تمثل المتاجر الإلكترونية واجهات بيع رقمية للشركة أو فروع جديدة لها، وتتفوق على مثيلاتها التي تكون على الأرض في أن تكلفة إنشائها لا تكاد تُذكر مقارنةً بتكاليف تجهيز فرع حقيقي، وتكون أغلب عمليات البيع فيها آلية لا تحتاج إلى نفس العمالة المطلوبة للمتاجر الحقيقية. لذلك بات من الضروري العمل على تصميم متجر إلكتروني لمواكبة هذا التطور والاستفادة منه.
ويمثل متجرك الإلكتروني المتاح في دولة ما للتصفح والشراء وتوصيل المنتجات فرعًا لك في تلك الدولة، وتلك مزية عظيمة لمن يرغب في زيادة معدلات البيع والربح والتوسع لأسواق جديدة، وعلى ذلك ينبغي الاهتمام بتصميم المتاجر الإلكترونية وتنسيق تجربة الاستخدام فيها لتكون سلسة ومريحة لمن يتصفحها بغض النظر عن المنصة التي يدخل منها، سواء في طريقة تصميم المنتجات وترتيبها، أو وسائل الدفع المتاحة، أو تصميم المتجر البصري من حيث الألوان المستخدمة وإمكانية التصفح من الهاتف. وأن تكون عملية إدارة المتجر نفسها سهلة ليس فيها تعقيد تقني بحيث يعيق المعاملات اليومية، وذلك باستخدام أنظمة التجارة الإلكترونية المشهورة مثل ووكومرس Woocommerce وشوبيفاي Shopify على سبيل المثال لا الحصر، وأنظمة إدارة الموارد للشركات Enterprise resource planning (ERP) مثل أودو Odoo.
مراحل تصميم المتجر الإلكتروني
قبل البدء في بناء المتجر الإلكتروني نفسه ينبغي أن ننظر أولًا في عدة عوامل للاعتبار بها أثناء التصميم، وهي توجه قرارات التصميم والبناء التقنية لاحقًا مثل اللغات البرمجية وأطر العمل التي يجب استخدامها، ووسائل الدفع الممكنة وفقًا للمستخدمين والدولة التي يتصفحون منها، وطبيعة المنتجات المعروضة على المتجر نفسه.
دراسة السوق المستهدف للمتجر الإلكتروني
يجب معرفة النموذج التجاري الخاص بالشركة لتحديد تجربة الاستخدام المناسبة ونموذج الربح الخاص بالمتجر إن كان ربحًا مباشرًا أم وساطة فقط بين طرفين، ويغلب على المتاجر الإلكترونية أن تكون أحد الأنواع التالية:
- متاجر تبيع من الشركات للشركات Business to Business (B2B).
- متاجر تبيع من الشركات للأفراد Business to Consumers (B2C).
لكن توجد أنواع أخرى أقل شهرة، مثل المتاجر التي يبيع فيها الأفراد للأفراد C2C، ويكون الموقع مجرد وسيط يضمن المعاملة فقط، أو متاجر تبيع من الأفراد إلى الشركات C2B.
تحديد فئات المستخدمين
ثم ننظر بعدها في فئات الجمهور المستهدف من المتجر أولًا قبل بنائه لتحديد وسائل الدفع المناسبة لهم، وتجربة الاستخدام المناسبة إن كانوا يتصفحون من هواتف ذكية أم حواسيب مكتبية.
وتؤثر تلك العوامل في كيفية تصميم تجربة الاستخدام للمتجر ككل، وينبغي هنا إدارج سلوك الشركة صاحبة المتجر في الحسبان إن كان لها متاجر حقيقية على الأرض، إذ يغلب أن يكون المتجر الإلكتروني انعكاسًا للهوية البصرية على الأرض.
