسة ذاتها، أنه لو كان تعريف “فشل المشروع التجاري” هو “الإفلاس” فإن نسبة المشاريع التجارية الفاشلة خلال عشر سنوات تنخفض إلى 5.3% فقط. بمعنى آخر، حتى عندما يبدو للعيان أن المشروع التجاري متوقفٌ عن العمل، فإن الإفلاس ليس أمرًا حتميًا. وماذا بشأن ساعات العمل الطويلة التي تسمع عنها؟ في الواقع، هذا صحيح، فكل من أعرفه من ذوي المهن الحرة (وأنا منهم) يعمل أكثر من الموظفين (باستثناء بعض المهن ذات الطبيعة الصارمة مثل الخدمات الطبية والقانونية والمحاسبية). إليك بعض الأرقام الموثوقة: يشير تقرير الحكومة الكندية إلى أن أصحاب المهن الحرة يعملون 5 ساعات أكثر من الموظفين في كل أسبوع. ولكن الحقيقة هنا هي أن 33% من أصحاب المهن الحرة يعملون أكثر من 50 ساعة مقارنة بـ 5% فقط من الموظفين. وماذا عن الحصول على الأموال؟ تشير دراسات الاتحاد الوطني للأعمال المستقلة NFIB إلى أن ثلث المشاريع التجارية يحقق أرباحًا، والثلث الآخر في حالة توازن بين النفقات والعائدات (نقطة تعادل break-even)، أما الثلث الأخير فيخسر الأموال. ممّا سبق يمكن أن نثبت بعض الحقائق: “فقدان المال” أمر سيء للغاية وأسوأ حتى من البقاء دون عمل، وتساوي النفقات والعائدات ليس أفضل بكثير. وهذا يعني أن البدء بمشروع تجاري ينطوي على مخاطرة حقيقية، ولأزيدك من الشعر بيتًا فإنّك لن تجني الأموال في أول 6 إلى 24 شهرًا، وهذا يعني أنّك بحاجة إلى امتلاك ما يكفي من الأموال لتتمكن من الصمود لفترة لا بأس بها، وأنّ عليك وضع قيود مالية على نفسك، لتترك المشروع متى ما تجاوزتها. ولكن، تذكّر أن نصف تلك المشاريع التجارية هي مشاريع جانبية، ومشاريع الهواة شائعة كثيرًا، ولا شيء يربط بين كون مشروع كصناعة عقود الخرز في الغرفة الخلفية لأحد الأشخاص يخسر الأموال وبين تفكيرك في تقديم خدمات استشارية. على كل حال، فإن السؤال الحقيقي هو: “ما هو مقدار المال الذي أتوقع الحصول عليه أو فقدانه من المشروع التجاري الذي سأبدأ به مقارنة بمشروعي الأفضل القادم؟” بالنسبة لمعظم الأشخاص فإن “الأفضل القادم” يعني العمل، ففي استبيان أجرته Gallup سنة 2006 حين تعرضت المشاريع الصغيرة للإغلاق بسبب ارتفاع أسعار الوقود، أعلن 80% تقريبًا من أصحاب المشاريع أنّهم يجنون أموالًا أكثر في الساعة، مقارنة بعملهم في شركات أخرى وفي نفس المجال. وهذه تعتبر أرباحًا وليست عائدات، حتى مع الساعات الإضافية التي تحتاجها المشاريع الصغيرة. إضافة إلى ذلك، فإن نصف أصحاب المشاريع هؤلاء يجنون أموالًا أكثر من خلال المشروع التجاري مقارنة بالعمل الاعتيادي، و76% منه قال بأنّ حالته المادية أفضل عموما. شمل الإحصاء الأمريكي أيضًا “مشاعر” روّاد الأعمال(4): في كل سنة ضمن الفترة الممتدة من عام 1990 و2004، كانت الشركات التي تضم ما لا يزيد