البحث في الموقع
المحتوى عن 'مبادئ solid'.
-
مبدأ فصل الواجهات Interface Segregation Principle أو اختصارًا ISP هو أحد المبادئ الشهيرة من مبادئ SOLID في التصميم الكائنيّ. أوّل من قدّم هذا المبدأ روبرت مارتن في سلسلة مقالات في عام 1996، ويهدف هذا المبدأ إلى تجنُّب إنشاء واجهات "سمينة". الواجهة interface هي عبارة عن تجريد abstraction لناحية وظيفيّة (أو أكثر) ترث منها أنواع (أصناف) لدعم هذه الناحيّة الوظيفيّة، ونقول في هذه الحالة أنّ الصنف الابن يُحقّق الواجهة. فمثلًا تُعرّف الواجهة IComparer في لغة C# إمكانيّة المقارنة بين كائنين يحقّق صنفهما الواجهة IComparer. في لغات برمجة أخرى، قد لا يوجد تمثيل منفصل للواجهة، وإنّما يتم إنشاء أصناف ذات طبيعة مجرّدة لهذا الغرض، نسميها أصناف واجهة، وهي التي سنتحدّث عنها في هذا المقال. تظهر الواجهات السمينة (أو الملوّثة) بسبب توسعة صنف واجهة حالي ببعض النواحي الوظيفيّة الجديدة المفيدة لمجموعة جزئيّة فقط من التوابع methods. تؤدّي هذه الظاهرة في نهاية الأمر إلى إنشاء توابع ليس لها أيّ فائدة سوى تحقيق الواجهة للتمكّن من استخدامها. وهذا أمر سيّء بالطبع. تُعتبر تلك التوابع خطرة وهي تخرق على أيّة حال مبدأ LSP أيضًا. ينص مبدأ ISP كما كتبه المؤلّف: ينبغي أن يكون لكلّ واجهة هدف معرّف بوضوح ويُعبّر عن ناحية وظيفيّة مُحدّدة للمسألة المطروحة. الحل الأمثل (برأيي) لتحقيق هذا المبدأ هو استخدام الوراثة المتعدّدة عند تحقيق الواجهات. سيعمل هذا الأسلوب على فصل النواحي الوظيفيّة التي لا ترتبط منطقيًّا مع بعضها ويلغي الاعتماديّات dependencies الخاطئة. لنستعرض مثالًا يخرق مبدأ ISP. يتناول هذا المثال واجهة خاصّة بالنواحي الوظيفيّة الّتي من الممكن أن تمتلكها أي سيّارة: /* Bad example */ class CarOperation { public: virtual void steer(int degrees) = 0; virtual void pullHandbrake() = 0; virtual void accelerate() = 0; virtual void shift(int gear) = 0; virtual void toggleAirConditioning() = 0; }; هناك العديد من المزايا المألوفة التي توفّرها السيّارات، فكل سيّارة لها عجلة قيادة ومدوسة وقود بالإضافة إلى ناقل حركة يدوي وفرامل اليد. ولكن ماذا عن السيّارات التي لها ناقل حركة أوتوماتيكي؟ ففي مثل هذه السيّارات لا يوجد ناقل حركة يدوي، فالصنف الواجهة الوارد في الشيفرة السابقة سيجبر أي صنف ابن يرث منه على استخدام الطريقة shift التي تُعبّر عن ناقل حركة اليدوي حتى ولو كان هذا الصنف الابن يمثّل سيّارة ذات ناقل أوتوماتيكي. وينطبق نفس الكلام على الطريقة toggleAirConditioning التي تعبّر عن تشغيل جهاز التكييف في السيّارة رغم أنّ بعض السيّارات لا تملك جهاز تكييف. الأفضل في هذه الحالة أن نجزّئ الصنف الواجهة CarOperation إلى عدد من أصناف الواجهات الأصغر بحيث تُعبّر كلّ منها عن مجموعة محدّدة مترابطة منطقيًّا من المزايا: class BasicCarOperation { public: virtual void steer(int degrees) = 0; virtual void pullHandbrake() = 0; virtual void accelerate() = 0; }; class GearboxCarOperation { public: virtual void shift(int gear) = 0; }; class AirConditioningCarOperation { public: virtual void toggleAirConditioning() = 0; }; class AlfaRomeo166 : public BasicCarOperation, GearboxCarOperation, AirConditioningCarOperation { /* Implementation of all the interfaces. */ }; class SkodaFavorit136L : public BasicCarOperation, GearboxCarOperation { /* No air conditioning for old cars. */ }; سيلجأ الصنفان الابنان AlfaRomeo166 وSkodaFavorit136L إلى الوراثة المتعدّدة من الأصناف الواجهات. فإذا أردنا تشغيل جهاز التكييف في سيّارة ما عن طريق الدالّة beCool فسيكون ذلك كالتالي: void beCool(AirConditioningCarOperation* vehicle) { vehicle->toggleAirConditioning(); } نلاحظ أنّنا الدالّة beCool تقبل وسيطًا واحدًا وهو مؤشّر إلى كائن من النوع AirConditioningCarOperation، وهكذا فإنّ أي صنف ابن يرث من الصنف الواجهة AirConditioningCarOperation يمكن أن يُمرَّر إلى هذه الدالة بصرف النظر عن أيّ أصناف واجهات أخرى يرث منها هذا الصنف الابن. وهنا يكمن جمال مبدأ فصل الواجهات. سنحصل تمامًا على ما نريد، ليس أكثر وليس أقل، مما يجعل من الشيفرة البرمجيّة أسهل للصيانة ولإعادة الاستخدام وللفهم، ويساعد ذلك على تجنّب كم كبير من الأخطاء عندما نريد تعديل الشيفرة في المستقبل. المصادر: http://www.oodesign.com/interface-segregation-principle.html http://en.wikipedia.org/wiki/Interface_segregation_principle http://www.objectmentor.com/resources/articles/isp.pdf ترجمة -وبتصرّف- للمقال Interface Segregation Principle لصاحبه Radek Pazdera.
-
مبدأ عكس التابعيّة Dependency Inversion Principle أو اختصارًا DIP، هو آخر مبادئ التصميم الكائنيّ SOLID ويتمتّع بمزايا كبيرة عند تطبيقه بالشكل السليم. أوّل من قدّم هذا المبدأ هو روبرت مارتن في مقالته التي نشرها عام 1996. أشار روبرت إلى أنّ الأسلوب الشائع في تصميم التابعيّة dependency ضمن المشاريع البرمجيّة في جعل الوحدات البرمجيّة عالية المستوى تعتمد على الوحدات البرمجيّة منخفضة المستوى بشكل مباشر هو أسلوب غير عمليّ ويؤدّي إلى مشاكل كبيرة عند إعادة استخدام الوحدات البرمجيّة عالية المستوى، تتمثّل هذه المشاكل في إجراء تعديلات برمجيّة عديدة عليها كي تتلاءم مع الاستخدام الجديد لها، وهذا بالطبع أمر غير جيّد. تُعتبر الوحدات البرمجيّة عالية المستوى بمثابة قلب التطبيق البرمجيّ. وقد نرغب في كثير من الأحيان أن نُعيد استخدامها في تطبيقات برمجيّة أخرى ولكن بدون إجراء تعديلات كبيرة عليها. يقترح روبرت مبدأ عكس التابعيّة والذي ينص على ما يلي: أ – لا ينبغي أن تعتمد الوحدات البرمجيّة عالية المستوى على الوحدات البرمجيّة منخفضة المستوى. يجب على كلّ منهما الاعتماد على واجهات (أصناف مجرّدة). ب – لا ينبغي أن تعتمد الواجهات/الأصناف المُجردّة على التفاصيل، فالتفاصيل هي من يجب أن تعتمد على الأصناف الواجهات. قد يكون من الصعب قليلًا فهم هذا المبدأ مباشرةً، لذلك اسمح لي بتوضيحه بشكل أفضل. يُقرّ هذا المبدأ أنّه ينبغي أن تكون هناك طبقة تجريديّة إضافيّة بين الوحدات البرمجيّة عالية ومنخفضة المستوى، تتألّف الطبقة التجريديّة من واجهات. فإذا كان لدينا وحدتان برمجيّتان أردنا أن تعتمد إحداهما على الأخر، فإنّ هذه الاعتماديّة ينبغي أن تتمّ عن طريق صنف واجهة معرّف خصيصًا لهذا الغرض. بهذا الأسلوب، فإنّ الوحدات البرمجيّة عالية المستوى لا تتعامل مباشرةً مع الوحدات البرمجيّة منخفضة المستوى. ستعمل الوحدات البرمجيّة منخفضة المستوى على تحقيق الواجهات (نستطيع القول أنّها سترث منها)، ففي حال أردنا استخدام أي وحدة برمجيّة في مشروع برمجيّ آخر فلن نحتاج إلى تعديل أيّ شيء ضمن الشيفرة البرمجيّة لها. فكل ما نحتاجه ببساطة هو تحقيق الواجهات التي ستعتمد عليها الوحدة البرمجيّة المراد إعادة استخدامها. بالنسبة للقسم الثاني من المبدأ (الفقرة ب) فهو ينبّه بأنّ الواجهات ينبغي ألّا تصمّم وفقًا للوحدات البرمجيّة منخفضة المستوى (التفاصيل). حيث ينبغي أن تُحقّق الأصناف الوجهات على نفس مستوى التجريد الذي تتمتّع به الوحدات البرمجيّة عالية المستوى. مثال عن عكس التابعيّة لنستعرض الآن مثالًا حول كيفية تطبيق هذا المبدأ. يدور هذا المثال حول التعامل مع الواجهات الرسوميّة للمستخدم، ليكن لدينا صنف يمثّل نافذة Window تحوي زرّين Button: class Button { public: void makeVisible(); }; class Window { Button* okButton; Button* cancelButton; Window() { okButton = new Button; okButton->makeVisible(); cancelButton = new Button; cancelButton->makeVisible(); } }; تكمن المشكلة هنا أنّه إذا تغيّر الصنف Button، سنضطّر إلى تغيير بانية الصنف Window أيضًا، وهذا بالطبع أمر غير مرغوب به، لأنّ الصنف Window سيكون عُرضةً للكثير من الاختبارات أثناء بناء البرنامج، وهذا سيؤدّي إلى الكثير من الأخطاء في كلّ مرّة نُعدّل فيها الصنف Button. يؤدّي استخدام صنف واجهة إلى تحسين التصميم إلى حدّ كبير: class IButton { public: static virtual IButton* getInstance() = 0; // factory method virtual void show() = 0; }; class Window { IButton* okButton; IButton* cancelButton; public: Window() { okButton = IButton::getInstance(); okButton->show(); cancelButton = IButton::getInstance(); cancelButton->show(); } }; class Button : public IButton { public: void show(); }; كما نرى الآن، يوجد صنف واجهة اسمه IButton وكل من الصنفين Button وWindow يعتمدان عليه. وهذا أمر جيّد للغاية، ففي حال أردنا استخدام الصنف Window في تطبيق برمجيّ جديد، فكل ما علينا هو استخدام أزرار Button تُحقّق الواجهة IButton فحسب. نلاحظ أيضًا التّابع الساكن getInstance الذي نستخدمه للحصول على الكائن الملائم من صنف الزر الذي يُحقّق صنف الواجهة IButton. المصادر http://www.objectmentor.com/publications/dip.pdf http://www.oodesign.com/dependency-inversion-principle.html http://en.wikipedia.org/wiki/Dependency_inversion_principle ترجمة -وبتصرّف- للمقال Dependency Inversion Principle لصاحبه Radek Pazdera.
