هل تُمضي وقتًا طويلًا على منصات التواصل الاجتماعي؟ إذا كنت مثل ملايين -بل قُل مليارات- الناس حول العالم الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي لأغراض عديدة، فيُرجَّح أنك تفعل الشيء ذاته.
إنّ استخدامك لوسائل التواصل الاجتماعي يؤهّلك لبدء عمل تجاري بصفتك مساعدًا افتراضيًا على وسائل التواصل الاجتماعي Social Media Virtual Assistant، ولجني المال لقاء مزاولة أمرٍ تفعله عادةً دون مقابل. ولكنّ الأمر ليس بتلك البساطة! لذا قبل أن تأخذ الأمر على عاتقك لبدء هذه المهنة التي قد تكون مُجزيةً إلى حدٍّ بعيد؛ عليك تكريس وقتٍ لاستيعاب أفضل طريقة للبدء فيها. وإذا كنت جديدًا كليًا على هذا المجال، فقد يكون هناك أمور كثيرة ينبغي أن تعرفها.
وسواء أكنتَ مستعدًا لتصبح مساعدًا افتراضيًا، أو كنت كذلك فعلًا، فسيمنحك هذا الدليل بدايةً ممتازةً للإجابة على سؤالك: "كيف أصبح مساعدًا افتراضيًا على وسائل التواصل الاجتماعي؟"
كيف تصبح مساعدا افتراضيا على وسائل التواصل الاجتماعي؟
اتبع الخطوات الستة التي نعرضها لك أدناه لتغدوَ مستعدًا لبدء الرحلة بوصفك مساعدًا افتراضيًا على وسائل التواصل الاجتماعي، بما في ذلك العثورُ على عملاء في هذا المجال وإقناعهم بالاستعانة بخدماتك.
قرر في أي منصة تواصل اجتماعي تريد التخصص
هذه الخطوةُ الأولى في رحلتك نحو إتقان العمل مساعدًا افتراضيًا على وسائل التواصل الاجتماعي؛ إذ إنّ عليك تحديد المنصة التي تريد العمل عليها والتخصص فيها، لأن كل منصة من منصات وسائل التواصل الاجتماعي فريدة؛ أي لها ما يميزها عن سواها من ناحية التركيبة السكانية لمستخدميها (نساء، رجال، أطفال) والاستخدامات والمزايا.
ومن الأفكار الجيدة لك بوصفك مساعدًا افتراضيًا على وسائل التواصل الاجتماعي، أن تُلمَّ إلى حد ما بجميع منصات التواصل الاجتماعي الرئيسة التي تستخدمها الشركات للتسويق لمنتجاتها وخدماتها. واحذر من أنّ محاولتك إتقان العمل على جميع تلك المنصات -على الأقل في المراحل الأولى من مسيرتك المهنية هذه- سجعلك في نهاية المطاف لا تُتقن أيًا منها، وسيرتّب عليك ذلك عبئًا ثقيلًا لا تستطيع تحمُّلَه.
إليك لمحة عامة عن شبكات التواصل الاجتماعي اﻷكثر استخدامًا من قبل الشركات:
- فيسبوك Facebook: يُعد فيسبوك عملاق منصات التواصل الاجتماعي بعدد مستخدمين نشطين يبلغ حوالي 2.5 مليار مُستخدِم؛ وقد غدا بفضل ذلك أداةً تسويقية للشركات، فالصفحات والمجتمعات الافتراضية (المجموعات) المُنشأة على منصة فيسبوك تمثل طرقًا رئيسية لتواصُلِ الشركات مع الجمهور عبر هذه المنصة، والانخراط معه.
- لينكد إن LinkedIn: تُعرَف هذه المنصة بأنها قناةُ تواصل اجتماعي لذوي المهن الاحترافية، وتتمحور ثقافتها حول العمل التجاري والتشبيك والمحتوى الموجَّه بالقيمة Value-driven Content، مثل الفيديوهات ومنشورات المدوَّنات والمقالات والمدوّنات الصوتية لقادة الفكر. وهي منصة شائعة في أوساط الفئة العمرية الأكبر سنًّا، أي من سن الخامسة والأربعين فما فوق؛ حيث يشغل نسبةً كبيرة من مستخدميها مالكو الشركات، والأفراد من مستوى القيادة التنفيذية في الشركات. ولتلك الأسباب، فالعثور على عملاء يبحثون عن مساعدين افتراضيين على منصة لينكد إن يُعَد أحد النصائح التي على المساعدين الافتراضيين الجُدد في هذا المجال الأخذُ بها والسعي لتطبيقها.
- إنستغرام Instagram: هو شبكة اجتماعية تركّز على عرض الصور والفيديوهات القصيرة. يتابع حوالي نصفُ مستخدمي إنستغرام شركةً واحدةً على الأقل، وقد غدت هذه المنصة وسيلةً يُعوَّل عليها للتعرُّف على العلامات التجارية والمنتجات، كما اتخذت شركة إنستغرام مؤخرًا عدة خطوات هدفُها تسهيلُ البيع المباشر قدر الإمكان عبر منصتها هذه لصالح المتسوّقين.
- بنترست Pinterest: تُصنَّف بنترست أيضًا على أنها منصة مركَّزة أساسًا على عرض الصور، وهي منصة اجتماعية ومُحرِّك بحث في آنٍ معًا. يستخدم الناس هذه المنصة للتعرف على الاهتمامات والهوايات والمنتجات، وللشراء أيضًا. تمثّل النساءُ ذوات شريحة الدخل الأعلى من سواهنّ الفئةَ السكانية الأكبر من ضمن مستخدمي هذه المنصة، كما تُنشِّط هذه المنصةُ المبيعاتِ بمعدل يفوق أيَّ منصة أخرى بأربع مرات. إذا كنت مهتمًا بأن تصبح مساعدًا افتراضيًا على منصة بنترست، فكُن على يقين أن فيها طلبًا على خدماتك.
- تويتر Twitter: تُعدّ هذه المنصة الاجتماعية أصغرَ مِن منصتَي فيسبوك وإنستغرام من حيث عدد المستخدمين، لكنها تنافسهما في مجال العمل التجاري والتسويق. يشكّل أفرادُ جيل الألفية الأثرياء غالبيةَ مستخدميها، كما إنهم يمثلون المجموعةَ الاستهلاكية الأكبر. وهي أيضًا من المنصات الأخرى التي يقصدها الناس للتعرف على العلامات التجارية والشركات؛ إذ يتابع عليها المُستخدِمُ العادي خمسَ شركات على الأقل.
- يوتيوب YouTube: تلقى منصة يوتيوب تجاهلًا في بعض الأحيان عند الحديث عن شبكات التواصل الاجتماعي، ولكنها مع ذلك تُعَد إحدى أقوى الشبكات الإلكترونية على الإطلاق؛ إذ تأتي في المرتبة الثانية بعد محرك البحث غوغل Google بفضل ملايين المستخدمين الذي يقصدونها يوميًا ليتعملوا كيف يفعلون أشياء كثيرة، وللتعرُّف على الهوايات والاهتمامات وغيرها. ولتعلَمْ أنَّ الشركات والمسوِّقين هم الذين يرفعون جزءًا كبيرًا من المحتوى على هذه المنصة.
اختَرْ قناتين أو ثلاث من قنوات التواصل الاجتماعي للبدء بها، وثقِّف نفسك حول التفاصيل المتشعّبة والدقيقة لتلك المنصات من منظور العمل التجاري والتسويق؛ فكل منصة منها تناسب مجموعةً محددة من العملاء، وذلك بحسب مجالهم وأهدافهم.
أطلق موقعك الإلكتروني
إذا كنت جادًّا في بدء عمل تجاري بوصفك مساعدًا افتراضيًا على وسائل التواصل الاجتماعي، فيُعدّ إطلاق موقع إلكتروني لبيع خدمات إدارة وسائل التواصل الاجتماعي التي تقدمها جزءًا من هذه العملية.
