اذهب إلى المحتوى

Jana-alhob Shalgheen

الأعضاء
  • المساهمات

    191
  • تاريخ الانضمام

  • تاريخ آخر زيارة

  • عدد الأيام التي تصدر بها

    8

كل منشورات العضو Jana-alhob Shalgheen

  1. بعد أن تطرّقنا خلال الجزأين السّابقين إلى مجموعة من الأخطاء القاتلة التي ستقضي على شركتك النّاشئة، نختم اليوم بمجموعة أخيرة من الأخطاء التي يجب عليك تجنّبها إن رغبت في أن تعطي لشركتك النّاشئة فرصة للنّجاح. يُمكنك الوصول إلى الجزأين السّابقين من هنا: 18 خطأً سوف يقضي على شركتك الناشئة – الجزء 1 18 خطأً سوف يقضي على شركتك الناشئة – الجزء 2 13- الحصول على تمويل أكبر من اللازم من الواضح أن الحصول على تمويل قليل قد يرهن مُستقبل شركتك النّاشئة، لكن هل هناك ما يُمكن وصفه بـ "تمويل أكبر من اللازم"؟ نعم ولا. المشكلة الحقيقة لا تكمن بالمال بحدّ ذاته ولكن بالأشياء الأخرى التي تأتي معه. فكما قال أحد المُستثمرين في حديث له في YC: "اللحظة التي ستأخذ فيها عدة ملايين من أموالي، سيبدأ العدّ التنازلي"، إن قام مُستثمر مال جريء بتمويلك فلن يقبل أن تضع المال في البنك، لكن سيرغب منك أن تُوظّف هذا المال(6). على الأقل سوف تنتقل إلى مكتب لائق وسوف توظّف المزيد من الأشخاص الأمر الذي سوف يغير الأجواء قليلًا وقد لا يكون التّغيير إيجابيّا دائما. فغالبية من ستُوظّفهم لن يكونوا "مُؤسّسين" بل مُجرّد موظفين، ولن يكونوا مُلتزمين بالقدر الكافي وإنما سيحتاجون إلى أن تخبرهم على الدوام ما يجب فعله. ولكن قد يكون الأمر أخطر من ذلك، فعندما تحصل على استثمار سيصبح من الصعب تغيير مسار الشركة. لنفترض أن خطتك المبدئية هي أن تبيع مُنتجك للشركات، وبعد أن تأخذ المال من المُستثمرين سوف تقوم بتوظيف مندوبي مبيعات للقيام بذلك ولكن ما الذي سيحصل إن تبين لك بعد ذلك أنه يجب إعادة توجيه شركتك واستهداف المستهلكين مباشرةً عوضًا عن الشركات المختلفة؟ فتقنيات المبيعات المُوجّهة للأفراد تختلف كلّيّة عن المبيعات المُوجّهة للشّركات. لكن ما يحدث في حقيقة الأمر بأنّك لن تشعر أصلّا بضرورة تغيير وجهة الشّركة النّاشئة، فكلما كان لديك عدد أكبر من المُوظّفين ستظل في نفس التّوجّه وسيصعب عليك تغييره. إحدى عقبات الاستثمارات الكبيرة هي الوقت الذي تستغرقه فكلّما كبر حجم الاستثمار الذي ترغب في تحصيله كلما زادت المدّة اللازمة للقيام بذلك(7). فعندما يصل مجموع الاستثمار الذي ترغب في الحصول عليه إلى الملايين عندئذٍ يصبح المستثمرون متحفظين بشكلٍ كبير. وبدل أن يُجيبك المُستثمر بالإيجاب أو النّفي فإنه سيدخلك في نقاشات ومتاهات لا مُتناهية. الحصول على استثمار كبير هو أمر مُرهق أيضًا وقد يكون عملية أعقد من بناء شركتك النّاشئة نفسها. وآخر شيء ترغب فيه هو أن تُضيّع وقتك في النّقاش مع المُستثمرين في حين أن مُنافسيك يقومون ببناء مُنتجاتهم. عادة ما ننصح روّاد الأعمال الذي يسعون للحصول على تمويل جريء أن يقبلوا بأول صفقة جيدة يحصلون عليها، فإن حصلت على عرض من VC محترمة مع تقييم معقول لقيمة الشّركة ودون أي شروط غريبة فعليك القبول به والشروع في بناء الشركة (8). فمن يهتم إن أمكنك الحصول على صفقة أخرى أفضل بـ 30%؟ اقتصاديًا تعدّ الشركات الناشئة لعبة إما أن تحصل فيها على كل شيء أو لا شيء، وتعدّ لعبة القط والفأر مع المستثمرين مضيعة للوقت بشكل كامل. 14- سوء إدارة المستثمرين كمؤسس، عليك أن تقوم بإدارة مستثمريك. يجب عليك عدم تجاهلهم لأنّهم قد يطرحون عليك أفكار جيدة، ولكن في المقابل يجب ألا تدعهم يديرون الشركة فهذه مهمّتك أنت. فإن كان لدى هؤلاء المستثمرين البصيرة الكافية لإدارة الشركات التي يمولونها فلماذا لم يقوموا بإنشاء هذه الشّركات؟ غالبًا ما يكون إغضاب المستثمرين بتجاهلهم أقل خطرًا من ترك دفّة القيادة لهم. ففي بداية شركتنا الناشئة ارتكبنا خطأ واستُنزف مقدار كبير من طاقتنا في الجدال مع المستثمرين بدلًا عن العمل على المشروع. ولكن وعلى الرغم من ذلك كان هذا الأمر أقل تكلفة من الإذعان لهم وهو أمر كان من المُمكن أن يُدمّر الشركة بأكملها. ومن الأفضل على المؤسس الواثق من عمله أن يصرف فقط نصف اهتمامه على المنتج، بدلاً من أي يصرف كامل تركيزه على المُستثمر الذي لا يدري ما يجب عليه عمله. وغالبًا ما ترتبط صعوبة إدارة المستثمرين بقدر الاستثمار الذي حصلت عليه، فعندما تحصل على استثمار مال جريء VC فغالبًا ما يحظى المستثمرون بقدرة كبيرة على التحكم بك، فإن كانوا يحظون بالأكثرية في مجلس إدارة الشركة فهم حرفيًا سوف يصبحون أرباب عملك. ولكن في الحالات العادية عندما يكون كلاّ من المؤسس والمستثمر متساوين سوف يعود القرار إلى أعضاء مجلس إدارة خارجيين محايدين، وعندئذٍ كل ما يحتاج المستثمرون القيام به هو إقناعهم ليبسطوا سيطرتهم على الشركة. إن جرت الأمور بشكل جيد لا يجب القلق من أمور كهذه، وإن كُنت تتقدم بشكل سريع سيتركك معظم المستثمرون تعمل لوحدك، ولكن قد لا تجري الأمور بشكل سلس دائمًا في الشركات الناشئة. فقد قام المستثمرون بخلق بعض المشاكل لأكثر الشركات نجاحًا على الإطلاق، ويعدّ أحد أهم الأمثلة على الموضوع هي شركة Apple فقد كان يعصف قرار مجلس إدارة الشركة بطرد ستيف جوبز من أي يعصف بالشّركة، ويبدو بأن Google عانت أيضًا مع مستثمريها في بداياتها. 15 - التضحية بالمستخدمين بهدف تحقيق أرباح مُحتملة : عندما ذكرت في البداية أنك ستكون بخير ما دمت تقوم بما يريده المستخدم قد تكون لاحظت أنني لم أذكر أي شيء عن نموذج العمل الأمثل، وذلك ليس لأن المال غير مهم. وبالمقابل أنا لا أقترح أن يقوم المؤسسون بإطلاق شركات ناشئة دون أن تكون لديهم أدنى فرصة لتحقيق أرباح منها. يعود السبب في قولنا للمؤسسين بألا يهتموا لنموذج العمل في البداية هو أنّ صناعة ما يريده الناس يعدّ أصعب بكثير. لا أدري تمامًا ما هو السبب الذي يجعل صنع ما يريده الناس صعبًا لهذه الدرجة في الوقت الذي يجب أن يكون مباشر وسهل، وبإمكانك تمييز مدى صعوبته لقلة الشركات الناشئة التي تستطيع القيام به. وعليه وبما أن صنع ما يريده الناس يعدّ أصعب بكثير من التّربّح منه فعليك أن تهتم بنموذج العمل لاحقًا. تمامًا مثلمًا ستؤّخر إطلاق بعض الخصائص إلى الإصدارات القادمة من المُنتج . عليك في نسختك الأولى من المشروع أن تحل المُشكل الجوهري، ويعدّ المُشكل الجوهري في الشركات الناشئة هو كيفية إنشاء الثروة (وهي حاصل ضرب "ما مدى رغبة الأشخاص بشيء ما" بعددهم)، وليس كيفية تحويل تلك الثروة إلى مال. الشركات التي تُحقّق نجاحًا هي التي تضع المستخدم بالدرجة الأولى وأحد الأمثلة هي شركة Google، فقد كانوا قد اهتموا أولًا بصنع محرك بحث ومن ثمً فكروا كيف يمكنهم الربح عن طريقه. ومع ذلك هناك بعض المؤسسيين الذين ما يزالون يرون أنّه من السخف عدم التركيز على نموذج العمل منذ البداية، وغالبًا ما يشجعهم على ذلك مستثمرون كانوا قد حصلوا على خبرتهم من مجالات معروفة بقلّة مرونتها. الأمر بهذه البساطة، بالطبع إنه من الاستهتار عدم التفكير بنموذج العمل، إلا أنّه من السخف بعشرة أضعاف عدم التفكير بالمنتج أولًا. 16- عدم الرغبة في الغوص في تفاصيل الجوانب غير التّقنية معظم المبرمجين يفضلون أنّ يقضوا أوقاتهم في البرمجة عوضًا عن الانشغال والتّفكير في طريقة جنّي الأموال من ذلك، وهذا الأمر لا يقتصر فقط على الكسالى منهم. ومن الظاهر أنّ لاري وسيرجي كانت قد أصابتهما الحمى نفسها في البداية، فالأمر الوحيد الذي فكروا فيه بعد تطويرهم لخوارزمية البحث الخاصّة بهما، الخطوة