"لا أستطيع الكتابة عن هذا الموضوع"
"لا أملك معرفة كافيةً عن هذا الموضوع لأتحمّل مسؤوليّة الكتابة عنه"
"لستُ خبيرًا في هذا المجال"
هل جالت هذه الأفكار في خاطرك من قبل؟ تردّدت أصداء هذه الأفكار في رأسي عندما طلبت منّي شركةٌ ناشئة أن أكتب عن تحليل البيانات الضخمة (big data analytics) لتجارة التجزئة الإلكترونية- الموضوع الذي أعرف القليل عنه.
بالتأكيد لديّ معرفةٌ بالشركات التقنية، لكنني لست بعالِم بيانات ولم أعمل من قبل على الإطلاق في بيع التجزئة، لذا لم أكن متأكدًا إن كان باستطاعتي أن أقوم بهذا العمل بكفاءةٍ وعلى أكمل وجه.
كان لدي اهتمام حقيقيٌّ بالموضوع وهذا ما شجّعني على الخوض فيه. طالما سمعت عن البيانات الضخمة في التجارة الإلكترونيّة، وأردتُ أن أقتحم هذا المجال؛ لذلك قمتُ باستغلال هذه الفرصة.
وقد أدركتُ لاحقًا أن هذا كان أحد أفضل القرارات التي اتخذتها؛ فقبول تلك الوظيفة، الأمر الذي لم يدع أمامي خيارًا إلا أن أُصبِح خبيرًا في ذلك المجال –الذي لم أكن أعرف الكثير عنه- فتح لي الكثير من الأبواب. ليس فقط بأن جعل تلك الشركة توظّفني مرّاتٍ أخرى، استطعت أيضا استعمال خبرتي لجذب الشركات الأخرى في هذا المجال، مما أدى إلى توسيع قاعدة عملائي.
هذا المقال سيخبرك كيف يمكنك فعل الشيء نفسه، إليك 3 نصائح يمكنك تطبيقها لتنمية معرفتك بأيّ مجال وبالتالي زيادة مقدرتك على -وأيضًا عوائدك من- كتابة مقالاتٍ عميقة وقيّمة فيه، افعل هذه الأمور الثلاثة بانتظام، وستتحول من مبتدئٍ لخبير في أي مجال (وآملُ أن يكون المجال الذي تحبّه) في عدة شهور قليلة أو أسابيع:
1- اطلع بانتظام على المستجدات في ذلك المجال
لكي تصبح خبيرًا في أيّ مجال، يجب أن تقرأ عن مستجدّاته وأن تقرأ موضوعاتٍ حوله بشكلٍ منتظم، ولا يكفي مجرّد قراءة القليل من المقالات عنه من وقتٍ لآخر.
كيف؟ بأن تحوّل هذا الأمر إلى عادةٍ لديك، تابع التحديثات والعناوين الرئيسية باستمرار في الموضوع الذي تريد أن تكون خبيرًا كما تفعل عادة لدى التّصفح وقراءة مواضيع مُختلفة على الشّبكات الاجتماعية.
لتسهيل الأمر عليك، اشترك في المدونات والنشرات الإخبارية المتعلقة بالمجال، فتستطيع بذلك أن تحصل على جميع التحديثات في مكانٍ واحد- بريدك الإلكتروني.
وإليك بعض المواقع التي يمكن أن تستعين بها في هذا الأمر:
SmartBrief
هذه الموقع يقدّم خدمة تجمع وتنظّم لك الدراسات، المقالات الإخبارية، والتدوينات من المصادر المختلفة وفي المجالات المختلفة (لتختار منها ما تحتاجه) وترسلها مباشرةً إلى بريدك الإلكتروني. يمكن الاستعانة بالموقع في مجالاتٍ عديدة، مثل الأمور الماليّة، التعليم، الصحة، التقنية والمزيد. وهي أداة جيّدة لتبقى على اطّلاعٍ بمستجدات حقول اهتمامك. فقط اختر المجالات التي تريدها، اشترك في النشرات المتعلقة بها، وستبدأ في تلقي محتوىً ينمّي معرفتك.
Alltop و Technorati
تُعتبر هذه المواقع أدوات عظيمة لإيجاد المدوّنات في أي مجال وتخصص. أدخل موضوعًا أو كلمة مفتاحيّة في حقل البحث، تصفّح النتائج واشترك في تلك التي تعتقد أنها ستكون مصدرًا جيّدا لك.