وبوصفك مساعدًا افتراضيًا على وسائل التواصل الاجتماعي، فأنت تنجز عملًا تجاريًا في مجتمع افتراضي على الإنترنت يكون فيه موقعك الإلكتروني بمثابة بطاقة الاتصال بك Calling Card التي تتضمن كل التفاصيل التي تُوصِل العملاءَ إليك. كما إنّ امتلاكك موقعًا إلكترونيًا يُركِّز على عملك هذا، سيُضفي عليك شرعيةً ويعطي انطباعًا للعملاء المحتملين بأن لديك خدمةً ذات مصداقية.
كرس حضورا لعملك مساعدا افتراضيا على وسائل التواصل الاجتماعي
بمجرّد أن تُقرر على أي من منصات التواصل الاجتماعي تريد التخصص، يكون قد جاء الوقت الذي عليك فيه تكريس وجودك على الإنترنت، أو تحسين الحضور الذي تمتلكه مسبقًا والمتركّز حول خيارك المهني الجديد. تتمثل الطريقة الأفضل للعثور على عملاء -بوصفك مساعدًا افتراضيًا على وسائل التواصل الاجتماعي- في أن تحقق حضورًا قويًا على الإنترنت، حيث يمكنك عرضُ مهاراتك وحذاقتك في هذا المجال باستخدام حسابات وسائل التواصل الاجتماعي العائدة لك.
وبالحديث عن حضورك على وسائل التواصل الاجتماعي؛ فمن الأساسيّ أن تمتلك ملفاتٍ شخصية خاصةً بعملك بوصفك مساعدًا افتراضيًا على تلك المنصات التي يُحتَمل أن تمثّل المكانَ الرئيسي للتشبيك والعثور على عملاء محتملين، والذين قد تؤدي انطباعاتُهم عنك -وفقًا لما يشاهدونه على ملفك (أو ملفاتك) على منصات التواصل التواصل الاجتماعي- إلى نسج علاقات مستقبلية معك، أو إلى عدم حصول ذلك أبدًا.
وبما أن خدمة المساعد الافتراضي على وسائل التواصل الاجتماعي مطلوبةٌ من العملاء، فهناك كثير من محركات البحث والمواقع التي تعرض فرصَ عمل، والتي يمكنك استخدامها للبحث عن عملاء لك، ولكن نؤكد مجددًا على حاجتك إلى امتلاك حضور قويّ على منصات وسائل التواصل الاجتماعي، بحيث يتمكن عملاؤك المحتمَلون من التحقق منك، ومن مدى جودة عملك ومهنيتك.
ولذلك السبب، من المهم أن تتوخى الجدية في كلُّ ما تنشرُه على ملفاتك الشخصية في منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بعملك هذا. ومن الأفكار المستحسنة أن تدقق وتراجع ملفاتك الشخصية، وأن تتخلّصَ مِن كل ما قد يبدو غيرَ مهني أو غير موثوق.
ورغم أن فصل حياتك الشخصية عن العملية أمرٌ جيد، فالخلاصة هي أنّ عالم وسائل التواصل الاجتماعي يجعل وجودك على الإنترنت مرئيًا من العامة. وقد يتحقق من ذلك عملاؤك المحتملون، فيبحثون عنك وصولًا إلى ملفاتك الشخصية التي لا علاقة لها بعملك هذا لأخذ انطباع ما عنك، أو بدافع الفضول. لذا كن مستعدًا لذلك.
أنشئ عروضا لخدمتك التي تقدمها وحدد أسعارها
بعدما تكون قد اخترتَ التخصص لعملك التجاري بوصفك مساعدًا افتراضيًا على وسائل التواصل الاجتماعي، تتمثّل الخطوة التالية في تحديد الخدمات التي ستقدّمها وكم ستتقاضى لقاءها.
