اذهب إلى المحتوى

كيفية إجراء اختبار سريع لتجربة المستخدم


ابراهيم الخضور

لربما تكون قد سمعت عبارات مثل هذه: "ليس لدينا متسع من الوقت لاختبار (النسخة أو مسار المستخدم أو التصميم أو الميزات…) الآن، سنصدر المنتج حاليًا ونتابع لاحقًا ردود أفعال العملاء" إن عَملت سابقًا على تجربة مستخدم UX.

يبني المطورون منتجاتهم بسرعة أكبر مما مضى، ويُفترض من المصممين متابعتهم خطوةً بخطوة. وعلى الرغم من فهم المصممين لضرورة اختبار تصاميمهم في قرارة أنفسهم، تتجاهل معظم المنظمات المعنية هذا الأمر، إذ ينبغي على المصممين التنقل المضني في دوائر المعطيات والأفكار حول مواضيع تصاميمهم للوصول إلى رصيد فعال من الأبحاث، ومع ذلك يباشرون أعمالهم بكمٍ غير مثالي من البيانات المطلوبة.

عَمِلتُ -قبل أن أكون مديرًا تنفيذيًا وأحد مؤسسي شركة Maze- رئيسًا لمصممي تجربة مستخدم لعملاء مثل McKinsey وRocket Internet وPSG، وأدركت منذ ذلك الوقت حاجة المصممين إلى إطار عمل يُعتمد عليه، بحيث يساعد في تحديد المدخلات بسرعة في مرحلة مبكرة، وغالبًا أثناء عملية التصميم، وهكذا جمّعنا كل هذه الأفكار معًا في Maze وسنطلعكم على تفاصيل ذلك في هذه المقالة.

إطار عمل الاختبار السريع: تعريفه وفوائده

طورنا إطار عمل الاختبار السريع Rapid Testing Framework لنمنح فرق التصميم والإنتاج والتسويق أفكارًا قابلة للتطبيق في مختلف المراحل. فكل قرار يُتخذ أثناء عملية تطوير المنتج من اختيار وتطوير الميزات الصحيحة وتصميم مسار المستخدم User flow أو كتابة نسخة لتجربة المستخدم هي قرارات يمكن اختبارها ولا بدّ من تقييمها من قبل المستخدمين. سنتحدث في الفقرات القادمة عمّا تقدمه الاختبارات لفريق التصميم.

الحصول على بعض الإضاءات خلال عملية التصميم

تبدأ عملية التصميم قبل أن تبدأ حتى بتنفيذ أية رسومات أو مخططات، وغالبًا ما تبدأ عندما يناقش الفريق الافتراضات المطروحة حول ما يتوقعه المستخدم وما يحتاجه.

يتيح لك إشراك المستخدمين والحصول على آرائهم باكرًا خلال عملية التصميم، إمكانية الغوص في تفاصيل المشاكل وتفادي الخوض في الكثير من الحلول المتوقعة، فكلما سعيت في إشراك مستخدمي منتجك مبكرًا، ستحصل على آرائهم وتجني الفوائد المرجوة منها في تحسين منتجك بسرعة أكبر. وكما تشير Helen Tsvirinka -مصممة المنتجات في شركة Shopify-، فإن الاختبارات سترفع عائدات استثمارك كثيرًا موازنةً باعتمادك على الافتراضات فقط.

تقييم التجارب بمساعدة المستخدمين قبل إنهاء المنتج

إن لم تعرض منتجك أثناء بنائه على المستخدمين، فسينتهي الأمر بفريقك إلى هدر الوقت والموارد على بناء ميزات عديمة الفائدة أو ميزات قد لا تعمل، فإن كنت ستطلع على آراء مستخدميك بعد أن تطرح منتجك، فستخسر نتيجة سباق بأكمله.

إنّ وضع ما تبنيه في أيدي مستخدميك باكرًا وفي مرحلة التصميم عادةً، يعني أنك قادر على تقييم تجربة العملاء قبل إنهاء منتجك. تسمح الاختبارات لك ولفريقك أن تنتقل من مرحلة الفكرة إلى التصميم النهائي وأنت واثق أنك عالجت مسألةً واقعيةً ووجدت لها حلًا فعالًا.

بناء قاعدة معرفية حول ما ينفع وما لا ينفع

كلما اختبرت منتجك أكثر أثناء عملية التصميم، حزت على معلومات أكثر عن مستخدميك ومتطلباتهم وما ينفع منتجك وما لا ينفعه. وعلى الرغم من كم البيانات التي ستقدمه الاختبارات لك ولفريقك، فقد تكون هذه البيانات موزعةً داخل منظومة العمل مثل غيرها من الإضاءات والأفكار التي تحملها الفرق المختلفة أو أفراد الفريق الواحد.