كذلك فإن معرفة الخبرة التقنية المتاحة لمن سيدير المتجر الإلكتروني توجه قرار اختيار نظام المتجر الإلكتروني، سواء كان شوبيفاي Shopify أو ووكومرس Woocommerce أو ماجنتو Magento أو غيرها من أنظمة إدارة المتاجر الإلكترونية، ونظام إدارة المحتوى مثل ووردبريس.
كما أن قرار تصميم الواجهة الأمامية للمتجر الإلكتروني يتحكم فيه نوع العميل نفسه إن كان المتجر يبيع لمستهلكين أفراد أم لشركات، وإن كان يبيع منتجاته أم منتجات لشركات أخرى.
اختيار منصة التجارة الإلكترونية المناسبة
تفضل المتاجر الصغيرة أو الناشئة استخدام أنظمة إدارة جاهزة مثل شوبيفاي Shopify و ووكومرس Woocommerce، خاصة الثانية التي يمكن تثبيتها من خلال لوحة التحكم في نظام إدارة المحتوى الشهير ووردبريس Wordpress لموقعك، وهذا يعني أنها ستكون أقل تكلفة من الخيارات الأخرى مثل Shopify أو أنظمة الإدارة الكبيرة مثل Odoo.
وتلك الأنظمة الجاهزة تدخل تحت نطاق البرمجيات الخدمية Saas، التي لا تحتاج إلى خبرة برمجية متخصصة أو توظيف مبرمجين، لكن في حالة المتاجر التي تحتاج إلى إعدادات مخصصة تكون الخيارات المتقدمة مثل أودو Odoo هي الأفضل، لكنها تحتاج إلى مبرمجين متخصصين في أنظمة إدارة الأعمال، حيث يمكن بناء تطبيقات وإضافات خاصة بمتجر الشركة.
تصميم متجر إلكتروني احترافي
تتعدد التقنيات المستخدمة في تصميم تطبيق متجر إلكتروني احترافي وفقًا لطبيعة المتجر الإلكتروني والجمهور المستهدف وقرار الشركة صاحبة المتجر وفقًا للأدوات التي تفضلها.
اختيار التقنيات المناسبة لبناء المتجر
قد يُستخدم إطار العمل Django مثلًا في بنائه ويُربط مع بوابات دفع مثل باي بال PayPal و سترايب Stripe، وهذا يعني أن لغة بايثون هي التي ستُستخدم، كذلك يمكن استخدامها لتطوير إضافات برمجية لاستخدامها مع نظام أودو Odoo لإدارة الأعمال.
أو قد يُبنى المتجر باستخدام ووكومرس WooCommerce كما ذكرنا في شأن مواقع ووردبريس، فيحتاج إلى تطوير قوالب وإضافات له وفقًا لحاجة العميل أو الشركة صاحبة المتجر، وحينئذ تُستخدم لغة مثل PHP.
تصميم تجربة الاستخدام للمتجر
بعد أن تقرر التقنية المناسبة لبناء المتجر الإلكتروني باستخدامها، ينبغي النظر في عدة عوامل تدور بين تجربة المستخدم والتسويق للمتجر، وذلك من أجل إنجاح تجربة الشراء والاستخدام للعميل الذي يتصفح الموقع، ومن أجل تقليل فترة التسويق التي تسبق بدء تحقيق الأرباح الحقيقية.
الواجهة البسيطة المرتبة
لا تستقبل العميل بالرسائل المنبثقة، والأقسام غير المرتبة والخطوط المزعجة، فإن هذا يشتت العميل أولًا ويزيد من فرصة خروجه من الموقع دون إتمام عملية الشراء ثانيًا، فهذا يشبه دخوله إلى متجر حقيقي سيء التصميم والديكور، والمنتجات غير مرتبة، ويقفز الموظفون في المتجر في وجه العميل ليقاطعوا تجربة الشراء.
كذلك ينبغي الاهتمام بتسهيل خطوات تصفح المنتجات إلى إتمام عملية الشراء، ذلك أن أي تأجيل فيها أو تعطيل قد يؤدي إلى ترك العميل للمتجر بالكلية، وهذا يشبه دخول متجر أرففه خالية من المنتجات إلا قليلًا، وموظف التحصيل غير موجود!
