اذهب إلى المحتوى

والآن وأنا في السّنة العاشرة من عملي الحر كمصمّمة مع رُوّاد الأعمال والمسوّقين، أجد مراجعة سنواتي المهنيّة ممتعة ومخيفة في آن واحد فقد عشت خلالها النّجاح العظيم والفشل الذريع.

56b5e96dce776_freelancer-mistakes(2).png

والنصائح التي أقولها هنا هي خلاصة تجارب شخص لم يفشل مرة أو مرتين بل العديد من المرات، وللمفارقة فإن هذا الفشل هو ما أكسبني خبراتٍ عظيمة .

وأملي أن أُجّنبك القليل من الأخطاء التي ارتكبتها بدوري، وأن تَتحقّق بدورك من صحة القرارات التي اتخذتها خلال عملك الحر.

حاول أن تتعامل مع الأسئلة التالية كاختبار لك، هل أنت مستقل مبتدئ كثير الأخطاء؟ اكتشف ذلك بنفسك.

هل تثق بانطباعاتك ؟

إذا انتابك إحساس غير طبيعي عند لقائك لعميل ما، اتركه.

لا أجد مفردات أكثر للتعبير عن الفكرة إنه فقط الشعور الذي يستولي عليك عندما تقابل شخصًا ما لأول مرة، تسمع قصّته وماذا يريد أن يقوم به. جميعنا ينتابنا شعور ما في حالات مشابهة؛ وهذه حقيقة لابد من مواجهتها: الحدس أداة مهمّة لاتخاذ القرارات في مجال الأعمال.

ربما نجَم نفورك من العمل نفسه من كونه غير مناسب لمهاراتك أو ربما بسبب شخصية العميل.

وبواقع التّجربة، في كل مرة انتابني شعور سيء تجاه مشروع أو عميل ما ولم أصدق حدسي كان نصيبي الفشل فيه (رغم ما أتعلّمه بسبب ذلك)

هل أنت صادق مع نفسك ومع مواهبك؟

لقد كنت الأسوأ على الإطلاق في هذا الموضوع لطالما أردت أن أكون كل شيء للعملاء مصمّمة ومديرة أعمال ،الحقيقة أنني لست رسّامة ولست خريجة جامعات عريقة. وبالنسبة لي فأنا أحتاج إلى مستوى معين من غير الرسمية في علاقتي مع العملاء والشفافية التامة فيما يتعلق بموهبتي كمصمّمة.أظهر كل ما تحتاجه لتكون الشّخص الذي أنت عليه، لا تخف، دع شخصيتك تظهر بشكلها الطبيعي عندما تتعامل مع العملاء، إنها لمستك الشخصية "علامتك التجارية" التي ستجعلهم يصفونك دومًا بأنّك "غير تقليدي”.

هل تحتفظ بنسخة احتياطية من بياناتك؟

رعب فقدان البيانات وملفات العمل الثّمينة يشبه الرعب الناجم عن مشاهدة ثلاثة أفلام رعب في آن واحد أشعر بالإحراج عندما أعترف بأني خضت هذه التجربة مرتين.

وهو مُحرج حقًا لأنه من السهل جدًّا حفظ نسخة احتياطية من البيانات، ولكن مشكلتي أني لا أفكر بالأمور التّقنية والشبكات..الخ كجزء من عملي مثل العديد من المصمّمين إلى أن ينفجر شيء ما في وجهي وأجد نفسي بعدها مستلقية على الأرض أبكي في مشهد مريع للغاية.

حقيقةً عندما تعمل لصالحك الشخصي فإن حفظ نسخة عن بياناتك هو مسؤوليتك أنت وواجبك تجاه نفسك وعملائك، وهي عملية بسيطة وسهلة عليك أن تجعلها أولوية أثناء عملك.

إليك بعض الخدمات التي استخدمتها أو بحثت عنها والتي تساعدك في ذلك:

  • Dropbox: هو خطّتي القادمة لحفظ البيانات الخاصة بعملي، فقد دعوت بعض الأصدقاء لتجربة هذا التطبيق وحصلت نتيجةً لذلك على مساحة تخزين مجانية تقارب 20 غيغا بايت وهو تطبيق موثوق وفعّال.
  • Google Drive: هو خيار غير مكلف تقريباً 4.99$من أجل 100غيغا بايت من السعة التخزينية.لقد استخدمت هذه الخدمة وكنت مسرورة بها ولكني وجدت عملية المزامنة فيها أبطأ مُقارنة بـDropbox.
  • CrashPlan أو Carbonite: قمت مؤخرًا بالبحث عن خيارات التخزين لكميات كبيرة من البيانات مايقارب 4TB.

Dropbox هو تطبيق ممتاز للمشاريع الحالية والبيانات التي أريد الوصول إليها من قواعد اعتيادية، ولكن مازال لدّي تيرابايتات من بيانات العملاء السابقين والتي لا أثق بقدرتي على الوصول إليها عبر أقراص التخزين الصلبة القديمة والعديدة التي أملكها هنا وهناك.

