اذهب إلى المحتوى

أنت تتعرض للتقييم في كلّ مرة تقابل فيها شخصًا ما سواء أأدركت ذلك أم لا، ولا أقصد هنا تقييم أعمالك وتصاميمك وبرامجك التي تطوّرها، مع أن هذا النوع من التقييم مهمّ بكل تأكيد.

ما أعنيه هو تقييم شخصيتك ومواقفك وأسلوبك في الكلام وهندامك ومظهرك الخارجي، فهذه الأمور هي أوّل ما يراه الأشخاص الذين تقابلهم وتكوّن علاقات معهم، وهذا الأمر مفصليّ بالنسبة للمستقلّ الذي يسعى إلى توسيع قاعدة عملائه.

في هذا المقال سنتطرق إلى بعض الطرق التي تساعد في تحسين سمعتك كمستقلّ، الأمر الذي سيؤدّي إلى تعزيز سيرتك المهنيّة بصورة كبيرة.

كل الأشخاص نقّاد

نحن ننتقد كلّ ما يصادفنا وكلّ من نلتقي به وبصورة يومية، وعندما تلتقي بعميلك المحتمل فإنّك ستقرّر - دون أن تشعر - ما إذا كنت ستوافق على العمل معه أم لا.

يقال أنّ الانطباع الأوّلي يدوم إلى الأبد؛ وانطلاقًا من هذه المقولة عليك أن تسعى جاهدًا لرسم صورة مشرّفة عندما تقدّم نفسك أو عملك لعميل محتمل.

ويمكن القول أنّ أسلوب التواصل مع الآخرين هو أحد أهم الوسائل التي تساعد في عرض جوانبك الجيّدة للعملاء المحتملين. أذكر أنّي تعاملت مع مصمّمة لمجرد أنّي سمعت - وعن طريق الصدفة - أسلوبها في التخاطب مع الآخرين. لقد كانت مهذّبة وصادقة ومفعمة بالثقة، وكانت تتمتّع بمهارات تواصل مذهلة انعكست بصورة جليّة على مظهرها وأسلوبها في الكلام.

وكان انطباعي الأوّل عنها: “تعرف هذه المرأة ما تقوم به جيّدًا، وإن عملت معها فسأكون مطمئنًّا إلى أنّها ستنجز العمل على أتمّ وجه”.

يجب عليك كمستقلّ أن تبذل قصارى جهدك لتمنح الآخرين مثل هذا الانطباع، فلربّما ينظر إليك عميلك الكبير القادم دون أن تشعر بذلك.

مكوّنات السمعة الجيدة

هناك ثلاثة أمور أساسية يجب تحقيقها لبناء سمعة مهنية جيّدة:

  1. أن تكون محبوبًا.
  2. أن تكون محلًّا للثقة.
  3. أن تكون محترمًا.

تستند السمعة المهنيّة الممتازة على هذه الركائز الثلاثة، ولا غنى لك عن أي واحدة منها، فحبّ الناس لك يعني أنّك أهلٌ للثقة، فما من أحد يثق بمن لا يحبّ، وبمجرّد أن تنال ثقة الناس فإنّك ستكون قادرًا على كسب احترامهم.

يجب عليك كمصمّم أن تتحلّى بسلوك يبعث على الثقة والإعجاب لتكون قادرًا على تجاوز منافسيك والوصول إلى نوعية العملاء الذين ترغب حقًّا في التعامل معهم. قد يكون هذا الأمر صعبًا في البداية، خصوصًا إن كنت من الذين يشعرون براحة أكبر عند الجلوس أمام الحاسوب ولا يحبّذون الاختلاط مع الناس، ولكن الخطوة الأولى تتلخّص في تغيير الصورة التي يراك الناس بها.

قد لا تحصل على نتيجة مثالية في بداية الأمر، ولكن مع الملاحظة والتمرين المستمرّين، ستكون قادرًا على نيل محبّة الناس وثقتهم بك في وقت قصير جدًّا.

اسأل واستمع

قد تتسائل: “هذا رائع جدًّا، ولكن كيف يكون بميسوري تغيير صورتي أمام الآخرين؟”. لا أدّعي أن هذا الأمر سيكون سهلًا، ولكن يمكنك اتباع بعض الخطط والأساليب التي ستساعدك على تحسين صورتك وسمعتك أمام الناس.

