لوحة المتصدرين
المحتوى الأكثر حصولًا على سمعة جيدة
المحتوى الأعلى تقييمًا في 12/16/21 في كل الموقع
-
1 نقطة
-
1 نقطة
-
قمت بعمل مشروع بفلاسك Flask كخدمة API ولكن أردت ان أضيف كلمة /api/ قبل كل المسارات، لذلك كنت أبحث عن طريقة تقوم بهذا الأمر بطريقة تلقائية مشابهة للكود التالي: PREFIX = "/api/v1" @app.route(PREFIX + "/") def index(): return "Home page" @app.route(PREFIX + "/about") def about(): return "abour us page" هل يمكن عمل هذا الأمر بطريقة تلقائية بدون التعديل على كل مسار على حدى؟1 نقطة
-
شكرا على اهتمام حضرتك والرد على سؤالى قمت بتعديل المسار كما كتبته حضرتك ولكن فشل التنزيل ايضا لا تبدأ الصوره بمسافه1 نقطة
-
كيف بإمكاننا حذف الكلمات المكررة من النص مثلاً: Hiiiiiiiiiiiii --> Hi1 نقطة
-
أريد استخدام word_tokenize مع إطار بيانات df، وذلك للحصول على جميع الكلمات المستخدمة في صف معين من إطار البيانات ومعرفة طول كل نص. مثال: # شكل البيانات {'sentences': ['This is a very good site. I will recommend it to others.', 'Can you please give me a call at 9983938428. have issues with the listings.', 'good work! keep it up']} # والخرج المتوقع على سبيل المثال للصف الثاني 'Can','you','please','give','me','a','call','at','9983938428','.','have','issues','with','the','listings'1 نقطة
-
أريد طريقة فعالة (ذات تعقيد زمني مقبول) لاستخراج الأسماء Nouns من ملف نصي؟ لقد كتبت الكود التالي لكنه كما تلاحظون يستخدم الحلقات المتداخلة: import nltk text = open(path).read() all_nouns = [] for sentence in nltk.sent_tokenize(text): for w,post in nltk.pos_tag(nltk.word_tokenize(str(sentence))): if (post == 'NNPS' || pos == 'NNS' || post == 'NNP' || post == 'NN'): all_nouns.append(w)1 نقطة
-
لدي مشروع فلاسك Flask وأريد أن أقوم بتنفيذ دالة معينة في وقت محدد عندما يقوم المستخدم بالدخول إلى مسار ما، على سبيل المثال: import time from flask import Flask, request, render_template app = Flask(__name__) def date_time(): print("Working at: ", time.strftime("%A, %d. %B %Y %I:%M:%S %p")) @app.route('/', methods=['POST', 'GET']) def index(): # Execute date_time() after 1 hour return render_template("home.html") if __name__ == '__main__': app.run(debug=True) أريد تنفيذ الدالة date_time كل ساعة من لحظة دخول المستخدم إلى المسار / ، حاولت أن أستخدم corn ولكن لم أستطع أن أقوم بذلك من خلال كود Python. هل توجد طريقة للقيام بهذا الأمر في فلاسك Flask؟1 نقطة
-
كنت أقرأ في التوثيق الرسمي للارافيل ووجدت قسم اسمه starter kits ما المقصود بها؟ هل يضم هذا القسم المكتبات او الأطر والتقنيات المستخدمة مع لارافيل؟1 نقطة
-
كلًا من NPM و PNPM يقوم بإدارة وتحميل الحزم الخاصة بـ Node.js ولكن بطرق مختلفة، فبداية من الإصدار 3 في NPM أصبح يتم تحميل الحزم وتخزينها في مجلد node_modules على شكل flattened dependency tree أي أن كل حزمة يكون لها مجلد خاص بها منفصل عن باقي الحزم بالكامل، وبالتالي يمكن لأكثر من مكتبة أن تستعمل نفس الحزمة بدون الحاجة لتحميل الحزمة مرتين (مرة لكل مكتبة) في المشروع الواحد، وبالتالي هذا الأمر يوفر في المساحة المستخدمه لتخزين الحزم والمكتبات في المشروع، ولكن بالنسبة لمشروع آخر فيجب أن يتم تحميل الحزم مرة أخرى وتخزينها في مجلد node_modules جديد خاص بالمشروع الثاني، وهذا الأمر يسبب في بطء عملية تحميل وتثبيت الحزم وخصوصًا إن كنت تعمل على مشاريع متعددة. على الجانب الآخر يستعمل PNPM طريقة مختلفة لتثبيت الحزم، حيث يتم تثبيت الحزم والمكتبات في مكان عام (على القرص C على سبيل المثال) ثم يتم عمل إختصار (hard linking and symbolic linking) لمجلد الحزمة في مجلد node_modules الخاص بالمشروع، وبالتالي لا يتم تحميل وتثبيت الحزمة إلا مرة واحدة ثم يتم إستعمالها في كل المشاريع المختلفة بدون مشكلة. هنا مثال لكيف سيبدو مجلد node_modules في حالة تم إستعمال PNPM، حيث ستجد أن المجلد الخاص بكل حزمة يشير إلى مجلد بنفس الاسم ولكن في مكان مختلف (داخل مجلد التثبيت العام والذي يشار إليه في الشكل التالي بـ <store>): node_modules └── .pnpm ├── bar@1.0.0 │ └── node_modules │ └── bar -> <store>/bar │ ├── index.js │ └── package.json └── foo@1.0.0 └── node_modules └── foo -> <store>/foo ├── index.js └── package.json يمكنك تثبيت PNPM من خلال الأمر التالي: npm install -g pnpm ويمكنك أن تستخدمه لتثبيت الحزم أو حذفها أو تحديثها من خلال الأوامر: pnpm add <pkg> pnpm remove <pkg> pnpm up <pkg>1 نقطة
-
توفر أكاديمية حسوب ضمان لإسترداد كامل سعر الدورة في حالة أنك أنهيت الدورة ولم تجد أي عمل لمدة ستة أشهر (من وقت إتمام الدورة)، وأنا أقتبس هنا من صفحة الأسئلة الشائعة الخاصة بالأكاديمية: ويمكنك أن تبحث عن عمل من خلال مواقع العمل الحر كذلك مثل مستقل وخمسات، وستحصل على إرشادات من مختصين في كيفية تجهيز سيرة ذاتية CV وصفحتك الشخصية على مواقع العمل الحر. كما ستحصل على شهادة مقدمة من الأكاديمية تفيد بأنك أتمت الدورة بالكامل وأنهيت كل مشاريعها، بالإضافة إلى وصول مدى الحياة لمحتوى الدورة حتى بعد تحديثها.1 نقطة
-
لكن انا علمت هذه المعلومه منذ يومين والان انا اتعلم في دورة علوم الحاسوب والان وصلت اساسيات البرمجه في لغة جافا سكريبت هل اترك الدوره واتعلم الخوارزميات اولا ؟1 نقطة
-
هناك العديد من الطرق للقيام بعملية tokenizing للنص في nltk على سبيل المثال: from nltk.tokenize import word_tokenize text = '''I'll be there within 5 min.''' word_tokenize(text) # ['I', "'ll", 'be', 'there', 'within', '5', 'min', '.'] لكن ماذا عن العملية العكسية أي Untokenize، كيف نقوم بذلك؟1 نقطة
-
@Safa Marouf، Naive Bayes هو مُصنّف احتمالي خطي. الفئة أو الصنف التي تتعلم الخوارزمية التنبؤ بها هي نتيجة إنشاء التوزيع الاحتمالي لجميع الأصناف التي يتم عرضها عليه، ثم تحديد الصنف الذي سيتم تعيينه لكل عينة من البيانات. وتنظر المصنفات الاحتمالية إلى توزيع الاحتمال الشرطي، أي احتمال تعيين صنف معين بمجموعة معينة من الميزات features. هذه الخوارزمية غير مفضلة للاستخدام مع الصور الاحتمالية والاحتمال الشرطي يدرك ذلك جيداً. لكن عموماً يمكنك استخدامها لكن ستعطي نتائج ضعيفة، كما سنرى.. الآن نعود لسؤالك "هل يمكنني استخدام نفس الخطوات مع الصور" نعم تقريباً ماعدا مرحلة تحضير البيانات، فهي تختلف من طبيعة بيانات إلى أخرى، و سأعطيكي الآن مثال لتطبيق هذه الخوارزمية مع مجموعة بيانات الأرقام المكتوبة بخط اليد handwritten dataset، حيث تحتوي هذه البيانات على 1797 صورة رمادية، كل صورة هي رقم من 0 إلى 9 مكتوبة بخط اليد وكل منها بأبعاد 8*8. بدايةً سأقوم باستخدام خوارزمية Logistic Regression وأعرض لك النتائج، ثم سأستخدم خوارزمية بايز لأريكي الفرق الكبير بالدقة. أولاً سنقوم باستيراد المكتبات اللازمة و سنقوم بتحميل البيانات: # استيراد المكتبات التي سنحتاجها في هذ المثال from sklearn.datasets import load_digits import numpy as np import matplotlib.pyplot as plt from sklearn.model_selection import train_test_split from sklearn.linear_model import LogisticRegressio # تحميل الداتاسيت digits = load_digits() # تمثلها بكسلات الصورة features يوجد لدينا 1797 صورة أبعادها 8*8 أي لدينا 64 print("Image Data Shape" , digits.data.shape)# Print to show there are 1797 labels (integers from 0–9) # Image Data Shape (1797, 64) # وبما أنه لدينا 1797 صورة فمن الطبيعي وجود 1797 تصنيف، حيث أن كل صورة تمثل رقم صحيح من 0 ل 9 print("Label Data Shape", digits.target.shape) # Label Data Shape (1797,) ملاحظات: -يجب أن تكون البيانات (الصور) موضوعة في مصفوفة ثنائية الأبعاد، بحيث يمثل البعد الأول عدد العينات (الصور) والثاني يمثل البكسلات. -الصور في مثالنا رمادية بأبعاد w*h*chaneels = 1*8*8 بينما في حالة الصور الملونة تكون w*h*3 (مثلاً 3*8*8) وفي هذه الحالة يجب وضع الصور أيضاً في مصفوفة ثنائية بعدها الأول هو عدد العينات والثاني هو البكسلات وهنا يكون (لو افترضنا 3*8*8 سيكون عدد البكسلات هو 8*8*3=192 أي يجب أن نجعل أبعاد المصفوفة (1797,192)). سنقوم الآن بعرض بعض منها: plt.figure(figsize=(20,4)) for index, (image, label) in enumerate(zip(digits.data[0:5], digits.target[0:5])): plt.subplot(1, 5, index + 1) plt.imshow(np.reshape(image, (8,8)), cmap=plt.cm.gray) plt.title('Training: %i\n' % label, fontsize = 20) الآن نقوم بتقسيم هذه البيانات إلى بيانات للتدريب وأخرى للاختبار: x_train, x_test, y_train, y_test = train_test_split(digits.data, digits.target, test_size=0.25, random_state=0) نقوم بإنشاء كائن يمثل المصنف المطلوب: logisticRegr = LogisticRegression() نقوم بتدريب المصنف على بيانات التدريب من خلال الدالة fit: logisticRegr.fit(x_train, y_train) الآن بعد تدريب النموذج يمكننا استخدامه لتوقع أي صورة من بيانات الاختبار، هنا سنقوم بتمرير أول صورة من بيانات الاختبار والتي تمثل العدد 2، لنرى إذا كان سيتنبأ بشكل صحيح: logisticRegr.predict(x_test[0].reshape(1,-1)) # أي أنها تمثل العدد 2 # array([2]) الآن للحصول على دقة المصنف أو المودل الذي بنيناه: score = logisticRegr.score(x_test, y_test) print(score) # 0.9511111111111111 كما تلاحظين الدقة هي 95 بالمئة، وهي دقة جيدة جداً لهذه المسألة. الآن سنقوم بتجربة NB: from sklearn.naive_bayes import GaussianNB NB = GaussianNB() # تدريب المصنّف NB.fit(x_train, y_train) scoreNB = NB.score(x_test, y_test) print(scoreNB) # 0.8333333333333334 كما تلاحظين فإن الدقة ضعيفة بالنسبة لهذه المسألة 83%. الآن سأترك لك عدة ملاحظات: 1. مع الصور يفضل دوماً استخدام الشبكات العصبية وتحديداً CNN. على سبيل المثال لو استخدمنا ال CNN هنا لكنت حصلت على دقة تصل إلى 99%. 2. خورازمية Logistic Reg أعطت نتائج أفضل بكثير من NB رغم أن كلا الخوارزميتين خطيتين لكن Logistic Reg لاتعتمد على الاحتمالات و على وجود أحداث (ميزات هنا) سابقة. 3.خورازمية Logistic Reg ليست أيضاً خورازمية مثالية للصور، لكنها تكون جيدة في بعض الحالات ولكن ليس بشكل عام فهي خوارزمية خطية أي أنها محدودة القدرة على ملائمة الأنواع المعقدة من الميزات إضافةً إلى أن تعقيدها الزمن كبير جداً في حال الصور الأكبر حجماً (صور بأبعاد تبدأ من 150*150 مثلاً) والداتاسيت الأكبر حجماً (تحتوي عدد أكبر من الصور ربما 25000 ألف صورة أو أكثر)، ستكون بطيئة للغاية وفي بعض الحالات قد تحتاج لأيام للانتهاء التدريب وفي حالات أخرى قد تصل لأشهر!. باختصار صور = CNN وانسى أي شيئ آخر.1 نقطة
-
يتم شطب الدوال التي تم تحديثها وإهمالها في النسخ الحديثة من android. وهذه الدالة أصبحت مهملة وتم استبدالها بالدالة registerForActivityResult حيث كانت الطريقة السابقة كالتالي: public void openSomeActivityForResult() { Intent intent = new Intent(this, SomeActivity.class); startActivityForResult(intent, 123); } @Override protected void onActivityResult (int requestCode, int resultCode, Intent data) { if (resultCode == Activity.RESULT_OK && requestCode == 123) { doSomeOperations(); } } والتي يمكن استبدالها لتصبح بالشكل التالي: ActivityResultLauncher<Intent> someActivityResultLauncher = registerForActivityResult( new ActivityResultContracts.StartActivityForResult(), new ActivityResultCallback<ActivityResult>() { @Override public void onActivityResult(ActivityResult result) { if (result.getResultCode() == Activity.RESULT_OK) { Intent data = result.getData(); doSomeOperations(); } } }); public void openSomeActivityForResult() { Intent intent = new Intent(this, SomeActivity.class); someActivityResultLauncher.launch(intent); } للمزيد من التفاصيل والأمثلة يمكنك مراجعة التوثيق الرسمي والبحث عن الدالة registerForActivityResult1 نقطة
-
سبب هذا الخطأ هو أنك لم تقم بتنفيذ الإستعلام من الأساس لذلك يتم إرجاع كائن sqlalchemy.BaseQuery وليس قائمة بالمستخدمين، ولحل هذه المشكلة يمكنك أن تستعمل التابع all على النحو التالي: return jsonify(json_list = qryresult.all()) بهذا الشكل يمكنك أن تقوم بإرجاع قائمة المستخدمين. يمكنك أيضًا عمل تسلسل serialize كالتالي: return jsonify(json_list=[i.serialize for i in qryresult.all()])1 نقطة
-
يمكنك أيضًا أن تتحقق من المدخلات من خلال جملة Try .. Except، لأن المستخدم قد يدخل أحرف وليس أرقام، كالتالي: def user_input(message): while True: try: return int(input(message)) except ValueError: print('please enter an integer') age = user_input('your age: ') weight = user_input('your weight: ') tall = user_input('your tall: ') BMR = (10 * weight) + (6 * tall) - (5 * age) + 5 print(BMR) بهذه الطريقة إن قام المستخدم بإدخال قيمة غير عددية سوف يتم الطلب منه أن يقوم بإدخال رقم صحيح.1 نقطة
-
بالتأكيد قد تجد صعوبات في تنفيذ الأفكار أو حل المشاكل بشكل عام، وذلك لأنك تحاول أن تكتسب الخبرة مع الوقت ومع حل كل مشكلة، فعلى سبيل المثال: ربما لا تعرف كيفية توليد أرقام عشوائية في JavaScript ولكن لأنك رأيت هذا الأمر في الكود السابق أصبح لديك المعرفة أن الكائن Math يمكن أن يستعمل في توليد أرقام عشوائية، وعليك أن تحاول بتطبيق أفكار بسيطة تستخدم فيها الكائن Math لكي يصبح لديك أيضًا "خبرة" في هذا الكائن بشكل عام وليس مجرد معلومة بأنه يستخدم في توليد أرقام عشوائية. شخصيًا كنت أواجهة مشكلة في إستخدام لغة JavaScript في تعديل كائنات DOM (عناصر الصفحة)، وكلما أردت أن أقوم بتنفيذ فكرة ما لا أعرف من أين أبدأ ولكن مع الوقت ومع تنفيذ أفكار بسيطة واحدًا تلو الآخر أصبجت أكتسب خبرة -ولو بسيطة- من كل مشروع JavaScript أقوم به. وفي الكثير من الأحيان عندما أفشل في معرفة كيفية تنفيذ فكرة معينة أقوم بالبحث عن حلول من خلال سؤال آخرين أو البحث عن مكتبات تساعدني .. إلخ، ومع مرور الوقت أصبحت أستطيع تنفيذ أفكار أكثر تقدمًا وحل مشاكل أكثر صعوبة. لدي بعض النصائح التي قد يساعدك تطبيقها كثيرًا: حاول أن تتعمق في الأكواد التي تعرفها، فعلى سبيل المثال حاول أن تتعمق في كيفية إستخدام الكائن Math لأنك أستخدمته في مشروعك وكذلك الأمر بالنسبة querySelectorAll و التابع forEach و setAttribute وحاول البحث عن توابع أخرى مشابهة وستجد توابع مثل hasAttribute و getAttribute و removeAttribute .. إلخ، أي إن أستخدمت تابع أو كائن جديد فحاول الإطلاع على كل تفاصيله وكذلك الكائنات أو التوابع الأخرى له، وسوف يساعدك إستخدام موسوعة حسوب كثيرًا في هذا الأمر. أقرأ كثيرًا، تحتوي الأكاديمية على مئات المقالات في البرمجة بشكل عام وفي تقنيات الويب مثل JavaScript بشكل خاص، فستجد أكثر من 330 (وقت كتابة هذه الإجابة) خاصة بلغة JavaScript فقط وسوف تستفيد كثيرًا من قراءة المقالات. حاول تنفيذ مشاريع كثيرة، وأنت بالفعل تقوم بهذه الخطوة، لذلك أحسنت العمل أنت في الطريق الصحيح. بعدما تشعر أنك أصبحت متمكنًا من اللغة وتستطيع تطبيق أغلب الأفكار التي لديك بسهولة، حاول أن تقرأ الكود المصدري للمكتبات التي تستعملها مثل lightbox على سبيل المثال، لترى كيف يتم كتابة أكواد إحترافية وكيف يتم تنظيمهما.1 نقطة
-
