اذهب إلى المحتوى

إنشاء المحتوى وصناعة الآراء: التدوين والبودكاست


علاء أيمن

يمتلك كل شخص رأيه الخاص، وقد أتاح الإنترنت للجميع التعبير عن آرائهم، فيما لعبت المدوّنات والبودكاست دورًا كبيرًا في هذا الصدد.

التدوين

المدوّنة هي عبارة عن موقع إلكتروني تُعرض فيه المنشورات وفق ترتيب زمني من الأحدث إلى الأقدم. ووفقًا لتعريف Technorati، وهي شركة متخصصة في متابعة المدوّنات ووسائل التواصل الاجتماعي؛ فالمدوّنة هي عبارة عن "مجلة إلكترونيّة تُحدّث بصفة دوريّة."، وتسمح المدوّنات عادةً بالتعليق على المنشورات، وتتضمن نصوصًا وصورًا وروابط للمدوّنات والمواقع الأخرى المرتبطة بموضوع المدوّنة.

تتراوح المدوّنات بين مدوّنات شخصيّة وأخرى سياسيّة، وتشمل أي شيء تقريبًا بين الأمرين، ويمكن أن يكتب في المدوّنة شخص واحد أو عدد من الأشخاص، ويمكن أن تستهدف الأصدقاء والعائلة، أو تنافس كبرى الصحف في الوصول وعدد القراء. تتكوّن المدوّنات في الغالب من النصوص، ولكنها قد تقتصر على الصور، أو مقاطع الفيديو، أو المقاطع الصوتيّة، أو تضم مزيجًا مما سبق. ووفقًا لإحصائيات شركة Technorati، فثمة أكثر من 175,000 مدوّنة جديدة وأكثر من 1.6 مليون منشور جديد كل يوم.

تكمن قوّة المدوّنات في أنها تتيح لأي شخص إمكانية نشر أفكاره ومشاركتها مع الآخرين، وفي ذات الوقت تسمح للآخرين بقراءتها والتعليق عليها؛ أمّا من ناحيّة تسويقيّة، فقد منحت المدوّنات صوتًا للزبائن والشركات على حد سواء.

يتكون منشور المدوّنة من العناصر التالية:

  • مؤلف: الشخص الذي كتب المنشور.
  • عنوان المنشور: عنوان المنشور الخاص بالتدوينة، والذي يُستخدم عادةً لإنشاء رابط URL الفريد، أو الارتباط الثابت Permalink الخاص بتلك التدوينة.
  • الوسم: الوسوم المستخدمة في وصف التدوينة، والتي تساعد الخدمات الأخرى مثل Technorati على تصنيف منشورات المدوّنة.
  • التعليق: التعليقات التي يتركها قراء المدوّنة والتي تظهر عادةً مع التدوينة.
  • تراك باك TrackBack: هو عبارة عن تنبيه بالمدوّنات الأخرى التي تستخدم رابط التدوينة، وغالبًا ما يُعرض أسفل التدوينة. قد تشمل التدوينة بعض العناصر الأخرى، مثل:
  • خلاصات RSS: وهي طريقة يستطيع القراء من خلالها الاشتراك في المدوّنة بسهولة.
  • التصنيفات: جمع منشورات المدوّنة في تصنيفات محددة حسب الموضوع.
  • بلوجرول Blogroll: قائمة بروابط المدوّنات والمواقع الأخرى التي يستخدمها المدوّن أو يتابعها.
  • الأرشيف: المنشورات السابقة التي ما زالت متاحة للزوار، والتي تُصنف عادةً حسب التاريخ.

يمكنك دمج خلاصات RSS مع بريدك الإلكتروني، أو يمكنك استخدام واحد من البرامج العديدة التي تتيح لك قراءتها، وما عليك سوى العثور على البرنامج الذي يناسب احتياجاتك.

اقتباس

ملاحظة RSS هي اختصار لعبارة Really Simple Syndication، والتي تعني "خلاصة مبسطة للغاية". فبدلًا من زيارة مواقع متعددة للاطلاع على آخر منشوراتها، تعمل هذه الخاصيّة على جمع المعلومات وإرسالها إلى قارئ RSS الخاص بك. توفر مواقع الإنترنت المعلومات بصيغة موحدة، بينما يعمل قارئ RSS على معالجة هذه المعلومات، وتوفيرها لك بطريقة يسهل قراءتها. تحدّث برامج RSS نفسها أولًا بأول، فبمجرد إضافة معلومات جديدة إلى المواقع التي تتابعها، سوف تظهر في البرنامج لديك مباشرةً.

