اذهب إلى المحتوى

التوفيق بين تصميم تجربة المستخدم UI واعتماد منهجية العمل المرن أجايل Agile


Jana Jouni

يفترض نظريًا أن يعمل كل من تصميم تجربة المستخدم UX Design ومنهجية Agile معًا بسلاسة، وذلك لأن هدفهما مشترك، لكن تصميم تجربة المستخدم UX سيمثل مشكلةً غالبًا عند اعتماد منهجية أجايل، ونوضح السبب في هذا المقال، ثم نقترح بعض الحلول.

يرى البعض أن النتائج تكون سيئةً عند تطبيق منهجية أجايل Agile، لكن الواقع هو أن معظم المنظمات تطبق استراتيجية أجايل Agile بأسلوب خاطئ، خاصةً من منظور تصميم تجربة المستخدم، إذ لا تعكس المشكلات الناتجة منهجية أجايل Agile. مع ذلك، تملك منظمات قليلة فقط ثقافةً تمكّنها من اعتماد Agile بأفضل ما يمكن.

يجب أن يعطي تصميم تجربة المستخدم نتائج جيدة عند اعتماد منهجية أجايل Agile نتائج جيدة

قد يغمرك الحماس عندما تقرأ بيان منهجية أجايل للتطوير Agile Manifesto للمرة الأولى، وقد تبدو منهجيات العمل ضمنها مثل منهجية التدافع Scrum منطقية، كما قد تروقك قوائم المهام Backlogs، والمراحل Sprints (وهي فترات زمنية قصيرة من العمل المكثف)، وسير قصة المستخدم User Story-Driven، والعمل الجماعي، والتسليم التتابعي الجزئي Incremental Delivery؛ وقد تدعمها بصفتك مصمم تجربة مستخدم. مع ذلك قد يكون الواقع محبطًا لمصممي تجربة المستخدم ضمن منظمات يفترض أنها تستخدم منهجية Agile.

لماذا يكون تطبيق منهجية أجايل Agile غير مناسب في الواقع

تكمن المشكلة في ادعاء معظم المنظمات تطبيق أجايل Agile حين تقصد أن فريق التطوير للمنظمة هو من يطبقها فقط. يزدهر تصميم تجربة المستخدم فعليًا في منهجية أجايل Agile حين تطبق على مستوى المنظمة بالكامل، لأن تطبيق منهجية أجايل Agile ضمن فريق التطوير فقط لن يحقق العديد من مبادئ المنهجية الفعلية، وسيفشل غالبًا تطبيق منهجية أجايل Agile على أرض الواقع من عدة جوانب.

تفويض مهمة صياغة المشاريع للإدارة

وفقًا لبيان منهجية أجايل للتطوير Agile Manifesto، يجب أن تتألف الفرق من كل من رجال الأعمال والمطورين، وأن تكون ذاتية التنظيم وتتعاون في تحديد التوجه، لكن نادرًا ما يأخذ العمل المسار السابق. لا تزال الإدارات العليا مسؤولةً عن إطلاق المشاريع وتحديدها بالمجمل دون أي ملاحظات من فريق تنفيذ المشروع.

01-screenshot-YTydtEyK.png

لا يُعَد تطبيق المنظمة لمنهجية أجايل صحيحًا إذا كان فريق التطوير يطبقها وحده فقط مع حفاظ باقي المنظمة على منهجية الشلال التقليدية للعمل Waterfall Approach.

02-screenshot-vgx2Bhy3.png

منهجية أجايل حيث يعمل أفراد الفريق معًا.

بعبارة أخرى، نادرًا ما يشارك مصممو تجربة المستخدم في قرار تطبيق المشاريع أو إلغائها، أو تحديد المشاريع ذات الأولوية. أي إن هذه المرحلة الباكرة من المشروع نادرًا ما تأخذ المستخدم بالحسبان.

من النادر أن تأخذ المشاريع حاجات المستخدم بالحسبان

يذكر بيان منهجية أجايل للتطوير Agile Manifesto أن "إرضاء العميل أهم أولوياتنا"، لكن يندر عمليًا إجراء بحث مستخدمين محكم لتحديد نوع المشروع ونطاقه، حيث تبنى المشاريع وفق السياسة الداخلية للمنظمة واستراتيجية العمل والآراء الشخصية. وتركز المشاريع على الميزات بدل التركيز على قصص المستخدمين التي تقترحها منهجية التدافع Scrum.

تؤكد المراحل Sprints على أهمية السرعة

سبب اعتماد العديد من فرق الإدارة لمنهجية أجايل Agile هو تعهدها بسرعة التسليم، إلا أنهم يتجاهلون تأكيدها على الجودة بجانب السرعة، وبالتالي تركز المراحل Sprints (وهي فترات زمنية قصيرة من العمل المكثف) على السرعة قبل أي شيء آخر. وبالنتيجة، تقع الفرق تحت ضغوط إنجاز العمل بسرعة، بحيث لا يتوفر الوقت الكافي للاختبار أو التكرار، رغم أن الجودة قيمة جوهرية في منهجية أجايل Agile.