التصفح من الهاتف
صار من البداهة الآن أن يبدأ التصميم لمن يتصفح من الهاتف أولًا، سواء كان للمتجر تطبيق مخصص للهواتف أم كان التصفح من نسخة الويب، فينبغي تحسين تجربة الاستخدام من الهاتف لتكون مماثلة لتجربة الاستخدام الخاصة بسطح المكتب، وكذلك لتكون واحدة بين الأجهزة المختلفة.
فنتجنب الاهتمام بمنصة على حساب الأخرى، كالاهتمام بتطبيق المتجر على هواتف أيفون مثلًا وإهمال تجربة الاستخدام على أندرويد إن كان للمتجر تطبيق مخصص، أو إهمال تجربة الاستخدام من متصفح الويب للهاتف إن كان التصميم متجاوبًا وموجه لسطح المكتب والهاتف معًا.
وهذه النقطة غاية في الأهمية، إذ يجب توحيد عناصر تجربة الاستخدام بين تلك المنصات من سرعة التصفح والأيقونات وطريقة استخدام المتجر لئلا يختلف سلوك المستخدم بينها فيتشتت أو يصاب بالحيرة، فهذا قد يصرفه عن استخدام المتجر بالكلية.
خاتمة
لا شك أن التطور الطبيعي لبيئة مثل الإنترنت أن تنتقل المعاملات الحقيقية أو أغلبها إليه، وعمليات البيع والشراء ودخول الأسواق الجديدة للشركات والمتاجر عبر الإنترنت من أهم تلك المعاملات، إذ سمحت للشركات والمتاجر بالوصول إلى أسواق بعيدة عنها دون الحاجة إلى الذهاب إليها وافتتاح فروع حقيقية فيها، فقد سهلت الخدمات اللوجستية كثيرًا من عمليات الشحن الدولية، وبقي أن يكون لدى الشركة واجهة رقمية في صورة متجر إلكتروني تعرض فيه منتجاتها.
وإذا كنت تريد تصميم متجر إلكتروني لموقع ووردبريس قائم بالفعل وتريد استخدام ووكومرس له فربما تود النظر في دورة تطوير تطبيقات الويب بلغة PHP، حيث ستتعلم كيفية إنشاء المتاجر الإلكترونية وبناء نظم إدارة المحتوى وقوالب ووردبريس.
كذلك فإن دورة تطوير واجهات المستخدم تحتوي على قسم كامل لتطوير واجهة استخدام حقيقية من الصفر لمتجر إلكتروني، وهي مناسبة لمن ليس له خبرة مسبقة في تطوير المواقع وواجهات المستخدم ويريد أن يبدأ فيها.
أما إذا كنت تريد تطوير متجر إلكتروني مخصص وتطوير قوالب وإضافات له، أو حتى العمل على نظم إدارة الأعمال الكبيرة ERP مثل Odoo، فربما تود الاطلاع على دورة تطوير التطبيقات بلغة بايثون، حيث ستتعلم تطوير متجر إلكتروني باستخدام جانغو Django، وتطوير متجر إلكتروني وبناء إضافات برمجية لاستخدامها مع نظام أودو Odoo لإدارة الأعمال.
إقرأ أيضا
- الدليل الشامل لأشهر أنظمة إنشاء وإدارة المتاجر الإلكترونية
- المدخل الشامل لتعلم تطوير الويب وبرمجة المواقع
- دليلك لتصميم متجر وموقع تجارة إلكترونية على شبكة الإنترنت
- الخطوات الابتدائية لإنشاء متجرك الإلكتروني: عنوان المتجر وحجز النطاق (Domain)
- دليلك لتصميم موقع لمتجر إلكتروني
- إنشاء متجر إلكتروني باستخدام نظام أودو Odoo
أفضل التعليقات
لا توجد أية تعليقات بعد
انضم إلى النقاش
يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.