التي كانوا سوف يقومون بها هي أن يبيعوها لإحدى الشركات. من الواضح أنّ لا أحد يجد متعة بإنشاء شركة جديدة، فمعظم المُبرمجين يفضلون أن تكون لديهم أفكار فحسب. ولكن اكتشف الثنائي لاري وسيرجي أنّه لا يوجد سوق للأفكار فحسب، فلا يوجد من يثق بفكرة مجردة فقط، بل عليك أن تدمجها مع منتج وتستخدمها كي تحصل على قاعدة مستخدمين كبيرة وهنا فقط سوف تحصل على مقابل مادي كبير. قد يتغير هذا الأمر يومًا ما ولكن لا أظنّ أنّ التغيير سيكون كبيرًا، لأنّه لا يوجد شيء مثل قاعدة مُستخدمين كبيرة لكي يقتنع المُستثمرون. الأمر لا يقتصر على تقليص الخطورة فحسب وإنما يجب الأخذ بعين الاعتبار أنّ المُستثمرين هم أشخاص وسيصعب عليهم أنّ يدفعوا ملايين الدولارات لمجموعة من الشباب فقط لكونهم أذكياء. ولذلك عندما يرون أنّ الفكرة مطبّقة في شركة ما مع الكثير من المستخدمين سيسهل عليهم تقبل الأمر لأنهم في هذه الحالة يدفعون مقابل المستخدمين وليس مقابل الذكاء فحسب (9). ولكن إن أردت جذب مستخدمين عليك أنّ تبحث عليهم بعيدًا عن حاسوبك، قد لا يكون هذا العمل مريحًا لك ولكنك إن أجبرت نفسك عليه سيكون لديك فرصة كبيرة في النجاح. في الدفعة الأولى من الشركات الناشئة التي مولناها، كان كل المؤسسين يقضون معظم أوقاتهم في تصميم تطبيقاتهم، ولكن واحد منهم فقط كان يقضي نصف وقته في الاجتماعات والحديث مع المدراء التنفيذيين لشركة هواتف محاولًا ترتيب صفقات معهم. هل يمكنك تخيّل عمل أصعب من هذا بالنسبة لمبرمج؟ (10) ولكن عمله هذا أثمر نتائج رائعة لأن شركته الناشئة حقّقت نجاحًا مذهلًا. ببساطة إن أردت لانطلاقة شركتك الناشئة أن تكون ناجحة عليك أن تقتنع أنّه لا يكفي التخصص بالأعمال البرمجيّة وإنما يتوجب على أحد المؤسسين أنّ يقوم بالأعمال التجاريّة أيضًا. 17- المشاكل بين المؤسسيين تعدّ المشادّات بين المؤسسيين إحدى الأمور التي تحصل بشكل دائم، نحو 20% من الشركات الناشئة التي مولناها غادرها أحد مؤسسيها. ومع هذا، خسارة أحد المؤسسيين ليس من الضروري أن يعني فشل الشركة الناشئة، فالعديد من الشركات الناجحة تعرضت لأمر مشابه (11). فغالبًا ما يغادر أقل المؤسسيين التزامًا، فإن كان هناك ثلاث مؤسسيين مثلًا فسوف يغادر أقلهم حماسة للعمل. ولكن إن كان هناك مؤسسيين اثنين وغادر الشخص ذو المهارات التقنية الناقدة فهنا تكمن مشكلة أكبر، ولكن حتى هذا الأمر يمكن تجاوزه. فعلى سبيل المثال Blogger في إحدى مراحلها اقتصرت على مؤسس واحد، ولكنها عادت للازدهار من جديد. معظم الخلافات التي رأيتها بين المؤسسيين كان بالإمكان تجنبها إن تم اختيار الشّريك المُؤسس بتأنٍّ ورويّة، فمعظم هذه الخلافات لا تتعلق بوضع معين وإنما بالأشخاص أنفسهم، وبالتالي هو أمر محتوم. معظم المؤسسيين الذين انتهوا بهذه الطريقة غالبًا ما كان لديهم بعض الشكوك التي أخفوها عندما بدأت الشركة. وعليه، لا تكبت مخاوفك أبدًا، فمن الأسهل حل المشاكل قبل إطلاق الشركة منه بعد أن تُطلق. وهناك بعض النصائح الأخرى، فمثلًا لا تشرك زميلك في السكن في شركتك الناشئة لمجرد أنك تخشى أن يشعر أنّه منبوذ لو لم تضمّه إلى فريقك. إضافة إلى ذلك لا تعمل مع أحدّ لا تحبه فقط لأنّه يمتلك خبرات أنت في حاجة لها وتتخوف من عدم القدرة على إيجاد شخص آخر. وبما أن الأشخاص هم المُكوّن الأساسي في انطلاقة شركتك الناشئة، فيجب أن تأخذ الأمر على محمل الجد. 18- العمل بتركيز جزئي فشل الشركات الناشئة التي تسمع عنها بشكل كبير غالبًا ما تكون عبارة عن فشل ذريع، ويمكن تسميتها بالفشل النخبويّ ولكنهم ليسوا أكثر الأنواع شيوعًا. فهنالك العديد من الشركات الناشئة التي تفشل ولا نسمع عنها أبدًا، من الممكن أن يكون بضعة شباب قد أطلقوها كمشروع جانبي يعملون عليه بعد الخروج من وظائفهم النّهارية، هذه المشاريع الجانبية لم تتطور أبدًا ونبذوها في آخر المطاف. وفقًا للإحصائيات، إن أردت تجنب الفشل يجب عليك أن تكرس نفسك بشكل كامل لشركتك الناشئة، فمعظم من فشل احتفظ بوظيفة نهارية إلى جانب الاهتمام بشركته ومن نجح منهم تفرغ بشكل كامل لها. فإن كانت الانطلاقات الفاشلة هي مرض فإن الحفاظ على وظيفة نهارية هو أحد مُسبّباتها. وهنا يطرح السؤال نفسه، هل يتوجب عليك التخلي عن وظيفتك النهاريّة؟ ليس بالضرورة. لست متأكّدًا من الأمر لكن يبدو لي بأن معظم الأشخاص الذين يودون أن يؤسسوا شركة يعلمون بأن الأمر يتطلب جهدًا كبيرًا جدًا، وأنّهم لا يملكون الحزم الكافي للقيام بذلك، وهو يعلمون ذلك، وما يمنعهم من أن يستثمروا كامل وقتهم بهذا الأمر هو أنهم يعلمون مسبقًا أنه استثمار فاشل (12). كما أنني أعتقد أنّ شريحة كبيرة من المؤسسيين كان يمكن أن يقدّر لهم النجاح لو أنّهم التزموا بشكل كامل بشركاتهم الناشئة لكنهم لم يفعلوا ذلك. وأتوقّع أيضًا أن عدد المؤسسين الذين كان بإمكانهم النّجاح إن هم تفرّغوا لمشاريعهم بشكل كامل سيكون أكبر بكثير من عدد الذين ينجحون فعليًا (13). وإن صدق هذا الأمر، فإنّ معظم الشركات الناشئة فشلت لأن مؤسسيها لم يكرسوا لها وقتهم بالكامل، وهذا الأمر يطابق الواقع فعليًا. نصل إلى نتيجة أن معظم الشركات الناشئة تفشل لأنها لا تنتج ما يريده الناس، والسبب الذي يجعلها تفشل بذلك هو أنّ مؤسسيها لا يحاولون بما فيه الكفاية. أخيرًا، إنّ إطلاق شركة ناشئة هو كغيره من الأعمال، فإن لم تحاول بما فيه الكفاية وتبذل قصار جهدك ستكون هذه هي القشة التي قصمت ظهر البعير وعليك ألا تنكر أنّ هذا هو سر النجاح. الهوامش: [6] بما أنّ الناس يظنون أننا مستثمرون مُغامرون VC أودّ أن أنوه إلى أننا لسنا كذلك لأن VC تستثمر كميات كبيرة من أموال أشخاص آخرين، بينما نقوم نحن بالتمويلات الصغيرة ولكن من مالنا الخاص مثل المستثمرين الملائكة [7] ليس بشكل خطّي طبعًا لأنه سيأخذ الكثير من الوقت للحصول على 5 ملايين دولار [8] قد تقوم بعض شركات الاستثمار VC بإعطائك تقييمًا منخفضًا وذلك كي يعرفوا إن كنت جريئًا بما فيه الكفاية لطلب المزيد. وإنه لمن المعيب أن تقوم شركات الاستثمار بألاعيب كهذه ولكنهم يفعلون. فإن تعاملت مع إحدى هذه الشركات ارفع سقف التقييم قليلًا. [9] فلنفترض بأن مؤسس YouTube ذهب إلى شركة Google في عام 2005 وقال لهم أنّ Google Video مصممة بشكلٍ سيء، أعطوني 10 مليون دولار وسأصحح لكم كل الأخطاء، لو فعلوا ذلك لكانوا استهزؤوا به استهزاء تاريخياً. ولكن بعد ذلك بثمانية عشر شهرًا دفعت جوجل 1.6 مليار دولار لتحصل على نفس العرض وذلك لأنهم لم يستطيعوا تحديد ما إن كانوا يشترون ظاهرةً ما أو مجتمعًا أو شيء غامض شبيه بذلك. ولا أريد أن أقسو على شركة Google فقد كان بلاؤها أفضل من منافسيها الذين على الغالب فاتهم قارب مقاطع الفيديو نهائيًا. [10] بالحقيقة كان التعامل مع الحكومة، إلا أنّ شركات الهواتف كانت مرتبطة أيضًا. [11] أكثر بكثير مما يتوقعه الناس وذلك لأن الشركات لا تسوق لأمر كهذا. هل كنت تعلم أنّ شركة Apple كان لديها ثلاث مؤسسيين؟ [12] لا أريد انتقاد هؤلاء الأشخاص، فأنا لا أملك التصميم أيضًا. فقد كنت قريبًا من إطلاق شركتي الناشئة الخاصة مرتين منذ Viaweb وفي كلا المرتين انكفئ عن فعل ذلك لأنني استنتجت أنه بدون نكزه فقر لن تكون لدي الرغبة بخوض قسوة ضغط الشركة الناشئة. [13] يطرح السؤال نفسه، كيف يمكن أن نعرف إن كنا من شريحة الأشخاص التي يتوجب عليها التخلي عن عملها اليومي، أو من الشريحة التي من المحتمل أن تكون الأكبر والتي لن يتوجب عليها فعل ذلك؟ لقد وصلت لنتيجة أنه من الصعب على الشخص أن يحكم على نفسه وإنما عليه الحصول على نصيحة خارجيّة قبل الشروع بتقرير أي شيء. قد نرى في أنفسنا مستثمرين ولكن عليك أن تنظر للأمر من وجهة نظر أخرى فقد وفرت شركة Y Combinator خدمة لتقديم النصيحة للأشخاص حول التخلي عن عملهم النهاري أم لا. قد نكون مخطئين ولا شكّ في ذلك ولكننا على الأقل نراهن بالمال على استنتاجاتنا. ترجمة -وبتصرّف- للجزء الثالث من مقال The 18 Mistakes That Kill Startups لصاحبه Paul Graham