عن 4 موظفين والشركات التي تضم أكثر من 500 موظف هي من يصرف أعلى الرواتب. لذا إن كنت لا تمانع في العمل لدى شركة كبيرة مترقبًا الوقت الذي سيتم تنحيتك فيه عن عملك، فمع راتب شهري سيكون هذا هو الرهان الأفضل، أما إن كنت لا ترى هذا جيدًا، فالشركات الصغيرة هي الخيار الأنسب. ولكن بقي لدينا موضوع الظروف الاقتصادية. لا أدري لماذا يعتقد الجميع أن إطلاق مشروع تجاري في ظروف اقتصادية صعبة يبدو أمرًا سيئًا؟ هل السبب هو الاعتقاد بأنّ لا أحد سينفق المال؟ هذا ليس مهمًّا على الإطلاق، إذ لن يكون لديك الكثير من العملاء في أول 6 إلى 12 شهرًا، والعملاء الذين تحصل عليهم في هذه الفترة هم أولئك المتلهّفون إلى منتجك بشدّة، وبما أنّهم متلهّفون للمنتج فلن تؤثّر الظروف الاقتصادية عليهم بتاتًا. في الواقع، من الأفضل أن تكون الحالة الاقتصادية سيّئة، إذ تمرّ جميع الشركات بظروف صعبة، وسيكون بميسورك الحصول على أثاث وإيجار وخدمات رخيصة مثل التصميم الفني وتصميم مواقع الإنترنت، فالأشخاص الجيدون عاطلون عن العمل، والأفضل من ذلك أنّك ستحصل على المساعدة التي تحتاج إليها وبنصف ثمنها أو ستعثر على مؤسس شريك قد فقد وظيفته مؤخّرًا. في Smart Bear مثلًا، وظّفنا مستشارًا في التصميم مقابل ثلث مرتّبه الاعتيادي. تخفّض شركات الإعلان أسعارها حتى دون أن أطلب ذلك منها. الإيجارات الفرعية منتشرة في كل مكان فالشركات تحاول تعويض إيجارها الممتد لسبع سنوات وقد سرّح بعضها نصف فريق العمل فيها، وهذا يعني أنّه الوقت المثالي للحصول على فريق العمل وبرواتب منخفضة. في نهاية المطاف، فإن المسألة مرتبطة بشعورك بالرضا والسعادة، وليس فقط بتحقيق النجاح المادي. ففي العمل العادي، تميل “السعادة” و”الأموال” إلى الارتباط بعلاقة عكسية، فمن الصعب أن تحصل عليهما معًا. يمكن تلخيص هذه الفكرة بشكل جيد من خلال تقييم Juhan Sonin لحياته الشخصية. يمكنك أن تكسر النمطية من خلال إدراة مشروعك التجاري بنفسك، فتجني الأموال وتقوم بما تحبّ القيام به، ولكن المشاريع التجارية الصغيرة مجهد وصعبة ومخيفة، فهل يستحق الأمر ذلك؟ سأجيبك من خلال الرسم البياني التالي من الاستبيان الذي أجرته Gallup (3): إن كانت صاحب مشروع تجاري صغير، فلا بأس أن تشجّع القرّاء ولو ببضع كلمات، فلكلمات التشجيع أثر كبير عندما يشعر المرء بالغلبة. المصادر: 1. استطلاع رأي لأصحاب المشاريع الصغيرة سنة 2006 البيانات. 2. John Watson و Jim E. Everett في مجلة إدارة المشاريع الصغيرة Journal of Small Business Management, أكتوبر سنة 1996. 3. خدمة Gallup الأخبارية، اقتراع Smart Business Index سنة 2006 عثرت عليه من خلال مدونة Corporateprenuer. 4. الملخص الإحصائي الأمريكي سنة 2008 الجدول 0737. البيانات بواسطة infochimps.org. ترجمة - بتصرّف - للمقال Starting a business isn’t as crazy and risky as they say لصاحبه Jason Cohen. حقوق الصورة البارزة محفوظة لـ Freepik1 نقطة
