اذهب إلى المحتوى

التوظيف الداخلي وتجهيز الموظفين الموجودين لإنجاز أدوار جديدة


Anas Walid

تعرف معظم الشركات في الوقت الحالي معنى مصطلح توظيف الموظفين الجدد، ولكن ماذا عن تهيئة الموظفين الحاليين لإنجاز أدوار جديدة؟ أصبح التوظيف الداخلي أمرًا يجب أن يفكر فيه جميع القادة، لأن الكثير من الشركات تستثمر وتستفيد من إمكانية التحويل الداخلي للبرامج. فسواءً نُقل أحد الموظفين إلى مركز مشابه لمنصبه أو ترقى لمنصب أعلى، فإن تجهيزه للاندماج التام في دوره الجديد يُِعَد أمرًا ضروريًا لنجاحه.

هناك فوائد عديدة من نقل الموظفين الحاليين إلى مناصب جديدة، مثل الاندماج العالي ورفع نسبة المحافظة على الموظفين. وهناك أيضًا فوائد من توظيف موظفين متعددي الوظائف والخبرات، لذا من المهم أن تستخدم الشركات هذا النوع من التوظيف أحيانًا.

ما الفرق بين التوظيف الخارجي والتوظيف الداخلي؟

تتشابه أهداف التوظيف الداخلي مع أهداف التوظيف الخارجي نوعًا ما، وفي كل الحالات يجب على المديرين الاهتمام بالموظفين الجدد وتوجيههم، خاصةً في يومهم الأول. لا تنسَ حقيقة أنك تتعامل مع موظفين موجودين ومعروفين، لذا سيؤدي الاهتمام بعملية تجهيز الموظفين الجدد إلى المحافظة على الموظفين لفترة زمنية طويلة، وكذلك يساعد التوظيف الداخلي الملائم على تخفيض نسبة استبدال وتدوير الموظفين.

التوظيف الداخلي باختصار هو عملية نقل الموظفين الحاليين إلى مناصب جديدة، وهي الطريقة التي يتأكد الموظفون من خلالها أنهم مدعومون وجاهزون لتحمل مسؤوليات جديدة، كما يمكنك أن تتأكد عن طريقها من أنهم مندمجون وذووا إنتاجية عالية؛ في حين يحدث التوظيف الداخلي وبعكس التوظيف الخارجي عندما يجمع المرشحين للعمل في منصب ما من الموظفين الموجودين في الشركة بدلًا من توظيف أناس من خارج الشركة. كذلك، يُعَد التوظيف الداخلي ذو صلة بتجهيز الشخص الحاصل على ترقية أو منصب جديد، وهو ذو صلة بدعم الموظف المنضم إلى قسم جديد وبدعم الخبرات.

أمثلة على التوظيف الداخلي

ترقّى محمد لمنصب المدير بعد عمله لمدة سنة كمنسق. حتى لو لم تتغيير مشاريعه وفريقه، فقد باتت هناك مسؤوليات وواجبات جديدة، ويجب عليه إتقان استخدام الأدوات جديدة لأن الإدارة هي عالم مختلف تمامًا.

ليلى هي مخططة في شركتها، ولكن شغفها هو التصميم الجرافيكي، لذا عندما سمعت أن منصب مصمم الجرافيك متاح داخليًا، قدمت طلبًا وحصلت على الوظيفة. ليلى على دراية بمعظم أدوات وعمليات الشركة، ولكن يبقى عليها أن تتعلم أسرار المنصب الجديد.

أنس هو قائد فريق في قسم اتصالات، كانت هناك فرصة ليصبح قائد فريق في قسم طيران، فاغتنمها. لم يتغير مسماه الوظيفي، ولكن تغيّر القسم والفريق والأدوات.

ما هي فوائد التوظيف الداخلي؟

يمكن للتوظيف الداخلي أن يكون عمليةً يستفيد منها جميع الأطراف، حيث سيواجه الموظفون تحديات جديدة وإيجابية من جهة، كما سيستفيد أصحاب العمل بالمقابل لأن هذه العملية تحافظ على الوقت والمال. إليك بعض فوائد التوظيف الداخلي:

  • فعالة من حيث التكلفة: توظيف وتجهيز الموظفين ليس رخيصًا، إذ يمكن أن يكلف التوظيف الخارجي الشركة 4000 دولار، حيث يستغرق توظيف الموظف الجديد 24 يومًا تنقسم إلى البحث والمقابلة ودمج الموظف في الشركة وفقًا لبحث شركة ديلوتي Deloitte، بينما يملأ التوظيف الداخلي المنصب الشاغر بموظف داخلي فُحِص من قبل.
  • إنتاجية أسرع: يستغرق الموظف الجديد ما بين سنة إلى سنتين للوصول إلى قمة إنتاجيته، ويجب إنجاز بعض العمل المكثف لدمج الموظف مع ثقافة الشركة وتعليمه استخدام الأدوات. يساعد التوظيف الداخلي الشخص المستلم للوظيفة الجديدة على أن يتابع سريعًا للوصول إلى قمة الإنتاجية بوقت أبكر، إذ سيكون مندمجًا جيدًا في الشركة بالأساس، ويعرف عملياتها ويستخدم الأدوات المستعملة في العمل بأريحية.
  • تدعم اندماج الموظف: يحدد الإعداد الصحيح للموظف الجديد مستوى اندماجه ويخفف نسبة استبدال ودوران الموظفين في المستقبل. يحقق التوظيف الداخلي نفس الشيء، ويسمح للموظفين الموجودين بتطوير مهارات جديدة والتطور في عملهم والشعور بالتقدير، مما يؤدي إلى زيادة رضا الموظف وتحفيز عالٍ للعمل.
  • تحافظ على الموظفين لزمن أطول: تأييدًا للنقاط المذكورة بالأعلى فكلما زاد الاندماج في العمل ارتفعت نسبة المحافظة على الموظفين. وإذا استخدمت الشركات نظام التوظيف الداخلي، فسيشعر الموظف بأن هناك فرصًا للتطور متاحةً داخليًا. عندما تعرف أنه يستقيل 82% من الموظفين بسبب عدم وجود تقدم وظيفي، ستتأكد أن هناك ميزات تنافسيةً للتوظيف الداخلي.
  • تعزز ثقافة الشركة: تُوضَح ثقافة وقيم الشركة عن طريق هيكل المنظمة واتخاذ القرارات، فعندما تعطي الشركة عروضًا عن طريق التوظيف الداخلي، فسيكون ذلك بمثالة دليل مباشر على اهتمام ودعم الشركة لنجاح موظفيها، بالتالي سيفتخر الموظفون بهذه الشركة ويدعمونها.