  2. بعد أن تطرّقنا في الجزء السّابق إلى مجموعة من الأخطاء التي تُعجّل بالقضاء على شركتك النّاشئة، نواصل اليوم مع مجموعة أخرى من هذه الأخطاء. إن لم يسبق لك قراءة الجزء الأول، فمن الأفضل أن تشرع في قراءته أوّلا. 7- اختيار المنصة (Platform) غير المُناسبة إحدى المشاكل المُرتبطة بتوظيف مبرمج سيء هو اختيار منصة غير مناسبة. فعلى سبيل المثال أعتقد أنّ العديد من الشركات الناشئة خلال تلك الفترة قضت على نفسها عندما قرّرت بناء تطبيقات تعتمد على خواديم Windows. ما لا يعلمه الكثيرون هو أن خدمة البريد الإلكتروني Hotmail واصلت العمل على نظام FreeBSD سنوات عديدة بعد شراء Microsoft لها وذلك لأن خواديم Windows لم تستطع التّعامل مع الحمل، فلو اختار مؤسسو Hotmail نظام Windows فلربمّا قد يكون ذلك سبب فشلهم. كانت PayPal على وشك أن تواجه هذه المشكلة، لكنّها تجّنبتها. فبعد أن اندمجت مع X.com أراد المدير التنفيذي الجديد أن ينتقل إلى خواديمWindows ولكن لحسن حظهم بعد أن بيّن ماكس ليفشن المؤسس الشّريك لخدمة PayPal أن أداء تطبيقهم على نظام Windows لن يتجاوز 1% من أداء التّطبيق على نظام Unix قامت Paypal باستبدال المدير التنفيذي عوضًا عن نظام التشغيل. تُعتبر كلمة "منصّة" غامضة بعض الشّيء، فيُمكن أن تعبّر عن نظام تشغيل أو لغة برمجة أو إطار عمل مبني على لغة برمجة ما، لكنّها تدّل على "أمر" يدعم ويكبح في نفس الوقت وهو أمر شبيه جدًا بأساس المنزل. ولكن الأمر المخيف في المنصات هو أن بعضها يبدو لغير المحترفين جيّدًا وخيارًا معقولًا ومع هذا سوف يقضي عليهم إن اختاروه مثل Windows في تسعينيات القرن الماضي. تُعتبر Java applets مثالًا آخر عن الأمر حيث كان يُفترض بها أن تكون الطريقة الجديدة في نشر التطبيقات، ولكنها بالعوض عن ذلك قامت بالقضاء على 100% من الشركات الناشئة التي آمن أصحابها بذلك. وهنا يأتي السؤال: كيف تختار المنصة الأنسب؟ الطّريقة الأفضل هي توظيف مبرمجين جيدين وترك لهم حرّيّة الاختيار، ولكن هناك خدعة صغيرة يمكنك القيام بها إن لم تكن مبرمجًا وهي زيارة أحد أشهر الأقسام المختصة بعلوم الحاسوب و معرفة أي منصّة يستخدمون في مشاريع البحث العلمي. 8- البطء في إطلاق الشركة الناشئة تعاني الشركات بمختلف أحجامها من صعوبة إنهاء برمجياتها، فالأمر له علاقة وثيقة بطبيعة البرمجيات في حدّ ذاتها، فأغلب البرمجيات التي يعمل المُبرمجون عليها ستصل مع بعض الجهد إلى نسبة 85% منها، لكن يتطلّب إنهاؤها وإيصالها إلى المستخدمين إلى عزيمة قويّة وإلى جُهد مُضاعف (3). تؤخّر الشركات الناشئة تأجيل إطلاق مُنتجاتها متذرّعة بأسباب شبيهة بالأعذار التي يُطلقها البشر في حياتهم اليوميّة. “هناك ما يجب القيام به قبل إطلاق المُنتج" هذا ما يقوله الجميع. لكن هناك من الشّركات النّاشئة من قد تؤجّل الانطلاق حتّى ولو كانت كل الأمور الضرورية قبل الانطلاق جاهزة. إحدى إيجابيات الإطلاق المبكر للمُنتجات هو أنّه يدفعك دفعًا إلى إنهاء أعمال يتوجّب القيام بها. فما يجب أن تأخذه في الحسبان هو أنه لا يُمكن للمُنتج أن يُصبح "جاهزا" أو أن يُصبح العمل مُنتهيّا ما لم يتم الإطلاق أولًا. ويمكنك ملاحظة ذلك من خلال كميّة الأعمال الواجب القيام بها قبل إطلاق أي شيء أو مشروع مهما صغر حجمه وذلك بغض النّظر عن الجاهزيّة التي تظنّ أنك قد حصّنت مشروعك بها. الأمر الآخر الذي يقتضي إطلاق شركتك الناشئة مبكرًا هو أنك لن تتمكن من فهم فكرتك بشكل كلّي دون مشاركتها مع المستخدمين. تظهر بعض المشاكل بشكل جلّي كمُسبّبات للتأخير في عملية الإطلاق نذكر منها العمل البطيء جدًا، عدم فهم صلب المشكلة، الخوف من التعامل مع المستخدمين، الخوف من الانتقاد السلبي، العمل على الكثير من الأشياء في وقتٍ واحد، وأخيرًا سعيك إلى الكمال المطلق. ولحسن الحظ يمكنك محاربة هذه المشاكل عن طريق دفع نفسك إلى إطلاق شركتك الناشئة بشكل سريع نسبيّا. 9- إطلاق الشركة بشكل مُستعجل (سابق لأوانه) من المرجّح أنّ إطلاق الشركات الناشئة ببطء قضى على المئات من الشركات مقارنّة بالإطلاق المبكر السّابق لأوانه، ولكن في المقابل عليك الحذر من إطلاق شركتك بسرعة أيضًا وذلك لأنّ خطورته تكمن في القضاء على سمعتك. فعندما تقوم بإطلاق شركتك الناشئة بشكل مُبكّر وسابق لأوانه فإنّك ستخسر أوائل المُستخدمين الذين سيجرّبون المُنتج الذي لن يرتقي إلى مُستوى تطلّعاتهم. وهنا يطرح السؤال نفسه، ما هو الحد الأدنى الذي يُمكن للشّركة النّاشئة الانطلاق به، بمعنى ما هو الحدّ الفاصل (من حيث بناء المُنتج، خصائصه ونضجه) الذي ينقل المُنتج من مرحلة الإطلاق السّابق لأوانه إلى مرحلة الإطلاق المُناسب؟ ما أقترحه هو أن تُحدّد الشّركة النّاشئة نواة ما ترغب في القيام به والذي يُفترض به أن يكون مُفيدًا في حد ذاته (يعني النّواة صالحة للاستخدام لوحدها) ويُمكن البناء عليه والتّوسع لاحقًا للوصول إلى كامل المشروع، ومن ثم العمل على إنهاء تطوير هذه النّواة في أقرب فرصة مُمكنة. وهذا هو المنهج الذي أتبعه أنا ويتّبعه العديد من المبرمجين الآخرين في كتابة البرمجيات. ابدأ بالتفكير بالهدف المنشود ومن ثمّ ابدأ بكتابة أصغر وأقصر شيفرة مُمكنة تجعل البرنامج يُنفّذ مهمّة مُعيّنة، وبحكم أن الأمر يتعلّق بجزء صغير من المشروع فإنّك لن تُضيّع أي وقت مع ذلك بحكم أن كتابة هذا الجزء ضروري لكتابة كامل التّطبيق. كتابة هذا الجزء الصّغير يلعب دورين: سيرفع من معنوياتك بحكم أنّك كتبت برنامجًا صغيرًا يُنفّذ مهمّة مُحدّدة، كما أنه سيُساعدك على رؤية الأمور بشكل أوضح ومعرفة الطّريقة التي يجب على باقي أجزاء البرنامج أن تعمل عليه. ما يجب أن تضعه في الحسبان هو أن أوائل المُستخدمين الذين سيهرعون إلى تجربة مُنتجك عادة ما يكونون "مُتسامحين" جدًا، فبحكم طبيعتهم التي تدفعهم إلى تجربة المُنتجات الجديدة فهم يعرفون بأنه لا يُفترض بمُنتج القيام بكل شيء وأن يحتوي على جميع الخصائص التي يُمكن التّفكير فيها، لكن في المُقابل يجب على المُنتج أن يقوم على الأقل بوظيفة واحدة وبشكل جيّد. 10- عدم وجود فئة مُحدّدة من المُستخدمين المُستهدفين لا يمكنك بناء مُنتجات ستنال إعجاب المستخدمين إذا لم تفهمهم أوّلًا. مثلما أشرت إليه سابقًا، معظم الشركات الناشئة نجحت بسبب انطلاقها من مُحاولة إيجاد حل لمشكلة واجهت المؤسسين أنفسهم. يُمكننا أن نلخّص الأمر في هذه القاعدة: مقدار النّجاح/ الثروة التي تبنيها تتناسب طردًا مع مقدار فهمك للمشكلة التي تحاول حلّها، والمشاكل التي تفهمها بالشكل الأفضل هي المشاكل التي تواجهك شخصيّا.(4) وتبقى هذه القاعدة مجرد نظرية ولكن ما يُقابلها ليس مُجرّد نظرية بل هو واقع ملموس، فإن بادرت إلى حل مشاكل لا تفهمها فبالتأكيد لن تفلح. وما يُثير الدّهشة أن عددًا كبيرًا من المؤسسين يعتقدون أو يفترضون بأن أحدًا ما (دون أن تكون لهم فكرة واضحة عن هذا الشّخص) سيكون مُهتمّا بما يقومون ببنائه بالرّغم من أن المؤسّسين أنفسهم لن يرغبوا في استخدام مُنتجهم الخاص، لأنهم ليسوا ضمن الفئة المُستهدفة من طرف المُنتج، ولكن يبنون افتراضات، فقد يكون هذا الشّخص مُراهقًا، أو أحد المهتمين بالأحداث العامة أو المؤتمرات، أو قد يكون رجل أعمال. لكن أيّ فئة من رجال الأعمال تقصد؟ من المُمكن بناء مُنتجات لا تستهدفك أنت شخصيّا، وقد قمت بذلك بنفسي، ولكن يتوجّب عليك أن تبقى حذرًا لأنك بذلك تكون قد دخلت منطقة محفوفة بالمخاطر. ويجب أن تبقى حذرًا لأنه لا يُمكنك الاعتماد على حدسك في هذه المنطقة. في هذه الحالة يجب أن تبقى قريبًا من مُستخدميك. يجب عليك أن تنتهج أسلوبًا تجريبيّا عندما تبني مُنتجًا لأشخاص مختلفين عنك، فلن يكون بإمكانك تخمين ما قد ينجح وما قد يفشل، وإنما سيتحتّم عليك إيجاد مستخدمين وقياس ردود أفعالهم. وعليه فإن قرّرت أن تبني مُنتجًا يستهدف المراهقين أو رجال الأعمال أو غيرهم عليك أن تجد بعضهم وتقنعهم باستخدام مشروعك وإن لم تتمكّن من ذلك فأنت على الطريق الخاطئ. 11- الحصول على تمويل صغير جدًا تلجأ معظم الشركات الناشئة إلى التمويل الخارجي في إحدى مراحل حياتها. مثلما هو عليه الحال مع فكرة إطلاق الشّركة النّاشئة بأكثر من مُؤسّس شريك فإن الأمر يبدو صائبًا من الناحية الإحصائية، ولكن يبقى السؤال الأعم هو: ما هو مقدار الاستثمار الذي يجب الحصول عليه؟ يُقاس تمويل الشركات الناشئة بالزمن، حيث أنه لدى الشركات التي لا تكون مُربحة بعد (أغلب الشّركات النّاشئة في بداياتها تكون غير مُربحة) فترة مُحدّدة قبل انتهاء مواردها الماليّة واضطرارها للتّوقّف ويُطلق على الأمر عادة مُصطلح "runway” أو ما يُمكن ترجمته بـ "المدرج" (نسبة إلى مدارج الطّائرات مثلا). والسؤال الذي يطرح نفسه في هذه الحالات هو "كم تبقّى لك في مدرجك الخّاص" حيث أنّه لدى وصولك إلى آخر المدرج فيجب عليك إما أن ترفع جناحين مُحلّقا أو أن تتوقّف نهائيًا. الحصول على تمويل قليل يعني بأنّك لن تُحلّق بعيدًا، والتّحليق هنا قد يختلف حسب وضعك.فبشكل عام عليك الانتقال إلى مستوى أعلى بشكل وبشكلٍ ملحوظ: فإن كانت لديك فكرة فالتّحليق يتمثّل في تطوير نسخة أوّلية، وإن كانت لديك نُسخة أوّلية فإن تحليقك يعني إطلاقك للمشروع، وإن كنت قد أطلقت المشروع فإن التّحليق يتمثّل في تحقيق نمو مُعتبر. كما أن للأمر علاقة وطيدة بالمُستثمرين، حيث أنه ما لم تُصبح شركتك النّاشئة مُربحة فإن مثل هذا الأمر هي الطّريقة الوحيدة لإقناعهم. فإذا حصلت على تمويل فيجب عليك أن تأخذ ما يكفي كي تنتقل إلى المرحلة المقبلة أيًّا كانت(5). ولحسن الحظ فإنّك أنت من سيُقرّر كم ستصرف وماهية الخُطوة القادمة. ننصح الرّياديين عادة في جعل كلا هذين العاملين مُنخفضين: إنفاق أقل قدر مُمكن من المال وبناء نسخة أوّلية تجريبية صلبة ومُتماسكة ما سيمنح لهم مرونة عالية. 12- التبذير من الصعب جدًا التفريق ما بين التبذير والحصول على استثمار محدود. فإن استهلكت كامل التّمويل الذي حصلت عليه فإنه يُمكنك تسمية الأمر مثلما يحلو لك. لكن أفضل أسلوب لمعرفة السّبب الحقيقي لاستهلاكك لكامل التّمويل هو أن تقارن نفسك بباقي الشّركات النّاشئة، فإن حصلت على تمويل يُقدّر بـ 5 ملايين دولار واستهلكتها كلّها فمن المُرجّح جدّا بأنّك تُبذّر. من المُلاحظ بأن استهلاك التّمويل بشكل سريع لم يعد شائعًا مثلما كان عليه الأمر في السّابق، وقد يرجع الأمر إلى تعلّم المُؤسّسين من أخطاء من سبقهم. كما أن عدم القيام بذلك (أي استهلاك التّمويل بشكل سريع) يُخفّض تكلفة إطلاق شركة ناشئة بشكل كبير. لدى كتابة هذه السّطور لم نشهد ذلك في أيّ من الشّركات النّاشئة التي موّلناها، وهذا ليس راجعًا إلى كوننا نستثمر مبالغ صغيرة فيهم فهناك العديد من الشّركات التي استطاعت الحصول على المزيد من الاستثمار. الطريقة التقليدية لإنفاق المال بشكل سريع هي عن طريق توظيف العديد من الأشخاص، الأمر الذي سوف يؤذيك مرّتين في الوقت ذاته، حيث تزيد مصاريفك كثيرًا وستُصبح الشّركة النّاشئة أبطأ. وكقاعدة عامة: المال الذي يُستهلك بسرعة يجب أن يبقى أثره طويلًا، وهي القاعدة التي يعيها الكثير من الرّياديين الحذقين ونجد تفصيل ذلك في كتاب The Mythical Man-Month لكاتبه Fred Brooks. هناك ثلاث اقتراحات عامّة متعلقة بالتوظيف: لا توظف أحدًا إن لم تكن بحاجة له. ادفع للمُوظّفين بأسهم في الشّركة وليس برواتب، وذلك ليس فقط لتوفير المال وإنما لأنك سوف تحتاج لهذا النوع من المُوظّفين الملتزمين بشكل كافٍ والذين يُناسبهم هذا العرض. لا توظّف سوى من يستطيع البرمجة أو جلب المُستخدمين لأن هذا كل تحتاجه في البداية. الهوامش: [3]:حاول ستيف جوبز أن يحفزّ موظفيه عبر مقولته "الفنّانون الحقيقيون ينهون أعمالهم ويُطلقونها" (Real artists ship)، ولكن لسوء الحظ هذه المقولة غير صحيحة لأن الكثير من الأعمال الفنية المشهورة غير مكتملة. قد تكون هذه الجملة صحيحة في بعض المجالات التي يتم فيها تحديد موعد نهائي للعمل مثل العمارة وصناعة الأفلام، ولكن حتى في مجالات كهذه يسعى الأشخاص إلى العمل على مشاريعهم إلى أن تسحب من بين أيديهم. [4]:هناك عامل آخر غالبًا، وهو أنّ مؤسسي الشركات الناشئة يسعون إلى أن يكونوا في طليعة التكنولوجيا الحديثة، وعليه فإن المشاكل التي يواجهونها تكون قيّمة بشكل خاص. [5]:عليك أن تأخذ أكثر من حاجتك بنسبة زيادة تصل إلى 50 أو 100% لأن كتابة البرمجيات وإتمام الصفقات يأخذ وقتًا أكثر مما يتوقع. ترجمة -وبتصرّف- للجزء الثاني من مقال The 18 Mistakes That Kill Startups لصاحبه Paul Graham
  3. في فترة الأسئلة والأجوبة بعد أحد المُحاضرات التي ألقيتها سألني أحدهم: ما الذي يجعل الشركة الناشئة تفشل، وبعد ثوانٍ من التفكير استنتجت أن هذا السؤال هو فخ، وليس من الأسئلة التي يسهل الإجابة عنها بسرعة، لأنه مرتبط تمامًا بكيفيّة جعل انطلاقة شركتك الناشئة ناجحة للغاية. فإن ابتعدت عن كلّ أسباب الفشل ببساطة سوف تحقق النجاح، والإجابة على مثل هذا السؤال أكبر من أن يتم بشكل مُتسرّع بعد ذلك، تبيّن لي بأنه من الأفضل معالجة المشكلة من هذه الزاوية: إنّ كان لديك قائمة من الأشياء التي لا ينبغي عليك فعلها عندئذٍ يمكنك أن تقوم بعكسها والحصول على وصفة نجاحك، والتي سيكون تطبيقها أسهل، حيث أنّ تذكر الأشياء التي لا يجب فعلها يكون أسهل مقابل ما يجب فعله. (1) منطقياً هناك خطأ قاتل واحد يمكن أن ترتكبه ويقضي على شركتك الناشئة وهو أن تصنع أمرًا لا يرغب فيه المُستخدمون. فإن التزمت بتوفير ما يرغب فيه المُستخدمون فإنك غالبًا ستكون بأمان، بغضّ النظر عن باقي الأشياء التي تفعلها أو لا تفعلها، ولكن بالمقابل إن لم تقم بصنع ما يريده المُستخدمون لن تنجح بغضّ النظر أيضًا عمّا تقوم به أو لا تقوم به. إليك قائمة تحتوي على 18 من الأشياء التي تجعل الشّركات تُطوّر مُنتجات لا يرغب فيها المُستخدمون، وغالبًا ما يكون ذلك هو سبب الفشل. ملاحظة: تم تقسيم هذا المقال لأجزاء نظرًا لطوله. 1- مؤسس وحيد هل سبق ولاحظت قلّة الشركات الناشئة التي تنجح والتي قام بتأسيسها مُؤسّس واحد فقط؟ حتى الشركات التي تظن أنّ مؤسسها شخص واحد مثل Oracle من المرجح أنّ لها عدّة مؤسسيين، وبالطبع هذا الأمر ليس مصادفة إطلاقًا. إن كنت تتساءل ما المشكلة إن كان هناك مؤسس واحد؟ يوجد هنالك العديد من الأسباب. بدايةً، يعدّ أمرٌ كهذا مُثيرًا للشّكّ، وذلك لأنه من المرّجح ألا يكون المؤسس قد استطاع إقناع أيّ من أصدقائه بإطلاق شركة ناشئة معه وهو أمر مريب لأنّهم أفضل الأشخاص الذين يعرفونه. وحتى إن كان أصدقاؤه مخطئين والشركة تعدّ رهانًا جيدًا فإنه ما يزال في منطقة الخطر وذلك لأن البدايات هي دومًا الأصعب فكيف لو كان شخص واحد فقط هو المسؤول؟. وحتى إن كنت قادرًا على القيام بالعمل لوحدك فأنت ما تزال بحاجة إلى أصدقاء كي تتشاركوا الأفكار سويةً، ولكي يُثنوك عن الأفكار السّاذجة و أيضًا كي يخففوا عنك عندما تسوء الأمور. وقد تكون الفكرة الأخير هي الأهّم حيث أنّ المراحل السيئة التي تصيب المشروع في بدايته قد تكون قاسية جدًا، الأمر الذي يصعب أن يتحمله شخصٌ واحد. فعندما يكون هناك عدد من المؤسسين سوف تُخلق بينهم حالة من التعاضد التي تتغلب على كل الأمور السلبية التي قد تحصل، حيث أنّ كل فرد من أفراد الفريق سيسعى كي لا يخذل الآخرين وتعدّ هذه من أعظم القوى في الطبيعة البشرية والتي بالمقابل سيفقدها من يعمل وحيدًا. 2- الموقع الجغرافي السيّئ للشركة الناشئة تزدهر انطلاقة الشركات الناشئة في بعض الأماكن دون غيرها، فبالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية يأتي في المرتبة الأولى من حيث جودة المكان وادي السيليكون تليه بوسطن ومن ثمّ سياتل وأوستن ودينفر وأخيرًا نيويورك، أما بقية المدن فلا تكاد تذكر. ولا تتجاوز نسبة الشّركات النّاشئة إلى عدد السّكان في نيويورك جزءًا من عشرين جزءًا من نفس النسبة في وادي السيليكون، وأما في المدن مثل هيوستن وشيكاغو وديترويت فالنّسبة صغيرة جدًا بشكل لا يسمح بحسابها. لماذا يعدّ الاختلاف ما بين المُدن كبيرًا جدًا؟ غالبًا ما يكون السبب نفسه في كل الصناعات على اختلافها. هل تساءلت يومًا ما هو سادس أكبر مركز للموضة في الولايات المتحدة الأمريكيّة؟ سادس أكبر مركز للنفط، للتمويل، أو للنشر؟ أينما كان هذا المركز فهو لا يرتقي لوضعه في مصافي المراكز الأولى ومن المعرض للخطأ تسميتها بمراكز. من المثير للاهتمام كيف تصبح المدن محاور مهمة للشركات الناشئة ويعود السبب إلى أنّ غالبية الخبراء يتواجدون في هذه الأماكن وهذا سبب نجاح مختلف الصناعات الأخرى أيضًا. بالإضافة إلى أنّ المعايير تكون أعلى والأشخاص يكونون متعاطفين بشكل أكبر مع عملك، بالإضافة إلى أنّ الأشخاص الذين قد ترغب بتشغيلهم معك سيرغبون بالعيش في مدن كهذه، داعمي الصّناعات يتواجدون في هذه الأماكن، ناهيك عن أن إمكانية التقائك بمن يشاركونك في مجال عملك كبيرة هناك. بالحقيقة لا يمكن لأي أحد أن يعرف بشكل دقيق كيف يمكن لكل هذه العوامل أن تجتمع معًا لتعزز انطلاقة شركتك في وادي السيليكون أو كيف لها أن تسحقها في ديترويت. لكن في المُقابل تؤكد نسب أعداد الشّركات مُقارنة بعدد السّكّان ذلك. 3- سوق مُستهدفة ضيّقة جدًّا معظم الفِرق التي تتقدّم إلى حاضنة Y Combinator تعاني من هذه المشكلة الشائعة: اختيار استهداف سوق صغيرة وغير معروفة من أجل تجنب المنافسة. إن راقبت بعض الأطفال وهم يلعبون بالكرة، فستلاحظ أنّهم يخافون منها تحت سن معيّنة، فعندما تقترب منهم سوف يبتعدون عنها غريزيًا. فبالنسبة لي لم أمسك الكرة كثيرا عندما لعبت البيسبول في الثامنة من عمري، فكلما اقتربت مني الكرة كنت أغمض عينيّ وأرفع القفاز طلبًا للحماية أكثر من رغبتي بإمساك الكرة. عندما تختار مشروعًا هامشيًا كبداية لشركتك الناشئة سيكون بمثابة إستراتيجيتي التي اتبعتها في الثامنة من عمري. حقيقةً إذا صنعت مُنتجًا جيّدًا فمن الطبيعي أن تخلق لك منافسين وسيتوجب عليك مواجهتهم، الطريقة الوحيدة لتجنب المنافسة هي بتجنب الأفكار الخلّاقة. أظن أنّ التنّصل من هذه المشاكل غالبًا ما يتمّ دون وعي، وذلك لأنّ الأشخاص لا يسعون لتطبيق الأفكار الصغيرة عوضًّا عن الكبيرة منها لأنها أأمن ولكن اللاوعي لديهم لا يسمح لهم بالتفكير حتى بالعظيمة منها. ويعدّ الحل الأمثل لهذه المشكلة هو أن تضع نفسك خارج الصورة وتفكر ماذا يمكن أن تكون الفكرة العظيمة لشركة ناشئة لأحد ما غيرك. 4- الأفكار المشتقّة معظم طلبات الانضمام إلى تردنا في YC هي تقليد لشركات موجودة أصلًا، ويعدّ هذا أحد منابع الأفكار ولكنه ليس الأفضل. فإن تتبعت أصل الشركات الناشئة الناجحة فسوف ترى أن قليلًا منها نجح مقلدًا غيره من الشركات. فمن أين أتَتهم تلك الأفكار؟ غالبًا ما تنبع من المشاكل غير المحلولة التي تعرّف عليها المؤسسون. فعلى سبيل المثال شركتنا الناشئة صنعت برمجيات لإنشاء المتاجر الإلكترونية، فعندما بدأنا بهذه الفكرة لم يكن هناك أيّ من هذه المتاجر، والمواقع القليلة المتوافرة للطلب منها آنذاك كانت مصنوعة يدويًّا و ذات كلفة عالية. وتأكدنا في ذاك الوقت أنّه إذا توسّع مجال التّسوّق على الإنترنت فإنه يُفترض إنشاء هذه المواقع برمجيًا، وهو ما دفعنا بكل بساطة إلى كتابة تطبيق للقيام بذلك. غالبًا ما تكون أفضل المشاكل لحلها هي التي تواجهك بشكل شخصي، فشركة Apple على سبيل المثال تم إطلاقها لأن صاحبها ستيف وزنيك أراد حاسوبًا، وGoogle أطلِقت لأن لاري وسيرجي لم يستطيعا إيجاد المعلومات على شبكة الإنترنت، وتم إطلاقHotmail لأن سابير بهاتيا وجاك سميث لم يستطيعا تبادل البريد الإلكتروني أثناء العمل. فبدلًا من نسخ فيس بوك مع إضافة بعض الاختلافات التي تجاهلها مؤسسوه، يمكنك البحث عن أفكار أُخرى. وعوضًا من البدء من شركات والوصول إلى المشاكل التي حلًوها، ابحث عن مشكلات وتخيل الشّركة التي يمكن أنً تقوم بحلها (2). ما الأمور التي يشتكي منها الأشخاص؟ ما الذي تتمنى الحصول عليه؟ 5- العناد في بعض المجالات يكون امتلاكك لرؤية عما تودّ إنجازه هو السبيل للنجاح بالإضافة إلى الإيمان به والسعي لتحقيقه بكافة السبل بغضّ النظر عن العقبات التي قد تواجهك، ولكن لا يُعدّ إطلاق شركة ناشئة إحدى هذه المجالات. التشبّث بالهدف والرؤية يصلح لأمور مثل الفوز بالميدالية الذهبية للألعاب الأولمبية حيث تكون المشكلة محددة بشكل جيّد، الشركات الناشئة هي أقرب إلى البحث العلمي، حيث يتوجب عليك متابعة الأثر التي تقتفيه أينما أوصلك. وعليه لا يجب أن تبقى مُتعلّقًا بخطتك الأصلية لأنها غالبًا ما ستكون خاطئة، فمعظم الشركات الناجحة انتهت بها المطاف بفعل شيء مختلف تمامًا عمّا خَططت له في البداية، وغالبًّا ما يكون مختلفًا لدرجة كبيرة بحيث أنها لا يُمكن أن تعرف بأنّها نفس الشّركة. عليك أن تكون مستعدًا لرؤية الفكرة الأفضل عندما تعرض نفسها عليك، وسيكون الجزء الأصعب هو التّخلص من فكرتك السابقة. لكن الانفتاح على الأفكار الجديدة عليه أن يتمّ بشكل معقول ومدروس، حيث أنّ الانتقال من فكرة لأخرى بشكلٍ أسبوعيّ سيكون كارثيًّا بالقدر نفسه. هل هناك اختبار ما يمكنك الاعتماد عليه؟ يمكنك أن تسأل نفسك إن كانت في هذه الأفكار نوع من التّطّور. فإن كنت قادرًا على مُواصلة بناء مشروعك اعتمادًا على ما سبق بناؤه فيمكن القول بأنك على طريق يُمكن أن تؤدّي إلى نتيجة صحيحة. لكن إن كنت في بداية كل فكرة تبدأ من الصفر فهذا دليل سيّئ. ولكن لحسن الحظ هناك من يمكنك سؤاله وهم مُستخدموك. فإن قررت الانتقال إلى منحى جديد وأبدى المستخدمون الحماسة له فهو غالبًا ما سيكون رهانًا جيدًا. 6- توظيف مبرمجين سيئين لقد نسيت إدراج هذه الفكرة في النسخ الأوليّة من القائمة وذلك لأنّ معظم المؤسسيين الذين أعرفهم هم مبرمجون ولهذا لن يشكل هذا الأمر مشكلة لهم، وعلى الرغم أنّهم قد يوظفون مُبرمجًا غير كفؤ إلا أنّ ذلك لن يقضي على الشركة، حيث أنهم سوف يستطيعون القيام بكل المتطلبات لوحدهم بكل سهولة. ولكن عندما أفكر بالأمر الذي سبب فناء معظم الشركات الناشئة المتخصصة في التجارة الإلكترونية في التسعينات من القرن الماضي أستنتج أن المشكلة كانت في المبرمجين السّيّئين. العديد من تلك الشركات أطلقها رجال أعمال ظنّوا أن مبدأ عمل الشركات الناشئة يقتصر على وجود فكرة ذكيَة ومن ثمّ توظيف أحد المبرمجين كي ينفذها. ولكن بالحقيقة الأمر أصعب بكثير مما يبدو لأنّ رجال الأعمال لا يستطيعون تمييز المبرمجين الجيدين من غيرهم، ولن يتمكنّوا أصلًا من توظيف أفضل المبرمجين، وذلك ببساطة لأنه لا يوجد مبرمج جيّد يقبل بتطبيق رؤية رجل أعمال. ولهذا يقوم رجل الأعمال باختيار أحد المبرمجين الذين يظنون أنهم جيدين ولنقل أنّ سيرته الذاتية تحتوي على شهادة كمطوّر من شركة Microsoft ولكنه بالحقيقة ليس بالمستوى المذكور. حينها فقط يتفاجؤون بتعثّر شركاتهم النّاشئة وبمرور منافسيهم السّريع بجانبهم.