Forbes
فوربس معروفة بتغطية الأعمال والأمور الماليّة، لكن بها أيضًا محتوىً جيّدة في مجالات مُختلفة من السياسة إلى التسلية. ابحث عن مجال اهتمامك، جِد مقالاتٍ حولها، وتابع كُتّابها. افعل الأمر ذاته مع the New York Times ، Huffington Post، و Business Insider.
قم بالانضمام إلى مجموعاتٍ متعلقة بمجالك، اشترك في التحديثات، وشارك في المحادثات.
2- اطلع على دراسات الحالات والتطبيقات العملية
القراءة عن مستجدّات وقضايا مجالك عظيمٌ بلا شك، لكن ستستطيع تعلّم المزيد برؤية هذه الأمور على أرض الواقع.
على سبيل المثال، أقرأُ بعض دراسات الحالة عن البيانات الضخمة، التجارة الإلكترونية، وبيع التجزئة لأستطيع رؤية كيف يستخدم أصحاب الأعمال الآخرين هذه التقنيات.
وعندما تعلّمت كيف تستخدم المتاجر مثل Macy’s و Nordstrom البيانات الضخمة لجمع وتنظيم المعلومات المتعلقة بالمستهلكين وإضفاء الطابع الشخصي على تجارب التسوّق، ذهبت مباشرةً إلى أقرب فرع Nordstrom لي ولاحظت كيف تتم إدارة المتجر. تصفحت أيضًا موقعهم الإلكتروني واخترت العديد من المنتجات لشرائها لأستطيع خوض تجربةٍ مباشرة.
هذا جعلني أتعلم المزيد عن هذا المجال ومنحني رؤيةً عميقة لم أكن لأحصل عليها من قراءتي للمواقع والمجلّات.
خطّط لفعل شيءٍ مماثل في عملك كمدوّن مستقل. عندما تحاول أن تتعلم المزيد عن موضوعٍ معيّن، تجاوز مرحلة مجرّد قراءة مقالاتٍ عنه. جِد دراسات حالات case studies تعرض توجّهات مُعيّنة أو تجارب واقعيّة ما. وإذا استطعت الذهاب وخوض التجربة بنفسك فلا تتردد.
3. اسأل عملاءك عن المصادر المناسبة
لا تخشَ أن تطلب المساعدة من عملائك. عندما أردتُ تعلّم المزيد حول البيانات الضخمة والبيع بالتجزئة، تحدّثت مع عميلي وطلبت منه أن يوصيني بالمواقع، الكتب، والمجلّات التي يمكن أن تساعدني في تعلّم المزيد عن ذلك المجال. كان سعيدًا بتقديم الاقتراحات لي حتّى أنه سمح لي بالاطّلاع على أبحاث شركتك وتقنياتها الخاصة.
إضافةً إلى ذلك فقد وفرت لي الشركة حسابًا تجريبًا لأستطيع تسجيل الدخول إلى نظامهم ورؤية كيف سارت الأمور من منظور عملائهم. ونتيجةً لذلك فقد استطعت تعلم المزيد عن مجال عمل الشركة واكتسبت نقاطًا إضافية مع العميل لأنني أبديتُ اهتمامي وأبديتُ رغبةً في التعلم.
تذكر دائما: يجب على العمل أن يكون هادفا ومنتظما
في أكاديميّة حسوب، دائمًا ما نشجعكم على التطوّر المستمر والمبادرة بالعمل. وأنا أترككم هنا مع النصيحة ذاتها، لكن مع تنبيهٍ واحد: العمل بهذه النصائح وحده لن يجعلك خبيرًا في أيّ مجال، وإنما الاستمرار والانتظام في اتّباعها.
ليس بإمكانك أن تصبح خبيرًا بالتهام المعلومات في ليلةٍ وضحاها أو حتّى في أسبوع. الخبرة الحقيقية تأتي من التعلّم المستمر وتطبيق ما تعلّمت. سيسعدني ليس فقط أن تعمل بهذه النصائح، باستمرارٍ وانتظام، لكن أيضًا أن تعيد اتباعها كلّما أردت اكتساب الخبرة للتدوين في مجالٍ ما.
هل لديك نصائح أخرى بهذا الصدد؟ شاركنا بها في خانة التعليقات.
ترجمة –وبتصرف- للمقال 3Things You Can Do to Be an Expert Blogger in Any Niche لصاحبته Francesca Nicasio.
حقوق الصورة البارزة: Designed by Freepik.
أفضل التعليقات
انضم إلى النقاش
يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.