البحث في الموقع
المحتوى عن 'networking'.
-
مقدّمةيكتسي التّواصل Communication والتّشبيك Networking أهميّةً بالغة عند بناء نُظُم موزَّعة تعمل عليها حاويّات Docker؛ حيثُ تعتمد بنية التّطبيقات الّتي تتبع التّصميم خَدَمي التّوجّه Service-oriented بشكل كبير على تواصُل المكوِّنات في ما بينها حتى تعمل كما يُرادُ لها. سنذكُر في هذا الدّرس أدواتِ وإستراتيجيّات التّشبيك المُتعدّدة المُستخدَمة لضبط الشّبكات الّتي تعمل عليها الحاويّات؛ وذلك من أجل الوصول إلى الوضعية المرغوبة للشّبكة. يُمكن في بعض الحالات الاعتماد على الحلول الّتي يُوفّرها Docker افتراضيًّا، إلّا أنّ في بعض الحالات تتطلّب الاستعانة ببعض المشاريع البديلة. الحل الافتراضي للتّشبيك على Dockerيقدّم Docker افتراضيًا العديد من الأدوات القاعديّة المطلوبة للتّواصل بين الحاويّات Container-to-container وبين الحاويّات والنِّظام المُستضيف Container-to-host. يضبُطُ Docker عند تشغيله واجهة وهميّة Virtual interface جديدة للشّبكة باسم docker0 على النّظام المُستضيف. تعمل هذه الواجهة كجسر Bridge يُمكّن Docker من إنشاء شبكة فرعيّة Subnet تستخدمها الحاويّات في ما بعد؛ إضافةً إلى عملها كنقطة وصل بين آلية التّشبيك في الحاويّة وتلك الموجودة في المُستضيف. تُنشَأ واجهة وهميّة عندما يبدأ Docker تشغيل حاوية جديدة، وتُمنح عنوان IP ضمن مجال الشّبكة الفرعيّة المذكورة سابقًا. يدخُل عنوان IP الواجهة الوهمية الجديدة في إطارالشّبكة الدّاخليّة للحاويّة ممّا يوفِّر مسارًا يُمكن للحاويّة الاتّصال عن طريقه بالجسر docker0 الموجود على المُستضيف. يضبُط Docker آليًّا قواعد Iptables للسّماح بإعادة التّوجيه Forwarding ويُعدّ آليّة ترجمة العناوين على الشّبكة Network address translation (أو NAT اختصارًا) للاستخدام عند تبادل البيانات بين docker0 والعالم الخارجي. 1- كيف تعرِض الحاويّات الخدماتِ للعملاء؟لا تحتاج الحاويّة لأي إعدادات إضافيّة للحصول على الخدمات المُقدَّمة من طرف الحاويّات المتواجدة على نفس المُستضيف، حيثُ إنّ المُستضيف سيُوجِّه الطّلبات الّتي تُرسَل من الواجهة docker0 وتتّجه إليها (كلّ من المصدَر والوِجهة يوجدان على نفس الشّبكة الفرعيّة) إلى المكان المُناسِب. يُمكن للحاويّات عرضُ expose منافذها Ports عبرَ المُستضيف لتلقي البيانات ينقلها هذا الأخير إليها من العالم الخارجي. يُمكن قرن Mapping منافذ الحاويّة المعروضة بمنفذ من النِّظام المستضيف (تُنقل البيانات المُتبادلَة عبر منفذ المُستضيف إلى منافذ الحاويّة المقرونة بها) إمّا باختيار منفَذ مُحدَّد؛ أو ترك هذه المهمّة لـ Docker، في هذه الحالة يختار Docker منفذًا عشوائيًا غير مُستعمل برقم عالٍ. يتولّى Docker في هذا الإطار إدارة قواعد التوّجيه وإعدادت iptables لإيصال البيانات إلى وجهتها الصّحيحة. 2- ما الفرق بين عرض ونشر منفَذ Publishing ؟