توفر خلاصات RSS طريقةً مفيدةً لمواكبة المدوّنات والاطلاع على منشوراتها أولًا بأول، وخصوصًا أن معظمها توفر هذه الخاصيّة. سواءً كنت تدوّن بصورة فرديّة أو لصالح شركة، يتيح لك التدوين جني العديد من الفوائد، منها:

  • إنشاء هويّة إلكترونيّة.
  • إنشاء منبر لنفسك أو لشركتك.
  • تعزيز التفاعل مع الجمهور.
  • إنشاء مجتمع من المعجبين والمتابعين.

التدوين وتحسين الظهور في محركات البحث

تقدّر محرّكات البحث المحتوى الجديد والمنتظم، ويساعدك التدوين على تحقيق ذلك، فكلما أضفت تحديثات إلى مدوّنتك، ازدادت وتيرة زيارة عناكب الإنترنت للمدوّنة بحثًا عن المزيد من المحتوى. يجدر بك أيضًا أن تعتمد في مدوّنتك على استراتيجيّة الكلمات المفتاحيّة الخاصّة بك، فذلك من شأنه أن يساعد على رفع ترتيب موقعك الإلكتروني ضمن نتائج البحث عن هذه الكلمات. كذلك، تساعد المدوّنات بسبب طبيعتها الاجتماعيّة على زيادة الروابط الواردة إلى موقعك الإلكتروني. ويمكن القول إن استخدام مدوّنة مصممة على نحو يلائم محرّكات البحث يُعد ضروريًا لتحسين الظهور في هذه المحرّكات. ولإنشاء مدوّنة تراعي شروط السيو، يجدر بك اتباع النصائح التالية:

  • تخصيص صفحة فريدة لكل تدوينة، بحيث تستطيع محرّكات البحث الوصول إليها وفهرستها بسهولة، ويُطلق على ذلك الارتباط الثابت Permalink.
  • وسم الصفحات باستخدام الكلمات المفتاحيّة المرتبطة باستراتيجيّة الظهور في محرّكات البحث.
  • استخدام بيانات وصفيّة مميزة وفريدة لكل تدويّنة (بما في ذلك العنوان والوصف والكلمات المفتاحيّة).
  • تزويد المدوّنة بخاصيّة المفضلات الاجتماعيّة.

مدونات الشركات

يمكن للمدوّنات أن تشكّل أدوات تسويقيّة ناجحة للغاية، فهي طريقة رائعة للتواصل مع الموظفين والمستثمرين والمنافسين والصحفيين والزبائن المحتملين. يساعد التدوين على بناء مجتمع يتمحور حول علامتك التجاريّة، ويمنحك فرصة الحصول على تغذية راجعة وفوريّة حول آخر التطورات، لذلك لابدّ من استغلاله بشكل صحيح.

تشمل مهام المدوّن عادةً:

  • كتابة التدوينات.
  • الرد على تعليقات القرّاء.
  • متابعة المدوّنات الأخرى في ذات المجال.
  • متابعة آخر الأخبار في مجال العمل.
  • بناء علاقات مع المدونين الآخرين في ذات المجتمع.
  • التعليق على المدوّنات الأخرى.

بالنسبة إلى الشركات، يجب عليها صياغة استراتيجيّة واضحة ومحددة قبل البدء بالتدوين، وخصوصًا عند وجود العديد من المساهمين في المدوّنة. كذلك، يتعيّن على الشركات الحذر من التطرق إلى أي معلومات حساسة في مدونتها، وإذا كانت هناك أي مواضيع "محظورة"، فيجب تحديدها بوضوح لجميع المساهمين في المدوّنة. مع ذلك، يجب أن تتمتع المدوّنة بالشفافيّة والنزاهة، وأن يحظى المدونون بحريّة التعبير عن آرائهم سواءً كانت إيجابيّةً أو سلبيّةً في المواضيع التي يناقشونها.

تحظى الآراء الإيجابيّة بمصداقيّة أكبر إذا كان المدوّن قادرًا على التعبير عن آرائه السلبيّة أيضًا. على سبيل المثال، اعترف روبرت سكوبل Robert Scoble في مدونته الشهيرة scobleizer بأن متصفح فايرفوكس أفضل من متصفح إنترنت إكسبلورر الخاص بشركة ميكروسوفت، رغم أن سكوبل كان موظفًا في ميكروسوفت في ذلك الحين. هذه الصراحة منحت سكوبل وآراءه حول ميكروسوفت قدرًا كبيرًا من المصداقيّة والاحترام.

