اذهب إلى المحتوى

إنَّ دور مالك المنتج معروف على نطاق واسع في حقل تطوير البرمجيات وفق المنهجية المرنة Agile. في هذا المقال، سنوضح من يكون "مالك المنتج" أساسًا، وسنذكر أيضًا السبل التي يُمكِنها جعلك مالك منتج ناجح، حيث سنستعرض مجموعةً من النصائح والخطوات العملية في سبيل ذلك.

قد يحدث أحيانًا خلط بين وظيفة كلٍّ من مالك المنتج و وظيفة القائد الأساسي للفريق التآزري Scrum Team، إلا أنَّ مالك المنتج بصورة عامة، لاتقع على عاتقه مسؤوليات كثيرة كما هو الحال بالنسبة لقائد الفريق الأساسي فيما يخص الإشراف على أعضاء الفريق.

قد لا تنطبق أفكار هذا المقال بالمطلق على جميع أنواع المشاريع، ولكنها بلا شك ستلهمك وتعلمك الكثير حول المسؤوليات العامة لوظيفة مالك المنتج ضمن حقل خدمات تطوير البرمجيات.

جمعت هذه الأفكار المتعلقة بمالك المنتج بهدف نقلها لزملائي الجدد في هذا المجال أو حتى الذين هم بقيد العمل حاليًا، فأنا واثق من أن الجميع يمكنهم الاستفادة منها، بمن فيهم الأشخاص في عالم الإنترنت Online. لقد مارست شخصيًا هذا الدور عدة مرات و اكتسبت الكثير من الخبرة ضمن هذا المجال وأظن أن الوقت قد حان لمشاركة تجربتي مع الآخرين.

اقتباس

تنويه: إن دور مالك المنتج المذكور في هذا المقال ليس تطبيقًا مباشرًا لدور مالك المنتج ضمن الفريق التآزري Scrum Team، وبالتالي فإن النصائح الموجّهة هنا ليست حصريةً لنوع معين من الأعمال، فأنا لا أحمل أي شهادة Scrum.

دعونا نبدأ إذًا ببعض التعاريف. لقد أجمعت معظم النشرات على العبارة التالية بما يخص وظيفة مالك المنتج:

اقتباس

يُعَد مالك المنتج (أو مالك المنتج ضمن الفريق التآزري Scrum Team) مسؤولًا عن رفع مستوى العمل الناتج عن الفريق (أو الفريق التآزري) إلى حدوده العظمى، وكيفية إحداث هذا تختلف إلى حد كبير بناءً على طبيعة كل من المنظمات والفرق (أو الفرق التآزرية) والأفراد؛ كما أُخِذت إلى حد بعيد طبيعة عمل مالك المنتج متعددة الأوجه بالحُسبان أيضًا.

ولكن لتحقيق ذلك يجب على مالك المنتج المرن أجايل Agile ممارسة أدوار عدة بصفته من يضع خطة العمل ويصمم المنتج ويحلل طبيعة السوق بما أنه على اتصال مع العملاء ومدير للمشروع. باختصار، فإن مالك المنتج جزء أساسي من أي فريق سكرام Scrum Team.

غالبًا ما يقود تنوع المسؤوليات هذا الكثير من مالكي المنتج الجدد للضياع، فالكفاح من أجل تحقيق التوازن بين كل من اهتمامات العملاء ومصلحة الإدارة والفرق المطورة أمر واقع لا بد منه، إذ يجب عليهم توفير كميات متزايدة من المنتج وفقًا لجدول أعمال مُحكَم. وفي ظل تعاملهم مع الجميع، يجب عليهم البقاء حازمين في تعاملهم رغم السلطة المحدودة الممنوحة لهم باتخاذ القرار.

استنادًا لما ذُكر أعلاه، يُتوقع من المرشحين لوظيفة مالك المنتج أن يكونوا أصحاب خبرة في المجال ويمتلكون معرفة قوية مصحوبة بنضج في التواصل مع الآخرين واستعداد لتحمل مسؤوليات جديدة.

من يكون مالك المنتج؟

أجريت العديد من المحادثات مع مالكي المنتج، وطرحت عليهم السؤال التالي: "من هو مالك المنتج؟ ما المهمة التي يقوم بها؟"، عندها فحصلت على عدد كبير من الأجوبة بهدف الحصول على مفهوم مترابط منهم. تضمنت إجاباتهم ما يلي:

  • شخص يتحمل المسؤولية.
  • شخص يمكنه التواصل مع الآخرين.
  • قائد للفريق.
  • محلل لعمل الفريق.
  • عالِم نفس.
  • مدرب.
  • عضو ضمن فريق التطوير.
  • وكيل عن غيره.
  • مطوّر / عالِم.
  • شخص يأخذ رؤية المستخدم بالحسبان.
  • شخص قادر على تحويل رغبات العملاء إلى أفكار قابلة للتطبيق.
  • شخص يرفع مستوى العمل إلى الحد الأقصى.
  • شخص يحصي احتياجات العمل.
  • شخص مقدم للتضحيات.
  • يضع معايير الاختبار، إلا أنه لا يقوم بالاختبار بحد ذاته.