من أروع مزايا العمل مساعدًا افتراضيًا على وسائل التواصل الاجتماعي أنه يتيح فرصًا كثيرة للتخصص. والأكثر أهميةً في مسألة التخصص، هو أنه يمكنك أن تنفرد بتحديد أسعار مرتفعة جدًا.
وما إن تَمضي قُدُمًا بوصفك مساعدًا افتراضيًا على وسائل التواصل الاجتماعي، ستجد أن هناك خدمات أنت ماهرٌ فيها، وتستمتع بتقديمها، وأنّ عليها طلبًا مرتفعًا. ولكنّ الوصول إلى ذلك قد يستغرق بعضَ الوقت؛ لذا يتمثل أفضل رهان لديك بأن تركّز على بعض الخدمات التي تشعر بأنّ بوسعك تعلُّمَها بسرعة نسبيًا، وتقديمها بثقة.
وعلى نحو مشابه للتركيز على منصتين أو ثلاث من منصات وسائل التواصل الاجتماعي، فإنّ اختيار بعض الخدمات للبدء بها سيساعدك في التركيز وتسهيل العثور على عملاء لك، فالاقتصارُ على تقديم عدد محدود من الخدمات يمنحك مصداقيةً حول ما بوسعك تقديمُه، بعكس أيّ شخصٍ آخر يدّعي أنه قادر على تقديم جميع الخدمات ذات الصلة بهذا المجال؛ كما سيمنحك ذلك مزيدًا من الوضوح حول العملاء الذين ستقدِّمُ عروضك إليهم.
أكثر ثماني خدمات وسائل تواصل اجتماعي شيوعًا:
- إنشاء/ تحسين الملفات الشخصية.
- تنظيم المحتوى.
- تصميم الجرافيك / الرسومات.
- أبحاث الوسوم (هاشتاغ).
- حملات إعلانات مدفوعة.
- إدارة المجموعات والمجتمعات.
- إعادة توظيف / تهيئة / تدوير المحتوى.
- خدمة العميل.
اختر ثلاثًا من الخدمات المذكورة أعلاه للبدء بها، وذلك بهدف التركيز عليها وتعلُّمِ المزيد عنها. ولا مشكلة في أن تطّلع على المفاهيم الأساسية لكل من تلك الخدمات، لكن عليك الاستقرار على عدد قليل فقط من تلك التي تُحبّ منها.
أما الآن، وبعد أن عرفتَ ما ستقدمه، فقد جاء الوقت الذي تحدد فيه كم ستتقاضى لقاء خدماتك. وهنا قد تتعثر قليلًا بوصفك حديث العهد بالعمل مساعدًا افتراضيًا على وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن لا يُفترَض أن يمثل ذلك مشكلة بالنسبة لك، فمع البدء باكتساب بعض الخبرة والعثور على عملاء، ستصبح لديك رغبة في الانتقال من التسعير على أساس ساعة العمل إلى تقاضي أسعار على أساس حزمة خدمات متكاملة؛ فذلك يسهِّل الأمور عليك وعلى العميل، لأنك لن تضطر في هذه الحال إلى التسابق مع الوقت؛ كما يمكنك تحقيق دخل أعلى من الذي تحققه من أداء المهام ذاتها التي أصبحتَ أكثر كفاءة في إنجازها. كما سيروق لعملائك معرفةُ أنهم سيدفعون لك شهريًا على نحو منتظَم.
وننصحك هنا بإنشاء ثلاث حزم أو مجموعات من الخدمات؛ وهي خدمات ذات مستوى منخفض ومتوسط وعالٍ، حيث سيشعر عملاؤك بأن أمامهم خيارات متاحة حول الكيفية التي سيعملون معك وفقًا لها، وحول ما يناسب احتياجاتهم ذات الصلة بوسائل التواصل الاجتماعي على النحو الأفضل.
ابدأ التقدم بعروض لعملائك
بعدما باتت أساسيات العمل مساعدًا افتراضيًا على وسائل التواصل الاجتماعي ملك يديك، إضافةً إلى تحقيق حضورٍ لك على الإنترنت؛ يكون الوقتُ قد حان للانطلاق والعثور على عملائك الأوائل.