-
1 نقطة
-
إننا جميعًا نملك نفس عدد الساعات من كل يوم، غير أننا نعجب أحيانًا كيف أن بعض رواد الأعمال ينجزون أكثر من غيرهم بعشر مرات؟ لعلك تعلم ذلك النوع الذي أتحدث عنه، بل ربما تكون أنت نفسك من رواد الأعمال هؤلاء، أولئك الذين يكفي النظر إلى جدول أعمالهم اليومي لإصابة الشخص العادي بالغثيان. إن أولئك الأشخاص لديهم دوافع قوية للعمل، ولديهم مستوى تركيز مرتفع، ذلك صحيح، لكن من ناحية أخرى، فإن لديهم سلاحًا سريًا لا يملكه كثير منا، ألا وهو الكثير والكثير من الطاقة. ويبحث الكثير منا عن تلك الطاقة لسنوات عديدة ويتحير كيف له أن يجد تلك الطاقة ويستخدمها لإحداث ذلك التأثير الذي يرغب فيه، وإن كنت ترغب أنت أيضًا في معرفة من أين تأتي مثل تلك الطاقة فتابع قراءة هذا المقال! معضلة الطاقة المنخفضة لعلنا عانينا جميعًا من تلك الفترات التي تكون طاقتنا فيها في أدنى مستوياتها، ونعلم أن إنجاز المهام فيها يكاد يكون أمرًا مستحيلًا، ونحن نبحث عادة في مثل تلك المواقف عن محفزات خارجية، لأنه من غير المقبول أن تتخطى مواعيد تسليم مهامك أو تخبر مديرك أنك لا تستطيع إدارة مشروع بسبب أنك لم تنم لأسبوع مثلًا، فأنت مجبر في مثل تلك الحالات على التغلب على إجهادك بسرعة. وقد يختلف الأمر بالنسبة لرواد الأعمال، خاصة أولئك الذين يتعاملون مباشرة مع عملائهم، فلا زال لديهم مواعيد التسليم التي تلاحقهم في أوقات الطاقة المنخفضة تلك، ويجد بعض رواد الأعمال الذين ليس لديهم محفزات خارجية تجبرهم على إنجاز المشاريع التي لديهم، وليس لديهم سوى مواعيد تسليم يضعونها لأنفسهم، يجدون أنفسهم واقعين في معضلة البحث عن حل لمشكلة الطاقة المنخفضة تلك بمفردهم. ولا شك أن إدارة الوقت أمر أساسي، إلا أن إدارة أوقات الطاقة المرتفعة لديك أهم من ذلك بكثير، فما الفائدة من وضع نظام محكم لإنجاز المهام والمشاريع التي لديك إن كنت نائمًا على لوحة مفاتيحك؟ مخطط عملي للحصول على المزيد من الطاقة إن الجانب المشرق في مشكلة الطاقة تلك أن هناك الكثير من الطرق العملية للحصول على مزيد منها، دون الحاجة إلى مدير متسلط أو مواعيد تسليم تلاحقك، وإليك الآن مخطط من سبع خطوات، حاول تطبيق خطوة واحدة في كل مرة، وسترى أنك أصبحت أكثر سيطرة على عملك، وأكثر تحكمًا في وقتك. 1. ابدأ برؤية وراجعها بشكل يومي لا شك أنه من الصعب أن تنهض أحيانًا من فراشك حين يسيطر عليك إحساس بأن ما تفعله ليس له هدف ما. إنني على يقين أنك ستفهم ما أقصده إن عملت يومًا في وظيفة لا تحبها، فستجد نفسك تقطع اليوم بأي وسيلة ممكنة، وغالبًا ما تكون تلك الوسيلة جرعات ثابتة من