توقف للحظة لتفكر في يومك العادي. إذا كنت مثل العديد من المسوقين الآخرين، من المحتمل أنك تقضي قدرًا كبيرًا من وقتك على مواقع التواصل الاجتماعي. تكتب تحديثات الحالة وتنشئ الإعلانات وتراقب الاشعارات، وتجيب على المنشورات، الخ.
الآن، فكر قليلا في الوقت الذي تقضيه في التسويق عبر البريد الإلكتروني، تعمل على تنمية قائمتك البريدية، وتصوغ محتوى بريدي رائع، وتراقب تحليلات النمو والمشاركة.
إذا وجدت أنك تقضي معظم وقتك على مواقع التواصل الاجتماعي، مقابل القليل من الوقت تقضيه على البريد الإلكتروني، فربما يكون ذلك إحدى الأخطاء الخفية والمُكلفة التي تثقل كاهل ميزانية مبيعاتك، هنا ستعرف لماذا.
لنلق نظرة على الإحصائيات: عدد المُستخدمين، نسبة الفتح open rate ونسبة النّقر على الرّوابط click through rate.
مع أكثر من مليار مستخدم نشط شهريا على فيس بوك، و255 مليون مستخدم نشط على تويتر، بالتأكيد لا نلومك على قناعتك بتركيز جزء كبير من جهودك التسويقية على مواقع التواصل الإجتماعي.
ولكن ما لا تعرفه أن الإحصائيات تفيد بأن استعمال البريد الإلكتروني هو المرغوب به بشكل كبير. وفقا لـ Radicati، فإن العدد الإجمالي لحسابات البريد الإلكتروني في جميع أنحاء العالم بلغ 3.9 مليار حساب في عام 2013، ويتوقع أن يصل 4.9 مليار بحلول عام 2017.
ضع هذا في حسبانك، حسابات البريد الإلكتروني تساوي تقريبًا 3 أضعاف حسابات فيس بوك وتويتر مجتمعة.
من منظور توسيقي بحت فإن إحصاءات الوصول reach والتّفاعل engagement هي التي تُعبّر عن المقياس الحقيقي. هل تعلم أن الوصول الطبيعي organic reach في فيس بوك (أي عدد المعجبين الذين يرون منشوراتك بالفعل) هو 6٪ فقط؟
على النقيض من ذلك، فإن معدلات فتح رسائل البريد الإلكتروني، بشكل عام تصل نسبتها 20 - 30٪ بالمتوسط.
وهذا يعني أن رسالتك التي ترسل إلى قائمتك البريدية يُفترض بها أن تصل إلى 5 أضعاف عدد من يُمكن أن تصل إليهم على فيس بوك.
وبالمثل، مستوى النقر على الرّوابط في رسائل البريد الإلكتروني click through rate يكون بشكل عام بحدود 3٪، في حين مستوى النقر على التغريدات عادة ما تكون في حدود 0.5٪.
هذا يعني أن نسبة النقر على الرّوابط عبر البريد الإلكتروني هي 6 أضعاف نسبة النقر على تويتر
ومن أجل توضيح هذا عمليًا، قام المدوّن المختص بالتسويق ديريك هالبيرن بإجراء اختبار بسيط، حيث بعث بآخر تدويناته لنفس العدد من الناس عبر القائمة البريدية مرة، وعبر تويتر مرة أخرى. وهكذا خرجت النتائج:
- 300 شخص قاموا بالنقر على رابط المقالة من تويتر.
- 4200 شخص قاموا بالنقر على رابط المقالة من البريد الإلكتروني.
ولكن هل الحصول على متابعين عبر مواقع التواصل الاجتماعي أسهل من إنشاء قائمة بريدية؟
بينما يتضح أن رسائل البريد الإلكتروني تحظى بنسبة مشاركة ومعدّل استجابة أفضل بكثير من مواقع التواصل الاجتماعي، لربما يتبادر إلى ذهنك فكرة أنه من الصعوبة بمكان الحصول على إذن الناس لإرسال البريد الإلكتروني لهم مقابل أن يصبحوا معجبين على فيس بوك أو مُتابعين على تويتر.
ولكن القضية لا تحسب هكذا.
قام المُسوّق ديريك هالبيرن بتجربة لمعرفة ما الذي سيكون أكثر صعوبة: حمل الناس على الاشتراك في قائمته البريدية، أو محاول الحصول على متابعين لحسابه على تويتر. ربما تحسَب أن الناس يفضلون نقر زر المتابعة أكثر من منح عنوان بريدهم الإلكتروني. ولكنك ستكون مخطئًا.
