اذهب إلى المحتوى

سنكمل سلسلة مقالاتنا الفريدة عن مبادئ إدارة الأعمال والذي سنُعنوِنُه "ريادة الأعمال"، سنخوض في العديد من الجُزئيّات المهمّة والأساسية في عالم الأعمال، حيث سنستعرض الأسباب التي تدفع الناس لسلوك طريق ريادة الأعمال، كما سنفصّل الأنواع المختلفة لروّاد الأعمال، وسنستحدّث عن العوامل المشتركة بين روّاد الأعمال الناجحين.

سننتقل خلال المقالات اللاحقة من المشاريع الصغيرة وعلاقتها باقتصاديات الدول والتحدّيات التي تواجه أصحاب هذه المشاريع إلى مزايا وعيوب المشاريع الصغيرة ومن ثم سنتحدّث عن الخطوات التي يجب أن تسلكها لبدء مشروعك الخاص، ونختتم بابنا هذا بدور حاضنات ومسرعات الأعمال في المشاريع الصغيرة ونُفصّل فحوى ومدلول ريادة الأعمال الاجتماعيّة.

استكشاف المهن الإدارية

ناتالي تيسلر صاحبة منتجع Spa Space

كانت ناتالي تيسلر وما زالت تتمتَّع بروح المبادرة، وقد بدأت بعد تخرجها من كلية الحقوق في جامعة نيويورك العمل بوظيفة محامي ضرائب لشركة كبيرة في شيكاغو، ولكنَّها سرعان ما أدركت أنَّ هذا الأمر لا يُشعرها بالرضا عن الذات، كما أنَّها كانت تشعر بعدم الرغبة في ممارسة مهنة المحاماة أو العمل لحساب شخص آخر، وقد عبَّرت تيسلر عن ذلك بقولها: «كنتُ أرغب في أن أستيقظ وأنا متحمِّسة ونشيطة»، ولكنَّها لم تدرك أنَّ الوقت قد حان لتحقيق ذلك إلَّا عندما كانت تتناول طعام العشاء في إحدى الليالي مع صديقتها التي كانت قد بدأت مؤخرًا بالعمل في مجال الكتابة.

لقد وصفت تيسلر ما شعرت به في تلك الليلة بقولها: «كنتُ أستمع إلى حديث صديقتي عن مدى حبها لعملها. كنتُ أرغب في أن يكون لدي مثل شغفها وحماستها. كنتُ أرغب في شيء يشدُّ اهتمامي ويثير حماسي طوال اليوم، ولم يكن عملي محاميةً الشيء الذي أرغبه.»

بدأت تيسلر في البحث عن ذلك «الشيء». لقد كان لديها شغف كبير وموهبة مرتبطة بالضيافة والترفيه عن الآخرين وتقديم العروض. وقد وجدت أنَّ مجال المنتجعات الصحية يتواءم مع شغفها وموهبتها ولاحت في ذهنها فكرة إنشاء مشروع «Spa Space».

تقول تيسلر ضاحكةً: «يظنُّ الناس أنَّ امتلاكي لمنتجع صحي يجعلني قادرة على أن أعيش نمط الحياة الرائع الذي أصبو إليه. إنَّ امتلاك منتجع صحي والذهاب إلى أحدها أمران مختلفان تمامًا، إذ دائماً ما تكون أظافري مكسورة نتيجة إصلاحي للمعدات، وعادةً ما أعاني ألمًا في الظهر بسبب جلوسي أمام جهاز الحاسوب لكي أحدِّد الميزانية أو الأنشطة التسويقية التالية». تعدُّ تيسلر رائدة أعمال بحق، إذ تتَّصف بروح المبادرة والدافع القوي لتحويل رؤيتها إلى حقيقة.

أرادت تيسلر إنشاء منتجع صحي يركِّز على شيء جديد، ألا وهو توفير بيئة مريحة وممتعة تهتمُّ بتلبية احتياجات الأفراد إلى جانب عدم إهمال التقنيات الطبية الخاصة بالعناية بالبشرة بالطريقة الملائمة. تقول تيسلر: «لقد كان والدي متخصِّصًا في معالجة الأمراض الجلدية، لذلك ناقشنا معًا أهمية أن يكون هذا المنتجع أكثر من مجرد منتجع صحي يقدِّم علاجًا طيِّب الرائحة، وذلك من خلال الاهتمام بعدم إلحاق أي ضرر للبشرة، وارتأينا أنَّه من المهم أن تكون تجربة العلاج مفيدة لبشرة الزبائن كما هي مفيدة لحالتهم النفسيّة». لتحقيق ذلك؛ يوفِّر منتجع (Spa Space) مجلس استشاري طبي يساهم في اختيار المنتجات وابتكار العلاجات الملائمة وتدريب الموظفين.