الكافيين. إن هذا يحدث أيضًا لرواد الأعمال، فتجد نفسك تائهًا بعد أن تخبو حماسة إطلاقك لمشروعك الجديد أو شركتك الناشئة، وتفقد بعدها قدرتك على رؤية الصورة الكبيرة، تلك الرؤية التي ألهمتك من الأساس. وتلك الرؤية القاهرة القوية هي قلب رائد الأعمال الطموح، حتى لو كانت أحوال شركته أو مشروعه متعسرة في الوقت الحالي، فإنه يعلم تحديدًا إلى أي شيء يريد أن يصل، وهذا ما يبقي همته عالية يومًا بعد يوم. فانظر كيف تريد أن يكون عملك في العام القادم، وكيف تريده بعد خمسة أعوام، فإجابة هذه الأسئلة هي رؤيتك التي يجب أن تقودك. وربما كانت لديك تلميحات بالفعل عن تلك الأمور أثناء إنشائك للمشروع، غير أنها تضيع بسهولة بين أكوام المهام اليومية والأسبوعية، وهنا تبرز أهمية نقل تلك الرؤية إلى جبهتك الأمامية، وتحديد ما تريده بالضبط بدقة بالغة. ورغم علمي أن فكرة كل مشروع وأولوياته وعناصره مختلفة عن أي مشروع آخر، إلا أني أثق أنك ستجد فيها بعضًا من النقاط التي سأذكرها لك أو جميعها، وإنني أسوقها إليك كي تعينك على تحديد تلك الرؤية: كيف ترى نفسك تقضي وقتك الأثر الذي تريد أن تحدثه المنتجات/الخدمات التي تريد أن تقدمها للسوق جدول أعمالك المثالي عملائك/زبائنك المثاليين إنني أطلب منك أن تتخيل تلك العناصر بتفاصيل واضحة وغنية للغاية، وليس ذلك فحسب، بل سجِّل تلك التفاصيل مكتوبة، كي تراجعها بشكل يومي، فلا شيء يحفزني للعمل أكثر من قراءة رؤيتي كل يوم قبل أن أبدأ مهامي اليومية وقبل ذهابي للنوم مباشرة. ولا عليك إن لم تحط بكل شيء في رؤيتك علمًا، فبإمكانك تعديل التفاصيل في أي وقت، وما رؤيتك إلا هدف توجه طاقتك نحوه، وستتطور تلك التفاصيل مع الوقت بينما تعمل لأهدافك. بل يمكنك أن توسع هذا العمل ليوجه كل تفصيل من حياتك، مثل محل إقامتك، وحالتك الصحية وعلاقاتك الشخصية، والمخاطرات التي تقدم عليها، واعلم أن تحديد تلك الرؤية سيستغرق وقتًا منك، فأمهل نفسك ما تشاء، خذ بعض الأسابيع إن احتجت إلى ذلك، فإن الأمر يستحق، فستقضي بعضًا من عمرك في السعي نحو تلك الرؤية، فلا بد أن تتأكد أنها رؤية صائبة. ثم اثبت بعدها على تلك الرؤية وأعد تحديثها في ذهنك كل يوم. 2. ابتعد عن المؤثرات السلبية قد تستنكر ذلك الإحساس الذي تشعر به بعد أن تنهي تكوين فكرتك وتراجعها بشكل يومي، فلديك تلك الخطط الكبيرة التي تريد تنفيذها، لكنك تعلم أن عاداتك اليومية لا تستقيم معها، ويبدأ صراع عنيف داخل نفسك بين هذين الجانبين، ولكي يغلب الجانب الذي ينفعك، أي رؤيتك بالطبع، فستحتاج إلى سد السبيل على الكثير من المؤثرات السلبية التي تجذبك إلى الأسفل مرة بعد مرة. ولا يخفى عليك أننا نقضي أوقاتًا كبيرة في الغِيبة ومشاهدة الأخبار المحزنة والكئيبة، وتصفح مواقع لا تسمن ولا تغني من جوع، وكأننا نغذي عقولنا