-
يُعتبر مبدأ المسؤوليّة الواحدة Single Responsibility Principle (أو اختصارًا SRP) المبدأ الأوّل من مبادئ التصميم SOLID، وهو مفيد بصورة خاصّة في التصميم كائنيّ التوجّه object-oriented design. يعتمد هذا المبدأ على تجزئة مكوّنات النظام البرمجي بحيث يكون لكلّ جزء منه مهمّة (مسؤوليّة) واحدة ووحيدة. ينص هذا المبدأ على ما يلي: لا يظهر من النص السابق أي إشارة مباشرة إلى المسؤوليّة الواحدة. لتوضيح الربط بين المسؤولية الواحدة وبين نص المبدأ السابق، لننظر إلى المثال التالي الذي يحوي صنفًا مكتوبًا بلغة ++C ويُستخدم للاتصال بخادوم قواعد بيانات MySQL. اسم هذا الصنف MySQL أيضًا، ويمتلك واجهة لتأسيس الاتصال مع خادوم MySQL وإغلاقه، وإرسال استعلامات SQL إلى الخادوم واستقبال ومعالجة النتائج: class MySQL { public: bool connect(); void disconnect(); bool executeQuery(std::string queryString); MySQLResult* getQueryResult(); }; من الواضح أنّ لهذا الصنف مهمّتان أساسيّتان، الأولى هي إدارة عملية الاتصال مع خادوم MySQL (فتح وإغلاق الاتصال) والثانية هي التواصل مع الخادوم في إجراء الاستعلامات واستقبال النتائج (تنفيذ استعلامات SQL). لو افترضنا الآن حدوث السيناريو التالي: أصبح خادوم MySQL يقبل الاتصالات المشفّرة فقط. حدثت بعض التغييرات ضمن الخادوم بحيث أنّه بدأ بالاستجابة بشكل مختلف لبعض الاستعلامات. سيؤدي ذلك بالطبع إلى حدوث تغييرين ضمن صنف MySQL السابق، أو بمعنى آخر، سيكون هناك سببان لتغيير الصنف MySQL. ويُعدّ هذا خرقًا لمبدأ المسؤولية الواحدة كما هو واضح. يُعتبر وضع أكثر من مهمّة قابلة للتغيير (من أجل سبب ما) لأحد الأصناف خطأً تصميميًّا. قد لا تبدو تلك مشكلةً في الوقت الحالي، ولكن أيّ نظام برمجي يتغيّر ويتطوّر. فما يبدو حلًّا مقبولًا في الوقت الحاضر، قد يُفضي إلى نتائج سيّئة في المستقبل. يمكن استخدام الحل التالي لمشكلتنا السابقة: class MySQLConnection { public: bool open(); /* former connect() */ void close(); /* former disconnect() */ }; class MySQLQuery { MySQLConnection* session; public: bool execute(std::string queryString); MySQLResult* getResult(); }; يبدو مبدأ المسؤوليّة الواحدة بسيطًا، ولكنّه في الحقيقة صعب التطبيق. والسبب في ذلك، هو أنّ وضع المسؤوليّات المتعدّدة لصنف ما معًا، هو أمر بديهي ومألوف بالنسبة إلينا، أمّا عملية الفصل والتجزئة إلى أصناف أصغر لكلٍّ منها مسؤوليّة واحدة، فقد لا تبدو جذّابةً أوّل الأمر. بالنسبة لي، عندما عدت وراجعت بعض تصميمات الأصناف القديمة لديّ، قلّما وجدت صنفًا من الممكن جعله يراعي هذا المبدأ. ولكن عندما أمعنت النظر والتفكير وجدت أنّ الفصل في المهام سيقلّل من تعقيد التصميم، وسيجعل الشيفرة أيسر للقراءة والفهم. بالمقابل، فإنّ تطبيق هذا المبدأ بشكل صارم، ليس فكرةً جيّدة. فعلى المرء أن يكون حكيمًا في تحديد متى يمكن تطبيق هذا المبدأ، وخصوصًا عندما يجد أنّ الملف الخاص بأحد أصنافه بات يحتوي على أكثر من 500 سطر من الشيفرة البرمجيّة! ترجمة -وبتصرّف- للمقال Single Responsibility Principle لصاحبه Radek Pazder.
