البحث في الموقع
المحتوى عن 'over-delivery'.
-
قد يكون إيجاد عمل ككاتب مستقل أمرًا مضنيًا، لكني أرى أن الاختبار الحقيقي لشخصية الكاتب يأتي بعد توظيفه، فليس هناك أحد يود أن يتوقف عند الدرجة الأولى لسلّم عميله. دعني أكن واضحًا منذ البداية، نحن نريد أن نتقدم، ونحصل على المزيد من المسؤوليات، ﻷننا نريد كسب المزيد من المال. غير أن مفتاح التطور ليس في أن تكون كاتبًا أفضل فحسب، بل أن تكون أكثر من مجرد كاتب أصلًا، هذا يعني أن تقدّم أكثر وتسلّم أكثر مما يطلب منك أحيانًا. أنا الآن محرّر موقع أكبر عميل لدي، ورحلتي إلى منصبي الحالي كان يعتريها أحيانًا التسليم الزائد عما كان يُطلب مني. فقد اضطررت باستمرار إلى إظهار قيمتي، وكنت أتأكد دومًا أني أقدم حلولًا عوضًا عن إضافة مشاكل. وقد مهَّد ذلك السلوكُ طريقًا لتقدمي في عملي. والطريقة التي سأعرض لك بها فن ذلك التسليم الزائد للعملاء، ستبهر عميلك إلى الحد الذي يجعلك تتسلق السلّم، بدون أن تؤذي حدود دخلك المادي. تجاوز وصف وظيفتك لقد وجدت أن توقعات غالب العملاء تكون واضحة منذ بداية التعاقد، لكن بالنسبة لهؤﻻء الذين ﻻ يوضحون ما يريدون، فإنها مهمتك أنت أن تكتشف ذلك، بطريقة ﻻ تزعجهم بالطبع. وحين تعرف وصف وظيفتك وحدود المطالب التي يريدونها منك، ابدأ بالتخطيط لطرق تتخطى بها ذلك الوصف بصورة موزونة. فعلى سبيل المثال، حين يطلب عميل أفكارًا لعناوين خمسة مقالات، فإني أراها فرصة مناسبة لتجاوز ما يريد، فأرسل إليه سبع أفكار أو ثمانية. ويمكنك تطبيق هذا المبدأ في أماكن أخرى كذلك، فحين يطلب منك عميل أن تكتب مقالات طول كل منها 500 كلمة، فيمكنك تقديم قيمة إضافية عبر تسليمه 600 كلمة بين الحين والحين، بدون تكلفة أخرى، بل فقط ﻷنك شعرت أن المقال يحتاج تلك الكلمات الإضافية. وتأكد حينها أن تشير بلطف إلى ما فعلت، فإن العميل يحتاج غالبًا أن تريه الحدود التي تذهب إليها بوضوح، ﻻ تتوقع منه أن يفهمك بشكل غريزي. وتلك الزيادات البسيطة تصل إلى ذهن عميلك، خاصة إن فعلتها بشكل مستمر، فإن تلك الخطوات البسيطة تظهرك كفؤًا، واثقًا بنفسك، واﻷهم من هذا كله، فهي تظهر أنك تستحق أن تتقدم في منصبك. كن أكثر من مجرد كاتب إن العميل يتوقع أن تتواصل معه قرب موعد التسليم، لكن هذا ﻻ يمنع أن تقدم فائدة أو قيمة لعميلك في أي وقت وبأي وسيلة. ولكي تفعل هذا فإن عليك أن تكون مصدر نفع لعميلك أكثر من مجرد كاتب، وقد يبدو هذا المبدأ غريبًا على البعض، لكن سأوضّح لك الأمر. اعلم أن هناك القليل من الطرق المجرّبة لنفع عميلك خارج عالم الكتابة، وعليك أن تختبرها جميعًا، فلا تخف مثلًا أن تتواصل معه بشأن تصميم مدونته، نشاطه في الشبكات الاجتماعية، أو جدول حملته البريدية. إن تقديمك ﻻقتراحات مفيدة في هذه الجوانب يُري العميل أنك تهتم حقًا بعلامته التجارية، وستصبح مع الوقت مصدرًا للأفكار والحلول، بدلًا من مجرد كونك كاتبًا. ولقد استخدمت صلاحياتي في حساب عميلي في