اطلب من معارفك أن يقدّموا رأيهم فيك عندما يقابلونك وبكلّ صراحة، واستمع إلى ما يقولون بانتباه شديد وصدر رحب. هل يشعر المقرّبون منك أنّك شخص لحوح؟ هل يرون أنّك تقاطع الآخرين كثيرًا أثناء المحادثة؟ أتبدو في نظرهم شخصًا متكبّرًا للغاية أم خجولًا جدًّا أم غريب الأطوار؟

يرتكب جميع البشر الأخطاء، ولكن الاستماع إلى النقد الصادق وتحمّله هو الوسيلة الوحيدة لتجاوز هذه الأخطاء، وبطبيعة الحال، لن تكون قادرًا على تجاوز المشكلة ما لم تعي وجودها.

من الطرق النافعة كذلك فيما يتعلّق بهيأتك ومهارات التواصل الاجتماعي، هي التدرّب على هذه الأمور أمام الكاميرا وليس المرآة، إذ من الضروري أن تسجّل حديثك وطريقتك في الإجابة على الأسئلة… الخ لتتمكّن من تشخيص نقاط الضعف ومن ثمّ معالجتها.

يمكن لبضع ساعات من التدريب أن تحسّن مهارات التواصل لديك بصورة كبيرة جدًّا، وقد تتسبّب مراجعة التسجيلات في بعض الإحراج، لكنّ أداءك سيتحسّن بسرعة كبيرة.

لا تغفل عن هدفك الأساسي

يتطلب بناء السمعة الحسنة الكثير من الوقت والجهد، لذا احرص على أن تعالج أخطاءك قبل أن تتسبّب في مشاكل دائمية لا يمكن حلّها، فهناك حدّ معين يصبح من المستحيل بعده إرجاع الأمور إلى نصابها.

والمشاهير هم خير دليل على ذلك، والفرص المتاحة أمام هؤلاء الأشخاص تفوق الفرص المتاحة أمام بقية الناس، ولكن من المؤكّد أنّك سمعت بأن أحد المشاهير قد ارتكب فعلًا مشينًا أطاح بسمعته إلى درجة يستحيل أن تعود بعدها إلى سابق عهدها.

لا يدرك هؤلاء الأشخاص - في معظم الأحيان - أنّ لأفعالهم أثرًا بالغًا في سمعتهم وبنظرة الناس إليهم، وأنّ السيرة المهنيّة للمشاهير تحت رحمة الرأي العام، ومن اليسير أن تصبح الثروة والشهرة سببًا في ارتكاب أخطاء تودي بالمرء إلى الهاوية.

الحفاظ على السمعة الحسنة

إن الحفاظ على السمعة الحسنة يتطلّب منك الانتباه واليقظة الدائمين، وأهمّ وسيلة لإحراز التقدّم والحصول على العملاء وتوسيع علاقاتك الاجتماعية هي أن تكون محبوبًا لدى الناس، وبميسورك أن تكون مستعدًّا لمواجهة أيّة مشكلة قد تؤثّر سلبًا على سمعتك وذلك بالتفكير الدائم في الصورة التي ترغب في عكسها للناس.

استمرّ في وضع الأهداف لنفسك واسع لتحقيقها على الدوام، وطوّر شخصيتك وأسلوبك، وابحث دائمًا عن النقد البنّاء وضع لنفسك خطّة منظّمة لتغيير سلوكك لتبني الصورة التي ترغب أن يراك الناس فيها.

ترجمة - وبتصرّف - للمقال The Importance of Your Reputation as a Freelance Creative لصاحبته Addison Duvall.

حقوق الصورة البارزة محفوظة لـ Freepik


تفاعل الأعضاء

أفضل التعليقات

لا توجد أية تعليقات بعد



انضم إلى النقاش

يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.

زائر
أضف تعليق

×   لقد أضفت محتوى بخط أو تنسيق مختلف.   Restore formatting

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   جرى استعادة المحتوى السابق..   امسح المحرر

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.


×
×
  • أضف...