-
- 5
-
- مبدأ المسؤولية الواحدة
- البرمجة كائنية التوجه
- (و 2 أكثر)
-
يُعتبر مبدأ الفتح والإغلاق Open/Closed Principle أو اختصارًا OCP، من المبادئ التي تساعد مطوّري البرمجيّات على تحقيق تصاميم برمجيّة عالية الجودة. على أيّة حال، قد يكون من الصعب أحيانًا أن نوضّح ما الذي نعنيه بالبرمجيّات عالية الجودة. بالعودة إلى المبدأ OCP، يعود الفضل إلى برتراند ماير في وضع مصطلح مبدأ الفتح والإغلاق، حيث ظهر أوّل الأمر في كتابه البنية كائنيّة التوجّه للبرمجيّات "Object Oriented Software Construction" ينص هذا المبدأ على ما يلي: الذي يعنيه هذا المبدأ، هو أنّنا عندما نُصمّم جزءً من تطبيق برمجي، فإنّه من الضروري أن نضع في حسباننا إمكانيّة التوسّع المستقبليّ، فكلّنا يعلم أنّ المتطلّبات الخاصّة بالزبائن تتغيّر على الدوام وبسرعةٍ كبيرة. لذلك فإنّ الشيفرة البرمجيّة ستتغيّر وتتوسّع لتلبّي المزيد من المتطلّبات والمزايا، وقد لا يؤدّي هذا الأمر على الدوام إلى عواقب حميدة على الصعيد البرمجي. الهدف الذي يُنشده هذا المبدأ هو أن ننظر إلى المستقبل (ابنِ الآن، وخطّط للمستقبل) بحيث نصمّم تطبيقاتنا البرمجيّة بحيث لا تحتاج إلى تغيير في الشيفرة المكتوبة مسبقًا عند إضافة مزايا ووظائف جديدة إليها. لندع الشيفرة البرمجيّة تُعبّر عن نفسها مع المثال التالي: def area(geometric_entity): if geometric_entity.type() == SQUARE: return geometric_entity.a * geometric_entity.a elif geometric_entity.type() == CIRCLE: return PI * geometric_entity.r * geometric_entity.r else: raise UnknownEntityError("I literally have no idea.") قد توحي الشيفرة السابقة بالبساطة أوّل الأمر، ولكنّها تُظهر جانبًا أساسيًّا من مبدأ OCP. فإذا أردنا مثلًا أن تدعم الدالّة السابقة إمكانية حساب مساحة مستطيل فيمكن ذلك بسهولة وذلك بإضافة مقطع elif جديد. ولكن بالمتابعة على هذا المنوال، وفي حالة حساب مساحة شكل هندسي غير قياسي، فستتحول الأسطر البرمجيّة البسيطة السابقة إلى ما يزيد عن 1500 سطر برمجي لحساب مساحة هذا الشكل باستخدام تكامل ريمان Riemann Integral، مما سيجعل هذه الأسطر كوحش برمجيّ إذا لم يلتهمك، فإنّ مدير المشاريع سيفعل ذلك حتمًا! النقطة التي نريد الوصول إليها، أنّه في كلّ مرّة نريد فيها إحداث تغيير في البرنامج لدعم مزايا جديدة، فإنّه من الممكن أن يؤدّي هذا التغيير إلى مشاكل في عمل المزايا القديمة التي كانت تعمل بشكل جيّد أصلًا، وهذا أمر غير مرغوب بالطبع. وهذا ما يحذّرنا منه مبدأ OCP، فيجب أن تكون العناصر البرمجيّة مفتوحة للتوسعة (دعم مزايا إضافيّة) ولكنها مغلقة للتعديل (عدم الحاجة إلى تعديل الشيفرة التي تدعم المزايا القديمة). قد يتبادر إلى ذهن البعض أنّه في حالة حدوث مشاكل جرّاء هذا التعديل فمن الممكن إصلاحها باستخدام وحدات الاختبار unit tests ومنقّحات الأخطاء debuggers، ولكن لماذا نلجأ لمثل هذه الأساليب إذا كان بإمكاننا تجنّبها أصلًا؟ فدرهم وقاية خير من قنطار علاج. وكما أنّه من الصعب وضع تعريف رسميّ لمعيار الجودة للبرمجيّات، فكذلك الأمر بالنسبة لهذه المبادئ. فلا توجد قواعد صارمة للتقيّد بها، فكل شيء يعود للخبرة الشخصيّة والتخطيط الجيّد. ترجمة -وبتصرّف- للمقال Open/Closed Principle in Software Design لصاحبه Radek Pazdera.
- 1 تعليق
-
- 3
-
- مبدأ الفتح والإغلاق
- البرمجة كائنية التوجه
- (و 3 أكثر)
-
مبدأ آخر من مبادئ التصميم الكائنيّ التوجّه ضمن مبادئ SOLID يُطلق عليه اسم مبدأ ليسكوف للاستبدال Liskov Substitution Principle ويُرمز له اختصارًا بالرمز LSP. سنبدأ هذا المبدأ بشيء من المفاهيم النظريّة. صاحبة هذا المبدأ هي البروفسور باربارا ليسكوف، وقد طرحته أوّل الأمر عام 1987 وكان ينص على ما يلي: قد يبدو الكلام السابق مبهمًا بعض الشيء، يمكننا توضيحه بالشكل التالي: "إذا استطعنا استبدال كل كائن O1 مكان كائن O2 فمن الممكن الجزم بأنّ S هو نوع فرعي (نوع ابن) للنوع T". ولكن في بعض الأحيان رغم أنّ S هو نوع فرعي للنوع T ولكن لا يمكن الاستبدال بين كائناتهما بالصورة الموضّحة قبل قليل وهذا بالطبع أمر غير جيّد. أعادت باربارا ليسكوف بالاشتراك مع جانيت وينغ Jeannette Wing صياغة المبدأ السابق بشكل مختصر أكثر في عام 1994 ليصبح على الشكل التالي: المقصود هنا أنّه إذا كانت خاصيّة أو دالّة (طريقة method) تعمل ضمن كائنات من النوع T، فينبغي أن تعمل أيضًا وبنفس الصورة ضمن كائنات من النوع S بحيث أنّ النوع S هو نوع ابن للنوع T. وهذا هو مبدأ ليسكوف للاستبدال الذي وصفه روبرت مارتن لاحقًا بصورة أكثر عمليّةً في إحدى مقالاته على الشكل التالي: بعد كلّ هذه المقدّمة النظريّة ثقيلة الظلّ بعض الشيء، ينبغي أن نُدعّم المفاهيم النظريّة السابقة ببعض الأمثلة التي توضّحها بالشكل المناسب. واحد من هذه الأمثلة التي تخرق هذا المبدأ هو تمثيل العلاقة بين المستطيل والمربّع بشكل كائنيّ. من البديهي تمامًا أن يكون لدينا صنف اسمه Square (مربّع) يكون صنفًا ابنًا للصنف Rectangle (مستطيل)، فمن الناحية الرياضيّة يُعتبر المربّع حالة خاصّة من المستطيل، فهو مستطيل تساوى فيه بعداه. لنعبّر في البداية عن الصنف Rectangle برمجيًّا بالشكل التالي: class Rectangle { int width; int height; public: int getWidth() { return width; } int getHeight() { return height; } virtual void setWidth(int value) { width = value; } virtual void setHeight(int value) { height = value; } }; وبما أنّ المربّع هو حالة خاصّة من المستطيل كما أسلفنا، فيمكن