تويتر مؤخرًا بشكل جيد في ذلك الشأن، فلم يكن ينصّ العقد بيننا على أن أعيد تغريد المواضيع القريبة والمشابهة لعمل موكلي، وﻻ أن أردَّ على تغريدات المتابعين. إﻻ أن هذا بالضبط ما كنت أفعله كلما وجدت بعض الوقت لدي، بل إنني أحيانًا أنشر روابط لموقع عميلي في بعض مجتمعات ريديت Readdit، كي أثير نقاشات أكثر وأزيد من معدل الزيارات له. وقد تشمل الطرق الأخرى التي تزيد بها قيمتك لدى العميل أيضًا أن تقوم بأعمال إضافية سريعة كأن تنشر بعض مقالات موقعه على الشبكات الاجتماعية، وترد على تعليقات المدونة، حتى لو لم تكن أنت كاتب المقال. ولكي تيسّر على نفسك إدخال هذه العادات إلى نظامك اليومي، أدخل نفسك في نشاطات العميل الأخرى، تابع حساباته على الشبكات الاجتماعية، اشترك في نشراته البريدية، واقرأ محتوى مدونته. بشكل عام، أظهر أنك تهتم بجودة ونمو علامة موكلك التجارية، لكي يرى أنك عضو فاعل في فريقه، عوضًا عن النظر إليك على أنك مجرد مرتزق. تحقيق التوازن إن المهم في هذه العملية هو أن تقدم أشياءً كبيرة، لكن مقسّمة على أجزاء صغيرة وكثيرة.إن المبادرات الكبيرة التي تقدمها بين الحين والحين فقط أقل تأثيرًا على المدى الطويل في إقناع عميلك بقيمتك، وستأكل وقتك وميزانيتك أيضًا. وبدلًا من ذلك، أعط العميل جرعات أصغر قليلًا مما يمكنك تقديمه له بشكل إضافي في عملك، وقدّم حلولًا كلما استطعت بصورة مفيدة. وﻻ تتجاوز ذلك فتصبح فضوليًا مزعجًا. وبهذه الطريقة يمكنك أن تسلّم أكثر مما يطلب منك بالشكل الذي يناسبك ويناسب جدولك، وحدود دخلك المادي. تذكّر أن آخر شيء تريده هو أن تعطي عميلك ساعات من يومك مجانًا. أخيرًا، حصّن نفسك ضد الاستغلال، فإنك ﻻ بد أن تقابل عملاء مخادعين وﻻ يستحقون ثقتك، فلا تسمح لهم باستغلال عملك الدؤوب. تأكد أﻻ توافق على مهام كبيرة أو اعتيادية دون مقابل مجزي. الخلاصة إن التسليم الزائد ليس استراتيجية قصيرة المدى للحصول على ترقية أو زيادة في الراتب، إنه أسلوب ينبغي أن يصبح جزءًا منك ككاتب مستقل، اجعل هدفك أن تقدم حلولًا لعميلك عند كل منعطف. وكن على يقين أنك إذا فعلت ذلك، فإن عميلك سيثق فيك لمسؤوليات أكبر، فضلًا أن يدفع لك أكثر بالطبع، وهذا يسمح لك بإبهاره مرة أخرى كلما رأيت فرصة سانحة!. ولكي تقدّم أكثر لعميلك بشكل سليم، احرص على تطبيق الخطوات التالية في وظائفك الكتابية: راجع وصف وظيفتك ثم تجاوزه بصورة موزونة. قدم قيمة إضافية للعميل خارج نطاق الكتابة. قدم مساهماتك في صور صغيرة، بدلًا من قطع كبيرة كل حين. حافظ على توازن بين وقتك وما تقدمه، فلا تقبل مهامًا كبيرة مجانًا، و ﻻ تعطِ كثيرًا من وقتك مجانًا. واﻵن، هلّا شاركتنا أساليبك في التعليقات، ما هي الخطوات التي تتبعها لكي تسلّم لعميلك أكثر مما يطلبه؟ ترجمة -وبتصرف- للمقال The Art of Over-Delivery: How to Be More Than Just a Writer for Your Client لصاحبه Kaya Ismail. حقوق الصورة البارزة: Designed by Freepik.