هل ارتكاب الأخطاء ضرورة مُلِحَّة لتحقيق أيِّ نوعٍ من النّجاحات التّي نكافح من أجلها؟ سأحاول الإجابة على ذلك في الفقرات القادمة.
1. موضوع مُكرّر ؟
كثيرون... كثيرون هم الذين أثاروا هذا الموضوع من قبل والسبب وراء انضمامي لهذا الركب هو أن الكتابة حول الأمر تجبرني على تنظيم أفكاري المتناثرة في رأسي عندما أحولها إلى كلمات، مما يسمح لي بالتفكير بشكل أفضل حول الموضوع. كما أنني أحب أن أسمع آراء الآخرين حول القضية حيث أنني سبق وأن استفدت من التعليقات حول ما أنشر.
2. السَّعي للنَّجَاح
أعتقد أن الكثيرين منا يكافحون للنجاح ويتلهفون للحصول على أجوبة حول كيفية تحقيق أهدافنا بسرعة، فسواء كان الهدف ماليا، تحقيق غاية داخلية أو الحصول على الحرية فالكل يريد النجاح وبالتالي فمن المهم معرفة التقنيات التي توصلنا إلى هذا المبتغى.
3. هل هناك إجابة واضحة على هذا التّساؤل؟
توجدُ دلائلٌ قويّة على أنَّ ارتَكاب الأخطاء ليس قانونًا كونيًا لتحقيقِ النّجاح فهناك عدّة أمثلة لأُناسٍ كانوا "محظوظين" لتفوقهم وحسب. لكن ما أريد طرحه هنا هو ما إذا كان التّعثر في حقيقة الأمر أضمن سبيل لتجنب الإخفاق؟ هل تعتبر أيّة طريقة أخرى غير ارتَكاب الأخطاء مقامرة غير محسوبة؟
4. خصاص روّاد الأعمال
إذا هل تعتبر المغامرة باستبهال عمل ما دون توقع ارتكاب مجموعة من الهفوات والزلل تصرفا غير حكيم؟
تتبادر إلى الذهن مجموعة من الخصائص النموذجية عند التساؤل عما يجعل رواد الأعمال ناجحين، منها عدم الاستماع لغيرهم والتشبت بنظرة معينة للأمور مع يقين داخلي بالتفوق. يقول بيل دالسندرو:
"الرياديون غير ممتثلين لغيرهم وهذا ما يدفعهم بتلقائية للتميز عن الواقع الثابت فهم لا يصغون عندما يخبرون بأن أمرا ما مستحيل التحقيق".
فإذا كان هذا هو ما يجب علينا القيام به كرياديين جدد فهل يترك هذا الوضع لنا أي مجال للتعلم؟
5. يقين وعاطفة في المكان غير المُناسب؟
ربّما يوجد مجالٌ للخطأ والتَّعلم فضلا عن العاطفة واليقين. فواحدةٌ من أهمِّ الدُّروس التّي أشعرُ أنَّني تعلَّمتُها في رحلة المشاريع المصّغرة تتعلّق باختيار ما يجب أن يُستهدف. ففي بداياتي، كنت أركّز كل اهتمامي على إنجاح فكرة محدَّدة، لكن بعد مجموعة إخفاقات ووصلت إلى نتيجة أنّ التّركيز على إنجاح فكرة بعينها ليس قرارًا صائبًا. أعتقد أن الكثيرين منا يكافحون للنجاح ويتلهفون للحصول على أجوبة حول كيفية تحقيق أهدافنا بسرعة، فسواء كان الهدف ماليا، تحقيق غاية داخلية أو الحصول على الحرية فالكل يريدقررت حاليا وضع جل جهدي في نجاح الشركة الناشئة وليس في محاولة إنجاح فكرة محددة له وهذا القرار محفز بالنسبة لي مما يجعلني أكثر راحة مع مع فكرة التمحور Pivoting (تغيير توجه الشركة الناشئة إلى وجهة أخرى).
6. نوع جديد من روّاد الأعمال؟؟
إذا كان تحليلنا للقضيّة صحيحا إلى حدِّ السّاعة فهل المطلوب إذًا هو نوعٌ جديدٌ من ريادة الأعمال والرّياديين؟ ربمّا نوع جديد يرحب بالتَّغيير ويتعامل مع المُقترحات كفرضيات يذهب بعيدًا في اختبارها.
للعلم، هذه هي الفكرة وراء استراتيجية الشركة اللّينة وتطوير العملاء كما أنّ هذا النّوع من التّفكير يحظى بانتشار مُتزايد لدرجة تجعلني أتسائل، هل عقلية التّفكير هذه جديدة حقّا أم أنّها طالما كانت سرّ نجاح الرّياديين المتميّزين ولم نكتشفها سوى الآن فقط.
7. اجعل من ارتكاب الأخطاء هدفًا لك؟
كل هذا يقودنا لفكرتنا الأخيرة: هل يجب عليك أن نسعى لارتكاب الأخطاء؟ يرى الكثيرون أنّه من الحكمة ارتكاب الأخطاء، فهل هذا حقّا ما ينبغي علينا فعله؟
يقول نيلز بوهر:
"الخبير هو الرجل الذي ارتكب كل الأخطاء الممكن ارتكابها في مجال مُعيّن".
أمّا مارك سوستر فيُصرِّح:
"اعتناق عقلية ارتكاب الأخطاء هي الطّريقة التي أتعلّم بها".
لُبُّ الفكرة المُستقاة من الفشل هي إحدى الأسباب التّي تدفعني إلى زيارة واستكشاف ثقافة وادي السّيليكون.
"أعتقد أنَّ إمكانيّة الوقوع في الأخطاء من بين الأمور التّي تجعل هذا البلد [أمريكا] مكانا رائعا لمُمارسة الأعمال، في بلدانٍ أخرى قد يعني التَّعَثُرُ مرّة واحدةً انتهاء أمرِك حيث سيبتعد عنك البشر ابتعادهم عن الطاعون بينما هنا فالأمر أشبه بتعليق ميدالية شرف لِلْمُخْفِقِ لأنّه أقدم على المحاولة." فريد ويلسون
هل من الممكن أن تنجح دون تجربة عدم حصولك على شيء بتاتًا ؟
هل سنُحقّق إنتاجيّة أعلى عبر السّعي وراء ارتكاب الأخطاء أم بالعكس، تجنّبها ومعالجتها حيثما وُجِدَتْ مع الاستمرار في التّقدم للأمام هو ما سيكون مُثْمِرًا أكثر؟
أرحب بتعليقاتكم.
ترجمة -وبتصرّف- للمقال ?Is making mistakes a necessity for success لصاحبه : Joel Gascoigne.
أفضل التعليقات
لا توجد أية تعليقات بعد
انضم إلى النقاش
يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.