يُمكِن عند إعداد صورة أو بدْء تشغيل حاويّة، الاختيارُ بين عرض أو نشر المنافذ. من المهمّ التّفريقُ بين الاثنين. يعني عرضُ منفَذ مّا إعلامَ Docker أنّ الحاويّة تستخدِم المنفَذ المذكور، ويُمكن بالتّالي استخدام هذا المنفذ لأغراض الرّبط Linking أو الاستكشاف. يُعطي فحصُ حاويّة - على سبيل المثال - معلوماتٍ عن المنافذ المعروضة، وعند ربط حاويّات فإنّ متغيّرات البيئة تُضبَط لمعرفة المنافِذ المعروضة في الحاويّة الأصليّة.يُمكن - في الإعداد الافتراضي - للنِّظام المُستضيف الوصولُ إلى الحاويّة؛ نفس الشّيء بالنّسبة للحاويّات الموجودة على نفس المُستضيف. تقتصِر فائدة عرض المنافِذ في هذه الحالة على توثيق استخدام المنفذ وجعل هذه المعلومة مُتاحةً للرّبط والتّعيين الآليّيْن. على الجانب الآخر، يؤدّي نشر منفذ إلى جعله متاحًا للعالم الخارجي عبر قرنه بواجهة المُستضيف. 3- ماهيّ روابِط Docker؟يُوفّر Docker آليةً لإعداد الاتّصالات بين الحاويّات، تُسَمّى "روابط Docker" . تحصُل حاويّة جديدة عندَ ربطها بأخرى موجودة على معلومات اتّصال الأخيرة عبر متغيّرات مُشترَكة في بيئة التّنفيذ. تُشكّل هذه الوسيلة طريقةً سهلة للتّأسيس لاتّصال بين حاويّتيْن عبر إعطاء الحاويّة الجديدة معلومات مُفصَّلة عن كيفية النفاذ إلى الحاوية المُصاحِبة. تُضبَط المتغيّرات المُشترَكة حسب المنافذ الّتي تعرضها الحاويّة بينما يضبط Docker عنوان IP الحاويّة ومعلومات اتّصال أخرى. مشاريع للرّفع من قدرات Docker في التّشبيكنموذج التّشبيك المُقدَّم أعلاه يُشكِّل نقطة بدْء جيّدة في بناء وربط الشّبكات. الاتّصال بين الحاويّات الموجودة على نفس المُستضيف يعمل بشكل مُباشر. بالنّسبة للاتّصال بين المُستضيفات فيعمل عن طريق الشّبكات العمومية Public networks ما دامت المنافذ مقرونة بشكل صحيح ومعلومات الاتّصال متوفّرة لدى الطّرف الآخر. على الرّغم من ما سبق، تتطلّب بعض التّطبيقات بيئات شبكيّة خاصّة (نظرًا لبعض الأهداف الأمنيّة أو الوظيفيّة) لا يستطيع نموذج التّشبيك الأصلي في Docker توفيرها. لهذا السّبب أُنشِئت مشاريع عديدة لزيادة قُدُرات Docker في الرّبط بين الشّبكات. 1- إنشاء شبكات فوقيّة Overlay لتجريد Abstract البنية التّحتيّةركّزت العديد من المشاريع على تحسين وظيفي يتمثّل في التأسيس لشبكات فوقيّة Overlay Networks؛ وهيّ عبارة عن شبكات افتراضيّة مبنيّة على اتّصالات موجودة مُسبَقًا. يُمكّن التّأسيس لشبكات فوقيّة من إنشاء بيئات تشبيك منتظِمة يُمكن التّنبّؤ بها، وتربط بين عدّة مستضيفات. يُساعد هذا الأمر في تسهيل ربط الحاويّات بالشّبكة دون الاهتمام بالمُستضيف الذي تعمل عليه هذه الحاويّات. يُمكِن استخدام هذه الطّريقة لبناء شبكة افتراضيّة واحدة تمتدّ على عدّة مُستضيفات، أو لبناء شبكات فرعيّة لكل مُستضيف اعتمادًا على نفس الشبكة الفوقيّة. تُتيح الشّبكات الفوقيّة أيضًا بناء نسيج عنقودي Fabric clusters. تعمل الحوسبة النسيجيّة Fabric computing (يُطلَق عليها أحيانًا الحوسبة التوحيديّة Unified computing) على توحيد عدّة مُستضيفات وإدارتها كما لو كانت كيانًا واحدًا بموارد أكبر. يسمح إنجاز مبدأ الحوسبة النسيجيّة للمُستخدِم النّهائي بإدارة العنقود كوحدة بدلًا من مستضيفات متفرّقة. يلعب ربطُ الشّبكات جزءًا كبيرًا من إنشاء عناقيد حسب هذا المبدأ. 