بعد أن حدَّدت تيسلر رؤيتها وخطتها، ركَّزت اهتمامها على تحويلهما إلى حقيقة. لقد افتُتح منتجع (Spa Space) في عام 2001 وقد حصل على قدر كبير من التقدير على الصعيد الوطني بسبب الخدمة المتميِّزة والعلاجات والمنتجات المبتكَرة التي يقدِّمها، بالإضافة إلى أسلوبه الجديد في جذب كلٍّ من الرجال والنساء. لكن لم تسر أمور المنتجع دائمًا كما هو مرغوب، إذ كان على تيسلر التعامل مع عدة عقبات منها: أحداث 11 سبتمبر بعد ثلاثة أشهر فقط من الافتتاح الكبير للمنتجع، وما تبع ذلك من كساد كبير واضطرابات في الاقتصاد العام.

لقد تعلَّمت تيسلر أن تعدِّل من استراتيجيتها من خلال تنقيح السوق الذي تستهدفه والخدمات التي يوفِّرها المنتجع، وهذه المرونة لم تساهم في صمود المنتجع ونجاحه في تجاوز الفترات الاقتصادية الصعبة فحسب؛ بل ساهمت أيضًا في ازدهاره ونموه إلى أن أصبح -بعد مرور 17 عامًا من نشأته- أفضل منتجع صحي في شيكاغو وفق ما تبيِّنه الصحافة. سلَّمت تيسلر مؤخرًا زمام منتجع (Spa Space) إلى إيلانا ألبيركو، وتعدُّ ألبيركو رائدة أعمال أخرى ومؤسسة لشركة (Innovative Spa Management) التي أُدرجت مرتين ضمن قائمة أسرع الشركات نموًا في مجلة (Inc). عندما تقابلت ألبيركو مع ناتالي تيسلر وتعرَّفت على رؤيتها وطموحها، أُعجبت بمشروع (Spa Space) وقرَّرت أن تستثمر فيه، وتصف ذلك بقولها: «ما زالت رؤية ناتالي تنشر صداها وتأثيرها الإيجابي، وقد ألهمني ذلك إلى أن أدعم رؤيتها لكي تكون في الصدارة في المستقبل.»

كما هو حال العديد من الأشخاص الذين يرغبون في دخول عالم ريادة الأعمال، فقد كان لدى ناتالي تيسلر رؤية وقد سعت إلى تحقيقها بعزم وثبات، وهي مجرَّد واحدة من آلاف روَّاد الأعمال ذوي الأعمار والخبرات المختلفة. تجدُر الإشارة إلى أنَّه حتى الأطفال -أيضًا- قد أصبحوا ينشئون مشروعاتٍ وشركاتٍ ذات تقنيات عالية، كما أنَّ خريجي الجامعات أصبحوا ينأون عن الوظائف التقليدية ويفضِّلون البدء بمشاريع خاصة بهم.

إنَّ الموظفين الذين فُصلوا من عملهم لتقليل نفقات الشركات، والمسؤولين التنفيذيين الذين ما زالوا في منتصف مشوارهم المهني، والمتقاعدين الذين كانوا يعملون لصالح شركات الغير طوال حياتهم، جميع هؤلاء أصبحوا يتَّجهون إلى إنشاء الشركات التي طالما رغبوا بامتلاكها وإدارتها.

تُسهم الشركات التي بدأها روَّاد الأعمال وأصحاب المشاريع الصغيرة إسهامًا بارزًا في اقتصادات الدول، إذ إنَّ لها دورًا رائدًا في التغييرات التكنولوجية وفي تطوير سلع وتقديم خدمات جديدة. لتوضيح مدى أهمية ريادة الأعمال، فإنَّنا سنورد في هذا الباب من سلسلة مقالاتنا بعض الأمثلة والإحصائيات المتعلِّقة بالولايات المتحدة الأمريكية. يبيِّن الجدول التالي دور الشركات والمشاريع الصغيرة في اقتصاد الولايات المتحدة.

الأثر الاقتصادي للشركات الصغيرة

سنضرب هاهنا مثلًا عن الأثر الاقتصادي الذي تتركه الشركات على إحدى الدول الكبيرة، وسنضرب الولايات المُتّحدة مثلًا في حديثنا، ففي معظم الشركات في الولايات المتحدة صغيرة:

  • 80% من الشركات البالغ عددها حوالي 29.7 مليون شركة ليس لديها موظفين (الشركات يديرها أفراد أو مجموعات صغيرة من الشركاء مثل الأزواج).
  • تبلغ نسبة الشركات التي لديها أقل من 20 موظف 89% من إجمالي الشركات التي يعمل بها موظفون البالغ عددها حوالي 5.8 مليون شركة.
  • 99.6% من جميع الشركات يعمل لديها (0-99) موظفًا، و98% منها يعمل لديها (0-20) موظفًا.
  • 5.8 مليون شركة تقريبًا لديها أقل من 500 موظف.
  • حوالي 19000 شركة فقط في الولايات المتحدة لديها أكثر من 500 موظف.
  • تدفع الشركات التي يعمل لديها أقل من 50 موظف أكثر من 20% من الأجور في أمريكا.
  • تدفع الشركات التي يعمل لديها أقل من 500 موظف أكثر من 41% من الأجور في أمريكا.
  • يعمل 32.5 مليون شخص في شركات تضمُّ أقل من 50 موظف (هناك موظف من بين كل 4 موظفين في الولايات المتحدة يعمل في شركة يقل عدد موظفيها عن 50 موظف).
  • لا تتضمَّن إحصاءات التوظيف الأجور التي يحصل عليها عشرات الملايين من مالكي هذه الشركات.(المصدر: مؤسسة SBA الأمريكية، https://www.sba.gov)

قد تكون أحد ملايين الأشخاص الذين يفكرون في الانضمام إلى صفوف روَّاد الأعمال. ستساعدك المقالات التالية في هذا الباب على معرفة الأسباب التي تجعل ريادة الأعمال أحد أهم الأنشطة التجارية، وسيزوِّدك بالمعلومات والأدوات التي تحتاجها لتحديد ما إذا كان امتلاك شركة خاصة بك هو المسار المهني المناسب لك. ستتعرَّف أيضًا على خصائص روَّاد الأعمال الناجحين وأهمية المشاريع الصغيرة للاقتصاد، كما ستتعرَّف أيضًا على مجموعة من الإرشادت المتعلِّقة بإنشاء المشاريع الصغيرة وإدارتها وعلى مميزات وعيوب امتلاك مشاريع صغيرة.

بالإضافة إلى ذلك، سنتناول في مقالاتنا التالية، كما ذكرنا، دور حاضنات ومسرِّعات الأعمال في مساعدة الأشخاص الراغبين في الانطلاق في عالم ريادة الأعمال، وسنوضّح في النهاية المقصود بريادة الأعمال الاجتماعية التي أصبحت من التوجُّهًات السائدة في عصرنا الحالي.

ريادة الأعمال تحت المجهر

كان لدى الأخوين فرناندو وسانتياغو أغوير ميولٌ ريادية منذ سن مبكرة، إذ كانا -وهما يبلغان من العمر 8 و 9 سنوات على التوالي- يبيعان الفراولة والفجل بالقرب من منزل والديهما في مدينة ماريه ديل بلاتا التي تقع على ساحل المحيط الأطلسي في الأرجنتين.

كان الأخوان يقدِّمان خدمة إصلاح ألواح التزلج على الماء من مرآبهما عندما كانا يبلغان 11 و 12 عامًا، وقد افتتحا أول متجر متخصِّص في بيع معدّات ركوب الأمواج في الأرجنتين وهما في سن المراهقة، وقد قادهما ذلك إلى التوصُّل إلى فكرة مشروعهما الريادي الباهر.

لقد شعر فرناندو وسانتياغو ذوا الأقدام المسطحة بأنَّ المشي على الرمال الساخنة باستخدام الزحَّافات (flip-flops) أمر غير مريح، لذلك أنفقا في عام 1984 مدَّخراتهما التي كانت تبلغ 4000 دولارًا من أجل إنشاء خط إنتاجهما الخاص لتصنيع صنادل للشاطئ. يوفِّر متجرهما الذي يُسمَّى (Reef) في الوقت الحالي صنادل وأحذية للنساء والرجال والأطفال إلى جانب ملابس للرجال، وقد أصبحت هذه الصنادل من أشهر الأحذية في العالم، وتوجد تقريبًا على رفوف جميع المتاجر التي تبيع معدّات ركوب الأمواج في الولايات المتحدة.

لقد أشارت كريستي جلاس لوي -التي تتأكَّد من جودة الملابس الخاصة بركوب الأمواج لصالح شركة (USBX Advisory Services LLC)- إلى أنَّ «متجر Reef قد بنى علامته التجارية من الصفر ويمتلك في الوقت الحالي الحصة الأكبر في السوق».

لقد باع الأخوان فرناندو وسانتياغو -اللذان يعيشان حاليًا في ولاية كاليفورنيا على بعد مربعين سكنيين من بعضهما- متجر Reef لشركة (VF) مقابل أكثر من 100 مليون دولار في عام 2005، وقد قال فرناندو بعد بيع المتجر: «أخيرًا شعرنا بحريتنا»، وأضاف سانتياغو: «لقد قايضنا المال بالوقت».

لا يزال فرناندو يتعامل مع منظَّمات ركوب الأمواج، ويمثِّل رئيس الاتحاد الدولي للركمجة (ركوب الأمواج) وأصبح يُعرف باسم «سفير الموجة» بسبب جهوده التي بذلها في جعل جميع أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية البالغ عددهم 90 عضوًا يصوِّتون بالإجماع لصالح إدراج رياضة ركوب الأمواج ضمن الألعاب الأولمبية لعام 2020، كما حصل فرناندو أيضًا على لقب (Waterman of the Year) مرتين خلال 24 عامًا.

