اذهب إلى المحتوى

هل ترغب في أن تتميز عن منافسيك؟ قدم تجربة مستخدم لا مثيل لها


حنين

هل تريد أن تسبق منافسيك وتصبح الأول في قطاعك التجاري؟ ركّز إذن على تجربة المُستخدم.

user-experience.thumb.png.c9673d499b288f

عادةً ما تندفع الشركات نحو النجاح بأحد هذه العاملين: الخوف والفرص.

تحمل الفرص الجديدة دوافع قويّة بالنسبة للشركات الصغيرة والتواقة للنجاح، فرص مثل انتزاع حصّتها السوقيّة، إخلال توازنات السوق في قطاعها التجاري، أو إحراز قفزات نوعيّة في مضمار المنافسة مع اللاعبين الكبار، وتسمح لك التقنية القيام بذلك.

أما الشركات الأكبر والأكثر رسوخًا واستقرارًا فإن الخوف هو ما يحدّد سلوكها ودوافعها؛ الخوف من تخلخل القطاع التجاري عن طريق منافس ما، أو حدوث تغييرات ما في هذا القطاع. وإذا كان هذا هو حال شركتك فعليك الاحتراس لأن هذا هو ما تفعله التقنيات الحديثة بالضبط.

سأطلعكم في هذا المقال على الفرص المذهلة والمخاطر المقلقة التي تجلبها التقنية لعالم الأعمال، وذلك من خلال دراسة أربع حالات متجنّبا القصص الكلاسيكية مثل iTunes وتجارة الموسيقى أو التنافس بين Blockbusters و Netflix، عوضًا عن ذلك سأركّز على أمثلة استطاعت إخلال توازن السوق في مجالاتها.

أتمنى أن تكون هذه القصص مُلهمة لأولئك المتعطشين إلى الفرص الجديدة وتساعدهم على اقتحام مجالهم بقوّة، أما بالنسبة لأولئك الباحثين عن طرق يحافظون فيها على أسواقهم الخاصة فهذا المقال يجب أن يدفعهم للتغيير.

Uber وسائقي سيارات الأجرة في لندن

اخترقت Uber عالم سيارات الأجرة وأخلّت توازناته مُستخدمة التقنية بهدف تحسين تجربة المستخدم، فأدخلوا تغييرات كبيرة في هذا المجال الساكن، ليس فقط بالنسبة لسائقي سيارات الأجرة في لندن، بل بالنسبة لخدمة سيارات الأجرة حول العالم.

المشكلة أن طلب سيارة الأجرة في لندن من الممكن أن يصبح كابوسًا في ساعات معينة من النهار، لا يتعلق الأمر بتكلفتها الباهظة فحسب بل يتعدى ليشكّل تجربة شاقّة؛ حيث معظم السائقين لا يتعاملون مع البطاقات المصرفية، لذا عليك أولًا أن تسحب نقودًا من الصرّاف الآلي ATM، وأن تعتمد على ذاكرة السائق وخبرته في الأماكن لعدم وجود خدمة تحديد الموقع GPS لديه، أخيرًا وعندما تصل إلى وجهتك ستحتاج إلى انتظار بعض الوقت قبل المغادرة لدفع المبلغ المستحق واسترداد الباقي مع وصل الاستلام.

NEWS-uber.thumb.jpg.3bd293fb4f2ec5710060

جعلت Uber هذه التجربة أسهل بأسلوب رائع. فكل ما عليك فعله هو طلب سائق عبر تطبيق الهاتف المحمول، والذي سيرسل موقعك لأقرب سيارة أجرة. يعرض التطبيق موعد وصول السائق المتوقع والتكلفة التقريبيّة. في السيارة وأثناء رحلتك مع السائق إلى الوجهة التي تقصدها يمكنك متابعة الطريق عبر البرنامج نفسه للتأكد من عدم اختيار السائق لطريق أطول.

عندما تصل إلى وجهتك ما عليك سوى الخروج من السيارة فورًا، فالرسوم تُخصم تلقائيًا من بطاقة الائتمان الخاصة بك لتستلم إيصال الدفع عبر البريد الإلكتروني.

