لماذا يخاف الموظفون من إعطاء آرائهم؟ ما الذي يمنعهم من إعطائها؟ يشجع الكثير من المدراء موظفيهم على إعطاء آرائهم، ويستخدمون أحيانًا برمجيات تساعد الموظف على إعطاء التعليقات دون معرفة هويته، ولكن ما زال معظم الموظفين لا يشعرون بالراحة عند إعطاء آرائهم.
يعود السبب في ذلك إلى أن الموظفين قلقين من أنك ستتعامل مع تعليقاتهم على مستوى شخصي أو أنهم سيخسرون احترامك، وهذه المشكلة لا يجب تجاهلها، فقد أوضحت الأبحاث أن هذه المشكلة أكبر مما كنا نظن.
يلتزم معظم الموظفين بالصمت رغم أنه يمكنهم مساعدة الشركة على التطور، حيث غالبًا ما تكون لديهم أفكار مميزة ولكن لا أحد يعرفها. سنتعرف في هذا المقال عن سبب هذا والطريقة المتبعة لجعل الموظفين يشعرون بالأمان.
سبب عدم إعطاء الموظفين آرائهم
اكتشف جيمس دتيرت James Detert الأستاذ في جامعة كورنيل Cornell في بحث أجراه أن الموظفين يخافون من إزعاج مديرهم. وقُسِم الأشخاص المشاركون في البحث إلى مجموعتين، بحيث طُلب من كل مجموعة أن تتخيل أنها فريق يعمل على تطوير منتج جديد، وأُخبروهم أن هناك العديد من المشكلات في المشروع وعليهم حلها؛ الفرق الوحيد بين المجموعتين أنه قيل للمجموعة الثانية أن رئيسهم أمضى الكثير من الوقت في دراسة المشروع والعمل به. وعلى هذا الأساس، أعطت المجموعة الثانية مقترحات أقل بكثير.
وجد نفس الأستاذ في بحث أجراه في جامعة كورنيل Cornell أن الموظفين غالبًا ما يخافون من اقتراح أفكار لتحسين العمل أكثر من خوفهم عند طرح المشكلات.
اقتباسبدت مخاوف الموظفين من إعطاء آرائهم شخصيةً ولحظيةً وفقًا لبعض المقابلات، وكانت الفائدة المستقبلية العائدة على المؤسسة بسبب مشاركتهم لأفكارهم غير مضمونة، لذا يحاول الموظفون عفويًا أن يكونوا بالجانب الآمن ويلتزموا الهدوء. حيث أنهم يفكرون بالطريقة التالية: عندما أكون لست متأكدًا، سأغلق فمي.
يقترح البحث أن معالجة هذه المشكلة أصعب من عمل صندوق لجمع الاقتراحات وتحفيز مشاركة الأفكار. ويكمن الحل في التغيير الجذري لثقافة الشركة بحيث تشجع الثقافة الموظفين على تقديم الأفكار وإعطاء الآراء بحرية وصدق، ولا يحدث هذا في الأنظمة التي تجمع الآراء دون معرفة هوية الشخص.
مشكلة التعليقات مجهولة الهوية
لو كنا نعيش في عالم مثالي فلن يكون من الضروري دائمًا أن تكون التعليقات مجهولة الهوية، إذ يشعر الموظفون بالراحة والأمان الكافيين لكي يشاركوا آراءهم بدون الخوف من وجود عقوبة. ولهذا، تعطي بعض المواقع للمستخدم خيار إظهار الهوية، ولكن الخيار الافتراضي هو عدم الكشف عن الهوية لأنه واقعي أكثر في البيئة الحالية.
كذلك، يمكن إجراء اﻻستبيانات العامة لموظفي الشركة عبر تطبيقات مثل تطبيق نماذج جوجل ويمكن من خلالها عدم إظهار هوية المشارك وبهذا يستطيع الموظف البوح بما يريد دون خوف.
