تزايد إجراء اختبار قابلية الاستخدام غير المراقب Unmoderated Usability Testing بعد تزايد الأدوات الممتازة المتاحة. فما هو اختبار قابلية الاستخدام غير المراقب؟ وهل ينصح باستخدامه؟
عندما تفكر الغالبية باختبار قابلية الاستخدام Usability Testing، يتبادر إلى أذهانهم مشرف يجلس في غرفة ويشاهد مستخدمًا يكمل عدة مهام. ويُعرف هذا التصور باختبار قابلية الاستخدام المُراقب شخصيًا In-person Moderated Usability Testing، كما توجد أنواع أخرى لاختبارات قابلية الاستخدام.
يتزايد إجراء اختبارات قابلية الاستخدام عن بعد وغالبًا دون وجود مُشرف. ويمكن إجراء الاختبار غير المراقب عن بعد بفضل جيل جديد من الأدوات على الإنترنت، مثل UserZoom و UserTesting و Maze و Lookback وUserfeel.
لا يتطلب Userfeel اشتراكًا، ويوفر بيانات كمية عن جلسات الاختبار مثل الوقت المستغرق في إنجاز المهام.
توفر أداة الاختبار عادةً رابطًا مخصصًا يرسل إلى المشاركين، وعندما يفتح المشارك الرابط، فإنه يُكلّف بمهام لإكمالها ضمن موقع معين، حيث تسجل لمراجعتها لاحقًا؛ ويُشجع المشاركون على التفكير بصوت مسموع أثناء محاولتهم إكمال المهمة حتى يفهم مراجع التسجيل تفكيرهم.
نشرح تاليًا اختبار قابلية الاستخدام غير المراقب ونوضح كيفية إجرائه بنجاح، لكننا سنذكر أولًا ميزات اعتماد اختبار قابلية الاستخدام غير المراقب بدلًا من الاختبار المراقب.
لماذا ينصح باستخدام اختبار قابلية الاستخدام غير المراقب؟
لن نتمكن من الحديث عن اختبار قابلية الاستخدام غير المراقب Unmoderated Usability Testing دون موازنته باختبار قابلية الاستخدام المراقب Moderated Usability Testing، الذي يتفوق في بعض الجوانب. حين تراقب مستخدم خدمتك الرقمية وتتفاعل معه بالوقت الفعلي، فإنك تصل إلى رؤية أعمق عن سلوكه وتفكيره لا يمكن الوصول إليها بأي أسلوب آخر.
يُبقي اختبار قابلية الاستخدام المراقب المُستخدم ضمن المسار الصحيح ويجنبه الوقوع في عدم الاستجابة، والأهم أنه يسمح بطرح الأسئلة على المستخدمين، لكن لاختبار قابلية الاستخدام المراقب بعض نقاط الضعف.
لا يحافظ المشاركون على كامل وعيهم
قد يربك الاختبار المشاركين في البداية ويُشعر العديد منهم بأن الاختبار يجري لتقييمهم وليس لتقييم تجربة المستخدم، كما قد يغير وجود المراقب أثناء إنجاز المهمة من أداء المشاركين؛ بالمقابل، يوفر الاختبار غير المراقب مسافةً بين المشارك والمشاهد، فرغم أن المشارك مدرك بأنك تراقب جلسته، إلا أنه أقل وعيًا بذلك ويميل للصدق، لذا يسهل على المشاركين انتقاد تجربة ما عندما لا ينظرون إلى عيني شخص ما مباشرةً.
قياسات اختبار قابلية الاستخدام غير المراقب أفضل من المراقب
توجد مشكلة أخرى لاختبار قابلية الاستخدام المراقب، وهي محدودية نطاقه. يعرض بحث جايكوب نيلسن Jacob Nielsen عدم الاستفادة من وجود أكثر من 6 مشاركين في إضافة زيادة مهمة باكتشاف المشكلات الجديدة، لكن بالتأكيد قد ترغب أحيانًا في إجراء الاختبار مع المزيد من المشاركين.
انخفض عدد المشكلات الجديدة المكتشفة كثيرًا عند الاختبار مع أكثر من 5 أو 6 مستخدمين.