وسعر 4$ من أجل كمية غير محدودة من البيانات هو حقًّا سعر لا يُضاهى، توفر Crashplan أيضًا خدمة النسخ الاحتياطي المنظّم، حيث عليك فقط أن ترسل لهم أقراص التخزين الصلبة التي تحتوي البيانات وسيقومون بنسخها وبذلك لن تحتاج لقضاء أسابيع في رفعها على الشبكة، وهو بلا شك خيار جيّد إذا كنت تبحث عن مكان لحجوم كبيرة من البيانات.

هل تعمل مع عميلك المثالي؟

عندما بدأت عملي كمصمّمة مسّتقلة كنت متحمّسة للعمل مع أي شخص، عندما تكون جديدا في الموقع من السّهل أن تفكر بهذه الطريقة فأنت بحاجة إلى عمل وإلى مدخول مالي و تُبرّر ذلك بحاجتك إلى الخبرة وأنك لا تستطيع أن تكون انتقائيًا من البداية، بالطبع أنا أفهم هذا التفكير ولكن

كلما أسرعت في تحديد نمط العملاء والعمل الذي يحفّزك ويجعلك متحمّسا للاستيقاظ في الصّباح للعمل كلما كان ذلك أفضل.

بالطبع علينا جميعاً أن نتعلم العمل مع جميع أنماط الناس، لكن إذا لم تُكوّن نوعًا من الصّداقة مع العميل قبل توقيع العقد أو استلام المشروع فلربما هذا العميل ليس من نوعية العملاء المثالية بالنّسبة لك.

ولكن بطبيعة الحال عقود العمل الحر تطبق غالباً على مشاريع لمرة واحدة فقط فإنّ هناك احتمال كبير أن لا يتوفّر لك الكثير من الوقت لبناء وتطوير هذه العلاقة / الصّداقة مع العميل. ونادرًا ما ستمتلك وقتًا كافيًا لتعرف المزيد حول العميل وبناء علاقة صداقة معه إلّا في حال وَقّعت عقدًا طويل الأمد، أمّا في المشاريع القصيرة المدى سيكون عظيما جدًّا إذا استطعت اختيار عملاء بإمكانك العمل معهم بدون خلاف ناجم عن صراع العلاقات الذي يظهر في البداية.

لقد اكتشفت هذا بعد أن خسرت بعض العملاء وبعدها عرفت مالذي أبحث عنه في العميل، ربما ستحتاج أن تمر بهذه العملية لتتمكن من تحديد عميلك الأمثل.

هل لديك ميزانية محددة لنشاطك كعامل مستقل؟

عندما تنطلق في عملك كمبتدئ في مجال العمل الحر تكون لديك رغبة ملّحة لتأمين كل ما تحتاجه من أجل العمل كمستقل بكفاءة – على الأقل هذا ما حدث معي– حيث اشتريت الكثير من العتاد (حاسوب، شاشة خارجية، فأرة مُتطّورة، لوحة مفاتيح مُتقّدمة جدًا...) حيث أنني مهووسة بالتّقنية وأحب مثل هذه الأشياء.

لكن بعد أن تختفي مشاعر الفرحة بكل هذا العتاد الجديد، ستجد بأنّك قد اشتريت أمورًا كثيرة ربما لست بحاجة لها الآن أو أنه بإمكانك تنفيذ عملك على أكمل وجه من دونها. الأدهى والأمر هو لما تقترض لشرائها.

لذلك قرّر ماهو الحد الأدنى الذي تحتاجه لسير نشاطك بسهولة واكتب قائمة بالأشياء التي تتمنى شرائها في المستقبل وستكون محفّزًا رائعًا لك خلال عملك.

هل تسوق لنفسك كمجموعة وليس كفرد؟

إذا كنت تعمل لوحدك تأكد أن عملاءك يعلمون ذلك، من الجيّد أن تدير عملك الحر تحت اسم مجموعة ولكن قد يسبب هذا إرباكًا للعملاء، ويعتقدوا أنه لديك موظّفين يعملون بأدوار مختلفة في المشاريع، برأيي يجب أن تكون واضحًا وشفّافًا حول من تكون، ماذا تفعل وما لا يُمكنك القيام به.

ماذا يحصل عندما لا تكون صريحاً حول استخدام متعاقد خارجي لأداء جزء من العمل ؟

المشكلة الأصغر مع عمل هؤلاء المتعاقدين هي على صعيد المسؤولية، إذا كان المتعاقد الخارجي يؤدي عمله بشكل مثالي دائمًا فهذا جيّد، أما إذا لم يكن؛ فتوجيهاتي لك إذا كنت لا تستطيع القيام لوحدك بالمشروع كاملًا، هو أن تُعطي العميل الخيار بتوظيف مستقل آخر لأداء هذا الجزء من العمل. وهذا يعود بنا إلى فكرة اختيار العميل المثالي، إذا كان العميل يبحث عن مستقل واحد لأداء كامل المشروع فربما لا يكون العميل الأمثل لك.