وبعد أن أمضيتَ بعض الوقت في تعزيز حضورك على الإنترنت، فينبغي الآن تكريس غالبية الوقت لهدف تقديم عروضك؛ إذ تمثّل هذه المرحلةُ صميمَ عملك هذا، وإذا لم تنجزها؛ فلن تعثر على أي عميل.
ثمة كثير من الأماكن التي بوسعك البحث فيها عن عملاء محتملين في هذا المجال؛ فغالبية الشركات تُسوِّق لمنتجاتها وخدماتها على وسائل التواصل الاجتماعي (وإذا لم تكن تفعل ذلك، فعليها البدء بذلك)، ولكنك لا تجد صاحب شركة أو مشروع تجاري يريد إدارة حضوره على وسائل التواصل الاجتماعي بنفسه؛ بل يريد من أمثالك إنجاز ذلك له.
وعندما تنطلقُ من وجهة النظر هذه، ستكتشف أن هناك فرصًا في كل مكان.
إليك بعض الأماكن التي تبدأ منها:
- وسائل التواصل الاجتماعي: أسِّس شبكتك، وأنشر على ملفاتك الشخصية كل فترة حول خدماتك، وانخرِط في مجموعات ومجتمعات افتراضية، وأمضِ وقتًا في تأسيس علاقات على نحو نشِط.
- شبكتك الحالية: تواصَل مع أصحاب الشركات الذين تعرفهم، واسألهم إن كانوا بحاجة إلى خدماتك، أو ما إذا كانوا يعرفون أحدًا بحاجة إليها، كما بوسعك إطلاع أفراد أسرتك وأصدقائك على ما أنت عازمٌ عليه، وأبلغهم بأن يخبروك متى علموا بأن شخصًا ما قد يحتاج إلى خدماتك.
- أجرِ بعض البحث: كرّس بعض الوقت لتصفّح الإنترنت، أو للبحث في مجتمعك المحلي، وذلك للعثور على شركات لديها حضور ضعيف على الإنترنت، أو غير منتظم، أو التي ليس لديها أي حضور هناك.
أنشئ معرض أعمال حول المقاييس ودراسات الحالة
بمجرد أن تكون قد عملتَ لعميل واحد أو ثلاثة، فلتُنشئ معرض أعمال يمكنك مشاركته مع العملاء المحتملين؛ إذ إنّ إدارة وسائل التواصل الاجتماعي خدمةٌ تعتمد إلى حد بعيد على "إظهار ما يمكنك فعلُه للآخرين". وفي حين أن من الضروري أن يكون لك حضورُك للبدء، فإظهار ما تُنجِزه للعملاء خطوةٌ فعالة لبناء عملك الخاص.
أما إن أردتَ الانتقال سريعًا إلى إنشاء معرض أعمال قبل أن تنجز عملًا لأيّ عميل، فلتفكّر في مساعدة صديق لك على التدرّب على هذا العمل، أو حتى الإسهام في قضية محلية إنسانية الطابع، مثل إنجاز عمل غير ربحي. ورغم أننا لا ننصحك بالعمل مجانًا لفترة طويلة، إلا أن ذلك قد يمثّل طريقةً ممتازةً لاكتساب بعض الخبرة.
اقتباسنصيحة احترافية: اكتب منشورًا لِمدوَّنة يتضمن دراسةَ حالةٍ حول ما حققتْه خدماتُ المساعد الافتراضي على وسائل التواصل الاجتماعي التي قدَّمتَها لإحدى الشركات أو المشاريع التجارية (بما فيها مشروعك التجاري). ويمكنك مشاركة ذلك المنشور مع العملاء المحتملين وعلى جميع ملفاتك الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي.
كيف تعزز فرص النجاح؟
بالتوازي مع تحضير نفسك للانطلاق نحو عالم المساعدة الافتراضية على وسائل التواصل الاجتماعي، فالمطلوبِ بشدة والمُجزي ماديًا، أن تخصِّص بعضًا من الوقت للتحقق من بعض الأمور بينك وبين نفسك:
- لماذا تسعى وراء هذا المشروع التجاري؟ ما هو "سببك" للنجاح؟
- بأيّ طرقٍ ترغب في تعديل روتينك الحالي أو مهارات إدارة الوقت التي لديك لتحقّقَ النجاح؟ هل هناك أمور تحتاج إلى تغييرها أو التخلّي عنها لتكريس وقت لمشروعك هذا؟ هل ترغب في فعل ذلك؟
- كيف سيبدو النجاح في نظرك؟ وأين تريد أن تكون بعد سنة وثلاث وخمس سنوات؟
الخلاصة أنّك بالتركيز، وبامتلاك المعلومات الصحيحة، ستصبح -دون أدنى شك- قادرًا على تحقيق النجاح بوصفك مساعدًا افتراضيًا على وسائل التواصل الاجتماعي. وإذا تعاملت مع هذا العمل التجاري بوصفه كذلك -أي بأخذه على محمل الجد والتحكّم بما تفعل-، فسيعود عليك بمكسب مادي لا يقل عن الذي ستحصل عليه لو كنت موظفًا بدوام كامل لدى إحدى الشركات، والعكس بالعكس؛ فإذا تعاملتَ معه بوصفه هواية، فالنتيجة معروفة.
إليك بعض الطرق التي تساعدك على أخذ مشروعك التجاري هذا على محمل الجد، واستثمار جهودك بوصفك مساعدًا افتراضيًا على أحسن وجه.
التشبيك ثم التشبيك
هل سمعت من قبل أن شبكتك هي ثروتك الصافية؟ هذا صحيح، لهذا خصِّص وقتًا لتكوين علاقات عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتعزيزها، إضافةً إلى أي قنوات أخرى متوفرة لديك، مثل فعاليات التشبيك Networking الشخصية الافتراضية.
إسعى نحوَ تلك العلاقات برغبة حقيقية في التواصل والتعلُّم، بدلًا من أن تبقى في بحث متواصل عن عمل، وستتفاجأ بالقيمة التي أُضيفَت إلى حياتك وعملك بفضل ذلك. قد لا يتحول تواصلٌ سريعٌ فورًا إلى علاقة عمل، لكنك لا تدري ما قد يُتاح لك بفضل ذلك، كأن يُحيلك شخصٌ نسجتَ معه علاقةً إلى أحد معارفه لتقدّم له خدماتك، أو كأن تكتسب مهارة أو معرفة تُغني شخصيتك.
أمضِ وقتًا على مجموعات وسائل التواصل الاجتماعي التي تركّز على السوق التي تستهدفُها في عملك، أي الصناعة التي تختارها، أو الرد على التعليقات بمعلومات مفيدة، أو التشجيع، أو أي صورة أخرى من صور الاندماج الحقيقي. ابدأ محادثاتٍ وحوِّلها إلى رسائل مباشرة لتتعرف على الأشخاص على نحو مباشر أكثر، وكن راغبًا دائمًا في المساعدة وتقديم الفائدة، إذ يعود إليك موقفُك الرامي إلى مساعدة الآخرين بصدقٍ بأشياء مذهلة.
لا تتوقف عن التعلم
من الطرق الأخرى لأخذ عملك التجاري هذا على محمل الجد، نجد الاستثمار في نفسك ومهارتك، وذلك بتثقيف نفسك قدر الإمكان؛ فشتّان بين أن تعرف بعض الأمور عن وسائل التواصل الاجتماعي، وبين أن تكون منافِسًا حقيقيًا بوصفك مساعدًا افتراضيًا على تلك المنصات، وهو ما يتطلب منك السعيَ إلى التدرُّب على المنصات التي تختار العمل عليها، وعلى إنجاز الخدمة التي تنوي تقديمها.