في تجربته، أرسل 1000 زائر إلى صندوق الاشتراك البريدي، و1000 زائر لحسابه على تويتر. وكانت النتائج كالتالي: حصل على ما يقرب من500 اشتراك جديد بحساب البريد الإلكتروني مما يشير أن نسبة الإستجابة 50% من معدل التحويل. في حين أنه لم يكشف عن عدد المُتابعين الجُدد الذين حصل عليهم على تويتر إلّا أنه أشار إلى أن هذا العدد بعيد كل البُعد عن حاجز 500 مُشترك التي حصل عليها عبر البريد الإلكتروني.
في نفس الموضوع، تطرق للحديث عن الطرق المختلفة التي يمكن من خلالها زيادة الحسابات المشترِكة في القائمة البريدية الإلكترونية بشكل ناجح، وكيف أن أحد مُتابعيه حصل على نسبة زيادة 500% في عدد المشتركين في قائمته البريدية بشكل يومي من خلال وضع نموذج الإنضمام للقائمة البريدية في المكان الأنسب. تعتبر هذه زيادة كبيرة، وأفضل ما في الموضوع أنك تقوم به لمرة واحدة ولا تحتاج إلى تخصيص ساعة أو ساعتين في اليوم لإنشاء ومتابعة المناقشات.
يجب أن تركز على أمر واحد ووحيد: العائد على الاستثمار (return on investment (ROI
هناك إحصائيات مُثيرة للانتباه تتعلّق بالعائد على الاسثمار، حيث وجدت Direct Marketing Association أن التسويق عبر البريد الإلكتروني لديه عائد على الاستثمار بنسبة 4300٪. وقد أظهرت Monetate أيضا المختصة في التجارة الإلكترونية أن البريد الإلكتروني دفع للمزيد من التحويلات أكثر من القنوات التسويقية الأخرى، بما في ذلك مُحرّكات البحث ووسائل التّواصل الاجتماعي.
ليس من الصعب نفهم سبب ذلك. يُمكن لفيس بوك أن تُظهر 1500 منشورًا للمستخدم كل مرة يزور فيها الموقع، لذلك فإنه ليس من المستغرب ألّا تشق علامتك التجارية طريقًا بين صور عطلات الأصدقاء. وحتى لو كانت مشاركتك قادرة على الظهور، ينبغي أن تنافس الأصدقاء والعائلة، وحتى أحدث الفيديوهات الرائجة من BuzzFeed على لفت انتباه المستخدم.
على الجانب الآخر، عندما يقوم المستخدم بتسجيل الدخول لبريده الإلكتروني فإن لحملتك البريدية نفس فرص الظهور مع باقي الرّسائل في القائمة. هذا أفضل بكثير مما يُمكن لأية حملة أن تُحقّق على الشّبكات الاجتماعية.
عندما تشاهد رسائل البريد الإلكتروني من الأشخاص الذين تعرفهم والشركات التي تحبها، فإنك لن تتردد في فتحها ومن المرجح أن تنقر على أي من الروابط التي وقعت عليها عينك، سواء كانت مقالًا رائعًا أو عروض خاصة. إذا كنت تُقارن عدد النقرات التي قمت بها على إعلانات فيسبوك أو التغريدات مدفوعة الأجر على تويتر مقابل النقرات التي قمت بها عبر رسائل البريد الإلكتروني، أنا على استعداد للمراهنة أن عدد النقرات عبر رسائل البريد الإلكتروني كان أكبر.
في الختام: هل ينبغي أن أتخلى عن مواقع التواصل الاجتماعي؟
نحن لا نقول أنه يجب عليك أن تتخلى عن مواقع التواصل الاجتماعي، في الواقع، يمكن لمواقع التواصل الاجتماعي أن تكون جزءًا لا يتجزأ من تنامي قائمة البريد الإلكتروني الخاص بك باستخدام مثلا نموذج الإشتراك عبر البريد الإلكتروني على فيس بوك وبطاقات تويتر Twitter Lead Generation Card لضم المعجبين من مواقع التواصل الإجتماعي إلى قائمة البريد الإلكتروني الخاص بك.
ما نقوله هو بدلا من القيام بالترويج من خلال مواقع التواصل الاجتماعي فقط، توقف لوهلة وفكر هل هي حقا أفضل قناة للتسويق حتى يتم التركيز عليها وقضاء الوقت المحدود فيها. نعتقد أنك قد تجد أن البريد الإلكتروني هو القناة التسويقية التي تستحق الكثير من وقتك أكثر مما تظن.
كم تقضي من الوقت على تنمية قائمتك البريدية؟ كيف ترى اختلاف نتائجك على مواقع التواصل الاجتماعي مقابل البريد الإلكتروني؟ نرجو أن تشاركنا قصتك في التعليقات أدناه.
ترجمة -وبتصرّف- للمقال: Email Marketing vs Social Media: Are you focusing on the wrong channel، لصاحبه AARON BEASHEL.
أفضل التعليقات
لا توجد أية تعليقات بعد
انضم إلى النقاش
يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.