هل وقعت عقدا قبل البدء بالعمل؟

لا يهم مهما كان حجم المشروع كبيرًا أم صغيرًا فالعقد بيان العمل وقائمة التسليم هي أمور ضروريّة جدًا قبل البدء بأي مشروع وإلا كيف ستتفق مع عميلك عن التّوقعات و شروط الدفع؟

أتذكر أنني كنت متوترة دومًا حول الطلب من العميل أن يُوقّع عقد عمل قبل البدء به والآن أدرك تماماً أن توتري ذلك كان ناجما عن خوفي من خسارة العمل في حال طلبت ذلك والآن أعلم أن العميل الذي يرفض توقيع العقد في البداية هو ليس العميل الأفضل لي.

هل أضفت قيمة حقيقية لعميلك؟

ربما فعلت ولكنك لست متأكدًا ماهي القيمة التي أضفتها، اسأل عملاءك الحاليين والسّابقين غالبًا سوف يُوضّحون لك السبب الذي من أجله يعملون معك مرة تلو الأخرى أفضل مما ستعرف أنت.

هل تريد طريقة واحدة تتغلب فيها على منافسيك؟ طريقة تنجح فيها كل مرة لأن لا أحد يفعلها ؟وفّر خدمة عملاء لا نظير لها.

فكّر فيها قليلاً؛ نحن نعيش في عالم لا تُقَدّم فيه خدمات للزّبون الذي يتوق بدوره لاهتمام من بائعيه، لذلك إذا أردت أن تتميّز وتصنع قيمة مضافة لعملك حدّد ماهي خدمة العملاء الأفضل التي يحتاجها زبونك وقم بذلك.

هل تتقاضى الكثير أو أقل من القدر الكافي؟

إذا كنت تتقاضى القليل جدًا مقارنة بعملك فهذا مأزق بلا شك أما إذا كنت تتقاضى أكثر مما يحدّده السوق لموهبتك فهذه مشكلة أيضًا، كنت أبحث عن مُصمم مستقل لتنفيذ بعض المهام منذ أشهر، وتواصلت مع مُصمّم تخرّج من مدرسة التصميم منذ أقل من سنة ومعرض أعماله شبه فارغ، وحدّد تسعيرًا ساعيًا سيكون مناسبًا لو كان معرض أعماله تحتوي أعمالًا بجودة ذلك السعر ولكن الأعمال التي شاهدتها لم تكن بجودة نصف هذا السّعر.

الحل أن تنظر إلى ما يتقاضاه أقرانك وأقصد بالأقران الأشخاص الذين لديهم أعمال بجودة مقاربة لجودة عملك. هل لديهم مشاريع يعملون عليها بشكل متواصل وتضمن لهم دخلاً ثابتًا؟ إن كان الأمر كذلك فهذا يعني بأن الأسعار التي يطلبونها متوافقة مع جودة الأعمال التي يُقدّمونها. بالتالي بإمكانك أن تبدأ من هذا السعر.

هل تنظم وقتك بشكل جيد؟

بعد أن تحدّد أفضل أوقات العمل بالنسبة لك اصنع جدولًا والتزم فيه، لا يهم إن كانت إنتاجيتك أعلى في المساء أو الصباح الباكر فصنع روتين خاص بيوم عملك هو طريقة تساعدك في قياس إنتاجيتك وإدارة تواصلك مع العملاء.

بالنسبة لي فإن وقت العمل الأفضل يكون في الصباح، أما بعد العشاء فأعمل على تلك المهام التي لا تحتاج إلى ذكاء إبداعي وهذا يتغير أحياناً خلال السنة وأعدل برنامجي تبعًا له.

لا تدري كيف تنظّم وقتك؟ شاهد هذه الفيديو والتي يشرح فيها صاحبها كيف يستخدم الورقة والقلم لتحديد قائمة مهامه:

ماهي أخطاؤك كمستقل مبتدئ؟

لست أنا الوحيدة التي أملك قصصاً رهيبة عن العمل الحر أليس كذلك؟

شاركنا بتجاربك، ما الأخطاء التي ترتكبها وما النّصائح التي ترغب في تقديمها لغيرك من المُتسقلّين؟

ترجمة -وبتصرّف- للمقال:Top 10 Mistakes Made by New Freelancers لصاحبته: Jen Gordon.


تفاعل الأعضاء

أفضل التعليقات



انضم إلى النقاش

يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.

زائر
أضف تعليق

×   لقد أضفت محتوى بخط أو تنسيق مختلف.   Restore formatting

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   جرى استعادة المحتوى السابق..   امسح المحرر

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.


×
×
  • أضف...