باختصار، يجب أن تتوافر في مدوّنات الشركات السمات التالية:

  • الارتباط الوثيق بمجال العمل.
  • القدرة على جذب السوق المستهدف.
  • الشفافيّة والنزاهة.
  • الترفيه.
  • مواكبة ما يدور في عالم التدوين.
  • التدوين بانتظام.

المدونات الترويجية

في حين أن شركة Technorati تتابع 112.8 مليون مدوّنة، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة أن جميع هذه المدوّنات سوف تظل فعالةً بحلول نهاية العام. في الحقيقة، تشير الإحصائيات إلى أن 55% فقط من المدوّنات تظل فعالةً بعد الشهور الثلاثة الأولى. ورغم أن استمراريّة المدوّنة تقع على عاتق المدوّن، إلا أنه توجد بعض النصائح التي يمكن اتباعها لتعزيز المدوّنة:

  • تسجيل المدوّنة في أدلة المدوّنات: صحيح أن أدلة المدوّنات ليست مشهورةً مثل محرّكات البحث، إلا أن العديد من مستخدمي الإنترنت يزورونها بحثًا عن المعلومات.
  • تنبيه خدمات الإنترنت المختلفة بوجود محتوى جديد لديك: تتيح لك بعض المواقع مثل Ping-o-Matic و Feed Shark تنبيه خدمات الإنترنت، وأدلة المدوّنات، ومحرّكات البحث بوجود محتوى جديد في مدوّنتك.
  • استخدام خاصيّة تراك باك TrackBack: إذا كتب مدوّن ما تعليقًا أو إشارة إلى تدوينة في مدوّنتك، وكانت كلتا المدونتان تستخدمان خاصيّة تراك باك، فسوف تحصل مدونتك على تنبيه بذلك. تتيح هذه الخاصيّة إمكانية إجراء حوار بين مدونات متعددة، وتمكّن القراء من متابعة هذا الحوار بسهولة.
  • التفاعل مع المدوّنين الآخرين: لا تتوقع أن يتفاعل أحد مع مدوّنتك إذا لم تكن تتفاعل مع مدوّنات الآخرين.
  • الاستعانة بمواقع تجميع المدوّنات: مثل Technorati وAfrigator.
  • استخدام أدوات جلب الزيارات: تسمح لك بعض الأدوات برؤية من زار موقعك الإلكتروني، كما تسمح لهم بمعرفة إن كنت زرت موقعهم في المقابل.

التدوين المصغر

هو شكل من أشكال التدوين يعتمد على نشر تدوينات نصيّة قصيرة لا تتجاوز بالعادة 200 حرف. ويمكن أن تكون هذه التدوينات متاحةً للجميع، أو مقصورةً على فئة محددة من اختيار المدوّن. تُستخدم في التدوين المصغر العديد من الأدوات، مثل التراسل الفوري عبر الإنترنت، والرسائل النصيّة عبر الهاتف، وحتى تطبيق الفيسبوك. كذلك قد يشمل التدوين المصغر نشر تدوينات قصيرة تحتوي على عدد محدود من الصور، ومقاطع الفيديو، والمقاطع الصوتيّة. في وقت ما، كان يُعد تويتر أشهر مواقع التدوين المصغر، بينما كان يُعد تمبلر أشهر مواقع التدوين المصغر باستخدام الصور ومقاطع الفيديو. في تويتر، تُسمى التدوينة تغريدة، وتقتصر على 280 حرفًا، وعادةً ما تكون عبارةً عن فكرة قصيرة، أو رابط لمقال مثير للاهتمام. ورغم الخلل المتكرر الذي يصيب خدمات تويتر، إلا أنه ما زال يحظى بولاء مستخدميه.

لقد بات تويتر يحظى بشعبيّة كبيرة بسبب سرعته في تغطية الأحداث الكبيرة، وقد أصبحت الأخبار العاجلة أول ما تُنشر على تويتر. كذلك ساهم انضمام العديد من مشاهير السياسة والفن إلى الموقع في زيادة شعبيته، وقد أظهرت دراسة أُجريت بين شهري فبراير 2008 وفبراير 2009 أن عدد الزيارات الفريدة لموقع تويتر قد ازداد بمعدل 1,382% كل شهر.

المدونات مثل أداة تسويقية: الاستماع والاهتمام

تتميّز المدوّنات بقدرتها على الوصول إلى الزبائن وثقة الزبائن بها، بالإضافة إلى أرشيفها الذي نادرًا ما يُحذف، وبالتالي تظل المعلومات متاحةً حتى بعد وقت طويل من نشرها. بالنسبة إلى المسوّقين، توفر المدوّنات فرصةً للتفاعل مع الجمهور، واكتشاف نظرتهم إلى علاماتهم التجاريّة.