أمَّا بالنسبة لسانتياغو، فإنَّه يجمع الأموال لصالح المؤسسة غير الربحية المفضَّلة لديه والتي تُدعى (SurfAid). إنَّ الأخوين يستمتعان بتقديم الخدمات والمساعدات للمجال الذي قدَّم لهما خدمة كبيرة وكان سببًا في نجاحهما.

امتلاك الروح الريادية: رائد أعمال صغير يحقّق حلمه..

يمثِّل جاك بونو (Jack Bonneau) نموذجًا لرائد الأعمال المثالي، إذ تمكَّن خلال السنوات الثلاث التي اقتحم فيها مجال الأعمال التجارية من توسيع خط إنتاجه وافتتاح فروع في عدة أماكن وإقامة شراكات استراتيجية، كما حصل على دعم من العديد من العلامات التجارية الوطنية. لقد ساهمت العديد من وسائل الإعلام -مثل صحيفة نيويورك تايمز وصحيفة دنفر بوست وبرنامج "توداي شو" وبرنامج "صباح الخير يا أمريكا"- في ذيوع صيته، وقد شارك قصة نجاحه في مجال الأعمال التجارية على عدة منصَّات، إذ أُتيح له الحديث عن تجربته من خلال مُسرِّعة الأعمال (TechStars) ومهرجان "Aspen Ideas Festival".

ألقى جاك أيضًا الخطاب الختامي في أحد مؤتمرات (STEM)، وشارك في برنامج "شارك تانك". إنَّ جاك بونو ذكي وذو شخصية جذَّابة ومتحدِّث رائع، كما أنَّه مثابر في عمله. يبلغ جاك في الوقت الحالي 11 عامًا فقط، وذلك يجعله محبَّبًا لدى الناس أيضًا.

جاءت فكرة العمل الخاص بجاك من رغبته في امتلاك إحدى الألعاب كغيره من الأطفال، لذلك طلب من والده -ستيف بونو- أن يُحضر له لعبة (LEGO Star Wars Death Star). كانت المشكلة التي واجهت جاك هي أنَّ ثمن هذه اللعبة 400 دولار، وقد أخبره والده بأنَّه لن يحصل عليها إلَّا إذا دفع ثمنها بنفسه.

لقد قاد ذلك جاك إلى القيام بما يفعله الكثير من الأطفال من أجل كسب بعض المال، إذ افتتح كُشكًا لبيع عصير الليمون، ولكنَّه سرعان ما أدرك أنَّ هذا لن يساعده على تحقيق حلمه، لذلك قرَّر بعد استشارة والده والاستعانة به أن يفتح كُشكًا لبيع عصير الليمون في أحد الأسواق المحلية الخاصة بالمزارعين، وقد عبَّر جاك عن الإقبال الكبير الذي حظي به بقوله: «كان هناك الكثير من الناس الذين يرغبون في شراء عصير الليمون الرائع من طفل يبلغ من العمر ثماني سنوات». لقد تمكَّن جاك خلال فترة قصيرة جدًّا من كسب ما يكفي لشراء اللعبة التي كان يرغب في الحصول عليها، كما بيَّن ذلك بقوله: «بلغت إيرادات مبيعاتي حوالي 2000 دولار، وكان إجمالي ما ربحته 900 دولار».

لقد أدرك جاك أمرًا مهمًّا وهو أنَّ الأشخاص الكبار يحبُّون الشراء من الأطفال الظريفين، لذلك فكَّر في إمكانية كسب المزيد من المال من خلال فتح المزيد من الفروع في أماكن أخرى. وضع جاك خطة للتوسُّع تتضمَّن افتتاح ثلاثة أكشاك جديدة في الربيع التالي، ولكنَّه أدرك أنه سيحتاج إلى المزيد من رأس المال العامل، لذلك سعى للحصول على قرض بقيمة 5000 دولار من بنك (Young Americans Bank) الموجود في مدينة دنفر في ولاية كولورادو الأمريكية والمتخصِّص في تقديم قروض للأطفال. لقد استطاع جاك جني 25000 دولار في عام 2015.

قرّر جاك في العام التالي توسيع نطاق أعماله، لذلك حصل على قرض آخر بقيمة 12000 دولار، وافتتح المزيد من الأكشاك في العديد من الأماكن الأخرى، ومن ضمنها مراكز التسوق خلال موسم العطلات، وباع فيها عصير التفاح والشوكولاتة الساخنة بدلًا من عصير الليمون.