تجنب مشكلات تنظيم المواعيد
يتطلب إجراء اختبار قابلية الاستخدام المراقب جدولة موعد يجتمع فيه المشارك والمراقب، وهنا قد تزعج جدولة المواعيد كلا الطرفين، كما قد تحبط المراقب عندما يتخلف بعض المشاركين عن الحضور. بالمقابل، تسمح جلسة اختبار قابلية الاستخدام غير المراقب للمشارك بإكمال المهمة، ثم يراجع المراقب التسجيلات في وقت فراغه. باختصار، يسمح اختبار قابلية الاستخدام غير المراقب بالتالي:
- اختبار عدد أكبر من المشاركين.
- اختصار وقت تنظيم الجلسات وإجرائها.
- تحسين تجربة المستخدمين من حيث الراحة والواقعية.
متى ينصح بإجراء اختبار قابلية الاستخدام غير المراقب؟
كقاعدة عامة، يفضل إجراء اختبار قابلية الاستخدام خلال مراحل التطوير الأولى لسهولة التعديل حينها. على سبيل المثال، قد يكون اختبار قابلية الاستخدام رائعًا للتحليل التنافسي. ويمكن لإجراء اختبار قابلية استخدام غير مراقب على مواقع منافسة أن يثبت كفاءته العالية، لكن نتائج استخدام اختبار قابلية الاستخدام غير المراقب تكون أفضل عندما يجرى لاحقًا في عملية التطوير حين يقترب إطلاق الموقع أو يكون قد أطلق بالفعل.
إذا واجه المستخدم مشكلةً بسبب عدم اكتمال الموقع أو النموذج الأولي مثل وجود رابط لا يعمل، فلن يكون هناك مشرف يساعده على حل المشكلة؛ بالتالي يُعَد اختبار قابلية الاستخدام غير المراقب متممًا لاختبار مراقب يجرى في وقت سابق من دورة التطوير بدل استبداله كليًا. أي يُعَد اختبار قابلية الاستخدام غير المراقب أداةً مثاليةً لإجراء اختبار منتظم لموقع أثناء تصفحه مباشرةً، حيث يمكنك سؤال مستخدمي الموقع -من خلال عرض نافذة منبثقة- عن رغبتهم في إجراء جلسة قصيرة ضمن الموقع، ثم تحويلهم إلى رابط أداة الاختبار.
في مواقع الانترنت المباشرة، يمكنك أيضًا استخدام مسجل جلسات مثل Microsoft Clarity أو Hotjar. إلا أن هذه الأدوات لا تسمح باختبار وظائف محددة، كما أنها لا تتيح للمستخدم شرح تفكيره.
كيفية إجراء اختبار قابلية الاستخدام غير المراقب Unmoderated Usability Testing؟
يُعَد إجراء اختبار قابلية الاستخدام غير المراقب أمرًا بسيطًا تقنيًا بفضل الأدوات الممتازة المتاحة حاليًا، وكما هو حال كل اختبارات قابلية الاستخدام، فإن التحديات الحقيقية ليست تقنية. ولضمان حصولك على أفضل النتائج من إجراء اختبار قابلية الاستخدام، اتبع الخطوات التالية بدءًا من تحديد السؤال الذي تبحث عن إجابته بوضوح.
1. حدد الأسئلة التي تبحث عن إجاباتها
تكون جلسات اختبار قابلية الاستخدام غير المراقب في العادة أقصر من الاختبارات المراقبة، وذلك لأنها تتضمن غالبًا قرارًا عفويًا بالمشاركة من زوار موقعك أو متابعيك على وسائل التواصل الاجتماعي أو قرّاء رسائلك الإلكترونية.
هذا يرجح عمليًا أن بإمكانك طلب إكمال مهمة واحدة فقط من المستخدمين لانخفاض التزامهم، أي أنك تحتاج أن تكون جلستك مركزةً للغاية، وبالتأكيد يمكنك إجراء جلسات إضافية لاحقًا.