ويشابه هذا النوع من انطلاقات الشركات الناشئة لانطلاقات الشركات الضخمة ولكن من دون أيّ من الأفضليات التي تتمتع بها الأخيرة. وهنا يأتي السؤال كيف تقوم باختيار مبرمجين محترفين في حال لم تكن مبرمجا؟ للأسف لا يوجد جواب على هذا السّؤال. كنت أودّ أن أقول لك أنّه عليك إيجاد مبرمج جيّد لكي يساعدك في توظيف مُبرمجين جيّدين. ولكن إن كنت لا تستطيع تمييزهم فكيف لك أن تفعل ذلك؟ الهوامش: (1) هذه ليست لائحة كاملة بكل أسباب الفشل، وإنما فقط بتلك التي يمكنك السيطرة عليها. فهناك العديد من الأسباب التي لا يمكنك السيطرة عليها ومنها عدم ملائمة الوضع والحظ السيئ. (2) من المُفارقات أن إحدى تفرعات Facebook التي يمكن أن تنجح هو Facebook حصري لطلاب الجامعة. ترجمة -وبتصرّف- للجزء الأول من مقال The 18 Mistakes That Kill Startups لصاحبه Paul Graham حقوق الصورة البارزة محفوظة لـ freepik
  4. أود معرفة ان كان العمل الحر يخضع كالأعمال الأخرى التقليدية الى شروط الهجرة حيث لا يمكن مزاولته الا بعد فترة من الزمن؟ اشكركم
  5. لطالما جُمعت الشركة الرائدة الناجحة مع الفكرة المميزة وهما في الحقيقة لا تنفصلان إلا أنّه الفكرة المميزة وحدها لا تجعلك صاحب فكرة ناجحة وهنا يمكن الفرق بين المبتكر ورائد الأعمال. المبتكرون هم أصحاب الأفكار المميزة، ذوي العقول المتيقّظة التي ترى الحلول، بينما يسعى رواد الأعمال بالإضافة إلى إيجاد الحلول للمشاكل التي تواجههم أو تواجه محيطهم بأخذ خطوات عمليّة لتطبيق هذه الحلول وليس فقط إيجادها. يهتمّ رائد الأعمال بوضع خطط العمل والتخطيط الجيد من اجل تنفيذها والاهتمام بكلّ التفاصيل التي من شأنها جعل هذه الفكرة المميزة حلّ للمجتمع وتحويلها إلى مجموعة من فرص العمل للأشخاص فهو إذن يخلق الفرص العمل ولا يسعى لإيجاد عمل. المزيد
  6. من الصعب أن نملك خبرة عمليّة في كلّ أمور الحياة التي قد تواجهنا بعض المقالات للكتابة عنها، ولذلك يبقى أمامنا التوسّع في المعرفة عن طريق البحث وقراءة الكتب والمقالات التي من شأنها أن تساعدنا في مهمتنا هذه. شبكة الإنترنت عالمٌ مليء بالعلوم والمعارف لمن يريد أن يغني فكره وتجربته، كما أنّها متاحة للجميع. ولكن كي نحصل على أفضل نتائج لبحثنا الذي نقوم به دون خسارة الكثير من الجهد والوقت من المهمّ أن نتّبع مجموعة من القواعد البسيطة وهي؛ أولًا كتابة ما نودّ البحث عنه بدقّة أي كتابة كلمة أو جملة قصيرة كي لا تكون نتائج البحث كبيرة للغاية ونضيع الوقت في البحث عمّا نريد تمامًا. من المهمّ البحث عن المصدر بلغته الأمّ أولًا والإطلاع عليها إن كان في مقدورنا ذلك، وإن لم يكن من المهمّ الإطلاع على عدد من الترجمات واختيار الأكثر احترافيّة بينها. التجربة لا تغني عن المعرفة، ولذلك من المهمّ الاستفادة من تجارب المحطين بنا كانت تجربتهم تفيدنا أو التواصل مع من خاضوا تجربة مماثلة عمّا نريد الكتابة عنه. لا يجب أن ننسى ذكر المصادر التي أغنت مقالتنا وذلك حفاظًا على الشفافيّة والصدق في العمل.
  7. في الحقيقة إحدى سلبيات العمل الحرّ هي الحاجة الدائمة إلى التكنولوجيا والإنترنت ولذلك من المهمّ الانتباه إلى هذا الأمر قبل أن يصبح مشكلة بالنسبة لنا. من أهمّ وسائل تخفيف هذا التأثير هو تنظيم الوقت وحصر ساعات العمل وتصفح الإنترنت بمواعيد محددة، وذلك كي يبقى لنا متسع منه لنشاطاتنا الأخرى وأصدقائنا وحياتنا الأسريّة. إحدى الوسائل الأخرى لتخفيف هذا الأمر هو عدم الاعتماد بشكلٍ كبير على التواصل عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي مع أصدقائنا فحسب بل يجب تخصيص وقتٍ لرؤيتهم بشكلٍ فعليّ، بالإضافة إلى الاشتراك ببعض النشاطات الاجتماعيّة الخيريّة أو التطوعيّة فمساعدة الغير تغني الروح بشكلٍ كبير.
  8. بالإضافة لما ذكره أصدقاؤنا يجب البحث داخلك كي تجدي مكامن قوة شخصيتك بعيدًا عن العمل ووظيفتها في لقاءك هذا، فهذا لقاء تعارف وعمل ولذلك من المهمّ أن تعملي على تعريفه عليك لأن في الحقيقة من الصعب أن نبتعد عن شخصيتنا الحقيقة ولذلك أفضل حلّ هو إظهارها بأفضل شكلٍ ممكن. في الحقيقة هناك أمرٌ ينفع في زيادة الثقة النفس وهي اللباس والطريقة التي تختارين أن تظهري بها، ففي الحقيقة كلّما اخترتي زيًّا ترتاحين به وستايل تجدينه يعكس شخصيتك المميزة كلّما كان اللقاء أسهل. من المهمّ أن تستخدمي حبّك لعملك ونجاحك به كي تتغلبي على هذه المشكلة التي تواجهينها، كما أنّه من الجيد ذكرها ولو بشكلٍ طفيف مع مديرك فمجرّد الحديث عنها من شأنه أن يخففها. بالتوفيق لك عزيزتي
  9. أفضل طريقة للحصول على أفكار دائمة ومتجددة فيما يخصّ الكتابة هي القراءة الدائمة فهما كالتوأمين لا ينفصلان أبدًا. لا تقتصر على مصدر واحد للقراءة، فالقراءة المتنوعة بين المدونات والمقالات والمواقع والجرائد إلكترونيّة وحتى الكتب والروايات من شأنها أن تريد الزخم اللغويّ والفكريّ لدينا. أمارس الكتابة أيضًا ولطالما حصلت على الكثير من الأفكار والمفردات المميزة والجديدة من جرّاء القراءة المتواصلة والمتنوّعة، كما أنّ للقراءة قدرة كبيرة على فتحٍ أفاقٍ إبداعيّة وشحذ مخيلتنا ودفعنا نحو كتاباتٍ مذهلة حقيقة. قد تلاقي يعض الصعوبة في ممارسة القراءة وجعلها من روتينك اليوميّ إن لم تكن معتادًا على ذلك، وعليه يجب أن تضعها ضمن جدولك وأن تخصص لها حصّة واضحة ومهمّة من وقتك. ولا تعتمد على أسلوب واحد فقط. بالإضافة إلى القراءة، أحد أهمّ أساسيات الكتابة الإبداعية والأفكار المميزة هي الكتابة الدائمة والتدريب. فلا تقتصر على الكتابة فقط في تخصصك، حاول أن تخصص يوم تكتب به في مجالٍ آخر فهذا الأمر من شأنه أن يساعدك ويفتح لك أبوابًا جديدة.
  10. في الحقيقة هذه الأمور من أكثر التحديات صعوبةً في العمل الحرّ وخصوصًا في منصات العمل العربيّة، حيث مجال العمل الحرّ ما يزال في بداياته رغم التجارب المميزة لمنصات مثل مستقل وخمسات. وعليه كي تفوزي بالمشاريع هناك عدد من الأمور التي يجب أخذها بعين الاعتبار وأهمّها أنّ العمل مازال في بدايته نوعًا ما وكي تبني اسمًا عليك بالصبر، وكوني على ثقة بوجود مكان للجميع.. الأمر الثاني التخصص فكلّما كان تخصصك واضح و محددا كلما كان الطلب عليه أفضل. من ناحية أخرى الالتزام بقواعد الاحترافيّة والدقّة والالتزام بمواعيد التسليم فمن شأن ذلك أن يجعل سمعتك مميزة وبالتالي ستصبحين من المستقلين المفضّلين لدى العملاء، ومن ناحية أخرى سيكون الرقم الذي تطلبيه مقابل خدمة مميزة مقدّرًا ومقبولًا من قبل العملاء ففي النهاية لا يوجد عميل يساوم على أداء عمله بطريقة احترافيّة مميزة حتى وإن كان هذا الأمر يتطلّب المزيد رفع الميزانيّة. أخيرًا، الواقعيّة. فإن كان الأرقام المتداول بها لترجمة مقال 500 كلمة 5$ لا يمكنك طلب 50$ بكلّ تأكيد، لذلك كوني واقعيّة وتدرّجي في الأمور دومًا.