بطعام غير صحي ثم نتساءل بعدها عن سبب انخفاض طاقتنا وهمتنا للإنتاج! ولم أفلت أنا أيضًا من الأمر، فإنني أفيق أحيانًا على نفسي وقد قطعت شوطًا لا بأس به في ذلك الغذاء العقلي السيء، فإن تلك النشاطات تصبح إدمانًا بسهولة. وإليك الآن فرصةً لتجنب بعض تلك الأمور وإبعادها عن نشاطاتك اليومية: الغِيبة: اصرف نشاطك إلى السعي خلف رؤيتك بدلًا من الحديث عن الآخرين. الإعلام الرديء: قد لا يكون هذا الأمر سيئًا في ذاته، لكن كثرته مؤذية لإنتاجك، وترى ذلك حين تتابع مقالات Buzzfeed بكثرة، أو تكثر من مشاهدة المقاطع المرئية الهزلية، فحاول بدلًا من ذلك قضاء وقتك أمام معلومات أكثر قيمة. الإعلام السلبي: "مقالات الكراهية" التي تتحدث عن الناس، المجموعات السياسية، أو غمس نفسك بين الأخبار الكئيبة، أو أي شيء آخر لا يحفزك للإنتاج أكثر. الأشخاص السلبيين: وتلك أصعبهن، غير أنه من الضروري أحيانًا أن تخطو مبتعدًا عن أولئك الذين لا يكفون عن الشكوى والتذمر. وإن كنت في ريب من شيء ما ولا تدري هل يجب عليك تجنبه أم لا، فأجب نفسك على هذا السؤال: هل هذا النشاط يقربني إلى هدفي ورؤيتي أكثر؟ إن كانت الإجابة لا، ... فأنت تعرف ما عليك فعله. 3. عالج مصادر الإجهاد صحيح أنك ستجد نفسك أشد عزمًا بعد أن تكون لديك فكرة واضحة عن رؤيتك وهدفك، غير أن ذلك لا يمنع حدوث المواقف التي تسبب لك الإجهاد، فقد أظهر استطلاع أجرته الجمعية الامريكية لعلم النفس أن أكثر من 75% من الناس في الولايات المتحدة يعانون من أعراض مختلفة من الإجهاد، وكان الإجهاد هو أحد أبرز تلك الأعراض. ويحدث ذلك لك كرائد أعمال كلما خطوت خطوات واسعة في عملك، فستتعرض لمواقف مجهدة ومقلقة بحكم طبيعة السوق، ويفضِّل البعض أن يتقبلوا تلك المواقف تمر كما هي بحلوها ومرها دون أن يفعلوا شيئًا لتغيير سوءاتها. ولا شك أن الأفضل هو مبادرة ذلك الإجهاد قبل أن يبادرك، واتخاذ خطوة أبعد لمواجهته، ذلك أنه أمر تراكمي لا تشعر به بسبب أنه يزيد بالتدريج، أو قد يحدث أسوأ من هذا، أن تعتاد عليه أنه هو المستوى الطبيعي للإجهاد بالنسبة إليك. وليس هناك قانون يقيدك هنا، كل ما في الأمر أن تفعل شيئًا ما بصورة مستمرة، فاختر أمرًا يسهل عليك فعله وتستمتع به في نفس الوقت، إليك بعض الأمور التي يمكنك تجربتها: الفنون اليدوية التنفس العميق أو التأمل الاستماع إلى شيء تحبه قراءة روايات الخيال العلمي المشي اليوجا أو ربما لديك أمر آخر تمامًا، فلا بأس، المهم أن تختار نشاطًا ما تداوم على فعله، وخصص له وقتًا، حتى لو كان 10-15 دقيقة كل يوم، فأنت في حاجة إليها. 