لن تمنحك الاختبارات السريعة فوائدًا على المدى القصير فقط عندما تسمح لك ببناء تجربة مستخدم مميزة، لكنها قيِّمة على المدى الطويل أيضًا، لأنها تزودك بطريقة معيارية لتوثيق ما تجده نافعًا وما تجده خلاف ذلك.

كيف تستخدم إطار عمل الاختبار السريع في اختبار أي تجربة مستخدم

لا تقتصر فائدة إطار عمل الاختبار السريع Rapid Testing على فريق التصميم، بل على عمل المنتج الأساسي للمؤسسة، إذ يتيح لكل طواقم العمل من المسوقين إلى المديرين تقييم عملياتهم، وبالتالي التقليل من الوقت المهدور على بناء ما هو خاطئ. استخدم الحلقة التكرارية Input-Objective-Test-Analysis واختصارًا IOTA في اتخاذ قراراتك، وإليك طريقة عملها:

المدخلات Input

المدخل هو الحالة التي تحتاج فيها إلى اتخاذ قرار، مثل الميزة التي نصممها أو النسخة التي سنستخدمها أو النموذج الأولي الذي سنبني عليه. وإليك بعض التساؤلات التي تدل على المدخلات القابلة للاختبار:

  • ما هي الوظيفة التي تقدمها الميزة لمستخدميك؟
  • هل من السهل التنقل ضمن مسار المستخدم؟
  • هل التصميم سهل الاستخدام؟
  • هل النسخة المطروحة جاهزة لهذا العمل؟

الهدف Objective

سيكون تحديد الهدف هو الخطوة التالية لتحديد المدخلات، وهو النقطة التي ستكون عند بلوغها قادرًا على تقييم القرار الذي اتخذته، فقد يكون هدفك مثلًا هو إكمال 80% على الأقل من المشاركين في الاختبار كل المهام، عند اختبار قابلية استخدام تصميم. إن لم تحقق الهدف من أول اختبار، فكرر العملية مجددًا حتى ينجح 80% من المشاركين في إتمام جميع المهام وفق التصميم الذي تبنيه. فإما أن تنتقل في نهاية الأمر إلى المرحلة التالية من العملية، أو أن تعود إلى لوحة الرسم لتتعمق أكثر في تفاصيل التجربة التي تقدمها لمستخدميك.

الاختبار Test

يأتي تاليًا تحديد طريقة العمل المثلى وفقًا للهدف الذي اعتمدته، فإن كنت ستختبر مثلًا الانطباع الأول عن علامتك التجارية الجديدة وملاحظة العملاء لوجودها، فسيكون اختبار الثواني الخمسة أو مقابلة تسأل أسئلةً فضفاضةً مناسبين جدًا.

اقتباس

تلميح: إن كنت ستختبر مسار المستخدم الخاص بتطبيقك، فقيّمه باختبار النموذج الأولي.

التحليل Analysis

ستقيّم أخيرًا نتائج الاختبار وتوازنها مع الهدف المنشود، فإن حققت نتائجك الهدف، فستتمكن من الانتقال إلى الخطوة التالية في عملية التصميم. بينما عليك العودة إلى الحل الذي اعتمدته لتصميمك إن لم تكن النتائج مقنعة، ثم تلافي العيوب حتى تصل إلى هدفك أو أن تلغي القرار باعتماد هذا التصميم.

مثال عن استخدام إطار العمل IOTA

لنلق نظرةً على تجربتنا في Maze عندما حاولنا إنشاء تطبيق يستخدم صفحةً لعرض حالات تصميمية قد تلهم المصممين لإنشاء المزيد من المشاريع عند اشتراكهم في التطبيق. سنعرض لكم تاليًا كيف سخّرنا إطار العمل IOTA لاتخاذ القرار بالمضي قًدمًا في تصميمنا:

  • المدخلات: كان مُدخلنا هو: هل ستلهم هذه الصفحة المستخدمين بعد رؤيتها في تطبيقنا لتصميم مشاريع أكثر؟
  • الهدف:  كان هدفنا هو مشاركة 60% على الأقل من المستخدمين الذين زاروا الصفحة، وذلك بإنشائهم مشروعًا جديدًا عليها.
  • الاختبار: صممنا نموذجًا أوليًا واختبرناه على المستخدمين الموجودين لنعرض حالة مسار المستخدم الذي بنيناه في الصفحة.
  • التحليل: وجدنا عند تحليل النتائج أنّ غالبية المستخدمين لم يفهموا الغرض من بناء هذه الصفحة، وقررنا عندها أنّ الصفحة لا تهم مستخدمينا ولا يحتاجونها، وبالتالي أوقفنا تطويرها.