لا يمكن حساب تكلفة التطبيق بشكل صريح لأن التطبيقات تختلف في المواصفات والمميزات ولا توجد طريقة واضحة أو متبعة بشكل عام لحساب تكلفة أي مشروع، فالتكلفة تتبع نظام العرض والطلب ويمكن المساومة بين المبرمج والعميل على سعر المشروع والوقت المستغرق لإنشائه أيضًا وحتى التقنيات المستخدمه فيه، وأفضل طريقة لحساب متوسط تكلفة مشروع ميعن هي من خلال فحص سوق العمل والبحث عن مشاريع مشابهة تمت بالفعل، لمعرفة متوسط تكلفة المشروع، أما إن لم تتمكن من إيجاد مشروع مشابه فيمكنك أن تقوم بتحليل المشروع ومعرفة عدد الصفحات التقريبي فيه والأقسام في أغلب الصفحات وبالتالي سيمكنك أن تقوم بحساب تكلفة المشروع التقريبية وستستطيع تحديد الوقت الذي ستستغرقه في إنشاء هذا المشروع. يعتمد الأمر في البداية على العرض الذي تقدمه، ففي الغالب لا يكون العميل على دراية بالأمور التقنية مثل لغة البرمجة المستعملة في المشروع أو إطار العمل أو حتى قد لا يعرف الفرق بين واجهة المستخدم Frontend والواجهة الخلفية Backend، وبالتالي قد يكون طلب العميل هو إنشاء موقع كامل (Frontend & Backend)، ولكن طلبه لا يوضح هذا الأمر بشكل واضح، وذلك بسبب نقص الخبرة لدى العميل، وبالتالي يكون على المبرمج هنا أن يوضح هذا الأمر من بداية المشروع ويوضح للعميل ما سيحصل عليه بشكل كامل. أيضًا قد يكون لدى العميل تصور معين للمشروع النهائي، ولكن يمكن ان يحتوي تصوره هذا على مشاكل في بنية المشروع أو تجربة المستخدم أو حتى في تكلفة المشروع ككل، ويمكن للمبرمج في هذه الحالة أن يوضح للعميل أي الطرق أفضل بشكل بيسط لأداء مهمة معينة ولمذا يجب إستخدام تقنية معينة بدلًا من أخرى، فعلى سبيل المثال قد يرغب عميل ما إنشاء مدونة بلغة PHP ويمكن للمبرمج أن يقترح عليه أن يستخدم إطار عمل Laravel لإنشاء المشروع بشكل أسرع وأكثر آمانًا .. إلخ. وسيكون قرار العميل هو الفاصل في مثل هذه القرارات، فهذا مشروعه هو في النهاية. ولكي يكون العرض الذي تقدمه مناسبًا للعميل، فيجب فهم ما يريده العميل أولًا، ومحاولة عرض المميزات التي يقدمه المنتج الخاص بك مقارنة بما يريده العميل، فعلى سبيل المثال: إن كان العميل يريد إنشاء مدونة بإطار العمل Laravel، فيمكنك ان تقترح عليه المنتج الخاص بك الذي يوفر إنشاء التدوينات وتصنيفها في أقسام مع صفحة للبحث في المدونة وتحسين السيو الخاص بالموقع كذلك، بهذا الشكل يكون المنتج الخاص بك يغطي حاجة العميل، وكذلك يوفر له مميزات إضافية. قد تبدو المميزات السابقة بديهية وموجودة في أي مدونة، ولكن كما ذكرت سابقًا، فغالبًا لا يكون لدى العميل الفكرة الكاملة عن الأمور التقنية والمميزات التي يحتاجها بشكل كامل، لذلك يجب إستغلال هذا الأمر لعرض كل ما يقدمه منتجك. أما إن كان العكس، مثل أن يكون منتجك لا يحتوي على ميزة معينة يرغب به العميل، فيمكنك أن تعرض عليه إضافة هذه الميزة إلى منتجك وبيعه إياه -وسيكون هذا أفضل حل-، أو إستبدالها بميزة أخرى تغطي حاجته للميزة الأولى، مثل أن يرغب العميل بميزة إضافة وسوم إلى التدوينات، فتقترح عليه إستخدام الأصناف بدلًا منها مع توضيح سبب لذلك مثل أن الأصناف تكون أكثر تنظيمًا ويسهل على المستخدمين البحث فيها على سبيل المثال.1 نقطة
-
منذ أكثر من مئة عام عندما وضعت جامعة هارفارد أول منهج أكاديمي يدرس إدارة الأعمال وحتى اليوم كانت العلوم الإدارية كلها تركّز على إدارة المشاريع القائمة وتطويرها و حلِّ مشاكلها، وبهذا وجدنا مثلًا الإدارة المالية تبحث في سبل تأمين الموارد المالية اللازمة لتكبير المشروع، وإدارة الموارد البشرية تبحث في طرق تعيين الموظفين الأكثر كفاءة، وحتى الإدارة الاستراتيجية كانت تبحث في مستقبل المشروع الحالي. اليوم مع تطور شكل منظمات الأعمال والمشاريع بدأت تظهر هناك ما تعرف بالشركات الناشئة Startups والتي تشترك في أنها تقدّم منتجات أو خدمات أو تدخل في أسواق جديدة كليًا. بالتالي ظهرت فجوة كبيرة وهي أنَّ علم إدارة الأعمال لم يكن جاهزًا لتقديم أدوات تساعد على تأسيس هذه الشركات على الرّغم من أنّه يملك خبرة تزيد عن القرن في تطوير وإنماء الشركات القائمة بحد ذاتها. ومن هذا المنطلق كانت أداة مخطط نموذج العمل التجاري Business Model Canvas واحدة من الأدوات الثوريّة التي لبّت حاجة رواد الأعمال في التخطيط لمشاريعهم وشركاتهم الناشئة على الورق قبل إطلاقها. لماذا نحتاج مخطط نموذج العمل التجاري؟يعود الفضل لابتكار مخطط نموذج العمل التجاري إلى المؤلفين أليكس اوسترفالدر Alexander Osterwalder وإيف بينورYves Pigneur اللذين قدّماه في كتابهما Business Model generation والذي أطلق عام 2010. وتمت ترجمته للعربية العام الماضي (ابتكار نموذج العمل التجاري). وباختصار شديد يمكن أن نعرّف هذا المخطط على أنّه طريقة بصرية تخطيطية يمكن استخدامها أثناء مرحلة التخطيط للمشروع من أجل تدارُك الوقوع بالأخطاء قدر الإمكان. وهنا يبرز الفارق ما بين التخطيط للمشاريع التقليدية ولنقل محل لبيع العصائر والكوكتيل وبين المشاريع الناشئة الابتكارية مثل تطبيقات الهواتف الذكية. حيث أنّ المشاريع التقليدية لا تحتاج لبذل الكثير من الجهد في التخطيط فكل ما تحتاجه هو دراسة سريعة للجدوى الاقتصادية، بينما المشاريع الابتكارية فهي تحتاج لمزيد من التخطيط قبل الوصول لمرحلة دراسة الجدوى. سابقًا عندما كنت تود إطلاق مشروع ما تقوم بإعداد دراسة الجدوى، ومن ثم كتابة خطة العمل لتقديمها للمستثمرين (بنك أو رجل أعمال) من أجل الحصول على التمويل اللازم. أما اليوم مع الشركات الناشئة والمشاريع الابتكارية فإنك بحاجة لإعداد مخطط نموذج العمل التجاري قبل كتابة خطة العمل ودراسة الجدوى. لأنّ دراسة الجدوى تجيبك عن سؤال هام وهو: لو نفّذنا المشروع بهذه المعطيات، هل سيربح أم يخسر؟ بينما خطة العمل تجيبك عن سؤال هام هو: كيف سننفّذ العمل ونديره؟ لكن مخطط نموذج العمل يبدأ من مرحلة أبكر وهي الإجابة عن سؤال: ما الذي يجب أن نقدّمه؟ ولمن؟. فبدون مخطط نموذج العمل التجاري الصحيح لن نتمكن من الوصول إلى خطة عمل صحيحة وبالتالي فإنّ دراسة الجدوى الاقتصادية لن تكون صحيحة أيضًا. الدور الهام الذي يلعبه مخطط نموذج العمل التجاري هو أنّ الشركات الناشئة ليست مجرد نسخة بدائية من الشركات القائمة، بل هناك اختلاف جوهريّ في وظيفة كلٍّ منهما، حيث أنّ الشركة الناشئة دورها البحث عن نموذج عمل ناجح، بينما المشروع القائم دوره تنفيذ نموذج العمل أو النموذج الربحي Business Model. وهنا يأتي دور مخطط نموذج العمل حيث يسهّل على الشركات الناشئة عملية البحث عن النموذج الربحي المناسب لهم. الصورة مأخوذة من الترجمة العربية من الكتاب الذي يُمكن الحصول عليه من هنا ينقسم مخطط نموذج العمل التجاري إلى تسعة مكونات رئيسة وهي: 1- القيمة المقترحة أو العرض المقدّم Value Proposition 2- شرائح العملاء أو الزبائن Customer Segments 3- قنوات التوزيع Channels 4- العلاقة مع العملاء Customer Relationship 5- مصادر الإيرادات Revenue Stream 6- الموارد الأساسية Key Resources 7- الأنشطة الأساسية Key Activities 8- هيكل التكاليف structure Costs 9- الشركاء الأساسيون Key Partners 1- القيمة المقترحة أو العرض المقدّم Value Propositionقبل أن نشرّع في الحديث عن القيمة المقترحة، لنعرّف أولًا ما هي القيمة؟ وبم تختلف عن السعر و الثمن؟ ببساطة شديدة القيمة هي ما تحصل عليه من المنتج أو الخدمة، والسعر هو المبلغ المالي المطلوب دفعه لقاء الحصول على المنتج أو الخدمة، أما الثمن فهو يشمل إضافة للسعر الوقت والجهد المبذولان في المفاضلة ما بين المنتجات أو الخدمات المشابهة والبحث عنها واتخاذ القرار النهائي في شراء منتج أو خدمة معينة. إذًا السعر هو ما تدفعه والقيمة هي ما تحصل عليه. يقسّم خبراء التسويق عادة أي منتج إلى ثلاث طبقات، الخارجية وهي كافة العناصر المعنوية الإضافية التي تحصل عليها من المنتج كالشعور بالفخامة مع علامة تجارية معينة أو الثقة من شراء علامة تجارية أخرى أو حتى الصيانة المجانية أو التركيب المجاني. والطبقة الثانية الوسطى وهي التي عادة ما تعرف بها المنتجات وهي كافة العناصر الملموسة التي تشكّل كيان المنتج، أي الشكل واللون والوزن والرائحة والمواد الداخلة بصنعه .. إلخ. والطبقة الجوهرية الثالثة هي في الحقيقة أهم شيء في المنتج، هي السبب الذي يدفع الزبون لشراء المنتج وهي القيمة الحقيقية التي يقدّمها هذا المنتج. ليكن لدينا هاتف الآيفون كمثال، فالطبقة الخارجية هي إحساس التميّز من شراء أحد منتجات شركة آبل والطبقة الوسطى هي الخصائص الفنية للمنتج بحدّ ذاته كالتصميم والشاشة والكاميرا والطبقة الجوهرية هي خدمة الاتصال المحمول وتصفح الإنترنت واستخدام التطبيقات. لاحظ أن الزبون لا يشتري الآيفون لمجرد التميّز وإحساس الفخامة ولا من أجل شراء شاشة وكاميرا ودارات إلكترونية، إنّما من أجل الاتصال وهذه هي القيمة الجوهرية التي يقدّمها الآيفون ويتم تدعيمها بكافة الطبقات والخصائص الأخرى لتميّزه عن غيره حيث أن هناك طيفًا واسعًا من المنتجات التي تقدّم الخدمة الجوهرية نفسها. هناك عدة مداخل يمكن استخدامها في العرض المقدّم أو القيمة التي تودّ الشركة توصيلها لزبائنها: 1- القيمة المبتكرة أو الجديدة وهي المنتجات التي تكون جديدة كليًا على السوق مثل الآيباد حيث لم يكن هناك من قبله تعرف الحواسيب اللوحية على الرغم من أنه كانت هناك حاجة لها لكنها لم تكن واضحة تمامًا ولم يقم أحد بصنع منتج يلبيها. فالقيمة التي يدفع الناس مقابلها هي أنه منتج لا يوجد له بديل يمكن أن يحلّ محلّه. 2- القيمة بالأداء العاليوهنا عندما يكون منتجك مشابه لمنتجات كثيرة في السوق ويلبّي نفس القيمة التي يبحث عنها الزبون، يمكنك التميّز بتقديم قيمة أعلى من خلال الأداء الأعلى. ومن الأمثلة على هذا شركات صناعة الحواسب المحمولة فهي تواصل طرح المزيد من المنتجات التي تتميز عن بعضها فقط في أن أداءها أفضل وأعلى من السابق بالتالي يمكنها إنجاز الأعمال بسرعة وكفاءة أعلى. 3- القيمة بالتخصيص في العادة تقدم الشركات منتجاتها بشكل نمطي لكلّ الأسواق، وهنا يمكن التميّز وتقديم قيمة جديدة من خلال إتاحة تخصيص المنتج بحسب رغبات كل زبون بشكل منفصل. كما فعلت شركة موتورولا عندما أتاحت لكلّ زبون تصميم الهاتف الخاص به وحتى اختيار مواد صناعة الغطاء الخلفي لجهاز موتو إكس وهو ما لا توفّره باقي شركات الهواتف الذكية. 4- القيمة بالخدمة الشاملةبعض المنتجات المعقّدة والتي تحتاج لكثير من التخطيط قبل شرائها نظرًا للمخاطرة العالية فيها كالسعر المرتفع، يمكن تقديم قيمة أعلى من خلال الخدمة الشاملة. فمثلًا يمكن لشركة تصنع معدات طبية مثل أجهزة الليزر أن تقدّم خدمة النقل والتركيب والتدريب المجاني وحتى توفير الصيانة وقطع الغيار ما يخلق لها قيمة جديدة لا توفّرها الشركات المنافسة التي تكتفي ببيعك المنتج فقط. 5- القيمة بالتصميم في المنتجات المتشابهة التي تصنعها العديد من الشركات نجد أنّ بعضها يتميّز بتصميمه الجذّاب أو الذي يسهل استخدامه أو يمكن التعلّم على استعماله بسهولة حتى لكبار السنّ أو الأطفال وهنا مدخل جديد لوضع قيمة في المنتج هي بتحسين تصميمه، ومن أبرز الأمثلة على هذا المدخل بعض الهواتف الذكية التي تحمل مواصفات فنية متشابهة بالتالي تتميّز شركات عن غيرها بتصميم هواتفها. 6- القيمة بالسعر وهنا عندما يكون لديك منتج نمطي يشبه الكثير من المنافسين ولا تتمكن من تقديمه بتصميم جميل أو مفيد وسهل، يبقى أمامك المنافسة بالسعر بالتالي تتميّز عن باقي المنافسين. وهو ما فعلته العديد من شركات صناعة الهواتف الذكية الصينية حيث أنها تمكّنت من تقديم منتجاتها بأسعار رخيصة للغاية ما يجعلها تستهدف شريحة الزبائن التي تكون حساسة للسعر. 7- القيمة بالأمان وهي قيمة تعاكس السعر حيث يبحث هنا الزبون عن الأمان الأعلى ولو على حساب السعر، ونلاحظ هذه القيمة في المنتجات التي ترتبط بحياة الزبون كالسيارات مثلًا تميّزت فولفو السويدية بهذا المجال حيث أن سياراتها ليست الأفضل أداء ولا الأجمل تصميمًا ولا الأرخص سعرًا لكنها الأعلى أمانًا. 8- القيمة بسهولة الحصول على المنتج في المنتجات الاستهلاكية أو متكررة الشراء يكون معيار سهولة الحصول على المنتج حاسمًا بصنع القيمة بخاصة عندما يكون منتج نمطي كالمشروبات الغازية مثلًا عندما يتوفر منتجك في قنوات توزيع أكبر تغطي كلّ شارع في المدينة حيث سيجعل الزبون يفضّل هذا المنتج عن غيره الذي يحتاج لبحث عنه. إذًا القيمة المقترحة أو العرض المقدّم في منتجك هو كلّ العناصر التي تميّز شركة عن منافسيها ويدفع الزبون من أجلها ماله. وهذه كانت بعض الأمثلة عن طرق صنع القيمة في المنتج ويمكن الاعتماد على أكثر من مدخل معًا ما يجعل تقليد المنتج أصعب. 2- شرائح العملاء Customers Segmentsوهي الأفراد أو الشركات أو الجهات التي تسعى الشركة لخدمتهم من خلال العرض المقدّم. ويمكن أن يقسّم العملاء لعدّة شرائح أو مجموعات تشترك فيما بينها بصفات أو معايير معيّنة ويكون لكلّ شريحة قيمة أو عرض مقدّم مختلف عن الشريحة الأخرى. يمكن الاعتماد على عدّة معايير لتقسيم الشرائح، مثلًا بحسب احتياجاتهم فكلّ نوعية من الزبائن لديها احتياجات مختلفة تبحث عنها في منتجات الشركة لتلبيتها ويمكن الأخذ بالمعايير الديموغرافية هنا كالعمر والجنس ومعدل الدخل وغيرها، أو طرق الوصول للزبائن وذلك بتقسيم الأسواق إلى محلية وإقليمية وعالمية وغيرها. هناك أربعة أنواع لقطاعات شرائح العملاء تعدّ الأشهر ويمكن التعرّف على خصائصها: 1- كامل السوق وهنا توجّه أنشطة الشركة بكاملها إلى السوق باعتباره كتلة واحدة من الزبائن المتشابهين، كما في صناعة السيارات عندما يكون الزبائن المحتملون كافتهم يرغبون بالحصول على السيارات من أجل قيمة واحدة وهي النقل السريع المريح. 2- السوق المخصّصيتم تقسيم السوق إلى شريحة دقيقة لديها احتياجات خاصة من العرض المقدّم ويتم تحويل الأنشطة كافتها لتلبيتها. وبمثل صناعة السيارات هناك شركات تصنع سيارات فاخرة للغاية وأخرى تصنع سيارات رياضية فهذه الشركات تتجاهل معظم حجم السوق الذي يرغب بقيمة النقل السريع المريح وتقوم بتلبية الشريحة التي تبحث عن الفخامة أو السيارات السريعة. 3- التجزئة تقوم الشركة بتقسيم إضافي لشريحة زبائن بناءً على معايير جديدة. فيمكن لشركة أدوات صناعية أن تقسّم زبائنها من الشركات الصناعية بحسب مجالات صناعاتها. 4- التنويع وهنا تقوم الشركة بتلبية عدّة شرائح مختلفة من العملاء لها احتياجات أو قيم مختلفة, مثلًا فيس بوك يلبي احتياجات المستخدمين العاديين الباحثين عن التواصل الاجتماعي، بينما المعلنين يبحثون عن الوصول لزبائن أكثر، في حين أن المطوّرين يرغبون بمستخدمين أكثر لتطبيقاتهم. لاحظ كيف أن فيس بوك يلبي هذه الشرائح الثلاثة بالوقت نفسه. 3-قنوات التوزيع Channelsهي كافة الطرق والآليات التي تعتمد عليها الشركة في توصيل كلّ شريحة من شرائح العملاء المذكورة أعلاه مع القيمة التي يبحثون عنها. أي هي صلة الوصل ما بين المنتج أو الخدمة من جهة و شرائح العملاء من جهة أخرى. وكلّ قناة توزيع ناجحة يجب أن تؤدي خمس وظائف: 1- زيادة الوعيبخاصة عندما تكون الشركة أو المنتج جديدًا على السوق فيجب أن تعمل قناة التوزيع المستخدمة على زيادة وعي شرائح العملاء بالشركة أو المنتج وتعريفهم بتواجدها. 2- التقييم بعد أن أصبحت شريحة العملاء على وعي بوجود الشركة ومنتجاتها، يجب أن تساعد قناة التوزيع العملاء على تقييم ما تمت توعيتهم به، والتقييم هنا يصبّ على إيصال العرض المقدّم الحقيقي لشريحة العملاء المطلوبة. 3- الشراءبعد أن تعرّف العملاء على المنتج وقاموا بتقييم المنفعة المتحصّلة من ورائه، يجب أن تساعدهم قناة التوزيع على شراء المنتج بحيث تقوم بتذليل كافة مصاعب الشراء الممكنة. 4- التوصيل بعد الشراء يفترض بالقناة أن تساعد المستخدم على توصيل المنتج أو الخدمة واستهلاكها بالمكان الذي يريده وذلك بفعالية عالية فتكون سريعة وغير مكلفة. 5- خدمة ما بعد البيع بعد الانتهاء من توصيل واستهلاك المنتج أو الخدمة تأتي خدمات ما بعد البيع وذلك بعدة أشكال من أبسطها الدعم الفني وحلّ المشاكل أو الصيانة أو المساعدة بالتخلّص من المنتج حتى. هناك اليوم عدد كبير من قنوات التوزيع التي يمكن اعتمادها، ففي السابق كانت هناك القنوات الفيزيائية الحقيقية فقط من أجل الحصول على المنتج عليك التوجّه إلى مكان صنعه أو بيعه ويمكن للشركات فتح منافذ بيع خاصة بها أو توكيلها لشركاء تجزئة. أما اليوم فهناك منتجات وخدمات إلكترونية تعتمد على قنوات إلكترونية لتقديمها كالتطبيقات والمواقع. سنواصل شرح باقي المُكوّنات في المقال القادم1 نقطة