ليس غريبًا بعد ذلك أن ينطلق Uber بقوّة كبيرة في السوق، فقد استخدموا التقنية ليحسّنوا تجربة المستخدم بشكل ملحوظ وهو ما لا يملكه سائقو لندن التقليديين، ولا يحبونه أيضًا.

وأمام هذا كلّه قام السائقون التقليديون بإضراب احتجاجًا على Uber مدّعين بأنها تتجاوز القانون، لكنهم في الحقيقة لم يحبّوا تغيّر المشهد بهذا الشكل، فالتقنية مكّنت الآخرين من المنافسة، ومعرفتهم لشوارع لندن قد عفا عليها الزمن أمام نظام تحديد المواقع GPS وخرائطه الدقيقة، كانوا يصيحون بأن هذا غير عادل عوضًا عن التكيّف مع التغيير، وفي النهاية فإنّ تجربة المستخدم وحدها من حدّد الرابح، سواء وصفنا ذلك بأنّه مُنصف أم لا.

FreeAgent

يُعتبر FreeAgent مثالًا آخر على اقتحام القطاعات التجارية بقوّة، وعلى العكس من uber ركّز FreeAgent على تقديم خدمة ذاتية للعميل بهدف توفير المال.

باختصار فإن FreeAgent هو تطبيق لإدارة الحسابات، يسمح للشركات الصغيرة بإدارة ضرائبها، فواتيرها، أعمالها وعملائها في مكان واحد. فبدلًا من تعيين موظّف خاص لإدارة حساباتك هذه بإمكانك اليوم أن تفعل هذا بنفسك.

يحوّل FreeAgent الأعمال الحسابية المُعقدة إلى خطوات بسيطة ممّا يمكّنك من إجرائها بنفسك لاغيًا الحاجة إلى توظيف محاسب. إنّه يُسهّل إدارة الأعمال التجارية، ويسمح لأرباب العمل بالتركيز على العمل الحقيقيّ بأنفسهم بعيدًا عن التعامل مع الورق.

freeagent-device.thumb.jpg.f240ede9f857b

يضيق أصحاب الأعمال التجارية ذرعًا بالتعامل مع المحاسبين ومحصّلي الضرائب، من هنا قدّم مشروع FreeAgent نفسه لتبسيط هذه المهمة. ومرةً أخرى تبدو التقنية كشرّ لابدّ منه، إذ يمكنكم تخيّل التغيرات المتوقعة ضمن عالم المحاسبة في السنوات القليلة القادمة.

DPD

اعتماد التقنية ليس حكرًا على أصحاب الأعمال الجديدة واللاعبين الجدد الهادفين إلى الاستيلاء على حصصهم الخاصّة في السوق، فالتقنية متاحة للجميع بما فيهم الشركات التقليدية أيضًا. شركة DPD هي إحدى الشّركات التي حقّقت هذا الاستثناء. تعمل DPD على تسليم الطرود منذ عام 1970 وحتى اليوم، إلا أنّ إدخالها التقنية إلى العمل أتاح لهم تحقيق قفزات واسعة لتجاوز منافسيهم.

DPD.thumb.jpg.a7c17e565979032289f1cf8a73

حازت DPD على حب المستخدمين وثقتهم، ما جعلها تتعاقد مع جهات كبيرة مثل Amazon. فما السر وراء حب العملاء لـDPD؟ الجواب ببساطة:استخدامها التقنية لتقديم أرقى الخدمات للعملاء.

كثيرًا ما يعطّلك انتظار طرد ما، فمعظم الشركات تحدّد لك يوم تسليم الطرد فحسب، الأمر الذي يلزمك البقاء في المنزل وعدم مغادرته في هذا اليوم حتى لو احتجت لزيارة متجر قريب بسرعة مخافة أن يفوتك الطرد.

أدركت DPD هذه المشكلة واستثمرت في حلها لتعزيز تجربة عملائها، فعبر استخدام نظام تحديد المواقع GPS تتيح DPD لعملائها تتّبع طرودهم في الوقت الحقيقي. بداية ستتلقى رسالة نصيّة أو بريدا إلكترونيًا في اليوم السابق للتسليم مع تقدير موعد ساعة الاستلام، يُحسب هذا باستخدام نظام مُعقّد يعتمد على قاعدة بيانات عمليات التسليم السابقة.