بالتالي، تكون الخطوة الأولى لإجراء أي اختبار قابلية استخدام غير مراقب هي تحديد السؤال الذي تبحث عن إجابته. يعتمد السؤال هنا على ظروفك، وقد يتنوع من صيغة "هل رأى المستخدمون دعوتي لاتخاذ الإجراء؟" إلى "لماذا يغادر المستخدمون أثناء عملية التحقق؟".
إذا لم تحدد سؤالك بوضوح، فسوف تنخفض قيمة جلسة قابلية الاستخدام حتمًا وينتهي بك المطاف بإضاعة وقتك ووقت الجميع. وبمجرد أن تحدد السؤال، يمكنك الانتقال إلى المرحلة التالية، وهي تصميم مهمة تساعدك في الوصول للإجابة.
2. صمم مهمة تساعدك في الإجابة عن سؤالك
عليك أن أخذ فكرتين أساسيتين بالحسبان أثناء تصميم المهمة وشرحها. أولًا، احرص على عدم توجيه المشاركين لكيفية إكمال المهمة، ولنفرض على سبيل المثال أنك تشك في ظهور زر الاشتراك في النشرات البريدية للمستخدمين، وهنا ستكون المهمة كالتالي:
اقتباسافترض أنك مهتم بتلقي إشعارات إضافية من هذا الموقع. الآن أنشئ حسابًا ضمن نشرتهم البريدية.
تبدو المهمة منطقيةً ظاهريًا، إلا أنها تتضمن مشكلتين، فهي تخبر المستخدم بوجود نشرة بريدية يمكنه الاشتراك بها، كما أنها تدفعه للبحث عن كلمات مثل "نشرة بريدية" أو "أنشئ حسابًا"، وهي أدلة توجه المستخدم في إنجازه للمهمة عند ظهور هذه الكلمات ضمن الموقع، ولن يجد المستخدم أثناء تصفحه الفعلي تلميحات مشابهة.
يمكنك تحسين المهمة لتصبح كالتالي:
اقتباسافترض أنك مهتم بتلقي إشعارات إضافية من هذا الموقع. فهل تجد طريقةً للاطلاع على التحديثات؟ وضّح لنا هذه الطريقة إن وجدت.
تذكر أيضًا أنك لن تتواجد ضمن الجلسة لتشجيعهم على التحدث حين يتوقفون عن الكلام، وهذا يوضح ضرورة التأكيد على شرحهم لما يفكرون به أثناء إكمال المهمة، وإلا فإنك لن تستفيد كثيرًا من تسجيل الجلسة.
عند مراعاة الأفكار السابقة، قد تصبح المهمة كالتالي:
اقتباسافترض أنك مهتم بتلقي إشعارات إضافية من هذا الموقع. فهل تجد طريقةً للاطلاع على التحديثات؟ وضح لنا هذه الطريقة إن وجدت. تذكر أننا لا نقرأ أفكارك، لذا وضح لنا ما تفكر به أثناء إنجازك هذه المهمة.
بعد إنشاء المهمة، يمكنك الآن إعداد الاختبار واختيار المشاركين.
3. جهز الاختبار واختر المشاركين
يُعَد تجهيز اختبار قابلية الاستخدام غير المراقب مهمةً بسيطة. وقد يختلف قليلًا وفقًا للأداة المستخدمة، إلا أن خطواته العامة تتمثل في إدخال المهمة وتحديد روابط البداية والنهاية، أي رابط بداية الاختبار على الموقع ورابط النهاية الذي تعرف الأداة عنده أن الاختبار قد انتهى؛ كما توجد أفكار إضافية تجب مراعاتها أثناء اختيار المشاركين؛ وهنا لا يُعَد الأمر صعبًا كما قد يتخيله الجميع.
في أحيان كثيرة، لا يكون اختيار المشاركين المناسبين لاختبار قابلية الاستخدام مهمًا بالقدر الذي تتخيله، إذ ستحصل على رؤية قيمة غالبًا بما أنهم لن يكونوا ضمن الشركة أو المشروع مع وجود بعض الاستثناءات:
- عليك مراعاة وجود خصائص معرفية أو جسدية معينة لدى المشاركين أثناء اختيارهم، مثل اختيار مشاركين من فئة الشباب أو كبار السن أو ذوي القدرات الخاصة.