4. تحرك! لعل التحرك أو القيام بنشاط بدني هو آخر ما تفكر فيه حين تكون مجهدًا، فمن الأسهل أن تلقي بجسدك على أريكة وتسترخي إلى أن تغط في نوم عميق، لكنك تفوت على نفسك أحد أفضل الأساليب التي تحصل بها على مزيد من الطاقة، وربما يبدو الأمر منافيًا للمنطق في البداية لكنه حقيقي، فقد وجد باحثون أن الناس الذين يمارسون الرياضة بانتظام -حتى ولو بشكل خفيف-، قد أبلغوا عن شعورهم بنشاط أكثر طيلة الأسبوع. وعلى عكس اعتقادك أنك تريح جسدك أثناء مشاهدة التلفاز، فإن كثيرًا مما يعرض على التلفاز يحفز عقلك أكثر، وهذا بدوره يزيد من إرهاقك ولا يخففه. وليس بصعب أن تحصل على بعض النتيجة التي ترجوها من الرياضة والتمارين البدنية، فليس شرطًا أن تقوم بتلك التمارين العنيفة لفترات طويلة، بل يكفي أن تقوم بما يحفظ تدفق الدم بشكل كاف في جسدك على مدار اليوم، ربما عبر القيام بتمارين مثل المشي، التمدد، العمل على مكتب وأنت واقف بدلًا من الجلوس، فكل ذلك من شأنه أن يزيد انتباهك وتركيزك أثناء العمل. كما أن الحصول على تطبيق إلكتروني لتعقب نشاطك البدني مثل FitBit سيكون نافعًا لك كما نفعني، فقد كان أحد أفضل ما فعلته كي أحافظ على نشاطي للعمل، فقد كانت عادة سيئة لدي أن أنغمس في العمل دون النهوض والتحرك بين الحين والحين. وقد سهَّل علي ذلك التطبيق رؤية كم الخطوات التي مشيتها وكم علي أن أتحرك حتى أصل إلى هدفي اليومي، بل يمكنك أيضًا أن تضبط بعض المتعقبات كي تنبهك إن لم تتحرك خلال فترة معينة. 5. ازرع الإيجابية قد بينت لك في أول المقال كيف أن تجنب المؤثرات السلبية في حياتك يزيد من مستوى الطاقة لديك، وهنا يأتي دور زرع شيء من المزاج الإيجابي في حياتك، وأبسط ما يمكنك فعله هو اقتطاع بعض الدقائق كل يوم لتسجل شيئًا يجعلك تشعر بالرضا عن نفسك، وأي شيء مهما بدا صغيرًا يصلح هنا، فلا تحقرن شيئًا، فحتى لو سار يومك بشكل سيء، فهناك دومًا أمر جيد يمكن تسجيله واستخراجه منه. فلعل ذلك الأمر الجيد يكون فرصة تطور بها من مهاراتك، أو تذكُّركَ لنعمة وجودك في منزل تسكن فيه، أو أن لديك قوت يومك، أو تمتعك بصحة جيدة أو امتلاكك لعلاقات شخصية طيبة. وقد وجدت دراسات عديدة أن الاحتفاظ بدفتر تسجل فيه الأمور التي تشعرك بالرضا يجعلك أكثر طاقة وانتباهًا وحماسة، ويقلل إجهادك في نفس الوقت. كذلك تذكر أن تكثر من التبسم، وأن تسمح لنفسك ببعض الضحك من وقت لآخر، فإن الضحك يقلل التوتر، كما وجدت دراسات أخرى أنه يرفع من مستويات الطاقة أيضًا. 6. حافظ على معدلات نوم وتغذية مناسبة أنا أعرف أنك ترى هذه النصيحة في كل مكان تقريبًا، وهناك سبب وجيه لهذا، ذلك أن الغذاء والنوم السليمين يشكلان قاعدة صلبة للشخص المنتج والمشع بالطاقة، ولن أخوض كثيرًا في تفاصيل هذا الأمر، لكن إليك بعض الأمور الأساسية التي يجب أن تضعها في ذهنك: تجنب الأغذية التي تحتوي على سكر بكمية كبيرة. ركز على الأطعمة ذات القيمة الغذائية العالية. الخضروات، الفاكهة، البروتين (سواء كنت نباتيًا أم