ما الذي يجب عمله أثناء عملية التوظيف الداخلي؟

يتساهل الكثير بعملية التوظيف الداخلي، إذ يفترض العديد من أرباب الأعمال أن الموظفين الحاليين لا يحتاجون إلى دعم منظم عند نقلهم لمنصب جديد نظرًا لأنهم استفادوا من عملية التجهيز عندما وظفوا أول مرة. مع ذلك يجدر أن يكون المدراء على ثقة تامة بأن الاستثمار في إنشاء خطط لعملية التوظيف الداخلي أمر ضروري.

لست بحاجة إلى إعادة تدوير العجلة. إذا كنت أنشأت نموذجًا لعملية تجهيز الموظفين الجدد، فيمكنك الاستفادة من هذا وتحسينه ليتناسب مع احتياجات الموظف الحالي. يمكنك تخطي جوانب معينة هنا مثل أنشطة الاندماج في ثقافة الشركة، ولكن يجب أن الإبقاء على الأنشطة المتعلقة بالمهام والمسؤوليات والفرق الجديدة.

قائمة بالأمور التي يجب أن يحظى بها ويعرفها الموظف المنقول داخليا

  • بعض الأشياء من المدير الجديد والسابق للتأكد من انتقال الموظف بسلاسة: مثل وثيقة تدل على أن الموظف سلّم دوره السابق أو يوم للتعقيب ومعرفة المهام الجديدة.
  • الأهداف المهنية الجديدة والمعالم ذات صلة بالدور الجديد: يضمن هذا أن الموظف يفهم تمامًا المتوقع منه ويعرف مسؤولياته وأنه جاهز للتطور.
  • جدول بمواعيد مراجعة المدير الجديد والاجتماعات: تُعَد هذه أيضًا فرصةً لجمع التعليقات من الموظف والتأكد من أنه سعيد، والتحقق مما إذا كان هناك أي شيء يحتاجه لتحسين الأداء.
  • جلسات مراجعة دورية لمراجعة أداء الموظفين في دورهم ومسؤولياتهم الجديدة: يمكنهم لقاء مديرهم الجديد لمراجعة الأداء كل 30 و60 و90 يوم.
  • تعيين مرافق أو مشرف أو كلاهما: وذلك لمساعدة الموظف المنتقل داخليًا لتحسين اندماجه في الفريق والقسم والمسؤوليات الجديدة.

يُعَد التأكد من أن الموظفين الحاليين المنتقلين إلى مناصب جديدة يشعرون بأنهم موجهون ومدعومون بخطة منظمة أمرًا مهمًا لإشعار الموظف بالثقة وجعله يندمج في العمل. يشبه الأمر هنا طريقة التعامل مع الموظفين الجدد تمامًا. يفضل المديرون إنشاء نماذج رقمية لأسلوب تهيئة الموظفين الجدد، لذا من الجيد إنشاء نماذج أخرى للموظفين المنقولين داخليًا.

يعادل الانتقال الداخلي التوظيف الخارجي أهمية وربما الانتقال الداخلي أهم

يتشابه الانتقال الداخلي مع التوظيف الخارجي، ولكن المنتقلين داخليًا هم موظفون سبق وأن استثمرت وقتًا ومصادر كبيرةً في تجهيزهم؛ لذا يُعَد عدم استغلال الفرص لدمج الموظفين والاستفادة من الموظفين المربحين أمرًا مخزيًا ومخسرًا.

يصل الموظف المنتقل داخليًا إلى ذروة انتاجيته في دوره الجديد بزمن أسرع، لذا ستلاحظ أن الاستثمار بالانتقال الداخلي يعود إليك بالنفع أسرع من الاستثمار عند تجهيز موظف خارجي ليكون جاهزًا للمنصب الجديد.

ترجمة وبتصرف للمقال What is cross-boarding? How to onboard existing employees into new roles لكاتبه Jules Rollet.

اقرأ أيضًا


تفاعل الأعضاء

أفضل التعليقات

لا توجد أية تعليقات بعد



انضم إلى النقاش

يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.

زائر
أضف تعليق

×   لقد أضفت محتوى بخط أو تنسيق مختلف.   Restore formatting

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   جرى استعادة المحتوى السابق..   امسح المحرر

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.


×
×
  • أضف...