-
تعرفنا في المقال السابق على مفهوم العمل التجاري، ودرسنا بيئته وما تتضمنه من مؤثرات تتحكم فيه. أما في مقالنا هذا، فسنتعرف في قسمه الأول على الأنظمة الاقتصادية الرئيسة في العالم، ثم سنتعرف على مفهومَي الاقتصاد الكلي والجزئي والفرق بينهما. عالم الأعمال وعلم الاقتصاد ما هي السماتُ الرئيسة للأنظمة الاقتصادية في العالم، وكيف ترتبط القطاعات الثلاثة لاقتصاد الدول الكبرى، مثل الولايات المتحدة؟ يعتمد نجاحُ شركات الأعمالٍ اعتمادًا جُزئيًّا على الأنظمة الاقتصادية للدول، وعلى مكان نشاطها، وأين تبيع منتجاتها. ويُعرَّف النظام الاقتصادي لدولةٍ ما بأنه مجموع السياسات، والقوانين، والخيارات التي تتبناها حكومتها لإرساء الأنظمة التي تحدد السلعَ التي تُنتَج والخدماتِ الي تُقدَّم وكيفية توزيعها. أما علم الاقتصاد فهو دراسة كيفية استعمال مجتمعٍ ما المواردَ الشحيحة لديه لإنتاج السلع وتقديم الخدمات وتوزيعها؛ فموارد الأشخاص والشركات والدول محدودة. وانطلاقًا من ذلك، يدرس علم الاقتصاد الخياراتِ التي ينتقيها الناس، والشركات، والدول من بين الموارد المتوفرة. ويهتم كل اقتصادٍ بنوع السلع التي ينبغي أن تُنتَج، والخدمات التي تُقدَّم، وكمياتها، وبكيفية القيام بذلك، وبالجهة التي تتلقى تلك السلع والخدمات. ويقرَّر ذلك من قبل السوق أوالحكومة، أو من كلتيهما معًا. فمملًا، يقود الاقتصادَ في الولايات المتحدة طرفان، هما الحكومةُ ونظامُ السوق الحرة. وربما تعلمُ عن علم الاقتصاد أكثر مما تدرك؛ إذ يتناهى إلى مسامعك يوميًا عدد من الأخبار ذات الصلة بالاقتصاد مثل: اتحادٌ يساهم في زيادة الأجور لدى شركة جنرال موتورز، أو مجلسُ الاحتياطي الفدرالي يخفض مستويات الفائدة، أو وول ستريت يحطم رقمًا قياسيًا اليوم، أو الرئيس يقترح تخفيضًا على ضريبة الدخل، أو ارتفاعُ إنفاق المستهلكين تزامنًا مع نمو الاقتصاد، أو ارتفاعُ أسعار البيع بالتجزئة…إلخ. الأنظمة الاقتصادية العالمية تعمل الشركات والمؤسسات الأخرى وفقًا للأنظمة الاقتصادية في دولها. وتندرج الأنظمة الاقتصادية العالمية الرئيسة في يومنا هذا تحت فئتين واسعتين، هما: السوق الحرة أو الرأسمالية، والاقتصادات المخططة، التي تتضمن الشيوعية والاشتراكية. ومع ذلك فإن معظم الدول تطبق نظامَ سوقٍ مختلطًا يضم عناصر من أكثر من نظام اقتصادي واحد. ونقطة الاختلاف الرئيسة بين الأنظمة الاقتصادية هي ما إذا كان الأفراد أو الحكومة يقرون ما يلي: كيفية توزيع الموارد المحدودة والمُتاحة (عوامل الإنتاج)على الأفراد والمؤسسات لتلبية الاحتياجات المجتمعية. السلع التي تُنتَج والخدمات التي تُقدَّم وكمياتها. كيفية إنتاج تلك السلع وتقديم تلك الخدمات ومن يقوم بذلك. كيفية توزيع السلع والخدمات على المستهلكين. وعلى المديرين فهم النظام أو الأنظمة الاقتصادية التي تعمل شركاتهم في ظلها والتكيف معها. وقد تكتشف الشركات التي تمارس أعمالها التجارية على المستوى الدولي أن عليها إجراء تغييرات في طرق الإنتاج والبيع لتلائم النظام الاقتصادي لدول أخرى. ويلخص الجدول 1.1 أدناه العوامل الرئيسة للأنظمة الاقتصادية في العالم. الأنظمة الاقتصادية الرئيسة في العالم الرأسمالية الشيوعية الاشتراكية الاقتصاد المختلط ملكية الشركات أو المشاريع التجارية مملوكة ملكية خاصة مع حد أدنى من الملكية الحكومية أو التدخل الحكومي. تمتلك الحكومة كافة المشاريع أو معظمَها. تتركز الصناعات الرئيسة مثل السكك الحديدية ومؤسسات الخدمات العامة في يد الحكومة. وتكون الضرائب مرتفعة للغاية، كما تعيد الحكومة توزيع الأرباح والواردات في الشركات الخاصة ورواد الأعمال الناجحين. ملكية الأرض والشركات هي ملكية خاصة ولكن الحكومة تسيطر على بعض المشاريع. وحجم القطاع الخاص يكون في العادة كبيرًا. السيطرة على الأسواق حرية تجارية كاملة، ولا سيطرة حكومية، أو سيطرة حكومية محدودة. سيطرة حكومية مطلقة على الأسواق. بعض الأسواق مسيطَرٌ عليها، وبعضُها الآخر حر. تخطيط حكومي مركزي كبير. تُدار المشاريع الحكومية من قبل موظفي الدولة، ونادرًا ما تكون تلك المشاريع مدرّة للأرباح. بعض الأسواق، مثل تلك المتعلقة بالطاقة النووية والبريد مُسيطَر عليها من قبل الحكومة، أو خاضعة لتنظيمٍ خاص. حوافز العمال حوافز قوية تحث على العمل والابتكار لأن الأرباح تذهب للمالكين ليس هناك حوافز تشجع على العمل بجد أو على الإتيان بمنتجات ذات جودة. الحوافز في القطاع الخاص هي ذاتها في النظام الرأسمالي، والحوافز في القطاع العام هي ذاتها في الاقتصاد المخطط. الحوافز في القطاع الخاص هي ذاتها في النظام الرأسمالي، أما في القطاع العام، فالحوافز محدودة. إدارة المشاريع يُدار كل مشروع من قِبل المالكين أو مديرين ذوي كفاءة، مع مستوى تدخل حكومي منخفض. إدارة مركزية من قبل موظفي الحكومة. والمرونة محدودة أو معدومة فيما يخص عملية اتخاذ القرارات على مستوى المعمل. تخطيط وتنظيمٌ حكومي كبير. وموظفو الحكومة هم من يتولى إدارة المشاريع الحكومية. الإدارة في القطاع الخاص شبيهة بنظيرتها في النظام الرأسمالي. أما في القطاع العام، فالإدارة شبيهة بنظيرتها في النظام الاشتراكي. التوقعات للعام 2020 نموٌ ثابت ومستمر. لا نمو، أو ربما غياب النمو. نمو مستقر أو ربما نمو بسيط. نمو مستمر. أمثلة الولايات المتحدة كوبا، كوريا الشمالية فنلندا، الهند بريطانيا العظمى، فرنسا، السويد، كندا table { width: 100%; } thead { vertical-align: middle; text-align: center; } td, th { border: 1px solid #dddddd; text-align: right; padding: 8px; text-align: inherit; } tr:nth-child(even) { background-color: #dddddd; } الجدول 1.1 الرأسمالية اتجه عدد متزايد من الدول في السنوات الأخيرة نحو الأنظمة الاقتصادية التي يسودها اقتصاد السوق الحرة، مبتعدة عن الاقتصاد المُخطط. وقد كان التحول نحو الرأسمالية مؤلمًا ومُرهقًا في بعض الأحيان ولكنه كان تحولًا سريعًا، كما في حالة ألمانيا الشرقية. أما في دول أخرى، مثل روسيا، فقد تميز ذلك التحوّل بالبدايات المخفقة والتراجع المتكرر. وتقوم الرأسمالية، التي تُعرف أيضًا بنظام المشروع الخاص، على التنافس في السوق وبالملكية الخاصة لوسائل الإنتاج (الموارد). وفي ظل نظام اقتصادي تنافسي، يبيع عدد كبير من الشركات والأفراد السلع والخدمات بحرّيةٍ في السوق. وفي الرأسمالية الصِّرفة، تكون كل وسائل الإنتاج مملوكةً ملكية خاصة، ولا تحاول الحكومة تحديد الأسعار أو تنسيق وضبط النشاط الاقتصادي. ويكفل النظام الرأسمالي حقوقًا اقتصادية محددة، وهي الحق في الملكية الخاصة، حق تحقيق أرباح، الحق في الاختيار الحر، والحق في المنافسة. ويعد الحق في الملكية الخاصة مركزيًا بالنسبة للرأسمالية. ويعد الربحُ الحافزَ الرئيس في هذا النظام، وهو الذي بدوره يشجع على ريادة الأعمال، والربح مهمٌ كذلك لإنتاج السلع وتقديم الخدمات، ولبناء المصانع، وتسديد الضرائب وحصص المساهمين من الأرباح التي تحققها الشركة، وتوفير المزيد من فرص العمل. أما حرية الفرد في اختيار ما إذا كان راغبًا في أن يغدوَ رائدَ أعمال أو أن يعمل لصالح شخصٍ ما، فتعني أن لدى الناس الحق في اتخاذ قراراتٍ حول ما يريدون فعله بناءً على دوافعهم الخاصة، واهتماماتهم الشخصية والتدريبِ الذي تلقَّوه، إذ لا تقر الحكومة حصصًا متعلقة بالعمل لكل مجال تجاري، ولا تُخضِع الناسَ لاختباراتٍ لتحدد ماذا سيمارسون من أعمال. وتعد المنافسة مفيدة للشركات والمستهلكين على حدٍّ سواء في النظام الرأسمالي، إذ تشجع على تقديم منتجات أفضل وأكثر تنوعًا، وتحافظ على استقرار الأسعار، وترفعُ من كفاءة المنتجين، وتحاول الشركات إنتاج السلع وتقديم الخدمات بأقل تكلفة ممكنة وبيعها بالمقابل بأعلى سعر ممكن، ولكن عندما تكون الأرباحُ عاليةً، يدخلُ السوقَ مزيدٌ من الشركات لتحظى بحصّةٍ من تلك الأرباح. وتؤدي المنافسةُ بين الشركات إلى انخفاض الأسعار، وعلى الشركات عندها البحثُ عن سُبُلٍ جديدة للعمل بفعاليةٍ أكبر إذا ما أرادتِ الاستمرارِ في جَنْيِ الأرباح والبقاءَ في مجال عملها. الصورة 1.5: ماكدونالدز الصيني: منذ انضمامها إلى منظمة التجارة العالمية في العام 2001، باتتِ الصينُ منفتحةً على اعتناق مبادئ الاقتصاد الرأسمالي وتنمية اقتصادها. والصين اليوم هي أكبر منتجٍ في العالم للهواتف المحمولة، والحواسيب المحمولة، والأجهزة اللوحية، ويمثّل شعبُها الذي فاق تعدادُه مليار نسمة سوقًا هائلة الضخامة. ويعطي الانتشار السريع لامتيازات ماكدونالدز وكنتاكي أنصع مثال على نجاح الرأسمالية أمريكية الطابع في الصين، كما يرمز تقديمُها عرضًا لاستضافة الألعاب الأولمبية الشتوية، التي ستقام في العام 2022، إلى انفتاحها الاقتصادي. ويعطي مقهى ماكدونالدز الظاهر في الصورة أعلاه مثالًا على تغييرٍ في المنتجات الغربية لتلائم الذوق الصيني، وهو بدوره مثالٌ حي على هذا النوع من التغييرات. هل تعتقد أن النزعة الرأسمالية للصين يمكن أن تزدهر في ظل حكم الحزب الشيوعي الصيني الذي يعارض منح العمال حقوقهم، وحرية التعبير، والديمقراطية؟ (حقوق الصورة محفوظة ل ماركو كودجيرسكي (Marku Kudjerski)/ فليكر) الشيوعية تقف الشيوعية على النقيض تمامًا من الرأسمالية؛ إذ تمتلك الحكومة في النظام الاقتصادي الشيوعي كافة الموارد وتسيطر على كل الأسواق تقريبًا، فعملية اتخاذ القرارات الاقتصادية مركزية تمامًا، والحكومة هي التي تقرر ما الذي يُنتَج، وأين يُنتَج، وكميةَ ما سيُنتَج، ومن أين سيؤتَى بالمواد الأولية ومستلزمات الإنتاج؛ وهي التي تقرر من سيحصل على المنتجات، والتي تحدد الأسعار، وليست القوى المتنافسة في السوق. ومن شأن هذا الشكل من الأنظمة الاقتصادية المركزية أن يحرم مواطني البلد الذي يسوده من الاختيار، أو يمنحَهم هامش خياراتٍ ضيقًا جدًا. وفي بداية القرن العشرين، اعتقدتِ الدول التي اختارتِ الشيوعية نظامًا، ومن بينها الاتحاد السوفييتي السابق والصين، أن تبنّيها الشيوعية سيرفع من مستوى معيشة شعوبها. وعلى أرض الواقع، أدى التضييق الذي مورس على كافة جوانب حياة الناس هناك إلى انخفاض في مستوى الإنتاجية؛ ومن الأمثلة على ذلك التضييق تحديدُ المهن التي يمكن للناس ممارستها، وأين بوسعهم العمل، وما الذي يمكنهم شراؤه. ولم يكن لدى العمال من محفز يدفعهم إلى العمل بجدٍّ، ولا تقديمِ منتجاتٍ ذات جودة عالية، وذلك لعدم إثابة المجدّ منهم على تفوقه. كما أدتِ الأخطاءُ التي اعترتِ التخطيطَ وتوزيعَ الموارد إلى نقصٍ حتى في السلع الأساسية. وقد كانتِ العوامل المذكورة أعلاه من ضمن الأسباب التي أدت في نهاية المطاف إلى تفكك الاتحاد السوفييتي إلى عدة دول مستقلة. وكان من شأن الإصلاحات الأخيرة التي أُجريت في روسيا، والصين، ومعظم دول أوروبا الشرقية أن دفعت تلك الدول نحو أنظمة اقتصادية أكثر رأسمالية وأقرب إلى نظام السوق الحرة. وبالمقابل، لا تزال كوبا وكوريا الشمالية خير مثال على المتمسكتَين بالنظام الاقتصادي الشيوعي بأمراسٍ من حديد. والوقت كفيل ببيان ما إذا كانت كوبا ستتخذ خطواتٍ صغيرةً باتجاه اقتصاد السوق، في ظل إعادة الولايات المتحدة علاقاتها الدبلوماسية معها منذ بضع سنواتٍ مَضَت. الاشتراكية هي نظامٌ اقتصادي تخضع فيه الصناعات الأساسية لملكية الحكومة، أو لملكية القطاع الخاص ولكن تحت سيطرة حكومية مُحكَمة؛ إذ تسيطر الحكومة الاشتراكية على الصناعات الأساسية وواسعة النطاق مثل وسائل النقل، والاتصالات، ومؤسسات الخدمات العامة. أما بالنسبة لقطاعات الأعمال الأقل حيوية بالنسبة للبلد، مثل قطاع البيع بالتجزئة، فيمكن أن تُملَك من قبل القطاع الخاص بدرجات متفاوتة، تحدد الدولة أهداف الشركات وقطاعات الأعمال، والأسعار، والسلع، وحقوقَ العمال. وتوفر الدول الاشتراكية عادة مستوىً عاليًا من الخدمات لمواطنيها مثل الرعاية الصحية، والإعانات التي يستفيد منها العاطلون عن العمل، وذلك بشكل أوسع من الذي نراه في الدول ذات النظام الرأسمالي. ففي العام 2017 على سبيل المثال وصل أعلى معدل لضريبة الفرد إلى 45% في فرنسا مقارنة ب 39.6% في الولايات المتحدة. ومع حصول انتخابات رئاسية في كلا البلدين في العام 2017، فقد يكون تخفيض الضريبة تلك أحد الوعود التي يقدمها كلا الرئيسين ماكرون و ترامب كجزء من أجندتهما الاقتصادية الشاملة في السنوات القادمة. ولدى العديد من الدول أنظمة اشتراكية، ومنها المملكة المتحدة، والدنمارك، والهند، ولكنها أنظمةٌ تختلف من بلد لآخر. ففي الدنمارك على سبيل المثال، معظم الشركات مملوكة ومشغّلة من قبل القطاع الخاص، ولكن ثلثي السكان هناك يستفيدون من الدعم الذي تقدمه الحكومة عبر برامج الرفاهية. الأنظمة الاقتصادية المختلطة تعد الرأسمالية والاشتراكية الصّرفتين نظامين اقتصاديين متطرفين، ومن هنا نجد أن اقتصادات العالم في الواقع ما هي سوى مزيجٍ من الاثنين. فبالرغم من نزعة اقتصاد الدول الكُبرى، مثل الولايات المتحدة نحو الرأسمالية، ولكنه يعتمد على السياسات الحكومية لضمان تعزيز النمو والاستقرار الاقتصاديين. وإلى جانب ذلك، تمنح الحكومةُ الأموالَ للفقراء، والعاطلين عن العمل، وكبار السن، وذوي الإعاقة، وذلك عبر السياسات والقوانين ذات الصلة. وقد أنتجتِ الرأسمالية الأمريكية بعضَ المؤسسات العظمى على هيئة شركاتٍ، مثل جنرال موتورز ومايكروسوفت. وبغرض حماية فئتَي الشركات الصغيرة ورواد الأعمال المبتدئين، تبنّتِ الحكومةُ تشريعاتٍ تُلزِم بموجبها الشركاتِ العملاقةَ بالتنافس العادل مع المنافسين الصغار. ويطلق على دول مثل كندا، والسويد، والمملكة المتحدة وغيرها، تسمية الدول ذات الاقتصاد المختلط؛ أي إنها تطبق أكثر من نظامٍ اقتصادي واحد. وأحيانًا تكون الحكومة اشتراكية بشكل أساسي وتسيطر على الصناعات الرئيسة. ففي كندا على سبيل المثال، تسيطر الحكومة على وسائل الاتصال والمواصلات ومؤسسات الخدمات العامة، إلى جانب بعض الصناعات التي تقوم على الموارد الطبيعية، كما أنها توفر الرعاية الصحية لمواطنيها. ولكن معظم النشاط التجاري الباقي يجري الاضطلاع به من قبل شركات خاصة كما هو الحال في النظام الرأسمالي. وفي العام 2016 صوّتَ مواطنو المملكة المتحدة على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وهي خطوة قد يلزمها سنتان أو أكثر لإتمامها. ومن المبكر جدًا الحديثُ عن التأثير الذي سيتركه ذلك الخروج على اقتصاد المملكة المتحدة وغيرها من الدول حول العالم. وتتضمن عوامل الإنتاج القليلة المملوكة من قبل الحكومة في الاقتصاد المختلط بعض الأراضي العامة، والخدمة البريدية وبعض الموارد المائية. ومع ذلك تكون الحكومة منخرطة بشكل مكثف في النظام الاقتصادي عبر فرض الضرائب والإنفاق وأنشطة الرفاهية. والاقتصاد مختلط كذلك من جهة أن الدولة التي تتبناه تحاول تحقيق أهداف اجتماعية عديدة، منها على سبيل المثال إعادة توزيع الدخل، والمعاشات التقاعدية، وهذا ما لا نشاهد حتى محاولاتٍ للقيام به في النظام الرأسمالي الصرف. أما الآن، فسنتحدث عن مفهومَي الاقتصاد الكلي والاقتصاد الجزئي والفرق بينهما. الاقتصاد الكلي والاقتصاد الجزئي تؤثر حالة الاقتصاد في الناس والشركات على حدٍّ سواءوتعد طريقة إنفاق أموالك (أو ادخارها) قرارًا اقتصاديًا شخصيًا، ومثله قرارُ متابعة دراستك أو العمل بدوامٍ جزئي. كما أن كل شركة تمارس أنشطتها تحت مظلة الاقتصاد، وبناء على التوقعات الاقتصادية خاصتها، تقرر الشركات أي منتجاتٍ ستنتج، وكيفية تسعيرها، وعدد الناس الذين توظفهم، وكم ستدفع لهم من رواتب، وإلى أي مدىً ستوسع أعمالها، وهكذا دواليك. وللاقتصاد مجالان فرعيان رئيسان هما: الاقتصاد الكلي؛ ويُعَرَّف بأنه دراسة الاقتصاد ككل؛ فينظر إلى البيانات الإجمالية الخاصة بمجموعات كبرى من الناس، والشركات، والمنتجات التي تؤخَذ بالحسبان بنظرة شاملة. وعلى العكس من ذلك؛ في حين يركز الاقتصاد الجزئي على الأجزاء الفردية للاقتصاد مثل الوحدات الأسرية أو الشركات. ويقدّم كل من الاقتصاد الكلي و الاقتصاد الجزئي نظرةً قيّمة عن الاقتصاد. فعلى سبيل المثال، قد تعتمد شركة فورد على كلٍّ منهما لتقرر الشروع في خطّ تصنيعٍ جديد لسياراتها؛ إذ ستأخذ بالحسبان في هذه الحالة عوامل الاقتصاد الكلي مثل مستوى دخل الفرد على الصعيد الوطني، ومعدل البطالة، ومعدلات الفائدة، وتكلفة الوقود، ومستوى مبيعات السيارات الجديدة على المستوى الوطني. أما من ناحية الاقتصاد الجزئي، فإن شركة فورد ستدرس طلب المستهلكين على سيارات جديدة في مقابل العرض المتوفر، وستدرس كذلك الطرازات المنافِسة، وتكاليف العمل والمواد ومدى التوفر، إلى جانب الأسعار الحالية وحوافز المبيعات. الاقتصاد بوصفه تيارًا دائريًا هناك طريقةٌ أخرى للنظر إلى الطريقة التي تتفاعل فيها قطاعات الاقتصاد وهي عبر تفحّص التيار الدائري للمدخَلات والمُخرَجات بين الوحدات الأسرية، والشركات، والحكومات، كما هو مبيَّن في الصورة 1.6. لنراجع عمليات التبادل التي تجري عبر تتبع الدائرة الحمراء داخل الرسم البياني. فالوحدات الأسرية تقدم المُدخَلات (الموارد الطبيعية، والعمل، ورأس المال، وريادة الأعمال، والمعرفة) للشركات التي بدورها تحوَل تلك المدخلات إلى مخرَجات (سلع وخدمات) للمستهلكين. وفي المقابل، تتلقى الوحداتُ الأسرية الدخل من الإيجار، والأجور، والفائدة، وفوائد الملكية (الدائرة الزرقاء)، بينما تحصل الشركات على العائدات من عمليات الشراء التي يقوم بها المستهلكون للسلع والخدمات. أما عملية التبادل المهمة الأخرى في الصورة 1.6، فتجري ما بين الحكومات (فدرالية، ولايات، محلية) وبين كل من الوحدات الأسرية والشركات. في حين تُقّدم الحكوماتُ أنواعٍ عديدة من السلع والخدمات المقدَّمة للعموم (مثل الطرق السريعة، والمدارس، والشرطة، والمحاكم، والخدمات الصحية، وتأمين البطالة، والضمان) والتي يستفيد منها المستهلكون والشركات. كما أن عمليات الشراء التي تقوم بها الحكومة من الشركات تساهم في العائدات التي تتلقاها تلك الشركات؛ فمثلًا عندما تتولى شركةٌ إصلاح طريق سريع، فإن الحكومة تدفع لقاء ذلك العمل. وكما يُظهِر الرسمُ البياني، تتلقى الحكومة الضرائب من الشركات والوحدات الأسرية لتكمل التيار الدائري الذي نتحدث عنه. وتؤثر التغيرات التي تطرأ على أحد التيارات في التيارات الأخرى؛ فلو رفعتِ الحكومة الضرائب، سيقل إنقاقُ الوحدات الأسرية على السلع والخدمات، ويؤدي تدنَي إنفاق المستهلكين إلى تخفيض الشركاتِ إنتاجَها، ويقل النشاط الاقتصادي، وقد يؤدي ذلك إلى ارتفاع نسبة البطالة. وعلى النقيض من ذلك، قد يؤدي تخفيض الضرائب إلى تحفيز النشاط الاقتصادي.