تاليًا في يوم استلام الطرد يمكنك أن تدخل لموقع DPD الإلكتروني لتتبّع حركة طردك في الوقت الحقيقي، وذلك بالنظر إلى إحداثيات موقع السائق على الخريطة؛ ما يمنحك إمكانية القرار فيما إذا كنت تملك الوقت للذهاب إلى المتجر أم لا، حتى أنّ البرنامج يخبرك بعدد الشحنات التي سيتم تسليمها قبل طردك.

هكذا ومن خلال الاستثمار في التقنية المتاحة مثل نظام تحديد المواقع GPS، استطاع DPD تقديم خدمةٍ مختلفة تميّزه عن منافسيه.

Go Henry

تساعدنا التقنية على إنشاء بصمة خاصة ومساحة استثنائية حتى في أكثر القطاعات تقليديةً ومحافظةً على الثبات. لنأخذ Go Henry على سبيل المثال، والذين وفّروا إمكانية إنشاء حساب مصرفي للأطفال.

لو كنتَ أبًا فستعلم المشكلة التي تشكّلها النقود للأطفال. يرغب الطفل أحيانًا بشراء مواد عبر الإنترنت بواسطة حساب مصرفي، أو يصدف أن يزور الطفل متجرًا دون نقود مما يضطرّك للدفع عبر بطاقتك الائتمانية، ناهيك عن أهمية مساعدة الصغار على تعلّم أساليب الإدارة الماليّة.

حالما يبلغ ابنك العاشرة يمكنك اصطحابه للمصرف لإنشاء حساب خاص به، إلا أن معظم المصارف لا تتيح للأطفال استخدام التطبيقات المصرفية، وهكذا لن يعرف الطفل كم من المال في حسابه، وبالتالي يفقد السيطرة على ما ينفقه من المال.

رأى مشروع Go Henry هذه الحاجة واستطاع إيجاد طريقة للحلّ باستخدام التقنية، مستثمرين جزءًا مُهملًا من قطاع العمل المصرفي لخلق مساحة تجارية مزدهرة بواسطة التقنية.

يمكنك مع Go Henry إعطاء طفلك بطاقة للسحب الآلي، بعد تعيين كل أنواع الحدود التي تريدها، يمكنك بالإضافة إلى ذلك إعداد الحساب لسحب المزيد من المال أو تزويده بمصروف شهري بشكل منتظم وتلقائيّ دون حاجتك لتذكّر ذلك.

الأهم من كل هذا تجربة الطفل ذاتها، والذي سيمكنه معرفة رصيده الحاليّ، أو إعداد جدول أهداف للادخار.

تحسين تجربة المستخدم بواسطة التقنية

ما هو العامل المشترك بين هذه القصص الأربع؟ هل هو تأثير التقنية في اختراق القطاعات التجارية؟

حسنًا، ما تشترك فيه القصص الأربعة هو أن التقنية حسّنت من تجربة المستخدم، الأمر الذي انعكس على تميّز هذه الشركات في قطاعاتها وبين منافسيها.

انظر لعملك التجاري، قيّم تجربة العميل لديك ثم انظر إلى لطرق التي يمكن أن تُدخِل التقنية فيها لتقديم تجربة أرقى للعميل، عندها فقط سيكون بإمكانك الحصول على فرص جديدة، أو تجنّب المخاطر القادمة من هيمنة التقنية.

ترجمة -وبتصرف- للمقال Disrupt your sector through a better user experience لصاحبه Paul Boag.

حقوق الصورة البارزة: Designed by Freepik.


تفاعل الأعضاء

أفضل التعليقات

لا توجد أية تعليقات بعد



انضم إلى النقاش

يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.

زائر
أضف تعليق

×   لقد أضفت محتوى بخط أو تنسيق مختلف.   Restore formatting

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   جرى استعادة المحتوى السابق..   امسح المحرر

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.


×
×
  • أضف...