2- الإعداد المتقدّم للتّشبيكتتولّى مشاريعُ أخرى الرّفع من قدرات Docker التّشبيكيّة عن طريق توفير مرونة أكبر. إعداد التّشبيك الأصلي في Docker يقوم بالوظيفة الّتي أُنشئ من أجلها، ولكنّه بسيط جدّا. على الرغم من أنّ الحواجز الوظيفيّة للإعداد الافتراضي للشّبكات في Docker قد تظهر عند تخصيص مُتطلَّبات التّشبيك في مستضيف واحد، إلّا أنّها تظهر بشكل أوضح عند التّعامل مع شبكات عابرة للمُستضيفات. يُلجأ - من أجل إضافة وظائف جديدة إلى "تطويع" تلك الموجودة مُسبَقًا. لا تُضيف هذه المشاريع إعدادات خارقة لكنّها تسمح بربط أجزاء في ما بينها لإنشاء تصوّرات أكثر تعقيدًا لعمل الشّبكات. تمتد الوظائف الّتي تُضيفها هذه المشاريع من مجرّد إنشاء وربط شبكات خاصّة بين بعض المستضيفات إلى ضبط جسور، شبكات محليّة افتراضيّة، تخصيص الشّبكات الفرعيّة والبوّابات Gateways. توجد مشاريع وأدوات أخرى تُستخدم كثيرًا في بيئات Docker لتوفير وظائف جديدة، وذلك رغم أنّها لم تُطوَّر خصّيصًا لـDocker. يتعلّق الأمر خصوصًا بتقنيّات وصلت لمرحلة النّضوج في إنشاء الشّبكات الخاصّة والأنفاق Tunnels الّتي تُستخدَم غالِبًا لتأمين التّواصل بين المستضيفات وعبر المُستضيفات. هل من مشاريع شائعة الاستخدام للتحسين من أداء الشّبكات في Docker؟توجد عدّة مشاريع تُركِّز على توفير شبكة فوقيّة لمستضيفات Docker. في ما يلي بعض أكثر هذه المشاريع شيوعًا: flannel: يُطوِّره فريق CoreOs. أُنشئ هذا المشروع أصلًا لإعطاء كل مُستضيف شبكة فرعيّة خاصّة به ضمنَ شبكة مُشترَكة؛ وهو شرط ضروري لعمل أداة التّنسيق kubernetes الّتي تُطوِّرها Google، لكنّه مفيد أيضًا في حالات أخرى. weave: تُنشئ أداة Wweave شبكة افتراضيّة تربط بين مختلف مُستضيفات Docker. يُسهّل هذا الأمر من توجيه بيانات التّطبيق، إذ أنّ الحاويّات تبدو كما لو كانت كلّها على نفس المُوزِّع Switch. بالنسبة للتّشبيك المتقدّم، تهدف المشاريع أدناه إلى توفير قدرات تطويع أكثر للشّبكة. pipework: يهدف هذا المشروع إلى سد الفجوة في آلية التّشبيك الأصليّة في Docker من حيث نقص الوظائف المتقدِّمة، في انتظار تطّورها حيثُ يُسهّل التحكّم في وضبطَ إعدادات متقدّمة للتّشبيك. الأداة التّاليّة هي مثال على اختيّار برمجيّات موجودة خارج النّظام البيئي لـDocker واستخدامها بإضافة وظائف جديدة إليه. tinc: عبارة عن برنامج لإنشاء شبكة افتراضيّة خاصّة Virtual private network (أو VPN اختصارًا) يعتمد على التّعميّة Encryption والأنفاق. تُقدّم هذه الأداة طريقة وسيلة صلبة لجعل استخدام الشّبكة الخاصّة شفّافًا بالنّسبة لأيّ تطبيق. خاتمةيعتمد نموذج Docker على توفير خدمات عبر عناصر داخليّة وأخرى خارجيّة، وهو ما يجعل من الاعتبارات المُتعلّقة بالشّبكة مهمّةً للغاية. يُوفّر Docker وظائف أساسيّة لإعداد الشّبكات مثل الواجهات الافتراضيّة، الشّبكات الفرعيّة، iptables وإدارة ترجمة العناوين على الشّبكة (NAT)؛ وهيّ الوظائف الّتي تُكمّلها مشاريع أخرى أُنشِئت لإتاحة إمكانية ضبط إعدادات أكثر تقدّمًا. سنتطرّق في الدّرس القادم لكيفيّة عمل المُجدوِلات Schedulers وأدوات التّنسيق orchestration المبنيّة على هذا الأساس بهدف إدارة عنقود حاويّات.