- إذا أردت الحصول على رؤية خاصة من أشخاص ذوي مستوى معين من المعرفة حول موقعك مثل المستخدمين الجدد أو المستخدمين العائدين Returning Users، فستحتاج أيضًا لاختيار المشاركين المؤهلين وفقًا للمطلوب.
يمكنك إيجاد الأشخاص المناسبين بتحديد أسلوب مناسب لاختيارهم أو بطرح سؤال أو سؤالين تأهيليين قبل البدء. على سبيل المثال، إذا أردت اختيار عملاء حاليين، فبإمكانك استخدام قائمة المراسلة كمصدر للمشاركين؛ أما إذا أردت اختيار عملاء جدد تمامًا، فيمكنك طرح سؤال تأهيلي ضمن نافذة منبثقة عن استخدامهم الموقع سابقًا.
يمكنك إيجاد المشاركين باستخدام النوافذ المنبثقة أو قوائم المراسلة أو وسائل التواصل الاجتماعي؛ ومع ذلك، يمكن لمعظم أدوات اختبار قابلية الاستخدام اختيار مشاركين مقابل رسوم رمزية، وهو أفضل خيار إذا كنت ترغب باختيار أشخاص يحققون خصائص سكانيةً محددة.
بعد حصولك على مشاركين لإجراء الاختبار تبقى أمامك الخطوة الأخيرة وهي مراجعة النتائج.
4. مراجعة النتائج
تبدو فكرة مراجعة المقاطع المسجلة لاختبار قابلية الاستخدام غير المراقب مملة، خاصةً إذا كانت المقاطع كثيرة، لكن لحسن الحظ هناك أدوات عديدة تسمح بتسريع العرض أو تخطي فترات عدم النشاط، كما توفر بعض الأدوات بيانات كمية مفيدةً أيضًا مثل أداة Userfeel. قد تشمل البيانات مقياس قابلية استخدام النظام System Usability Scale، أو الوقت اللازم لإنجاز المهمة؛ وهي مفيدة عندما تحاول قياس الأداء بالنسبة للاختبارات السابقة.
لا توجد طريقة سحرية لكشف المشكلات أثناء مراجعة مقاطع الفيديو، لذا عليك الانتباه إلى الأمور التي يفشل المستخدمون في تطبيقها أو قولها. ورغم أن تحديد أخطاء الأفراد أسهل من تحديد الأشياء التي لم يقومون بها، إلا أن سبب فشلهم في الاختبار قد يعود لعدم إنجازهم لخطوة معينة بدلًا من فشلهم بها.
على سبيل المثال، هل تناقص احتمال إنجاز المستخدمين للمهمة عندما تجاهلوا نص الإرشادات؟ ألم يقل المستخدمون شيئًا؟ قد يعني تجاهل المستخدمين لعرض القيمة أنهم لم ينتبهوا لوجوده أو أنه لم يلهمهم؛ إذ قد تشير فترات الصمت وعدم النشاط الطويلة إلى الارتباك أو حتى الإحباط.
عليك أن تتعلم القراءة بين السطور أثناء مشاهدة اختبارات قابلية الاستخدام بالإضافة لملاحظة ما يحدث، لكن لا تتسرع بافتراضك أنك وجدت التفسير الصحيح، بل فكر بإجراء اختبار آخر للتأكد.
يأتي الإتقان بالتدريب
مثل كل شيء آخر، يحتاج تفسير نتائج اختبار قابلية الاستخدام غير المراقب إلى التدريب. وينطبق الأمر ذاته على إيجاد أسئلة لطرحها وتصميم المهام لدعم الأسئلة. يُعَد إجراء الاختبار بانتظام أفضل التمارين، لذا اختر أداةً جيدةً وحاول إجراء اختبار واحد شهريًا على الأقل. وهنا سوف يتحسن إجراؤك للاختبارات، كما ستتعلم الكثير ثم تبدأ برؤية التحسن مع الوقت.
ترجمة -وبتصرّف- للمقال When and How to Run Unmoderated Usability Testing لكاتبه Paul Boag
أفضل التعليقات
لا توجد أية تعليقات بعد
انضم إلى النقاش
يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.