إطلاق منتج الحد الأدنى MVP كخدمة نهائية

يُعَد التسليم المستمر Continuous Delivery أحد قيم أجايل Agile الأساسية أيضًا، ويعني أن أول تكرار للخدمة الرقمية يعطي غالبًا المنتج القابل للتطبيق بالحد الأدنى ويسمى منتج الحد الأدنى MVP، ثم يخضع مع الوقت لعمليات التكرار لتحسينه. وعندما تفشل المنظمة العامة بتطبيق منهجية أجايل Agile، يصبح الضغط هائلًا للانتقال إلى المشروع التالي من المشاريع المتراكمة. مما يؤدي إلى اعتماد منتج الحد الأدنى MVP كخدمة نهائية. يعود السبب جزئيًا هنا إلى كثرة المشاريع المستلمة بسبب الافتقار لآلية تقييم للمشاريع المحتملة.

عدم توازن فرق المشروع

تظهر مشكلة أخرى عند تصميم تجربة المستخدم في التطبيق الواقعي لمنهجية أجايل Agile بسبب عدم التوازن في النسبة بين أعداد المطورين ومصممي تجربة المستخدم، إذ يفوق عدد المطورين في معظم المنظمات عدد مصممي تجربة المستخدم، مما يعني أن أي مصمم يعمل ضمن عدة فرق في آن واحد. تصعب استشارة مصممي تجربة المستخدم خلال المراحل الأولية عند نقص أعدادهم، وبالتالي لا يكون تمثيل المستخدم كافيًا أثناء مرحلة التطوير.

نقص التفكير الشمولي Holistic Thinking

المشكلة الأخيرة بالنسبة لتصميم تجربة المستخدم في منهجية أجايل Agile هي إحدى سمات المنهجية، وتنبثق من كونها منهجية تطوير. تركز منهجية أجايل Agile على تقديم ميزات جديدة تدريجيًا لكن بسرعة، وبالتالي يكون التركيز على المراحل Sprints وحزم العمل Work Packages.

يحتاج مصممو تجربة المستخدم إلى التفكير بشمولية، حيث ينبغي عليهم مراعاة التجربة الشاملة والسياق العام مثل تحقيق فهم أعمق للمستخدم.

كيف نحل كل المشكلات السابقة؟ كيف نضمن تصميم تجربة المستخدم وفق منهجية أجايل على الوجه الأمثل؟

ضمان انسجام تصميم تجربة المستخدم ومنهجية أجايل Agile

يكمن الحل الواضح لكل المشكلات السابقة بتطبيق منهجية أجايل Agile على مستوى المنظمة كاملةً، أي بالأسلوب الصحيح الذي وضعت منهجية أجايل لتطبَّق وفقه.

يُعَد تطبيق الحل السابق صعبًا رغم بساطته، كما أنه لا يحل مشكلة الافتقار إلى التصميم الشمولي Holistic Thinking ولا نقص الموارد في فريق تصميم تجربة المستخدم؛ لذلك نستعرض تاليًا حلولًا عملية تدمج تصميم واجهة المستخدم ومنهجية Agile بكفاءة أكبر، منذ البدء بتحديد المشروع.

تحديد المشاريع وترتيبها وفقا للأولوية بناء على أبحاث المستخدمين

لن تتوقف الإدارة عن توليد أفكار كثيرة لمشاريع ترغب بإنجازها، لكن يمكنك التحكم إلى حد ما في إدراج المشاريع الجديدة ضمن قائمة مهامك باستخدام نظام للفرز الرقمي، وهو نظام يراعي احتياجات المستخدمين في المجموعة. يمكنك أيضًا التحقق من بدء كل مشروع ببحث المستخدم لتقييم الفكرة والمساعدة في تحديد هدف المشروع. يُعَد إجراء البحث الأولي بمثابة المرحلة الأولية صفر Sprint Zero، إذ يحدد نطاق المشروع بدقة. تمنح هذه الفترة أيضًا مصمم تجربة المستخدم تفكيرًا شموليًا.

اترك مجالا لمصممي تجربة وواجهة المستخدم لأخذ نظرة عامة

تركز منهجية أجايل Agile على الميزات، حيث يقسم مشروع كبير إلى حزم عمل تسهل إدارتها، وبالتالي توفر وظائف فرعية. يُعَد الأسلوب السابق منطقيًا للمطورين، إلا أن مصممي تجربة وواجهة المستخدم يحتاجون للاطلاع على كيفية تكامل كل الوظائف معًا.

يمكن أن توفر المرحلة صفر Sprint Zero هذه الفرصة، لكنها غير كافية، إذ ينبغي على المصمم مراجعة الخطوات من حين لآخر لضمان انسجام كل الأجزاء معًا. وأفضل أسلوب لاستيعاب هذه المشكلة هو إضافة مرحلة لا تركز على تقديم ميزات جديدة، بل على تنظيم المعطيات الموجودة، وبالتالي يملك كل من المصممين والمطورين فرصةً للتقييم. وحتى ينجح الأسلوب السابق، ستحتاج بالتأكيد لوجود عدد كافٍ من مصممي تجربة المستخدم.