  11. تأتي هذه النقطة في مقدمة النقاط التي يجب أن تكون واضحة بينك وبين العميل حيث أنّه من الصعب للغاية على أيّ مستقل التعامل مع مواعيد تسليم متفاوتة وغير دقيقة. ولذا فإنّ توضيح هذه الفكرة ومعالجتها أسهل من محاولة التعايش معها. من ناحية أخرى إلى حين الوصول إلى صيغة للتفاهم حول حلّ هذه المشكلة أهمّ ما يمكنك القيام به هو أن تكون كمية العمل التي تنجزها متفوقة على طلبات العميل بحيث يكون لديك دومًا فائض من العمل في حال طلبه لتقديم موعد التسليم وخصوصًا إن أمكنك فعل ذلك وإن كانت المهام مرتبطة ببعضها ومتكاملة. بالإضافة إلى ذلك المرونة والاحترافيّة تعدّان عوامل أساسيّة، فقلّة من المستقلين يستطيعون التعامل مع مواقف كهذه. بنفس الوقت ركزّ على أنّ حلّ المشكلة بطريقة أو أخرى أهمّ من التعايش معها.
  12. في الحقيقة هذا الأمر يعود إلى مجال العمل الحرّ الذي تريد دخوله، حيث أنّ دخول العمل الحرّ كمبرمج و مطوّر ويب مثلًا لا يمكّنك العمل دون خبرة كما أنّ مجالات الترجمة والكتابة والتدوين بجاحة إلى موهبة ورغبة كبيرة لمزاولتها. وعليه أودّ أن أُشير إلى أنّ الخبرة في العملّ الحرّ لا تقتصر على خبرتك في مجال العمل الحرّ بحدّ ذاته بل إنّ الخبرة في المجال الذي تودّ دخوله بالإضافة إلى الأساسيات التي تحتاجها إلى البدء في مزاولة هذا العمل. إن كنت تفتقر إلى أساسيات المجال التي تريد العمل به يمكنك البدء بدورات من شأنها أن تساعدك في هذا الأمر، وإن كان المجال الذي اخترته غبر معروف في وسط هناك الكثير من الدورات أونلاين أو على يوتيوب من شأنها أن تساعدك.
  13. كي تكون محرر مميز هناك أربع مستويات في التحرير يجب أخذها في عين الاعتبار: التحرير على مستوى الصورة الكبرى: وهو المستوى الأعمّ والأشمل في التحرير والذي يشمل المقال ككلّ، بالإضافة إلى الاهتمام بالتفاصيل الكبرى من تشكيل المقاطع والصور والتنسيق.التحرير على مستوى المقطع: هنا يبدأ التخصص في التحرير، ويبدأ الاهتمام بأسلوب التحرير والخطّ بالإضافة إلى إعادة صياغة الجمل من أجل الوضوح والجماليّة.التحرير على مستوى الجملة: وهنا نبدأ بالاهتمام بتشكيل الجملة والاهتمام بالأخطاء التي قد يقع بها الكاتب والاهتمام باللغة والمعلومة التي يوفرها الكاتب في جملته هذه، بالإضافة إلى تشكيل الجملة.التحرير على مستوى الكلمة: وهو مستوى دقيق ومتخصص من التحرير وهنا نبدأ بالاهتمام بجماليّة الكلمات واختيار الأفضل بينها، بالإضافة إلى الأخطاء الإملائيّة والقواعديّة.ومن مستويات التحرير الأربع هذه نأخذ فكرة عن مهارات المحرر المطلوبة ومهامه.
  14. ذكّرني هذا السؤال ببداية مسيرتي في العملّ الحر حيث طرح عليّ جملة من الأسئلة والتساؤلات والافتراضات التي أهلكتني الإجابة عليها ومحاولة إقناع الوسط المحيط بأن العمل الحرّ هو عمل جاد وحقيقيّ مثله مثل أيّ عمل آخر، لا بد قد يكون أفضل. إحدى أكثر المواقف التي اذكرها هي ردّة فعل والديّ عندما أخبرتهم بقراري، حيث أنهم كانوا متيقنين أنني لن أحصل على مقابل ماديّ وأنّه سيتمّ استغلالي، بالطبع كان تقديرهم خاطئًا ولم تواجهني أدنى مشكلة في العمل مع مستقل وخمسات. أشهر الأسئلة التي واجهتها: كيف يمكن أن تبني مستقبل بهذا العمل؟ كيف ستؤسسين نفسك؟ كيف ستعملين في ظروف سوريا السيئة من كهرباء وشبكة إنترنت؟ كيف ستحصلين على المال ولا يوجد خدمة باي بال؟ لم تنتهي الأسئلة التي تستهجن أسلوب عملي وحياتي إلى اليوم، ولكن النتائج هي أفضل جواب لأي تشكيك يقدرتي أو بالعمل الحرّ، كما أنني شاكرة بشكلٍ كبير للعمل الحرّ الذي جعلني أتخطى معطيات الزمان والمكان وأن أتجاوز الإمكانيات المحدودة المتوافرة وأنجح.
  15. هناك مصطلح بالإنكليزيّة يُدعى "cold feet" أي القدم الباردة التي تواجه أي شخص عند الإقدام على أيّ خطوة جديدة في حياته، كنايةً عن التردد وهو أمرٌ طبيعيّ للغاية يرافق كلّ خطوة كبيرة في الحياة. ولذلك عندما يبدأ شعور التردد أو الشكّ بالتسرب إلى قلبك وعقلك لا تسمح له بامتلاكك والسيطرة، إليك بعض الإستراتيجيات لخداع هذا الإحساس الزائف. راجع أهداف شركتك والمخططات التي وضعتها وتأكد من تنفيذك لكافة الخطوات بدقّة والتزام.تأكد من أنّّ الفريق الذي يعمل معك يؤدي واجبه على أكمل وجه، وأن إيمانه بالعمل والفكرة لم يتزعزع.طمئن نفسك بالإطلاع على تفاصيل التنفيذ كافة، والمنتج النهائي وإستراتيجيات التسويق، وإن صادفك ما لم تجده مقنعًا لا تتردد في طرح ذلك وتغييره حتى إن تطلب الموضوع عمل إضافيّ. فالعمل الإضافيّ الآن أهون من الندم لاحقًا.استعن برأي صديق. عندما يبدأ الشك يتسلل إلى تفكيرنا من المهمّ التسلّح بالأصدقاء والمقربين، من المهمّ أن تأخذ رأي صديق فهو لن يبخل عليك برأيه الحقيقيّ.استرخي. على الرغم من صعوبة الموضوع أحيانًا إلى أن الابتعاد قليلًا عن جوّ العمل من شأنه أن يخفف توترك ويجعلك تشاهد الأمور بصورة أوضح.إذا شعرت أن كلّ شيء على ما يرام سارع في التنفيذ لتبديد جميع مخاوفك.
  16. نعيش اليوم في زمن يتعمد النجاح به على العلاقات بشكلٍ كبير، ولذلك يعدّ بناء شبكة من العلاقات أمرًا غاية في الأهميّة ويسهّل الكثير من الأمور. ولكن من جهة أخرى لا يجب الاعتماد على هذا الأمر فقط من أجل التطوّر والنجاح، فعلاقاتك تسهّل عليك الأمور ولكن لا تكسبك عملاء ولا سمعة مميزة ولا احترافيّة وهذه أساسيات الاستمراريّة ومن دونها لا يمكنك النجاح. وعليه أفضل الطرق لاستثمار العلاقات برأيي هي عندما يكون لديك مشروع جاهز للتنفيذ وتريد الدعم في إطلاقه أو خدمة مميزة تريد البدء بها أو فكرة مميزة تريد أن تقدمها للشركة أو الموقع الذي تعمل به وتريد الدعم في هذا الأمر. هنا تلعب العلاقات دورها السحريّ في تنفيذ خططك ومشاريعك ولكن تبقى هذه وسيلة لا يجب استنزافها أو استهلاكها بشكلٍ مبالغ به.
  17. التقيّد بالعمل والمشاريع وتنفيذها ليس تقييد أكثر منه التزام ولذلك طريقة التفكير بالأمور تلعب دورًا أساسيًّا في حياتنا، فإن كنت صاحب مشاريع هل ستتقبل أن يعمل المستقل في الساعات التي تطيب له؟ بالطبع لا، ولذلك من المهمّ أن نعرف حجم قدرتنا والعمل ضمنها وتطويرها مع الوقت. أضف إلي ذلك أنّ هناك الكثير من العملاء الذين يرغبون بتنفيذ مشاريعهم بطريقة معيّنة وواجبنا كمستقلين أن ننفذها لهم كما يرغبون فهذا الأمر يعدّ مستوى عالٍ من مستويات الخدمة ومن شأنه أن يحقق لنا سمعة مهمّة وثقة لدى العميل. في بداية عملي في الترجمة صادفت أحد العملاء الذي يرغب أداء ترجمة المقالات بطريقة محددة وبمعايير خاصّة وعالية، في البداية عانيت كي أغير من أسلوبي في الترجمة ووصلت إلى نتيجة أنه عند تنفيذ أي عمل يجب الالتزام بأسلوب العميل بالشكل الأكبر وتقديم لمسة شخصيّة إن كان هذا الأمر مقبولًا. بالإضافة إلى أنّ المحافظة على الشغف والحبّ للقيام بالعمل يساعدنا في تجاوز العوائق الروتين وهم من أهمّ الأمور التي يجب الاعتناء بتحفيزها والمحافظة عليها.
  18. لدي إيمان بأنّ الإنسان يملك قدرة مذهلة وكبيرة لتحقيق ما يريد تحقيقه، وانطلاقًا من هذه الفكرة ما الذي تريد تحقيقه؟ ما هي كميّة الإنتاجيّة التي تريد الوصول إليها وخلال أيّ مدة؟ ابدأ بكتابة أهدافك التي تريد تحقيقها مهما كانت، ولا تكتفِ بالتفكير بها؛ فالأهداف المكتوبة لها تأثير أكبر علينا. ابدأ بتصفيّة هذه الأهداف ووضعها ضمن أولويات ومجال زمنيّ لتنفيذ كلّ مجموعة منها، ثمّ ابدأ بالتخطيط لتنفيذها. هناك أربع أنواع من الخطط التي يجب الالتزام بها وهي الخطّة اليوميّة، الخطّة الأسبوعيّة الخطة الشهريّة والخطة الكبرى التي تشملهم جميعًا. الخطوة الأهم هي تنفيذ هذه المخططات والالتزام بها، من أهمّ الأمور التي يجب وضعها في الذهن أنّ الإنتاجيّة ترتبط بشكلٍ مباشر مع التعلّم. فحتى إن كنت محترفًا في مجال عملك لا تتوقف أبدًا عن التعلّم والبحث ضمن مجال عملك وخارجه. وأمّا بالنسبة للسرعة في الأداء فهي ترتبط بالوقت، فحدد وقت القيام بالمهمات والأعمال، قد لا تنجح بأدائها ضمن الوقت المحدد من المرة الأولى ولكن لا تيأس. أبعد نفسك عن الأمور التي من شأنها أن تلهيك أثناء القيام بعمّلك وركّز في أداء المهمّة ومن ثمّ لا تبخل على نفسك بمكافأة صغيرة على نجاحك هذا. أخيرًا، حافظ على التحفيز الذاتيّ فهو أحد أهمّ وأقوى استراتيجيات النجاح.