ستغدو الطريقة التي تتفاعل فيها القطاعاتُ الاقتصادية أكثر وضوحًا ما إن نستكشفِ الاقتصاد الكلي والجزئي بمزيدٍ من التفصيل. الصورة 1.6: الاقتصاد كتيار دائري: (حقوق الصورة محفوظة لجامعة رايس (Rice)/ أوبن ستاك (OpenStax)) الاقتصاد الكلي: الصورة الشاملة كيف يؤشر النمو الاقتصادي، والتوظيف الكامل، واستقرار الأسعار، والتضخم، إلى التعافي الاقتصادي لبلدٍ ما؟ هل سبق لك أن شاهدت خبرًا في عناوين نشرات الأخبار على هاتفك الجوال، أو شغّلتَ المذياع فسمعتَ خبرًا مثل: "أصدرت وزارة العمل تقريرًا يفيد بانخفاض معدل البطالة للشهر الثاني على التوالي"؟ إن تصريحاتٍ كهذا تتدرج تحت الأخبار الخاصة بالاقتصاد الكلي. إن فهم الاقتصاد الوطني وكيف تؤثر تغييرات السياسات الحكومية في الوحدات الأسرية والشركات يمثل خيرَ مُستَهَلٍ لبدء دراسة علم الاقتصاد. فلنلقِ في البداية نظرةً إلى أهداف الاقتصاد الكلي وكيف يمكن تحقيقها. وللدول الاقتصادية الكُبرى مثل الولايات المتحدة ومعظم الدول الأخرى ثلاثة أهداف رئيسة خاصة بالاقتصاد الكلي وهي: النمو الاقتصادي، والتوظيف الكامل، واستقرار الأسعار. ويعتمد الرفاه الاقتصادي لدولةٍ ما على التحديد المتأني لهذه الأهداف، وعلى انتقاء أفضل السياسات الاقتصادية الكفيلة بتحقيقها. السعي نحو النمو الاقتصادي ربما يكون النظرُ إلى إنتاج دولةٍ ما للسلع وتقديمها للخدمات أهمَّ وسيلة للحكم على مدى التعافي الاقتصادي الذي تتمتع به؛ فكلما زاد إنتاجُ دولةٍ ما، ارتفع مستوى المعيشة لديها. فالنمو الاقتصادي لدولة ما هو ارتفاع معدل السلع التي تنتج والخدمات التي تقدم. ويتجلى أهم مقياس لمستوى النمو الاقتصادي لدولة ما فيما يسمى الناتح المحلي الإجمالي (GDP) الذي يمثّل القيمة السوقية الإجمالية لجميع السلع والخدمات، المنتَجة والمقدَّمة، في مرحلتها النهائية ضمن حدود دولةٍ ما كل عام. وينشر مكتب إحصاءات العمل نِسَبًا فصلية خاصة بالناتج المحلي الإجمالي والتي يمكن استخدامها لمقارنة التوجهات في مخرجات الإنتاج على المستوى الوطني. كما أن معدل الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي (وهو الناتج المحلي الإجمالي المعدل على أساس التضخم) مهم أيضًا. وقد باتَ اقتصاد بعض الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة ينمو بمعدل بطيء، ولكن ثابت، يتراوح بين 3 و 4 بالمئة سنويًا. ويعني معدلُ النمو هذا ارتفاعًا ثابتًا في إنتاج السلع والخدمات، ومستوى بطالةٍ منخفضًا نسبيًا. وعندما يصل معدل النمو إلى الصفر، يبدأ الاقتصادُ في الركود والتراجع. أما الاقتصاد الآخذ في النمو بسرعة لا نظيرَ لها في معظم اقتصادات العالم، فهو اقتصاد الصين التي ينمو ناتجها المحلي الإجمالي بمعدل يتراوح بين 6 و7 بالمئة سنويًا؛ إذ قلّما نجد شيئًا في السوق العالمية لا يُصنَع في الصين، والتي يعود الفضل في نموها المتسارع إلى التكنولوجيا بشكل رئيس. فعلى سبيل المثال، تصنع الصين معظم الأجهزة اللوحية والحواسيب المحمولة الموجودة في العالم. إن مستوى النشاط الاقتصادي في تغير مستمر، ويُطلق على تلك التغيرات المتمثلة في الصعود والهبوط الاقتصادي تسمية الدورات الاقتصادية. وتتنوع تلك الدورات الاقتصادية في طولها، وإلى أي مدى يتحرك الاقتصاد صعودًا أو هبوطًا، وإلى أي مدى يتأثر ذلك الاقتصاد. وتتبَعُ التغيراتُ في الناتج المحلي إجمالي الأنماطَ المترافقة مع اتساع النشاط الاقتصادي وتَقَلُّصِه؛ إذ تؤدي الزيادة في النشاط الاقتصادي إلى زيادة في الإنتاج، وارتفاع في الدخل، والتوظيف، والأسعار. وفي نهاية المطاف، يبلغ كل ما سبق الذروةَ، ثم يأخذ الإنتاج، والدخل، والتوظيف في الانخفاض. ويسمى الانخفاض في الناتج المحلي الإجمالي الذي يستمر لفترتين فصليتين (يمتد كلٌّ منهما لثلاثة أشهر) ركودًا. ويعقِبُ ذلك فترةُ تعافٍ يعاود فيها النشاطُ الاقتصادي ارتفاعَه. أما آخرُ ركود حصل، فكانَ في شهر ديسمبر من عام 2007 وامتد لغاية حزيران من عام 2009. وعلى الشركات مراقبةُ الفترات التي تتخللها تغيراتٌ ضمن الدورة الاقتصادية وأن تقوم بردّة فعل تجاهها. وعندما يكون الاقتصاد في حالة نمو، غالبًا ما تواجه الشركاتُ صعوباتٍ في توظيف أشخاص ذوي كفاءة وفي العثور على مستلزمات إنتاجٍ وموادٍ خام. وعندما يضربُ الركودُ الاقتصادَ، يجد العديد من الشركات أن لديها من القدرة أو الكفاية لإنتاج سلع وتقديم خدمات تفوق الطلب الوارد عليها. وخلال الركود الأخير، عَمِلَ العديدُ من الشركاتِ بمستوىً إنتاجيِّ أقلِّ بكثير من طاقتها. وعندما تُشغِّلُ المصانعُ جزءاً واحدًا فقط من طاقتها الإنتاجية، فإنها تعمل بدون فعالية وتتكلّفُ المزيدَ منَ المصاريف على كل وحدةٍ تنتجها. فلنقُل إن شركة صناعة الشوكولا مارس لديها مصنعٌ ضخم بوسعها إنتاج مليون لوحِ شوكولا ميلكي وي (Milky Way) في اليوم الواحد، ولكن بسبب الركود، فلا يمكنها إنتاج سوى نصف مليون لوح في اليوم. ويستعمل مصنع شركة مارس آلاتٍ ضخمة وباهظة الثمن. ولذا، إن إنتاج تلك الشركة للشوكولا بنسبة النصف فقط تمنعها من الاستفادة بفعالية من استثمارها في مصنعها والآلات التي يحتويها. إبقاء الناس في العمل من أهداف الاقتصاد الكلي الأخرى هو التوظيف الكامل؛ ويعني توفيرَ العمل لكل راغبٍ وقادر على ذلك. ولا يعني التوظيفُ الكامل توفيرَ وظائف بنسبة 100% في الواقع، إذ يختار بعضُ الناس ألا يعملوا وذلك لأسباب شخصية (مثل الدوام في الجامعة أو تربية الأطفال)، أو قد يكونون لا يعملون مؤقتًا بانتظار حصولهم على عملٍ جديد. ولذلك، تُعرِّف الحكومةُ التوظيفَ الكامل بأنه الوضع الذي يكون فيه ما نسبته 94 إلى 96% من أولئك المتوفرين للعمل يعملون فعليًا. وخلال الركود الذي ساد بين عامي 2007 و2009 في الولايات المتحدة، بلغتِ البطالةُ أوجَها عند نسبة 10% في أكتوبر من العام 2009، أما اليوم فنسبة البطالة تتأرجح عند نسبة 4%. ويعد الحفاظُ على مستوى بطالةٍ متدنٍّ الشغلَ الشاغلَ ليس فقط للولايات المتحدة، بل أيضًا لباقي دول العالم. فعلى سبيل المثال، لا تزال معدلات البطالة المرتفعة في صفوف الشباب (العمال من سن الخامسة والعشرين وما فوق) في إيطاليا وإسبانيا واليونان تقف وراء المظاهرات المُندّدة بنسب البطالة في تلك الدول الأوروبية، والتي يجهد فيها المسؤولون المنتخَبون لاجتراحِ حلولٍ في اقتصاداتهم ذات الصلة وإعادة الناس، وخصوصًا الشبابَ منهم، إلى العمل مجددًا. وقد يكون لخروجِ المملكة المتحدة المُرتَقَب من الاتحاد الأوروبي تأثيرًا يطالُ معدلات البطالة، مع توجُّه الشركات العالمية إلى نقلِ الأعمال خارج بريطانيا باتجاه دولٍ أوروبية مركزية، مثل بولندا. قياس البطالة تقيس الحكومةُ معدَّلَ البطالة لتحديد مدى قربها من التوظيف الكامل، ويشير ذلك المعدل إلى النسبة المئوية للقوة العاملة الكلية العاطلة عن العمل والدائبة في البحث عنه. ويُستثنى من ذلك "العمالُ مُثبَطو الهمة"؛ أي الذين لا يبحثون عن عملٍ ظنًا منهم بأن لا أحد سيوظفهم. وتصدر وزارة العمل في الولايات المتحدة إحصاءاتٍ حول البطالة مرة كل شهر؛ إذ تساعد تلك النِّسب في الاطّلاع على وضع الاقتصاد الكلي في الدولة. أنواع البطالة يُصنِّف الاقتصاديونَ البطالةَ في أنواعٍ أربعة، هي: البطالة الاحتكاكية، والبطالة الهيكلية، والبطالة الدورية، والبطالة الموسمية. وتمثل تلك الفئات عزاءً بسيطًا لعاطلٍ عن العمل، ولكنها تساعد الاقتصاديين على فهم مشكلة البطالة في بلدنا. البطالة الاحتكاكية: هي بطالة قصيرة الأمد ولا ترتبط بالدورة الاقتصادية. وتتضمن أولئك الذين لا يعملون في الوقت الراهن، بينما ينتظرون الالتحاق بعملٍ أفضل. كما تضم أولئك الذين يعاودون دخول سوق العمل، وأولئك الذين يدخلونه للمرة الأولى، مثل خريجي الجامعات الجدد. ويوجد هذا النوع من البطالة طوال الوقت، ولكن تأثيرَه على الاقتصاد ضئيلٌ. البطالة الهيكلية: وهي أيضًا غير مرتبطة بالدورة الاقتصادية، ولكنها بطالة لا يمكن التحكم بها، يسببها عدمُ التوافق بين فرص العمل المتوفرة ومهارات العمال المتاحين في مجالٍ صناعي أو منطقة ما؛ فمثلًا في حال انخفض معدل الولادات، فستقل الحاجة لعدد كبير من المدرِّسين، أو قد لا تتوفر في العمال الموجودين في منطقة معينة المهاراتُ التي يطلبها أصحاب العمل. ومن هنا تنبع الحاجة إلى برامج إعادة تدريب وبناء مهارات للتقليل من انتشار هذا النوع من البطالة. البطالة الدورية: كما يدل اسمُها، تحدث هذه البطالة عندما يؤدي هبوطٌ في الدورة الاقتصادية إلى تخفيض الطلب على العمل على مستوى الاقتصاد ككل. وفي الركود الاقتصادي الطويل، يغدو هذا النوع من البطالة واسع الانتشار لدرجةٍ يعجز معها حتى ذوو الكفاءة عن إيجاد وظائف. وبوسع الحكومة اتخاذُ إجراءاتٍ مضادة لمواجهة هذه البطالة جزئيًا عبر برامج من شأنها تعزيزُ الاقتصاد. وفي السابق، كانتِ البطالة الدورية تؤثر في العمال ذوي المهارات المتواضعة وفي أولئك العاملين في مجال الصناعات الثقيلة؛ وعادةً ما يُعاد توظيف هؤلاء حالما يرتفع النمو الاقتصادي. وفي التسعينات من القرن العشرين، أجبرتِ المنافسةُ العديدَ من الشركات الأمريكية على تقليص حجمها حتى تضمن بقاءها في السوق العالمية، وكان لتقليص عدد العمال ذاك آثارٌ طالتِ العمالَ بكافة فئاتهم بمن فيها الموظفون في مستوى الإدارة الوسطى أو التنفيذية وغيرهم من الموظفين برواتب ثابتة. ولا تتوقف الشركاتُ عن إعادة تقييم متطلبات القوى العاملة لديها ولا عن تخفيض حجمها لتُنافِس الشركات الموجودة في آسيا، وأوروبا، والشركاتِ الأخرى في الولايات المتحدة. وبعد الانتعاس القوي الذي أعقبَ الركود الذي امتد من عام 2007 حتى 2009، والذي سرَّحت خلاله شركاتُ صناعة السيارات أكثرَ من مئتَي ألف من العاملين بالساعة والعاملين بمرتب ثابت، نجد بعد تلك الفترة شركات صناعة السيارات تعيد النظر بتأنٍ في حجم القوى العاملة لديها على المستوى العالمي. فعلى سبيل المثال، ارتفع عدد القوى العاملة لدى شركة فورد السيارات بنسبة 25% في أمريكا الشمالية خلال السنوات الخمس الفائتة، وذلك بالتزامن مع الارتفاع الثابت في مبيعاتها من السيارات والذي أعقبَ الركود المذكور. أما بعد دخول مبيعات السيارات في مرحلة ركود في العام 2017، فقد صرّحت شركة فورد مؤخرًا عن نيَّتِها في تخفيض حجم القوى العاملة لديها بنسبة 10% في مسعىً منها لتقليل النفقات، وتعزيز الأرباح، ورفعِ قيمتها السهمية لجذب المستثمرين. أما النوع الأخير من أنواع البطالة فيُعرَف بالبطالة الموسمية؛ وهي التي تسود خلال فترات محددة من السنة في بعض القطاعات الإنتاجية. الحفاظ على ثبات الأسعار يتمثل الهدف الثالث للاقتصاد الكلي في إبقاء الأسعار الإجمالية للسلع والخدمات ثابتة نسبيًا. ويُعرَف الوضعُ الذي ترتفع خلاله الأسعار الوسطية للسلع والخدمات بالتضخم، إذ يؤدي ارتفاع الأسعار بفعل التضخم إلى انخفاض القوة الشرائية، أي قيمة ما يمكن شراؤه بالمال. وتستند القوة الشرائية إلى أمرين اثنين يحددانه، هما التضخم والدخل؛ ففي حال ارتفاع الدخل بذات المستوى الذي يرتفع فيه التضخم، فلا يطرأ على القوة الشرائية أي تغيير. أما في حال ارتفاع الأسعار مع بقاء الدخل ثابتًا، أو مع ارتفاع الدخل ولكن بمعدلٍ أدنى من التضخم الحاصل، فيصبح مبلغٌ محدد من المال قادرًا على شراء كمية منتجاتٍ أقل مما سبق ذلك التضخم، وتنخفض بفعل ذلك القوةُ الشرائية. فمثلًا لوِ ارتفع سعر سلة الخضروات من 30 إلى 40 دولارًا، ولكن راتبك بقي كما هو، فلا يمكنك عندها أن تشتريَ بثلاثين دولارًا سوى 75% من سلة الخضروات تلك (30$ ÷ 40$). وبذلك تكون قوتك الشرائية قدِ انخفضت بمعدل 25% (10$ ÷40$). أما في حال ارتفاع الدخل بمعدل أسرع من التضخم، فتزداد لديك القوة الشرائية. ولذا، يمكنك في الواقع أن تحظى بقوة شرائية مرتفعة حتى مع ارتفاع التضخم، ولكن التضخم مع ذلك عادةً ما يرتفع بمعدل أسرع من الدخل، ويسبب ذلك انخفاضًا في القوة الشرائية. وللتضخم تأثيرٌ يطال القرارات الاقتصادية للأفراد والشركات؛ فعندما ترتفع الأسعار، يجنح الأفرادُ إلى إنفاق مالٍ أكثر لشراء احتياجاتهم الحالية والمستقبلية، وذلك قبل أن تنخفض القوة الشرائية لأموالهم بشكل أكبر. كما تلجأ الشركات التي تتوقع حصول تضخم إلى زيادة مستلزمات الإنتاج التي تحتاجها، وينطبق ذلك على الأفراد أيضًا والذين يسرّعون اتخاذ القرارات الخاصة بشراء سياراتٍ وأجهزة كبيرة. وفي الفترة ما بين أوائل الألفينات وشهر نيسان من عام 2017، كان التضخم في الولايات المتحدة في مستوىً متدنٍ جدًا وذلك ضمن النطاق الممتد بين 0.1 و 3.8%، بينما كانت نسبته 1.3% في العام 2016. وعلى سبيل المقارنة، شهدتِ الولاياتُ المتحدةُ في ثمانيات القرن العشرين فتراتِ تضخمٍ تراوحت نسبته ضمن نطاق 12 إلى 13%. وتشهد بعض الدول في السنوات الأخيرة مستويات تضخم مرتفعة وصلت إلى خانتين، وأحيانًا ثلاث خانات من الأرقام؛ ففي أوائل العام 2017، وصل معدل التضخم في فنزويلا إلى مستوىً صادمٍ بلغ 741%، وجاءت بعدها جمهورية جنوب السودان بمعدل تضخمٍ بلغ 273%. الصورة 1.7 نسبريسو: باتَ مشترو قهوة نسبريسو، وألواح الشوكولا كيت كات، وطعام الحيوانات الأليفة من ماركة بورينا، يدفعون المزيد من المال للحصول على تلك السلع بسبب رفع عملاق صناعة الأطعمة العالمي، نستله، أسعاره. فقد مثَّل رفعُ تكاليف المُدخَلات، كتكاليف المواد الأولية، صعوباتٍ لشركات الأطعمة، مما أدى إلى رفع أسعار الإنتاج، والتغليف، والنقل. كيف يمكن لمؤشر أسعار الإنتاج (PPI) التأثيرُ في مؤشر أسعار الاستهلاك (CPI) ولماذا؟ (حقوق الصورة محفوظة ل كارليس دامبرانس (Karlis Dambrans)/ فليكر) أنواع التضخم هناك نوعان للتضخم؛ الأول هو تضخم زيادة الطلب، ويحدث عندما يكون الطلب على السلع والخدمات أكبر من المعروض منها، إذ يكون لدى المشترين المحتَملين مبلغٌ من المال يفوق المبلغَ الذي يتطلبه شراءُ السلع والخدمات المتوفرة؛ فيؤدي طلبُهم الوارد على تلك السلع والخدمات، والذي يفوق العرضَ، إلى رفع أسعارها. ويوصف هذا الوضع أحيانًا بجملة: "كثيرٌ من المال يُطارد قليلًا من السلع". وينتج عن الأسعار المرتفعة عرضٌ كبير، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى حدوث توازنٍ بين العرض والطلب. أما النوع الثاني للتضخم، فهو تضخم ارتفاع التكاليف الذي يسببه ارتفاعُ تكاليف الإنتاج، مثل النفقات اللازمة لشراء المواد اللازمة للإنتاج ودفع أجور العاملين. ويؤدي ذلك الارتفاع إلى زيادة أسعار السلع والخدمات النهائية. وتعد الزيادة في الأجر سببًا رئيسًا لتضخم ارتفاع التكاليف هذا، والذي يولّد ما يعرف بدوّامة الأجور والأسعار. فلنفترض على سبيل المثال أن اتحاد عمال السيارات سعى لإبرام اتفاق يرفع الأجور بنسبة 3% كل سنة ويرفع كذلك مقابل العمل الإضافي. في هذه الحال، سيرفع مصنعو السيارات أسعارها لتغطية تكاليف العمل المرتفعة تلك. كما أن الأجور المرتفعة ستمنح العاملين في قطاع السيارات مزيدًا من المال الذي يمكّنهم من شراء مزيد من السلع والخدمات. ولذا، قد يؤدي العرضُ المرتفع من جراء ذلك إلى رفع أسعارٍ أخرى. كما سيطالب العمال في قطاعات صناعية أخرى بزيادة أجورهم لمواكبة ارتفاع الأسعار، وستؤدي هذه الدوامة إلى رفع الأسعار أكثر. كيف يُقاس التضخم؟ يُقاس معدل التضخم في الغالب عبر النظر إلى ما يسمى مؤشر أسعار الاستهلاك (CPA) وهو مؤشر لأسعار "سلة السوق" الخاصة بالسلع والخدمات التي يشتريها المستهلكون النموذجيون في المدن. ويُنشَر هذا المؤشر شهريًا من قبل وزارة العمل في بعض الدول الكُبرى مثل الولايات المتحدة. وتتضمن العناصر الرئيسة لمؤشر أسعار الاستهلاك، والتي تُرجَّح حسب أهميتها، تتضمّن الأطعمةَ والمشروبات، والملابس، ووسائل النقل، والإسكان، والرعاية الصحية، والترفيه والتعليم. وهناك مؤشرات خاصة بالطعام والطاقة. وتجمع وزارة العمل حوالي 80 ألفًا من قوائم الأسعار التي يمنحها البائع للمشتري، و 5 آلاف من البيانات الخاصة بمقابل إيجار السكن، لحساب مؤشر أسعار الاستهلاك. ويحدد مؤشر أسعار الاستهلاك الأسعار في فترة أساس عند 100. ويجري اختيار فترة الأساس، والتي هي الآن 1982-1984، بسبب استقرار الأسعار فيها. ثم يُعبَّر عن الأسعار الحالية على شكل نسبة مئوية مقارنة بالأسعار في فترة الأساس. ويعني الارتفاع في مؤشر أسعار الاستهلاك أن الأسعار ترتفع، فعلى سبيل المثال كان مؤشر الاستهلاك في الولايات المتحدة 244.5 في نيسان من العام 2017، وهذا يعني أن الأسعار قدِ ارتفعت لأكثر من الضعف منذ فترة الأساس 1982-1984. كما تشكّل التغيرات في أسعار البيع بالجملة مؤشرًا مهمًّا آخر على التضخم. ويقيس مؤشر أسعار الإنتاج (PPI) الأسعارَ التي يدفعها المنتجون وتجار الجملة مقابل المستلزمات المتنوعة مثل المواد الأولية، والسلع النهائية جزئيًا، والمنتجات النهائية. ويمثل مؤشر أسعار الإنتاج، الذي يتخذ من سنة 1982 فترةَ أساس، مجموعةً من المؤشرات لفئات إنتاجٍ عديدة مختلفة، بما في ذلك السلع الأولية (المواد الخام)، والسلع الوسيطة (التي تغدو جزءًا من السلع النهائية)، والسلع النهائية. على سبيل المثال، كان مؤشر أسعار الإنتاج للسلع النهائية في الولايات المتحدة 197.7 في نيسان من العام 2017، أي بزيادةٍ بلغت 3.9 نقطة، و 105.6 للمواد الكيمائية، أي بزيادة بلغت 3.8 نقطة منذ نيسان لعام 2016. ومن الأمثلة الأخرى على مؤشرات أسعار الإنتاج: الأطعمة المعالجة، والأخشاب، والحاويات، والوقود ومواد التشحيم، والمعادن، ومواد البناء. ونظرًا إلى أن مؤشر أسعار الإنتاج يقيس الأسعار التي يدفعها المنتجون مقابل المواد الخام، والطاقة، وسواهما من مستلزمات، فيمكن له أن يتنبأ بتغيرات الأسعار اللاحقة بالنسبة للشركات والمستهلكين. تأثير التضخم للتضخم تأثيراتٌ سلبية عديدة على الناس والشركات، من بينها أنه يضر بأصحاب الدخول الثابتة. فلنفترض أن زوجين يحصلان على 2000 دولار شهريًا بعد تقاعدهما بدءًا من عام 2018، ففي حال ارتفع معدل التضخم بمقدار 10% في عام 2019، فلن يكون بوسعهما شراء سوى 91% (100! 110) مما كان يمكنهما شراؤه في العام 2018. كما أن تأثير التضخم يطال المدّخرين؛ فمع ارتفاع الأسعار ستنخفض القيمة الحقيقية، أو القوة الشرائية، للمال المدَّخَر. تحقيق أهداف الاقتصاد الكلي كيف توظف الحكومات سياساتها الضريبية والمالية لتحقيق أهداف الاقتصاد الكلي خاصتها؟ لتحقيق أهداف الاقتصاد الكلي، على الحكومات الاختيار من ضمن بدائل متعارضة مع بعضها؛ إذ تطغى العوامل السياسية في الأهمية على الاحتياجات الاقتصادية أحيانًا. فعلى سبيل المثال قد تؤدي محاولة السيطرة على التضخم إلى فترةٍ سياسية عصيبة تتخللها بطالة عالية وانخفاض في النمو الاقتصادي. أو قد يرفض السياسيون رفع الضرائب في عام الانتخابات لكبح جماح التضخم. ومع ذلك، على الحكومة أن تحاول توجيه الاقتصاد إلى مستوى متوازن من النمو الاقتصادي والتوظيف واستقرار الأسعار، وتعد السياستان المالية والضريبية الأداتين الرئيستين بيد الحكومة لتحقيق ذلك. السياسة المالية تشير السياسة المالية إلى البرامج الحكومية الرامية إلى السيطرة على الكتلة المالية التي يجري تداولها في السوق وعلى معدلات الفائدة كذلك. وتؤثر التغييرات في العرض النقدي في كل من مستوى النشاط الاقتصادي ومعدل التضخم. ويتولى جهاز نظام الاحتياطي الفدرالي، الذي يمثل النظام المصرفي المركزي في الولايات المتحدة، طباعة النقود وتحديد الكمية التي سيجري تداولها منها. كما يجري التحكم في العرض النقدي عبر تنظيم نشاطاتٍ بنكية محددة من قبل جهاز الاحتياطي الفدرالي. وعندما يرفع جهاز الاحتياطي الفدرالي كمية المال المتداول أو يخفضها، يؤثر ذلك في معدلات الفائدة (أي كلفة اقتراض المال وعائدات إقراضه). ويمكن للاحتياطي الفدرالي تغيير معدل الفائدة على الأموال التي يقرضها للبنوك لإخطار النظام المصرفي والأسواق المالية بأنه أجرى تغييرات في سياسته المالية. ولتلك التغييرات تؤدي إلى حدوث الأثر المتموّج (الأثر المُضاعف)؛ فالمصارف بدورها قد تنقل ذلك التغيير إلى الزبائن والشركات؛ وكلاهما يتلقى قروضًا من تلك المصارف. فإذا ارتفعت تكلفة الاقتراض، يتباطئ الاقتصاد لأن معدل الفائدة يؤثر في قرارات الأفراد والشركات المتعلقة بالإنفاق والاستثمار. وأكثر القطاعات التي تشهد ردات فعل تجاه التغيرات في معدل الفائدة هي قطاع الإسكان، وقطاع الأعمال، وقطاع الاستثمارات. ونتيجة الركود الذي ساد بين عامي 2007 و2009، والأزمة المالية العالمية التي أعقبته، خفّض الاحتياطي الفدرالي معدل الأموال الفدرالية، أي معدل الفائدة المستوفاة عن قروض الليلة الواحدة بين البنوك، إلى صفر بالمئة في كانون الأول من العام 2008، وأبقى على معدل الفائدة هذا حتى كانون الأول من العام 2015 فرفع الفائدة بنسبة 0.25%. وقد مثَّل هذا القرار أول زيادةٍ في معدل الأموال الفدرالية منذ حزيران من عام 2006 عندما كان معدل الأموال الفدرالية 5.25%. وبينما يستمر اقتصاد الولايات المتحدة في إظهار نموٍّ بطيء ولكن ثابت، قام الاحتياطي الفدرالي في نهاية المطاف بزيادة معدل الأموال الفدرالية إلى نطاقٍ يترواح بين 0.75 و 1% في آذار من العام 2017. وكما هو متوقع، فقد كان لهذا التغيير تأثير متموج (تأثيرٌ مُضاعف)؛ إذ رفعت بنوكُ الاحتياطي الفدرالي الإقليميةُ معدلَ الخصم الذي تتقاضاه من البنوك التجارية عن القروض قصيرة الأجل، وبدورها رفعتِ البنوك التجارية معدل الفائدة التي تتقاضاها من زبائنها. ولم تكن شركاتُ بطاقات الائتمان استثناءً؛ إذ رفعت معدل النسبة السنوية التي تتقاضاها من زبائنها عمّا في بطاقاتهم الائتمانية من رصيدٍ مالي. وكما ترى، بوسع الاحتياطي الفدرالي عبر السياسة المالية التي يطبقّها أن يُدخِل الاقتصاد في نموٍّ أوِ انكماش. فبتطبيقه السياسةَ المالية الانكماشية، يحد الاحتياطي الفدرالي من العرض المالي، أو يضيّقه، عبر بيع السنداتِ الحكومية أو رفع معدل الفائدة. وينتج عن هذا الوضع نمو اقتصادي بطيء ونسبة بطالةٍ أعلى. إذًا، تخفض السياسةُ الانكماشية من الإنفاق وتؤدي في نهاية المطاف إلى انخفاض مستوى التضخّم. وعلى العكس، يزيد الاحتياطي الفدرالي عبر السياسة المالية التوسعية من نمو العرض النقدي، أو يخفف عنه القيود التي تمنع تحقق ذلك النمو. ومن شأن السياسة التوسعية تلك أن تحفز الاقتصاد، ويشهد معدل الفائدة انخفاصًا وهذا ما يرفع معدل الإنفاق من قبل الشركات والمستهلكين، وينخفض معدل البطالة مع توسع الأعمال التجارية. ولكن لزيادة العرض النقدي جانبٌ سلبيٌّ يتمثل في أن زيادة الإنفاق يدفع بالأسعار صعودًا، فيزيد بالتزامن مع ذلك معدلُ التضخم. الصورة 1.8: جيروم باول يعد رئيس مجلس محافظي نظام الاحتياطي الفدرالي، السيد جيروم باول، واجهةَ السياسة المالية في الولايات المتحدة. وقد تسلَّم منصبَه هذا خلَفًا للسيدة جانيت يلين، التي كانت أول امرأةٍ تُعيَّن كرئيس للاحتياطي الفدرالي. ما هي المسؤولياتُ الملقاة على عاتق رئيس مجلس محافظي نظام الاحتياطي الفدرالي؟ (حقوق الصورة محفوظة للاحتياطي الفدرالي / فليكر/ أعمال حكومة الولايات المتحدة الأمريكية) السياسة الضريبية تمثّل السياسة الضريبية الأداة الاقتصادية الأخرى التي تستعملها الحكومة، وتتعلق هذه السياسة بالبرامج الحكومية الخاصة بالإنفاق وفرض الضرائب. فيمكن للحكومة تحفيز الاقتصاد عبر تخفيض الضرائب أو زيادة الإنفاق. ألقِ نظرة أخرى على الصورة 1.6. فكلما ازداد شراءُ الحكومة من الشركات، ارتفع إنتاجُ هذه الأخيرة وعائداتُها. وعلى المنوال ذاته، كلما قلَّ ما على الشركات والمستهلكين دفعُه من ضرائب، زادت دخولُهم التي يمكن لهم إنفاقُها على السلع والخدمات. وبذلك، تؤثر السياساتُ الضريبيةُ في الدول الكُبرى مثل الولايات المتحدة في القراراتِ الاقتصادية، وقد تؤدي الضرائب التي تُفرَض على الشركات في الولايات المتحدة إلى جعل منافستها للشركات في دول أخرى ذات ضرائب منخفضة أمرًا صعبًا. ونتيجةً لوضعٍ كهذا، قد تختار تلك الشركاتُ إقامة منشآتها في دول خارج الولايات المتحدة لتخفف عن عاتقها عبء الضرائب المرتفعة. لا أحد منا يحب دفع الضرائب، ولكننا نتصالح على مضض مع فكرة أن علينا فعلّ ذلك. وبالرغم من أن معظم الأمريكيين يشتكون من ارتفاع الضرائب التي يدفعونها، ولكنهم في الواقع يدفعون ضرائب لكل فرد أقل من تلك التي يدفعها مواطنو دولٍ عديدة شبيهة بالولايات المتحدة. وعلاوة على ذلك، تمثل الضرائب في الولايات المتحدة نسبة أقل من الدخل الصافي والناتج المحلي الإجمالي مقارنة بمعظم الدول الأخرى. ولا شك في أن الضرائب تمثل مصدر عائداتٍ ضخمًا لحكومة الولايات المتحدة؛ فكل سنةٍ يجهز الرئيسُ ميزانيةً للسنة التي تليها مبنيةً على العائدات وعمليات الإنفاق المتوقعة. يتلقى الكونغرس تقرير رئيس الولايات المتحدة وتوصياته بخصوص الميزانية، ويمضي عادةً شهورًا يناقش خلالها الميزانية المقترحة ويحللها. ويجري دائمًا إدخالُ كثير من التعديلات على الاقتراح الأصلي للرئيس الخاص بالميزانية، وذلك بطرقٍ شتى. وتُظهِر الصورة أدناه مصدرَ العائدات والنفقات بالنسبة لميزانية الولايات المتحدة. الصورة 1.9: عائدات الميزانية الفدرالية ونفقاتها. المصدر: "وزارة الخزانة الأمريكية، "البيان النهائي الشهري للخزانة الأمريكية الخاص بنفقات حكومة الولايات المتحدة الأمريكية وإيراداتها للسنة المالية 2016". وبالرغم من أن للسياسة الضريبية تأثير كبير على قطاع الأعمال والمستهلكين، فإن الزيادات المستمرة في الإنفاق الحكومي تطرح مشكلة أخرى مهمة، فعندما تأخذ الحكومة مزيدًا من الأموال من الشركات والمستهلكين (القطاع الخاص)، تحدث ظاهرةٌ تُسمى المزاحمة الاقتصادية. وفيما يلي ثلاثة أمثلة عن هذه الظاهرة: تنفق الحكومةُ أكثر على المكتبات العامة، فيشتري الأفراد كتبًا أقل من متاجر الكتب. تنفق الحكومة أكثر على التعليم العام، فينفق الأفرادُ أقل على التعليم الخاص. تنفق الحكومة أكثر على وسائل النقل العام، فينفق الأفراد أقل على وسائل النقل الخاص. بتعبير آخر، يُزاحمُ الإنفاقُ الحكومي الإنفاقَ الخاص. وفي حال فاقَ إنفاقُ الحكومة على البرامج (مثل الخدمات العامة، والتعليم، والدفاع) ما تجمعه من ضرائب، كانتِ النتيجةُ عجزًا في الميزانية الفدرالية. ولإعادة التوازن إلى الميزانية، تعمد الحكومة إلى تخفيض الإنفاق وزيادة الضرائب، أو تلجأ إلى إجراء مزيجٍ من هذين الإجراءين. وعندما لا تنجح في إعادة التوازن إلى الميزانية، فعلى الحكومة سد أي عجزٍ يحدث عبر الاقتراض (تمامًا مثل أي شركةٍ أو وحدةٍ أسرية). وفي العام 1998، وللمرة الأولى خلال جيلٍ كامل في الولايات المتحدة، حدثَ فائضٌ في الميزانية الفدرالية (أي تَجَاوزُ العائداتِ للإنفاق) بمقدار بلغ حوالي 71 مليار دولار، ولكنه كان فائضًا مؤقتًا. أما في العام 2005، فقد بلغ العجز في الميزانية حوالي 318 مليار دولار. وفي السنة المالية لعام 2009، بلغَ العجز الفدرالي مستوًى لم يشهده من قبل، وذلك بأكثر من 1.413 تريليون دولار. وبعد مضيّ ست سنوات على ذلك، أي في نهاية السنة المالية للعام 2015، انخفض ذلك العجز إلى نحو 438 مليار دولار. وقد أدارتِ حكومة الولايات المتحدة عجز الموازنة لسنواتٍ عديدة. ويُعرَف المجموع التراكمي لتلك العُجوزات السابقة بالدَّين القومي، والذي يبلغ الآن حوالي 19.8 تريليون دولار، أي حوالي 61.072 ألف دولار إذا ما قُسِّمَ ذلك المبلغ على كل رَجل وامرأة وطفل في الولايات المتحدة. وتبلغ الفائدة الإجمالية المترتبة على ذلك الدَّين أكثر من 2.5 تريليون دولار كل عام. ولسدّ ذلك العجز، تقترض الحكومة الأمريكية المال من الأفراد والشركات عبر السندات وأذون الخزينة، وهي إقراراتٌ بالدَّين تمنح فوائدَ لمالكيها. ويمثّل الدَّين القومي مسألةً عاطفية، لا تُناقش في أروقة الكونغرس فحسب، بل يجري تداولها أيضًا على ألسنة العامة من الناس. ويرى البعض أن العجوزات في الميزانية تسهم في النمو الاقتصادي والتوظيف العالي واستقرار الأسعار، بينما يتحفظ آخرون على دّينٍ قومي مرتفع كهذا، وتلك التحفظات هي: ليسَ الجميعُ بحاملي سندات: تعي الجكومةُ جيدًأ من يتحمّل عبء الدَّين القومي وتتتبَّع حاملي السندات. ففي حال كان الأغنياء هم فقط حاملي السندات، فهم وحدهم من سيتلقى أموال الفوائد، وقد يصل الأمرُ إلى حصولهم على أكثر مما دفعوه من ضرائب وذلك في شكل فوائد تُدفَع لهم بفضل كونهم يحملون سنداتٍ حكومية. وفي الوقت ذاته، سينتهي الأمرُ بالفقراء، ممن ليس في جعبتهم أيُّ سنداتٍ، إلى دفع ضرائب ستُحوَّل إلى الأغنياء في شكل فوائد، ومن شأن ذلك جعلُ الدَّين عبئًا غير عادل عليهم. ولذلك، أصدرتِ الحكومة في بعض الأحيان تعليماتٍ إلى البنوك التجارية لتخفّض دَينها الإجمالي عبر التخلص من بعض السندات التي تحملها، وهذا ما دفعَ وزارة الخزانة إلى إصدار ما يُعرَف بسندات الادخار. ونظرًا إلى أن هذه السندات يجري إصدارها بفئاتٍ صغيرة نسبيًا، فيغدو مزيد من الناس قادرًا على شراء سندات الدَّين الحكومية وحملها. يُزاحمُ الدَّينُ القومي الاستثمارَ الخاص: للدين القومي تأثيرٌ يطال الاستثمار الخاص أيضًا. ففي حال رفعتِ الحكومةُ معدَّلَ الفائدة على السندات التي تصدرها لتغدوَ قادرةً على بيعها، فإنها تُجبِر الشركاتِ الخاصّةَ، التي تُنافسُ سنداتُها (وهي التزاماتُ ديونٍ طويلةُ الأجل تُصدرها الشركات) الحكومةَ على أموال المستثمرين، على رفع معدل الفائدة على ما تُصدِر من سندات لتبقى في المنافسة. بتعبيرٍ آخر، إن بيعَ الدَّينِ الحكومي لغرض تمويل الإنفاق الحكومي يجعلُ تمويلَ الشركاتِ الخاصة لاستثماراتِها أكثرَ تكلِفةً. ونتيجة لذلك، قد يؤدي الدَّينُ الحكومي إلى مزاحمةِ الاستثمار الخاص والتسبب ببطئ النمو الاقتصادي للقطاع الخاص. الاقتصاد الجزئي: التركيز على الشركات والمستهلكين ما هي المفاهيم الرئيسة للعرض والطلب الخاصة بالاقتصاد الجزئي، وكيف تؤثر في تحديد الأسعار؟ فلننتقلِ الآن من الحديث عنِ الاقتصاد الكلي، ولنركز على الاقتصاد الجزئي، ودراسة الوحدات الأسرية، والشركات والقطاعات الصناعية. يُعنى مجال علم الاقتصاد بدراسة وضع الأسعار وكميات السلع والخدمات في السوق الحرة. من البديهي أن الأفراد والشركاتِ والحكومات يحاولون الحصول على أقصى مردود ممكن من مواردهم المُتاحة والمحدودة؛ إذ يريد المستهلكون شراء أكثر السلع والخدماتِ جودةً بأقل الأسعار الممكنة، أما الشركات فتريد تكاليفَ منخفضةً وعاءداتٍ عاليةً لتحقق أعلى ربحٍ ممكن. والحكومة بدورها تريد استخدام عائداتها لتقديم أفضل السلع والخدمات الممكنة. وتنتقي الفئات الثلاث السابقة من بين البدائل المتوفرة لها مُركّزةً على أسعار السلع والخدمات. وبوصفنا مستهلكين في سوقٍ حرة، فنحن نؤثر في ما يُنتَج، فمثلًا لو كان الطعام المكسيكي هو الرائج، فسيجذب الطلبُ المرتفع روادَ الأعمال الذين يفتتحون مطاعم مكسيكيةً أكثر، إذ يريدُ أولئك الأشخاص المنافسة للحصول على أموالنا عبر تزويدنا بطعامٍ مكسيكيٍّ بسعر أقل، وأكثر جودة، أو بخصائص متنوعة. في هذا القسم من الكتاب، سنشرح كيف لخيارات المستهلكين والشركات التأثير في أسعار السلع والخدمات، وفي مدى توفُّرها. الصورة 1.10 غالاكسي نوت 7: مُنيت استراتيجيةُ شركة سامسونج الراميةُ إلى انتزاع السيطرة من شركة آبل، منتجةِ هواتف آيفون، بمأزقٍ لا تُحسَد عليه وذلك عندما اضطرت إلى سحب هواتفها من طراز نوت 7 واستبعادها. فقد تَسبَّبَ خللٌ في بطاريات ذلك الهاتف باشتعاله وإحداثِ ضرر بالغ. وانتهى المطافُ بسامسونج إلى وأدِ خط الإنتاج الخاص بنوت 7 كاملًا في مَهده، وذلك بعد أن سحبت حوالي ثلاثة ملايين ها الصورة 1.10 غالاكسي نوت 7 مُنيت استراتيجيةُ شركة سامسونج الراميةُ إلى انتزاع السيطرة من شركة آبل، منتجةِ هواتف آيفون، بمأزقٍ لا تُحسَد عليه وذلك عندما اضطرت إلى سحب هواتفها من طراز نوت 7 واستبعادها. فقد تَسبَّبَ خللٌ في بطاريات ذلك الهاتف باشتعاله وإحداثِ ضرر بالغ. وانتهى المطافُ بسامسونج إلى وأدِ خط الإنتاج الخاص بنوت 7 كاملًا في مَهده، وذلك بعد أن سحبت حوالي ثلاثة ملايين هاتف، وهو ما كلفها خسارةً فاقت خمسة مليارات دولار. كيفَ تحدد الشركاتُ الجودةَ المثلى للسلع والخدمات قبل أن توفرها للمسهتلكين؟ (حقوق الصورة محفوظة ل باول سوليفان / فليكر) طبيعة الطلب يُعرَّف الطلب بأنه كمية السلع والخدمات التي يرغب الناس في شرائها بأسعار متنوعة. فكلما ارتفعَ السعر، قلَّتِ الكمية التي يطلبها المستهلكون، والعكس صحيح. ويُسمَّى الرسم البياني الذي يوصِّف تلك العلاقة بمنحنى الطلب. لنفترض أنك مالكُ محلٍّ يبيعُ معاطف للمتزلجين، وأنك بفضل خبرتك السابقة تعلمُ أنه بوسعك بيعُ العديد من تلك المعاطف بأسعارٍ مختلفة. يصف المخطط البياني 1.11 أدناه هذه المعلومة؛ إذ يُظهِر المحور x (المحور الأفقي) كمية المعاطف، بينما يُبيّن المحورُ y (المحور العمودي) سعرَ تلك المعاطف ذا الصلة. فمثلًا، مقابل 100 دولار، سيشتري المستهلكون (سيطلبون) 600 معطف تزلج. في الرسم البياني، ينحدر منحنى الطلب هبوطًا وباتجاه اليمين، لأنه مع انخفاض السعر سيريد الناس شراء مزيد من المعاطف. وسيشتري بعض الناس، ممن كانوا لا يريدون الشراء، معاطفَ بأدنى سعر. كما سيشتري بعض المتزلجين، الذين يملكون معطف تزلجٍ، واحدًا آخر. كما يُظهِر الرسم البياني أنه في حال قمتَ بعرض عدد كبير من المعاطف في السوق، فسيكون عليك تخفيض السعر لتتمكن من بيعها جميعًا. إنَّ فهمَ الطلب أمرٌ لا غنى عنه للشركات، إذ يبيّنك لك الطلبُ الكمية التي بوسعك بيعُها وبأيّ سعر. أي بتعبيرٍ آخر، على كم من المال ستحصل شركتك، والذي سيُستخدَم لتغطية التكاليف وتأمُّلِ تحقيق ربح. إنَّ قياسَ الطلب أمرٌ بالغُ الصعوبة للشركات الكبرى، فما بالك بالصغرى! الصورة 1.11: منحنى الطلب الخاص بمعاطف المتزلجين، (حقوق الصورة محفوظة لجامعة رايس (Rice)، أوبن ستاك (OpenStax)) طبيعة العرض لا يكفي الطلبُ لوحده لشرح كيف تُحدِّدُ السوقُ الأسعار، بل علينا أيضًا الاطلاع على العرض؛ وهو كمية السلع والخدمات التي توفرها الشركات مقابل أسعار متنوعة. فكلما ارتفع سعر المعاطف، زادَ عددُ المعاطف التي سيعرضها التاجر، والعكس صحيح. ويُسمّى الرسم البياني للعلاقة بين الأسعار المختلفة والكميات التي تعرضها شركةٌ ما بمنحنى العرض. ويمكننا أن نُمَثِّل مجددًا كميات المعاطف باستخدام رسمٍ بياني تكون فيه كمية المعاطف على المحور x والسعر على المحور y. وكما توضح الصورة 1.12، سيتوفر 800 معطفًا مقابل سعر 100 دولار. لاحِظ أن منحنى العرض يتجه صعودًا ونحو اليمين، أي عكس منحنى الطلب. ففي حال رغبَ المتزلجون في دفعِ أسعارٍ أعلى، فسيشتري موردو المعاطف مُدخَلاتٍ أكثر (مثلًا: قماش من ماركة جوري تيكس، صبغة، آلات، وعمل) وسينتجون معاطفَ أكثر، كما ستغدو الكميةُ المعروضة أكبر وبأسعارٍ أعلى، لأن بوسع المصنعين جَنيُ أرباحٍ أكثر. الصورة 1.12: منحنى العرض الخاص بمعاطف المتزلجين، (حقوق الصورة محفوظة لجامعة رايس (Rice)، أوبن ستاك (OpenStax)) كيف يتفاعلُ العَرضُ والطلب ويساعدان في تحديد الأسعار؟ في ظل اقتصادٍ مستقر، يعتمد عددُ المعاطف التي يطلبها المتزلجون على أسعارها. والأمر مماثل بالنسبة للمعاطف التي يعرضها الموردون؛ إذ يتوقف عددُ ما يعرضوه منها على أسعارها. ولكن، عندَ أي سعرٍ سيوافق طلبُ المستهلكين على المعاطف الكميّةَ التي سيُنتجها الموردون؟ للإجابة عن السؤال هذا، علينا النظرُ إلى ما يحدثُ عندما يتفاعلُ العرضُ معَ الطلب. وإذا ما مثّلنا لمنحنى العرض ومنحنى الطلب في رسمٍ بياني واحد في الصورة رقم 1.13 أدناه، نرى أنهما يتقاطعان عندَ كميةٍ وسعرٍ محددين. وعند نقطة التقاطع تلك، المُمثُّلِ لها بالحرف E، تتساوى الكميةُ التي طُلِبَت معَ الكمية التي عُرِضَت؛ هذه هي نقطة التوازُن، والسعرُ عندها يبلغ 80 دولارًا، في حين تبلغ الكمية في نقطة التوازن تلك 700 معطف. إذًا، ثمة توازنٌ عند تلك النقطة بين الكمية التي سيشتريها المستهلكون وبين تلك التي سيوفرها الموردون. وتتحقق نقطة التوازن في السوق عبر سلسلةٍ من التعديلات في الكمية والسعر، والتي تحدثُ تلقائيًا. وفي حالِ ارتفاع السعر إلى 160 دولار، يُنتِجُ الموردون كمية معاطف تزيد عن تلك التي يريد المستهلكون شراءها، وينتج عن ذلك فائضٌ. ولبيع معاطف أكثر، فعلى الأسعار أن تنخفض، فيؤدي الفائض إلى هبوط الأسعار لحين بلوغ نقطة التوازن بين المعروض والمطلوب. وعندما ينخفض السعر إلى 60 دولارًا، ترتفع كمية المعاطف المطلوبة إلى ما فوق العرض المتوفر، ثم يُجبر العجزُ الناتجُ الأسعارَ على الارتفاع لحين بلوغها نقطة التوازن عند 80 دولارًا. الصورة 1.13: سعر نقطة التوازن وكمية معاطف المتزلجين، (حقوق الصورة محفوظة لجامعى رايس (Rice)، أوبن ستاك (OpenStax)) وسيميل عددُ معاطف التزلج المعروضة والمباعة بـ 80 دولارًا إلى الاستقرار عند نقطة التوازن، ما لم يحدث تغيُّرٌ في العرض أو في الطلب. فلوِ ارتفعَ العرض، سيُشترى المزيد من المعاطف عند كل سعر، وسينحرف منحنى الطلب نحو اليمين (كما يُظهِر الخطُ D2 في الصورة رقم 1.14). وفي حال انخفضَ الطلبُ، فسيُباع عددٌ أقل من المعاطف عند كل سعر، وسينحرف منحنى الطلب نحو اليسار (D1). عندما انخفضَ الطلب، اشترى المتزلجون 500 معطفٍ عند سعر 80 دولارًا بدلًا من 700 معطف. أما عندما ارتفع الطلب، فقدِ اشتَرَوا 800 معطف. الصورة 1.14: التغيرات في الطلب على معاطف التزلج، (حقوق الصورة محفوظة لجامعة رايس (Rice)، أوبن ستاك (OpenStax)) التغيُّرات في الطلب يمكن لأمور عديدة أن تزيد من الطلب أو أن تخفِّضه. فمثلًا لوِ ارتفعَ دخلُ المتزلجين، فقد يقررون شراء معطفٍ ثانٍ. أما لوِ انخفضَ دخلُهم، فقد يرتدي الذين كانوا قد خططوا لشراءِ معطفٍ جديد واحدًا قديمًا بدلًا من ذلك. ويمكن كذلك للتغيرات في الموضة والأذواق التأثيرُ في الطلب أيضًا، فمثلًا لو باتَ التزلُّج فجأةً موضةً قديمة، فسينخفض الطلب على معاطف التزلج سريعًا. ومن العوامل التي قد تؤثر في الطلب ارتفاعُ سعر المُنتجات ذات الصلة، بمعنى لو ارتفع السعر الوسطي للوح التزلج إلى 1000 دولار، فسيعتزل المتزلجون ممارسةَ هذه الرياضة وسينخفض الطلب على المعاطف. وهناك عاملٌ آخر كفيلٌ بتغيير الطلب، وهو التوقعات بشأن الأسعار في المستقبل. فلو توقعتَ ارتفاع أسعار المعاطف بشكل كبير في المستقبل، فقد تُقرِّر شراءَ واحدٍ اليوم. أما لو توقعتَ هبوطَ أسعارها، فقد تؤجّل الشراء. وأخيرًا، يُؤثر تقلّب وتغيّر عدد المشترين في الطلب أيضًا، فالتزلج مثلًا رياضةٌ تمارسها فئةُ الشباب، وطالما أن عدد المراهقين آخذٌ في الازدياد على مدى السنوات القادمة، فسيرتفع الطلبُ على معاطف التزلج. التغيرات في العرض هناك عوامل أخرى تؤثر في العرض، إذ تقلل التكنولوجيا الحديثة من تكاليف الإنتاج عادة. فعلى سبيل المثال، اشترت شركة نورث فيس (North Face)، وهي أحد موردي معاطف التزلج، آلاتِ موجَّهة بالليزر لقص التصاميم، وأجهزة تعمل بمساعدة الحاسوب. فأدى ذلك إلى انخفاض تكاليف إنتاج المعطف الواحد، مما رفع الفائدة التي تجنيها تلك الشركة عن كل معطف تنتِجه. ومثَّلَ ذلك حافزًا لتوريد مزيد من المعاطف عند كل سعر. وفي حال ارتفاع أسعار الموارد التي تعتمد عليها الشركة المذكورة، مثل تكاليف العمل أو سعر القماش، فستجني الشركةُ فوائد أقل عن كل معطفٍ تنتجه، وسيؤدي ذلك إلى خفض كمية المعطف التي تنتجُ عند كل سعر، والعكس صحيحٌ. ويمكن أيضًا للتغيرات في أسعار السلع الأخرى أن تؤثر في العرض. فلنقُل إن رياضة التزلج على الجليد استعادت مجدها الغابر، وازداد عددُ المتزلجين بشكل متسارع رافعًا معه أسعار معاطف التزلج. عندها يمكن لشركة نورث فيس توظيف ما لديها من آلاتٍ وقماش لإنتاج معاطف تزلج. ولو تمكنتِ الشركة من تحقيق ربحٍ من صناعة معاطف المتزلجين على الثلج يفوق ذلك الذي تجنيه من إنتاج معاطف المتزلجين على ألواح، فستقلل من إنتاج هذه الأخيرة عند كل سعر. ويؤدي تغير عدد المنتجين إلى انحرافٍ في منحنى العرض أيضًا، فزيادة عدد موردي معاطف التزلج، سيؤدي إلى عرض المزيد منها في السوق عند كل سعر. أما في حال توقف أحدُ المنتجين عن عرض معاطف التزلج، فمن الطبيعي أن ينخفض العرض من تلك المعاطف. ويمكن للضرائب أيضًا أن تؤثر في العرض؛ فلو قررتِ الحكومةُ لسببٍ ما أن تفرض ضريبة على كل معطفِ تزلجٍ يُنتَج، فستقل الأرباح، وتقل معها كمية المعروض من تلك المعاطف في السوق عند كل سعر. ويلخّص الجدول 1.2 العوامل التي من شأنها تغيير منحنيي العرض والطلب. ولفهمٍ أفضلَ للعلاقة بين العرض والطلب في الاقتصاد، فلنلاحظ التأثيرَ الذي أحدثه إعصارُ كاترينا عام 2005 في أسعار الطاقة في الولايات المتحدة. فقد كانت أسعارُ النفط والغاز مرتفعةً حتى قبل أن يتسبب الإعصار في إيقاف عجلة الإنتاج في منطقة ساحل الخليج الأمريكي. ويقع معظمُ مواقع الحَفر والتنقيب التابعة للولايات المتحدة الأمريكية في خليج المكسيك، كما يتركز حوالي 30% من القدرة التكريرية لها في الولايات المطلة على خليج المكسيك، والتي تأثرت بالإعصار بشدة. وقدِ ارتفعتِ الأسعارُ بشكل فوري تقريبًا من جراء الأضرار التي خلّفها الإعصار، تزامنًا مع انخفاض العرض، بينما بقي الطلب على حاله. وقد أثبت الإعصارُ هشاشةَ العرض من الطاقة الخاص بالولايات المتحدة، ليس فقط أمام الكوارث، بل أيضًا أمام الهجمات الإرهابية ورفعِ الأسعار من قبل الدول المنتجة للنفط. وقد تساءلَ عددٌ من خبراء سياسة الطاقة عن جدوى وجود ذلك التركيز العالي من المنشآت النفطية، حوالي 25% من البنية التحتية الخاصة بإنتاج النفط والغاز الطبيعي، في ولاياتٍ دائمًا ما تكونُ عُرضةً للأعاصير. كما أن مصافي النفط كانت شبهَ مملوءةٍ قبل أن يضربَ الإعصار. العوامل التي تُحدِث انحرافًا في منحنيي العرض والطلب انحراف الطلب باتجاه اليسار في حال باتجاه اليمين في حال العامل انخفضت ارتفعت دخول المشترين انخفضت ارتفعت تقضيلات/ أذواق المشترين انخفضت ارتفعت أسعار المنتجات البديلة كانت ستنخفض كانت سترتفع التوقعات بشأن الأسعار المستقبلية انخفاضه ارتفاعه عدد المشترين انحراف العرض باتجاه اليسار في حال باتجاه اليمين في حال العامل زادتِ التكلفةَ خفَّضتِ التكلفةَ التكنولوجيا ارتفعت هبطت أسعار الموارد ارتفاع ربحِ المُنتَج الآخر انخفاض ربحِ المُنتَج الآخر التغيرات في أسعار منتجات أخرى يمكن إنتاجها بالموارد ذاتها انخفض ارتفع عدد الموردين ارتفعت انخفضت الضرائب الجدول 1.2 ويؤثر ارتفاع أسعار الطاقة في الاقتصاد بطرقٍ شتى. وفي ظل سعرٍ يتراوح بين 50 و60 دولارًا للبرميل الواحد_ وهو سعرٌ يفوق ضِعفَ الذي كان سائدًا في العام 2003_ فقد تأثرَ بذلك كلٌ من الشركات والمستهلكين من الناحية المالية. فالشركات الزراعية الواقعة في وسط غرب الولايات المتحدة تصدِّر حوالي 70% من إنتاجها من الحبوب عبر المرافئ المقامة على خليج المكسيك، وفي ظل قلة المساحات المخصصة لرسوّ السفن، والقابلة للاستخدام، فلم يعد بوسع القوارب تفريغُ حمولتها والعودة لشحن مزيدٍ من المحاصيل. وبذلك، باتَ العَرضُ من خدمات وسائل النقل ومن منتجات الحبوب غير كافٍ لتلبية الطلب، وهذا ما رفع من أجور النقل وأسعار الحبوب معًا. كما أسهمت أسعارُ البنزين المرتفعة أيضًا في زيادة الأسعار، نظرًا إلى ارتباط حوالي 80% من نفقات الشحن بمشتقات الوقود. وبعد حوالي عقدٍ من إعصار كاترينا، شهدت أسعار البنزين في الولايات المتحدة تقلباتٍ دراماتيكية، بلغت خلالها تكلفة غالون واحد من البنزين العادي أوجها في العام 2014 عند سعر 3.71 دولارًا، ثم انخفض إلى سعر 1.69 في أوائل عام 2015، وبعدها عاود ارتفاعه باعتدالٍ هذه المرة، فوصل إلى سعر 2.36 دولارًا في أواسط العام 2017. وقد أظهرت دراسةٌ حديثة، أجراها بنك جي بي مورغان تشيس (JP Morgan Chase)، أن المستهلكين ينفقون حوالي 80% من مدخراتهم التي جنَوها مستغلين انخفاض أسعار البنزين، والذي بدوره يدعم الاقتصاد ككل. ترجمة -وبتصرف- للفصل (Understanding Economic Systems and Business) من كتاب introduction to business1 نقطة
-
من بين السلاسل الجديدة للمقالات التي نعرضها عليكم في مجال ريادة الأعمال، السلسلة التالية بعنوان مدخل إلى عالم الأعمال والتي سنتطرق في أول باب لها من إلى أهم ما يتعلق بالأنظمة الاقتصادية والأعمال التجارية. انطلاقا من طبيعة العمل التجاري، ومقوماته، ومميزاته. ثم بيئة العمل التجاري بما فيها من عوامل تؤثر فيه. لننتقل لاحقا للحديث عن الأنظمة الاقتصادية الرئيسة في العالم، لنتعرف بعدها على مفهومَي الاقتصاد الكلي والجزئي والفرق بينهما. وفي الأخير سنشير إلى مصطلح المنافسة في السوق الحرة، كما سنتعرف على أهم أنواعها، وكذا أهم التوجهات الحديثة في بيئة الأعمال والمنافسة. .anntional__paragraph { border: 3px solid #f5f5f5; margin: 20px 0 14px; position: relative; display: block; padding: 25px 30px; } استكشاف المهن التجارية مؤسسة تيم روبيكون (Team Rubicon): الإغاثة في الكوارث والشعور بوجود الهدف تمثل المؤسسات غير الربحية قوة لا يمكن تجاهلها في عالم الأعمال كونها تشغل حيّزًا كبيرًا من النشاط الاقتصادي في العديد من الدول الكبرى، مثل الولايات المتحدة، وذلك بالرغم من أنها تهدف إلى تحقيقَ أهدافها أكثر من تركيزها على جني الأرباح، وهي بذلك تخرج عن النمط التقليدي لعالم الأعمال، الذي يعد الربحُ الهدفَ الأول للمنخرطين فيه. وهذا بالذات ما يتيح لها السعي نحو تنفيذ مهماتٍ تفضي إلى تطويرٍ اجتماعي وإسهاماتٍ تطالُ تأثيراتُها المجتمعَ ككل. وكي يصبح الفردُ وليكون شخصٌ مُوظّفًا مساهمًا ومؤثرًا بحقٍّ في مؤسسة غير ربحية، فعليه أن يُشارك تلك المؤسسة رؤيتها ويتبنّى أهدافها ورسالتها. وإذا ما انتقلنا إلى الحديث عن الرؤية الخاصة بمؤسسة تيم روبيكون، فقد صاغها مؤسساها؛ جيك وود ووليم مكنولتي (Jake Wood & William McNulty) بعد ما شاهدا الدمار الذي خلّفه الزلزالُ الذي ضرب دولة هايتي في العام 2010، فهرعا إلى العمل. وكِلا الرَّجُلين من جنود البحرية، وقد أدركا أن بوسعهما فعل شيءٍ للمساعدة في ذلك الوضع المأساوي. وفي غضون أربعٍ وعشرين ساعة، كانا قد أمَّنا مساعدةً من ستة رجال آخرين من الجنود السابقين والذين كانوا من أوائل المستجيبين لتلك المبادرة؛ فجمعا تبرعاتٍ وإمدادات من عائلتيهما وأصدقائهما وحملاها إلى هايتي لتقديم المساعدة الإغاثية لأهلها، وهكذا بدأت وأبصرت مؤسسة تيم روبيكون (Team Rubicon) النور. الصورة 1.2: مؤسسة تيم روبيكون(Team Rubicon): (حقوق الصورة محفوظة ل مكتب إدراة الأراضي في أوريغون وواشنطن (Bureau of Land Management Oregon and Washington/ فليكر) وقدِ اشتُقَّ اسم هذه المؤسسة من نهر روبيكون؛ وهو نهر يجري في شمال إيطاليا كان قد عبره يوليوس قيصر بجنوده خلال