لوحة المتصدرين

يطرح عليّ العديد من الأشخاص الذين يستفسرون عن طبيعة العمل الحر ما إن كان عليهم استخدام اسمهم الحقيقيّ أم اسم آخر، فما هو الأفضل؟

ما هي أهم الأمور التي سأكون مسؤولًا عنها عند البدء بإنشاء شركتي الناشئة، وكيف أتعامل مع هذه المسؤوليّات بالشكل الأفضل؟

بدايةً، ما هي وظيفة النبذة الشخصيّة على موقع العمل الحرّ؟ تتلخّص وظيفتها في تعريف عملائك المستقبليين عليك، وعليه أهم مايجب كتابته في النبذة الشخصيّة هو ما تودّ أن يعرفه الآخرون عنك، ويفيدك في عملك كمستقل. يمكنك البدء بشهاداتك الجامعيّة وغير الجامعيّة من كورسات وخبرات كنت قد حصلت عليها. إليك هذا المثال، كمترجم مستقل من المهم ذكر الشهادة الجامعيّة بالإضافة إلى كورس المترجم المحترف واللغات التي تتقنها، فكلّها من شأنها أن ترفع من رصيدك عند العميل. ومن ثمّ يمكنك ذكر الخبرات التي لا تتعلق بشكل مباشر بعملك، ولكن دعها دومًا بالمرتبة الثانية وذلك كي تعطي فكرة للعميل بأن شخص محترف ومتخصص وهو أمر مهم بالعمل الحرّ. قد تكون مترجم ولكن تتقفن الكتابة أيضًا والتحرير وغيرهم من الخبرات، فلا تنسى أن تذكرها. وأخيرًا، تحدث عن شخصيتك كمستقل، ولكن باختصار وذلك كي لاتعطي فكرة خاطئة عنك، اتبع أسلوب "خير الكلام ما قلّ ودلّ"، وذلك كي تبعد الملل عن العميل وتجعله منجذبًا للعمل معك.

في الحقيقة هناك الكثير من الأشخاص الذين تراودهم تساؤلات مشابهة، حيث يحتارون بين استخدام اسمهم الحقيقيّ في عملهم الحر أو استخدام اسم آخر وبالنسبة للجواب على هذا السؤال كان أفضل ما توصلت إله هو أن الأمر يعود إلى مستقبل عملهم الحر الذي يخططون له. فإن كانوا يرغبون بالعمل الحر بمفردهم، ولا يفكرون في إنشاء فريق عمل متكامل أو شركة ناشئة على سبيل المثال فببساطة يمكنهم استخدام اسمهم الشخصيّ، وذلك من أجل بناء سمعة جيدةّ ترتبط بالاسم على المدى الطويل. وأما إن كان هناك رغبة في إنشاء شركة ناشئة أو فريق أو غيرهم من الأعمال الجماعيّة، فيفضّل استخدام اسم آخر كاسم الشركة أو الفريق. ولكن يبقى الأمر رغبة شخصيّة إلى حدّ كبير، حيث لايوجد قانون مُحدد لاتباعه.

أفضل طريقة في نظري، هي أن تتصفح المشاريع التي أنجزت من قبل، وتبحث عن تلك التي تتوفر على نفس خصائص مشروعك ، أو القريبة منه، على أن تحاول جاهدا في البدء بثمن أقل قليلا، لأنك مبتدئ في العمل الحر-وغير معروف على الموقع- مما قد لا يشجع بعض العملاء على إعطاءك المشروع، لدا حاول كسبهم بخفض ثمن العرض. أيضا هناك طريقة التقسيم إلى مهام مصغرة، أي أن تقسم المشروع إلى أجزاء صغيرة بحيث تستطيع تقييم كل جزء على حدى ثم تجمع الثمن الكلي مع إضافة او نقص القليل -إن لزم الأمر طبعا-. وأعتقد أن طريقة البحث عن مشاريع مماثلة ورؤية ثمن المشروع قد يعطيك فكرة أوضح.

يتميّز العمل الحر بالاسنقلاليّة والحريّة في أداء العمل ومكان تنفيذه. من المهم وجود مكان معيّن للعمل يوفّر لك البيئة المثاليّة لأداء العمل باحترافيّة، ويبعدك عمّا يشتتك ويلهيك عن أداء المشاريع. من شأن المكان الخاص، إن كان مكتب أو غير ذلك، أن يساهم في إنتاجيّة مميزة للعمل، إلا أن عدم وجوده لا يعني انخفاض مستوى الإنتاجيّة حيث أن الكثير من المستقلين يفضلون العمل في أماكن مختلفة وذلك كي لا يشعروا بالروتين. تتعلق الإنتاجيّة أولًا بالمستقل وطريقته في العمل وتنظيمه لوقته، ويأتي المكان في المرتبة الثانية.

عند الحديث عن العمل يتراود إلى الذهن أنه سيكون من الصعب تسويق الخبرات دون وجود مقابلة عمل وجه لوجه الأمر الذي يثير خوف المستقلين حديثي العهد، فما هي برأيكم أفضل استراتيجيات تسويق الخبرات أثناء التقدم لمشروع؟

عندما تُفكّر في تقديم نفسك في مجال العمل الحر، يجب أن تقدّم نفسك كمستقل متميّز ومحترف. يمكنك الاعتماد على إحترافيتك ودقّتك في العمل، إلّا أنه من الضروري أن تُردفها ببعض الأسياسيات الأخرى كي تتفوق وتنجح. من أهم الإستراتيجيات التي يُمكنك اتباعها تطوير المهارات التي تمتلكها، وتعلّم مهارات جديدة على الدوام وذلك كي تكون مستقل شامل إلى حد ما في مجال عملك. أعط اهتمامًا كبيرًا بسمعتك كمستقل، وحاول انجاز المشاريع بطريقة ممتازة وذلك كي تقترن الإحترافيّة واللباقة باسمك. تعامل بشكلٍ احترافي ولطيف مع جميع العملاء من كلّ الأعمال، حيث أن إحدى القواعد الذهبيّة في عالم العمل الحر أنه من شأن شخصٍ واحد أن يغيّر حياتك فلا تفقد الفرصة بالتعرف على هذا الشخص. اعمل على بناء شبكة علاقات مميزة، فالمستقل ذو العلاقات الأقوى يفوز دومًا.

لا داعي للخوف من هذه المسألة فمشروعك وأفكارك هي جزء منك، فمثلا مشروع آبل هو جزء من ستيف جوبز، فالذي يقول ستيف يقول أبل والعكس صحيح، لذلك حاول أن تركز في مشروعك حتى النجاح ومنه ستبني براند واسم يتذكرك الناس بمجرد أن يذكروا مشروعك، بعد نجاحك في مشروع يمكنك أن تنتقل لمشروع آخر، وبالتالي ستجد الحرية التي تبحث عنها في الانتقال بين المشاريع والأفكار من دون قيود.