أدخل مصممي تجربة المستخدم ضمن فرق منهجية أجايل Agile

قد لا تسمح ظروفك بزيادة عدد مصممي تجربة المستخدم، وبالتالي يكون لكل فريق مصمم بدوام كامل. يجب التأكيد على أهمية مراعاة كل أعضاء الفريق لاحتياجات المستخدم حتى إن لم يكن مصمم تجربة المستخدم متواجدًا دومًا، وبالتالي يجب عليك أيضًا إبقاء المصممين الموجودين طوال فترة المشروع في كثير من الأحيان. أدخل المصممين باكرًا وحافظ على وجودهم طول فترة المشروع، ولا تفترض أن مشاركتهم تقتصر على تصميم الواجهة في البداية، إذ بإمكانهم تقديم الكثير من تحديد المشروع في المراحل الأولى إلى التجربة والتكرار لاحقًا.

نصل بذلك إلى الحديث عن التكرار Iteration.

اترك مجالا للتكرار

تُثقَل المراحل Sprints بالالتزام. بمعنى آخر، يوافق الفريق أو يجبر على تقديم الكثير ضمن مرحلة واحدة؛ ويؤدي هذا الالتزام الزائد حتمًا إلى إهمال الاختبار Testing والتكرار Iteration في المرحلة رغم كونها مبادئًا أساسيةً لمنهجية أجايل Agile.

يجب علينا تعلم الحد من الالتزامات ضمن المرحلة حتى نضمن دمج تجربة المستخدم جيدًا في منهجية أجايل. وللأسف، زاد تأكيد أجايل على السرعة الأمر سوءً، فقد زاد الاهتمام بالسرعة على حساب الجودة، وهو أسلوب خاطئ يجب العمل على تلافيه.

تذكر أيضًا أن الحاجة للتكرار Iteration لن تنتهي بمجرد إطلاق الخدمة.

تأكد أن لكل خدمة مالكا معنيا

كما ذكرنا سابقًا، تُطلق معظم الخدمات بشكل منتج الحد الأدنى MVP، ثم كثيرًا ما تُهمل، ويعود ذلك لسببين:

  • الأول هو التعامل مع الخدمات على أنها مشاريع تبدأ وتستكمل ثم تنتهي بدل التعامل معها كخدمات مستدامة.
  • الثاني هو غياب الملكية، حيث إن المسؤولين عن بناء الموقع ليسوا مسؤولين عن تشغيله.

تكمن المشكلة في أنه من منظور مصممي تجربة المستخدم، فإن المرحلة التي تلي الإطلاق هي المجال الذي يمكن للمصممين خلاله إجراء معظم التحسينات على التجربة، وذلك لتوفر بيانات أكثر موثوقيةً عن تفاعل المستخدمين الحقيقيين مع الخدمة.

لحل هذه المشكلة، يجب ألا ننشئ الخدمات إلا بوجود مالك للمنتج يحمل المسؤولية ما دامت الخدمة متاحة والميزانية اللازمة لدعمه متوفرة. قد يفوق الحل السابق إمكانياتك، وهنا يكفي على الأقل الاعتراف بالمشكلة ووضع خطة تحسين بعد الإطلاق.

مشكلة ناتجة عن فهم خاطئ

كثيرًا ما يساء فهم العلاقة بين تصميم تجربة المستخدم ومنهجية أجايل، حتى أنه يوجد تصور باستحالة انسجامهما معًا؛ لكن لا يجب أن تجري الأمور على هذا النحو، حيث تكمن المشكلة في تطبيق معظم المنظمات كل من أجايل وتصميم تجربة المستخدم بأسلوب خاطئ، مما يعني أن حل المشكلة أعقد من مجرد إيجاد أسلوب يضمن انسجام تصميم تجربة المستخدم مع منهجية أجايل أو العكس.

ونصل إلى رأيين متباينين عن كيفية إنشاء الشركات، إحداهما منهجية شركات الإنتاج الضخم والسوق الشامل وخط التصنيع للقرن العشرين، والتي أنشئت وفقها معظم الشركات، والأخرى هي منهجية أجايل للشركات الرقمية الرائدة التي تركز على المستخدم. لا يمكن تطبيق المنهجيتين معًا ببساطة، وفي النهاية يجب على المنظمات أن تتطور بدلًا من محاولاتها المستمرة بالتأقلم.

ترجمة -وبتصرّف- للمقال UX in Agile: How to Ensure UX and Agile Work Successfully Together لكاتبه Paul Boag.

اقرأ أيضًا


تفاعل الأعضاء

أفضل التعليقات

لا توجد أية تعليقات بعد



انضم إلى النقاش

يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.

زائر
أضف تعليق

×   لقد أضفت محتوى بخط أو تنسيق مختلف.   Restore formatting

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   جرى استعادة المحتوى السابق..   امسح المحرر

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.


×
×
  • أضف...