زحفهم الملحمي نحو روما، في وقتٍ كان يمثّلُ فيه ذلك النهر نقطة اللاعودة، إذ كان عبوره قرارًا لا يمكن الرجوع عنه. ويشير هذا الاسمُ إلى التجارب التي مر بها هذان الرجلان خلال الكارثة التي أعقبت زلزال هايتي؛ فلم يلقيا بالًا لنصائح مسؤولي الحكومة ومؤسساتٍ إغاثية أخرى حاولت ثنيهما عن المضي قُدُمًا في مسعاهما للمساعدة، إذ عبَرَ الفريقُ الصغير الذي كانا يقودانه نحو هايتي عبر جمهورية الدومينيكان حاملًا أفرادُه مسلتزماتٍ وإمداداتٍ طبيةً أساسية لآلافٍ من ضحايا الزلزال. وبعد مرور سبع سنوات، باتت مهمةُ مؤسسة تيم روبيكون ذاتَ شقين؛ وهما الجمعُ بين خبرات الجنود السابقين ومهاراتهم مع جهود أوائل المستجيبين لمهمة تلك المؤسسة من الذين يبدأون العمل لديها بحماسٍ وشغف تجاه أي نوعٍ كان من الكوارث، وإيصالُ رسالةِ الإحساس بالانتماء إلى المجتمع والشعور بالإنجاز لأولئك الجنود السابقين ممن خدموا وطنهم بفخر، ولكنهم باتوا يعانون من تبعات ما مروا به من تجارب خلال الحرب. ووفقًا للبيان الخاص بمهمة تلك المؤسسة، فإنها تسعى إلى تقديم ثلاثة أمور للجنود السابقين قد يحرمون منها أحيانًا بعد تركهم الحياة العسكرية، وهي: الهدف؛ المتمثل في الإغاثة أثناء الكوارث، والشعور بالانتماء إلى المجتمع الذي يُستمَد من الخدمة مع الآخرين؛ والشعور بالقيمة الذاتية الذي يولّده الاعترافُ بالتأثير الذي يمكن للشخص أن يُحدِثهُ عند التعامل مع الكوارث الطبيعية. يتكون فريق مؤسسة تيم روبيكون، ومقرها مدينة لوس أنجلوس، من أكثر من ستين موظفًا يعملون في عشر مناطق على امتداد البلاد، ويرفدهم أكثرُ من 40 ألف متطوعٍ على أُهبة الاستعداد للانتشار خلال أربع وعشرين ساعة. وكما هو الحال بالنسبة للمؤسسات الربحية، تتضمن المناصب الوظيفية في تلك المؤسسة مديرين إقليميين، وعملياتٍ ميدانية (بما في ذلك العضوية والتدريب)، وتسويقًا، ووسائل اتصال، وتواصلًا اجتماعيًا، وجمع تبرعاتٍ، وتطوير شراكاتٍ، وشؤونًا مالية ومحاسبية، وتطوير الموارد البشرية عبر الارتقاء بإنتاجية الفرد. ويوظف أفراد فريق تلك المؤسسة ما لديهم من خبراتٍ عسكرية أو مهنية، أو كليهما معًا، في أعمالهم اليومية، وتوحدهم الرؤية الخاصة بالمؤسسة. وقد بدأ العديد من أفراد تلك المؤسسة متطوعين لديها في وقتٍ كانوا يمارسون فيه مهنًا ربحية، بينما استفاد آخرون من برنامج الشراكة القوية للمؤسسة ليتعرفوا على مهمتها ويركزوا على الإغاثة في الكوارث. وفي العام 2016 دربت مؤسسةُ تيم روبيكون ثمانية آلاف من الجنود السابقين والمُسعفين المُختصين بالكوارثالأفراد الذين سارعوا إلى الانضمام إلى المهمة التي تضطلع به، كما استجابت لستٍّ وأربعين كارثة، والتي استغرق التعامل مع آثارها أكثر من 85 ألف ساعة تطوع. وإلى جانب التبرعات التي تتلقاها من الأفراد والشركات، تعتمد تلك المؤسسة على الشراكة التي تقيمها مع مؤسسات أخرى، مثل شركة الطيران ساوث ويست (Southwest)، التي توفر سنويًا لمتطوعي تلك المؤسسة مئاتٍ من رحلات الطيران المجانية بغية تأمين وصولهم إلى مناطق الكوارث. وتنخرط مؤسسة تيم روبيكون بفعالية في أنشطةٍ على الصعيد الوطني، وتشمل هذه المشاركة كافّة مستوياتها، من المتطوعين إلى أعضاء مجلس الإدارة، وتشمل كذلك كل الإمكانيّات والموارد التي توفّرها؛ من التدريب مرورًا بالتخطيط والتطبيق والسعي لجمع تبرعاتٍ واستقطاب متطوعين للمساعدة في كل ما يخص الإغاثة في الكوارث. وخلال السنوات القليلة الماضية، اعتُرف بمؤسسة تيم روبيكون على أنها إحدى أفضل المؤسسات غير الربحية للعمل لديها من قِبَل صحيفة ذا ننبروفيت تايمز (The NonProfit Times)، وذلك بناءً على استقصاءاتٍ شملت الموظفين، وعلى المعلومات والمُدخَلات حول بيئة العمل لديها والواردة من شركاء العمل. وبالرغم من أن مجال اللاربحية قد لا يعود بالنفع على الجميع، ولكن لو أخذنا نموه بالحسبان ضمن الاقتصاد ككل، فسنجده مصدر اهتمامٍ وتعاطفٍ من قبل العديد من الناس. فعزمُ مؤسسة تيم روبيكون على مساعدة من هم في حاجة إلى المساعدة، بمن فيهم ضحايا الكوارث والعسكريين الذين انتهت خدمتُهم، يتيح فرصًا للمهتمين بالمهن غير الربحية إضافة إلى الشغوفين بمساعدة الآخرين. يستشكف هذا المقالُ ماهية العمل التجاري، لتمييزه عن سواه من أنشطة تتشابه معه في نواحٍ، وتختلف في أخرى، ثم ينتقل إلى الإضاءة على البيئة التي تسود العملَ التجاري، والعوامل الذي تؤثّر فيه. طبيعة العمل التجاري كيف تساعد الشركات التجارية والمؤسسات غير الربحية في تحديد مستوى معيشتنا؟ هل فكرتَ للحظةٍ في العدد الكبير من المؤسسات التجارية المختلفة التي تحتك بها خلال يوم عادي. فمثلًا، وأنت في طريقك إلى الجامعة، تقف عند محطة وقود لتملأ خزان سيارتك، وتلك المحطة ما هي إلا جزءٌ من شركة وقود كبرى على مستوى البلد. ثم تشتري طعام الغداء من أحد متاجر سلسلة وجبات سريعة، مثل تاكو بل، أو ماكدونالدز، أو من أحد متاجر البيتزا الموجودة القريبة منك. وفي كثير من الأوقات قد لا تملك نقودًا ورقيّة للدفع، عندها يمكنك الدفع من رصيدك المصرفي باستخدام هاتفك الذكي أو تطبيقٍ على أي جهازٍ آخر يتيح ذلك. كما أنك لم تعُد بحاجة إلى زيارة المتجر؛ فمن شأن التسوق على الإنترنت أن يجلب المتجر إليك ويوفر لك كل ما تحتاج من ملابس، أو طعام، أو فرش منزل، أو بطاقات حضور الحفلات…إلخ. فالشركة التجارية (Business) هي مؤسسة تسعى إلى الربح عبر توفير السلع والخدمات التي يرغب بها زبائنها. وتلبي تلك الشركات احتياجاتِ زبائنها بتوفير الرعاية الطبية لهم ووسائل النقل وغيرها من السلع والخدمات التي لا حصر لها. أما السلع (Goods)، فهي المُنتجات الملموسة التي تُصنّعها الشركات، مثل الحواسيب المحمولة. بينما تُعرَّف الخدمات (Services) بأنها ما تقدمه الشركات من أمورٍ غير ملموسة، لا تُمسَك باليد، ولا تُلمَس، ولا تُخزَّن؛ فما يقدمه الأطبّاء والمحامون ومصففو الشعر وغاسلو السيارات وشركات الطيران يُعرَف بالخدمات. كما توفر الشركاتُ التجارية ما تحتاجه مؤسساتٌ أخرى، مثل المستشفيات ومحلات البيع بالتجزئة والحكومات، وذلك عبر إمدادها بالآلات، والسلع، والحواسيب، وآلاف السلع الأخرى. وبذلك نرى أن الشركات تنتج السلع وتوفر الخدمات التي تشكّل أساسَ مستوى المعيشة (Standard of Living) خاصتنا؛ إذ يُقاس مستوى المعيشة لأي بلد بحصيلة السلع والخدمات التي يمكن للأفراد شراؤها بالمال الذي يملكون. ومستوى المعيشة في بعض الدول ذات الاقتصادات القويّة، مثل الولايات المتحدة الأمريكية يُعد واحدًا من أعلى مستويات المعيشة في العالم؛ فالبرغم من أن دولًا عديدة أخرى، مثل سويسرا وألمانيا، لديها متوسط أجورٍ أعلى من مثيله في الولايات المتحدة، إلا أن مستوى المعيشة لديها أدنى مقارنة بالولايات المتحدة، لأن الأسعار فيها أعلى بكثير من تلك السائدة في الولايات المتحدة؛ بمعنىً آخر، إن كمية الأموال ذاتها تشتري في تلك الدول أقل مما يمكنها شراؤه في الولايات المتحدة؛ فمثلًا يمكنك شراء وجبة إضافية من ماكدونالدز بخمسة دولارات في الولايات المتحدة، بينما ستضطر إلى دفع عشرة دولارات للحصول على وجبة مماثلة في دول أخرى. وتلعب الشركات التجارية دورًا أساسيًا في تحديد جودة حياتنا عبر توفير الوظائف والسلع والخدمات للمجتمع. ويشير اصطلاح جودة الحياة (Quality of Life) إلى المستوى العام لسعادة الفرد الذي يقوم على أمورٍ مثل متوسط الأعمار، ومعايير مستويات التعليم، والنظافة، والصحة، ووقت الفراغ. ويقتضي تكريسُ مستوى جودة حياةٍ عالٍ تضافرَ جهود الشركات والحكومات والمؤسسات غير الربحية. في العام 2017، صُنِّفَت مدينة فيينا النمساوية الأعلى من ناحية جودة المعيشة في العالم، بينما حلَّت مدينة زيوريخ السويسرية ثانيًا، وبعدها مدينة أوكلاند في نيوزيلندا، ثم ميونيخ في ألمانيا. وقد يبدو مفاجئًا أنْ ليس من ضمن الدول العشر الأولى أي مدينة من مدن الولايات المتحدة الأمريكية. فسبعٌ من أول عشر دول من ناحية جودة الحياة واقعةٌ في أوروبا الغربية؛ واثنتان في أستراليا ونيوزيلندا، وواحدة في كندا. وعلى الطرف الآخر من ذلك المقياس، جاءت مدينة بغداد العراقية متذيلة الترتيب كأسوأ مدينة من ناحية جودة الحياة. ولكن تحقيق جودة حياة لا يخلو من مخاطر؛ والمخاطر (Risks) هي احتمال وقوع خسارةٍ في المال أو الوقت أو عدم القدرة على تحقيق أهداف المؤسسة. فعدمُ وجود عدد كافٍ من المتبرعين بالدم، سيجعل الصليب الأحمر الأمريكي، على سبيل المثال، عاجزًا عن تلبية الطلب على الدم الناجم عن بعض الكوارث. وتواجه شركاتٌ، مثل مايكروسوفت، خطر عدم تحقيق العائدات المرجوة والأهدافِ الربحية؛ فالعائدات (Revenues) هي المال الذي تتحصل عليه الشركات من بيع السلع وتقديم الخدمات للزبائن. أما التكاليف (Costs)، فهي ما تنفقه شركةٌ ما من أموال على الإيجار، والرواتب، والمستلزمات، ووسائل النقل، وغيرها من المواد التي تستخدمها لإنتاج السلع وتقديم الخدمات. فعلى سبيل المثال، تشمل بعضُ النفقات التي تتكبدها شركة مايكروسوفت في تطوير برمجيات الحاسوب الخاصة بها، نفقات الرواتب والمنشآت والإعلانات. وفي حال تبقّى لدى مايكروسوفت مالٌ بعد دفعها كافة نفقاتها، فتكون قد حققت ربحًا (Profit)، وبذلك فإن أي شركة تزيدُ نفقاتُها على عائداتها تكون قد وقعت في خسارة. وعندما تستخدم شركةٌ ما مثل مايكروسوفت مواردها بذكاء، فيمكنها زيادة مبيعاتها، وتقليل نفقاتها، وتحقيق ربح، ولكن لا تحقق كل الشركات ربحًا، وهذا هو الخطر الأكبر عند الدخول في عالم الأعمال. ففي عالم الأعمال في الدول الكُبرى مثل في الولايات المتحدة اليوم، ثمة عمومًا علاقة مباشرة بين المخاطر والأرباح، فكلما زادتِ المخاطر، يزداد احتمال تحقيق أرباح (أو تكبُّدُ خسائر). فالشركات التي تتخذ مواقف وقرارات حذرة وخطوات بطيئة قد تجد نفسها خلف الرَّكب وتخسر لصالح منافسين أكثر براعة ممن يتكيفون بسرعةٍ مع التغير في بيئة الأعمال التي لا تستقر على حال. خذ شركة سوني على سبيل المثال، عملاقَ الإلكترونيات الياباني، والتي كانت ذات يومٍ رائدة صناعة مشغلات الموسيقى المعروفة بلقب ووكمان إلى جانب تلفزيونات ترينتونترينيترون. فقد خرجت من المنافسة رويدًا رويدًا وخسرت الأرباح على مدى عقدين من الزمن لصالح شركات أخرى منافسة، وكان مردُّ ذلك إلى عدم توظيفها التقنيات الحديثة، مثل الصيغة الموسيقية الرقمية وشاشات التلفاز المسطحة، إذ أخطأت تلك الشركة في الحكم على ما يرغب به المستهلكون وتتطلبه السوق المُعاصرة فأبقت على التقنيات التي كانت تملكها بدلًا من أن تقدم لهم خياراتٍ تقنيةً قابلة للتشغيل على أجهزة مختلفة. وفي المقابل، حازت شركة آبل، التي سطع نجمُها في تلك الفترة في مجال أجهزة الموسيقى الشخصية، على حصة الأسد في سوق الموسيقى الرقمية، بعد تقديمها خدمة البث الموسيقي عبر مشغّل الموسيقى آي بود وتطبيق آي تيونز. وبحلول العام 2016، أعادت شركة سوني هيكلة محفظة الأعمال (الميزانية العامة ) خاصتها وشهدت نجاحًا باهرًا بفضل أجهزة الألعاب بلي ستيشن 4 ومحتوى الألعاب الأصلية. المؤسسات غير الربحية لا تسعى كل المؤسسات إلى الربح؛ فالمؤسسة غير الربحية (Non-for-Profit Organization) تسعى إلى تحقيق هدفٍ يختلف عن الهدف المعتاد للأعمال التجارية (تحقيق الأرباح). فالمؤسسات الخيرية، مثل هابيتات فور هيومانيتي (Habitat for Humanity) ويونايتد واي (United Way) وذي أميريكان كانسر سوسايتي (The American Cancer Society) وذا وورلد وايلدلايف فاند (The World Wildlife Fund)، كلها مؤسسات غير ربحية، كما هو الحال بالنسبة للمستشفيات، وحدائق الحيوان، ومؤسسات الفنون، والمجموعات المدنية، والمؤسسات الدينية. وعلى مدار الأعوام العشرين الماضية، ازداد عدد المؤسسات غير الربحية، إلى جانب عدد الموظفين والمتطوعين لديها، بشكل ملحوظ. وتعد الحكومة المجموعة غير الربحية الأكبر والأكثر هيمنة، وبالإضافة إلى ذلك؛ ينشط أكثر من مليون ونصف المليون من الهيئات اللاربحية غير الحكومية في دول كُبرى، مثل الولايات المتحدة حاليًا، والتي تساهم بأكثر من 900 مليار دولارٍ أمريكي سنويًا في اقتصاد الولايات المتحدة. وكمثيلاتها من المؤسسات الربحية، تحدد المؤسسات غير الربحية أهدافًا وتحتاج إلى موارد لتحقيق تلك الأهداف. ولكن أهدافها تلك لا تركز على جني الأرباح، فمثلًا قد يكون هدف مؤسسة غير ربحية هو توفير الطعام للفقراء، أو حماية البيئة، أو زيادة الحضور في حفلات الباليه، أو منع القيادة تحت تأثير الكحول. ولا تتنافس المؤسسات غير الربحية مباشرة مع بعضها بالطريقة ذاتها التي تتنافس فيها شركتا صناعة السيارات فورد (Ford) وهوندا (Honda) مثلًا، ولكنها تتنافس على أمورٍ مثل جمع التبرعات، واجتذاب الموظفين الموهوبين، والمتطوعين، الذين ليس لديهم عادةً سوى وقت قصير يمكنهم المساعدة خلاله. الصورة 1.3: قارب الإنقاذ: عقب إعصار إيرما الذي ضرب جزيرة بورتوريكو، قدّم خفر السواحل التابع لولايتي كنتاكي وهاواي المساعدة للضحايا عبر التبرعات لصالح جهود الإغاثة. وقد وجهت بعض الجمعيات الخيرية غير الربحية جهود المساعدة نحو سكان المنطقة المنكوبة. بينما قدمت جمعيات أخرى مماثلة الرعاية لمجموعة أخرى من الناجين وهي الحيوانات بنوعيها البرية والأليفة. وبالرغم من أن مستشفيات الحيوانات لا تُستخدم عادة بوصفها ملجأً لها، ولكن العديد منها فتح أبوابه أمام مالكي الحيوانات الأليفة ممن تأثروا بالأمطار الغزيرة. لماذا يجري التعامل مع مهام من قبيل إنقاذ الحيوانات بشكل رئيس من قبل المؤسسات غير الحكومية؟ (حقوق الصورة محفوظة ل خفر السواحل التابع لولايَتَي هاواي وكنتاكي ((Credit: Hawaii and Kentucky National Guard)/ فليكر) ولم تعُدِ الحدود التي ميزت سابقًا بين المؤسسات الربحية وغير الربحية بذلك الوضوح الذي كانت عليه فيما مضى، وقد أدى ذلك إلى تبادلٍ في الأفكار بين القطاعات كافة. وكما سنناقش في الفصل المتعلق بالأخلاق، فقد باتتِ المؤسساتُ الربحية تنخرط في مسائل اجتماعية أكثر فأكثر. كما بدأت المؤسسات غير الربحية الناجحةُ تطبّق المبادئَ السائدة في مجال الأعمال التجارية للعمل بفعالية أكبر، كما يُعنى مديرو المؤسسات غير الربحية بالمفاهيم ذاتها التي يعتمد عليها نظراؤهم في المؤسسات الربحية، ومنها تطوير الاستراتيجية، وإعداد الميزانية بتأنٍّ، وقياس الأداء، والتشجيع على الابتكار، والارتقاء بالانتاجية، وتعزيز الأخلاق التي تسود بيئة العمل ومكانه. وعلى سبيل المثال، إلى جانب السعي نحو تحقيق الأهداف الفنية لمتحفٍ ما، يتولى كبار المديرين التنفيذيين لذلك المتحف تسيير الجانب الإداري والتجاري له من ناحية الموارد البشرية، والمالية، والشؤون القانونية. فَعائدات المتحف التي تأتيه من بيع التذاكر تغطي جزءًا يسيرًا من نفقات تشغيله، وهذا ما يحدو المديرين إلى تكريس وقتٍ كبير سعيًا منهم وراء الحصول على تبرعات ضخمة واشتراكات عضوية فيه. واليوم نجد أن من ضمن أعضاء مجلس الإدارة في المتاحف رُعاةً فنيين ومديرين تنفيذيين ممن يودون رؤية عمليةِ اتخاذ قراراتٍ مالية سليمة ضمن بيئة هذه المؤسسة غير الربحية. ولذا، على مدير المتحف أن يحقق توازنًاً بين الهدف الفني لهذه المؤسسة وبين سياساتها المالية. وبحسب دراسةٍ أجرتها مجلة ذي إيكونوميست (The Economist)، ستضطر متاحف كبرى إلى البحث عن مديرين جدد مع اقتراب حوالي ثلث الحاليين من سن التقاعد. عوامل الإنتاج: لَبِناتُ بناء العمل التجاري لتغدوَ المؤسساتُ قادرةً على إنتاج سلع وتقديم خدمات، وسواء كانت تعمل في قطاعٍ ربحي أم غير ربحي، فهي تحتاج إلى موارد تُسمى عوامل الإنتاج (Factors of Production). وثمة أربعة عوامل إنتاجٍ تقليدية مشتركة بالنسبة للنشاطات الإنتاجية، وهي: الموارد الطبيعية، والقوى العاملة (الموارد البشرية)، ورأس المال، وريادة الأعمال. ويُدخِل العديد من الخبراء المعرفة على أنها العامل الخامس؛ من باب الاعتراف بدورها في نجاح العمل التجاري. وباستخدام عوامل الإنتاج تلك بفعالية، يمكن للشركة إنتاج سلعٍ وتقديم خدمات أكثر بالموارد ذاتها. وتُعرَف المواد التي تمثل مُدخَلاتٍ مفيدة بالموارد الطبيعية كالأراضي الزراعية، والغابات، ومناجم المعادن وآبار النفط، والمياه. وأحيانًا تُطلَق على الموارد الطبيعية تسميةُ الأرض فقط، بالرغم من أن ذلك يعني أكثر من مجرد أرض، كما هو واضح. وتستخدمُ الشركاتُ المواردَ الطبيعية بطرقٍ مختلفة؛ فشركة صناعة الورق إنترناشنال بيبر كومباني (International Paper Company) تستخدم لباب الخشب لتصنّع منه الورق. وشركة باسيفيك غاز & إليكتريك (Pacific Gas & Electric) قد تستخدم الماء، والوقود، أوِ الفحم لتوليد الكهرباء. ولكن، وبسبب التمدد العمراني، والتلوث، ومحدودية الموارد، بات استخدام الموارد تلك يثير علاماتِ استفهام، وتتعالى الآن أصوات مناصري الحفاظ على البيئة وداخل الهيئات الحكومية مطالبةً بسنّ قوانين تنظم استخدام الموارد الطبيعة وتحافظ عليها. أما القوى العاملة، أوِ ما يُعرَف بالموارد البشرية، فتعني الإسهامات الاقتصادية للناس العاملين بعقولهم وعضلاتهم. ويتضمن هذا العامل مواهب الجميع؛ بدءًا من الطباخ في مطعم حتى عالم الفيزياء النووية، والذين يضطلعون بمهام التصنيع وإنتاج السلع وتقديم الخدمات. أما الأدوات، والآلات، والتجهيزات، والمباني المستخدمة في إنتاج السلع وتقديم الخدمات وإيصالها إلى المستهلكين، فتُسمى رأس المال. كما يُشار أحيانًا بهذه التسمية إلى المال الذي تُشترى فيه الآلاتُ والمصانع وغيرها من منشآت الإنتاج والتوزيع. ولكن، طالما أن المال وحدَه لا يُنتج شيئًا، فلا يُعد بوضعه هذا واحدًا من عوامل الإنتاج الرئيسة؛ بل هو بالأحرى وسيلة للحصول على المُدخلات التي تحتاجها الشركات. ولذا، ليس المال بهذا المعنى جزءًا من رأس المال الذي نتحدث عنه. أما رواد الأعمال فهُم الذين يدمجون مُدخَلات الإنتاج من موارد طبيعية، وقوى عاملة، ورأس مال لإنتاج سلعٍ وتقديم خدمات بقصد جني أرباح أو بلوغ هدف غير ربحي. وهم بذلك يتخذون القراراتِ التي ترسمُ الطريق لشركاتهم؛ فيصنعون منتجاتٍ أو يأتون بعمليات إنتاج أو يطورون خدمات. ولكون الربح غير مضمونٍ الحصولُ عليه في مقابل الوقت والجهد الذَين يبذلان، فلا بد أن يكون روّادُ الأعمال أولئك مجازفين، وفي حال نجحت شركاتهم، فقد يحصلون على مكافآت عظيمة. ويرغب العديد من الناس في يومنا هذا في تأسيس شركات خاصة بهم، يحدوهم في ذلك فرصةُ أن يكونوا أسيادَ أنفسِهم وأن يحصدوا العائداتِ المالية لشركاتهم الناجحة. ويبدأ العديد منهم أعمالهم الخاصة من غرف نومهم كحال مارك زوكربيرغ مؤسس فيسبوك، أو في وقتٍ مايزالون خلاله يسكنون في منازلهم حيث التكلفة تكاد تكون معدومة. ومن الأمثلة على رواد الأعمال نذكر بيل غيتس (Bill Gates)، مؤسسَ مايكروسوفت (Microsoft)، الذي حاز لقب أغنى رجل في العالم عام 2017، ومنهم أيضًا مؤسسا غوغل (Google)، سيرجي برين (Sergey Brin) و لاري بايج (Larry Page). وهناك آلاف الشركات التي أسسها أفراد، والتي بالرغم من أنها لا تزال صغيرة، لكنّ مساهمتها في اقتصاد الولايات المتحدة كبيرة جدًا. أما الآن، فننتقل إلى الحديث عن بيئة العمل التجاري. استيعاب بيئة العمل التجاري ما هي قطاعات بيئة الأعمال التجارية، وكيف تؤثر التغييرات التي تطرأ عليها في القرارات الخاصة بتلك الأعمال؟ لا تمارس الشركاتُ أعمالها ضمن فراغ، بل تحيطُ بها بيئة تسودها الديناميكية، والتي تؤثر مباشرة على طريقة عملها وعلى ما إذا كانت ستحقق أهدافها أم لا. وتتكون بيئةُ الأعمالِ التجارية الخارجيةُ تلك من عدد هائل من المؤسسات، وكمٍّ كبير من القوى، والتي يمكننا تجميعها في سبع بيئاتٍ فرعية، وهي كما هو مبيَّن في الصورة رقم (1.4): اقتصادية، وسياسية، وقانونية، وديموغرافية، واجتماعية، وتنافسية، وعالمية، وتكنولوجيّة. ومن شأن كل واحدة من تلك البيئات أن تولّد مجموعة فريدة من التحديات والفرص للشركات. ويمتلك أصحابُ الشركات ومديروها سيطرة واسعة على البيئة الداخلية للشركة، والتي تشمل القرارات التي تُتَّخَذ يوميًا؛ فهُم من يختار المواد التي يشترون، والأشخاص الذين يوظفون، والمنتجات التي يبيعون ومكانَ بيعها. كما يوظفون مهاراتهم وما لديهم من موارد لإنتاج السلع وتقديم الخدمات التي تُرضي زبائنهم الحاليين والزبائن المتوقَّعين. ولكنّ الظروف الخارجية، التي تشكل جزءًا من البيئة المؤثرة في الشركة، تكون خارج سيطرة إدارتها، كما أنها تتغير باستمرار. وعلى أصحاب الشركات ومديريها دراسة تلك البيئة باستمرار والتكيف مع تغيراتها حسب مصالحها. ويمكن لقوىً أخرى، مثل الكوارث الطبيعية، أن تكون ذات تأثير كبير على الشركات؛ فشركة النفط الأمريكية غالف كوست (Gulf Coast)، التي كانت في مرحلة إعادة البناء بعدما دمّرها إعصارُ كاترينا في العام 2005، قد مُنيَت بكارثة أخرى في نيسان من العام 2010، بعد وقوع انفجار في منصة استخراج النفط ديبووتر هورايزن (Deepwater Horizon) تسبّب بمقتل أحد عشر عاملًا وتسرُّبِ أكثر من ثلاثة ملايين برميل من النفظ في خليج المكسيك. وكان لهذا الحادث، الذي استمرت تبعاتُه الكارثيةُ لأكثر من سبعة وثمانين يومًا، كان له تأثير بالغُ الشدة على البيئة والشركات والسياحة ومعيشة الناس الموجودين في نطاقه. وقد أنفق تكتل النفط العالمي بي بي (BP)، المسؤولُ عنِ التسرب الحاصل، أكثر من ستين مليار دولار تعويضًا عما تسببت به الكارثة ومقابل أعمال التنظيف الذي نُفّذت في مكان الكارثة. واليوم، وبعد سبع سنوات على الكارثة، بدأت تتعافى السياحة وتنشط الشركات، ولكنه تعافٍ بطيءٌ في ظل عدم تأكُّدِ العلماء من العواقب البيئية طويلة الأمد جرّاء ذلك التسرب النفطي. الصورة 1.4: بيئة الأعمال الديناميكية: (حقوق الصورة محفوظة ل جامعة رايس (Rice) / أوبن ستاك (OpenStax)) ولا توجد شركة تمتلك من القوة ما يمكّنها من إحداث تغييرات كبرى في البيئة الخارجية المحيطة بها. إذًا، ليسَ المديرون سوى مُتكيفين مع التغيير، وليسوا هم من يقودونه، كما أن المنافسة العالمية هي أساسًا عاملٌ في البيئة الخارجية لأي شركة، والذي لا يمكن السيطرة عليه. ولكن بوسع شركة ما أن تؤثر في الأحداث الخارجية أحيانًا بفضل الاستراتيجيات التي تتبناها. فقد نجحت شركاتُ دواءٍ أمريكيةٌ كبرى في حثّ إدارة الغذاء والدواء الأمريكية إف. دي. إي (FDA) على تسريع عملية منح الموافقة لها على أنواع دواءٍ جديدة. وفي السنوات الأخيرة، أنفقت أكبرُ الشركات على مؤشر إس و بي (S&P)، وهي غوغل، وفيسبوك، وأمازون، ومايكروسوفت، وآبل، حوالي 50 مليون دولار لصالح أنشطةِ ضغطٍ على صُنّاع القرار في العاصمة واشنطن، وذلك في مسعىً منها إلى مساعدة السّاسة على فهم الصناعة التقنية، وإدراك أهمية الابتكار، والإنترنت المفتوح في مجال الأعمال هذه. فلنلقِ الآن نظرة موجزة على العوامل المتنوّعة المؤثّرة في بيئة العمل. المؤثرات الاقتصادية يمثل هذا النوع واحدًا من أهم المؤثرات الخارجية التي تطال الشركات. إذ تنتج التقلباتُ في مستوى النشاط الاقتصادي دوراتٍ تجاريةً تؤثر في الأفراد والشركات بطرقٍ شتى. فمثلًا عندما يكون الاقتصاد في نموٍّ مستمر، ينخفض مستوى البطالة، وترتفع مستويات الدخل، كما يمثل التصخم ومعدلات الفائدة جوانبَ أخرى تتغير وفقًا للنشاط الاقتصادي. وتحاول الحكومات عبر السياسات التي تتبعها، مثل السياسات المتعلقة بالضرائب ومعدلات الفائدة، أن تحفّز عجلة النشاط الاقتصادي أو تبطّئها. وإلى جانب ذلك، تحدد قوى العرض والطلب الأسعارَ وكمية السلع والخدمات في سوق حرة. المؤثرات السياسية والقانونية يشكّل المناخ السياسي لبلدٍ ما عاملًا آخر على المديرين أخذه بالحسبان بخصوص ما يؤدونه في شركاتهم من عمليات تجارية. ويتكون المناخ السياسي من عناصر ثلاثة، هي حجم النشاط الحكومي، ونوع القوانين التي تصدر، والاستقرار السياسي العام الذي يسود الحكومة. فشركةٌ متعددة الجنسيات مثل شركة جنرال إلكتريك (General Electric) لا تُقدِم على إنشاء مصنع في بلد ما إلا بعد تقييم الوضع السياسي فيه؛ ويتضمن ذلك دراسة عدد من المسائل وطرحَ مجموعة من الأسئلة مثل: هل الحكومة مستقرة أم إن انقلابًا قد يُطيحُ بها ويُدخِل البلاد في حالة من اللاستقرار؟ وإلى أي مدىً تعد الأنظمة السائدة في ذلك البلد مُقيِّدةً للشركات الأجنبية، بما في ذلك ملكيّة الأجانب لوسائل الإنتاج ومستويات الضرائب؟ ويجب أن تؤخذ أمور أخرى بالحسبان في هذا السياق، ومنها تعريفات الاستيراد، والحصص المسموح باستيرادها أو تصديرها، والقيود المفروضة على التصدير. في الولايات المتحدة، تغطي القوانين التي يمررها الكونغرس وغيره من الهيئات التنظيمية جوانب عديدة، مثل المنافسة، والحد الأدنى للأجور، وحماية البيئة، وسلامة العمال، وحقوق الملكية الفكرية، وبراءات الاختراع. فمثلًا أصدر الكونغرس الأمريكي قانون الاتصالات لعام 1996 بهدف تخفيض مستوى التدخل الحكومي في قطاع الاتصالات. ونتيجة لذلك، ازادتِ المنافسة وظهرت فرص جديدة مع تلاشي القيود التقليدية التي كانت تُفرض على مزودي الخدمة. وحاليًا، أدى النمو الدراماتيكي في تقنية الهواتف المحمولة إلى تغيير وجهة تركيز قطاع الاتصالات، الذي يواجه اليومَ تحدياتٍ متعلقة بالسرعة والوصول ضمن النطاق العريض لنقل الإشارات متعددة التردد، وبث المحتوى، والتطوير المُلحّ في البنية التحتية لشبكة الاتصالات للتعامل مع عمليات نقل البيانات المتزايدة. وتلعب الهيئات الفدرالية دورًا محوريًا في العمليات الخاصة بالشركات التجارية؛ فعندما تريد شركة الدواء فايزر (Pfizer) إصدار دواءٍ جديد لأمراض القلب في السوق، فعليها اتباع الإجراءات التي تفرضها إدارة الغذاء والدواء إف. دي. إي من فحصٍ وتجارب سريرية، ثم عليها بعد ذلك الحصول على موافقة الإدارة المذكورة. وفي حال قررت إصدار أسهم، فعلى شركة فايزر أن تسجل أوراقها المالية لدى هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية. كما تُعاقب هيئة التجارة الفدرالية شركةَ فايزر في حال استخدمت معلوماتٍ مضلِّلةً حول فوائد دواءٍ جديد تصدره في إعلاناتها المروِّجة له. وليس ما سبق ذِكرُه سوى غيضٍ من فيض حول التأثير الذي يطال القرارات التي تصدرها الشركات بسبب البيئة السياسية والقانونية المحيطة بها. كما تمارس الولاياتُ والحكومات المحلية سطوةً على الشركات؛ فتفرض الضرائب، وتصدر النظام الأساسي للشركات، وتمنح تصاريح السماح لها بالعمل، وأنظمة استخدام الملكية ضمن منطقة ما، وسواها من الأنظمة المشابهة. وسنتحدث عنِ البيئة القانونية بمزيد من التفصيل في مُلحَق خاص. العوامل الديموغرافية تتّصف العوامل الديموغرافية بأنه لا يمكنُ السيطرة عليها، وذات أهمية كبرى بالنسبة لمديري الشركات. وتُعرَّف الديموغرافيا بأنها دراسة الإحصاءات الحيوية للناس، مثل عمرهم، وجنسهم، وعِرقهم، وإثنيتهم، وأماكن انتشارهم. وتساعد الديموغرافية، أو الخصائص السكانية، المديرين في تحديد حجم القوى العاملة وتركيبها. وستصادف موادَ متعلقة بدراسة الخصائص السكانية في حال تابعتَ دراستك في مجال الأعمال. وتلعب الخصائص السكانية دورًا محوريًا في عديد من القرارات التي تتخذها الشركات؛ فعلى هذه الشركات اليوم أن تتعامل مع التفضيلات التسوّقية التي لدى الأجيال والأذواق المختلفة لهم، والتي يتطلب كلٌّ منها اتباع منهجيةً تسويقية وإنتاج سلع وتقديم خدماتٍ تلبّي احتياجات الزبائن. فعلى سبيل المثال، في أحد أبرز الاقتصادات العالمية، الولايات المتّحدة، وُلِد ما يزيد على 75 مليون شخص، والذين يمثلون جيل الألفية بين عامَي 1981 و 1997. وفي العام 2017، تجاوز عددُ أفراد جيل الألفية الأفرادَ المولودين في فترة طفرة المواليد بعد الحرب العالمية الثانية، وتحديدًا بين عامي 1946 و 1964، فمثَّلوا بذلك أكبر جيلٍ عرفته أمريكا. ولا يزال التأثيرُ التسويقي الذي يُحدِثُه جيلُ الألفية مستمرًّا وفي تزايد؛ فأفرداه شبابٌ ناجحون وحذِقون تكنولوجيًَّا ومستعدّون لإنفاق مئات مليارات الدولارات على اهتماماتهم. كما إنهم ينفقون أموالهم بحرية، بالرغم من عدم وصولهم بعدُ إلى العمر الذي يكون فيه دخلُهم وإنفاقهم في ذروته. وهناك فئات عمرية أخرى مثل الجيل X، وهم المولودون بين عامي 1965 و 1980، وكذلك المولودون في فترة طفرة المواليد بين عامي 1946 و 1964؛ ولدى أفراد ذلك الجيل أنماط إنقاقٍ خاصة بهم، ومعظم أفراد طفرة المواليد لديهم المال والرغبة في إنفاقه على صحتهم، ووسائل الراحة، والسعي وراء الترفيه، وعلى شراء السيارات. ومع تقدم السكان في العمر، نجد الشركات توفر مزيدًا من المنتجات التي تروق للمستهلكين الذين في متوسط أعمارهم، ولأولئك الذين تجاوزا الستين. وإلى جانب ذلك، تمثّل الأقليات أكثر من 38% من تعداد السكان، إذ جاءتِ الهجرةُ بملايين السكان الجدد على مدى العقود العديدة الماضية. ويتوقع مكتب تعداد سكان الولايات المتحدة (United States Census Bureau) ازدياد أعداد الأقليات إلى 56% من مجموع التعداد السكاني للولايات المتحدة بحلول العام 2060. وتقر الشركات بأهمية توظيف قوى عاملة متنوعة. وقدِ ازدادت القوة الشرائية للأقليات بشكل ملحوظ أيضًا، كما أن الشركات أضحت تطور منتجاتٍ وحملاتٍ تسويقية تستهدف الجماعات الإثنية المختلفة. العوامل الاجتماعية تؤثر مواقفُنا، وقيمنا، وأخلاقنا، ونمط حياتنا، والتي تمثل معًا المؤثراتِ الاجتماعيةَ، في ما نشتري من سلعٍ وخدمات، وفي طريقة الشراء، ومكانه، وزمانه. وهي عوامل يصعبُ التنبؤ بها، وتحديدها، وقياسها لكونها تأخذ طابعًا شخصيًّا. كما أنها تختلف مع اختلاف مراحل حياة الأفراد. ولدى الناس من مختلف الأعمار طيفٌ واسعٌ من الاهتمامات التي لا تطابق مواصفات المستهلك التقليديةَ، كما يعاني أولئك الناس من "ضيقٍ في الوقت"، فتجدهم يسعَون إلى سُبُلٍ تُكسِبهم سيطرة أكبر على وقتهم. وقد ساهمت الظروف المتغيّرة في استجلاب المزيدٍ من النساء إلى صفوف القوى العاملة، فكان هذا تطورًا زاد من مداخيل الأُسَر، مما أدى إلى زيادة الطلب على السلع والخدمات التي من شأنها توفير الوقت، وتغيير أنماط التسوق الأُسَرية، والتأثير في قدرة الأفراد على تحقيق توازنٍ بين العمل والحياة. وبفضل التشديد المستمر والمتزايد حول موضوع السلوك الأخلاقي ضمن المؤسسات، على كافة المستويات، بفضل ذلك بات المديرون والموظفون في بحث دائب عن المنهج الصحيح للتعامل مع بعض العوائق والنقاط الأخلاقيّة الحسّاسة مثل التمييز علىه أساس الجنس، والتحرش الجنسي، وما سوى ذلك من السلوكيات الاجتماعية التي تؤثر في إمكانية تحقيق نجاح مستدام في الشركة. التكنولوجيا من شأن الاستعانة بالتكنولوجيا أن يحفّز النمو في النظام الرأسمالي أو في أي نظام اقتصاديٍّ آخر. فالتكنولوجيا (Technology) هي تطبيق المعرفة والمهارات العلمية والهندسية بغرض حل المشاكل المتعلقة بالإنتاج وبالمسائل التنظيمية ضمن المؤسسة؛ فالمعدات والبرمجيات الجديدة، التي تعزز الإنتاجية وتخفّض التكاليف، من ضمن أكثر الوسائل الإنتاجية قيمةً لأي شركة. وتُعرَّف الإنتاجبة (Productivity) بأنها كميةُ السلع التي يمكن للعامل أن يُنتجها، وعددُ الخدمات التي بوسعه أن يقدِّمها. وإلى جانب ذلك، تعتمد قدرتنا على بناء ثروةٍ والحفاظِ عليها بشكل كبير على السرعة والإنتاجية اللتين نستخدم التكنولوجيا في ظلهما بغرض ابتكارِ معدات أكثر فعالية والتكيف معها للارتقاء بالإنتاجية التصنيعية، وتقديم منتجاتٍ جديدة، ومعالجة البيانات بجعلها متاحة بشكل آني ضمن المؤسسة، وللمورّدين والمستهلكين كذلك. ويستخدم العديدُ من الشركات الكبيرة والصغيرة في الولايات المتحدة التكنولوجيا للتغيير، وتطوير الكفاءات، وضمان انسيابية عمليات الإنتاج. فمثلًا، يمنح التقدمُ المُنجَز في تقنية التخزين السحابي الشركاتِ القدرة على الوصول إلى البيانات وتخزينها من دون تكلُّف عناء تشغيل تطبيقاتٍ أو برامج تُخزَّن على مخدّماتٍ أو أجهزة حاسوب تَشغُل حيّزًا ضمن مكاتبها، إذ يمكن حاليًا الوصول إلى تلك البرامج والتطبيفات عبر الإنترنت. وتسمح التقنيات المُستخدَمة في الهواتف الذكية للشركات بالتواصل مع الموظفين والزبائن والمورّدين عبر شاشة الأجهزة اللوحية أو الهواتف الذكية. كما تساعد الروبوتاتُ الشركاتِ في أتمتة المهام المتكررة بما يخفف الحِملَ عن الموظفين ويتيح لهم التركيز على المهام المبنية على المعرفة، والتي لا غنىً للشركات عنها في سياق عملياتها الإنتاجية. سنتحدث في المقال التالي عن الأنظمة الاقتصادية الرئيسة في العالم التي تتنوع بتنوع البلدان، إلى جانب الحديث عن الاقتصاد الكلي والاقتصاد الجزئي والمسائل المرتبطة بكل منهما. ترجمة -وبتصرف- للفصل (Understanding Economic Systems and Business) من كتاب introduction to business1 نقطة