لقد ذكرنا أعلاه بعض التوجيهات لمدوّنات الشركات، ولكن المسوّقين ليسوا بحاجة إلى أن يصبحوا مدوّنين حتى يستفيدوا من هذه الأداة المهمة. فكما هو الحال مع وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى، تمنح المدوّنات للمسوّقين فرصة الاطلاع على مشاعر الجمهور تجاه علاماتهم التجاريّة، كما يستطيع المسوّقون متابعة المدوّنات للتعرف على آراء الجمهور حول المنافسين، والحصول على أفكار تسويقيّة جديدة. ورغم أن التدوين هو الطريقة الأمثل للتفاعل مع المدوّنين، إلا أن الشركات تستطيع أيضًا التفاعل مع المدوّنين من خلال التعليق على ما ينشرون، وهي بذلك تظهر قدرتها على الاستماع للمدوّنين، وتفاعلها معهم من خلال ذات الوسيلة التي يعبّرون عن آرائهم من خلالها، الأمر الذي قد يعود على الشركة بفوائد جمّة.

البودكاست

البودكاست هو عبارة عن برنامج راديو (أو فيديو) رقمي يمكن تحميله من الإنترنت. بدأ البودكاست في الظهور عام 2004 تقريبًا، ولكنه سرعان ما انتشر إلى درجة أن محرري قاموس New Oxford American Dictionary قد قرروا في عام 2005 اختيار كلمة "بودكاست" لتكون كلمة العام. لقد بدأ البودكاست على شكل مدوّنات صوتيّة، ثم اكتشف البعض طريقةً لتوزيع هذه التدوينات الصوتيّة باستخدام خلاصات RSS نفسها المستخدمة في توزيع منشورات المدوّنات، ثم أصبح بعد ذلك من الممكن الاشتراك في البودكاست كما تشترك في المدوّنة. وبفضل البودكاست، أصبح باستطاعتك الاستماع إلى مجموعة واسعة من البرامج في أي وقت وأي مكان. إن الأمر هنا أشبه بالاستماع إلى الراديو دون أن تكون هناك محطة تحدد لك ما تستمع إليه. وكما أن المدوّنات قد أتاحت فرصةً للراغبين بالكتابة دون أن يضطروا للتعامل مع الصحف أو المجلات، أتاحت البودكاست الفرصة لأي شخص يريد أن يصبح مذيعًا.

تحمّل برامج البودكاست آخر إصدارات المدوّنات التي اشتركت بها بمجرد تسجيلك للدخول. يستخدم معظم الناس برنامج iTunes، لكنك تستطيع أيضًا الاستماع إلى البودكاست في حاسوبك، أو نقله إلى جهاز الآيبود iPod أو أي مشغل أم بي ثري آخر MP3.

لا يتطلب الاستماع إلى البودكاست امتلاك جهاز آيبود بالضرورة، فتشابه الأسماء يرجع إلى أن اختراع الآيبود تزامن مع انتشار البودكاست وأن كلمة Pod – Play On Demand جاءت ملائمةً لطبيعة هذا الجهاز. أخيرًا، تجدر الإشارة إلى أن البودكاست مجانيّة بالعادة.

صناعة البودكاست

تُسجل البودكاست عادةً باستخدام أدوات منزليّة بغرض التسليّة، لكن ثمة بعض البرمجيّات المتخصصة في إنتاج وتحرير البودكاست، مثل Apple’s Garage Band وQuickTime Pro. وعلى غرار المدونين، يحاول العديد من رواد البودكاست البحث عن وسائل لتحقيق الربح من خلالها.

اقتباس

ملاحظة ألق نظرةً على موقع بول كوليجان، فهو يساعد المستخدمين على جني المال من خلال البودكاست.

يستخدم العديد من الناس البودكاست لإنتاج الموسيقى، وذلك في إطار التحايل على المشاكل التقليديّة المتعلقة بحقوق تحميل الموسيقى من الإنترنت، وثمة اليوم كم كبير من الموسيقى المتاحة في البودكاست والمصنفة على أنها podsafe، أي أنها متاحة للتحميل دون أي مشاكل قانونيّة، وذلك يرجع إلى أحد سببين، إمّا أن هذه الموسيقى قد أُنتجت خصيصًا للبودكاست، أو أن الفنان الذي أنتجها قد قرر توفيرها مجانًا عبر البودكاست لمن يرغب بالاستماع إليها.