  19. ذكّرني هذا السؤال بنصيحة أميّ والمثل الشعبيّ "ما يأتي سريعًا يذهب سريعًا" وفي الحقيقة إن فكّرنا به سنجده صحيحًا إلى حدٍّ ما، ولذلك لا يجب إن نركزّ على بناء ثروة بسرعة إذ يعدّ هذا الأمر صبعًا في الحقيقة إلا إذا كرسنا نفسنا وكلّ جهدنا وطاقتنا في العمل فقط وهذا من شأنه أن يخلّ في توازن حياتنا. الحفاظ على توازن دائرة الحياة، التي تتضمّن الأسرة والأصدقاء والصحة والحياة الاجتماعيّة وبناء الذات، أمرٌ بغاية الأهميّة فهو سيضمن لنا الاستمراريّة وهي الأهم برأيي. من ناحية أخر تُعدّ الثروة الماديّة هي إحدى أنواع الثروات التي يمكننا بناؤها، فعندما نرى الصورة الكبرى سنستنتج أن التركيز على بناء قاعدة عملاء وسمعة مميزة واحترام في وسط العمل أيًا كان هو أمرٌ يتفوق على المردود الماديّ لأنه ثروة لا تزول. كما أنّه من شأنه أن يجلب لنا ثروات عديدة ومتجددة. يبقى هذا الأمر وجه نظر وأسلوب حياة إمّا يناسب طريقة تفكير الأفراد أو لا دون أيّ أحكام بالطبع.
  20. في الحقيقة إن نظرنا إلى حياتنا بعمق نجدّ أن كلّ ممارساتنا وطريقة تفكيرنا لا تجاوز ما اعتدنا عليه، وأنا لا أقصد الروتين بل إنّ قدرة الإنسان كبيرة على أن يعوّد نفسه ويدربها على ما يريد. ومن هذه النقطة يمكنك البدء بتغيير عاداتك كي تزيد من إنتاجيتك. إليك طريقة من شأنها أن تساعدك في تحديد مفاصل الحياة التي لا تستثمرها بشكلٍ كامل مما يؤدي إلى انخفاض إنتاجيتك. عش نهارًا بشكلٍ طبيعيّ وراقب نفسك وسجّل كلّ ما قمت خلال النهار وكم أخذ من وقتك. راجع ما قمت به ولاحظ أنّ الإنتاجيّة ترتبط ارتباطًا كليًّا باستثمار الوقت والتخطيط الصحيح ووجود أهداف قريبة المدى (أي يوميّة). فبدون وجود أهداف وخطّة ستجد نفسك تستهلك ساعات النهار دون حساب ودون أن تنجز ما تريد بالوقت الذي تريد. الوقت أغلى ما نملك وأكثر ما يجب استثماره بطريقة ذكيّة. ابدأ بتغيير عاداتك بالتدريج، أي ضع خطّة أسبوعيّة مثلًا تريد من خلالها التدّرج في مواعيد الاستيقاظ وزيادة الأعمال المنجزة خلال النهار، بالإضافة إلى وضع مهام إضافيّة ليتمّ إنجازها أسبوعيًّا مثل قراءة كتاب أو تعلّم شيء جديد في مجال عملك أو خارجه. ابق نفسك مشغولًا وجدول مواعيدك مملوء، فالإنسان الناجح عندما تطلب منه بضعة ساعات إما يوافق أو يعتذر منك ويخبرك بما لديه وهنا يكمن السرّ.
  21. في وضعٍ مثاليّ؛ على الكاتب أن يكون مرن بما فيه الكفاية للكتابة عن كافة المواضيع التي تطرح عليه وخصوصًا إن لم تكن في مدونته الخاصة، ففي النهاية قد يكون هذا المشروع مجرد عمل. ولكن من جهة أخرى قد تؤثر هذه الكتابات على مستقبلك كمدوّن أو كاتب وقد ترى الآراء التي كتبتها يومًا تقف في وجه طموحاتك أو مستقبلك. ومن جهة أخرى أيضًا لا أحد مضطّر أن يكتب بشكلٍ مخالف لقناعاته ذلك لأنه لن يكون حقيقيًّا وشفافًا بالقدر الذي تتطلبه الكتابة أو التدوين. اختر ما تراه مناسبًا حيث أن فرص العمل متجددة وكثيرة ويمكنك الاختيار بينها، إلا أنّك لا تستطيع التراجع عمّا كتبته سابقًا.
  22. أسبوع ريادة الأعمال العالميّ يعدّ أكبر احتفالٍ في العالم لرواد الأعمال والمبتكرين وصنّاع فرص العمل الذين يطلقون شركاتٍ ناشئة بأفكار مميزة تغني الحياة وتنعش الاقتصاد وتعمّ بالخير والرفاه على الجميع. في شهر نوفمبر من كلّ عام يلهم أسبوع الريادة العالميّ الناس من كلّ أصقاع العالم عبر نشاطاتٍ محليّة وإقليميّة وعالميّة مصممة خصيصًا لمساعدتهم في اكتشاف إمكانياتهم كرواد أعمال ومبتكرين. تتنوّع هذه النشاطات كثيرًا وتشمل رواد الأعمال والمبتكرين والمعلّمين والمُلهمين. المصدر
  23. في الحقيقة من الصعب إيجاد حلّ لهذا الأمر بشكلٍ جذريّ وذلك لإختلاف مجالات العمل وطريقة العمل والحاجة إلى التواجد المستمر أم ا وغيرها من التساؤلات، إلا أنّه يمكنني أن أقدم لك تجربتي في هذا الموضوع. عند بداية عملي الحرّ في الترجمة عملت مع أحد أكثر الأشخاص إحترافيّة لعدد من المشاريع وأنا أدين له بالكثير مما أملكه اليوم من أساليب للعمل فقد تعلمت منه الكثير، وفي أثناء تنفيذ أحد المشاريع لاحظ انخفاضًا في مستوى الأداء والإنتاجيّة ولمس تراجعًا في الإحترافيّة فنبهني على هذا الأمر. عدّت للمستوى المعهود لفترة وتراجعت مجددًا وهنا أتت نصيحته المميزة أنّ العمل لسويعات قليلة كلّ يوم لا يكفي في عالم العمل الحرّ ( وأظنّ ان هذا الأمر من شأنه أن ينطبق على مختلف المجالات) ولذلك أعطاني إجازة ليومين وعدت لأكمل المشروع بالمستوى المعهود. من هنا وضعت قاعدة لنفسي وهي أن أنسجم مع نفسي وأعرف حدود طاقتي ولا أستنزفها، فقد كان العميل متفهمًا هذه المرة وقد لا أحظى بذلك مجددًا، لذلك نصيحتي لك هي أن تعرفي حدود طاقتك وتعملي ضمنها وأن تطوريها مع الوقت. في اللحظة التي تحسّين أن أدائك سينخفض اطلبي إجازة أو لا تقدمي على مشاريع جديدة. خذي وقت كي تستريحي وبذلك تعودين للعمل بنشاط أكبر، وضعي مخطط يومك بحيث تستطيعين تجديد الطاقة خلال النهار إن كان بالنوم أو الطعام الصحيّ أو الرياضة. وأمّا بالنسبة للمنافسة أنا أؤمن بأن السمعة الحسنة لا تزول شأنها شأن الأداء المتواضع.
  24. يعتقد الكثير بأنّ الجواب أهمّ من السؤال، بينما الحقيقة أنّ السؤال أهمّ بكثير من الجواب. لماذا؟ ببساطة لأنه بدون السؤال الصحيح لن نحصل على الجواب الصحيح، ومن هنا تأتي أهميّة طرح الأسئلة المناسبة. من الأمور التي يجب أخذها بعين الاعتبار عند طرح أيّ سؤال؛ التوقيت المناسب، ففي الكثير من الأحيان في حياتنا العاديّة والعمليّة قد نطرح سؤال مهمّ ولا نجد الاهتمام الكافي أو لا تُقدّم لنا المعلومات الكافيّة وهنا يكون التوقيت غير مناسب. من ناحية أخرى يجب التوجّه بالسؤال إلى الشخصّ المناسب، ابحث عن أكثر شخص اختصاصي بالموضوع المهتّم به واسأله، فهو ضالتك ولا تبعثر جهدك بالأشخاص غير المفيدين لك. آخر أمر بما يخصّ فن طرح الأسئلة اجعل سؤالك واضحًا وقصيرًا وذلك كي تعطي الشخص المقابل الفرصة كي يركّز تمامًا على ما تريد. ولا تعتمد أسلوب الأسئلة الكثيرة فهي عامل مشتت من شأنها أن تضيع عليك فرصة الحصول على جواب مناسب، اسأل في مرّة سؤال واحد وواضح.
  25. تأتي الفكرة كأول عامل أساسيّ في الشركة الناشئة فبدون الفكرة لن يكون هناك مشروع بطبيعة الحال، ومن أهم مقومات الفكرّة "التميّز" والابتكار لذلك نجد مفهوم "الفكرة الجديدة" متداول ومهمّ بالإضافة لأنها أكثر المراحل القابلة للسرقة أو النسخ. من ناحية أخرى الفكرة هي البداية فقط وتأتي كالشرر الذي يشعل في عقل رائد الأعمال الكثير من الأسئلة وعلامات الاستفهام، وهنا يأتي دور الإحصائيات (والمعلومات عمومًا) والتي تسهم بشكلٍ كبير في وضع خطّة عمل والتنفيذ بالإضافة للأهداف والأولويات وذلك بالطبع بناءً على إحصائيات سوق هذه الفكرة الجديدة. من ناحية أخرى تدخل الإحصائيات في أمرٍ مهمّ آخر هو التقييم الذي يجب أن يقوم به القائمين على الشركة الناشئة بشكلٍ دوريّ للتأكد من أنّ الخطة تسير في مجالها الصحيح وأن الأهداف تتحقق.
×
×
  • أضف...