وأخيرًا، اعلم أنّ وسائل التواصل الاجتماعي في تغيُّر مستمر. ولكي تحافظ على تقدّمك وتتميز بوصفك مساعدًا افتراضيًا على تلك المنصات، عليك الالتزام باتّباع ما هو رائج، وتعلُّمِ أدواتٍ جديدة، ومواكبة أي تغيرات جديدة تطرأ على المنصات التي اخترتَ التخصص في العمل عليها.
استوعب الأدوات
يمثّل فهمُ الأدوات التي ستساعدك في إنجاز استراتيجيةِ محتوى على نحو فعال أحدَ الجوانب الرئيسية في العمل مساعدًا افتراضيًا على وسائل التواصل الاجتماعي. هناك عدد لا حصر له من تلك الأدوات؛ بما فيها تلك الخاصة بمنصات وسائل التواصل الاجتماعي، إلى جانب تطبيقات عائدة لطرف ثالث.
ومن بعض تلك الأدوات، نجد كلًا من الجدولة Scheduling وأتمتة وسائل التواصل الاجتماعي Social Media Automation والتحليلات/ الإحصاءات Analytics وتصميم الجرافيك (الرسومات/ جرافيك ديزاين) Graphic Design وأدوات تخطيط المحتوى Content Planning Tools؛ وما تلك الأدواتُ سوى غيضٍ مِن فيض. ابدأ بالتعرُّف جيدًا على الأدوات الخاصة بالمنصات التي تخصَّصتَ فيها، وبالتوازي مع اكتسابك مزيدًا من الخبرة، استكشِف بعضَ أدوات الطرف الثالث العديدة المتوفرة.
ستمثّل تلك الأدواتُ ما تحتفظُ به في صندوق الأدوات الافتراضي الخاص بك لتساعدك في عملك، كما أنَّ استيعابك الجيد لبعض الأدوات الأكثر انتشارًا وفعاليةً سيعزز مصداقيتك بوصفك مساعدًا افتراضيًا على وسائل التواصل الاجتماعي ذا وضع مرخَّص مُعتَرَف به.
لا تحاول تعلُّم كل شيء؛ فهناك أدوات لا حصر لها، بل تخصَّصْ في بعضها فقط -كما هو الحال بالنسبة لمنصات وسائل التواصل الاجتماعي وخدماتها- وأتقِن تمامًا استخدام الأدوات التي وقع عليها اختيارُك.
توقيت الترويج لنفسك بوصفك مدير وسائل تواصل اجتماعي
غالبًا ما نُسأل نحن المساعدين الافتراضيين ضمن مجتمعنا عن الألقاب، فيقول لنا أحدهم مثلًا: "هل أُطلِقُ على نفسي لقب مساعد افتراضي [كذا]؟ أو متخصص في [كذا]؟ أو مدير [كذا]؟
ما دمتَ أنك غالبًا ما تدخل إلى سوق العمل بخدمات محددة تقدّمها بوصفك مساعدًا فتراضيًا جديدًا، فمن الشائع أن تعمل في تنفيذ المهام التي يوكِلُها العملاء إليك. والأمر مماثل بالنسبة للعمل مساعدًا افتراضيًا على وسائل التواصل الاجتماعي؛ أي لكي تكتسب خبرةً وتصقل مهاراتك، فيُحتَمَل أنك ستَلِجُ إلى حسابات عملائك على تلك المنصات (ولكن ليس دائمًا)، وستنفّذ المهام المرتبطة بوسائل التواصل الاجتماعي التي كلّفوك بها.
ومع اكتسابك مزيدًا من الخبرة، واستمرارك في صقل مهاراتك، فإنك تنتقل رويدًا رويدًا إلى ممارسة دور المستشار بدلًا من مجرد مؤدٍّ للمهام التي تُكلَّف بها. وفي معرض تقديم خدمات وسائل التواصل الاجتماعي، يعني ذلك القفزَ مِن مساعد افتراضي إلى مدير وسائل تواصل اجتماعي. الأمر عائد لك بخصوص توقيت إنجاز تلك القفزة، ولا يُشترَط أن يستغرق تحقيقُ ذلك وقتًا طويلًا؛ فربما تصل إلى ذلك بعدما تكون قد حققتَ نجاحًا في تحسين ظهور اثنين أو ثلاثة –على الأقل- من عملائك على منصات التواصل الاجتماعي على مدى بضعة أشهر.