أضاف جاك أيضًا مساحات خاصَّة وأتاح لغيره من الأطفال الرياديين العمل وبيع منتجاتهم فيها، وقد كان من أوائل الأطفال الذين أقام شراكةً معهم الأخوات لِيلي وكلُوي وصوفي وارين، صاحبات شركة (Sweet Bee Sisters) المتخصِّصة في بيع مرطِّبات الشفاه. عمل جاك أيضًا مع 18 طفل ريادي آخر كانوا يبيعون مجموعة متنوعة من المنتجات، مثل: أطعمة عضوية مخصَّصة للكلاب وأوشحة وعصابات الرأس.

لقد نجحت إستراتيجية جاك، وبلغت إيرادات أعماله أكثر من 100,000 دولار في العام الماضي، وقد أصبح في هذا العام المتحدِّث الرسمي باسم منتَج (Santa Cruz Organic Lemonade)، كما يطمح في الوقت الحالي إلى التوسُّع في مدن أخرى، مثل ديترويت ونيو أورليانز. على الرغم من أن جاك يبلغ من العمر 11 عامًا فقط، إلَّا أنَّه قد أصبح ملمًّا بالشؤون المالية وخدمة العملاء والتسويق والمبيعات والمهارات الاجتماعية وغيرها من الممارسات التجارية السليمة؛ إنَّه يمتلك جميع خصائص روَّاد الأعمال الناجحين.

تحظى الولايات المتحدة بعدد كبير من روَّاد الأعمال - مثل الأخوين فرناندو وسانتياغو أغوير- الذين يرغبون في بدء مشاريع وشركات صغيرة. ووفقًا لدراسة أجرتها مؤسسة SBA الأمريكية، فإنَّ ثلثي طلاب الجامعات يعتزمون الانطلاق في مجال ريادة الأعمال في مرحلة ما من مسيرتهم المهنية، ويطمحون بأن يصبحوا من كبار روَّاد الأعمال، مثل بيل غيتس وجيف بيزوس. لكن ينبغي على كل من يرغب في أن يصبح رائد أعمال التفكير جيِّدًا في عدة أمور قبل أن يبذل أي جهاد أو وقت أو مال. يقدِّم الجدول التالي بعض الإرشادات للراغبين في دخول عالم ريادة الأعمال.

هل أنت مستعد لكي تكون رائد أعمال؟

فيما يلي بعض الأسئلة التي ينبغي أن يطرحها روَّاد الأعمال على أنفسهم:

  1. ما الشيء الجديد الذي تقدِّمه فكرتك؟ هل تحلُّ مشكلة أو حاجة غير ملبَّاة؟
  2. هل يوجد هناك منتجات أو خدمات مماثلة؟ إذا كان الأمر كذلك، فما الذي يجعل منتجك أو خدمتك أفضل من غيرها؟
  3. ما هي الأسواق التي تستهدفها؟ كم عدد الأشخاص الذين سيستخدمون منتجك أو خدمتك؟
  4. هل تحدَّثت مع الزبائن المحتملين لكي تعرف آراءهم؟ هل سيشترون منتجك أو خدمتك؟
  5. ماذا بشأن تكاليف الإنتاج وأسعار السوق؟ هل بيع المنتج أو الخدمة بأسعار السوق سيغطِّي تكاليف الإنتاج ويحقِّق ربحًا؟
  6. هل يمكن حماية الفكرة؟ هل هناك ملكية فكرية ملائمة؟
  7. هل الفكرة المبتكرة ذات أهمية وفائدة كبيرة؟
  8. هل من السهل إيصال فكرتك المبتكرة للآخرين؟
  9. كيف يمكن أن يتطوَّر هذا المنتج عبر الزمن؟ هل سيكون من الممكن توسيع خطوط إنتاجه؟ هل يمكن إجراء تطويرات أو تحسينات عليه في المستقبل؟
  10. من أين يمكن شراء هذا المنتج أو الخدمة؟
  11. ما الطرق التي ستستخدمها لتسويق المنتج أو الخدمة؟ ما هي تكاليف البيع أو التسويق؟
  12. ما هي التحديات التي ينطوي عليها تطوير هذا المنتج أو الخدمة؟

الرغبة في أن يكون الفرد رئيسَ نفسه هي رغبة موجودة لدى جميع فئات الناس بغض النظر عن العمر أو الجنس أو العرق. تُبيِّن نتائج دراسة استقصائية حديثة أجراها مكتب إحصاء السكان الأمريكي تزايد معدَّل امتلاك الأفراد المنتمين إلى الأقليات والنساء لأعمال تجارية خاصّة بهم، وتوضّح البيانات الإحصائية التالية الخصائص الديموغرافية المتعلِّقة بالشركات المملوكة للأقليات في إحدى أكبر الاقتصادات العالمية، الولايات المتحدة الأمريكية.