- 1 تعليق
-
- 1
-
- docker
- networking
-
(و 4 أكثر)
موسوم في:
-
ربّما لم يصبح لينكد إن بشهرة فيسبوك وتويتر، ولكن إن كانت منتجاتك/خدماتك موجهة إلى الشركات (B2B) فسيكون أداة فعّالة ومهمّة لدعم خطتك التسويقية. إنّه من السّهل تجاهل لينكد إن عند مقارنته بالشبكات العملاقة كفيسبوك وتويتر، وقد تشعر أنّه موقع كئيب وغير مسل إطلاقًا ولكن، عندما تدرك أنّ فيه أكثر من مائة وثلاثين مليون خبير ورجل أعمال، ستعلم أنّه أداة قوية وفعاالة لتسويق منتجاتك أو خدماتك للشركات الأخرى. على أيّ حال، إن كنت تريد تحقيق أعلى استفادةٍ من الموقع فعليك أن تفعل أكثر من مجردِ التسجيل فيه، يتوجب عليك أن تنشَط وتتفاعل وهذا يكون عبر حسابك الشخصي. كيف تملأ حسابك الشخصي بشكل احترافيّ؟إنّه من المغري أن تملأ بيانات حسابك على الموقع وتنسى الأمر. وهذا سيكون خطأ فادحًا منك. في البداية عليك أن تكون نشطا كما تفعل بالعادة على فيسبوك ولكن انتبه فلا يتوجب عليك مشاركة أمورك الشخصية على لينكد إن أبدًا. على مشاركاتكَ أن تكون ذات علاقة بالمشاريع التي تقوم بإنجازها، روابط لأعمالك وشهادات العملاء، احرص على استعمال الموقع لإظهار أفضل صورة لخبراتك. عليك أيضا أن تحثّ الآخرين على الإشادة بمهاراتك، والشّهادة على خبراتك في مجال معيّن. على سبيل المثال، أشاد العديد بخبرتي الواسعة في تصميم المواقع والرقميات. بإمكانك أن تطلب من زملائك وأصدقائك دعمك في هذا الأمر، أو ببساطة قم بدعم الآخرين ليدعموك بدورهم. وسع الصفحة الخاصة بشركتكإن كنت أكملت بناء حسابك الشخصيّ بالطريقة الصحيحة، يمكنك الآن التركيز على صفحة شركتك الخاصة على لينكد إن. في البداية تأكد أنّه بإمكانك إنشاء وتعديل صفحة شركتك. إن كنت قد أنشأت واحدة بالفعل فهذه ليست مشكلة أبدا؛ لأنَّ الموقع يقدم إرشادات لكيفية وضعك كمسؤول عن صفحة الشركة الخاصة بك. بمجرد حصولك على الموافقة سيكون عليك كتابة لمحةٍ بسيطةٍ عن شركتك. وعندما تنتهي من ذلك ابدأ بإضافة منتجاتكَ وخدماتك. إنّ إضافتك للمنتجات والخدمات أمر مهمٌ جدا؛ ذلك أنّ الأفراد بإمكانهم الإشادة والتوصية بما تقدم، تتكون هذه التوصيات من شهادات العملاء والتي من منظورٍ تسويقيّ لا تقدر بثمن، لأنّها ترتبط بشخص حقيقيّ له حساب فعال على الموقع. في النهاية، عليك أن تتابع نشر التحديثات والحالات باستمرار على صفحة الشركة الخاصة بك. شخصيا أستعمل أداة تسمى Buffer تمكنني من النشر على حسابي الخاص وصفحة شركتي في ذات الوقت وكذلك في أي مجموعة أنشأتها، وقد عرفني هذا الأمر على مجموعات لطيفة حقا. إنشاء مجموعة على لينكد إنيمكن للمجموعة على لينكد إن أن تكون حول أي موضوع تريده. فكّر في المجموعة كمساحة للنقاش وتبادل الخبرات حول موضوع محدد وعلى عكس صفحة الشركة، تتيح المجموعات الفرصة لأي شخص البدء في النقاش والمشاركة وهذا ما يخلق مجالًا رائعا لبناء العلاقات وتوثيق الروابط. حسب نمط عملك أنشئ مجموعة لطرح الأسئلة ومناقشة الأمور التي تريد. إن كنت تملك مجموعةً بالفعل فبادر إلى المشاركة والتفاعل فيها. على سبيل المثال، لقد أنشأتُ مجموعة باسم Boagworld لمناقشة التحديات والمشاكل التي تواجه المرء عند إنشاء موقع إلكترونيّ. إنّه من السهل التغافل عن أهمية موقع لينكد إن. حيث أنه أداة مذهلة ومفيدة إن استخدمت بشكل صحيح. بإمكان هذا الموقع مساعدتك في بناء علاقات جديدة، توسيع آفاق مبيعاتك، تسويقك كخبير مستقل وبناء قاعدة جيدة لعلامتك التجارية. كما أنه يمكن استغلاله كوسيلة للتوظيف والإبقاء على اتصالك بالآخرين. جميعه في موقع واحد، إنّه يستحق أن يصنف كأحد أهم الإستراتيجيات الرقمية للمؤسسات. ترجمة -وبتصرّف- للمقال: How to use LinkedIn as a marketing tool لصاحبه Paul Boag. حقوق الصورة البارزة: Designed by Freepik.