كما يعتمد قرارُك حول تلقيب نفسِك مساعدًا افتراضيًا على وسائل التواصل الاجتماعي Social Media Virtual Assistant، أو مدير وسائل تواصل اجتماعي Social Media Manager، على الاتجاه الذي تريد أخذ مشروعك التجاري فيه، فإذا كنتَ مقتنعًا تمامًا بأن هذا هو التخصص الذي تريده، فمن الحكمة هنا أن تتجه إلى تسمية نفسك مدير وسائل تواصل اجتماعي لأنه ينطوي على مستوى خبرة أعلى من لقب المساعد الافتراضي.
أما إن كنتَ ما تزال تاركًا الباب موارِبًا بشأن خياراتك المتعلقة بإتقان إحدى نواحي التخصص على المدى الطويل في عملك مساعدًا افتراضيًا، فمن الحكمة أن تقدم خدماتك تحت مسمّى مساعد افتراضي على وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك لحين اتخاذك القرار النهائي بأنّ تلك الناحية التخصصية هي التي تريد إتقانها.
والأمرُ عائد لك في نهاية المطاف.
الخطوات التالية لتنجح بوصفك مساعدا افتراضيا على وسائل التواصل الاجتماعي
ليس هناك أفضل من هذا الوقت إذا أردت العمل مساعدًا افتراضيًا على وسائل التواصل الاجتماعي؛ فقد تحولت تلك المنصات من مجال لم يكن يستخدمه إلا المراهقون وطلاب الجامعات في سنيّهم الأولى، إلى أحد الطرق الرئيسية التي باتت الشركات تسوّق لنفسها عبرها.
ليس لدى أصحاب الشركات الوقتُ لتطبيق استراتيجية وسائل تواصل اجتماعي فعالة، ولا الرغبة أو المعرفة بذلك؛ كما لا يكون لديهم عادةً من ضمن موظفيهم شخصٌ يُنجِز لهم هذه المهمة، ونحن أيضًا في عصرٍ بات فيه التعاقد على تقديم الخدمات هو القاعدةَ السائدة؛ وبذلك تكون أمامك فرصة ممتازة بوصفك مساعدًا افتراضيًا على وسائل التواصل الاجتماعي.
وبما أن هناك عدة أوجه لوسائل التواصل الاجتماعي، فيمكنك أيضًا إتقان عمل تجاري تنجز فيه أشياء تستمتع بها وتبرعُ فيها. وسواء تركّزَ اهتمامك على تصميم الرسومات (جرافيك ديزاين)، أو على خدمة العملاء، أو غيرها من التخصصات الكثيرة المتاحة، فيمكنك فعليًا التخصص بوصفك مساعدًا افتراضيًا على وسائل التواصل الاجتماعي، وإنشاء عمل تجاري ناجح ومستدام يدرّ عليك دخلًا ممتازًا.
خذ عملك التجاري على محمل الجد بتكريس الوقت لصقل مهاراتك، وحقق حضورًا فعالًا على الإنترنت، وأسِّس شبكةً من المحترفين ذوي العقلية المشابهة لعقليتك، وإذا حافظتَ على استمراريتك وتركيز جهودك على تأسيس عملك التجاري بوصفك مساعدًا افتراضيًا على وسائل التواصل الاجتماعي، فستحصد النجاح بفضل ما زرعته من إصرار وتفانٍ.
ترجمة وبتصرف للمقال How to Become a Social Media Virtual Assistant لصاحبته LAURA NICHOLLS.
أفضل التعليقات
لا توجد أية تعليقات بعد
انضم إلى النقاش
يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.