  • تضاعف عدد الشركات التي يمتلكها الأمريكيون ذوو الأصول اللاتينية حوالي ثلاثة أضعاف بين عامي 1997 (1.2 مليون شركة) و 2012 (3.3 مليون شركة).
  • زادت نسبة الشركات الأمريكية التي يعمل لديها (1-50) موظفًا والتي يمتلكها أمريكيون من أصول أفريقية بمقدار 50% بين عامي 1996 و 2015.
  • تمتلك الأقليات حوالي مليون شركة يعمل بها موظفون: 53% يمتلكها أمريكيون ذوو أصول آسيوية، و11% يمتلكها أمريكيون من أصول أفريقية، وثلث هذه الشركات تقريبًا يمتلكها أمريكيون ذوو أصول لاتينية.
  • 19% من جميع الشركات الأمريكية التي يعمل بها موظفون تمتلكها النساء.

لماذا لا تزال ريادة الأعمال جزءًا أساسيًا من نظام الأعمال التجارية في بعض الدول الكُبرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية لسنوات عديدة؟ يرجع السبب إلى أنَّ الاقتصاد العالمي في عصرنا الحالي يكافئ الشركات المبتكرة والمرنة التي يمكنها الاستجابة بسرعة للتغيرات التي تحدث في بيئة الأعمال. يؤسِّس هذه الشركات روَّاد الأعمال الذين يُعدُّون أشخاصًا ذوي رؤية ودافعية وإبداع والمستعدِّون لتحمُّل مخاطر بدء المشاريع التجارية وإدارتها من أجل تحقيق الأرباح.

هل هناك أوجه اختلاف بين رواد الأعمال وأصحاب المشاريع الصغيرة؟

غالبًا ما يُستخدم مصطلح رائد الأعمال على أنَّه مفهوم واسع يتضمَّن معظم أصحاب المشاريع الصغيرة. من الواضح أنَّ الفئتان تشتركان في بعض الخصائص، كما أنَّ هناك تشابهًا كبيرًا في بعض الأسباب التي تدفع الأشخاص إلى أن يصبحوا روَّاد أعمال أو أصحاب مشاريع صغيرة. على الرغم من ذلك، فإنَّ هناك أوجه اختلاف بين ريادة الأعمال وإدارة المشاريع الصغيرة، إذ تنطوي ريادة الأعمال على خوض مجازفة تقتضي إنشاء أعمال تجارية جديدة وغير مألوفة، أو إحداث تغييرات كبيرة على حجم ومسارات الأعمال التجارية الموجودة. عادةً ما يكون روَّاد الأعمال أشخاصًا مبدعين ينشؤون الشركات بهدف تنفيذ أفكارهم المرتبطة بمنتج أو خدمة جديدة، وهم أصحاب رؤية بعيدة المدى وقادرون على تحديد التوجُّهات المستقبلية.

قد يكون روَّاد الأعمال أصحاب مشاريع صغيرة، ولكن ليس جميع أصحاب المشاريع الصغيرة روَّاد أعمال. إنَّ أصحاب المشاريع الصغيرة هم مديرون أو أشخاص ذوو خبرة تقنية أنشؤوا مشاريعًا جديدة أو اشتروا مشاريعًا موجودة وقرَّروا إبقاء حجم الشركة صغيرًا.

على سبيل المثال، يُعدُّ مالك المكتبة المحلية الخاصَّة صاحب شركة صغيرة، ولكنَّ جيف بيزوس -مؤسِّس شركة أمازون- الذي يبيع الكتب أيضًا يُعدُّ رائد أعمال، إذ طوَّر نموذجًا جديدًا وهو بيع الكتب عبر شبكة الإنترنت، والذي أحدث ثورة في عالم بيع الكتب، ثمَّ أحدث ثورة في مجال البيع بالتجزئة عمومًا. يحاول روَّاد الأعمال غالبًا تغيير الوضع الراهن، وعادةً ما تكون رؤيتهم بعيدة المدى مقارنة بأصحاب المشاريع الصغيرة.

أنواع رواد الأعمال

ينقسم روَّاد الأعمال إلى عدة فئات وهي: روَّاد الأعمال التقليديون، روَّاد الأعمال ذوو المشاريع المتعددة، وروَّاد الأعمال الداخليون.