لا)، والدهون الصحية الموجودة في نباتات مثل البندق، الجوز، الزيتون، الأفوكادو، إلخ، فهذه أحجار أساسية في الحمية الغذائية السليمة، وكلما زاد نشاطك البدني كلما استهلكت كمية كربوهيدرات أكثر، وبالتالي حصلت على طاقة أكبر. قلل من الكافيين. تأكد من حصولك على عدد ساعات كافية من النوم. جودة النوم مهمة أيضًا. فلا يكفي أن تنام ساعات نوم أكثر فحسب، بل يجب أن تكون بيئة نومك تساعدك على الراحة، كأن تكون درجة حرارة الغرفة مناسبة. وإن كنت لا تزال تعاني من مشاكل في النوم فجرب خلق نمط يساعدك على الاسترخاء (كأن تأخذ حمامًا دافئًا، تشرب قليلًا من الشاي، إلخ)، أيًا كان ما يناسبك، المهم أن تساعد عقلك على الاسترخاء. وقد تجد نفسك تسهر أحيانًا لوقت متأخر، أو تغير من نظامك الغذائي، هذا طبيعي، فأنت بشر على أي حال، فاستمتع بهذه الأيام ثم عد مرة أخرى بسرعة إلى برنامجك الصحي بأسرع ما يمكن. 7. تعرف على أوقات تغير مستوى طاقتك، ونظم عملك وفقًا لها أعلم أنك لن تستطيع الحفاظ على مستوى طاقة ثابت طوال اليوم، حتى لو كان لديك الكثير من تلك الطاقة ابتداءً، فإن أجسادنا تتغير مستويات طاقتها خلال اليوم الواحد كما تعلو أمواج المحيط وتهبط. ويكافح بعض رواد الأعمال انخفاض تلك المستويات بمشروبات الطاقة أو بغسل وجوههم بالماء البارد ثم متابعة أعمالهم. وقد كنت أنا نفسي أحد هؤلاء لسنوات عديدة، حتى صرت مدمنًا على الكافيين، وكنت أعود آخر كل يوم مجهدًا من إعياء العمل، وأسوأ من ذلك كله أن عملي لم يكن بتلك الجودة التي أريدها، هذا يعني أنني كنت أرجع إلى عملي كي أراجعه وأعدله مرة أخرى. لكنَّ كل ذلك تغير حين توقفت عن تلك العادات، فقد استسلمت لتغير مستويات نشاطي، ورتبت جدولي وفقًا لتلك التغيرات فجعلت مهامي الصغيرة في فترات فتوري وانخفاض همتي. ويمكنك أنت أيضًا أن تفعل ذلك، فهذا الأسلوب البسيط هو جوهر إدارة الطاقة بكفاءة، فبدلًا من حشو المهام المتعبة في فترات فتور طاقتك، يمكنك أن تفعل أمورًا مثل: المهام الإدارية: الرسائل البريدية، دفع الفواتير، إرسال الفواتير للعملاء، إلخ. تطور من مهاراتك في إدارة الضغوط التي تتعرض لها. ممارسة الرياضة. الحصول على قيلولة أو التأمل. وربما ستعمل أوقاتًا أقل بذلك الأسلوب، لكنك ستنجز أكثر، وستشعر بتحسن أثناء ذلك أيضًا. دورك أنت إنه دورك أنت الآن كي تتوقف إحساسك بالإجهاد كل يوم وتنهي أعمالك دون أن تنتهي طاقتك أو تفتر همتك، فجرب تلك النصائح كي تحصل على الفائدة الكاملة من طاقتك التي لديك. هل كنت تعاني من فتور همتك وجربت أسلوبًا ونجح معك؟ لم لا تشاركنا في التعليقات بخبرتك في الموضوع؟ ترجمة –بتصرف- للمقال How to Have More Energy in 7 Simple Steps لصاحبه Corey Pemberton حقوق الصورة البارزة محفوظة لـ Freepik1 نقطة
-
1 نقطة