الأفكار السابقة كثيرة كما هو ظاهر، لذا دعنا نحاول إذًا أن نأخذ فكرةً حول من يكون مالك المنتج من خلال أربع وجهات نظر مختلفة وهي: الشركة، والفريق، والعميل، ووجهة النظر الفنية.

بالنسبة لوجهة نظر الشركة، فمالك المنتج هو الشخص المسؤول عن إبرام العقد، فهو مسؤول عن ترتيب أولويات إنجاز العمل ويراقب عملية الإنجاز. في الشركة التي استخدمتها كدراسة حالة ضمن المقال، وفي حالة المشاريع الصغيرة، اتضح أن الفرد عليه قضاء ما لا يقل عن %20 إذا كان عليه إنجاز عمل فني كبير. وكحالة مثالية، الشخص الواحد عليه أن "يملك" منتجًا واحد.

وبالنسبة لوجهة نظر الفريق فإن مالك المنتج هو دليلهم للسير قدمًا. يُعَد هذا من قبل الكثيرين أصعب جزء في الوظيفة، إذ يجب عليه أن يكون خدومًا ويلبي احتياجات الفريق وينسجم مع توليفة الفريق، بحيث يقرر من هو الشخص المناسب لتأمين المنتج بنجاح. ترى الفرق أن على مالك المنتج الانتباه للملاحظات التي ترِد خلال اجتماعات الفريق وتدوينها.

عليه الإلمام بدقائق الأمور وصغائرها بطبيعة الحال، إلا أن عليه تحديد قائمة أعمال فعالة بالمهام الواجب إنجازها، فليس مطلوب منه إذًا الإلمام بكل تفصيل. يجب على مالك المنتج امتلاك رؤية حول المنتج الذي يعمل عليه الفريق وليس المشروع بحد ذاته، وعليه أيضًا أن يكون وكيلًا عن باقي الأعضاء لتخفيف أعباء العمل عنهم إلى الحد الأدنى؛ أما بالنسبة لوجهة نظر العملاء، فمالك المنتج هو الشخص الذي يتواصل معهم، وهو بالطبع حامل للمسؤولية، فهو وكيلهم الذي يفهَمهم ويكون جل همه نجاح مشروعهم.

وإضافة إلى ذلك، يتفاوض معهم عندما تكون الميزانية محدودة (وهو الشيء الذي يحدث غالبًا)، كما يجب عليه إرشاد العملاء عديمي الخبرة في مجال منهجية تطوير البرمجيات لتوعيتهم بتبعات خيارات تصميم معينة. وبالنسبة لصاحب العمل الذي عملت معه على وجه التحديد، فإن المرشحين للدور القيادي يُختارون من بين أفراد على مستويات عالية من التنافس. وكما قيل، فإن الشخصية القيادية لا تأتي من مجرد الاطلاع الواسع فحسب بل تتطلب معرفةً وتجربةً إضافيتين.

بالنسبة لوجهة النظر الفنية، فعلى مالك المنتج اتّباع "دورة حياة تطوير البرمجيات" SDLC الخاصة بالشركة أو أي مجموعة أنظمة تتبناها الشركة في حال كانت مفتقدة لنظام مشابه. يُنصَح مالكو المنتج بوضع العمل تحت الاختبار باستمرار، فنحن نعتقد أن المشروع يسير على ما يرام بسبب أننا لا نختبره، ونحن لا نختبره لأننا في الواقع لا نريد معرفة أنه سيء. أخيرًا، على مالك المنتج تيسير الطلبيات البسيطة والمطلوبة باستمرار.

من ضمن مسؤوليات مالك المنتج أيضًا:

  • التعامل مع المخاطر.
  • تحويل الأقوال إلى أفعال.
  • تحمل المسؤولية عندما تصبح. الأمور غامضة ومبهمة.
  • التأكد من أن عدد المهام على قائمة الإنجاز أقل من س (أُجمِع بأن 100 مهمة عدد مقبول).

مالكو المنتج ضمن دورة حياة المشروع

يجب أن يكون مالك المنتج متواجدًا ضمن عملية تطوير المشروع منذ البداية، فالعملية النموذجية للمشروع تتضمن غالبًا:

إن وجود مالك المنتج في المراحل المختلفة أمر قابل للنقاش ويعتمد على طبيعة الشركة بدرجة كبيرة. هناك إجماع بأن جميع الموظفين يقومون بعملية البيع فعليًا بطريقة غير مباشرة، وذلك من خلال إنجازهم لعملهم والحفاظ على تواصلهم مع العملاء. وفي كل المراحل السابقة، على المرء تذكر فكرة تكررت كثيرًا في المقابلات التي أجريتها، وهي أن ترتيب الأعمال الواجب إنجازها Backlog هو أداة مالكي المنتج في عملهم.