رواد الأعمال التقليديون

إنَّ روَّاد الأعمال التقليديين (Classic Entrepreneurs) هم أشخاص لديهم الجرأة على خوض المجازفات، ويؤسِّسون شركاتهم الخاصة بناءً على أفكار مبتكَرَة. بعض روَّاد الأعمال التقليديين هم روَّاد أعمال يبدؤون بمشروع صغير ولا يخطِّطون لزيادة حجم المشروع، وغالبًا ما يكون هدفهم من تأسيس مشروعهم مجرَّد تحقيق الرضا الذاتي وعيش نمط الحياة المصاحب لذلك، ومن الأمثلة على روَّاد الأعمال هؤلاء ميهو ايناجي (Miho Inagi)، التي بدأت قصة مشروعها عندما زارت مدينة نيويورك مع إحدى زميلات الدراسة في عام 1998 وأُعجبت بخبز البيغل الذي يُصنع في تلك المدينة، وعبَّرت عن ذلك بقولها: «شعرتُ أنَّه ما من شيئ أطيب من مذاق خبز البيغل». لقد دفعها شغفها بخبز البيغل إلى أن تترك وظيفتها كمساعد مكتبي وأن تسعى إلى تحقيق حلمها المتمثِّل في افتتاح متجر خاص بها لبيع خبز البيغل في طوكيو. على الرغم من أنَّ والديها حاولا إثناءها عن فكرتها وأنَّ هذا النوع من الخبز لم يكن معروفًا في اليابان، إلَّا أنَّ ذلك لم يمنعها من السعي لتحقيق حلمها. ذهبت ايناجي في رحلات أخرى إلى نيويورك، وحصلت في إحدى هذه الرحلات على تدريب مهني مجاني لمدة ستة أشهر في محل (Ess-a-Bagel)، وكانت تتلقَّى هناك الطلبات وتنظِّف الصواني وتكنس الأرضيات. كانت فلورنس ويلبون -مالكة المحل- تسمح لها بأن تصنع العجين في عطلات نهاية الأسبوع.

استثمرت ايناجي 20000 دولار من مدَّخراتها الخاصة واقترضت من والديها 30000 دولار من أجل تنفيذ مشروعها واستطاعت في أغسطس/آب من عام 2004 افتتاح محلها الصغير الذي أطلقت عليه اسم «Maruichi Bagel». كان عدد الزبائن الذين يتوافدون على متجرها قليلًا خلال أول شهرين من افتتاحه، ولكن حالفها الحظ بعد فترة قصيرة، إذ أصبح هناك إقبالٌ كبيرٌ على شراء خبز البيغل في اليابان، وذلك بعد أن وضع أحد الزبائن تقييمًا إيجابيًا لخبز البيغل المحلي على أحد المواقع الإلكترونية؛ مما أدَّى إلى تدفق الزبائن على أفضل متاجر بيع خبز البيغل في طوكيو. تُقدَّر قيمة ما تكسبه ايناجي بعد خصم النفقات بحوالي 2300 دولار شهريًا، وهي تساوي قيمة المبلغ الذي كانت تحصل عندما كانت تعمل موظفة في شركة. أشارت ايناجي إلى أنَّه لم يكن لديها أي أهداف قبل أن تفتتح المتجر ولكنَّها تشعر بالرضا في الوقت الحالي.

في المقابل ، هناك روَّاد أعمال يرغبون في أن تنمو مشاريعهم لتصبح شركات كبيرة (growth-oriented entrepreneurs)، وقد تأسَّست معظم الشركات التكنولوجية المتطوِّرة من قِبل هؤلاء. على سبيل المثال، أدرك جيف بيزوس أنَّ بإمكانه منافسة بائعي الكتب التقليديين باستخدام الإنترنت، وقد كان يهدف إلى جعل شركته شركة عملاقة، وأطلق عليها اسم «أمازون» الذي يعكس ذلك الهدف، إذ يشير هذا الاسم إلى نهر الأمازون، الذي يعدُّ أكبر نهر في العالم.

طبَّق بيزوس بعد نجاح شركته في مجال بيع الكتب نموذج البيع بالتجزئة عبر الإنترنت على منتجات أخرى منها: الألعاب والأدوات المنزلية وأدوات البستنة والملابس والموسيقى وغيرها. يسعى بيزوس من خلال شراكته مع بائعي التجزئة الآخرين إلى تحويل الرؤية الخاصة بشركة أمازون إلى حقيقة، وتنعكس هذه الرؤية في العبارة التالية: «أن نكون الشركة الأكثر اهتمامًا بالزبائن في العالم وأن نبني مكانًا يستطيع الناس التوجُّه إليه لكي يروا ويكتشفوا كل ما يرغبون في شرائه عبر الإنترنت».

رواد الأعمال ذوو المشاريع المتعددة

روَّاد الأعمال ذوو المشاريع المتعددة (Multipreneurs) هم روَّاد أعمال يؤسِّسون سلسلة من الشركات، ولا يقتصرون على مشروع أو شركة واحدة، وهم يستمتعون بالتحديات التي تواجههم عند تأسيس مشروع جديد وتطويره. في الواقع، لقد صرَّح أكثر من نصف الرؤساء التنفيذيين للشركات المندرجة ضمن قائمة (Inc. 500) أنَّهم سوف يؤسِّسون شركة أخرى إذا باعوا شركتهم الحالية.

