في علاقتك بأحد عملائك، تفعل كل ما بوسعك لأجله، تلبي جميع رغباته وتحرص على أداء ما يحبه، لكنه يبتعد عنك، بالطبع هو يطمئنك بقوله أن لا أحد آخر مثلك، ولن ينهي تعاقده معك أبداً، فقط الأمور ليست كما هي في بداية تعاقدكما. تعلم أن يحتاج العميل إلى خدماتك، فإن توقف عن طلب خدماتك فلابد وأنه يحصل على ما يريد من مدون أخر، يعطي مشاريعك لمدون آخر، ويريد الاحتفاظ بك رغم ذلك. يبدو أنك تتعامل مع مماطل.
المماطلة تقضي على صلاتك بالعملاء
مفهوم المُماطلة أو ما يُمكن تعريفه أيضا بخروج المشروع عن السّيطرة في الاتجّاه المُعاكس (Reverse scope creep) هو مصطلح أوجدناه نحن أصحاب العمل الحر لنصف به حالة العميل المعاكسة لمفهوم الانتهازية، دعني أشرح لك معنى كلامي:
- الإنتهازي: عندما يبدأ مشروع ما بالتضخم، فيخرج عن سيطرتك ويصبح أكثر بكثير مما تم الاتفاق عليه، بسبب التعديل الذي يطلبه العميل وأنت توافق على طلبه لأجل مصلحتك محاولا كسب عميلك.
- المماطلة: عندما يتم التعاقد معك ويعدك المتعاقد بأطنان من العمل، ولكنك تكاد لا تفعل شيئا. على حسب العقد، تحصل على 2-3 مشاريع كل شهر، لكنك تحصل على لا شيء وتكون محظوظًا إن حصلت على مشروع واحد شهريًا ولا يمكنك حل التعاقد فالعميل يحب عملك ويرغب في أن تواصل عملك معه بالرغم من عدم توكيلك بأي مهمة.
هذا أغرب موقف قد يحدث لأصحاب العمل الحر، على الأرجح أنك لم تمر به بعد خلال مسيرتك المهنية على كل حال إليك بعض الأسباب التي قد تؤدي إلى ظهور هذا النوع من العملاء:
أنت السبب؛ فأنت تؤدي عملك بطريقة مذهلة
أبهرت عميلك بأدائك الجيد وتسليمك العمل قبل موعده النهائي بكثير. لكنك سببت الارتباك لعميلك، هو يود الاحتفاظ بك لكنه لا يملك مشروعا آخر ليقدمه. امنحه فرصة ليجمع شتات نفسه لنأمل أن يفعل هذا في مدة قصيرة، و حاول أن تتباطأ قليلاً المرة المقبلة.
أداؤك ليس بالمستوى المطلوب
العميل معجب بك لكن العمل الذي قمت به كان أدنى من المستوى ولا يعلم كيف يقطع صلته بك فيحتفظ بك معلقا، هذا لا يحدث كثيرا، كعاملين في مجال العمل الحر عادة نؤدي وظائفنا بكفاءة، لكن حدوثه محتمل.
لا يوجد عمل
يتحدث العميل عن الكثير من الأعمال التي تنتظرك، فالمماطلين لكن في حقيقة الأمر ليس له أي عمل ليرسله لك، لا مشاريع ولا مقالات تحتاج لمن يكتبها. هذا يحدث كثيرًا، أحيانا رغم ما يقول ويعتقد العملاء لا تجد عملًا لتؤديه.
لسوء الحظ لا توجد وصفة سحرية لتؤثر على رغبة العميل في تقديم عمل، عليك إما الانتظار حتى يجد العميل حلًا، أو أن تبدأ في الحصول على عملاء منتجين.
عميلك يحصل على ما يريده من شخص آخر
ليس الخطأ خطأك، أن أراد العميل الحصول على خدمة سريعة من مدون آخر بدلا عن مواصلة الحصول على خدماتك الجيدة، ورغم ذلك ما زال يريد الحفاظ عليك فقط احتياطا، لأنه لا يعلم متى قد يحتاج إلى مستوى خدماتك الممتازة، أو لتصحيح أخطاء المدونين الآخرين.
تعد هذه الحالة من أكثر الأسباب المتسببة في ظهور المماطلين .لا يجب أن تقلق، هذا لا يقلل من مكانتك فما زلت الأفضل.
كيف تتخلص من عميل مماطل
التغيير مطلوب، لا تخف فجميع العلاقات قابلة للتفاوض وبعض التغيير. إن لاحظت انحسارا في نشاط العميل وقلة في المشاريع المقدمة، قم باتخاذ الخطوات التالية:
راجع العميل واسأله حول ما يحدث
أحيانًا لا ينتبه العميل للتغيرات التي تطرأ بسبب العمل أو لأسباب أخرى، وقد ينسى أن شروط العقد غير خاضعة للتغيير. تواصل مع العميل وأشرح له ما يحدث، هناك فرصة أن تعود علاقتك بالعميل كما كانت في البداية، فإن لم يجدي تواصلك معه حاول ما يأتي:
إعادة صياغة عقدك مع العميل
المرة الأخيرة التي مررت فيها بمثل هذا الموقف كنت أتعامل مع محرر مبتدئ، يحاول تعلم أساسيات المهنة و من بينها كيف يتعامل مع المدونين المستقلّين الذين يعملون لحسابه.
كنت محبطا جدًا، أن أكون كاتبا بوقت كامل و بذات الوقت مجبرا على حفظ مكانة شاغرة في جدول أعمالي الأسبوعي تحسبًا، ربما سيطلبني العميل هذا الأسبوع، بدا لي أنه من غير المنطقي إهدار فرص العمل المضمونة لأجل عمل قد لا يأتي. لذلك واجهت العميل و قمنا بإعادة التفاوض حول عقد العمل بيننا و أتفقنا أنني متاح للطرفين. كل شهريين أو ثلاث سأكتب مقالة لعميلي مع احتفاظي بحرية التعاقد مع عملاء آخرين، هذهِ الاتفاقية قللت من خسائري كثيرا، وكانت في صالحني فصرت قادرا على ملء جدولي الفارغ بعمل آخر. التعبير عن مشاعري تجاه ما يضايقني في العمل ساعدني كثيرا في التوصل إلى اتفاقية تحقق مصالح الجميع.
قل وداعا
أحيانا يفشل المشروع بكل بساطة، ما زلتما تقدران بعضكما البعض كعميل و صاحب عمل حر، لكن لا تتفقان فكل منكما يريد شيئا مختلفا عن الآخر. أن كانت هذه هي المشكلة فقد حان الوقت لتترك العميل والعمل لصالحه.
استغل أسابيعك الأخيرة، و كما لو أنك تمارس وظيفة عادية، لتستحوذ على إعجاب عميلك، اجتهد اكثر لتجعله يفتقد عملك حين رحيلك.
في قمة انبهار العميل بك لا تنسى أن تستغل الفرصة وتحصل على شهادة تقدير لأجل سيرتك الذاتية أو موقعك.
ترجمة -وبتصرف- للمقال: Reverse Scope Creep: How to Break Up With Your Ever-Shrinking Freelance Gig لصاحبته Lauren Tharp.
حقوق الصورة البارزة: Designed by Freepik.
أفضل التعليقات
لا توجد أية تعليقات بعد
انضم إلى النقاش
يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.