بصفتك مالكًا للمنتج، يجب أن تكون على دراية بنقاط الاهتمام الرئيسة في دورة حياة تطوير البرامج والعمليات المرنة Agile Processes ودورك فيها. سأعرض الآن نصائح حول بعض أنواع الاجتماعات التي ستكون جزءًا منها.

الاجتماع الافتتاحي

وهو أول اجتماع مع أعضاء الفريق:

  • أرسل جدول أعمال إلى أعضاء الفريق قبل الاجتماع.
  • وضح الغرض من الاجتماع.
  • عرف أعضاء الفريق ببعضهم البعض.
  • ناقش محور العمل.
  • استخدم وسائل تنظيمية مثل اجتماعات الحالة Status Meetings وأنشئ قنوات اتصال بين الأعضاء وناقش نتائج العمل وإدارة المهام وطرائق الوصول إلى الموارد.
  • امنحهم فرصة التعبير عن أفكارهم وآرائهم.
  • اقترح مواعيد لعقد اجتماعات لاحقة.

التخطيط

الهدف هنا هو تحديد الكمية المتزايدة من المنتج المراد إنتاجه في الفترة القصيرة المقبلة.

  • التذكير بأهداف الفريق قريبة و بعيدة الأمد والأولويات بالنسبة للفريق.
  • قسم المهام، بحيث يمكن إنجازها خلال الفترة المحددة.
  • لا تدخل بالتفاصيل.
  • دعِ الجميع يشارك في الاجتماع.
  • راعِ الوقت، حيث تنخفض الإنتاجية بحدة بعد مرور ساعة من بدء الاجتماع.

اجتماعات الحالة Status Meetings

أقصد باجتماعات الحالة تلك التي تجتمع فيها مع العميل.

  • ابدأ بموضوع خفيف.
  • الهيئة والمظهر ليست بتلك الأهمية.
  • لا حاجة لإعداد شرائح مثالية في كل مرة.
  • تمسك بجداول أعمال ثابتة.
  • أرسل ملخصات.
  • تواجد الفريق بأكمله ليس ضروريًا.

نصائح عامة حول الاجتماعات

  • كن مستعدًا للاجتماع.
  • كن أول شخص يحضر الاجتماع .
  • تمسك بالفترات الزمنية المحددة .
  • لا بأس بالقليل من الأحاديث الجانبية.
  • لا تطلب من الأشخاص غير المستعدين إنجاز مهام تعتقد أنهم غير مستعدين لها، خصوصًا أمام الأشخاص الآخرين.
  • كن على طبيعتك كإنسان.

الاختلافات الثقافية

ضع الاختلافات الثقافية دومًا في حسبانك. بالنسبة للجلسات التي تتضمن أشخاصًا من مختلف دول العالم، يُلقن الأشخاص طرق التواصل مع الثقافات الآخرى أو على الأقل يعتادون عليها، لذا فهم سيضبطون تصرفاتهم الاجتماعية معك. ولكن على كلا الطرفين مراعاة ذلك، فلو كنت تعمل على مشروع مع عميل أصله من منطقة لا تعرف عنها الكثير، عليك قراءة القليل عنها.

خاتمة

قد تكون تجربتك الأولى كمالك منتج صعبةً بعض الشيء، ولكن كل شيء سيكون على ما يرام طالما أنك مدرك لموقعك وقادر على نقل ما تعنيه حقًا للآخرين، فكلنا بشر بالنهاية.

لا تخف من طلب المساعدة من الآخرين، فمن المؤكد أن مديرك ومطوري العمل سيقدمون لك العون بخصوص أي أمر يتعلق بتواصلك مع العملاء؛ كما أن المدراء الفنيون متواجدون أصلًا لمساعدتك باتخاذ القرارات المتعلقة بالناحية الفنية للعمل، فما عليك سوى اغتنام من حولك بما يخدم مصلحتك.

ترجمة -وبتصرّف- للمقال ?Agile Development: What Is a Product Owner لصاحبه Karol Horosin.

اقرأ أيضًا


تفاعل الأعضاء

أفضل التعليقات

لا توجد أية تعليقات بعد



انضم إلى النقاش

يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.

زائر
أضف تعليق

×   لقد أضفت محتوى بخط أو تنسيق مختلف.   Restore formatting

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   جرى استعادة المحتوى السابق..   امسح المحرر

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.


×
×
  • أضف...