أفضل الممارسات لاعتماد معايير خاصة بالاختبارات

بعد أن أضفنا الاختبارات إلى مراحل التصميم بالاعتماد على عملاء Maze، وصلتُ إلى خلاصة لأفضل ما يمكن تطبيقه من ممارسات لتسريع الاختبارات ضمن مؤسستنا. وإليك بعض الممارسات المفتاحية لاعتماد معايير الاختبارات لمؤسستك:

1. إيصال فائدة الاختبار

من الأمور الأساسية إيصال الفائدة من اختبارك باكرًا إلى أعضاء فريقك وإلى المديرين التنفيذيين والمهتمين بمنتجك. ابدأ بالاطلاع على خبرة أعضاء فريقك السابقة في الاختبارات، فقد تجد بعض النقص الذي عليك ترميمه.

إليك بعض الأفكار لتبدأ:

  • نظّم مناسبات أو مناقشات عبر الإنترنت لتشارك أهمية هذا الاختبار. اعرض أمثلةً مفتاحيةً تدل على الفائدة التي أتاحها الاختبار للمنتج ولفريق التصميم لتحقيق أهدافهم.
  • اطلب المساعدة من المهتمين وأعضاء الفريق من خلال الانخراط في مقابلات أو استطلاعات رأي أو اختبارات استخدام لمنتجك.
  • اعرض بانتظام الأمور المهمة التي استخلصتها على قنوات واسعة الانتشار.

2. تفهم إطارات عمل اتخاذ القرار

إنّ معرفة نقاط القوة في صنع القرار داخل مؤسستك وكيفية استغلالها هي طريقة أخرى لاتخاذ القرارات. وكما يقول بيزود سيرجاني مؤسس Yet Another Studio، والمدير السابق لقسم الأبحاث وعمليات التحليل في Stack: "ينبغي أن نوجه البحث نحو قرار، فمعرفة ما الذي ستقرره سيساعدك على فهم ما تبحث عنه وكيف ستُجري هذا البحث".

قد لا تتمكن من التأثير على كل القرارات في البداية، لكن مع بعض الفرص ستكون قادرًا على إيصال الفائدة من الاختبارات التي يساهم فيها المستخدمون.

3. ابن مجتمعا من المتابعين أو استفد من تلك الموجودة أصلا

يعزز بناء مجتمعات المتابعين الذين ينخرطون في الاختبارات السريعة الفرص التي قد تزيد من إمكاناتك. لقد أنشأنا في Maze لجنةً استشاريةً للعملاء Customer Advisory Board نتواصل من خلالها مع الأعضاء عند اتخاذ قرارات استراتيجية، أو اختبار ميزة جديدة، أو عند تقييم أفكارنا.

يمكنك بناء مجتمع للاختبارات من خلال إعداد مجتمع على Slack أو أنا، أو أية قناة أخرى تفضلها. ألق نظرةً إن شئت على Sketch Labs مثلًا، أو على Freetrade’s Community.

الاختبار والتعلم أساس نجاح الفريق

لمسنا منذ أن تبنينا إطار عمل الاختبار السريع توسّع آفاق فرق الإنتاج من الأفكار المحدودة والمنعزلة إلى منظومة تعلّم تضم كافة الفرق. لقد ساعد ذلك الجميع من مصممين وباحثين ومديري إنتاج ومسوقين في الحصول على الأفكار والإرشادات والتعاون في التعلّم والبحث، وأجد ذلك طريقةً حقيقيةً لنشر ديمقراطية الوصول إلى البيانات وتكوين مؤسسة قادرة على دفع أعضائها نحو مستقبل أكثر إشراقًا في بحثهم عن أفضل السبل لتلبية حاجات المستخدمين.

ترجمة -وبتصرف- للمقال How to rapidly test any experience لكاتبه JONATHAN WIDAWSKI.

اقرأ أيضًا


تفاعل الأعضاء

أفضل التعليقات

لا توجد أية تعليقات بعد



انضم إلى النقاش

يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.

زائر
أضف تعليق

×   لقد أضفت محتوى بخط أو تنسيق مختلف.   Restore formatting

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   جرى استعادة المحتوى السابق..   امسح المحرر

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.


×
×
  • أضف...