لقد أتاح البودكاست أمام محطات الراديو طريقةً جديدةً كليًا لتقديم المحتوى الخاص بها، فقد بدأت هذه المحطات بتوفير برامجها عبر البودكاست، وذلك حتى يتمكن المعجبون من الاستماع إليها متى أرادوا، وقد كانت هيئة الإذاعة البريطانيّة بي بي سي سبّاقةً في هذا المجال، ويمكنك الاستماع إلى البودكاست الخاص بالإذاعة عبر bbc.co.

اقتباس

ملاحظة في عام 2005، أصبح برنامج Naked Scientists أول برنامج لهيئة الإذاعة البريطانيّة يدخل إلى عالم البودكاست، وسرعان ما أصبح البرنامج أكثر بودكاست علمي تحميلًا في العالم، كما أن جمهور البرنامج عبر البودكاست تجاوز عدد المستمعين إليه عبر الراديو.

لقد بدأ المدرسون والمؤسسات التعليميّة باستخدام البودكاست لمشاركة المحتوى التعليمي والدروس مع المتعلمين الذين لا يستطيعون حضور الدروس أو المحاضرات؛ أمّا الشركات فقد باتت تدرك الأهميّة الهائلة للبودكاست في استراتيجيات الاتصال والتواصل، وأصبح مصطلح "بودكاست" يُستخدم للإشارة إلى أي مقطع صوتي أو مرئي يُعرض على موقع الشركة.

البودكاست كأداة تسويقية

يتيح البودكاست فرصًا كبيرةً أمام المسوّقين، فهو يسمح لهم بتوصيل المحتوى إلى الأسواق المستهدفة دون الحاجة إلى الاستعانة بمحطة إذاعيّة أو تلفزيونيّة أو دفع تكاليف إعلانيّة كبيرة.

يمكن تلخيص فوائد البودكاست في الأمور التالية:

  • القدرة على الاستهداف: تستطيع باستخدام البودكاست أن تنتج محتوى متخصصًا للغاية وأن تروّجه بعد ذلك إلى سوقك المحدد بدقة.
  • قابليّة القياس: يتيح لك البودكاست معرفة عدد التحميلات وكذلك عدد المشتركين في قناتك.
  • التحكم والسيطرة: فأنت من ينتج المحتوى، ويتولى ترويجه.
  • التفاعل: دشن مدوّنةً إلى جانب البودكاست الخاص بك، وتابع التعليقات، ثم عدّل المحتوى بناءً عليها، وبذلك تكون قد أقمت حوارًا مع سوقك المستهدف.
  • لا حدود للتفاعل: فساحة البودكاست هي فضاء الإنترنت الواسع.
  • انخفاض التكاليف نسبيًا: لا ينطوي البودكاست على كثير من التكاليف.

مع ذلك، يجب أن تتوفر في محتوى البودكاست المواصفات التالية:

  • الجودة العالية: في عالم الإنترنت يستوي الاشتراك وإلغاء الاشتراك في السهولة، ولكن ما يحافظ على المشتركين هو الجودة العالية للمحتوى الذي تقدمه.
  • المحتوى الأصلي: رغم أن إنشاء بودكاست حول المنتج أو الخدمة قد يعود بالنفع على الشركة، إلا أنه لا توجد فائدة من إنشاء نسخة صوتيّة من المطويّة الخاصّة بذلك المنتج. لقد فَقَد المستهلكون ثقتهم بوسائل الإعلام التقليديّة، وبالتالي فإن تضمين الإعلانات في البودكاست لن يجدي نفعًا، لأن المستمعين سوف يتخطونها، ولكن النجاح الحقيقي يكمن في إنشاء محتوى أصلي وخاص بالبودكاست.

باختصار، تجنّب الإعلان عن المنتجات أو ترويج معلوماتها من خلال البودكاست، وحاول الخروج بأفكار مبتكرة لبرامج إبداعيّة تقدّم محتوىً ترفيهيًا أو تثقيفيًا للزبائن، وتحسّن علاقتهم بعلامتك التجاريّة.

ترجمة وبتصرف للفصل Social Media، من كتاب eMarketing: The Essential Guide to Online Marketing.

اقرأ أيضًا


تفاعل الأعضاء

أفضل التعليقات

لا توجد أية تعليقات بعد



انضم إلى النقاش

يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.

زائر
أضف تعليق

×   لقد أضفت محتوى بخط أو تنسيق مختلف.   Restore formatting

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   جرى استعادة المحتوى السابق..   امسح المحرر

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.


×
×
  • أضف...