مع ذلك عندما تشاهد أغلب الشركات هذه المواقع، يكون أكبر همهم هو عدم الكشف عن الهوية لأنهم يريدون أن يشعر الموظفون بالأمان، لكن لسوء الحظ هذا الأمر غير واقعي، إذ لم تكن النتائج جيدةً حتى الآن؛ وفي الواقع لا تكمن المشكلة في نظام إعطاء التعليقات بل في حقيقة عدم كشف الهوية. وسبب استخدام أسلوب عدم كشف الهوية هو الاعتقاد أنه إذا لم يعرف أحد من قال هذا الشيء، فسيكون الموظفون صادقين وسيعبّرون عن مشاعرهم الحقيقية، إلا أن هناك بعض المشكلات نذكرها فيما يلي.
إرسال رسالة خاطئة
ربما لا تلاحظ، ولكنك ترسل رسالةً خاطئةً عند اتباع أسلوب عدم كشف الهوية عند إعطاء الآراء، فالأمر في هذه الحالة يكون أشبه بقول أن منظمتك لا تشجع الموظفين على إعطاء آرائهم، لذا توجهت إلى أسلوب عدم كشف الهوية لتجنب حدوث المشاكل لأي أحد، بحيث أنه إذا لم يكن الأمر سريًا، فسترتفع فرص التورط في المشكلات. وبطبيعة الحال، ليست هذه الرسالة التي ترغب بإرسالها للموظفين، لذا أشعِر الموظفين بالراحة والأمان بدلًا من ذلك.
صعوبة المتابعة
إذا كنت تخفي هوية الموظف، فسيكون من الصعب المتابعة والحصول على مزيد من المعلومات للوصول إلى أصل المشكلة. ربما يمكن تجاوز هذه العقبة عن طريق عمل محادثات بهويات مجهولة. يجب المتابعة لمعالجة المشكلة وخاصة عندما تكون المشكلة خطيرة.
يمكن فقدان الثقة بسهولة
إذا كتب الموظف تعليقًا مهينًا أو سلبيًا للغاية، فقد يرغب المدير بمعرفة هويته، وبناءً على نوع النظام فمن الممكن معرفة من هو الكاتب، لذا يشك العديد من الموظفين بصدق عدم كشف الهوية وخاصةً الموظفون الشباب الذين يملكون معرفةً جيدةً حول استخدام الحاسوب. بالتالي عندما تُفقد الثقة، من المستحيل إعادتها.
كيف تحفز الموظفين على إعطاء آرائهم؟
يجب تنفيذ شيئين رئيسين وهما إزالة الخوف، وتذكير الموظفين بأن رأيهم مهم. كن ثابتًا على مبدئك، واعلم أن تغيير السلوك يستغرق بعض الوقت، ولكن إذا استمريت فستحقق النتائج.
إليك فيما يلي بعض الطرق لجعل الموظفين مرتاحين في إعطاء آرائهم.
اطلب من الموظف مشاركة أفكاره
يجب أن تنتبه لهذا الشيء وتكرره كثيرًا. اطلب من الموظفين إعطاء آرائهم وأفكارهم أثناء اجتماعات الفريق أو النقاشات غير الرسمية. يمكنك أن تسألهم أسئلةً افتتاحية، مثل: كن صادقًا معي، هل تعتقد أن هذه الفكرة جيدة؟ أو هل ستساعدنا هذه الفكرة على الحصول على المزيد من المستخدمين؟ هل بإمكانك أن تكون صادقًا كليًا؟ عندما تستمر بعمل هذا كثيرًا، يصبح الموظفون أكثر ارتياحًا عند مشاركة أفكارهم.
أزل الخوف
إذا خاف الموظفون من إعطاء آرائهم بسبب ظنهم أنه نتائج سيئة ستحدث، فطمئنهم، واحرص على تنبيههم بأنهم لن يقعوا في أية مشكلة، وأنك تُقدّر تعليقاتهم. لا تخف من تذكيرهم أكثر من مرة بأنه لا خوف من إعطاء آرائهم بحرية.
تابع
أحد أكبر أسباب عدم إعطاء الموظفين التعليقات هو اعتقادهم بأنه لن يُنجَز أي شيء بسببها، فلماذا أتعب نفسي؟ ربما يستغرق هذا بعض الوقت، ولكن عليك إقناع موظفيك بأنك تُقدّر ملاحظاتهم وأن شيئًا ما سينجز بالفعل.
ترجمة وبتصرف للمقال ?Do employees really feel comfortable speaking up.
أفضل التعليقات
لا توجد أية تعليقات بعد
انضم إلى النقاش
يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.