كتابة الصنف Square مع إعادة تعريف الطريقتين setWidth و setHeight: class Square : public Rectangle { public: void setWidth(int value) { width = value; height = value; } void setHeight(int value) { width = value; height = value; } }; سيضمن هذا التعديل على الطريقتين setWidth و setHeight ضمن الصنف Square أنّ أي كائن (مربّع) ننشئه من الصنف Square ستكون أضلاعه الأربعة متساوية الطول. لننظر الآن إلى الدّالة التالية التي سنستخدمها لتجريب البنية الكائنيّة السابقة: bool test(Rectangle &rectangle) { rectangle.setWidth(2); rectangle.setHeight(3); return rectangle.getWidth() * rectangle.getHeight() == 6; } تقبل الدّالة test تمرير كائن من النوع Rectangle أو كائن من النوع Square، وهذا جائز بالطبع لأنّ Square هو نوع ابن للنوع Rectangle. السؤال هنا هو ماذا سيحدث عند تمرير كائن من النوع Square إلى الدّالة test؟ ستُعيد الدّالة القيمة false رغم أنّ التقييم يجري على مرجع من النوع Rectangle (وسيط الدّالة). المشكلة هنا أنّه رغم أنّ المربّع هو مستطيل من الناحية الرياضيّة إلّا أنّه لا يتشارك السلوك نفسه معه. وهذا يُعتبر خرقًا واضحاً لمبدأ الاستبدال. فالكائنات من النوع Rectangle لا يمكن أن يتمّ استبدالها بكائنات من النوع Square رغم أنّ النوع Square هو نوع ابن للنوع Rectangle، لأنّ ذلك سيؤدّي إلى تغيّر في سلوك الطرائق الموجودة ضمن الصنف Rectangle كما هو واضح. لقد أوضح برتراند ماير هذه المسألة أيضًا على الشكل التالي: الإجراء من النص السابق قد يكون دالة أو طريقة method. الشروط البادئة هي الشروط التي يجب أن تتحقّق كي يتم استدعاء الطريقة وتنفيذها، أمّا الشروط اللّاحقة فهي محقّقة دومًا بعد انتهاء تنفيذ الطريقة. فالّذي قصده برتراند ماير هو أنّه عند إعادة كتابة تابع في صنف ابن يرث من صنف أب، يجب ألّا تكون الشروط البادئة أقوى من الشروط البادئة للطريقة الأصليّة (الموجودة في النوع الأب)، كما يجب ألّا تكون الشروط الّلاحقة أضعف من الشروط الّلاحقة للطريقة الأصليّة. في مسألتنا السابقة (مسألة المربّع والمستطيل)، لم تكن هناك أيّ شروط بادئة، ولكن كان هناك شرط لاحق للطريقة setHeight وهو أنّ هذه الطريقة يجب ألّا تُغيّر العرض width، وهذا الشرط تمّ خرقه (أصبح أضعف) عندما أعدنا تعريف الطريقة setHeight ضمن النوع Square. تُعتبر الوراثة في الحقيقة مفهومًا قويًّا ومحوريًّا في التصميم كائنيّ التوجّه، ولكن من السهل الوقوع في الأخطاء إذا لم نطبّق مبدأ ليسكوف للاستبدال، فقد تجد أنّ تصميمك الكائنيّ جيّد ومقنع، ولكن سرعان ما ستقع في المتاعب إذا لم تراعي هذا المبدأ. ترجمة -وبتصرّف- للمقال Liskov Substitution Principle لصاحبه Radek Pazdera.
- 1 تعليق
-
- 1