يعدُّ الأخوان جيف وريتش سلون مثالاً جيدًا على روَّاد الأعمال ذوي المشاريع المتعددة، إذ حوَّل هذين الأخوين الكثير من الأفكار الصعبة إلى شركات ناجحة، ونفَّذا على مدار أكثر من عشرين عامًا مضت العديد من المشاريع، مثل: ترميم المنازل، وتربية الخيول وتسويقها، واختراع جهاز يمنع تلف بطاريات السيارات، وغيرها. إنَّ مشروعهما الأخير عبارة عن شركة متعددة الوسائط تُسمَّى (StartupNation)، وهي شركة تساعد الأفراد على تحقيق أحلامهم الريادية، كما أنَّهما وضعا نُصب أعينهما الشركة التالية التي يرغبان في تأسيسها.

Elon-Musk.jpg

يُعدُّ إيلون ماسك -المؤسِّس والرئيس التنفيذي لشركة تسلا- المسؤول الرئيسي عن نجاح وانتشار الطاقة الشمسية والسيارات الكهربائية في السنوات العشر الماضية. منذ تأسيسه لشركة تسلا التي أحدثت ثورةً في مجال الطاقة الشمسية وشركة سبيس إكس المتخصِّصة في استكشاف الفضاء في أوائل القرن الحادي والعشرون، كان له دور رائد في الكثير من الابتكارات وأصبح منافسًا قويًا للشركات التقليدية المتخصِّصة في السيارات والشحن والطاقة. في أي فئة من فئات رواد الأعمال يمكن أن يندرج إيلون ماسك؟ (مصدر الصورة: ستيف جورفتسون/ فليكر/ مستخدمة تحت رخصة المشاع الإبداعي CC BY 2.0)

رواد الأعمال الداخليون

لا يمتلك بعض روَّاد الأعمال شركات خاصة بهم ولكنَّهم يضعون بصماتهم داخل الشركات الكبيرة التي يعملون بها من خلال إبداعهم ورؤيتهم وجرأتهم على خوض المجازفات. يتمتَّع هؤلاء الموظفون -الذين يُطلَقُ عليهم روَّاد الأعمال الداخليون (Intrapreneurs)- بحرية تتيح لهم تنمية أفكارهم وتطوير منتجات جديدة، بينما يقدِّم لهم أرباب أعمالهم رواتبًا منتظمة ودعمًا ماليًا.

إنَّ روَّاد الأعمال الداخليين يتمتَّعون بدرجة عالية من الاستقلالية وكأنَّهم يديرون شركات صغيرة خاصة بهم داخل المؤسسة الكبيرة، وهم يشبهون روَّاد الأعمال التقليديين في العديد من السمات الشخصية ولكنَّ المجازفات الشخصية التي يخوضونها أقل. يشير المؤلِّف جيفورد بينشوت -الذي صاغ مصطلح ريادة الأعمال الداخلية (intrapreneuring) في كتابه الذي يحمل نفس الاسم- إلى أنَّ الشركات الكبيرة تقدِّم تمويلًا أوليًّا لدعم الجهود الريادية بداخلها، وتشمل هذه الشركات إنتل وIBM وتكساس إنسترومنتس (شركة رائدة تدعم ريادة الأعمال الداخلية) وسيلز فورس وزيروكس.

ما الأسباب التي تدفعك إلى أن تصبح رائد أعمال؟

تبيِّن الأمثلة المذكورة في هذا الباب من سلسلة مقالاتنا أنَّ روَّاد الأعمال قد اقتحموا جميع المجالات، ولكن تختلف الأسباب التي تدفعهم إلى تأسيس شركاتهم. إنَّ السبب الأكثر شيوعًا الذي أشار إليه الرؤساء التنفيذيون للشركات المُدرجة ضمن قائمة Inc 500 (القائمة السنوية لأسرع الشركات نموًا التي تحدِّدها مجلة Inc).

هو خوض التحدي المتمثِّل في تأسيس مشروع، يليه رغبتهم في التحكم بزمام حياتهم. ومن الأسباب الأخرى الاستقلال المالي والتخلُّص من سلبيات العمل لصالح شخص آخر، بالإضافة إلى ذلك، ذكرت دراسات استقصائية أخرى دافعين مهمين هما: الشعور بالرضا الذاتي المصاحب للعمل الخاص، وعيش نمط الحياة المرغوب. هل يشعر رواد الأعمال بأنَّ تأسيس مشاريعهم الخاصة كان يستحق كل هذا العناء؟ الإجابة هي نعم بكل تأكيد، ويذكر معظمهم أنَّهم على استعداد للقيام بذلك مرة أخرى.

ترجمة -وبتصرف- للفصل Entrepreneurship من كتاب Principles of Management

اقرأ أيضًا


تفاعل الأعضاء

أفضل التعليقات

لا توجد أية تعليقات بعد



انضم إلى النقاش

يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.

زائر
أضف تعليق

×   لقد أضفت محتوى بخط أو تنسيق مختلف.   Restore formatting

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   جرى استعادة المحتوى السابق..   امسح المحرر

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.


×
×
  • أضف...